إلى الكاتب القاصّ المميز صلاح الزين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2010, 08:05 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلى الكاتب القاصّ المميز صلاح الزين

    هذا الفصل من رواية قيد المراجعة (مع التحية):
                  

11-17-2010, 11:14 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى الكاتب القاصّ المميز صلاح الزين (Re: عبد الحميد البرنس)

    عثرت أخيرا على وظيفة مساعد باحث في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. بعيد ذلك، بدأت في مراسلة مطبوعات عربية عديدة مقابل مبلغ جيد من الدولارات والدراهم كاملة الدسم أحيانا. التعقيد، دهاليز الغموض، تضمين أسماء أجنبية، وشيء من الحذلقة، كل ذلك؛ بدا لي بمثابة جواز مرور لا غبار عليه إلى عالم الصحافة الساحر. "حسب استعارة ألتوسير بالغة الدلالة: كالبط، يحاول الركض حتى بعد قطع رأسه". "نسبر جدليته وفق مقولة بارت: الإيحاء هو نمو نظام ثان من المعاني". "ذلك أمر بدهي، نجده لدى جولدمان لحظة أن ألمح: كلما زاد العمق اتسع السطح". كان لمثل هذا النهج وقع المعجزة على نفوس القائمين على أمر تلك المطبوعات. الأدهى، حين أن ألجأ إلى مقتطفات من فوكو قام بنقلها إلى العربية مترجم رديء.




    يتبع:

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 11-17-2010, 03:45 PM)
    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 11-17-2010, 08:25 PM)
    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 11-17-2010, 08:34 PM)
    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 11-17-2010, 08:38 PM)
    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 11-18-2010, 07:17 AM)
    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 11-18-2010, 11:38 AM)

                  

11-17-2010, 01:01 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى الكاتب القاصّ المميز صلاح الزين (Re: عبد الحميد البرنس)

    في اليوم الأول، أجلسني الدكتور ريسان الكوفي على مكتبي فيما يشبه الطقس الاحتفالي. حدد لي مهامي أثناء فترة الحصار على نظام صدام حسين بالبحث في مجمل تاريخ الحزب الشيوعي العراقي منذ بداياته وحتى مآله الذي بدا وقتها ماثلا مثل بيت آئل للسقوط في أية لحظة. آنذاك، والحق يقال، قررت بيني وبين نفسي أن أكون مخلِصا لريسان الكوفي في عملي. أنا سوداني لفظه وطن "يعشق القتلة" وهو كندي من أصول عراقية. فليكن إذن فيما أقوم به نفعا لصانع قرار يقبع وراء المحيط الأطلسي متأهبا في أية ثانية لسحق قوم إلى الشرق بيني وبينهم آلاف الأميال. لست أبالي طالما أن تلك الجنازة ليست في نهاية المطاف جنازتي "الشخصية". كان ريسان قد جاء إلى الجامعة الأمريكية أستاذا زائرا من احدى الجامعات المرموقة في غربي كندا. قال بينما يتفقد ملابسي الرثة إنه سيهبني منحة للدراسة في كندا. "ولو شئت أمريكا أولندن". قال "خذ هذا المبلغ لتعتني بهيئتك العامة أكثر". كدت أبكي. كان ذلك أمرا يقع خارج مستوى طموحاتي السابقة. المنفيون في القاهرة تجذبهم عادة أشياء صغيرة للفرح، مثل رائحة شواء تتسلل من مطعم في الجوار، ظهر ساق أنثى ترتفع عنه حافة الفستان قليلا بينما تهم بالركوب إلى متن عربة عامة، وهذا الرجل بدا لي منذ الوهلة الأولى كما لو أنه يضع في يدي مفاتيح الكون برمته. "لدي خطط عظيمة بشأنك، يا حامد". "أنت شاب ذكيّ". لاحقا، أدركت أن ريسان ظلّ يستخدم معي طوال الوقت سلاحا لنعومته لم يخطر من قبل على ذهني مطلقا: سيف الوعد القاطع.

    يتبع:
                  

11-17-2010, 02:50 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى الكاتب القاصّ المميز صلاح الزين (Re: عبد الحميد البرنس)

    كان عليَّ أن أتأهب لطرق فترة شائكة من تاريخ الحركة اليسارية في العراق أيام حكم عبدالكريم قاسم. فترة حبلى بآمال تمخضت عن أحزان لا مبرر لها. ما إن فتحت باب مكتبي في ذلك الصباح حتى زكمت أنفي رائحة قوية. كانت أشبه برائحة جثة تُركت ذات نهار قائظ في العراء لمدى يومين أويزيد. فجأة ندت عني ضحكة صاخبة مجلجلة. أجل، أعرف تلك الجثة المتفسخة جيِّدا. أكاد ألمح الدود وهو يُصدر صليلا هائلا بينما يتوالد من امعائها في جلبة كونية مروِّعة. إنها جثة فقري، فاقتي، سعيّ لاهثا منذ أن تفتحت عيناي على الحياة وراء ضرورات العيش وأبجدياته. وليس عليَّ بعد كل هذا أن أمسح مرة أخرى تلك الشوارع الجانبية بناظري بحثا عن أعقاب سجائر لا أدري أي فم مريض أومعافى لفظ بها هنا أوهناك.

    أجل، كانت لدي أحلام كثيرة مؤجلة لضيق ذات اليد نفسه. حلمت طويلا أن أجلس إلى دجاجة مشوية بعناية تامة. لا يشاركني فيها أحد. أخلو بها لحظة خصوصية. أمرر يدي ببطء على مخمل ساقيها المشرعتين. أدغدغ صدرها الوافر مُطيلا أمد اللذة. أبسط كفي ماسحا على بطنها، تماما كما يفعل العاشقون عند بوابة اللقاء، فترتجف أنثاهم راعشة ذائبة من رغبة ونشوة. ثم أجرِّدها من زيّها المدهون بلمسات رقيقة حالمة. لا أترك منها مزعة لحم لم تطالها أصابعي. لكن الحلم حين صارت الدجاجات يحضرن إلى شقتي تباعا بدا أكثر فتنة وجاذبية من درجات تحققه. كان لا بد لي إذن من أن أقتل فقري العتيق بتصميم ورباطة جأش، أُواري جثته في متع الحياة الكثيرة، ثم أقف على قبره بتواضع المنتصر وسماحة النبيل، قائلا "لست نادما، يا غريم سنوات العمر، لقد قاتلتَ ضدي ببسالة وروح فارس مغوار، لم أُهزم واليأس أبدا لم يتسلل إلى عزيمتي ورغبتي لا نهائية في تدميرك وسحقك ثم سحلك عبر شوارع النعمة الواعدة بلا هوادة، نم الآن داخل قبرك الجحيمي كما يحلو لك النوم، فلن أسمح ببعثك مرة أخرى، وإن طال الزمن وعرضتُ أمّي نفسها في سوق الإماء".

    هكذا، غادرت ذات نهار تلك الشقة في حيّ عين شمس الشرقية. لم أحمل معي سوى دفتر يومياتي والكتب وأشياء أخرى أشبه بقطع تذكارية كملامح وجه نواعم المكتنز. حتى مشاعر الغل التي ظللت أحملها في داخلي لسنوات تجاه الحاج إبراهيم العربي مالك العقار بدا كما لو أنها مياه صرف صحي تسربت من احدى المواسير فجاء عليها نهار قائظ وتبخرت صوب سماء النسيان ولا أسف. كنت قد حفرت في داخلي قبرا جماعيا هائلا خلال ما تبقى لي من أيام قليلة داخل تلك الشقة الضيقة كقبر. وضعت فيه بلا ترتيب: طيبتي، لاءات الحاج إبراهيم العربي الثلاث، "لا نسوان، لا خمر، ولا ازعاج للجيران"، ذكرى حائط صور الممثلات وعارضات الأزياء التي ألصقها المستأجر السابق كيفما اتفق، مبادئي العليا، بقايا تأنيب ضمير حاد، رسائل من زمن غابر بعيد له وجه عانس نقية الدواخل، وجبات طعام رخيص، وكل ما يمكن أن يجذبني نحو مواقع الضحايا في هذا العالم. لم يطرف لي جفن أثنا المجزرة. والخبرة أخذت تعلمني شيئا بعد شيء أن الحديث عن الفقراء من على المنابر يجلب للعقل كما للبطن متعا عديدة. كيف لا!، وأنا أنتمي إلى هذه الصفوة العريقة نفسها. "عنيف في أقوالي ومسالم في أفعالي". هكذا، بدا التراب يتساقط فوق أعينهم الشاخصة، داخل أفواههم الفاغرة، وعلى جلودهم المتيبسة، مثل ستار كثيف من الفناء أوالعدم والنسيان، ولا حنين. في نهاية المطاف، جلست متعبا ألتقط أنفاسي، أجفف قطرات العرق وخيوطه المتسخة التي أخذت تتحدر من أعلى جبيني، قبل أن أضع شاهدا حجريا بارزا على رأس ذلك القبر. شاهد نقشت عليه برويَّة تامة ومحبة فريدة من نوعها هذه العبارة الأكثر جيشانا وشاعرية في العالم قاطبة "هنا المقر الأبدي الدائم للملعونة سيئة الذكر المرحومة أحزان لا مبرر له".


    يتبع:
                  

11-17-2010, 02:59 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى الكاتب القاصّ المميز صلاح الزين (Re: عبد الحميد البرنس)

    ده كلام منعش ياخ .
    يديك العافية وعيك مبارك والأسرة الجميلة .
    متابعين
                  

11-17-2010, 06:08 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى الكاتب القاصّ المميز صلاح الزين (Re: Osman Musa)

    شكرا، عثمان أخي، هذا الفصل، وفصلان آخر من الرواية، معصلجات معاي عصلجة شديدة. مع أنه تم نشره أخيرا في ملحق الأهرام المسائي. لا أدري، حتى الآن كيفية التوصل إلى تقارب محتمل بين ما هو متصور على المستوى الذهني وما هو متحقق عمليا، مع أنني حتى الآن أعدت كتابته لأكثر من خمس وعشرين مرة. المخ بقى تقيل. لكن أخي، صلاح أحمد إبراهيم قال ذات مرة، إن الأكثر مشقة من الوصول، ألا وهو التصميم على الوصول، أوالهلاك. الكلمة الأخيرة من عندي. تعرف، يا عثمان، وهذا على سبيل الونسة ساكت، لا أدري كيف يفرح بعض الناس حد الغبطة حين يشار له بالبنان "يا مبدع". ذلك أن الكتابة في تصوري لعنة بكل ما تنطوي عليه اللعنة من معنى. الإسكندرية مدينة جميلة. أنظر من النافذة إلى البحر وأواصل الكتابة على أمل رؤية أسرتي قريبا. أحيانا أفكر في كازنتزاكي على الجانب الآخر من البحر. عيد سعيد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de