خبراء يحذرون: مصر فى مرحلة الفقرين المائى والغذائى.. و٥٪ فقط من المصريين سيشترون اللحوم مستقبلاً
كتب سارة سند
«مصر تمر حالياً بمرحلة الفقر المائى، الذى ترتب عليه فقر غذائى»، هكذا جاء تعليق الدكتور محمد النحراوى، المدير السابق بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية ومستشار رئيس مركز البحوث الزراعية ، حول أزمة الأمن الغذائى فى مصر حيث، وأكد أن المعدل الذى تم تحديده عالمياً للفقر المائى هو ألا يقل نصيب الفرد عن ١٠٠٠ متر مكعب سنوياً، بينما يبلغ نصيب المواطن المصرى فى الوقت الحالى ٨٠٠ متر مكعب فقط، وهو ما ترتب عليه الدخول فى مرحلة الفقر الغذائى.
وأرجع النحراوى المشكلة إلى قلة هبوط الأمطار على جبال الحبشة، مما تسبب بالتبعية فى قلة الفيضانات، وأشار إلى أن مصر تعتمد حالياً على مخزون السد العالى، الذى سُحب منه خلال العامين الماضيين حوالى ٤٠ مليون متر مكعب، لمحاولة سد عجز المياه، وأوضح أن قلة المياه أدت إلى تقليل مساحات الأراضى المزروعة بمحصول الأرز من مليون و٧٥٠ ألف فدان إلى مليون ومائة ألف فدان.
وحذر «النحراوى» من خطورة عدم تحقيق الاكتفاء الذاتى من محصول القمح، موضحاً: «لا أطالب باكتفاء كامل من القمح، لكن يجب تحقيق الحد الأدنى الذى يضمن أمن مصر الغذائى، وهو ما لم نصل إليه حتى الآن، حيث ننتج ٦٠٪ فقط من احتياجاتنا، وقد تنخفض هذه النسبة إلى ٥٠٪، وهو مؤشر خطر أن نستورد نصف استهلاكنا من القمح حيث، يجب ألا تقل نسبة إنتاجنا عن ٨٠٪»، وقال إن الأمر نفسه ينطبق على الإنتاج الحيوانى، الذى نستورد ٤٠٪ من استهلاكنا منه من الخارج، وأضاف: «مشكلة القمح أكبر، لأنه لا يوجد مواطن مصرى لا يعتمد فى غذائه على الخبز، سواء كان غنياً أو فقيراً، بينما يمكن الاستغناء عن اللحوم لبعض الأوقات».
الدكتور طلعت الخطيب، مدير مركز صحة وسلامة الغذاء بجامعة أسيوط، التقط أطراف حديث الاكتفاء الذاتى من اللحوم ليؤكد أن الاستمرار فى ارتفاع أسعار اللحوم والاعتماد فى استهلاكنا على اللحوم التى تأتى من دول كالبرازيل والهند سيؤدى إلى انخفاض نصيب الفرد، وهو ما سيترتب عليه العديد من الأمراض التى تصيب جسد الإنسان، بسبب قلة البروتين الحيوانى مثل الأنيميا،
وتوقع الخطيب أنه إذا استمر معدل ارتفاع أسعار اللحوم الحالى، فإن ٥٪ من الشعب المصرى فقط هم الذين سيقدرون على تحمل تكلفة شرائها.
«الكارثة تكمن فى الزيادة السنوية فى أعداد السكان بمعدل ٢ مليون مواطن دون أن تقابل ذلك زيادة موازية فى الموارد»، هكذا بدأ الدكتور أحمد خورشيد، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية، كلامه معبراً عن قلقه من الزيادة المطردة فى أعداد السكان: «مصر مقبلة على خطر إذا استمر نفس معدل الاستهلاك والزيادة السكانية وأيضاً الفاقد، حيث تخسر الدولة سنوياً أكثر من ٥٠٠ مليون جنيه، بسبب إلقاء البعض أرغفة الخبز فى القمامة، وأيضاً استخدام الخبز المدعم كعلف حيوانى.. وطالب خورشيد الدولة بالعودة مرة أخرى للاهتمام بأحوال المزارع كما كان يحدث سابقاً، وعقد ميثاق بينها وبينه يكفل حماية محصوله من التلف والفقد.
دكتور محمود منصور، أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة شكك فى أن تكون نسبة الاكتفاء الذاتى من القمح ٦٠٪، بل توقع أن تقل النسبة عن ذلك بناء على بعض الإحصائيات الدولية لتصل إلى أقل من ٥٠٪، وأشار منصور إلى أن نسبة كبيرة من المشكلة تقع بسبب عدم دعم الدولة للزراعة، ففى الوقت الذى يخصص فيه الاتحاد الأوروبى ٤٠٪ من ميزانيته للدعم الزراعى، فإن الحكومة المصرية تخصص نسبة لا تذكر من ميزانيتها لنفس الغرض، وتدعم فقط الأراضى الزراعية على الطرق الصحراوية التى يملكها رجال الأعمال وتنتج محاصيل من الخضر والفاكهة غير الاستراتيجية، فى حين تكبل الفلاح الذى يعتبر أساس الأمن الغذائى الاستراتيجى بالمديونيات، وهو ما دفع المزارعين إلى هجرة أرضهم تخلصاً من أعباء الدولة.
واعتبر منصور أن مصر تعيش حالياً مرحلة تهديد فى الأمن الغذائى القومى، وإن لم يصل ذلك إلى درجة المجاعة حتى الآن، لكن من الممكن أن نواجه ظروفاً عصيبة فى المستقبل إذا لم يتم تدارك الأمر والعمل على حله، خاصة الثروة الزراعية، وذلك من خلال إنشاء جمعيات تعاونية تساعد الفلاح وتمده بالأجهزة وطرق الزراعة الحديثة لزيادة إنتاجية الأرض، ودعا منصور إلى إصلاح نظم الحيازة، فمعظم المزارعين يعانون من فقر شديد.
وفرق منصور بين مصطلحى الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى، معتقداً أن مصر يجب أن تحقق أمنها الغذائى دون شرط الاكتفاء الذاتى، فمحصول القمح على سبيل المثال لا يشترط الاكتفاء الذاتى منه محلياً، لكن يجب ألا يقل إنتاج الدولة فيه عن ٨٠٪ حتى لا نتعرض إلى الخطر، ورأى منصور أن لدينا نقصاً فى الأمن الغذائى فى مجال الثروة الحيوانية وإنتاج الزيوت بالإضافة إلى الحبوب والقمح. واتهم منصور الدولة والحكومة بالإهمال فى التعامل مع قضية المياه، وأضاف: «نظرة بالعين المجردة إلى مياه النيل سنلاحظ عدم ارتفاع منسوبها هذا العام مقارنة بمثل هذا الوقت فى الأعوام السابقة، رغم أن المياه تعتبر قضية أمن قومى.
التعليق لاحقا..
نورالدين منان
11-20-2010, 04:43 PM
Mannan Mannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701
لقد أخطأت الدبلوماسية المصرية منذ استقلال السودان فى عام 1956 كثيرا عندما أهملت السودان واهتمت فقط بالجانب الأمنى واعتبرت السودان عمقا استرتيجيا لأمنها القومى ومخزنا خلفيا وخدرت ساسة السودان وعملت على تمصير السودان عبر بعثاتها التعليمية واستخباراتها وعامليها فى السودان... وسحبت السودان من محيطه الإفريقى حتى صار السودان مسخا افريقيا عربيا مشوها... مثل غراب البين الذى حاول تقليد مشية الطاووس فلم يستطع وعاد لمشيته الاولى فنسيها وصار يعرج فى مشيته... صار السودان غرابا فى العالمين العربى والإفريقى يجيئه الأفارقة طلبا لأصوات وتأييد العرب ويجيئه العرب طلبا لأصوات وتأييد الأفارقة فى المحافل الدولية والسودان مثل المرسال يدور بين العرب والأفارقة دون ان يحصل على شيئ... عندما استقل السودان كان بعض القادة الأفارقة أمثال الزعيم الغينى احمد سيكوتورى والزعيم الغانى كوامى نكروما يعتقدون أن بإمكان السودان ان يلعب دورا افريقيا كبيرا ولكن السودان تقازم شيئا فشيئا حتى وصفه احد قادة افريقيا برجل افريقيا المريض...ماذا فعلت مصر لدعم السودان "عمقها الإستراتيجى" غير ان جعلته مخزنا خلفيا لكل إفرازاتها من القومية العربية والشيوعية والإخوان المسلمين والناصرية والبعثية والوجودية الخ... فاصبح السودان متلقيا لكل السلبيات القادمة من الشمال بينما توقف تأثيره على افريقيا .. واصبح السودان حلما عربيا وسلة لغذائها فى الخيال فاصاب الخدر ساسة السودان بينما كانت مصر غافلة عن مشكلة الإنفجار السكانى وتعمل على تغيير الأوضاع السياسية داعمة للإنقلابات العسكرية ومخترقة الساحة السياسية بأعوانها من ساسة السودان الذين يحمدلون بفضل مصر..وتغنى بعض شعرائه باخت بلادهم الشقيقة .. وانت يا ناصر فى ارضى هنا لست بالضيف ولا المغترب... حتى صار بعض السودانيين ملكيين أكثر من الملك.. فى منتصف سبعينات القرن الماضى اصدر وزير الزراعة المصرى الأسبق الدكتور سيد مرعى كتيبا بعنوان: الطعام الرخيص هل انتهى عصره؟ وصار شعار السودان سلة غذاء العالم العربى او سلة غذاء العالم اغنية رتيبة ترددها الدبلوماسية السودانية بغباء فى المحافل الدولية وبإيعاز وتخدير من الدبلوماسية المصرية... وها نحن بعد اكثر من ثلاثة عقود دولة فاشلة وخرابة افريقية وعربية آيلة للإنهيار... من نلوم؟ مصر التى أقفلت بوابة السودان الشمالية فى وجه السياحة العالمية واستحوذت على مياه النيل واستغلت السودان ليكون جسرا لها نحو افريقيا .. ام نلوم انفسنا على ما حدث؟ الحديث ذو شجون.. نواصل..
نورالدين منان
11-20-2010, 06:43 PM
Mannan Mannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701
انتبهت الأجيال اللاحقة من النوبيين ان آباءهم الذين عملوا بوابين وسفرجية ومرمطونات فى مصر ام الدنيا دفعوا ثمنا غاليا لإعاشة اسرهم... غابوا سنين طوال من اجل بقاء اسرهم وابنائهم ... وكانت الام النوبية رمزا للصلابة والتماسك مثل جداتها من كنداكات وملكات النوبة... مصر لم تقدم لهم غير الكفاف.. انظر فى طول وعرض المنطقة النوبية هل تجد منشأة او عملا تجاريا مصريا او مدرسة او اى ملمح من ملامح الحضارة والتنمية!!! مصر أغمضت عينها عمدا عن ما يحدث للنوبة من خراب وانهيار بل انها خنقت النوبة خنقا حتى لا يعبر دولار واحد عبر الحدود من اسوان الى جارتها الفقيرة حلفا التى تعيش على فقرها وإملاقها منذ نصف قرن!!! يا لله!! هل هذه هى جارتنا التى تمنع عنا الهواء وحق العيش الكريم!!! أعجب للنوبى يمدح مصر ويتغنى بجمالها وافضالها !!! أى فضل؟؟؟ حتى فضلات مصر لا تأتى الى النوبى... عندما وقع السادات ونميرى اتفاقية التكامل بين البلدين استبشر الكثيرون خيرا ولكن خاب املهم ... اطلق النوبيون على اتفاقية التكامل إتفاقية صحون وحلل الألمنيوم فقد تدفق تجار الشنطة يحملون اوانى الألمنيوم من مصر حتى امتلأت اسواق حلفا وقطر حلفا واسواق الشمس والأسواق الشعبية بحلل وصوانى الأمنيوم صنع حلوان... كان تكاملا مضحكا واستمرارا لحملة الإستكراد المصرى على السودان ... سلة غذاء العالم العربى!!! وكان امين عام التكامل سودانيا ونوبيا من أبكار الدبلوماسية السودانية وليته يكتب لنا عن حصيلة اتفاقية التكامل ومازلت فى انتظار مؤلف سعادته لأقرأ عن تجربة التكامل... إن الدبلوماسية المصرية لن تنجح فى السودان طالما كانت تنظر الى السودان على انه فقط عمق استراتيجى وحديقة خلفية مغلقة... إننا ندعو الدبلوماسية المصرية لفتح حوار شفاف معنا كنوبيين نعيش فى مصر والسودان ولا يمكن القفز فوق هذه الحقيقة الأزلية ... إن أى تكامل او تعاون بين مصر والسودان يجب ... ونؤكد على ذلك... يجب ان يأخذ فى الإعتبار الدور النوبى الهام فى توثيق وتطوير العلائق لفائدة شعبى البلدين .. النوبة هى القاسم المشترك الأعظم بين السودان ومصر ولن تستقيم المعادلة بحذف الرقم النوبى... كلما اهتمت مصر والسودان بتطوير المنطقة النوبية والإهتمام بتاريخها وثقافتها وانسانها كلما تحقق الإستقرار والنمو لكلا البلدين... هذه ليست نصيحة لعقلاء مصر والسودان فهم يعرفون انها الحقيقة وان التنكر لهذه الحقيقة أشبه بحجب ضوء الشمس بالغربال... إن المنظمات النوبية والمستنيرون من ابناء النوبة ينتظرون عملا جديا وسريعا لوضع خارطة طريق وخطة عمل للمستقبل ولديهم الإستعداد للإسهام بأفكارهم وخبراتهم فى مختلف المجالات.. نتابع...
نورالدين منان
11-21-2010, 07:41 AM
Mannan Mannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701
يقال ان احد الكيزان قال لحلفاوى: يا اخوى انتو بتسبوا الدين مالكم والدين دخل بيكم فرد عليه الحلفاوى: وان شاء الله حيطلع من هنا وعندما اطاح الشعب السودانى بالطاغية نميرى جاء احد المرشحين النوبيين يقول فى ليلة سياسية انه لو فاز سوف يطالب بإلغاء قوانين الشريعة ( بتاعة نميرى) فرد عليه احد الحلفاويين: خصوصا شهر رمضان... النوبيون اهل فطرة واجدادهم الكوشيون اول من آمنوا بالتوحيد لذلك فانهم اقرب الشعوب الى الفطرة الإنسانية السمحة فعندما تم تهجير الحلفاويين الى خشم القربة وجدوا ان هناك ثلاثة جرائم قتل مسجلة فى محاضر الشرطة منذ استقلال السودان وازداد اندهاشهم عندما عرفوا ان القتلة لم يكونوا نوبيين!!! هذه هى النوبة التى ستذهب إذا زحف عليها المصريون بسبب الفقرين المائى والغذائى... إذا لم يكن من الموت بد فان النوبيين سيعملون على مقاومة احتلال اراضيهم والسماح للغزاة بان يعبروا غير مقيمين الى داخل السودان ليلتفوا على النوبة من الخلف مثل القواسمة والعبدلاب والفونج الذين تحالفوا واسقطوا آخر مملكة نوبية مسيحية فى علوة وعاصمتها سوبا فى عام 1505 ميلادية يعنى قبل حوالى خمسمائة عام فقط... لاحظت ان السودانيين (العرب السود) لا يتفاعلون مع القضايا النوبية علما انهم نوبيون مستعربون... ناموا ولا تستيقظوا *** ما فاز إلا الُنُّوم..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Mannan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست