|
عم حسن مع الصديقيين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
|
بقلوب حزينة ومأقي دامعة وايدي مرفوعة الي السماء متضرعة الي المولي عز وجل ان ينزل علي قبره شبابيب الرحمة واثوال المغفرة - ودعت الجالية السودانية والعربية امس الاخ العزير "عميد" السودانيين حسن محمدصالح اوكما يحلو للكل ان يسميه " عم حسن" وكان بقامتة القصيرة "هامة" عالية وشموخا ونبلا وعطاءا لم ينقطع في فترة الاربعيت عاما التي قضاها في نيويورك او متنقلا بين بحار العالم ومتحدثا شتي لغاته. كان عم حسن "بشلوخه" السودانية لوحة سريالية قومية لا تملك الا تطل بها الي السودان في كل مرة نلتقي به . كان بوجه الصبوح نافذة ندخل بها بقعة من السودان فقد كان عم حسن بمثل " الشمالية" بشلوخه "والشرق" بسحنته " الغرب" بكرمه واصالته " والجنوب" بلكنته التي تحها السنوات ولم تغيرفيها الايام وكان يمثل الوسط بعلاقاته الممتدة من الكل والي الكل . التقيت وتعرفت عليه نحو ما يقارب العقد من الزمان وكان الرجل كما هو بابتسامته السحرية الغامضة " ولكنة" الدناقلة التي تميزه وتسهل عليك جغرافيا الوصول اليه مرافئة الدفيئة وكان فيها الملتقي لكل "تائه" وكان الدار لكل "رائح" وكان العطوف لكل " ضائع" ولا اذكر انه التقاني مرة ولم يعزمني لكوب من الشاي او وجبة غداء وذلك بكرم اصيل وطبع ساحر نبيل . لم يمنعه المرض من المداومة علي المسجد بل , " العراك" من اجل الوقوف في الصفوف الاولي ورغم انه كان لا يستطيع الوقوف في الفترة الاخيرة الا انه يحرص بكرسيه علي ان ينال هذه الحظوة الكبيرة التي هو اهل لها. وكان تعليق الشيخ عبدالله علام واضحا عن المكانة التي حاز عليها عم حسن وسط العرب انه لم ينتمي الي الجالية السودانية وحدها ولكن ملك الاخوة العرب الذين جاءوا من حدب وصوب ليودعوه وداعا حارا نزلت فيه الدموع الحارة التي تبكيه وتبكي العشرة الطويلة التي قضاها بين ظهرانينا وهو لايملك ان يبتسم للكل . ويعاشر الجميع في ود كبير وبشاسة رائعة , تركت الكل في صمت وحزن كبير علي فراقه. اللهم ارحم عم حسن رحمة واسعة واجعله قبره روضة من رياض الجية وان يجعل البركة في ذريته . التحية الي الجمعية السودانية والرابطة السودانية الامريكية التين وقفتا افراداو جماعات من حتي اللحظات التي غادر فيها الجثمان الي ارض الوطن حيث المثوي والمرقد اللهم الهم اهله وزويه الصبر وحسن العذاء .
|
|
|
|
|
|