|
فركة وقنقليز
|
أعلنت سكرتارية جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي يوم الخميس 21 أكتوبر عن أسماء الفائزين في المسابقة لدورتها الثامنة لعام 2010 في مؤتمر صحفي عقد خصيصاً لهذا الغرض بمقر مركز عبد الكريم ميرغني وقد تناضف الجائزة الاولى طه جعفر برواية "فِركة" و هشام آدم برواية "قونقليز"في حين نال الروائي يوسف أحمد الشيخ جائزة تقديرية عن روايته "سبق لهم الموت". وقد تحدث النقاد عن المعايير الفنية التي جعلت اللجنة المسؤولة تختار هذه الروايات الثلاث من ضمن 134رواية وهذا يؤكد ان الغرض الاساسي من المسابقة قد تحقق،وهو تشجيع الكتاب ودفعهم للمشاركة الفاعلة في هذا الحقل الابداعي ،يضاف الى ذلك المؤتمر العلمي الذي يصاحب هذه الفعالية في كل عام والذي بدأ بالامس. لفت انتباهي عنوان الروايتين الفائزتين بالمركز الاول" فركة وقتقليز" وبدون الخوض في مضمون الروايتين والدلالة التي يحملها العنوانان،استطيع القول بان روح الحياة السودانية تغغلت تماما في اعمال الكتاب الجدد،وقد دعا محمد احمد المحجوب السياسي والاديب والشاعر والناقد حمزة الملك طمبل الى هذا المطلب منذ اكثر من نصف قرن. وفي العام الماضي فازت رواية "الجنقو مسامير الارض" للكاتب عبد العزيز بركة ساكن بهذه الجائزة مناصفة مع يعقوب بدر العبيد وروايته" الربيع يأتي نادر". واشير هنا لبركة ساكن بوصفه من الكتاب الذين اصبحوا يثيرون الجدل بسبب كتاباته الموغلة في الواقع السوداني ولا زلت اذكر قصته القصيرة "امرأة من كمبو كديس" التي تناولت جانبا من المسكوت عنه ،وكان التناول قمة في المتعة ،متعة العمل الابداعي بعيدا عن الوعظ والابتذال. نعود لجائزة هذا العام، فقد احتفت المنابر الثقافية بهذا الحدث وافردت له مساحات واسعة،وكذلك احتفت المنابر الالكترونية- خاصة سودانيز اونلاين باعتبار ان الفائزين بالجائزة الاولى من اعضائه او بوردابه كما يحلو لهم-وقد سبقت المنابر الالكترونية الصحف في نشر الخبر والتعليقات والاضافات عليه ،لدرجة أن الصحف لم تجد ماتتميز به في صباح اليوم التالي. وهذه ظاهرة تهدد الصحافة الورقية وتخرج"الإخبار" من وظائفها. واذا عدنا لبدايات هذه الجائزة ،فانني اذكر الدورة الاولى تماما وقد حرصت سكرتارية الجائزة على ان يخاطب الحضور الاستاذ الطيب صالح وقد فعل ذلك عبر الهاتف وكانت كلمته قصيرة ومركزة غابت فيها الذاتية وغلب عليها التواضع الشديد واستمرت الجائزة بمجهود كبير من الاخوة في مركز عبد الكريم ميرغني واستطيع القول بانهم يسيرون ينفس واحد وتماسك ونضج رغم صعوبة مثل هذه الفعاليات في بلد مثل السودان. ولم يكتف المركز بالجائزة وإعلان الفائزين، بل حوّل الحدث الى تظاهرة ثقافية تستمر عدة أيام من خلال المؤتمر العلمي المصاحب.كما يقوم المركز بطباعة الاعمال الفائزة وتقدمها للمكتبة الثقافية السودانية ونفس الامر ينطبق على الاوراق العلمية التي تقدم في المؤتمر. ويبقى القول بأن اضافة اسماء جديدة للمشهد الثقافي في بلادنا من الامور الحيوية،اقول ذلك رغم اقتناعي بأن المبدع الحقيقي لا تصنعه المنابر ،كما أنني على ثقة بان المبدعين هشام آدم وطه جعفر لهما من الابداع ما يجعلهما في صدر الساحة الثقافية دون الحاجة لاية جائزة ،ولكن –بطبيعة الحال- فأن مناخ الجائزة و تميزها يختصران كثيرا من الوقت والجهد.
|
|
|
|
|
|