لـمــاذا يـتــبــاكــى أهــل الشـــمــال عــلـى الجــنــوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 05:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-07-2010, 07:15 PM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لـمــاذا يـتــبــاكــى أهــل الشـــمــال عــلـى الجــنــوب

    كذب أهل الشمال على الجنوب منذ قبل الأستقلال بحق تقرير المصير
    ناضل شـعب الجنوب وقدموا التضحيات لنيل حريتهم
    من حـق أهل الجنوب أقامة دولتهم الحرة دون مشـورة الشـمـال
    لماذل يكرر أهل الشمال بأن دولة الجنوب ليسـت لها مقومـات دولة
    ------------------------------
    لماذا كانت مســارح القتـال فى الجـنـوب
    للتاريـخ لم يطلق أهــل الجـنـوب طـلقة واحــدة فى شــمـال الســودان أى بمعنى أصـح أهـل الشـمـال مهـاجـمـيـن وأهـل الجـنـوب مدافعين عن أرضهم ...
    ---------------------------------
    لماذا لم يسمـى الفلسطينيين أنفصاليين
                  

11-08-2010, 01:39 AM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـمــاذا يـتــبــاكــى أهــل الشـــمــال عــلـى الجــنــوب (Re: يسرى معتصم)

    لأبـنـاء الجـنـوب الحـق الكـامـل فى تقرير مصيرهم سـواء الأسـتقلال أو الوحـدة مـع الشــمـال
                  

11-08-2010, 01:57 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـمــاذا يـتــبــاكــى أهــل الشـــمــال عــلـى الجــنــوب (Re: يسرى معتصم)

    يا سلام يا يسري
    سيذكر اهل الجنوب كلمات كل المخلصين من الشمالين
    الذين قالوا الحق ولو على انفسهم.

    محزن هذا الجزء من كلامك ....ومحزن اكثر انه حقيقي....
    Quote: لماذا كانت مســارح القتـال فى الجـنـوب
    للتاريـخ لم يطلق أهــل الجـنـوب طـلقة واحــدة
    فى شــمـال الســودان
    أى بمعنى أصـح
    أهـل الشـمـال مهـاجـمـيـن وأهـل الجـنـوب مدافعين عن أرضهم ...


    صحيح ظلت الحروب مدوره فوق رؤسهم سنينا ونحن نبكي فلسطين ونبكي ضحايا افغانستان
    ونسينا الوجع الحقيقي ببلادنا!!

    وان جزء منا ينزف على مدى عشرات السنين نزيفا قاتل,ادوي بحياة 2 مليون!!



    اتعرف كم لك ضحايا فلسطين؟؟؟لا يصل لربع هذا العدد!!
    وفضحوا عرض العالم نواحا!!
    اما الجنوبين عليهم بالصمت....والقبول!!


    يا للعار...اين نختبيء من عارنا؟؟؟
    حتى لو استقلوا سيلاحقنا عار قتل 2 مليون مواطن مسالم مدني!!
                  

11-08-2010, 02:35 AM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـمــاذا يـتــبــاكــى أهــل الشـــمــال عــلـى الجــنــوب (Re: Tragie Mustafa)

    الأستاذه / تراجى مصطفى
    سلام من الله عليك
    سعدت بمرورك .... لماذا يحاول الشمال فرض الوحدة القسرية على الجنوب ... على ماذا نص أتفاق نيفاشا ... أم هى محاولة للتنصل من أسباب أستقلال الجنوب وأقامة الدولة الأسلامية الكاملة بدون الجزء المعيق لقيام هذه الدولة والظهور بمظهر المتباكى على أستقلال الجنوب وهم أشد فرحآ وسعادة بإبعادأكبر عقبة فى إنشاء الدولة الأسلامية الكاملة دون أستثناء جزء من أراضيها من تطبيق القوانين الأسلامية ...
    تحياتى
                  

11-08-2010, 02:37 AM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـمــاذا يـتــبــاكــى أهــل الشـــمــال عــلـى الجــنــوب (Re: يسرى معتصم)

    السودان وضرورة الوحدة علي أسس ديمقراطية وطوعية

    تاج السر عثمان
    الحوار المتمدن - العدد: 2622 - 2009 / 4 / 20

    مع اقتراب نهاية الفترة التي حددتها اتفاقية نيفاشاحول تقرير المصير لجنوب السودان، اما بالوحدة او الانفصال، يصبح من المهم مواصلة الصراع بتركيز شديد من اجل توحيد الوطن علي أسس ديمقراطية، وهذا يتطلب تنفيذ اتفاقية نيفاشا، وانجاز التحول الديمقراطي والتنمية وتحسين احوال الناس المعيشية حتي تصبح الوحدة جاذبة، وفي هذا الاتجاه نقدم هذه المساهمة في المناقشة الدائرة حول توحيد الوطن.
    شهدت فترة الحكم التركي – المصري(1821-1885م) ميلاد ونشأة السودان الحديث ، فقبل عام 1821م كان سودان وادي النيل عبارة عن حضارات وممالك السودان القديم وممالك النوبة المسيحية والممالك والسلطنات الإسلامية. ومع سقوط سلطنة الفونج على يد الفتح التركي المصري تم التكوين الحديث للسودان وتم ضم كردفان وإقليم التاكا وسواكن ودارفور، وكذلك تم التوغل في جنوب السودان نتيجة لعوامل مختلفة أهمها:-
    أ_- تحقيق أهداف محمد علي باشا من فتح السودان ، بجلب أكبر عدد من الرقيق إلى مصر.
    ب- نشاط الرحالة الأوروبيين لاكتشاف منابع النيل مثل (صمويل بيكر،سبيك....الخ)
    ج- نشاط التجار والمغامرين الأوروبيين والمصريين والسودانيين وغيرهم لتحقيق أكبر قدر من الأرباح من تجارة الرقيق والعاج وريش النعام والتجارة في جنوب البلاد واستمر التوغل في الجنوب حتى برزت المعالم الأساسية لمديرياته: مديرية بحر الغزال ، مديرية أعالي النيل ، والمديرية الاستوائية.
    بهذا الشكل المأساوي والدموي تكون السودان الحديث بعد غزو محمد على باشا للسودان.
    دور قبائل الجنوب في الحركة الوطنية السودانية:
    لم تكن قبائل وشعوب الجنوب (رغم بدائيتها) معزولة عن الحركة الوطنية السودانية في مجموعها، وان كان تعبيرها مباشراً وبواسطة النضال المسلح ضد غزو الاستعمار التركي أو البريطاني أو غزو الجلابة وتجار الرقيق أو المغامرين من تجار العاج وريش النعام.....الخ. ومثلما قاومت قبائل الشمال في بداية واثناء سنوات الاحتلال التركي – المصري في الشمال ، كذلك قاومت قبائل الجنوب بشراسة ودفاعاً عن كيانها ووجودها ضد شراهة ونهم محمد علي باشا لجلب أكبر عدد من الرقيق وكانت قبائل الجنوب تدافع عن قضيتين :-
    أ- ضد المحتل الأجنبي.
    ب- دفاعاً عن وجودها وكيانها ضد عصابات تجار الرقيق .
    ولذلك فان مقاومتها كانت شرسة وكان الشكل المسلح الذي مازال مستمراً حتى يومنا هذا، وينطبق ذلك على شعوب وقبائل جنوب كردفان.
    وهذا حق مشروع : الدفاع ضد الأجنبي والدفاع عن كيانها ووجودها التي حاولت أن تقتلعة عصابات ومجرمي تجارة الرقيق. وعندما قامت الثورة المهدية في أيامها الأولى نهضت قبائل الجنوب في تحالف مع قبائل الشمال ضد المحتل التركي، وكان هذا تعبيراً بشكل من الأشكال عن الكفاح والنضال المشترك ضد المستعمر، وبداية لتفاعل تلك القبائل ولشعورها بأنها جزء من كيان واحد كبير هو السودان، ولم تنحصر

    مقاومة الحكم التركي في القبائل التي كان لها تماس مع القبائل العربية والمسلمة،بل شملت القبائل النيلية مثل الدينكا والشلك . وتشير المصادر التاريخية أن تلك القبائل أسهمت في الثورة المهدية في ساعاتها وأيامها الأولى.
    وفي السنوات الأولى للاستعمار البريطاني (1898-1956م) قاومت قبائل الجنوب الحكم الجديد ورفضت ضرائب الدقنية الباهظة ، كما قاومت قبائل الشمال من منطلقات قبلية ودينية ، ولم يتم إخضاع قبائل الجنوب نهائياً إلا في عام 1932م.
    وبعد انفجار ثورة 1924م واشتراك بعض أبناء الجنوب في قيادة الثورة ،عمل الاستعمار على عزل قبائل الجنوب عن الشمال ، وشرع في تنفيذ قانون المناطق المقفولة الذي وُضع عام 1922م لتعميق الفوارق الثقافية والدينية بين الشمال والجنوب تمهيداً لاضعاف الحركة الوطنية أو لفصل الجنوب فيما بعد عن الشمال. خاصة وان بعض قادة 1924م كانوا من قبائل الجنوب وبالتالي عرقل الاستعمار التطور السياسي والاقتصادي والثقافي لقبائل وشعوب الجنوب ، مما كان له الأثر في تمرد (1955م) مع أسباب أخرى.
    وخلال ديكتاتورية الفريق عبود(1958م-1964م) كانت هنالك مصلحة للشمال والجنوب في إسقاط النظام العسكري الذي قهر الشمال ويشكل افظع للجنوب حتى قامت ثورة أكتوبر 1964م والتي كانت مشكلة الجنوب أحد أسبابها الأساسية.

    وخلال ديكتاتورية نميري (1969م-1985م) قاوم السودانيون في الشمال والجنوب الديكتاتورية، ورغم وقف الحرب لفترة عشر سنوات بعد اتفاقية أديس ابابا في مارس 1972م الا ان النظام الشمولي وحكم الفرد خرق الاتفاقية ونقض العهود والمواثيق، وانفجرت الحرب من جديد وكانت من الأسباب الأساسية لاضعاف نظام نميري وإسقاطه في انتفاضة مارس- أبريل 1985م في الشمال ، وبعد الثورة المهدية التي أخذت شكل النضال المسلح ، وبعد هزيمة ثورة 1924م،اتخذ النضال الطابع الجماهيري الشعبي .أما في الجنوب كان يتخذ شكل النضال المسلح الذي كما اشرنا سابقاً تمتد جذوره إلى فترة الحكم التركي المصري ، واستمر شكل النضال المسلح حتى يومنا هذا ، وهو من التجارب الفريدة التى ابتدعتها قبائل الجنوب دفاعاً عن قضيتها.
    ورغم أن هنالك مناطق في الشمال اكثر تخلفاً من الجنوب الا أن طبيعة الجنوب وأدغاله وشكل النضال المسلح هو الذي ابرز هذه القضية بشكل واضح للعالم.
    إذن الجنوب لم يكن منعزلاً عن الحركة الوطنية في الشمال وكان يتعامل معها سلباً وايجاباً ،وهذا يشكل الأساس الصلد المتين للوحدة والكفاح المشترك بين الشمال والجنوب من أجل الديمقراطية والتطور المتوازن وتوحيد الوطن على أسس ديمقراطية.

    فشل المحاولات االقسرية في الانفصال أو الوحدة:-
    أكدت تجارب السودان وغيره من البلدان أن مفتاح الحل للمسألة القومية أو العرقية، الديمقراطية بمعناها الشامل وبمضمونها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
    وتعلمنا دروس التاريخ بان الدول التي سنت دساتيرها على أساس القومية العرقية أو الطائفية الدينية جلبت على نفسها الكوارث مثل مآسي النازية الألمانية والفاشية الإيطالية والطائفية الإيرانية ، والدولة الدينية التي قامت باسم الإسلام (الإنقاذ) في السودان بعد تجربة 13 عاماً كان حصادها الهشيم واتخذت الحرب طابعا دينياً وشردت 4 مليون وبلغ ضحاياها 2 مليون شخص حتى باتت تهدد وحدة السودان.
    كما انفجرت المسألة القومية بعد انهيار الأنظمة الشمولية التي كانت سائدة في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق أوربا.وفي السودان تم إثبات هذه الحقيقة من الوقائع التالية :-
    أ- فشل الاستعمار البريطاني في جعل الانفصال حقيقة واقعة بوسائل قسرية (قانون المناطق المقفولة ، السياسة اللغوية في مؤتمر الرجاف 1928م ، جعل اللغة الإنجليزية لغة رسمية، انفراد المبشرين بالتعليم في الجنوب حتى بداية الحكم الذاتي،عدم المساواة بين الموظفين الشماليين والجنوبيين ....الخ ).
    وجاء مؤتمر جوبا عام 1947م ورغم تدخل وضغوط الإداريين الإنجليز ليؤكد رغبة الجنوبيين في الوحدة مع الشمال وقيام

    مجلس تشريعي واحد في السودان.
    ب- فشل ديكتاتورية عبود (الحكم العسكري الأول) في فرض الحل العسكري أو فرض الإسلام أو اللغة العربية بوسائل قسرية أو محاربة المسيحية والتبشير بوسائل قسرية وكانت النتيجة هي تعميق المشكلة واتساع رقعتها بدلاً من حلها ،أي فشلت الوحدة على أسس قسرية.
    ج- فشل نظام نميري الشمولي في حل مشكلة الجنوب رغم اتخاذه التدابير الآتية:ـ
    * بيان 9/ يونيو/ 1969م الذي افتقر لابسط مقومات الحل وهو غياب الديمقراطية ، وجاء الحل بواسطة انقلاب عسكري صادر الديمقراطية والحريات الأساسية في الشمال والجنوب فكيف يقدم هذا النظام حلاً ديمقراطياً للمشكلة ؟
    * اتفاقية أديس أبابا في مارس 1972م ، ورغم ترحيب أهل السودان والدوائر الخارجية بوقف نزيف الدم الذي استمر لاكثر من 17 عاماً ، ألا أنها كانت تحمل عناصر فنائها في داخلها، وهي أنها صادرة من نظام ديكتاتوري شمولي غير مؤتمن علي المواثيق والعهود لافتقاده للشرعية ولغياب الديمقراطية وسيادة حكم الفرد .فكانت النتيجة أن انفجر التمرد في عام 1983م من جديد وبشكل أوسع من التمرد السابق الذي انفجر وبدا في أغسطس 1955م .
    د- في الفترات التي سادت فيها الديمقراطية كانت هناك رغبة جماهيرية كبيرة من الأحزاب والشخصيات الوطنية لإيجاد حل للمشكلة

    مثل :-
    * انعقاد مؤتمر المائدة المستديرة بعد ثورة أكتوبر 1964م ورغم فشل المؤتمر إلا انه كان خطوة هامة لتعرف الأحزاب الشمالية والجنوبية علي أفكار بعضها البعض من خلال الحوار.
    * مقترحات الحلول المختلفة التي صدرت من الأحزاب ومن الهيئات والأفراد بعد انتفاضة مارس - أبريل 1985م مثل (مبادرة الميرغني- قرنق) وكادت أن تؤدي لحل المشكلة لولا أن قطعها انقلاب 30/يونيو/1989م.فزاد الجرح عمقاً والخرق اتساعاً في حرب لاتبقي ولاتذر لواحة للبشر ، لم يشهد لها تاريخنا السابق مثلاً من ناحية الخسائر ونزيف الدم والتكاليف الباهظة لتلك الحرب علي حساب قوت المواطنين وخدمات التعليم والصحة وتوقف التنمية ، ومقترحات الحلول التي قدمها نظام الإنقاذ مثل (الحكم الفيدرالي) ومبادرة السلام السودانية ، والتي ولدت ميته لأنها افتقرت لابسط مقومات الحل وهو الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية في الشمال والجنوب.
    هـ - أكدت التجارب في السودان أن القيم الثقافية واللغات والأديان لا تنتشر وتزدهر ألا عبر الديمقراطية بمفهومها الواسع (السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي) وحرية الضمير والمعتقد ، وعبر الروابط الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية تنتشر وبشكل حر وطبيعي اللغات والديانات ، فعلي سبيل المثال بعد انفراد المبشرين المسيحيين لاكثر من قرن بالتبشير في الجنوب لنشر تعاليم المسيحية ونشاط

    المبشرين المكثف خلال تلك الفترة كانت الحصيلة حسب إحصاء 1956م أن 10% من سكان الجنوب مسيحيون ومسلمون (أي اقل من 10% للمسلمين) وحتى إذا أخذنا بإحصاء مجلس الكنائس في كتابه السنوي للتبشير الصادر في 1981م نجد أن 65% من سكان الجنوب وثنيين ، 18% مسلمين ، 17% مسيحيين . ورغم انفراد المبشرين المسيحيين بالتعليم في الجنوب لاكثر من نصف قرن خلال فترة الاستعمار البريطاني نجد أن نسبة المسلمين في الإحصاء الأخير اكبر من نسبة المسيحين وان اغلبيه سكان الجنوب وثنيين ، وكذلك كانت اللغة العربية بشكل طبيعي أداة تفاهم بين قبائل الجنوب .
    وخلاصة القول ، أكدت التجربة الطويلة في السودان استحالة التوحيد أو الانفصال علي أسس قسرية غير ديمقراطية ، وتوحيد الوطن يجب أن يتم علي أسس اختيارية طوعيه وديمقراطية.

    خلال فترة الحكم التركي بذلت جهود من اجل نشر التعليم والصحة وسط قبائل الجنوب وفقاً لتعاليم المسيح عليه السلام . فنشر التعليم والصحة كان جانباً ايجابياً . والجانب الإيجابي الأخر هو تجربة كتابة الإنجيل بلغة الباريا أو الدينكا ، كيف يتم الاستفادة من هذه التجربة في استخدام اللغات المحلية في التعليم في الجنوب ؟
    ولابد من تقدير تضحيات الرواد الأوائل من المبشرين والذين عانوا من الأمراض ( الملاريا ، جدري……الخ ) وهم ينشرون التعليم ويقدمون الخدمات العلاجية في أدغال وأحراش الجنوب ، ويسهمون في إدخال الحضارة والمدنية في طريقة الأكل والشرب واستخدام الملابس .
    وهذا جانب جيد ومحمود من المبشرين المسيحين الأوائل رغم الأهداف الاستعمارية التي كانت خلف بعض جمعيات التبشير ، والتي كان الغرض منها استكشاف ثروات وإمكانات تلك المناطق تمهيداً لربطها بالنظام الاستعماري والسوق الرأسمالي العالمي.
    الجانب الإيجابي الأخر الإنساني كان العمل علي وقف تجارة الرقيق ، تلك التجارة اللعينة اللاإنسانية وتعبئة الرأي العام العالمي ضدها وهذا عمل محمود . ولكن بعض الإرساليات أخطأت حين صورت هذه التجارة من جانب واحد فقط باعتبار أن المسؤولين عنها العرب الشماليين وحدهم ولم تعالجها كجزء من تجارة كونية كانت سائدة في العالم اسهم فيها تجار من قوميات مختلفة (أوروبيون ، عرب، سودانيون شماليون ، وجنوبيون ، ... الخ )
    * خلال فترة الحكم الإنجليزي المصري عام 1898ـ1956م انفردت المؤسسات التبشيرية ولحوالي نصف قرن بالتعليم في الجنوب وقاومت هذه المؤسسات أي محاولات لتعليم حكومي مستقل عنها حتى عام 1948م .
    وعندما نتناول التعليم التبشيري في الفترة نلحظ الاتي :ـ
    أ‌- كانت المؤسسات التبشيرية محدودة القدرات والإمكانيات لدرجة انها كانت تتلقي مساعدات من الحكومة في فترات مختلفة للتوسع في التعليم . ورغم ذلك عارضت تلك المؤسسات التوسع في التعليم وسط الجنوبيين بطريقة مستقلة عنها ، أي عارضت إدخال تعليم حكومي أو أهلي سوداني في الجنوب ، فلا المؤسسات التبشيرية وإمكانياتها المحدودة استطاعت بمفردها ان توسع من قاعدة التعليم وسط الجنوبيين ، ولافتحت الطريق لتوسيعه بطريقة حكومية او أهلية أخرى .
    ب- حتي عام 1948م كان الشرط لتلقي التعليم بواسطة المؤسسات التبشيرية هو اعتناق المسيحية وهذا جانب سلبي اذ انه ربط تلقي التعليم باعتناق المسيحية او التعميد . مما يشير الا ان التعليم لم يكن ديمقراطياً . مما يحرم الاغلبية الوثنية من التعليم من ابناء الجنوب .

    ج- اتخاذ وسائل قسرية من السلطات البريطانية مثل :-
    - فرض اللغة الانجليزية كلغة رسمية.
    - مقاومة مساواة اجور الموظفين الشماليين والجنوبيين .
    - توجيه التعليم في وجهه دعائيه ضد الشماليين عموماً باعتبارهم احفاد تجار الرقيق دون الشرح الموضوعي لجذور تجار الرقيق .
    د- ركز التعليم التبشيري في البداية علي أبناء زعماء القبائل وابناء الرقيق الذين تم تحريرهم مع بداية الحكم البريطاني وهذا كان له الأثر في خلق بعض الكادر الجنوبي الأول من السياسيين الذين تلقوا توجيهات خاطئة بواسطة تلك المؤسسات ضد الشمال والشماليين عموماً.
    هـ- التعليم التبشيري لم يكن موحداً ، بل ان كل إرسالية كان لها نظمها التعليمية الخاصة بها وبعضها كان يركز علي التعليم النظري والبعض الآخر مثل (الإرسالية الكاثوليكية) ركزت علي التعليم الفني والمهني .
    وعدم التوحيد هذا لم يسهم في خلق شعور قومي موحد وسط الجنوبيين . مما اسهم في تعميق الخلافات والصراعات القبلية وسط المثقفين الجنوبيين فيما بعد .
    العقلية الاستعلائية
    المقصود بالعقلية الاستعلائية هي تلك الحالة الفكرية والعقلية التي تنظر للقبائل الزنجية في الجنوب وفي وضع اقل او ادني ، أي

    النظرة العنصرية او العرقية ورغم زوال نظام الرق نهائياً كنظام انتاجي وكتجارة مع بداية القرن الماضي الا ان البنية الفوقية لهذا النظام ظلت وستظل مستمرة ، فالبنية الفوقية (الفكرية) لاتزول تلقائياً بزوال اساسها المادي .بل تستمر لفترة طويلة حتي بعد زوال اساسها المادي او الاقتصادي والعلاقة بين البنية التحتية (الاقتصادية) والبنية الفوقية ليست آلية (ميكانيكية) فهي علاقة انعكاس معقد .
    استمرت العقلية الاستعلائية وسط بعض الشماليين التي تعامل الجنوبيين وكأنهم اقل من الحقوق الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية أو المهنية أو الاجتماعية بين الشماليين والتي تتعامل معهم من خلال الاستعلاء والنظرة العرقية المتعصبة وسط بعض الجنوبيين استمرت آثار المعاملة غير الإنسانية أثناء تجارة الرقيق واستغلال الجلابة لابناء الجنوب .
    استمرت وسوف تستمر هذه الرواسب التي خلقت جرحاً لن يندمل بسهولة من الأحقاد والضغائن الناجم عن اضطهاد القرون ، وتبقي حزازات النفوس كما هيا كما قال الشاعر وهذه حقيقة موضوعية لانقفز من فوقها ويجب مواجهتها ومناقشاتها بجرأة ومعالجتها من خلال العمل الفكري الثقافي الدؤوب ومن خلال التوضيح والشرح وتصحيح العلاقة بين الشمال والجنوب والاعتراف فعلاً لا قولاً بالمساواة التامة بين قبائل وشعوب الجنوب والشماليين وحسب مواثيق حقوق الإنسان والاعتراف فعلاً لا قولاً بالفوارق العرقية والثقافية .

    كما أن هذه المشكلة يحلها التطور الإنساني والفكري والثقافي العام للإنسان السوداني في الشمال والجنوب .
    هذا إضافة للعوامل الأخرى منها التطور الاقتصادي والاجتماعي غير المتوزان بين الشمال والجنوب والذي كان له انعكاسه في تعميق جذور المشكلة .
    العقلية الاستعلائية كانت واضحة منذ ظهور الحركة الوطنية الحديثة خلال ثورة 1924م ومعلوم أن بعض قادة جمعية اللواء الأبيض كانوا من القبائل الجنوبية أو الزنجية وان أحراش الجنوب كانت معقلاً من معاقل ثورة 1924م ومعلوم ايضاً أن بعض القيادات الدينية والقبلية وكبار التجار وكبار الخريجين الذين وصلوا لمراكز إدارية مرموقة في جهاز الدولة الاستعماري وكانوا ضد جمعية اللواء الأبيض وعلي وفاق مع الإنجليز وعلي خلاف مع شعار وحدة وادي النيل الذي كانت ترفعة جمعية اللواء الأبيض .
    وقد وصفت (صحيفة الحضارة) جمعية اللواء الأبيض بما يلي " علي الجمعية أن تدرك أن الأمة تشعر بالإساءة عندما ينبريء اقل الرجال شأناً واوضعهم مكانة في المجتمع بالتظاهر بأنهم يعبرون عن فكرة الأمة " .
    وكاتب صحيفة الحضارة هنا كان يعبر عن العقلية الاستعلائية التي كانت تري في علي عبد اللطيف انه من اقل الرجال شأناً وأوضعهم مكاناً في المجتمع لا لسبب ألا لأصوله الزنجية ومضت المقالة تقول

    أن نشاط الجمعية (يسبب الإزعاج للطبقة التجارية ودوائر المال) وناشدت جميع الوطنيين الحقيقيين (إلى سحق أولاد الشوارع والموالين لمصر) وفي مقالة أخري وصلت الحضارة إلى حد القول (أن أمة يقودها علي عبد اللطيف هي أمة ########ة) ، والعقلية الاستعلائية هنا كانت واضحة في عدم الاعتراف بالحقوق السياسية للجنوبيين قبل الاستقلال والإصرار علي الأجر غير المتساوي للعمل المتساوي …… الخ . ولم تعترف الأحزاب الكبيرة للجنوبيين بأي وضع خاص في إطار السودان الموحد (فيدرالية تقرير المصير) ولم تنتبه تلك الأحزاب ألا بعد تمرد عام 1955م .
    بعد تمرد عام 1955م تم الاعتراف بالحكم الإقليمي والفيدرالية ( برنامج الجبهة الإسلامية) . حالياً تم الاعتراف بحق تقرير المصير وهذه خطوة للإمام جاءت نتيجة لنضال الجنوبيين المستمر وهي خطوة للأمام بدلاً من التعامي ودفن الرؤوس في الرمال , إلى الاعتراف بالمشكلة .
    وهذا نتاج نضال الجنوبيين والقوة الديمقراطية في الشمال وتطور الفكر الإنساني الرافض للتفرقة العنصرية والتمييز بين الناس علي أساس اللون او الجنس او العرق .
    ومن الأشكال الجديدة للاستغلال التي كانت تعبر عن العقلية الاستعلائية كانت ضريبة الرأس والضرائب الباهظة علي الأبقار وعمل السخرة ، والأجر غير المتساوي بين العمال الجنوبيين

    والشماليين ومحاولات فرض اللغة العربية والدين الإسلامي علي الجنوبيين بالقسر .
    * ومع نهوض الحركة الوطنية بعد الحرب العالمية الثانية في أواخر الأربعينيات واوائل الخمسينيات من القرن الماضي نال الجنوبيون بعض الحقوق مثل :-
    أ- الحقوق والحريات الديمقراطية والمدنية .
    ب- كسر طوق المناطق المقفولة .
    ج- المشاركة في الانتخابات البرلمانية .
    د- الأجر المتساوي للعمل المتساوي بين الموظفين الشماليين والجنوبيين.
    هـ- الزيادة في التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية .
    * العقلية الاستعلائية ايضاً تجلت في الوعود التي كان يقدمها زعماء الأحزاب الشمالية الكبيرة للجنوبيين في أول برلمان سوداني ولم يتم الوفاء بالعهود. مثال جماعة بولين الير (1954ـ1955م) والتي وثقت بشكل مطلق في الحزب الوطني الاتحادي الذي لم ينجز وعودها في التنمية الاقتصادية ، والأجر المتساوي للعمل المتساوي، ومناصب معقولة في السودنة ، إلغاء ضريبة الدقنية ، .... الخ)
    إضافة لعدم تنفيذ وعد الأحزاب الحاكمة للجنوبيين بالفيدرالية عشية الاستقلال . كما نشير إلى خطأ بعض الساسة الجنوبيين الذين كانوا يؤيدون الحزب الذي كان يدفع اكثر لهم ، وخطأ هؤلاء لايقل عن خطأ

    الذين يدفعون لهم لكسب أصواتهم في البرلمان . وهؤلاء كانوا من أسباب تفاقم المشكلة . كانت العقلية الاستعلائية واضحة في النظم العسكرية التي صادرت الديمقراطية في الشمال والجنوب والتي اعتمدت القسر والعنف والحل العسكري للمشكلة ومحاولة فرض الإسلام واللغة العربية بوسائل قسرية وقهرية ، لا بالتي هي احسن وبوسائل سلمية واقتصادية وطبيعية وإنسانية وهذه العقلية لاتقل في دوافعها وضيق افقها عن عقلية المبشرين المسيحيين الأوائل الذين حاولوا فرض المسيحية من خلال عزل الجنوب عن الشمال بوسائل قسرية ...... الخ . والعقلية الاستعلائية أنتجت وسط بعض الساسة والقادة الجنوبيين رد الفعل المتطرف غير الموضوعي ضد كل ما هو شمالي وعدم إمكانية أي تعايش بين الشمال والجنوب باعتبارهما قومتين مختلفتين تماماً ثقافياً وعرقياً ، وبالتالي فان الحل الوحيد هو الانفصال ، أي الحل الأحادي الجانب الانفصال حتي لوكان بوسائل قسرية والحل الأحادي الجانب الأخر هو حل بعض الأحزاب الشمالية التي تري الحل في الوحدة حتى لو كانت بوسائل قسرية .
    الانفصال القسري أو الوحدة القسرية هما شعارا قطبي التطرف من بعض الشماليين والجنوبيين وتوحيد الوطن يجب أن يقوم علي أسس طوعية وديمقراطية




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de