شوط نيفاشا الاخير في ملعب الحركة وبين جمهورها وتحت صافرتها...
لو اعتبرنا ان شريكي نيفاشا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية مثلهما مثل شريكي بطولات كرة القدم في السودان الهلال والمريخ فإنه بالإمكان ان نقول ان المؤتمر الوطني فقد بطولة الدوري الممتاز وحافظ على تصدره لبطولة كاس السودان المحلي .. نعم فقد المؤتمر الوطني البطولة التي ترتبط بالتمثيل الخارجي بمجرد فقدانه الامل في الحفاظ على وحدة السودان فكل أشواط ماتبقى من اتفاقية السلام سيكون ميدانها خارج ارض الشمال أي ستلعب الحركة الشعبية في ارضها ووسط جمهورها وربما بطاقم تحكيم تتسيطر عليه .. ستكسب الحركة الشعبية اخر جولات نيفاشا في مايخص الاستفتاء الذي سيعني الانفصال ثم ابيي والتي هي الاخرى تمثل خسارة كبيرة في تقييم النقاط والاهداف ..خسارة ارض او فوضى داخل الملعب الذي كانت كل تنازلات اتفاقية السلام من باب الحرص على وقف الحرب ووقف الفوضى .. المؤتمر الوطني يخرج من موسم نيفاشا بكاس محلي هو (بطولة الانتخابات) وتمديد عمرالانقاذ في نصف الوطن وليس في المليون ميل مربع .. اما هلال موسم نيفاشا فهي الحركة الشعبية التي ستعلن عن احدث عاصمة في العالم بعد اسابيع قليلة وستنفق بلاهوادة في تدشين دولة افريقية جديدة على دموع كردفان ودارفور وحسرة النيل الذي سيتوكل على الله ويواصل مشواره بمحطات جباية جديدة للمياه والثروات المائية وستعلنها تلك العاصمة الجديدة على طين الاسى بسهول الشرق وسواقي الشمال الذي لم يعد يملك الا قريحة القصائد .. ستعلنها على ايقاعات شاكيرا وتصفيق نتنياهو وابتسامة اوباما وهمسات التهنئة المتلصصة التي سيزجيها الرئيس اليبي معمر القذافي واخرى مرسلة عبر اثير الهاتف الجوال من مبارك مصر ورابعة وخامسة ومليون تهنئة بين واقع الواقع ووقيعة القادم .. اما شمال السودان فقد مسح الغبار من على سطح طاولات استديو ساحات الفداء وحقن البنادق بالزيت وشد بارجله على (ابنص تسخين) الدبابات وتسامر مع اصدقاء الشرق القصي حول اسعار السلاح وثمن الرصاص في بورصة الموت الجديد .. فالبلاد تتحسب لأسوا الاحتمالات حسب تعبير دكتور نافع على نافع للجزيرة وتعبير اخرون يعتبرون الحرب المنظمة هي افضل الاحتمالات المتوقعة فهناك ماهو اسوأ من ذلك بكثير.. ونافع لم يجمل الواقع حين قال انه لو لم يحدث اتفاق حول ابيي فان الحرب ستكون اكيدة بلاشك ..!! وحين قررت حكومة الحنوب الغاء الدورة المدرسية استعجبت من حال المتفاجئين بهذا التصرف إذ ان ماحدث بمنطق لعبة السياسة يكون هو التكتيك المتوقع في الزمان والمكان بل تكون الحركة الشعبية في منتهى الغباء السياسي لو قررت الغاء الدورة المدرسية قبل ان يصرف الشمال على اجراءات اعدادها مايصرف من اموال في الملاعب والمسارح ..لكنها اختارت التوقيت المناسب لتسجيل هذا الهدف البراغماتي في مرمى الشمال .. فرسالة الدورة المدرسية تاتي ضد توجه ومشروع الحركة الشعبية الانفصالي ومن الطبيعي ان لاترغب الحركة في مثل هذا النشاط في وقت كهذا لكنها وفي ذات الوقت تريد ان تاكل ثورها الناضج الشهي الذي وصل مرساله الى هناك .. لاتنفقوا مزيدا من الاموال الطائلة خلف لافتات الوحدة في الزمن الضائع وانصبوا خيام البكاء والدموع هناك في سرادق عزاءكم التي يجب عليكم اقامتها رغم شح السيولة ولكن لابأس من اقامة سرادق العزاء على حساب منبر الطيب مصطفى ولواعتبرالمبلغ دينا على حكومة الانقاذ فهو الرابح الاكبر والاوحد من كل هذه (الهيلامانات).. إذ لاأربح من التجارة في الغبن والكراهية والعنصرية والجهل واللؤم والتخلف في السودان.. ورغم انني وحدوي حتى الموت وساظل احلم بعودة الوعي وعودة الوطن موحدا ولو بعد حين رغم ذلك لكنني لاارى الان اية جدوى من هتافات الوحدويين وجهودهم وقوافلهم فالجنوب منفصل منفصل ..لكن الوحدة عائدة عائدة عائدة .. بمشيئة رب الكون ورب الوطن ورب المليون ميل مربع ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
جمال علي حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست