|
عقول مُتحجرة (حول تسريب الجثث من المشرحة) .. تبرع بجثتك من اجل العلم .
|
(1) بعض الناس - او كلهم - , يعتقد ان ذهاب تيار الاسلام السياسى بعيداً عن مفاصل السلطة , سيعنى بكل ميكانيكية بسيطة وسهولة , هزيمة التيار الرجعى المُتحجر فى المجتمع وازاحته عن اللعبة . وانا اعتقد العكس تماماً , ففى ظل سيادة وسيطرة التيار الفكرى المتزمت حتى على عقول الكثير من نُخب المعارضة للمشروع الحاكم الان , فان هذا التيار هو من سوف يفرض شروطه على مُكونات اللعبة الليبرالية القادمة - والتى لا ندرى متى - . وربما اسطع مثال , هو الذى يحدث فى إنتخابات الولايات المتحدة الامريكية , عندما يفرض هذا التيار شروطه على المرشحين فيما يتعلق بالاجهاض وحقوق المثليين المدنية , واداء المرشح لطقوسه الدينية فى الكنيسة , وأيمانه بالله .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقول مُتحجرة (حول تسريب الجثث من المشرحة) .. تبرع بجثتك من اجل العلم . (Re: shaheen shaheen)
|
(2) التحقيق المطول الذى كتبه الأستاذ (عبدالوهاب جمعة) فى صحيفة (الصحافة) بتاريخ الاثنين 22 نوفمبر 2010كان هو الاطول حسب مُتابعتى المتواضعة عن قضية تحويل 38 جثة مجهولة الهوية لبعض كليات الطب وذلك للاغراض الاكاديمية . اخبار قصيرة وتعليقات اقصر وجدتها , لكن هذا كان هو الاطول الموتى يستغيثون جثث مجهولة الهوية تتسرب من المستشفيات الى مشارح الجامعات .. !! هذا هو عنوان التحقيق الصحفى , وعلامتى التعجب من عندهم . اما علامة التعجب الكبرى التى من عندى , فهى التعجب من الوقوف عقبة فى وجه التعليم والبحث الطبى فى بلادنا . التعجب من عدم وجود بديل , او من طرحه على الاقل .. من اين سيحصل طلاب الطب فى السودان على جثث ؟ , هل يقترح البعض الاكتفاء بالمحاضرات النظرية ؟ .. هل يقترح البعض استيراد جثث من شرق أسيا , وهل ليست لهم - اقصد الجثث الاسيوية - حُرمة هى الآخرى ؟ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عقول مُتحجرة (حول تسريب الجثث من المشرحة) .. تبرع بجثتك من اجل العلم . (Re: shaheen shaheen)
|
(3) واقول من البداية , لو كان فى الامر اتجار بالجثث فى هذه القضية , بمعنى ان هناك شُبهة شراء جثث لبعض كليات الطب الخاصة فان الامر يستحق محاكمة , لو كانت هناك رائحة مال تنبعث من الموضوع , فهذا فساد بدون ادنى شك , لان هذا بكل بساطة اتجار بالموتى . ولكنه حتى فى هذه الحالة , يعنى بكل وضوح ان هناك طريق مسدود يحتاج الى فتح .. هناك حوجة الى جثث وهناك كليات طب اكثر من الهم على القلب , وطلبة فى حوجة الى جثث . ما العمل ؟ التحقيق الصحفى المشار اليه , ينسف منذ البداية حياد مُعده - المطلوب فى هذه الحالة - تجاه القضية , فهو يبدأ بسرد قصة مُحزنة :- كان محمد صادق يحكى بألم وحسرة قائلاً : بحثنا عنه فى كل مكان كنا نعتقد بوجوده فيه .. تجولنا فى مدن الخرطوم الثلاث اقارب يبحثون عن شخص مفقود حتى اخبرهم شخص :- أخبرنا صاحب احدى البقالات بأن شخصاً وجد ميتاً بالشارع المقابل لمتجره تنطبق عليه اوصافنا , اخذته عربة الدورية الى المشرحة , هرعنا الى المشرحة وقلوبنا تخفق بمشاعر لا يمكن وصفها .. وهناك وجدنا قريبنا مسجى على طاولة المشرحة .. ترى ماذا لو تأخرنا قليلاً .. ؟ !! هل كنا سنجده ام يكون جسده قد حول الى احدى مشارح الجامعات باعتباره جثة مجهولة الهوية تصلح للأغراض الاكاديمية .. ؟ !! منذ البداية تم نسف الحياد فى التحقيق الصحفى , حيث ان تحويل الجثة لاغراض علمية , هو كارثة وامهتان من قدر المتوفى !! .. وان الدفن بكامل الهيئة دون تشريح لغرض اكاديمى هو احترام وتقديس !! (هذه المرة علامات التعجب من عندى ) . يبدو اننا فى طرقينا لازمة جثث عصية على الحل , تُضاف الى جدول أزماتنا العديدة
| |
|
|
|
|
|
|
|