|
|
 Re: قراءة في الوضع السياسي الراهن (Re: عمر صديق)
|
المفاوض الحكومي تلقى وعودا اثناء مفاوضات نيفاشا من الراحل د. جون قرنق بأن يعمل الطرفان للوحدة
كان الرئيس البشير يحذر من رضا امريكا وكانت هتافات الجماهير (لن نذل ولن نهان ولن نطيع الامريكان)
لعل المراقب للشؤون السودانية يلحظ ان هذا الاسبوع قد حفل بعدة موضوعات هامة تصدرت اجندة السياسة السودانية ومع اقتراب موعد الاستفتاء المقرر له مطلع العام القادم فان المفوضية ورغم استقالة امينها العام تمضي في التجهيزات الفنية لعملية الاستفتاء ورغم ان حكومة الجنوب قد اعلنت على لسان رئيسها الفريق اول سلفاكير ميارديت عن عدم وجود المال الكافي لديها لمقابلة مصروفات الاستفتاء مما جعله يناشد المواطنين بالتبرع لهذا الامر واليوم حسب الجدول المعلن من المفوضية تبدأ عمليات التسجيل والدعاية الاعلامية ولعل الحركة الشعبية الموجودة اصلا في الولايات الجنوبية وممسكة بمقاليد الحكم لا تواجهه أي مشكلة في زيادة تكثيف الدعوة الى الانفصال والتي ظلت تعمل لها سرا طوال السنوات الماضية حتى اصبح الجنوب بمثابة دولة منفصلة لا ينقصها في ذلك الا اعلان الاستقلال ومن الملاحظ حتى الآن ان القوى السياسية في السودان لم تدخل الى حيز التنافس الاعلامي بالدعوة الى الوحدة او الانفصال ما عدا حزب المؤتمر
الوطني والذي اعلن على لسان الاستاذ علي تميم فرتاك مسؤول ملف الاستفتاء بالحزب بان هنالك قوافل بها عدد من القيادات السياسية والحزبية من المؤتمر الوطني سوف تبدأ طوافا بالجنوب للدعوة الى خيار وحدة السودان ولعل المؤتمر الوطني مازال قادته متعلقين بامال تحقيق الوحدة رغم علو الصوت الانفصالي بالجنوب وربما يكون مرد ذلك اضافة الى القناعات المبدئية والفكرية ان المفاوض الحكومي كان قد تلقى وعودا اثناء مفاوضات نيفاشا من الراحل د. جون قرنق بان يعمل الطرفان للوحدة ولكن اتت الرياح بما لا تشتهي سفن المؤتمر الوطني ووجد نفسه بعد تغير القيادة في الجنوب في اعقاب مقتل الدكتور جون قرنق او اغتياله يواجه قيادات انفصالية لا تؤمن بافكار السودان الجديد وتقصر همومها في فصل الجنوب وترى في ذلك تحريرا له من السيطرة الشمالية ويقف من ورائهم مجموعة من الدول والمنظمات التي وضعت انفصال الجنوب بمثابة هدف استراتيجي لها ورغم ان المسافة بين الشريكين ما زالت متباعدة الا ان جهود الوساطة الخارجية مازالت تتدافع نحو احداث نوع من التوافق حيث نجد ان مصر اعلنت عن عدة خيارات تتمثل في طرح الكونفدرالية بين الشمال والجنوب والمحت الى اقتراح بتأجيل الاستفتاء لعدة شهور لحين حل المشاكل العالقة ومن جهة اخرى تتواصل الجهود الامريكية والتي تلبس ثوب الوساطة في الظاهر ولكنها في حقيقة الامر تأتي في اطار الضغوط على الحكومة السودانية والمؤتمر الوطني لتقديم مزيد من التنازلات حتى تتعاظم مكاسب الحركة الشعبية. موضوع ابيي حيث نجد ان مواقف الحركة الشعبية تتباعد عن المنطلقات القومية وتلتصق بالقبلية حيث نجدها تتبنى اطروحات قيادات دينكا نقوك في الحركة ولا تهتم ولو بقدر يسير بالحقوق المشروعة للمسيرية في المنطقة ويأتي ذلك على عكس موقف المؤتمر الوطني المتوازن حيث يراعي حقوق القبيلتين وكل السكان في المنطقة ولذا نجده ومنذ لاهاي وحتى اديس ابابا يشكل وفودها الشعبية ويوزع المناصب التي آلت إليه بين ابناء المسيرية والدينكا دون انحياز لقبيلة دون غيرها وحتى موضوع ترسيم الحدود والذي اصرت الحركة على تعطيله خلال السنوات السابقة من عمر الاتفاقية وترفض اليوم اكماله قبل الاستفتاء وبصورة لا توجد في أي منطقة من العالم حيث لا يمكن ان يسبق استفتاء تقرير مصير اقليم دون حسم حدوده التي سيجري عليها ذاك الاستفتاء ورغما عن ذلك نجد ان السناتور كيري والمعروف بعدائه للسودان وللانقاذ وفي خلال اقل من اسبوع يعود مرة اخرى الى السودان وكان في ختام زيارته السابقة قد اطلق تصريحات مستفزة ومتحاملة على حكومة المؤتمر الوطني حيث هدد بمزيد من العقوبات اذا عرقلت الاستفتاء ولم نجد منه في فترة رجوعه الا قرار تمديد العقوبات الاقتصادية على السودان وقيامه بنشر مسودة على الانترنت تتحدث عن اتفاق استراتيجي للعلاقة بين دولتي الشمال والجنوب في المستقبل مع ارجاء موضوعي ترسيم الحدود والاتفاق حول ابيي مع مقترحات اخرى كلها تصب في احداث ضرر بليغ بالامن القومي للسودان في المستقبل واكمال المخططات الامريكية والصهيونية الرامية لتفتيت السودان حيث سيأتي الدور القادم على دارفور والعمل على فصلها ورغما عن ذلك فان هنالك تقارير تتحدث عن لقاء مرتقب بين قيادات الوطني والشعبي وربما يكون ذلك قد تم يوم امس في قطر وذلك بغرض التقارب والذي سيفضي حتما الى تأثير الشعبي على جناحه العسكري المتمثل في حركة العدل والمساواة والتي نشطت في الايام الماضية في بعض التحركات العسكرية المحدودة والتي يفسرها المحللون بانها تأتي في اطار اثبات الوجود والفاعلية تمهيدا للدخول في جولة مفاوضات مع الحكومة للحاق بركب الدوحة وفي ذات الاطار فان المؤتمر الوطني يقوم ببعض الاتصالات لبناء جبهة وطنية بصورة تشبه الاجماع للاتفاق حول القضايا التي تشغل الساحة السياسية والتعامل معها بروح الوفاق الوطني ولكن تأتي الخطورة من التنازلات المتتالية التي ظلت تقدمها الحكومة للدوائر الامريكية والتي كلما وجدت تنازلات لا تشبع ولا تقنع وتقول هل من مزيد وقديما كان الرئيس البشير يحذر من رضا امريكا وكانت هتافات الجماهير (لن نذل ولن نهان ولن نطيع الامريكان) ومن المؤكد انهم لن يرضوا عن بني السودان حتى يتبعوهم في كل شيء ويقتفون اثرهم والا فان العداء والعقوبات ستكون مسلطة على رقاب السودانيين.
| |
  
|
|
|
|
عمر صديق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست