كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 "هنضبة" الإنقاذ لشعب السودان بإسم الشريعة..!
|
"هنضبة" الإنقاذ لشعب السودان بإسم الشريعة..!
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
بعد واحد وعشرين سنة من إنقلابها على النظام الديمقراطي تهدد وتتوعد الانقاذ شعب السودان بأنها ستطبق فيهم الشريعة ( بعد الإنفصال)! إن مثل هذا القول الذي قيل فى القضارف مؤخراً يحمل اعترافاً صريحاً ـ لا ضمنياً ـ بأنها لم تفي بوعدها بتطبيق الشريعة طيلة هذه السنوات، وهي التى تقول منذ العام 89 أنها استولت السلطة من أجل تطبيق شرع الله ( لأن الأحزاب البغيضة لم تطبقها)..!
أين المنظمات القُدسية لأهل الحل والعقد ؟ أين حماة العقيدة والوطن ؟ أين مكونات الحركة الاسلامية التى تقول أنها حارسة للدين الحنيف؟ لماذا لم تحاسب نظامها الإنقاذي على عدم الوفاء بتنفيذ برنامج ( فليعُد للدين مجده)..!؟ هذا البرنامج الذين يريدون من أجله إراقة كل دماء أبناء الشعب السوداني..!؟ لماذا لا يسألون نظامهم عن عدم تطبيقه الشريعة طيلة 21 سنة التي يهددون بها شعب السودان ـ الآن ـ ولماذ هي شريعة مشروطة ( بوقوع إنفصال الجنوب عن الشمال) ..!؟ أم أن هذه المكونات الإنقاذية ترى أن هدف البرنامج القُدسي قد تحقق بحصول عضوية التنظيم الكريمة على حق الجقلبة بـ( ليلى علوي)، تلك المكتنزة الظهر ببترول أبيي..؟!
إن كان نظام الانقاذ ، بتواجد الترابي فيه أو بعد مفاصلته المزعومة، إن كان هذا النظام المتسلط قد غض الطرف عن تطبيق الشريعة التى هي برنامج كل(السلف الصالح)، فمعنى ذلك أن الانقاذ كلها، بكافة وجوهها، غير مؤهلة لأن تدُق صدرها هكذا و( تهدد) أهل السودان عند كل منبر بتطبيق الشريعة عليهم ، كما لو أن أهل هذا السودان طائفة من القتلة، السارقين،المارقين ، المتسكعين فى المواخير..!
و بغض النظر عن أسباب صهينة الانقاذ عن تنفيذ برنامجها القُدسي الذي تخيف به أهل السودان كلما امسك أحدهم بالمايكرفون، بغض النظر عما إذا كانت مسببات تلك الصهينة إذعاناً لضغوط الواقع الداخلي أو الخارجي ، أوانصياعاً لإرادة السلام المحلية والدولية الغالبة التى أجبرت الانقاذ على التوقيع، فوقعت من أجل شراء الوقت بمفهوم ( النشوف آخرتا)..!! غض النظر عن كل هذا وذاك ، فإن كل هذا وذاك لا يعطي الإنقاذ الحق فى تخويف أهل السودان كل صباح بفرض اللغة العربية ، وبتنفيذ حكم الله عليهم.. فأهل السودان مسلمون ، ويتحدثون العربية بطلاقة..! لماذا إذن ، يقف أعضاء التنظيم الدولي للأخوان المسلمين فوق رؤسنا كل صباح ويتصايحون فينا :( دايرين نطبقا، دايرين نطبقا) ؟؟ إن الشريعة الغراء أيها ( المغتربون) ليست نوعاً من أنواع البطاطين ؟ ولا هي ملاءة من الملاءات الصينية..؟!
على الانقاذ قبل أن تهدد أهل السودان الطيبين بهذه (الهنضبة) ، وهذا بالجلد ، وبإلغاء الرطانات و الثقافات المحلية الراسخة في أرض السودان قبل دخول الاسلام الى السودان بآلاف السنين.. على هذه الإنقاذ ان تعرف أن الشريعة تقول: ( وأوفوا بالعهد ، إن العهد كان مسئولا)..
ما أكثر العهود التي قطعتها الإنقاذ ولم تلتزم بها، وقد شهد عليها شهودها الدوليين الذين اختارتهم ..إن شهود الإنقاذ يقررون أن الانقاذ لم تفي بالعهد، لا في نيفاشا، ولا في جيبوتي ، ولا عهدها مع التجمع الوطني الديمقراطي المقبور فى القاهرة..! إن كتب الفقه التى لايعرف خطباء الانقاذ غير (تسميعها) للشعب السوداني صباح مساء من خلال تلفزيون محمد بن حاتم ، هذه الكتب يعرف مضامينها أبسط راعٍ للإبل فى دارفور القتيلة ، هذه الكتب الفقهية كلها تؤكد أن العقد شريعة المتعاقدين..!
لماذا يهددنا عسكر الأُخوان المسلمين (بالعدل) ولا يقيمون العدل ؟ إن الشريعة التى يتبناها الاخوان المسلمون من لدُن حسن البنا وحتى حسن الترابي،، هل تبيح الإنقلاب على نظام جاء الى الحكم برضاء الجماهير عن طريق انتخابات شرعية كتلك التي حدثت فى عام 86م ..؟
هل الشريعة التى يتعمد الاخوان المسلمون تخويف الناس بها تبرر قتل الابرياء، المجاورين فى خلاوي دارفور، والذين يخرجون الى الضهاري لمعافرة الرزق الحلال..؟! هل تبيح شريعة الاخوان المسلمين عدم التعامل مع محكمة بحجة أن السيد محمد علي المرضي قد أفتى بأن تلك المحكمة، لأنها تقع فى (أوربا الشرقية أو الغربية) ليست هي جهة الاختصاص..!؟ أين هي المحكمة التى هي جهة الإختصاص..؟!؟
فى أواخر أيام النميري حدث مثل هذا الذي سمعناه فى القضارف ، لقد تحَّول النميري ، الذي ( شالت فيهو) مكنة الاخوان المسلمين ـ فجأة ـ الى واعظ كبير فى الجامع الكبير، حتى انبري له المصباح من بين صفوف المصلين..! ثم هب الشعب السوداني و طرده من البلاد ..
لماذا يضيع المتفاصلين في التنظيم الدولي للأخوان المسلمين وقت البلاد والعباد ويقومون بمهام (تأصيلية) كهذه هل هم مؤهلون لهذا وقد انشطرت فى عهدهم بلادنا الحبيبة الى شطرين..!؟
ان السوداني الذي يهدده الاخوان المسلمين بإسم الشريعة ،،، لم يدخل الخلوة ، فقد تخرج من بخت الرضا، ومن لم يتخرج من بخت الرضا فقد رضع مبادئ الدين فى بيته، أو فى زاوية أو مسيد أو تكية..!
إن أهل السودان لا يحتاجون الى متفاصلين من جماعة الاخوان العالمية ، ولا لأفرع الجماعة الداخلية (من وطني أو شعبي) ليشرحوا لهم كيف يكون شرع الله..!
أهل السودان لا يتلقون قيم الدين الحنيف من متفاصل يحلم بأداء دور الموجه التربوي..! إن وظيفة الحاكم معروفة.. الحاكم ـ حتى لو كان يسارياً وعلمانياً أو كما هو فى أدبيات الطيب مصطفى ـ واجبه الأول والمباشر هو الحفاظ على الوطن الذي تسلمه موحداً..فكيف به ينشطر فى عهد دعاة الشريعة الى جزيئات بعدد الجهات الأربعة، وأكثر..؟!
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبد الله الشيخ
د.محمد بابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست