دولة الأحجار الكريمة ..! عبد الله الشيخ خط الاستواء ليس مهماً أن أعرف نتيجة مباراة الهلال والمريخ ، لكن يهمني جداً متابعة حركات (هذاالحجر الكريم) الذي يلعب كل المباريات المهمة في تاريخ السياسة السودانية منذ أن عاد على طالب الله الى السودان وحتى الآن..! وللأسباب المعروفة لديكم، و التى يتفهمها تماماً (هذا الحجر الكريم ) قررت الإضراب عن الحديث في السياسة، وبدأت في مثاقفة نفسي رياضياً.. وجمعت كل المعلومات المتعلقة بعالم الرياضة مبتدءاً من عهد ماجد وجكسا، ومنتهياً بسيطرة تلك الأحجار الكريمة على إدارات الرياضة ، وتمثقفت حتى علمت أن كرستيانو رونالدو إنتقل من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد بمبلغ وقدره أربع وتسعون مليون دولار..! من حسن حظي، وبعد إعلانى للاضراب عن أحاديث السياسة وجدت إعلاناً في إحدى الصحف الرياضية عن وظائف شاغرة لمعلقين رياضيين .. ذهبت الى المعاينة مشبعاً بهزيمة الهلال للمريخ ، ثم هزيمة المريخ للهلال وإختطاف الكأس وإحتلال الجماهير للمقابر..!، وآخر أخبار مريخ الحصاحيصا، والأمل عطبرة وحافظاً عن ظهر قلب تقارير مراسل المناقل .. لكننى وجدت (هذا الحجر الكريم) رئيساً للجنة المعاينة .. فتحة خشمو معاي سألنى (هذا الحجر الكريم) و قال لي :ـ تعرف حاجة عن سنن ومبطلات الوضوء؟.. خرجت من المعاينة، وبدأت في قراءة الفقه على المذاهب الأربعة.و خلال متابعتى للصحف وجدت إعلاناً آخر شد إنتباهى .. يقول الإعلان أن هناك وظائف شاغرة في المدينة الرياضية التى أسسها رامبو عند إستقلال السودان فى يونيو العظيم..! .. يقول الإعلان: إن الدار تحتاج الى تخديم مرشدين رياضيين .. ذهبت الى المعاينة متسلحاً بمختصر خليل وأقوال السلف الصالح وإبن حبان والبيهقي ، وما أصدره مؤتمر الذكر والذاكرين ، مضافاً الى كل ذلك لطائف الصافي جعفر النورانية والسندسية..! و ، كنت مدججاً بالنصوص الى درجة قف..! لكنى وجدت (هذا الحجر الكريم) رئيساً لتيم المعاينة .. لم يسألني (هذا الحجر الكريم ) سؤالاً فقهياً.. لقد فاجأني حين طلب من التحدث عن البعد الصوفي في ألحان زيدان ابراهيم ! خرجت من المعاينة بالطريقة المعلومة لديكم باحثاً عن وظيفة أخرى، بعيداً عن عالم الرياضة .. لكن إعلاناً آخر شد إنتباهي .. قرأت الإعلان .. وقررت دخول المعاينة مستفيداً من ثقافتى الكروية ومن معرفتى بفنون ألعاب ( هذا الحجر الكريم )..!.. إنها وزارة التربية تعلن عن فتح باب التقديم لوظائف معلمين للتربية الرياضية .. دخلت المعاينة .. فإذا بى وجهاً لوجه أمام ( هذا الحجر الكريم) رئيساً للجنة المعاينة.. أيغلبنى ( هذا الحجر الكريم ) هذه المرة ..!؟ لايمكن أن يغلبني هذه المرة، فأنا أحفظ مراوغاته عن ظهر قلب..! لكن (هذا الحجر الكريم) في ضربة بداية المعاينة سألني:ـ لياقتك كيف ؟.. وعمرك كم ؟ ولعبت كورة وين ؟ .. خرجت من غرفة المعاينة باحثاً عن وظيفة أخرى .. فلتكن الوظيفة هذه المرة من خارج السودان .. فى خضم بحثى عنها وجدت إعلاناً آخر شد انتباهي .. يقول الإعلان أن هناك معاينات تجري حالياً في الاتحاد المحلي لإبتعاث صحفيين رياضيين إلى دولة بترودولارية .. ذهبت إلى المعاينة .. لكننى وجدت ( هذا الحجر الكريم) جالساً في صدر المجلس .. ولقد باغتنى ( هذا الحجر الكريم)..! كان أول سؤال يقدمه فى سبيل معاينتى عبارة عن طلب..! قال لى : جيب شهادة خلو طرف من الخدمة الإلزامية ..!خرجت من عند (هذا الحجر الكريم) باحثاً عن شهادة خلو الطرف ، أحضرتها، لـ (هذا الحجر الكريم) تسلمها منى باسماً وقال لى أن البعثة البترودولارية قد غادرت السودان ..! ودخلت مرة أخرى في دوامة البحث عن عمل .. قسرت نفسي مرة أخرى وبدأت أتصفح أخبار السياسة .. فتحت تلفزيون محمد بن حاتم لمتابعة الإنجازات الإنقاذية ،الاستفتائية ،الإستثمارية ، و التنموية بما فيها قفزات ثورة التعليم العالي .. وجدت في صدر النشرة خبراً عن فعالية تدين التلاعب بالوحدة التى أصبحت جاذبة ، ووجدت القوم يبكون على هذا الجنوب الذي أصبح فى نظرهم (حلواً زي السكر) هذه الايام ..! كانت فعالية شبابية خاطبها النطاسيون فى النظام .. ما أن جلست متفرجاً على فعل الفعالية حتى رأيت ( هذا الحجر الكريم) يعتلى المنصة ليكون المتحدث الأول..! تابعت بلهف تلك الفعالية ، قررت رصد أحداثها ، ونشرها في صحيفة من صحف الإنقاذ المستقلة .. وذهبت إلى دار الصحيفة .. لكننى وجدت ( هذا الحجر الكريم ) هناك فى انتظاري.. تفحص (هذا الحجر الكريم ) نواياي فى تلك التغطية الخبرية.. رفع رأسه من أوراق التغطية، وقال لى بعنف :ـ عندك شهادة قيد.. ؟ خرجت من عند (هذا الحجر الكريم) وقد قررت أن "أتعرف عن قرب" على "ثوابت الانقاذ"..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست