|
هل تكفي كلمات الشجب والادانة
|
منذ أن نزل هذا الفيديو على صفحات النت، ولا يخامرني شك، في أن كل سوط وقع فيهو على ظهر انسانيتناجميعاً، كل سوط كان ينغرس عميقا في حنايا أرواحنا، ما عدا أصحاب الضمائر الميتة، ومن لم يهزه هذا الفيديو عليه أن يسارع بدفن جيفة انسانيته، فالامر لا يحتاج الى تحسسها.... هذه الحروف العاجزة احتاج ترتيبها وصياغتها مني أيام، فالاحساس بالعجز ظل يمسك بتلابيب حروفي ويشل تفكيري. أحسست بالعجر وما أقسى احساس العاجزين، الفيديو كان وكأنه حفل من مهرجانات العصور الرومانية، تلك الحفلات السادية التي تعد لمتعةوتلذذ ملوك وامراء ذلك الزمان حين يدفعون لساحة المتعة حيث تتركز عيون الملك والامراء والحاشية، يستلذون بآلام بشر يتقاتلون ويعذبون بعضهم البعض، حتى الموت، وصيحات النظارة الهستيرية تتعالى، بالله قولوا لي ما الفرق بين تلك الصيحات والضحكات وحتى ذلك الذي يستخدم الايات في الcalling، لمزيد النظارة، حتى ولو عن طريق الفيديو، وليشهد عذابها كل البشرية، فلن يشفي غليلهم المريض الاكتفاء بطائفة من المؤمنين... كل سوط وقع على ظهر المسكينة تلك كان بمثابة معول هدم لتحطيم تلك التماثيل الشاهقة التي بناها على مر التاريخ جدودنا، تلك الأصنام التي عبدناها جميعا، ولطالما دققنا صدورنا ووقفنا وسط الدارة واتنبرنا بيها، تمثال أخو البنات وتمثال مقنع الكاشفات وتماثيل كثيرة زينا بها جنبات ديوان غنانا وأشعارنا، وفجأة نزلت هذه السياط على ظهر الحقيقة العارية، لنكتشف أكذوبة وجود هذه التماثيل.... أعيدوا البصر كرتين، وأعملو زووم ان وزووم آوت، انظروا للاطار الذي شكلوا النظااارة، اول ما تحسه بأن ما يحدث ما هو الا ممارسة عادية جدا لا جديد فيها، والجديد الوحيد انها سجلت بكاميرا موبايل، وأن التصوير لم يكن خلسة، فوضع أحد رجال الشرطة يديه على وجهه امام عدسة الكاميرا يؤكد أن التصوير تم بموافقة وعلم الجميع..دلائل أن مضمون الفيديو ممارسة كثيرة ومتعددة، حتى حديث القاضي (ما عارف كيف تاني ممكن نقول لمثله مولانا)، والذي تعامل مع كل تفاصيل حفل الشواء الآدمي هذا، بعدد الدقائق التي سيأخذها من مشوار آخر..
أعتقد أن أي قانون في الدنيا يستمد حقه في الاستمرار والديمومة بقدر نجاحه في تحقيق حفظ كرامة الانسان وحقوقه...
|
|
|
|
|
|