|
Re: "كابلى و البلابل" أعظم إلبوم سودانى (Re: Abuzar Omer)
|
يعتبر الأستاذ عبد الكريم الكابلى من قمم الفن السودانى، له مدرسة ذات طابع رصين يحسب له تطويع القصيدة الفصيحة و إلباسها الثوب السودانى البهى و جعلها زاهية فيه.
اما علاقة الود التى تربطه مع آلة العود فهى مثالية، جعلت التلحين و الألحان طوع بنانه. تختزن الذاكرة فنه و يجود به العقل الباطن حين الحب و تتأجج الوجدان. كم خلد
بالتراث حضارة و إنسان. لذلك هو من القليلين الذين يمكن أن يوصفوا بأن فنهم ربط أجيال مع بعضها. من الجانب الآخر البلابل من أميز ما جاد به الفن السودانى كمجموعة
و كمدرسة لها خصوصيتها بالنسبة لكل عاشق للفن السودانى.
أن يجتمع كابلى و البلابل فى عمل أو إلبوم فتلك ثورة فنية تستحق أن يتغنى لها الجميع. الذى حدث هو إجتماعهم فى إلبوم أعد له بهدوء، بُذل فيه جهد كبير و أخرج بصورة
رائعة تكاد تكون بلا أخطا. خرج ذلك العمل مميزا و غير مسبوق فى كل جوانبه (ثنائية خالدة و موسيقى راقية بتوزيع لا يعلى عليه). تم كل ذلك فى إستديوهات كانت الأميز فى
ذاك الوقت. بالطبع لا يمكن مقارنة ذلك الإلبوم مع إنتاج اليوم و الذى يتصف بعدم الدقة و ضعف الأداء و الصرف الشحيح ( آلة موسيقية واحدة فى معظم الأحيان).
لأيام كثيرة خلت ظل ذلك الإلبوم يزورنى، يلهب ذاكرتى و يجدد إحساسى. أجدنى أدندن و أنا فى حالة من الطرب لا توصف. هذا الاشتياق الدائم للغناء الأصيل صاحبته حسرة كبيرة
لعدم توفر تلكم الأعمال فى مكتبات الفضائيات السودانية و كذلك شبكة الإنترنت (Youtube) جعلنى أحلم بأن يجتمع كابلى و البلابل فى تسجيل تلفزيونى أو إلبوم جديد.
الوقت الآن هو الأنسب، المستمع السودانى الذواق يتحرق شوقاً لمثل هذه الثنائيات و التى لا تتكرر. أضف إلى ذلك وجود البلابل(مع بعض) أصبح شبه عسير و ذلك لظروف الحياة
و تشعب الإلتزامات الأسرية و الفنية.
فنٌ نادرٌ، أصيل و أخاذ حري أن يخلد فى الذاكرة و أن يجد له وطن فى الوسائط الرقمية و التى تسهل حفظه و نشره و تنوع إستخدامه. نترقب و من أجل أجيال ستأتى نتمنى أن
نرى مبادرة من مخرج شاطر و معد زكى لبرنامج يجمع كابلى و البلابل ليعيد لنا إحساسنا يأعظم إلبوم فى تاريخ السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
|