السنة الثانية عشرة على رحيل الشاعر عمر الدوش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 05:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2010, 07:53 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السنة الثانية عشرة على رحيل الشاعر عمر الدوش

    Quote: انقضت السنة الثانية عشرة على رحيل الشاعر عمر الدوش وهو ملتف في كفنه المحزون في تراب أم درمان صحيح قد فارق الشاعر دنيا الوجود وجاور ربه ودخل في رحمته ، ولكن من يحبون المدرس عمر الدوش دخلوا في (ليل صبي وظالم) من الألم على فراقه وأنا احد الذين أعطاني بعض من دروس (العصر) قائما أو جالسا أو ماشيا لزيارة الأهل أو الأصدقاء وانا غر فطير في الأسرة (آل الدوش)، فأنت مجبور ان تتعلم منه على الأقل بعض التراكيب والتعبيرات اللغوية، فالمدرس عمر الدوش أول من تخصص ببخت الرضا في اللغة العربية والانجليزية معا، لذا كنا معه في البيت في حالة حصة مفتوحة طوال العام تماما مثل الأمطار في خط الاستواء، وهو يقول انا أنجز محاضراتي وحصصي (بطريقتي) ، لم يقل لنا يوما ان الحياة مدرسة !، ولكنه يعلمك كيف تطبق المعنى، ولم نتعجب منه دوما حينما يأتيه احد الطلبة في معهد الموسيقي والمسرح للامتحان العملي ، فيقول للطالب ما في امتحان الآن . ويطلب من الطالب ان يذهب معه مشوار الى أم درمان لبعض الشأن ويقول له انا ما عندي قروش؟! وسنركب (اوتوستوب) (ياعم) وتقنع انت احد أصحاب السيارات لكي يوصلنا بسيارته ودعك من الامتحان الآن؟ بعد محاورة بين الطالب وعربات الشارع وهو يمد يديه إلي السيارات المارة قائلا يا (عم ) .... (ياعم ) .، وبعدها يركب الاثنان ويتجاذبان الحديث مع صاحب العربة وبعد أن يصلا إلي وجهتهما ينزلا ويذهب الأستاذ عمر الدوش إلي بيته قائلا للطالب انتهى الامتحان أنت عايز مسرح اكبر من كدا تمتحن فيهو؟ هكذا كان المدرس عمر الدوش يشكل البيئة التعليمية والوسيلة الملائمة لتقويم الطلاب واعمالهم ومعالجة درجاتهم ، كيف وان الخريج عنده هو ماكان فعالا في مسرح الحياة وواقع الناس ،فعمر الدوش (صديقي اللدود)، كما كان يحلو له ان يناديني كان يقول لي :( أنت عارف في السودان دا لما تكون عندك قروش فأنت في حالة تمثيل لذا معظم أصحاب القروش ممثلين فاشلين) والله شي عجيب يا أستاذ لله درك فأنت دائما (عن المسارح تحكي) آه.... يا مدارسنا ومسارحنا ويا جامعاتنا الساقية لسه مدورة
    ....
    احمد وراء التيران يخب
    أسيان يفكر ومنقلب
    في اللي ماشين المدارس
    في المصاريف في الكتب
    وفي اللي ضاق بيهو المكان
    هسع سافر اغترب .......
    تتخيل يا عمر اخوي هسع أنا مغترب والجميع في بلادي اغتربوا بعضهم داخل الوطن والأخر خارجه :
    تدخل حي العصاصير أو فريق العمايا او العباسية أو حتى البوستة ذاتها ما تجد من يعرفك!
    تمشي بيت المال تلقي البلد منفي
    تمشي أبوروف ما تلقى واحد حافي حالق
    أقول
    والشمس في عز الامل
    تهت ومشيت
    أقول يا نحن يا انتو
    وبكيت
    مواعيد
    يا صباح من غير وسم
    تهت ومشيت
    ما ضلمتْ
    ما بتْعْرف الزول البِجِيك
    ولا البجيك
    بيعرفك
    حتى الشبابيك
    والزوايا الكان بتجمع
    في حناياها الشكوك
    ضلمت
    اهو النيل الصبح مبول
    اهوالقمر الخصي وأهبل
    والعن ياخي ايه فضل
    صحي الايام بتتبهدل
    اهو الأيام بتتحول
    ولكن (سعاد) لا وألف ألف لا يمكن حتتحول
    مخرج
    في هذه الأيام تجيء الذكرى الثانية عشرة لرحيل الشاعر عمر الدوش ومازالت بعض بيوت شاعر البطانة الحاردلو التي كان عمر الدوش يرددها لا تغادر سمعي حيث يقول الحاردلو:
    يارب الوجود انا قلبي كاتم سرو
    مالقت اليدرك المعنى بيهو ابرو
    قصبة منصح الوادي المخدر ضرو
    راحت قلبي تطوي وكل ساعة تفرو
    فالحاردلو يتغزل أم يخاطب الذات وتجليات النفس ام هو مدرسة عجيبة من مدارس التجريد والتشكيل المهم أن بيوت الحردلو هي حالة سودانية من الإبداع يختلط فيها الغناء بالتصوف، والوضوح بالتعقيد، والسلامة بالعيوب تماما كما تآلفت وامتزجت الدماء الأفريقية بالعربية بالزنجية في الإنسان السوداني .وهذا بعض مما كان يعجب الشاعر عمر الدوش ويأسر فكره .
    هذا العام، وكما السنوات تأكل الخلايا الدماغية وتصاب بالزهايمر، فان السودان الوطن الحبيب تتجاذبه أمور عديدة ، تختلف في نتائجها، و بنائها ،، وانتهائها عن الأيام التي عاشها الشاعر ولكن تبقى الأسباب التي كان يتساءل عنها عمر الدوش هي ذاتها التي نتساءل اليوم حيث يقول :
    فتحت جوابك الأول
    لقيتَك لسَّه يا وطني
    بتكتب بالعَمار والدم
    ولسَّه بتسْكَر أمدرمان
    على الشارع... وتتْكوّم
    وتمْرُق من صَدُر مسلْول
    نهودهْا تَدُوسن العربات
    ترضِّع فى الكلاب
    مشنوقَهْ من عينيهَا في الساحات
    وتضْحَك في زمن مسموم
    ولسَّه بترقُد الخرطوم
    تبيع أوراكْها للماشين
    تَطِل من فوق عماراتهْا
    وتَلِز اطفالهْا في النيلين
    وترجع للرُقاد تاني
    اشوفك في جواب تاني
    ويتساءل الشاعر المرحوم عمر الدوش :-
    مشيتْ اتمشَّى فوق همكََ
    وصلْني جوابك التاني
    يحيض الغيم على سطوركَ
    يقطِّر من سماكْ دمّك
    بشوف في جوابك التانى
    مُدُن مبنيّةْ متكيّهْ
    بتمْرُق من شبابيكا
    عيون برموشَهْ مطفيَّهْ
    شَرَك لي كُلِّ قُمريَّهْ
    وأماني كتيرَهْ مخصيَّهْ
    شوارع بالنهار والليل
    مدبّسَهْ بالحراميَّهْ
    معلّقَهْ في صدور الناس
    كلاب اسنانْها
    مبريّهْ
    على مرِّ السنين تحْسب
    شهور أيامها عِبريّهْ
    مشيتْ اتمشَّى فوق همّك
    وصلْني جوابك
    الدمّك
    رقدتَ على البحر غنيتْ
    مليت احزاني بالأمواج
    جرحْتَ الدنيا بالدوبيت
    جريت لي ساحَة الشُهداء
    لقيتُم لا وطن لا بيت
    دخلتَ منازِل الأُمّات
    وطلّيتْ لي شقاء الاخوات
    مرقتَ كأني زولاً مات
    والموت اخي عمر سبيل الأولين والآخرين ولكن موت الوطن شئ مختلف، موت الوطن لا يجعل الإحياء يموتون ويلتحقون بكم في المقابر فحسب، ولكن موت الوطن يجعلكم انتم الأموات تموتون مرات ومرات ويجعل الأحياء من بني وطني يموتون ألف مرة في كل ثانية، والأخطر بموت الوطن أن تموت ذكري الأموات فهي حياتهم التي يعيشون بها بيننا وهي قوت الشعب وطعامه تنعش حياته هي الطاقة والزاد الوحيد الذي ينعش ذاكرة الوطن والأمة.
    لكن أخي عمر الدوش السؤال الذي تركته مفتوحا ومازال يحيرنا من بعدك هو السؤال الذي خرج من وادي الجن في عقلك والتف بكفن الشعر وشيعته لنا في مقطع من قصيدة (الحفلة) ومازال هذا المقطع يقف شامخاً ساخراً من كل أنواع التفسير تماماً كما تقف الأهرامات في البركل وكبوشية كما تقف الأماتونج وجبال البحر الأحمر وجبل مرة والعوينات قل لي بعد ما جاورك قبر الطيب صالح بمقابر البكري وبعد ان دفن معك رؤساء السودان الرئيس نميري والأزهري وسر الختم الخليفة وكل عظيم و و ض ي ع من بني شعبي ماذا تقصد ؟. فالأحياء منا أصابهم الإعياء وعجزوا عن فهم قولك:
    بداية الحفلة مبديه
    ومن وْلَدو الوجع
    قامت
    وصوت المادح المبلوع
    يخربش فى الفضا الممنوع
    طنين الفاجعه كان
    مسموع
    ويوم يبدأ الكلام
    حتجوع
    شنو الجدّ
    عشان نتجارى بين القاهرة
    وجدة
    بين القومه والقعده
    بين الفرهْ والعقدةْ
    شنو الجدْا ؟
    الا تدري ايها الفقير الشاعر أننا بعدك صرنا نتجارى بين القاهرة وجدة وابوجا وطرابلس والدوحة ونيفاشا ونيويورك و....الخ.. ولم يعرف أبناء بلدك (القعدة) إطلاقا والكل يتجاري في بلاد الدنيا ويسال ما هو الجديد الذي يجعلنا نتجاري بين عواصم الدنيا هل من حل لمشاكلنا في بلاد الله الواسعة؟؟ ولكن يبقي السر مدفون في صدرك وفي صدر النيل و الشعب السوداني كله مازال يعرف السؤال (شنو الجدا؟) ولكنه لا يعرف الإجابة فهل من إجابة؟!، فلا حياة لمن ننادي هذه الأيام .
    ألا رحمك الله الشاعر عمر الطيب الدوش فأنت في حضرة علام الغيوب وكما مت فقيراً من مادة الحياة الدنيا فأنت فقير في الآخرة ولكنك نزيل أكرم الأكرمين وهو أرحم الراحمين، اللهم أغفر له ولنا اللهم آمين.

    البروفيسور: الحاج الدوش المحامي
    الرأى العام

    (عدل بواسطة د.محمد بابكر on 10-31-2010, 08:00 PM)

                  

10-31-2010, 10:28 PM

عبد القادر شادول
<aعبد القادر شادول
تاريخ التسجيل: 08-09-2009
مجموع المشاركات: 2549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السنة الثانية عشرة على رحيل الشاعر عمر الدوش (Re: د.محمد بابكر)

    رحمة الله عليه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de