ساخر سبيل - مرابحة سيراميك / الفاتح جبرا

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 05:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2010, 08:08 AM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ساخر سبيل - مرابحة سيراميك / الفاتح جبرا

    Quote:





    حضر لي صديقي (س) بالمنزل وهو يحمل (كرتونة) كبيرة وضعها أمامي بالمنضدة.. وبعد كلمات الترحيب واللازم منو أخبرني وهو يشير إلى الكرتونة بأنّ شقيقة الموجود بكندا قد قام بإرسال هذا الجهاز الأمريكي الحديث لكشف المعادن:
    - واللّه يا أستاذ زي ما إنتا عارف أنا ما عندي علاقة لا بالمعادن ولا بالذهب وهو رسلوا ليّا عشان أبيعو واستفيد من تمنو لأنو قالوا أسعار الحاجات دي بقت غالية خاصة إنو هو نوع أصلي وجيد.
    - وطيب ما عرضتو للبيع مالك؟
    - والله بيني وبينك يا أستاذ أنا قُلتَ قبل ما أبيعوا أمشي أفتش بيهو احتمال تضرب معانا والزول يطلع من المعاناة دي وعشان كده أنا جبتو ليكا (تبرمجو) ليّا عشان حاجاتو كُولها بالكمبيوتر.
    قضيت الليل كله أقرأ في (دليل المستخدم) الذي كان مرفقاً مع الجهاز ولم أذهب إلى فراشي إلا بعد أن قمت بتجميع أجزاء الجهاز وضبطه وبرمجته.
    بعد أن استلقيت محاولاًَ النوم طفقت أتذكّر في تلك القصص المتداولة منذ أزمان، التي تحكي عن أشخاص وجدوا جرّاراً من الذهب وهم يحفرون في منازلهم (في هذا الحي العتيق) لأغراض البناء وهي قصص أقرب إلى التصديق، فهذا الحي (بيت المال) قد كان وزارة المالية في (المهدية) ومن غير المستبعد أن يكون بعض المسؤولين قد قاموا (بتصبين) بعض الحلي والمجوهرات والنقود الذهبية ووضعها في (جرار) داخل الأرض، والتصبين عزيزي القارئ هو ما يُعرف بالتجنيب في زماننا هذا، أي وضع بعض إيرادات الدولة (على جنبة) ليصرف منها المسؤول بمعرفته وهو نوع من التجاوز المالي الذي ينتشر عندما تكون (الدولة مهدية)!
    في صباح اليوم التالي وبعد أن يذهب الأولاد للمدارس سوف أقوم (بالتنقيب) في كل شبرٍ من أجزاء المنزل.. هكذا قرّرت بعد أن استعرضت في مخيلتي تلك القصص قبل أن أنام فالفرصة جاتني (لحدت عندي).
    محمد علي.. عبد الرحمن حسن.. أحمد عبد اللّه.. صالح عباس.. (كنت أفكِّر بصوت مسموع) وإذا بالمدام.
    - يا راجل إنتا جنيت؟ بتهضرب مالك؟ الأسامي دي جبتها من وين؟
    - أهضرب شنو يا ولية؟ أنا قاعد اختار ليّا في إسم فني.
    - البرنامج عملوهو نجوم الأمس وللاّ شنو..؟
    شرحت للمدام القصة كووولها وكيف أنه بعد ساعات قلائل سوف ينضم أحدهم (اللي هو أنا) إلى قائمة أثرياء (الغفلة) في هذا البلد العجيب وسوف تملأ صوري (الجرائد) الفنية والرياضية والاجتماعية وقد سبقت إسمي... كلمة (الوجيه) ثم الشاعر.. الملحن.. الكابتن.. الأديب.. الأريب..!
    - كدي جيبي الغويشة الفي أيدك دي..؟
    - سجم خشمي.. كمان عاوز بيها شنو؟ كل حاجة ولا دهبي ده..!
    - لا لا.. بس أعمل بيها (تست) للجهاز عشان أشوف الصوت البيطلعو لمن يلقي الذهب.
    وبالفعل.. قمت بتمرير الجهاز على معادن مختلفة من بينها (الغويشة)، الذي كلما مَرّ عليها قام بإصدار صوت مختلف يشبه إلى حد كبير صوت عربة الإسعاف..!
    قمت وسط دهشة المدام بارتداء الجهاز وتثبيته على خصري ووضع السماعات على أذني وحملت العصا التي يوجد في نهايتها الطبق اللاقط في يدي وبدأت في مسح المنزل والمدام تنظر لي في إشفاق..!
    (وأنا أنزع السماعات متهلل الأسارير): هنا.. بس هنا..
    هنا شنو؟
    الدهب هنا.. الحتة دي فيها دهب!!
    كانت الحتة المشار إليها تقع في منتصف صالون المنزل وهو (لعلم القارئ الكريم) المكان الوحيد الفي البيت (السيراميك)..!
    للتأكد قمت بتكرار المسح مرات عديدة وما أن أضع الجهاز على تلك (الحتة) حتى تبدأ (الكواريك) ويقوم الجهاز بإصدار ذلك الصوت الإسعافي، لم تمض دقائق حتى قمت بإخلاء (منطقة العمليات) من أيِّ قطعة أثات بعد أن قمت بتجهيز (عِدّة الحفر) اللازمة (شاكوش كبير - عتلة - أبو راسين - كوريك)..
    إنتا هسه بتقدر على الحفر ده؟ ما تجيب ليك زول يساعدك..!
    بالله؟ عشان بعدين يقول ليا عاوز نسبة.. لا لا برررراي كده!!
    وبدأت الحفر لإستخرج الكنز في دائرة قطرها متر تقريباً.. كلما حفرت قليلاً قمت بوضع الجهاز لأستمع إلى ذلك الصوت المزعج (اللذيذ).. في مرات عديدة يشتد (الصوت) عند الحواف فأضطر لتوسيع (الحفرة).. مضت ساعات من الحفر المتواصل لا يفصل بينها إلاّ.. كباية شاي.. كوز موية باردة.. سجارة.. فنجان قهوة.. عاد الأولاد من المدارس فوجئوا (بالمنظر):
    يا بابا إنتا بتحفر في شنو..؟
    (وأنا مصهين)..
    يا بابا إنتا كسرت الصالون ليه..؟
    أنا ح أبني ليكم تسعين صالون واللاّ أقول ليكم ح أشتري ليكم بيت في كافوري..!
    وسط دهشة الأولاد الذين جلسوا يراقبونني عاودت الحفر.. رغم الإجهاد إلا أن المسألة فيها دهب وكده..
    متتبعاً مصدر الصوت لم تتبق (سيراميكاية) واحدة في الصالون.. في تمام الساعة الخامسة وأربع وعشرين دقيقة وإطناشر ثانية عصراً.. أصدر الجهاز (جقلبة) شديدة فعرفت أن (الكنز) قد اقترب.. وبضربة واحدة بدأت ملامح (الإبريق) الذي كان فيما يبدو يستخدمه أحد (الدراويش) في (الوضوء)..!
    (في تحسر): الجهاز ده الظاهر ما تمام..!
    تمام ما تمام رجع ليا صالوني ده زي ما كان..!
    كسرة:
    أكتب لكم هذا المقال من داخل (بنك الأمازوني المتحد) وأنا أحمل في يدي ورقة مكتوب عليها (طلب مرابحة لشراء 60 متر سيراميك).

    الرأي العام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de