|
الجوع "كافر"
|
قضية شريط الفيديو الذي يصور جلد فتاة، ملأت الدنيا وشغلت الناس ،لكن هناك قضايا مهمة تستعصي على اي تشويش،لانها ببساطة تدخل في اللحم الحي ومن ضمنها الارتفاع الجنوني في اسعار السلع الاستهلاكية خاصة السلع الرئيسة والضرورية للحياة وعلى رأسها بالطبع سلعتي الرغيف والسكر ،اضافة للخضروات واللحوم التي سبقت بقية السلع في الارتفاع وكذلك المدعو العدس! والواقع ان ارتفاع اسعار السلع الاساسية بدأ منذ شهر الانتخابات التي اقيمت في شهر ابريل من هذا العام ، ثم تواصل الارتفاع في شهر رمضان الماضي والان يتحدث الناس " بهلع شديد " عن الاستفتاء بوصفه فصلا قادما من الرعب والاشاعات كما حدث قبيل الانتخابات الاخيرة الامر الذي ادى للاضطراب و"البلبلة" في الاسواق والمجتمعات ،خاصة اننا في بلد تؤثر فيها الشائعات بصورة كبيرة في ظل الجهل وغياب الوعي وتغبيش المعلومات. ذهبت بالامس الى احد الافران وطلبت رغيفا ومنذ الوهلة الاولى شعرت بأن الكيس الذي ناولني له صاحب الفرن "شبه فاضي"فاعدت الطلب بالمبلغ الذي اعتدت الشراء به فأخبرني صاحب الفرن بان اربع رغيفات بالف" يعني جنيه باللغة الرسمية" فاحتجيت فاعطاني محاضرة في ارتفاع سعر الدولار وتأثير ذلك على اسعارالدقيق ووظل يتحث حتى قلت ليته سكت!! اتجهت بعد ذلك الى الدكان لشراء الاحتياج اليومي من السكر فوجدت ان اسعار اليوم السابق قد زادت بنسبة كبيرة" وصل سعر الرطل لالفي جنيه "ولم احتج لانني لم اكن في حالة تجعلني احتمل محاضرة اخرى عن الوضع الاقتصادي الراهن وعن الازمة العالمية وفصل الشتاء الذي يزيد فيه استهلاك الوقود وو طلبت "كبريتة وموس حلاقة" فوجدت ان اسعارهما تضاعفت ايضا!! وزير المالية الذي طالبنا بالاستعداد "لعواسة الكسرة" برر ازدياد اسعار السكر بالظاهرة العالمية اي ان اسعار السلعة فيى العالم زادت ولكن تبريره زاد من حيرتنا لاننا نمتلك مجموعة من مصانع السكر ظلت تحقق على معدلات الانتاج حسب تصريحات المسؤولين الذين اعلنوا تمزيق فاتورة السكر منذ عدة سنوات . اما بخصوص الرغيف فقد اعلنت ولاية الخرطوم عن عزمها استيراد دقيق قمح لسد الفجوة ومن المتوقع ان يصل الدقيق الجديد الى الاسواق يوم غد ،وايضا اصابتني هذه الخطوة بالحيرة والارتباك اذ ان الدقيق ليس معدوما لكن ارتفعت اسعاره نسبة لارتفاع سعر الدولار فهل سوف تضحي حكومة الولاية بفارق السعر وتسلم دقيقها المستورد لاتحاد اصحاب المخابز " بالخسارة" لااظن ذلك سوف يحدث لانه لم يحدث من قبل وهذا الاتجاه يعد من البدع غير الحميدة في ظل سياسة التحرير التي تنفذها الحكومة بصرامة تحسد عليها كما ان القاعدة الذهبية في الاسواق السودانية تدل على عدم انخفاض سعر اي سلعة بعد ان يرتفع. بصراحة شديدة ان توقيت هذه الزيادات غير مناسب أبدا ،ولا اتحدث هنا من منطلقات سياسية " الخوف من الاضطرابات الامنية ونحن مقبلون على الاستفتاء"لكنني اتحدث هنا من منطلقات انسانية بحتة وهي دخول فصل الشتاء الذي يعاني فيه الفقراء معاناة شديدة بسبب نقص الغذاء، ففي الصيف يمكن لهم" أن يتموها موية".
|
|
|
|
|
|