|
الغناء والتمباك!
|
لاادري لماذا استشاط الكتاّب في الصفحات الفنية غضبا بسبب اجراءات "محمية الخرطوم" التي يسيطر عليها الدكتور عبد الملك البرير ،فالخبر في الاساس متعلق بالتمباك وجاء ذكر تصاديق الحفلات –عرضا- ولمن فاتهم الخبر نعيده هنا كما نشرته صحافة الخرطوم لنؤكد وجهة نظرنا .." أصْدر د. عبد الملك البرير معتمد محلية الخرطوم، قراراً منع بموجبه منح أيِّ تصاديق جديدة لمحلات بيع (التمباك)، فيما وجّه الجهات المختصة بضرورة منع التصديقات للأكشاك والطبالي العاملة في بيعه حتى نهاية العام الجاري. وطالب البرير في الإجتماع الدوري للمحلية ، السلطات المختصة بمسح وإزالة أيّة كتابة تعلن وتُروِّج لتعاطي (التمباك) وإستبدالها بعبارة تحذيرية (التمباك ضار بالصحة ويسبب السرطان). وأصدر البرير، قراراً آخر قضى باستخراج التصاديق النهائية للحفلات من المحلية بعد مُوافقة أمن المجتمع والتمديد ساعة إضافية للحفلات المقامة بالمنازل. ودعا معتمد الخرطوم لضرورة تفعيل القوانين الخاصة بإصلاح بيئة العمل لجهة تمكين الجهات من أداء واجباتها" الواقع أن الحفلات لاتقل خطورة عن التمباك ،لذلك تهتم المحليات بأمرها وتصدر العديد من الاجراءات والاوامر المحلية "لضبطها وتنظيمها والسيطرة عليها" فاذا كان التمباك ضار بالصحة فأن "الغناء" اشد ضررا لذلك تجتهد جماعات عديدة عبر الاجهزة الاعلامية الرسمية لاثبات أن الغناء حرام شرعا ولم يحتج احد على هذه الفتاوي التي سمعتها لاكثر من مرة في الاذاعة والتلفزيون والمساجد والاسواق! المدهش في الامر أن المحلية جعلت الغناء في درجة اقل خطورة من التمباك ،علما بأن الغناء يمكن ان يقتل الانسان، وقد اوردت " الجرائد" أن أغنية "الكنينة يا رطب الجنينة" تسببت في مقتل شاب بسبب "الجرعة "الوجدانية العالية التي تلقاها الشاب عند سماعه للاغنية على الهواء مباشرة! ويعتقد الاخوة في المحلية أن اضرار التمباك اكبر من " تشوهات الاستماع الى الغناء" وهذا الامر يحتاج الى تصويب عاجل. الصحافيون لاينظرون سوى للنصف الفارغ من الكوب ،والا لماذا لم يهتموا بالجانب المشرق في الخبر والذي نص صراحة على " التمديد ساعة إضافية للحفلات المقامة بالمنازل." والساعة مدة كافية للاستماع لشريط كاسيت " بالجنبتين" وهي زمن كاف لاقامة حفلة كاملة بأغنيات لايزيد زمن الاغنية الواحدة فيها على الثلاث دقائق ،وبالمناسبة صاحب حقوق الملكية الفكرية في مصطلح أغنية "ال3ث" هو الشاعر سعد الدين ابراهيم وليس الموسيقار الموصلي ،وبذلك نوجه عناية السادة منتقدي هذا الاتجاه الى صاحب الحق الاصلي! والذين يحق لهم الاحتجاج في هذا " الربط المقدر" هم بائعو التمباك وذلك لما لحق بهم وبأسرهم من إهانة بالغة ،فكيف تجمع المحلية بين "أصحاب الكيف" والذين يغازلون الطيف! إن المجهود الذي تقوم به "سفة واحدة" من العماري ينسفه مقطع واحد من اغاني على شاكلة " النبق والقرد ودق الباب وجانا" ويلاحظ القاريء الحصيف ان هذا هو الغناء الذي تصفه المحلية بالهابط وتحاربه . ولماذا يحتج الناس على تدخل المحليات في شأن الغناء وهي الجهة التي تمنحهم التصاديق لاي شيء يخص حياتهم ومماتهم .يجب أن يعلم الجميع أن ضرر الغناء والتمباك واضح وبيّن والجمع بينهما في قرار محلية الخرطوم يأتي ضمن منظومة " تقصير الظل الحياتي"!
|
|
|
|
|
|