الفضيلة الام (طارق الهاشم)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-23-2010, 05:42 PM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفضيلة الام (طارق الهاشم)

    في مسيرة العمر نلتقي بالكثيرين الذين سرعان ما ينزاحون من واجهة المشهد لان معايش الحياة وحراكها الدائم ليس رهنا للمزاج الخاص..
    ربما لو كانت الحياة ابسط مما هي عليه لتخيرنا الصحبة والاجل في الصحبة ..
    جمعني مع بعض الاخوان في فترات سابقة روض من الاعجاب والاحاديث الممتعة..
    بعدها ما التقيتهم وظل صدى اللقاءات يتردد في ذاكرتي من حين لاخر..عالما بان شأنا سيجمعني بهم لامحالة ان مد الله في الآجال..
    منهم اخونا طارق الهاشم.. الذي عبر في اواخر التسعينات في واجهة مشهدي ..كان عملاقا .ودودا وذ حظ عظيم من المعرفة والقدرة على التواصل وبسط الود والمحبة دون محاذير ..وكان حظه سيئا -آنذاك -في الدخول الى قلوب البنات..
    وربما كان ذلك سببا اوليا لان يلج الى ايامنا في تلك الفترة..
    كان بارعا في الحديث ..ويحدثك حديث العارفين عن كل شي في الونسة..تندلق منه المعرفة في سخاء وسلاسة ومنطق.. وكان قارضا للشعر الجيد..ومحللا موضوعيا في الشان العام ..
    وظلت العلاقة بيننا بعد الاغتراب تمتد بقدر الايام التي تتوفر من الاجازات السنوية.. ومع امتداد الاغتراب تقطعت الصلات الى اقل القليل..
    وربما من محاسن الفيس بوك انه يتيح لك ان تتواصل مرة اخرى مع الذين ابعدتك عنهم الجغرافيا.. فكان ان وجدت دعوة من طارق الهاشم فقبلتها دون تردد، ممنيا نفسي ببدائع نفس ذلك البني ادم..
    وما خاب ظني..فقد متعت نفسي ولساعات متوالية في قراءة مقالات متنوعة لطارق وجدتها رابطها عبر موقعه المذكور...
    منها مقال عنونه ب(الفضيلة الام) ليس اكثر المقالات تناولا ولكني رايت تعميمه:

    الفضيلة الام

    شتهر كتاب الراحل ادوارد سعيد >الاستشراق< بوصفه الحد الفاصل بين زمنين مختلفين في علوم دراسة الشعوب >الانثروبولوجيا او الاناسة< ، فقبل ظهور الكتاب اعتادت مراكز الدراسات الاوروبية والاميركية، النظر إلى شعوب وحضارات اجزاء العالم الثالث بوصفها كتلا سكانية ذات خصائص مميزة غير قابلة للتعديل· فالصيني خانع والهندي كسول والعربي قاطع طريق، اما الافريقي فهو عار دائما ليس بسبب الحرارة، وانما لقرب طبعه من الحيوانية وهكذا دواليك·· وان تم تلطيف هذه العبارات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن المبدأ الرئيسي ظل ثابتا، وظلت الشعوب العالم ثالثية محكوما عليها بالتخلف والحضارة بحسب قربها او بعدها من النموذج الاوروبي·
    الأمر المميز حقا في كتاب الاستشراق، انه اعاد لهذه الشعوب آدميتها وجعلها جزءا من الانسانية تمر بفترات الازدهار والهزيمة، وألغى المرجعية القيمية الغربية في قياس قرب او بعد هذه الشعوب من الحضارة، وقد كان الكتاب نفسه نتاجا طبيعيا لنظرة ادوارد سعيد الاميركي من اصول فلسطينية، إلى ذاته عبر كلمات المستشرقين وادراكه ان هناك الكثير في النفس البشرية، مما يتم تجاهله لصالح القوالب الجاهزة الصنع لاستعمال السياسيين والتجار، والتي تخدم ادوات السيطرة على الشعوب الضعيفة لتركيعها معنويا بعد تركيعها ماديا بفعل آلة الاستعمار، ولنشر النموذج الأخلاقي المتفوق >عبء الرجل الابيض< النازع لكل آلية للمقاومة ولو معنوية من ايدي المحكومين·
    ولكنه وبرغم استعمال مراكز الاستشراق لتلك الثيمات المعممة عند دراسة الشعوب المتهورة، فإننا ولسوء الحظ نجد ان الكثير مما كتب على ايدي المستشرقين كان صحيحاً، ألم يكن المستشرقون أمثال بركهارت أدوات الفتح الاوروبي الاولى قرون استشعاره ان جاز ان نقول- ألم تكن مراكز الدراسات تلك هي المخزون الفكري لخطط الاداريين والعسكريين الغربيين، والرافد لقرن طويل من الاستقرار الاستعماري في بلاد العالم الثالث· كيف نجح الانجليز مثلا في ادخال زراعة القطن للجزيرة وتوطين العرب الرعاة بالاقليم، ليتحولوا في اقل من جيل إلى مجموعة من المزارعين، كيف ادخل الفرنسيون زراعة التصدير في غرب افريقيا، مدمرين اسس مجتمع الكفاية الذي تميزت به المنطقة منذ عهد ممالك مالي والصونغاي، او كيف استطاع الاميركيون تحويل مجموعات الزنوج المجلوبة من غرب افريقيا كاحرار مشهورين باعتزازهم الشديد بانفسهم، ويمكن ملاحظة ذلك اليوم في شعور الغانيين بالتفوق وحتى بعض الغرور، كيف تمكنوا من تحويلهم خلال اقل من جيلين إلى امة منكسرة كان عليها الانتظار حتى منتصف القرن العشرين للمطالبة بحقوقها المدنية· بالتأكيد كان ثمة قدر كبير من الصحة في ما ذهب إليه اولئك النفر في مراكز بحوثهم· وبرغم اعتراضنا البالغ على ما وظف فيه هذا العلم، فإننا لا نستطيع انكار صحة الكثير من نتائجه، لانها قد ثبتت بالتجربة المعاشة·
    ومن هذه النتائج ما يمكن أن نسميه بالفضيلة الام· كل شعب ينظر إلى فضيلة مركزية قد ترتقي به إلى الاعلى وقد تهبط به، ولكنها تظل موجودة فيه· فمثلاً الفضيلة الكبرى لدى الصيني هي بر الوالدين، ومنها يمكن اشتقاق النزعة العشائرية القوية لدى الصينيين، هذه النزعة التي جعلت التكتلات الاسرية الصينية في بلاد المهجر ماليزيا والولايات المتحدة مثلا، مؤسسات مالية صناعية ناجحة· وهي التي ساهمت في استمرار ارتباط هؤلاء المهاجرين الناجحين ببلادهم، مما وفر كثيرا من الخبرات ورؤوس الاموال الضرورية لنهضة القطاع الخاص في الصين، ومن بر الوالدين يمكن اشتقاق فضيلة الطاعة الصينية ايضا، ونكران الذات والتضحية من اجل الاهل· ولكن هذه الفضيلة ساهمت في تخلف الصين، فمنها جاء الخنوع تجاه ظلم السلطة والنفاق ومحاباة الاقارب وسهولة التمييز ضد الغرباء، وهم هنا صينيون من خارج العشيرة وغيرها من الرذائل المشابهة، كل هذا يأتي في اطار التمسك بفضيلة بر الوالدين· وهكذا في اطار التزام الشعب الالماني بالنظام الذي هو جماع الفضائل هناك والصورة الاستشراقية- بمعنى تعميم الخواص على الشعوب- التي تجعل الالماني صانعا ماهرا وباحثا عن الجودة والانضباط في مكان عمله، ولكنها تجعله ايضا حارسا نازيا في معسكر اعتقال يبذل كل ما اوسعه لتنفيذ حرق اليهود والغجر بنفس الدقة والانضباط، ويمكن قول نفس الشئ عن الطليان المحبين للحياة وايقونتهم الحياة الحلوة، فهم يمكن ان يكونوا اناسا رائعين راعين للفنون ولذائذ الطعام والملابس الجميلة والسيارات الممتعة حقا مثل فيراري ولامبورجيني، او أشخاصا كسالى محبين للكسب السهل مثل النشالين في ميلانو او رجال المال والسياسة الذين تزكم فضائحهم المستمرة الانوف في ايطاليا·
    والآن يمكن تطبيق هذا الأسلوب على كل شعوب الارض تقريبا· وليتذكر القارئ اي شعب يعرفه، ولينظر إلى فضيلته الام، وكيف تطبع الشعب كله بمنسمها في حال الشدة والرخاء، وفي حال التقدم والتراجع· وان سأل سائل ما هي خصائص السودانيين مثلا؟ وكيف ينظرون إلى انفسهم؟ وما هي الفضيلة الام لديهم؟ كيف تؤثر فيهم بالسلب والايجاب؟ فإن الاجابة تكون الشجاعة والكرم، اسأل اي سوداني ما هو جماع الفضائل سيجيب الشجاعة والكرم· وقد ترتقي هذه الفضائل بالسوداني فيعرف وسط الناس بانه >أخو البنات< او >عشا الضيفان< او >الثور الكبير< وقد تنحدر به إلى مزالق الطيش فيكون همباتيا او جنديا متلافا لماله على الاصحاب· ويمكن ان نعزو إلى هذه الفضائل احساس السوداني البالغ بالفردية والشجاعة الادبية، وبعده عن الخنوع لاية سلطة كانت، وهي فضائل خبرها المستعمر، فجعل السودان مخزنا هائلا للجنود يدفع بهم إلى كل بقاع الأرض من الحبشة إلى بلغاريا وروسيا، مرورا باليونان واريتريا وحتى المكسيك، عالما ان الجندي السوداني يخوض الحرب للذة الحرب نفسها وليس لمغنم يتأتى منها· وادرك ان السوداني يثور سريعا فجعل قياده في يده وتحاشي الاحتكاك به ما امكن، وارسى في التعامل مع السوداني- وانا اعني الانجيز- اقصى درجات العدل، بعكس تعامله مع الهنود او حتى المصريين· وبالطبع لا ينطبق هذا الكلام على حالات التمرد ضد السلطة المستعمرة التي كانت تقابل بالحسم السريع جدا والوحشي اطفاءً للنار في مهدها· وعلما بأن السوداني يثور دون الحاجة إلى سبب· وقد يفسر هذا عدم استقرار السوداني ابدا، ولربما كان قدره الا يستقر، وذلك بسبب ميل اهله إلى الثورة دائما خوفا من وصمهم بالجبن، وقد يكون الكرم الزائد ايضا سببا في ان لا يحصل لدى السودان تراكم رأسمالي، وانا اظن انه السبب الرئيسي وقد يجعله البعض ثانويا، فالسوداني مطالب بانفاق ماله على القريب والبعيد، والا عد جــبانا بخيلا، ويتكفل الاقارب والاباعد بالقضاء على ثروة اي شخص في مهدها، وذلك عبر تحميله ما لا يطاق، وتعييبه اجتماعيا ان لم يتلزم· وكان الناس حتى وقت قريب ولربما حتى اليوم، ينظرون إلى المال على انه من اسباب الشقاء، ويذمون صاحبه ويصفونه بالحرص، ويتهمون اولاده بالغباء وقلة الهمة، الامر الذي جعل الثري في السودان يموت في الغالب مفلسا، ويضطر ابناؤه للبحث مجددا عن طريق لتكوين الثروة، وهكذا نجد أنه يمكن إعادة الفقر وانتشار الفوضى بقوة في بلادنا إلى تأثير عوامل متعددة، ولكن ان نظرنا تحت السطح نجد ان الاسباب الكامنة في فضائلنا الام قادرة على الاطاحة بكل جهد يبذل للاصلاح، ولا يمكن حكم شعب او اصلاحه دون وضع فضيلته الام في الاعتبار· ويخطئ من ظن أنه يمكن تجاهل إصلاح القيم الكامنة في الوعي الجمعي لشعب ما، ومحاولة اصلاح هياكل حكمه السياسي أو الاقتصادي دون الطرق عميقا في نفسه·
                  

10-23-2010, 05:56 PM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفضيلة الام (طارق الهاشم) (Re: DKEEN)

    اعادة اكتشاف المشاة

    في ابريل من العام 1996 وفي منطقة فيدينيو الجبلية جنوب الشيشان تقدم رتل مدرع مكون من 65 دبابة وحوالي الثلاثمائة جندي لاستبدال القوة الرئيسية جنوب الجمهورية المتمردة· كان البرد ما يزال مخيما على المنطقة، وقد بدأت الثلوج بالذوبان ولكن نباتات الربيع لم تنم بعد مما اعطى الممرات الجبلية الضيقة اعلى الجبال مظهرا اجرد· في الساعة الواحدة شوهد الرتل المدرع يتقدم نحو الاعلى ببطء متلويا مع انحناءات الطريق وقرب مدخل المنطقة حيث ينبسط الجدار الحجري مكونا هضبة مرتفعة كمنت مجموعة مكونة من خمسين رجلا بقيادة جنرال الحرب الشيشانية >خطاب< اندفعت المدرعات نحو النقطة المنبسطة حيث تبقت كيلومترات قليلة للوصول إلى القاعدة وهناك سقطت في الكمين·
    وعلى مدى الدقائق المائة والعشرين اللاحقة دفن المشاة المسلحين بشدة اسطورة الارتال المدرعة مرة وإلى الابد· عند الساعة الرابعة بعد الظهر كان اكثر من 225 جنديا من قوة المدرعات محترقين على الطريق الضيق فيما بدا المشهد المضاء بقوة من العربات المشتعلة اشبه بمصيدة كبيرة امتدت لاكثر من كيلومترين طولا على الطريق الملتوية· منذ ذلك اليوم لم تعد حرب الشيشان كما كانت صراعا امني الطابع وانما تحولت إلى حرب يمكن للقوات الحكومية ان تخسر فيها معركة مباشرة في وجه قوات التمرد، اضطر القائد الروسي لقاعدة فيدنيو لطلب الاذن بالانسحاب من خطاب وذلك حتى لا يفقد قواته بنفس الطريقة· رفع الذئاب -وهي التسمية التي يحب الشيشان اطلاقها على انفسهم- اعلامهم الخضراء على القاعدة الرئيسية جنوب الشيشان بعد عدة اشهر ستتقدم قواتهم بنفس الطريقة لاستعادة عاصمتهم جروزني بقوة مكونة من حوالى ثلاثمائة جندي مشاة ولفرض سلام مذل على الجيش الروسي·
    بعد اكثر من عشرة اعوام على المشهد السابق وفي بيئة جبلية اكثر انبساطا دفعت قوات الدفاع الاسرائيلي- الاسم الرسمي للجيش الصهيوني- اكثر ألويتها شهرة >جولاني< ولمدة ثلاثين يوما في محاولة لتحقيق خرق على جبهة حزب الله في موقعي بنت جبيل وعيتا الشعب ومرة بعد مرة تقدمت المدرعات الاسرائيلية نحو تخوم البلدتين بعد تمهيد بالمدفعية او الطيران لتفقد في كل مرة زخم الاندفاع اثر تعرض مركباتها لاصابة تلو الاخرى ولتعطل الهجوم امام قوة المدافعين المفاجئة ولئن كانت خسائر >جولاني< على امتداد شهر اقل من خسارة الجيش الروسي في مدة الساعتين اللتين استغرقهما كمين فيدينيو الا ان الحقيقة التي اصبحت غير قابلة للاخفاء هي ان قوات المشاة قد اكتسبت قدرة جديدة على التأثير في مجريات القتال الامر الذي يهدد الدول الكبرى بفقدان نفوذها العسكري تجاه جيوش صغيرة وانما منظمة بصورة مختلفة عما هو معتاد· في التالي نحاول ان نلقي نظرة على اهم العوامل التي ساهمت فيما يمكن ان يسمى اعادة اكتشاف المشاة·
    اولا: الاسلحة: تعد قذائف الحشوة الجوفاء وهي عبارة عن متفجرات يتم حشوها داخل السلاح بطريقة قمع مقلوب يكون جزءه العريض في مواجهة الهدف، تعد اسلحة قديمة ومن امثلتها القذائق الخارقة للدروع آر بي جي 7 المثال الاشهر وهي تعمل على تكثيف قوة المتفجر على شكل عدسة نحو بدن الهدف وقد تتجاوز درجات الحرارة في بؤرة النار 2000 درجة مئوية الامر الذي يجعل البدن المدرع يتبخر نحو الداخل محرقا طواقم العربات وهم بالمناسبة الهدف الرئيسي لكل الاسلحة المضادة للدروع· لذا يمكن التعرف على ضحايا الحشوة الجوفاء في المعركة بسهولة فهم الاغلب اشخاص محترقون من جانب واحد· هذه الاسلحة فقدت قيمتها بعد حرب العام 1973 بسبب التعديلات التي اجريت علي بدن العربات المدرعة فقد شهدنا تطورين مهمين على صعيد التصفيح وهما اضافة السيراميك إلى البدن المدرع وهو مضاد للحرارة ولا يقوم بامتصاصها بل يعكسها نحو الخارج بسبب خصائصه الفيزيائية الامر الذي يجعل تأثير العدسة النارية ضئيلا على البدن المدرع وتمثل التطور الاخر في اضافة ما عرف باسم الدرع التفاعلي إلى بدن المدرعات وهو عبارة عن صناديق صغيرة تغطي بدن الدبابة وهي تتراوح في الحجم من الموبايل إلى دليل الهاتف وهي مليئة بمتفجرات ضعيفة القدرة وتعمل كالآتي: عندما تصطدم قذيقة مضادة للدروع ببدن الدبابة تعمل حرارة الانفجار او قوته الصدمية على تفجير هذه الصناديق مما يؤدي إلى تكوين دوامات تحرف تأثير القذيفة الاصلية عن البدن وبالتالي عدم اعطائها القدرة على تحقيق الخرق وقد كانت للدروع التفاعلية ميزات اخرى تتمثل في ثمنه المنخفض- نسبيا- وفي امكان اضافته كملحق خارجي علي البدن· بينما تمثل عيبه الاكبر في انه يحرم المدرعات من القدرة على مواكبة المشاة اذ ان انفجارات الدرع التفاعلي على درجة عالية من الخطورة الامر الذي يحد من قدرة المشاة الصديقة على الاقتراب من الدبابات ويمكن ملاحظة هذا الامر بكل جلاء في الصور الواردة من العراق حيث نلاحظ وقوف الجنود الاميركيين بالقرب من عربات الهمفي ذات الدرع العادي ولكن بعيدا عن دبابات ابرامز الضخمة· هذه التعديلات تم التغلب عليها لاول مرة في العام 2003 في العراق حيث لاحظ المقاتلون بانه يمكن تجاوز الدرع التفاعلي عبر ضربه في نفس الموقع لاكثر من مرة بواسطة القذائف الصاروخية الامر الذي يجعل البدن المعدني مكشوفا تجاه القذائف اللاحقة ومن ثم يمكن تحقيق الخرق في البدن ولكن· تعلم اطقم الدروع الامريكية الدرس سريعا وبادروا بالاعتماد على السرعة اثناء التعرض للهجوم الامر الذي جعل ضرب نفس النقطة على الدرع امرا غاية في الصعوبة وهنا ظهر الاختراع الحاسم اذ عبر تفكيك الرأس المتفجر في القذائف الصاروخية واعادة رزمه بوضع رأسين متفجرين على التوالي بدلا عن واحد اصبح بالامكان اصابة نفس المكان مرتين باطلاقه واحده- عصفورين بحجر واحد- حيث ينفجر الرأس الاول مشعلا الدرع التفاعلي وبعده بجزء من المائة من الثانية يتفجر الرأس الثاني مخترقا البدن المعدني· لم يكن من الممكن تجاوز هذا الابتكار البسيط ولكن الفعال من قبل مصنعي الاسلحة فظهرت نسخ مباشرة من المصنع منتجة بنفس الطريقة وتميز بينها الـ ار بي جي 92 السلاح الاحدث في ترسانة المشاة والذي تعده اسرائيل سر قوة المقاومة اللبنانية في وجه مدرعاتها في حرب تموز 2006 وهو عبارة عن قذيفة صاروخية تطلق من انبوب - مثل ال آر بي جي 7- ولكن برأسين متراكبين احدهما صغير بما يكفي لتحرير المتفجر في الدرع التفاعلي والآخر من القوة لتحقيق الخرق في الدرع المعدني·
    وان تحدثنا عن اسلحة المشاة فلا بد من الحديث عن الاسلحة المضادة للطائرات التي تحمل على الكتف وقد يكون سام 18 المسمى ايضا >ايجلا< -تعني الابرة باللغة الروسية- اشهرها وقد تم تطوير استخدامه ايضا في حرب التمرد العراقي وذلك ضمن بطاريات الهدف منها خلق كمائن لمروحيات العدو، اذ تبلغ دقة اصابة هذا الصاروخ في المعركة حوالى 30% مما يعني انه في حال اطلاق اكثر من ثلاثة صواريخ في وقت متقارب على هدف واحد فإن امكان اصابته يكون شبه مؤكد وبالتالي فإن بمقدور بطارية مكونة من ثلاثة صواريخ مشاغلة هدفين جويين في وقت واحد· هذه القدرة لم تبلغها المشاة منذ اختراع المحرك النفاث تقريبا· الجدير بالذكر ان ستينجر وهو الصاروخ الامريكي المقابل يحمل نفس الخصائص تقريبا ويؤدي نفس المهام وكلا الصاروخين يحملان رأسا بوزن 2 كيلو جرام تقريبا وبعيار 70 ملم وهي رؤوس حربية صدمية او تقاربية، الرأس الصدمي هو شحنة مزودة بصاعقة ينفجر عند الاصطدام التقاربي فهو رأس ينفجر عند الاقتراب من الهدف لمسافة كافية وعلى الرغم من ان هذه الصواريخ لا توفر حماية ضد القصف من ارتفاعات عالية بسبب القصر النسبي لمداها، فان استغناء وحدات المشاركة الجديدة عن نظم التموين القديمة المكلفة جعل استخدام القصف الاستراتيجي ضدها غير ذي فائدة· هذا بالنسبة للاسلحة الجديدة اما بالنسبة للاسلحة القديمة فإن الرشاش المتوسط من امثلته الـ بي كا سي المستعمل في العراق بكثرة- شكل خرقا جديدا وذلك بسبب استخدامه بطريقة مختلفة عن المعتاد فهو هناك يستعمل كسلاح هجومي وليس بغرض الدفاع ويشكل مصدر النيران الرئيسي في كل الهجمات المفاجئة التي تشنها الوحدات العراقية على قولات التموين·
    ثانيا: التشكيلات: يمكن ملاحظة التطور الناتج عن التجربة والخطأ بالنسبة لعدد الجنود في الوحدة المقاتلة الصغرى وبالنسبة لنوع الاسلحة المستخدم ففي حرب الشيشان كان عدد الجنود في الوحدة كبيرا ليس اقل من عشرة جنود، اما اليوم وفي حرب تموز ومعارك ديالي نلاحظ انخفاض حجم الوحدة إلى حوالى الاربعة إلي خمسة جنود على الاكثر وقد تجتمع وحدتان او اكثر لتنفيذ عملية ولكن حجم الوحدة الصغرى يظل ثابتا، هذا التشكيل سمح بمرونة كبرى في ارض القتال وجعل استخدام اسلحة مثل الطيران او المدفعة غير فعال كما كان سابقا، فالوحدات صغيرة الحجم تبدي مرونة هائلة ضد القصف وتستطيع التقدم والتراجع بنفس السهولة تقريبا وتستطيع تفادي الفوضى وبالتالي تقليل خسائرها بنسبة عالية، كانت معركة المطار 2003 في بغداد مفتاحية فبعد خسائر اليوم الاول الثقيلة قررت القيادة العراقية استبدال وحدات المشاة المكونة من حوالى العشرين جنديا في الوحدة إلى وحدات صغيرة جدا مكونة من رجلين فقط احدهما يحمل اسلحة مضادة للدروع والاخر يقوم بحمايته- لربما ان امتلكوا مضادات للدروع ذات كفاءة اعلى كان مصير المعركة قد اختلف- وهذا نموذج عن الارتجال المفيد جدا لدى اي قيادة· استمرار العمليات جعل من الضروري اعادة التوازن قليلا إلى هذه الوحدات فتمت اضافة الرشاش المتوسط وعنصر حماية آخر ليصير العدد اربعة كما نرى في كل العمليات اللاحقة· هذه الوضعية جعلت ايقاف الهجمات غاية في الصعوبة وجعلت من الصعب مطاردة الوحدات· اما بالنسبة لنوعية الجنود فإن وحدات المشاة الجديدة هذه تمتاز عن سابقاتها بارتفاع المستوى المعرفي لدى جنودها فمعظمهم انهى دراسته الثانوية ويستطيع تشغيل كل الاسلحة الموجودة لدى الفصيل الامر الذي يمنحهم مزيدا من المرونة ويلاحظ ان تحرك هذه الوحدات مايزال على الاقدام في منطقة القتال بعكس المشاة الميكانيكية في الجيوش النظامية الذين يدخلون المعركة محمولين على ناقلات جنود وقد تقوم الوحدات الصغيرة باستخدام السيارات عند الانتقال· نقطة اخيرة بالنسبة للعدد: تحتاج وحدات المشاة الصغيرة إلى عدد اكبر من الضباط والآمرين لتشغيلها الامر الذي يفرض قيودا كبيرة على عدد الوحدات التي يمكن انتاجها·
    ثالثا: التعبئة او التكتيكات: قد يكون الكمين هو التكتيك الاكثر استخداما ولكن الدفاع المناطقي مستخدم بنفس الكثرة وفي العادة تعلمت الوحدات الانتشار على مساحة جغرافية معينة ومن ثم احتواء القوات المهاجمة ويلاحظ ان وحدات حزب الله كانت بارعة في مهاجمة دبابات الميركافا من نقاطها الضعيفة في الخلف اي ان هذه الوحدات اما كانت تجد طريقة للخروج من خطوطها والتقدم بعيدا إلى مؤخرة المهاجمين او انها كانت تسمح لهم بالتقدم نحو العمق ومن ثم مهاجمتهم· في كلا الحالين نلاحظ ان الاقتراب نحو الهدف اصبح التكتيك المفضل لدى وحدات المشاة الجديدة والملاحظ ان معظم معارك اليوم تخاض على بعد لا يتجاوز المائتي متر وهي الفائدة هجمات ضد الدروع او قولات التموين· وبالتأكيد كان الاسرائيليون وهم اكثر جيوش العالم قدرة على التكيف، الاوائل في معرفة العلاج الناجع لهذه الوحدات وهو ببساطة وحدات مشاة مضادة سريعة الحركة منقولة في الاغلب على الطائرات العمودية وقد حاول الاسرائيليون تحقيق خروق في العمق اللبناني بهذه الطريقة ونجحوا في عدة مناسبات ولكن قدرة اسرائيل علي التضحية بعدد كبير من الجنود لايقاف هذه الوحدات ضعيفة جدا والامريكان الاكثر عددا كانوا اقل كفاءة في تشكيل وحدات مضاعدة مكونة من المشاة· ويمكن ملاحظة انهم حتى في العام 2007 مازالوا يتحركون في وحدات مشاة تضم ثلاثمائة جندي ويمكن تشبيه تحرك هذه الوحدات باندفاع السيل القادر على مسح الوادي باكمله ولكنه يعجز عن اقتلاع الشجيرات الصغيرة جدا وتعمل وحدات المشاة الجديدة بنظام النت ويرك بمعني ان كل وحدة قادرة على اداء مهامها منفردة او بالتعاون مع وحدات اخرى· مرة اخري المفتاح لفهم هذه الوحدات يكمن في عبارة واحدة >المرونة< ·
    خاتمة: قد تتحول هذه الوحدات إلى اسلوب حرب القرن الحادي والعشرين ومازال تطويرها مستمرا ولكن ملامحها الاساسية صارت واضحة وكالعادة فإن تبني الاساليب الجديدة يأخذ زمنا طويلا وفي المؤسسات العسكرية المليئة بالبيروقراطية يأخذ زمنا اطول ولكن يجب تقريظ الايرانيين لانهم وقبل الدخول في حربهم القادمة قد اهتموا بشكل بالغ بالتطور الحادث في وحدات المشاة وذلك عبر اعادة تشكيل عدد كبير من وحدات الحرس الثوري الايراني- الباسيج- وذلك لمواكبة التطور الحاصل ولكن ما الذي قمنا به في جيوشنا العربية لتبني هذه الوحدات الجديدة؟ هل قمنا بتجربة هذه الوحدات ولو بتكوين عدد قليل منها؟ ما دور مدارس المشاة لدينا؟ هذه الاسئلة لا يستطيع كاتب المقال الاجابة عليها وهي متروكة لذوي الشأن·
                  

10-23-2010, 06:00 PM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفضيلة الام (طارق الهاشم) (Re: DKEEN)

    الاساطير المؤسسة
    كتبهاطارق الهاشم ، في 23 يوليو 2007 الساعة: 15:12 م

    يمكن تعريف الأسطورة بأنها محاولة من الانسان لتبرير ما هو قائم من انساق طبيعية أو

    صناعية في محيطه، وهي تستمد قوتها من ذاتيتها بغض النظر عن صحة وجودها الموضوعية، تختلف الاسطورة عن التفاسير للواقع بصورها المختلفة >كتب بحوث< في أنها تسعى ليس فقط لاحتكار >الحقيقة< وانما لفرض >حقيقتها< الخاصة على كل الحقائق الأخرى التي تلفظ بالكامل أو تتحول الى مفسر للحقيقة الوحيدة- الحقيقية·

    وإذا بدا هذا الكلام مغرقاً في التفلسف، فإن الأمر يعود لطبيعة الأسطورة الذاتية دائماً وغير الموضوعية، حتى في وجود أثر موضوعي للحقيقة الاسطورية، وحتى نبتعد عن التعميم فإننا نطرح مثالاً أسطورة >الأصل القردي للانسان< ، فبرغم استناد هذه الأسطورة الى جملة من المشاهدات العلمية والدراسات المتأنية- التي يمكن الاتفاق أو الاختلاف معها- فإن الأسطورة حال تشكلها في نهايات القرن التاسع عشر أصبحت أكثر من حقيقة علمية، فقد بذل آلاف العلماء والباحثين في مجالات تتراوح بين الإناسة وحتى علوم الرياضات مجهودات ضخمة في محاولة للبناء على النظرية أو تفسيرها، مكونين لاهوتاً كاملاً حول -حقيقة- لم تتأكد مطلقاً· ولكن لا تحاول اخبار أي من المؤمنين بالاسطورة بأنك لا تعتقد في حقيقتها، فذلك سوف يفتح عليك أبواب جدل لا ينتهي· وفي الغالب سيحيلك المجادل الى الاسطورة نفسها كتأكيد لوجهة نظره· وهنا مدركاً أن لن يكتب لك النجاح في محاولتك الخائبة إما أن تذعن لوجهة نظره أو تتحول الى مجرد مكابر أحمق لا يستطيع رؤية الشمس في قارعة النهار·

    ومن هنا يتضح أن للأسطورة مجموعة من الخصائص المميزة لجنسها، فهي أولاً: قد تكون صحيحة أو كاذبة· ولكن هذا لا يهم لأن ثانياً: الناس- أو بعضهم يصدقونها· وثالثاً: تفسر ما حدث في الماضي وتوضح لمصدقيها ما يتوقع منهم فعله في المستقبل لانها، رابعاً: تستمد مشروعيتها من تصديق الناس لها واعتمادها كأمر لا يتطرق له الشك· وخامساً وأخيراً: غير قابلة للنقض أو يؤدي نقضها الى تقويض أسس العالم الذي يعيش فيه المؤمنون بها· والجدير بالذكر أن الاسطورة قد تكون قديمة جداً >مثل أساطير الأديان الطوطمية مثلاً< أو حديثه مثل تلك التي تتحدث عن اغتيال كنيدي مثلاً·

    ويمكن النظر للدولة على أنها كائن حي مكون من قسمين متداخلين، الأول هو أسطورة الدولة نفسها- مثلاً الآباء المؤسسون والدستور في الولايات المتحدة أو اتصال محمد بن عبد الوهاب بآل سعود في المملكة السعودية· ولكل دولة أسطورة مختلفة تحدد في أذهان المؤمنين ما يجب أن تكون عليه، وتبرر للقسم الثاني، وهو البيروقراطية، أفعاله غير المحبوبة بالطبع الانساني- جمع الضرائب كمثال- ويجب أن لا تتجاوز البيروقراطية حدود الاسطورة والا تعرضت للمقاومة من قبل الذاكرة الجمعية للأمة، فمثلاً لا تستطيع السعودية إقامة البارات في أراضيها ولا تستطيع الولايات المتحدة تقييد حرية التعبير بسبب تعارض كلا الفعلين مع الاسطورة لكلا الدولتين· وبقدر ما تقترب البيروقراطية - جهاز تنفيذ الاسطورة- من المثل التي تطرحها الاسطورة، بقدر ما تكون الدولة مستقرة· وعندما لا تلتزم البيروقراطية بموجهات الاسطورة، فإن الدولة تواجه حالة من التململ· ولكن المشكلة لن تكون في البيروقراطية فقط، وانما ستتجه الى الاسطورة نفسها، وستتم مهاجمتها· وان استمر الحال على ذلك وقتاً طويلاً ستصاب الاسطورة بالهزال، وستسقط نازعة معها الاحساس الداخلي لدى المواطن بشرعية الدولة· وعندها تتحول أعتى الدول الى هباء تذروه الرياح·

    ويمكن ملاحظة هذه الحالة بوضوح في انهيار الاتحاد السوفيتي، وذلك لتآكل الأسطورة المؤسسة نتيجة ابتعاد البيروقراطية عن الالتزام بالمثل الأخلاقية العالية جداً- وغير المعقولة التي تفرضها الاسطورة· وفشل جهاز الدولة في تحقيق وعود الرفاه- الذي يمثل لب أسطورة الشيوعية- لكل الناس، الأمر الذي أصاب الناس بصدمة جعلتهم يتحولون بالجملة عن الايمان بشرعية الاتحاد السوفيتي· ويمكن المجادلة طبعاً بتأثير الحرب في افغانستان وبالضغط الاقتصادي الذي ولده سباق التسلح والدعاية الغربية المغرضة الموجهة بذكاء· ولكن كل تلك العوامل استهدفت بالذات شرعية الأسطورة، مما جعل تقويض الدولة أمراً سهلاً- نسبياً- وغير مكلف على الاطلاق· ويلاحظ أن الاسطورة بحد ذاتها تتكون في جميع الأحوال سواء رغبت الدولة في تكوينها أو لم ترغب· ولكن من الأفضل بالتأكيد وضع الأسطورة من قبل مفذلكي الدولة نفسها لتحديد ما يرغب الناس في الايمان به· ويجب أن تكون بسيطة وغير معقدة وقابلة للمط والتطوير· وذلك لإعطاء تفسيرات مختلفة للأسطورة في حال تغير الظروف· وعند صناعة الأسطورة تجب مراعاة أن هناك أساطير لن تمنح الدولة أي نوع من الاستقرار، مثل أسطورة الثورة الفرنسية مثلاً، الأمر الذي يفسر الاضطرابات المستمرة التي تجتاح ذلك البلد الغني والقوي كل فترة قصيرة، فبالنسبة للفرنسيين تستمد أية ثورة على النظام مشروعيتها من الأسطورة المؤسسة لفرنسا نفسها· وذلك يضع المدافعين عن النظام على نفس المستوى من الشرعية الذي يمتلكه الثائرون عليه، وبالتالي فإن معدل البطالة لا يمكن أن يفسر انتشار المشاكل والمظاهرات في الضواحي الفرنسية، وإنما يجب النظر الى العمق- لوجدان الأمة- لمعرفة سبب الاضطراب· وما دمنا في فرنسا فثمة أمر آخر يجب ذكره، فأسطورة فرنسا الملكية كانت جان دارك، واستمدت الملكية الفرنسية شرعيتها من هذه الفترة التي قامت فيها هذه الفلاحة بقيادة الفرنسيين لطرد الانجليز بعد رؤيتها للقديسة كاثرين· وبالتأكيد فإن أي شخص يعرف القصة سيلاحظ أن الأسطورة حوت التالي:

    1/ فرنسا يجب أن تكون أمة مستقلة·

    2/ فرنسا يجب أن تكون موحدة·

    3/ فرنسا يجب أن تكون مؤمنة >كاثوليكية< ·

    4/ فرنسا يجب أن ملكية·

    وقد استطيع اضافة:

    5/ الانجليز مجموعة من الانذال·

    وقد ساهمت هذه الأسطورة في بقاء الملكية في فرنسا الى أن هزمتها الأسطورة المضادة >الثورة الفرنسية< وهي الاسطورة التي مازالت في الخدمة حتى اليوم·

    أما بالنسبة للأمم التي لا تملك الأسطورة مثل العديد من الدول الأفريقية المضطربة اليوم، فإن امكانيات البقاء تعد أمراً في غاية الصعوبة، فبدون أسطورة جامعة في بلد مثل السودان، ينحو الجميع للايمان بأساطير أخرى مثل الديمقراطية العابرة للحدود بصيغتها الاميركية، وهي أسطورة على الموضة هذه الايام، أو وضع الثقة في الاسطورة القديمة للممالك الاسلامية من طنجة وحتى جاوه· و· و··· والمشكلة أن المواطنين لا يستطيعون الاتفاق على رؤية موحدة لبلادهم بدون الايمان بأسطورة موحدة· وقد كانت الثورة المهدية وشخص الإمام محمد مناسبتين تماماً لتكوين أسطورة سودانية خالصة، خصوصاً لأن المهدي لم يحكم السودان الا لفترة قصيرة جداً، أي أنه تقريباً بلا أخطاء· ولكن عيب هذه الأسطورة الوحيد هو مطالبة أبناء الإمام بالسلطة، ففي كل زمان في المائة عام الاخيرة وجد فرد من آل المهدي مطالباً بالسلطة· ولأن باقي السياسيين لا يرغبون في منحه إياها، فقد ساهموا في تقويض الأسطورة باذلين كل جهودهم لمنع تحققها· وكانت النتيجة بلداً تلاحقه الازمات السياسية والاضطرابات المصطنعة مثل مسألة الهوية واليوم أنظمة الحكم المختلفة· ولن يتم القضاء على كل هذه الأزمات دون رؤية موحدة يتفق عليها السواد الأعظم من المواطنين· وثمة أبطال مختلفون يمكن صناعة أسطورة من كل واحد منهم تكون جامعة مانعة، فإن أردنا الوحدة الوطنية مثلاً يشكل >علي عبد اللطيف< نموذجاً طيباً، وإن كانت الحكمة والمقاومة، فإن عثمان دقنة- قادر على تشكيل الأسطورة وهكذا، المهم هو وجود الأسطورة نفسها والاتفاق عليها، وان لم توجد صناعتها
                  

10-25-2010, 03:21 AM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفضيلة الام (طارق الهاشم) (Re: DKEEN)

    ايييك تعبت في البحث عن هذا البوست

    أوليس.."تاريك"؟ بلى ولا يمكن أن يكون سواه

    لم يساورني شك (حتي عند الزلل) أني أسير بلطف الله... إذ كيف أفسر أن
    فتاة بكامل انصرافيتها (وراء كل ما هو ظاهري و سطحي) ان تقف برهة (ليتها طالت)
    عند مروان...عزيز...و..تاريك
    لطف الله طبعا

    أنا لسة ما قريت لكن حعمل برنت أوت وأواعدني ليلا بقراءة لا مثيل لها في موجة الكتابة المتكاثفة علينا
    صحيح في الموجة كتابات عن عرق، وعن ذكاء وعن حذاقة...لكن كتابة الروح دي لينا زمن منها

    وما قالو الصحافة متنيلة بستين نيلة...ليه؟ ما أهي قدرت تفسح فرقة ل"تاريك"

    أذكر أنه انحني ليلتقط منشورا دعسته اقدام المين العبثية، وقرأ" الهجرة إلى بلاد غير المسلمين
    حرام..." عن جماعة أنصار السنة وردد بشيء من الأسى "اللطيف" "حسارة لأنو الهجرة لبلاد الكفار هي حلم كل شاب مسلم" ...خخخخخخ

    أو حيلتة الماكرة...إذ ادرك أن غرائبيته ستخدمه في لهوه "العميق" ...ونادى في المين أنه قارئ للكف
    وفار المين ولم يقعد، وجلس إليه الشباب والفتيات ، مستعينا بجوبيتر، واصطفاف بلوتو بمحاذاة المريخ، ثم بشيء من الغموض يضيف أنه مسموح لك أن تسأل عن شيء واحد لا غير"
    وبعد فترة التفت إلي قائلا "عارفة كل البنات سألوني عن الحب واسم الحبيب والمستقبل مع الحبيب، وعارفة ولا واحد من الأولاد سأل من الحب..كلهم سألو عن المهنة والمخارجة من البلد" خخخخ

    أنا عارفة الحاجات دي كالعادة "انصرافية" مني ...بس حبيت إنو أقول إنو كان دايما بلقى في المألوف والمعتاد، زاوية فالتة مننا وغايبة علينا

    ولسة في راسي، إنو المين كان بينفض روحو في نهاية اليوم من ناسو ومن لغوه..وأتلفت ألقي تاريك وقد خلا له الجو...يتمدد علي البنش ويراقب صقور الجو
    هسي عرفتا ليه
    قالو بروميثيوس السرق نار الحكمة من الالهة وأداها للانسان عوقب بإنو يجنزر إلى صخرة عظيمة وتقتات الصقور من كبده كل يوم ، لتتخلق من جديد ليلا، فتقتاتها في الصباح


    بلغو سلامي
                  

10-25-2010, 08:34 AM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفضيلة الام (طارق الهاشم) (Re: Maysoon Nigoumi)

    ميسون نجومي
    اسعد لرؤية اسمك في هذه الانحاء..
    ربما لانها القصة بتاعة (ناس زمان) والتي دوما تنحي عندها الحواجب راسمة الاسى..
    وربما احساسي بانك ستيل الايف.. اذا فانا حيٌ في ذاكرة حية.. بعيدة بشكل ما ولكن التواصل ممتد..
    ربما لو


    اتذكر دوما كلمة
    "تاريك"
    ربما لانه كا نوعا ما "فريك"
    واتذكر استغرابك الشديد في ذلك الكائن.. كان اقرب مايكون الى كوادر الحماية ..عاتيا جبارا كان يبدو..
    وبعكس ذلك كان ودودا شرح النفس منطقياً جدا حتى في احلك الظروف الغير منطقية..
    ربما من لطف الله كما يقولون ان جعل مثل هؤلاء الناس اكثر رفقا واكثر حياءً...


    Quote: لم يساورني شك (حتي عند الزلل) أني أسير بلطف الله... إذ كيف أفسر أن
    فتاة بكامل انصرافيتها (وراء كل ما هو ظاهري و سطحي) ان تقف برهة (ليتها طالت)


    من الصعب القبول بفكرة انو ميسون التي امامك ليست اكزاكتلي ميسون التي عرفت..
    والى ان نلتقي مرة اخرى ياميسون وتعيدين صياغة الخديعة التي البتسنيها تلك الايام ..
    ستظلين ميسون نجومي.. خلاخيل في ساعد اليد، وملابس ماركة، وشبط بسيور ملونة، واسئلة مفتوحة بلا اجابات..

    علي أي حال احسبك قد تعجلتي في الحكم على محتوى البوست من البراغراف الاول
    فهي ليست من نوع (كتابات الروح) ولو تقدمتها بعض الجمل التي تؤشر الى ذلك...
    ولكنها مجموعة من مقالات وجدتها في مدونة طارق الهاشم..
    تشير بصورة قاطعة الى حسن ظني في ظني ..وحسن ظني في (تاريك)..
    فالمقالات تنوعت بشكل غريب مابين السياسة والادب والاقتصاد.. و(تاريك) يفتي في كل هذه المتنوعات بذكاء..
    واذكر مرة انا ومروان في نهار شديد الحرارة..قنا ياخي طارق ده الليلة نعجزو واول مايجي نفتح لينا موضوع يغلبو الكلام فيهو فنثبت لانفسنا ان الامر لايعدو عن كونه زول عادي بمعرفة عادية..
    وفعلا اول ما شفناهو تطل صلعته من بين اغصان المهوقني يدب بحذائه (الكات) على اسفلت المين روود.. فتحنا موضوع عن الغواصات ..
    وكيف انها تتحرك في الاعماق وتحت ضغط عالي..اها بس طارق جا واخد شوية ومن ثم اسهب عن اجهزة السونار الفعال والسونار السلبي وكشف الغواصات وكيف استخدمه الانجليز لاول مرة في الحرب العالمية وعييك..
    حمدنا الله ساي ومشينا اخدنا سجارة من كشك الصافي..

    Quote: وفار المين ولم يقعد، وجلس إليه الشباب والفتيات ، مستعينا بجوبيتر، واصطفاف بلوتو بمحاذاة المريخ، ثم بشيء من الغموض يضيف أنه مسموح لك أن تسأل عن شيء واحد لا غير"
    وبعد فترة التفت إلي قائلا "عارفة كل البنات سألوني عن الحب واسم الحبيب والمستقبل مع الحبيب، وعارفة ولا واحد من الأولاد سأل من الحب..كلهم سألو عن المهنة والمخارجة من البلد" خخخخ


    ربما احسن واحد يبل اشواقك لصديق قديم ..صديق يبادلك نفس مقدار الود تجاه نفس الشخص..
    تصوري طارق طرق عدة مشاريع تجارية فاشلة اودت به الى درك من الديون سحيق..
    ويقال انه اشترى بص سياحي كامل بدون مكنة وقطعو حتة حتة وعمل منو حوالي الالف (ماشة) للجمر ومانحو ذلك...(مابعرف ربح من العملية دي ولا ماربح)
    مؤخرا فتخ الله عليه وعمل ليهو ورشة جامدة في المنطقة السناعية خاصة بماكنيات الديزل واسرار المحركات الجبارة ذات الهدير العاتي..
    ربنايبارك ليهو..

    ليت كل انصرافية انصرفت الى نحو ماذكرتي.. فكل مايسعد المرء قطعا يبعث في الروح حسا بالحياة..
    وكل ماذكرتيه مس بلطف ايام خلت كانت جميلة..

    ختاما انا ذاتي مالامي فيهو عشان ابلغو سلامك
    فـ إليك سلامي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de