|
|
 برقيات جنوبية أو عناق ماقبل الجدار. بقلم: عصام عبدالله أزرق ( علوب)
|
برقية أولى :
لجارنا اتون داك ذلك الشلكاوي العظيم المتمسك بشلكاويته في قلب العاصمة بكل اعتزاز وفخر ، كان اتون داك بحق شخصية عظيمة ونموذجا يحتذى به في التسامح والتعايش ، تجده دائما يلبس اللاو ويحمل عصاته بيمينه .
حين بلغ أبنائه الصغار ( الاو) و( شان ) سن التاسعة والعاشرة صارو يذهبون مع ابناء جاره النوباوي ضحية أغبش للمسجد ويصلون جميع الصلوات به وهم لايدرون ماهي الصلاة ، ناداهم اتون وقال لهم يا أبنائي أعلموا أنني مسيحي و لاحظت أنكم تذهبون للمسجد فلكم الحق يا أبنائي في تقرير مصيركم واختيار الدين الذي ترغبون ، انحازوا للدين المسيحي (فيما بعد) وانحاز اتون داك للعدالة والتسامح، كافئناه على ذلك بمزيد من الحمم والنيران الجهادية
برقية ثانية :
إلى كريستو ذلك الزانداوي المهذب كيف كان ماهرا في كرة القدم ، كسب عشق الجيران واولاد الحلة بمهارته الفائقة وتهذيبه الجم وتواضعه الذي قل أن تجده ،
رحل كريستو عن الحلة إلى حارة أخرى تبعد عنا كثيرا انقطعت عنا أخباره لما يقارب العشر سنوات وذات يوم بينما اهم أن اجلس على مقعدي بالحافلة إذا بكرستو يعانقني بفرح ولهفة في وسط الحافلة.
لمعت ابتسامة من راكبه.
برقية ثالثة:
الى فريق نجوم أفريقيا بعد عشرون عاما اكتشفت أنني كنت الوحيد من اصل شمالي فيهم دون أن أشعر بذلك كيف غمروني بالحب والأخوة الحقة
برقية رابعة :
إلى بنين توندي وبيتر توندي واندريكو وباسكووالي ماركو بقول و أصدقاء الطفولة واللعب البريئ كيف فرقتنا السياسة ؟
برقية خامسة:
إلى بول معلم البناء والبياض والترميم كم رمم شروخا عظيمة على مستوانا النفسي والثقافي ، بول جائنا معلما للبياض ومعلما للانسانية ، بول لايخاطب والدي إلا بأبي ووالدتي بأمي ، كيف كان لطيفا ، بداء عمله بالبيت قبيل شهر رمضان بقليل وعندما حل شهر رمضان رفض تناول الطعام أمامنا أو من ورائنا كان يعمل طوال اليوم صائما رغم مناشداتنا له بممارسة كامل طقوسه الدينية بمنتهى الاحترام منا ، يجلس معنا على برش الإفطار ليتناول طعامه بعد يوم مرهق من الكد والتعب، ،بول أول من يأتينا من وقتها في الأعياد ليقدم لنا واجب التهنئة رغم بعد المسافة من منزله وبيتنا ، بول نويري زو صوت طروب ما ان تقف الشمس في كبد السماء حتى تسمع صوته العذب يشدو باعذب الألحان والترانيم من تراث النوير ، تعلمنا منه بعض أغاني النوير وعلمه أبي قليل من كلمات لهجة الدناقلة ،
بول صديقي
كم حائط ينهض بيناتنا
وكم حائط بيناتنا انهد
ليتنا نزيل ذاك الجدار يوما ما
يوما ما ،
|
|
 
|
|
|
|
saadeldin abdelrahman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست