مفاوضات الدوحة: الوساطة والثوار ../أحمد أبكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 03:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-29-2010, 11:09 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مفاوضات الدوحة: الوساطة والثوار ../أحمد أبكر

    أحمد أبكر قيادي شاب دارفور كان مفاوض غادر الدوحه محبطا فيها
    ينتمي لمجموعة د.شريف حرير



    Quote:

    مفاوضات الدوحة: الوساطة والثوار ../.. والبارادوكس الأمريكي../أحمد أبكر – بريطانيا
    By
    Jun 22, 2010, 07:56




    مفاوضات الدوحة: الوساطة والثوار .. والبارادوكس الأمريكي..



    أحمد أبكر – بريطانيا

    [email protected]

    (1)

    صورةٌ إرتسمت في ذهني منذ أن قرأت مقالاً في زمانٍ مضي ، قد بلغ نحواً من عشرين عاماً، المقال كان بعنوان (The Paradox of the American Community) أي: تناقض المجتمع الأمريكي .. أو بالأحرى: التناقض الظاهري للمجتمع الأمريكي. كان المقال يرمي إلى إثاراة الإنتباه إلى حالة بالغة التعقيد وبحاجة إلى تحليل، وهي حالة وتركيبة المجتمع الأمريكي شديد التعدد ، عظيم التنافر، فلا الأبيض يرضي بالأسود ولا الأخير يطمئن إلى الأول .. ولا اللاتيني (الهسبانك) يحب القوقازي ، ولا العكس يصبح صحيحاً .. لكن .. ويا له من لكن.. الكل متمسك بأمريكا حد الجنون..ترى ما السبب .. وماذا عساه يكون؟

    ثم يأتيك الجواب:

    يكمن السر في أن كل أمريكي مدرك أنه لولا أمريكا الأم الرؤوم ..لولا أمريكا القوية الفتية ، فإن الأمريكان ليسوا سوى زمراً من البشر في أقاصي الدنيا البعيدة، لا يكاد المرء أن يسمع لهم ركزا بين شعوب العالمين. الكل منكمش عن بعضه الآخر لكنهم في حب أمريكا متفقون.. فإنه الملجأ والحصن الوحيد ، وإلا فإن أركان الدنيا الأخرى على إستعداد لكي تهمشهم وترمي بهم كما رمتهم أول مرة يوم قذفت بهم إلى هناك إمّا ثلة من المجرمين المنفيين .. وإمّا مغامرين ..مهووسين..يرتاح العالم لغيابهم أو إبتعادهم. وطائفة ثالثة من السكان الاصليين المنسيين ..كذلك وقد لحقت بهم جحافل السود المستعبدين.. إذن فقد فهموها: إما أن يصنعوا ويحموا أمريكا القوية وإما أن يعودوا منسيين. وهذا تناقض آخر عندما تنهض إرادة الصمود والتلاحم رغم عدم الرضي أو حتى الكراهية.وذاك هو السر الدفين الذي جعل ألأمريكيين يلتفون حول دولتهم غصباً عنهم ورغبةً منهم أيضاً.

    (2)

    صورة المجتمع الامريكي التي وردت في المقطع الماضي ستشرئب برأسها مرات عديدة في ثنايا مقالنا هذا..

    تجلت تلك الصورة في دوحة قطر بين ثوار دارفور في أكثر من زاوية . في المشهدين ، الكلي والجزئي .في المشهد الكلي: كل فصيل أو حركة متخندقة في مكانها ... الثقة البينية قليلة الحظ وسطهم... وبين بعضهم ما صنع الحداد.. لكن الصحيح أيضاً أنهم يهتفون بأصوات متعددة عن موضوع واحد ..ويودوا لو يتوحدون حتى لا ينساهم الآخرون أو يستمر في تهميشهم الظالمون. بل ليكونوا بؤرة الضوء ومركز القوة بين القوى السودانية كما هو شأن أمريكا بين شعوب العالم !!!!!!!!!! لم لا .. وهل يُشترى الحلم؟

    ولكن هل توحدوا رغم التباين؟

    نعم .. ولا ..

    ولسوف نحكي..

    في البدء كانت حركة العدالة والمساواة برئاسة الدكتور خليل تتقدم المسير و تتنكب الطريق .. كيف؟ …سوف نرى..



    ثم إقتفت أثرها حركة أخرى جديدة إسمها التحرير والعدالة ، كانت خطوبتها في طرابلس وتم لها عرس التوحيد الجزئي في الدوحة ، تزفها الوساطة وتدللها أو ( تدلعها) الحكومة .. فتغتر بنفسها وتقلد الأولى ، بل تتفوق عليها في التعالي ، وترفض حتى التنسيق مع البقية.. لماذا؟ ... سنوضح..



    وبين الحركتين مجموعة ثالثة أطلقت على نفسها (خارطة الطريق) ..تمسك بخارطتها دون أن تسير .. تكرهها الوساطة بتعليمات من الحكومة..وتضغط عليها لتلحقها بالتحرير والعدالة .. فلا الضغط أفلح معها ، ولا هي توحدت في كيان واحد فاستراحت من الضغوط.. ما السبب ؟ .. سوف نكتب..

    (3)

    دعونا الآن نفصّل.. ونقول:



    حركة العدالة والمساواة :عايرة وأدوها سوط ..كما يقول المثل السوداني.

    خانها الحساب ..نعم هي الأقوى عسكرياً بين أخواتها الأخريات ، لكن رصيفاتها قد يتفوقن عليها في باقي الأدوات .. أداة الجمهور مثلاً .. الجمهور أيضاً سلاح .. كان الأجدر بالعدالة والمساواة أن تمد يدها للبقية وتقول لهم تعالوا نصطف سوياً فإن قلّ سلاحكم فأنا عندي العتاد ..وإنتم ( الحركات الأخرى ) الأكثر تنوعاً ومن حيث العدد ..فيا نعم التلاقي. لكن بدلاً من ذلك اصرت على أن يصطف الآخرون خلفها وليس إلى جوارها فكان التباعد.. وعندما إستفاقت من خطل منهجها .. وحاولت أن تتواضع .. إستحكمت في عقول الحركات الرفيقة صورة محمود والنمر.. ولكن قد لا يكون إلى الأبد.



    مجموعة الدكتور سيسي .. والبارادوكس الأمريكي

    كان المجتمع الدولي حائراً يترنح .. كان يرى في الحركات الأخرى قوة لا يمكن تجاوزها ، بينما تلك الحركات عاجزة عن التوحد .. وكانت المعضلة في من يكون القائد .. ولاح في ذات الأوان شخصية الدكتور التجاني السيسي (وكنت أول من إقترحه على الثوار في مرحلة العصف الذهني) فتلقف بعض الجهات هذه الخاطرة وبدأ في تسويقه دون ترتيب دقيق ودونما روية. ودخلت ليبيا الثورة على الخط ورأت في الدكتور السيسي شخصاً مناسباً فدعمته.

    ثم إستجاب المجتمع الدولى ومن بعده الوسيط إلى بريق التجاني وإلى النداء الليبي .. فكان ميلاد حركة التحرير والعدالة برئاسة التجاني سيسي ، وتم حشر بعض من الثوار العاجزين عن إيجاد قائد من بينهم حشراً وراءه. ترغيباً أحياناً أو ترهيباً في أخرى. الإنصاف يلزمنا أن نقول إن بعضهم إنضم برغبة ذاتية وقناعة.



    لكنني مع ذلك أرى في وجود حركة سيسي خطوة إيجابية جبارة ، إذ حوت عدد غير قليل من الحركات والفصائل ، الناشطة في الساحة منها والخاملة ، الحقيقية منها والوهمية التي تظهر فقط في المواقع الإلكترونية. فقد تقلص عدد الحركات ، بعد هذه العملية القيصرية لإنتاج حركة التحرير والعدالة في الدوحة ، من ما يربو على الإثنتي عشر حركة إلى ستة فقط . فتنظيف الساحة من حركات حشائشية عبر إحتوائها في ماعون واحد لهو أمرٌ حميد ، فقد أراحتنا هذه الحركة من ضجيج البيانات الإسفيرية . إذن فقد قامت حركة التحرير والعدالة بنصف المهمة ، وبقى الدور على مجموعة خارطة الطريق أن تتوحد حتى تكون الحركات في الساحة ثلاث فقط.

    فقد كان تكاثر الحركات على ذلك النحو أمراً مخجلاً ، خاصة إن بعضها ، كما ذكرنا ، كانت عديمة الفعالية ومحدودة التواجد إلا من أثرٍ تتركه على صعيد التشويش وتشويه جسم الثورة ، وترسيخ الإعتقاد بإنفلات عقد الثوار.

    النقطة الإيجابية الثانية في تجربة توحيد تلك المجموعات خلف الدكتور سيسي هي أن هذه الحركة سوف تتمكن من البقاء على الأقل، فلا أحد ممن إلتحقوا بها يستطيع أن يغادرها( رغم المشاكسات الداخلية) وإلا فمصير من ينشق عنها مجدداً النسيان، خاصة وقد عرف الوسيط والمجتمع الدولي أوزان الجميع ومدى مقدرة كل حركة أو فصيل على الصمود والبقاء منفرداً. تذكروا حكاية شرائح المجتمع الأمريكي التي إن نزعت إية منها رداء أمريكا عن نفسها فلن تكون ذات شأن من بعد النزع. الحل الوحيد أمام فصائل أو أعضاء حركة التحرير والعدالة ، من يحس منهم بشيئ من عدم الرضي من أمرٍ ما ، هو أن يصرخ من الداخل ويبحث عن نصير لموقفه ـ من الداخل أيضاً ـ إلى أن ينصلح ألأمر بالنسبة له أو لها. كفاية إنشقاقات ، إبقوا حيث أنتم ولا تنشقوا من جديد، غصباً أو طوعاً.



    تلك كانت إيجابيات التحرير والعدالة.. أما العيوب فهاكها !!!!!

    إن التلقيح الذي تم في عملية إنتاج العروس الثورية الجديدة (التحرير والعدالة) كان قد شابه وجود ممارسة خارج إطار المؤسسية مما جعل بعض الثوار يعافونها .. ورغم العمليات التجميلية التحليلية التي أجريت لاحقاً كمحاولة من العطار أن يصلح ما قد أفسده الدهر على ذلك الزواج، إلا أن الشك حول بعض العناصر التي هرولت سريعاً لا تلوي على شيئ من الأسس لتجد لها مكاناً في أحضان الدكتور سيسي قد أصبحت مثل الطحالب الضارة التي تجعل الواردين يعافون الماء جملةً واحدة.

    ثم إزداد نفور بعض الثوار من حركة التحرير والعدالة إذ إقتربت منها الحكومة ، فلسببٍ ما ، حتى الحكومة السودانية سال لعابها لإناء الدكتور التجاني !! فماذا يا ترى يكون في هذا الإناء؟ لعلهاـ أي الحكومةـ قد تلمست مدنية التجاني وتوسمت فيه إبتعاده عن الجنوح العسكري... أقول ربما..وربما أن الحكومة قد رأت في كثير من المحيطين بالدكتور سيسي رجالاً عديمي الحيلة وليس أمامهم إلا توقيع إتفاقية سلام يسمح لهم بالعودة إلى ذويهم.. ولذلك فهم متهافتون. وإن كان كذلك فعلى الدكتور سيسي ومساعديه أن يدركوا أنهم قد وقعوا في الفخ ، وألا يغتروا بهذه المحاباة الحكومية ، وأن يبنوا لهم جيشاً يكون أداة ضغط لتطبيق أية إتفاقية قد يتوصلون إليها .. ولهم في السابقين عبرة.. كم تمنيت لو كان الدكتور سيسي قد أبدى شيئاً من الإهتمام بالناحية العسكرية لحركته . كان يمكنه أن يستغل وجوده في ليبيا في الفترة الماضية لمدة طويلة دون عمل فيزور عبر الصحراء قواته المشكلة من فصائل مشتته لم تلتق مع بعضها حتى الآن ، وما رأت زعيمها الجديد حتى اللحظة . كانت فرصة له ولقواته ، يتعارفون بينهم ويمتزجون ويتشكلون من جديد ويبحثون عن ثقة يزرعونها بينهم .. أما كان هذا أجدى من الإعتماد على ثقة الحكومة فيهم؟

    والأنفع من كل ذلك أن يوقفوا هذا التفاوض الذي جعلهم في كماشة الحكومة لوحدهم ..أراهم فرحين يتراقصون على إيقاعات الدفوف الحكومية .. لكن قريباً سوف يفيقون من سكرة الطرب هذا ليجدوا أنفسهم في قبضة الحكومة .. يا أيها الرفاق إن العزة و المنعة والتحوط للأسوأ ، كله في أن تتحالفوا مع الآخرين : حركة العدل والمساواة ومجموعة خارطة الطريق ..قبل التفاوض .. وإن أبيتم فإن غداً لناظره قريب.. سوف تدركون مدى خطورة السير المنفرد. و ليس مناوي منكم ببعيد .. أسألوه فإنه لديه الخبر اليقين. هناك عناصر ثورية جيدة في مجموعة الدكتور سيسي يجب أن تنتبه لهذه المزالق.



    هذا ليس إتهاماً ، فأريحية الحكومة نحو الدكتورالتجاني كانت واضحة حتى في حديث أغلب وسطاء التوحيد من أطقم وجهاء المجتمع المدني ، المحسوبين على الحكومة ، الذين تواجدوا بالدوحة والذين كانوا يعتبون بشدة على المتمنعين في التوحد مع الدكتور سيسي؟ كان أمراً ملفتاً للنظر !! لم يعتبوا عليهم على فشلهم في التوحد ككتلة ثالثة .. بل كانوا يغضبون عندما يسمعوا منهم إصرارهم على أن يكونوا جسماً واحداً مستقلين عن الدكتور سيسي .!!! لماذا تطرب الحكومة ويستأنس أنصارها إلى حركة التحرير والعدالة ؟ إذا رقص العدو لك ، فعليك أن تتحسس وضعك. فهناك شيئ شائن في أمرك. نقول هذا ، أيها الرفاق في التحرير والعدالة ، حرصاً عليكم وعلى المصلحة العامة. قد نخطئ وقد نصيب. لكن التنبيه في كل الأحوال يستحسنه العقلاء من الناس حتى ولو كان الخطر أقل من المظنون.



    مجموعة خارطة الطريق: شوكة حوت .. ولكن؟

    ثم هنالك المنظومة الثورية الثالثة المسماة (مجموعة خارطة الطريق التي تضم 4 حركات). لم تفلح الضغوط التي هبطت على رؤوس قادة هذه المجموعة أن تجعلهم يبايعوا الدكتور سيسي رئيساً عليهم .. لم يهضموا فكرة أن يؤتى إليهم بقائد من خارج المنظومة الثورية ، فأسرفوا في التدقيق وبالغوا في الشكوك و الشروط ، ولا أحد يلومهم في ذلك ، فالثقة مسألة لا يمكن شراؤها أو إقناع الناس بالمغامرة فيها. كذلك فإنه لا يكون منطقياً أن نقطع بأن الشخص الذي يتحصن خلف الشك وعدم الثقة بالآخر أنه مخطئ وأنه يجب ألا يشك.



    لكن فشل مجموعة خارطة الطريق في التوحد فيما بينها ، بعيداً عن الدكتور سيسي وجماعته ، يكاد يعادل في مستوى فداحته ممارسات الوسيط وإنتهازية بعض ثوار التحرير والعدالة.

    قد يقول قائل: والوساطة ما ذنبها في حكاية توحيد الحركات؟



    (4)

    الوساطة..والحكومة .. أيهما الخصم وأيهما الوسيط ؟

    في حكاية عرس التحرير والعدالة .. أبت الوساطة إلا أن تتقمص دور عاقدي وموثقي الزيجات الباطلة (زواج الإكراه).. لم تترك الثوار الرافضين للإلتحاق بالتحرير والعدالة (أو العرسان الذين طمحوا العروس) في حالهم ، كما لم ترحم أو تحترم تريثهم وأعلنت أن التجاني وحركته فقط محل إعتراف وترحيب ليكونوا إلى جانب حركة العدل والمساواة وإن العصا بعد ذلك لمن عصى.

    كان يجب أن تتفهم الوساطة نفسية الثوار ولا تفرض عليهم أمراً قسرا.. عامل الثقة عنصر بالغ الأهمية بالنسبة إلى الثوار، فهؤلاء قد ثاروا من قبل على دولتهم دعك عن الوساطة.

    (5)



    تخلت الحكومة ، في خضم حماسها لمجموعة الدكتور سيسي ، حتى عن أمنيتها السابقة. فيما مضي كانت الحكومة تقول مراراً أنها تتمنى لو توصلت الحركات إلى تكوين وفد تفاوضي موحد حتى تتمكن من مفاوضتهم مجتمعين عبر تلك الآلية..ولكنها اليوم ترفض مفاوضتهم إلا عبر التجاني سيسي. تذكروا أن الحكومة قد وقعت مع مني مناوي في أبوجا ، وعندما بدأت في تنفيذ شيء من الإتفاق إستنفرت كل من يريد شيئاً من الإتفاق أن يؤسس له حركة ويوقع على وثيقة إلتزام بأبوجا حتى بلغ عدد الحركات التي لبت نفرة أبوجا خمس حركات. أما اليوم فإن ذات الحكومة تقول أنها لا يمكنها أن توقع مع أكثر من حركتين. شيٌ عجيب!!



    الوساطة أيضاً أكدت هذا الأمر إذ ألمحت في أكثر من مرة إلى أن الحكومة لا ترغب في مفاوضة الآخرين إلا عبر ماعون الدكتور التجاني سيسي كخيار أفضل ..



    (6)

    الوسيط والتحرير والعدالة شركاء في الممانعة.. فما هي المصلحة المشتركة؟

    شخصياً، عندما أيقنت في الدوحة من صعوبة توحيد الحركات في كيان واحد أو كيانين إثنين فقط ،عرضت على الوساطة فكرة تكوين وفد تفاوضي واحد ، وزدت عليه تكوين مرجعية موحدة للوفد المفاوض أسميته مجلس إدارة عملية السلام أو مجلس أمناء عملية السلام ، كيفما يحلو لهم ، يتكون من خمسة أشخاص من كل مجموعة ، ويمكن أن يسع المجلس حتى لمجموعة أبوجا لكي يكون الدمج بين أبوجا وأي إتفاقية جديدة ممكناً .. وقد نشرت الفكرة في وقت سابق تحت عنوان : مقترح إستحسنته أمريكا وتجاهلته الوساطة .. وإنقسم حله الثوار

    وأعيد هنا بعض ملامحها للتذكير:

    1- تتكون هيئة مفاوضين من 60 عضواً ( 20 من حركة التحرير والعدالة ، 20 من حركة العدل والمساواة ، 20 من مجموعة خارطة الطريق) يرأسها كبير مفاوضين واحد ونائبان.

    2- ينشأ مجلس أمناء كمرجعية لعملية التفاوض وإلإشراف على تطبيق إتفاقية السلام ، فيما لو تم التوصل إليها. يتكون هذا المجلس من 15 عضواً ( 5 من حركة العدل والمساواة ، 5 من التحرير والعدالة ، 5 من مجموعة خارطة الطريق ، على أن يكون لمجلس الأمناء رئيس ونائبان .



    وهنا نضع الرابط لمن يريد الإطلاع على كامل التصور الذي نشرناه في وقت سابق: ( فقط أشر على الرابط وأضغط على زر Ctrl في نقس الوقت)

    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...9-17-14-27&Itemid=55



    لكن الوساطة لم تتحمس للفكرة التي ما زلت أراها عملية جداً.. إتضح لاحقاً أن رغبة الوساطة من رغبة الحكومة. روح واحدة في جسدين.. المضيف القطري كان الأكثر إستقلالية وميلاً نحو الحياد ، لكنه الوسيط باسولي ، فهو لا يملك من أمره شيئاً سوى أن يقول إن هذا ما تريده الحكومة.

    والغريب في الأمر أن يرفض الدكتور سيسي فكرة الوفد الواحد طمعاً في أن تنضم إليه تلك الحركات الأخرى لا أن تنسق معه .. تماماً كما فعل الدكتور خليل من قبل. سبحان مغير الأحوال!!والأكثر غرابة أن يرفض بعض العناصر التي كانت تتبع فيما مضى لمجموعة خارطة الطريق أن تنسق حركتهم الجديدة مع زملائهم القدامى وقد كانوا من قبل يدعمون الإتجاه ذاته.. الإنتهازية وحدها وليس سواها كانت خلف سلوك هذا البعض ( الطحالب).

    (7)

    والآن !!

    ما يزال ممكناً ..مسار تفاوضي واحد .. لا ثلاثة ولا حتى إثنين

    لماذا لا يبادر الدكتور سيسي ويمد يده ، دون وسيط ، إلى أخيه الدكتور خليل؟ لقد كانا بالدوحة ولم يتقابلا .. ثم كانا بليبيا ..ولا جديد ..لماذا؟

    يقول الدكتور سيسي كلاماً إيجابياً عن ضرورة التنسيق مع العدالة والمساواة .. لكن الرغبة الحقيقة تفضحه وتأبي إلا أن تشل حركته فلا يمد يداً إلى خليل.

    أما الدكتور خليل فلم يجد حتى الكلام الطيب الإيجابي تجاه أخيه السيسي. هل يبادر الدكتور خليل بنشر كفه إلى أخيه الدكتور سيسي ؟ لماذا يتخاطبان عبر الوسيط؟

    من يتفوق على الآخر فيبادر أولاً؟ .. وأين دور بقية قيادات هذين التنظيمين في تقريب وجهات النظر ليسجل له التاريخ أنه صاحب أفق يتجاوز العصبية للتنظيم. أم أنهم مجرد موظفين يكتفون بالوظيفة ويسترضون الزعيم طمعاً في المزيد؟ أم تسوقهم عواطفهم فيستلذون بالشقاق؟

    أقول هذا لأنني قمت بمحاولة تقريب وجهات النظر بين عناصر قيادية من حركتي العدل والمساواة والتحرير والعدالة فلم أجد حماساً للتلاقي من الطرفين.



    أما الحركات الأخرى ( مجموعة خارطة الطريق) فما زال التحدي أمامهم .. سوف يحاسبهم التاريخ إن واصلوا التشرذم المفضي إلى الفشل .. حتى وإن قبلنا إن عدم توفر الثقة قد منعهم من التوحد فيما بينهم ، فيجب أن يعلموا إن المرء أحياناً قد يقبل بالمغامرة والتعامل وفق الحد الأدنى من الثقة ، فذلك خير من إبقاء حالة التشرذم التي تعطي الخصم ( الحكومة) فرصة التلاعب وتطبيق معادلة فرق تسد بين الثوار. لو كانت هذه المجموعة قد توحدت لأصبحت في الدوحة ثلاث حركات عملاقة فقط كما أسلفنا: حركة العدل والمساواة ، حركة التحرير والعدالة ، ومجموعة خارطة الطريق.

    لكن مع ذلك سوف تظل هذه المجموعة وسلوك الوساطة معها دليلاً كذلك على تخبط الوساطة وضبابية نواياها وغبش سريرتها من حيث نوعية علاقتها بالكومة. إذ كان بالإمكان ، ولا يزال ، أكثر من طريق واحد لإدارة عملية السلام ،

    التوحد في كيان واحد قبل التفاوض كان المدخل الأفضل لكنه ليس المدخل الأوحد .. وفشل تحقيق الوحدة التنظيمية ليس نهاية العالم.

    فإن إستعصى الأمر بالنسبة للوحدة التنظيمية ، فإن الوحدة التفاوضية أيضاً يمكن أن تفي بالغرض ،

    الوحدة التنظيمية تحتاج إلى توفر الثقة بين الأطراف محل التوحيد ..وهو الأمر الذي جعلنا نبتلع على مضض مبررات تعنت الثوار في مسألة التوحيد..

    لكن الوحدة التفاوضية ، وفق الصيغة التي طرحناها ، هو عمل جماعي وشراكة عريضة لا تحتاج إلى وجود الثقة البينية.. مثلها مثل أية شركة ، يحمل سنداتها حتى الأعداء ويتربع على مجلس إدارتها أشخاص لا تجمع بينهم إلا شراكة الشركة .. على طريقة المجتمع الأمركي المتناقض. فقط بمثل هكذا إجراء يمكن جمع الشتات الثوري في مركب واحد. مسار تفاوضي واحد .. لا ثلاثة ولا إثنين

    ولكن !!!!!!!!!!!! من يقنع الوساطة؟ .. أو من يقنع الحكومة التي تدير الوساطة؟ وكم هي منافقة هذه الوساطة عندما ترفض وجود ثلاث حركات تتفاوض جنباً إلى جنب في مسار واحد ، وتصر على أن تجعل الثلاثة إثنين كنوع من تجويد العمل ، ثم ترفض فكرة جعل الثلاثة واحداً.. إذا كان مساران أفضل من ثلاثة فإن المنطق يقول المسار الواحد أفضل من إثنين فلماذا رفضه الوسيط؟ ما هو ذلك السر الدفين؟



    الهدف الذي ترمي إليها الحكومة واضح .. فرّق تسُد. عندما ترفض الحكومة الوحدة التفاوضية للثوار وتصر على الوحدة التنظيمية وهي تعلم صعوبتها ..ثم تحابي إحدى المجموعات على الأخرى فتلك مدعاة للتشرذم .. وتلك فتنة .. وحيلةٌ خبيثة.. ياليت الثوار يعقلون.



    أحمد أبكر – بريطانيا

    [email protected]





                  

11-29-2010, 11:13 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفاوضات الدوحة: الوساطة والثوار ../أحمد أبكر (Re: Tragie Mustafa)

    Quote:


    إلّا هذه.. ألحقوا التحرير والعدالة .. إني أرى شجراً يسير../أحمد أبكر
    By
    Oct 17, 2010, 21:19




    إلّا هذه.. ألحقوا التحرير والعدالة .. إني أرى شجراً يسير..

    أحمد أبكر

    [email protected]



    كتبت من قبل وقلت إن لحركة التحرير والعدالة حسنات عديدة ، كما لها من السيئات أمثالها وقد تزيد..

    من حسنات حركة التحرير والعدالة هو مساهمتها في تنظيف الساحة الثورية الدارفورية السودانية من شظايا الحركات المتناثرة وإعادة تجميع بعضها في ماعون ثوري واحد.

    وتمنيت أن تحذو مجموعة خارطة الطريق حذو التحرير والعدالة فتوحد العناصر المكونة لها في ماعون ثوري آخر .. ومارست ما أستطيع من ضغط على قياداتها بغية تحقيق ذلك الهدف.. وعندما عجزت هذه الأخيرة عن أن تفعل .. تمنيت لها الزوال من الخريطة التنظيمية الثورية . بمعنى أنني تمنيت إما أن تتوحد فصائل خارطة الطريق في كيانٍ واحدٍ جديد وتصنع سفينةً لنفسها تمتطيها، فيختفي هذا الإسم المؤقت الذي لا يصلح لأكثر من الفترة اللازمة لتوحدها ، وإما أن تمتطي وتتوزع على تلك السفن التي نجح ربانها في حجز مواقع لهم في الخارطة الدولية فأكتسبوا الإعتراف. وتلك السفن هي حركة العدل والمساواة وحركة التحرير والعدالة و حركة التحرير جناح عبدالواحد.

    لو كانت قد نجحت مجموعة خارطة الطريق في التوحد فيما بينها لإكتمل المربع الثوري .. وكانوا سوف يكونون الضلع الرابع .. أو السفينة الرابعة

    للثورة أربع اضلاع إذن .. فهي مربعة .. لكن ضلعها الرابع ( خارطة الطريق) ضلعٌ متشعب أو هو ضلع غير مستقيم .. أو ضلعٌ ذو زوائد. وضلعها الثالث ( عبد الواحد) ضلعٌ منافر لا يحب الآخرين.

    لو كانت قد توحدت مجموعة خارطة الطريق لاضفت على المربع الثوري حيوية ومرونة ضروريتين ولازمتين. كان المربع الثوري سوف يكون من السهولة والمررنة بحيث يتحول إلى مثلث عندما يريدون مواجهة الحكومة في المفاوضات ، ذلك في ظل نفور عبد الواحد وعدم حماسه للتنسيق مع الآخرين فإعتبرناه ضلعاً غائباً حاضراً.

    كان كرهي للتشظي هو ما دفعني أن أتمني لمجموعة خارطة الطريق الموت والحياة معاً. أما حياةً في ظل توحد ذاتي .. أو ذوباناَ في أكناف الآخرين. وقد بحت بهذا علناً لبعض قادة هذه المجموعة.

    كان يقيني يحدثني أنه بقدر ما بقيت مجموعة خارطة الطريق ككيان غير متحد ويضم فصائل مستقلة بداخلة ، بقدر ما شجع ذلك المتململين في حركاتهم على الإنشقاقا ثم مغازلة خارطة الطريق من أجل أن تقبل لها عضويها والإستقواء بها إلى حين.. وقد رأينا محاولة إنشقاق أو إنشقاقاً على ما يبدو على فصيل الدكتور أزرق .. كما تم نفخ الروح أو هي محاولة لنفخ الروح في جسد الجبهة المتحدة المقاومة من جديد .. وهكذا دواليك..

    وكل ذلك بسبب وجود خارطة الطريق



    وكان كرهي للتشظي وبعدي عن المثالية جعلاني أقنع بوحدة من الدرجة الثانية ( أربع حركات رئيسية) وليست وحدة من الدرجة الأولى ( حركة واحدة عملاقة).

    وكان كرهي للتشظي وبعدي عن المثالية الحالمة قد اعاناني أن أرى الجانب المليئ من الكوب في كل حركة من الحركات المكونة لأضلاع المربع الثوري. ولم يمنعني شنآن بعضها على ألا أرى الجوانب الإيجابية فيها.



    عندما إستطاعت حركة التحرير والعدالة أن تجمع جزءاً من الشظايا الثورية وتصنع منهم ضلعاً تضيفه إلى المربع الثوري .. إمتدحت تلك الخطوة الإيحابية .. بل وصفتها بالخطوة الجبارة في مقال لنا سابق. ودعوت أعضاءها وقياداتها أن لا يفكروا في الإنشقاق و الخروج عنها مجدداً . وأن يبقوا حيث هُم ، رغم وجود طحالب كثيرة تعكر صفو الماء عندهم . وأن لا يتركوا المجال للسيئين وأن يكافحوا من الداخل حتى تكون الغلبة للصادقين.

    أقول هذا .. وتذكرت كل هذا وقد بدأت الإخبار تطل برأسها عن إقالة رئيس حركة التحرير والعدالة ( د. تجاني سيسي)..ثم تصريحات النفي .. إنها حرب البيانات المفضية إلى الإنشقاقات ولا شك.

    تاني إنشقاقات ؟!! .. لا يا جماعة .. أرحمونا ..يرحمكم من في السماء.

    لماذا لا يستخدم مجلس التحرير المركزي الذي أقال رئيس الحركة صلاحياته ويبطل تواجد الحركة العبثي في الدوحة بدلاً من إقالة رئيس الحركة ؟

    ولماذا لا يفعل القائد العام لجيش الحركة الذي أيد الإقالة الشيئ نفسه.

    لماذا لا يسوقون حركتهم ويدفعونها دفعاً نحو التنسيق مع الآخرين بدلاً من تركها تتورط في موائد الحكومة فتصاب بالتسمم؟ ثم تفاجئوننا بأن العلاج هو التخلص من الرأس ذي السم؟ والأطراف المصابة بالسرطان؟ أجزم أنه ما يزال ممكناً حلق ذلك الرأس وفرض الحج عليه إلى كعبة الفلاح بدلاً من إجتثاثه؟ كما أنه يكون مجدياً معالجة تلك الأطراف المصابة ، فما بها ليس بالسرطان بل شيئ دون ذلك.. وقابل للعلاج.

    لكن تمهلّوا .. وجربوا البدائل .. وقد ذكرت بعضها.. قيدوه .. ألزموه .. لكن تذكروا .. إذا إجتثثتم الرأس سوف ينهار الجسم كله.

    ألا يوجد شيئ إسمه التدرج في المعالجة؟

    ألا تعرفون الربح بأقل الخسائر؟

    ألم تسمعوا أنّ آخر الدواء الكي؟ لماذا تبدأون بالصعق الكهربائي إذن؟

    هل رابني بصري أم أنني حقاً أري شجراً يسير؟ .. الله يُكذِّب الشينة




                  

11-29-2010, 11:16 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفاوضات الدوحة: الوساطة والثوار ../أحمد أبكر (Re: Tragie Mustafa)

    Quote:

    قولٌ على قول:

    أسرى عند اللزوم .. وأشياء أخرى ..

    أحمد أبكر

    [email protected]



    (1)

    أمين حسن عمر/ كبير محامي الحكومة ضد قضية دارفور يقول: إن مطالبة حركة العدل والمساواة بفك أسراها تدحض مقولة أن البشير قال ذات يوم أنه لا يريد أسرى ولا جرحى... كذلك قالت الحكومة أن لديها اسري ينتمون إلي أحد الفصائل التي إنضمت إلى حركة التحرير والعدالة ، وأنها قد حاكمتهم بالإعدام.

    ونحن نقول :

    أسرى العدل والمساواة كلهم كانوا حصيلة معركة أم درمان. ومعركة أم درمان كانت في العام 2008 بينما الحرب ظلت تدور في دارفور منذ العام 2003 . والسؤال هو : اين أسرى معارك دارفور من كافة الحركات؟ معركة أم درمان كانت لها ظروفها الخاصة التي جعلت مسألة وجود أسرى أو معتقلين أمراً طبيعياً وسلوكاً متوقعا من النظام : أولاً لأن المأسورين جلهم قد تم إلتقاطهم من بيوت ذويهم أو من الشارع العام أمام مرأى من آخرين ، فبعض الأسرى إذن هم أسرى من إنتاج البشير ولم يكونوا بالأساس جنوداً مقاتلين ، بل تم إعتقالهم إنتقاماً وإنتقاءاً بحسب الإنتماء واللون ، مما يجعل إختفاؤهم إلى الأبد وبتلك الأعداد الكبيرة عسيراً بعض الشيئ.

    وثانياً لأن المعركة حدثت في العاصمة حيث تتكاثر عيون وعدسات العالمين ولا يمكن إنكار وقوع المعركة من أساسها كما دأبت الحكومة عليه. ولا يعقل أن تحدث معركة بين الشوارع والأزقة مثل معركة أم درمان دون وجود أسرى حقيقيين ، إلى جانب الأسرى المصنوعين.

    أما أسرى حركة التحرير والعدالة فأمرهم غريب ويعزز ما نقول ! لماذا لم تعلن عنهم الحكومة في تاريخ وقوعهم في الأسر؟ .تلك هي الاصول ، لكنها – أي الحكومة- لم تفعل ذلك إلا عندما أرادت أن تضغط علي حركة التحرير والعدالة أكثر في المفاوضات الجارية في الدوحة فأعلنت أن لديها اسرى منها وقد حاكمتهم بالإعدام وبإنتظار التنفيذ !!

    الأسرى لدى النظام قد أصبحوا مجرد لعب عيال .. تصنع بعضهم وقتما تريد ، من أجل إستخدامهم كوسيلة للضغوط .. وتعدم بعضم كيفما تشاء .. وفي منتهى الخفاء. وتعلن عنهم وقتما تريد ..

    إنهم أسرى عند اللزوم.

    (2)

    غازي صلاح الدين رئيس أمين حسن عمر و مسؤول الحكومة عن ملف إجهاض قضية دارفور يقول: إن التنمية في دارفور هي الإستراتيحية الجديدة لسحب البساط من نشطاء دارفور ..

    والحكومة كلها تقول تارة أن ثوار دارفور مجرد عملاء ولا قضية لديهم ، وأنه ليست لدارفور قضية ، وأنها ليست مظلومة وليس لديها حق مضيّع.. ثم تعود لتقول إن الحكومة سوف تتفاوض مع المجتمع المدني الدارفوري بإعتبارهم صحاب الحق الأصليين.

    ونحن نقول :

    قف .. ماذا قلت يا غازي؟.. تنمية؟ ماذا تقصد؟ أليس هذا إعتراف بالظلم الذي أنتج الثورة ضدكم؟ الله فوقك يا غازي أن تقنع البشير ليعترف بالظلم مثلما تعترف أنت الآن، رغم أنك إعترفت دون أن تقصد الإعتراف.

    ثم أي حق تقصدون عندما تقولوا: (أصحاب الحق الأصلين)؟ ألم يقل البشير أنه لا يوجد ظلم اساساً؟ وأنها قضية مفتعلة !! ووراءها القوى الصهيونية والإمبريالية ؟ أثبتوا لكم على كلمة واحدة أيها القوم. ثم لماذا لم تقبلوا بتوصيات أصحاب الحق الأصليين ( المجتمع المدني) وقد أكدوا على ذات المطالب التي ظلّ الثوار والناشطون يرددونها؟

    والآن ...

    من أين لكم بالمخرج وقد سمعت أمين حسن عمر يقول: لا المتمردين ولا المجتمع المدني الدارفوري يمثلون دارفور !! هذا قولٌ جديد .. حتى المجتمع المدني؟ طب ليييه؟ ( على الطريقة المصرية) . هل لأنهم تمردوا على الخطة؟ ومن أين سوف تأتون بممثلين لدارفور؟ هل تأكد لكم أن كل دارفوري الآن لديه يقينٌ دفينٌ بممارسة الحكومة للظلم بحق دارفور.. حتى الجنجويد .. بل حتى المنكسرين الذين ينتمون إلى ثلتكم طمعاً في مغنم أو درءاً لشروركم؟ قد تتفاوت مقادير الإحساس بالظلم .. لكنه موجود .. ويزداد حتى بين ذوي الحظ القليل من الحس يوماً بعد يوم.

    ماذا تنتظرون؟ هل تريدون أن يترسخ الشعور بالظلم لدى إنسان دارفور بأكثر مما هو مترسخ الآن؟ هل تفرحون لإزدياد الإحتقان فوق مستوى الضبط أو الإزالة حتى يبلغ مداه المائة بالمائة؟ ألا تتحسبون لمآلات تلك الحالة يوم أن يكون؟ وكيف يكون المخرج يومئذٍ؟

    إن كنتم لا تعلمون فاعلموا الآن أن تكلفة الوصول إلى نوعٍ التسوية يومها سوف تكون أضعاف أضعاف تكلفتها الآن.. هذا إن كانت التسوية ممكنة أصلاً.

    الحل ممكن الآن .. لكن الحكومة لا تريدها أبداً رغم يقينها بفداحة التكلفة خاصة من جانبها كلما تأخر الحل ..لكن الكراهية تمنعها.. نعم إنها الكراهية التي تجعلها تقول: عليّ وعلى أعدائي.

    حقاً إن الكراهية أيضاً أعيت من يداويها.

                  

11-29-2010, 11:22 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفاوضات الدوحة: الوساطة والثوار ../أحمد أبكر (Re: Tragie Mustafa)

    Quote:




    إلتحرير والعدالة.. حمداً لله على السلامة .. لكن هناك هدف في مرماكم ..

    أحمد أبكر

    [email protected]



    كان الأسبوع الماضي درامياً بالنسبة إلى حركة التحرير والعدالة .. البيان الذي صدر باسم رئيس المجلس الثوري ( التشريعي) والذي أعلن فيه إقالة رئيس الحركة ( د.سيسي) قد أصاب عضويتها وقيادتها بدوشة .. كان ذلك واضحاً في مستوى الحذر الذي حوته التصريحات الرسمية للحركة التي صدرت عقب البيان .. كذلك الإجتماعات الطارئة رفيعة المستوى ، بالغة الأهمية التي تلت ذلك حسبما جاء في بيانهم الرسمي الذي أعلن إحباط المحاولة الإنقلابية أو الإنشقاقية..

    نقول إذن حمداً لله على السلامة

    فقد أحرزتم هدفاً في مرمي الإنشقاق .. وبقيتم متوحدين .. تلك محمدة

    نريدكم أن تستمروا متوحدين .. فالوحدة نفسها هدف مطلوب يجب الحفاظ عليها.. وإلا سوف تغص الساحة الثورية بضجيج الحركات المتشظية مرة أخرى .. ويا له من ضجيج ويا له من عويل .. و يا لها من (عوارة) .. سيطروا على تلك العوارات والحركات الكرتونية ولا تتركوها تنفلت من الوعاء وتطل علينا من جديد .. والتجربة التي مررتم بها الاسبوع الماضي أوضحت أن تلك الحركات نفسها قد وعت الدرس وما عادت تحن إلى الماضي البئيس ولم تلتمس سبيل الإنشقاق أو تدعمه.



    لكن رغم ذلك الهدف ، إلا أنه ما تزال النتيجة هي التعادل .. كيف؟

    تذكروا أنه قد ولج مرماكم هدف مبكر سجلتموه بأنفسكم في أنفسكم .. هل تذكروه؟

    سوف نذكركم به .. وسوف نذكركم في نهاية المقال أيضاً كيف يمكنكم تسجيل هدف الترجيح الذي قد ينقلكم مباشرة إلى مقاعد المخلصين الصادقين وتقلبون به كل التوقعات.

    أما الهدف الذي سجلتوه في أنفسكم فهو الذي جعلكم ضمن الزمرة الخاسرة لولا هدف التعادل الذي حمل إسم الحفاظ على الكيان واللبقاء متوحدين.

    إنه هدفٌ مشين أتاح للحكومة أن تنفرد بكم ..تحاصركم وتغازلكم .. تفرح بكم وتدافع عنكم في معركة كنتم في حاجة إلى رفقاء السلاح والكلمة المقاتلة والموقف النبيل..

    لكن إخترتم طوعاً أن نكونوا في ذلك الموقف

    ومن عجبٍ فقد كنتم فرحين بذلك الإتفراد ..

    الهدف الذي أحرزتموه في أنفسكم كان قد نال من المركز القوي الذي كانت الثورة تقف على رُباه

    ذلك الهدف قد ولج مرماكم ومرمى الثورة يوم أن شقفتم الصف الثوري كله

    يوم أن رفضتم التنسيق مع المجموعتين الثوريتين الأخريتين ( العدل والمساواة ومجموعة خارطة الطريق)

    لم يكن مقنعاً قول رئيسكم " إن حركة العدل والمساواة ما كانت راغبة في التنسيق معنا وأنها لم تعترف بنا أصلاً فكيف تطلبون منا التنسيق مع من لم يعترف بكياننا !!

    هكذا الكلام كان عذراً أقبح من ذنب العدل والمساواة نفسه

    صحيح العدل والمساواة كانت كذلك.. وكان موقفاً خاطئاً .. وذنباً عظيماً

    لكن هل سعيتم أنتم ( حركة التحرير والعدالة) ومددتم لها يد التعاون ثم صدتكم بالفعل .. أم أنكم كنتم تبحثون عن العذر لتداروا به الرغبة العمياء في الإنفراد؟ .. خطأ الغير ما كان يوماً ولن يكون حسنةً تحسب للآخر. إذا أثبت أن فلاناُ شيطاناً لا يعني ذلك أنك ملاكاً ، فقد تكون شيطاناً آخر مثله.

    وصحيح أيضاً أن قائدكم كان يوجه نداءاً إلى العدل والمساواة بأن تعود إلى الدوحة .. كيف يوجه ذلك النداء بذلك البرود دون أن يكلف نفسه عناء الإجتماع بهم.. آخذين في الإعتبار الحالة النفسية التي كانت عليها العدل والمساواة أيامئذٍ .. أما كانت مناشدة الشامت ؟ أولم تكن عزومة مراكبية ؟



    تهافتكم على التفاوض مع الحكومة منفردين يذكرني بسلوك بعض الرفاق من جماعة مني مناوى ، كما وردنا من من نثق به ، أيام تأهبوا للتوجه إلى الخرطوم ليتسلموا إستحقاقات أبوجا .. بعض أولئك النفر لم يتمالك نفسه عندما وصل الخرطوم وبدأت وظائف السلطة الإنتقالية تستقبلهم وهن عاريات ..عاريات من اية قوة أو صلاحية .. ومع ذلك (إنبرش) ذلك البعض من الرفاق أمام تلك الوظائف وأقبلوا على ربهم شاكرين أن جعل الآخرين يعافون إتفاقية أبوجا مما جعل نصيبهم صافيا خالصاً من منافسة ومزاحمة أولئك الآخرين. (قالوا الحمد لله جانا صافي) وما دروا أن العلة كل العلة في إتفاقية أبوجا كان نقصان الإجماع من قبل الحركات الممثلة لأهل دارفور يومئذٍ قبل أن يكون نقصان المضمون.

    قد يختلف معي البعض في هذا ولكنني شخصياً كان موقفي الرافض لإتفاقية ابوجا كان مبنياً على هذا الأساس.

    لو كانت قد جاءت إتفاقية أبوجا بأقل مما جاءت به لكن بإجماع الحركات التي كانت تمثل الثورة آنذاك لما كنت قد رفضتها.

    شأن أية ثورة إما أن تنتصر أو تتوصل إلى حلول وسط .. وقد تنهزم أيضاً .. لا يهم .. لكن المهم أن تكون النتيجة (كيفما كانت) وفق مبررات موضوعية وألأهم من ذلك أن تكون النتيجة قد أجيزت بديمقراطية وشفافية كاملتين وبرضا وبمشاركة الجميع.

    تلك هي معادلة المصير والرضا به أيها الرفاق

    وذلك ما لم يحدث في ختام مفاوضات أبوجا .. وهذا ما سوف لن يحدث في نهاية مفاوضات الدوحة.

    واليوم أركم .. ايها الرفاق في حركة التحرير والعدالة تكررون السيناريو نفسه

    يخيل إليّ أنكم كنتم تمنون النفس أن تنسحب حركة العدل والمساواة من الساحة حتى تكونوا في وضعية (جانا صافي) أو وضعية (السخيل الكتل تومو) فتنفردوا برضاعة متوهمة قد ترضعكم إياها الحكومة.

    صحيح ، قد نافرت العدل والمساواة وأنكرت وجود الجميع عند لحظة المغنم .. وقالت ما قالت

    لكن إذا كانت العدل والمساواة كانت قد قالت ذلك في لحظة الكبرياء والتيه والزهو الحرام ( رغم أنه ليس عذراً ) فهل تعنون أنكم لا تمانعون في أن يصفكم الناس ويشبهونكم بالعدل والمساواة من حيث الجحود والكبرياء .. إذا سمي الناس ما أقدمت عليها العدل والمساواة بجحود نضالات الرفاق ، هل تقبلون أن يسمي الناس موقفكم هذا بالإنتهازية؟

    طيب الآن قد تابت العدل والمساواة فلماذا لا تتوبون؟



    موقفكم من حركة العدل والمساواة ينطبق على موقفكم من مجموعة خارطة الطريق .. فإذا كانت مجموعة خارطة الطريق قد تنكبت الطريق ولم تفلح في أن توحد عناصرها في كيان واحد فاستحقت لعنة الجميع وجلبت عليهم تعالى الوساطة وحرمانهم من التمثيل في التفاوض، هل يعطفيكم ذلك من تهمة الإنتهازية التي أعترتكم يوم رفضتم التنسيق معهم معللين أن الوساطة هي التي لم ترغب منحهم مقعداً في التفاوض .. وهل تُحدد لكم الوساطة مع من تنسقون ومع من ترفضون التنسيق؟ الا يعني ذلك أن الوساطة هي التي تقودكم وتتحكم في قراركم؟ ألا يعني ذلك أن الحكومة التي تتحكم في الوساطة هي التي تتحكم في قراركم ؟ أم أن قراركم كان بأيديكم لكنكم كنتم تبحثون عن العذر لتغطوا به سوء نيتكم ورغبتكم الجموحة في الإنفراد حتى يأتيكم نصيبكم خالصاً؟

    تُرى أي الفرضيتين أنسب لكم؟

    لقد كانت مجموعة خارطة الطريق حمقاء حين فوتت الفرصة على نفسها بأن توحد فصائلها فتصبح - غصباً عن الوسيط - جسراً للتواصل بين حركتين ليس بينهما وداد ، هما: حركتكم ( التحرير والعدالة ) وحركة العدالة والمساواة .. لكن رفضكم التنسيق معهم يمثل إنتهازية فاق حماقتهم .



    إن الحسنة التي في سجلكم الناتجة عن حفاظكم على وحدتكم قد عادلتها السيئة التي كسبتها ايديكم بتمكين الحكومة من رقابكم بسبب أنفرادكم .. والذئب يأكل من الغنم القاصية.

    النتيجة تجاوزاً تعادل إذن .. إن لم تكونوا متأخرين بهدف

    والآن .. هل من سبيل لتسجيل هدف ينقلكم من الخلف إلى صفوف الصامدين الصادقين؟

    ليس في الدنيا مستحيل

    ولأن كل شيئ وارد .. أطلب من الناقمين عليكم وخاصة منسوبي حركة العدل والمساواة أن يحسنوا بعض الظن بكم .. حتى حين..

    أرجوا من قادة العدل والمساواة أن يضبطوا إيقاع صحيفتهم الإليكترونية وتصريحات بعض قادتهم بحق حركة التحرير والعدالة حتى نرى ما تنتهي إليه هذه الأخيرة.

    ايام قليلة ويأتي الخبر اليقين

    إما قلبت حركة التحرير والعدالة كل التوقعات فإرتفعت فوق الظنون

    وإما صدقت فيهم الظنون فسجلوا هدفاً آخر بأنفسهم فنزلوا أسفل سافلين

    لو نجت حركة التحرير والعدالة من مأزق (الوحل الحكومي) وعادت صافية من غير سوء فسوف يبدل الناس كل سوءاتها إلى حسنات ولأصبح الطريق مفروش بالورود بينها وبين المتشككين في نواياها ، وعلى رأسها حركة العدل والمساواة ، ولأصبح ممكناً أن نرى حبل الود ممدوداً بينهما.



    دفاع الحكومة عن هذه الحركة أيام محاولات الإنشقاق الأخيرة كان شيئاً لافتاً .. وكان أمراً مخجلاً ومخيفاً في آنٍ واحد .. لكن العبرة بالخواتيم . فإذا إستعصت هذه الحركة على التلاعب الحكومي فقد نجوا ، وذلك هو هدفٌ في مرة الحكومة فهل التحرير والعدالة بها كفيلة.

    إن غداً لناظره قريب

    مجرد خاطرة

    محاولة شق حركة مناوي في هذا التوقيت هل هو البرهان العملي على تهيئة الحكومة للمقعد الخاوي من أي مضمون والخالى من صاحبه مناوي الذي كان ، منصب ( مساعد رئيس الجمهورية) أملاً في أن يقبله رئيس مجموعة (جانا صافي) الجديدة في تكرار بالكربون لأبوجا ؟ بكرة نشوف.


                  

11-30-2010, 01:47 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفاوضات الدوحة: الوساطة والثوار ../أحمد أبكر (Re: Tragie Mustafa)

    .
                  

11-30-2010, 04:49 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفاوضات الدوحة: الوساطة والثوار ../أحمد أبكر (Re: Tragie Mustafa)

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de