شاهد عيان لثورة أكتوبر 1964 / الكاتب : جعفر عباس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 01:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2010, 02:17 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شاهد عيان لثورة أكتوبر 1964 / الكاتب : جعفر عباس


    جعفر عباس

    00 لثورة أكتوبر 1964 مكان خاص في قلبي لأنني ساهمت فيها من «طقطق لسلامو عليكم»،.. وسلامو عليكم كانت الانتخابات التي أعقبتها، وأثبتت عقم الأحزاب السياسية السودانية، أما طقطق فقد كانت الندوة الشهيرة بداخليات البركس في جامعة الخرطوم، حين ضربتنا قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع، فضربناها بالحجارة والعصي، وأوقعناهم في حيص بيص بعد ان قطعنا التيار الكهربائي عن الداخليات،.. والبركس لمن لم يدخلها تشبه في تخطيطها حي بيت المال في أم درمان: أزقة وحواري ملتوية، يتوه فيها من لا يعرف خباياها جيدا، خاصة في الظلام.. فكان ان فتحوا النار وسقط العديد من الجرحى، وكان القرشي شهيدنا الأول و«ما تراجعنا»، كما يقول الشاعر الضخم هاشم صديق على لسان ام بلينة السنوسي (كان الناقد الرياضي حسن مختار كاتبا ساخرا مجيدا وكان يلقب أم بلينة بكوكب الغرب).. وذلك في النشيد الملحمي «اكتوبر» الذي لحنه وأداه محمد الأمين وشاركه فيه آخرون بكفاءة فنية عالية.. المهم ان غاز الدموع أشعل النيران في عيني فدخلت وآخرين غرفة في داخلية بحر الزراف لرش بعض الماء في عيوننا، فجاء عسكري حاقد ورمى بقنبلة غاز داخل الغرفة ثم أغلق الباب علينا.. وشبابيك الغرف بها أسياخ لا يمكن قصها بمنشار كهربائي (بالمناسبة كان علي عبد اللطيف بطل حركة اللواء الأبيض مسجونا في غرفة في البركس صارت جزءا من مدرسة الخرطوم الثانوية القديمة).. كنت وقتها مجهجها من الناحية الأكاديمية، أي طالبا ناشزا، فقد قررت مغادرة كلية الحقوق (القانون) بعد أن مكثت فيها شهرين أدركت خلالهما أنني «ضد» القانون، وكنت في انتظار ان تبت كلية الآداب في أمر التحاقي بها.. وكان بابكر حسن عبد الحفيظ زميلا لي في كلية القانون، وكانت تربطني به صداقة قوية.. في واقع الأمر كانت كل دفعتي في كلية الحقوق شلة أصدقاء واحدة ما عدا اثنين او ثلاثة كان دمهم مثل دم «القُراد».. بعد ان غادرت الغرفة المشبعة بالغاز وجدت بابكر يحمل خوذة عسكري وينقر عليها بقطعة صغيرة من السيخ، كان بابكر رياضيا وممتلئا حيوية، وجسورا لا يستطيع أحد ان يدوس له طرفا.. وحدثني على عجل كيف انه زار بيت عائلته في ذلك اليوم (21اكتوبر 1964) وعاد ليحضر ندوة التحدي لحكومة الفريق عبود العسكرية.. رأينا عساكر متجهين نحونا فجرى كل منا الى اتجاه ووجدت نفسي قبالة داخلية كسلا، وفتاة تقف على إحدى البلكونات تزغرد وهي تحث الطلاب على الصمود في وجه العساكر.. كانت دينا شيخ الدين.. وكان الرصاص وقتها يلعلع في أجزاء مختلفة من البركس، والطلاب يكرون ويفرون.. لم تكن هناك أية حالة هلع، ولم المس في مئات الطلاب الذين كانوا يهرولون في الظلام أي أثر للخوف، بل كانوا يساعدون بعضهم البعض في تحديد مواقع العساكر لضربهم بما«تيسر»، ورغم تلك الأجواء المكفهرة لم يفقد أحد الزملاء روح الدعابة وقال: لو البت دي (يقصد دينا شيخ الدين) ما سكتت، يانا الانقرضنا كلنا!! كلما تذكرت تلك العبارة تذكرت كيف أسهمت زغاريد وأشعار مهيرة بت عبود في إشعال الحماس في فرسان الشايقية في وجه جيش «التركي الغشيم» اسماعيل باشا حتى هلك منهم المئات.. تماما كما حدث في معركة كرري: بطولات بأسلحة بدائية في وجه جيش حسن التسليح والتدريب! بالمناسبة هناك سؤال يلح في خاطري دائما: لماذا نحتفل بذكرى معركة كرري رغم اننا انهزمنا فيها وكانت بداية وقوع السودان تحت نير الاستعمار البريطاني؟ لماذا لا نحتفل بسقوط الخرطوم في يد جيش المهدية، وكانت تلك أهم معركة في تاريخ السودان بحدوده الحالية، وكانت نجاحا فريدا من نوعه لحركة تحرر وطني على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط؟ أو معركة شيكان التي أبيد فيها جيش هِكس باشا؟
    يبدو أن بابكر عبد الحفيظ أصيب بطلق ناري فور افتراقنا، وظل بين الموت والحياة حتى أسلم الروح في الخامس والعشرين من نوفمبر من تلك السنة، أي بعد شهر وبضعة أيام من ليلة اندلاع ثورة اكتوبر العظيمة.. وكان بين الجرحى ايضا زميلنا في كلية الحقوق حمزة كنة القابع حاليا في مصرف ما في مدينة جدة السعودية، ومع جثمان بابكر دفن جزء من جسمي، (بمعنى الكلمة.. فقد تبرعت له مع آخرين بالدم قبل وفاته بساعات قليلة)، ووجدت بعض العزاء في أنه عاش ليرى انهيار الحكم العسكري وتباشير الديمقراطية، التي لم نكن وقتها نعرف كم هي «معاقة».. ومنذ ليلة الـ21 من اكتوبر تلك ظللت مرابطا في الشوارع مشاركا في المظاهرات والمصادمات، وكنا في مظاهرة ضخمة متوجهة من الخرطوم بحري الى الخرطوم عندما وقعت مجزرة القصر واستشهد فيها من معارفي احمد سعد الذي كان زميلا لي في مدرسة وادي سيدنا الثانوية، وقريب لي من جزيرة بدين اسمه حسن كوكو.. كنت طوال الفترة التي سبقت وأعقبت حل المجلس العسكري أحس بأنني «بطل» صغير في جيش جرار من الأبطال.. الغريب في الأمر أنني فرحت بوصول العساكر الى الحكم عام 1958 لأن أهلي المحس لم يكونوا يحبون حزب الأمة والانصار بحكم ولائهم لطائفة الختمية ومناصرتهم للحزب الوطني الاتحادي، وهكذا رحبنا برحيل حكومة عبد الله خليل الأُمَّوية.. ولكن بعد بلوغي المرحلة الثانوية عرفت طراطيش كلام عن الديمقراطية.. ثم جاء إغراق مدينة حلفا فصارت قضيتي مع حكومة عبود «شخصية»، وتشخصنت أكثر عندما تم فصلي من وادي سيدنا الثانوية مع بقية أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلاب فيها، بل وحرمونا من الجلوس لامتحان الشهادة الثانوية.. وقاد اتحاد أساتذة جامعة الخرطوم مسنودين بمقالات نارية من الأستاذ بشير محمد سعيد رئيس تحرير جريدة الأيام ، حملة شرسة لإبطال قرار حرماننا من الامتحانات.. وتراجع وزير التربية اللواء محمد طلعت فريد عن قراره وتوجه ثلاثة منا الى وزارة المعارف (التربية) لنعرف المركز الذي سنمتحن منه وفوجئنا بأن المركز هو ود مدني الثانوية للبنات.. وكان من زملائي المرافيت جعلي اسمه ابوزيد لم يتردد في الإعلان: علي بالطلاق لو أرجع الخلوة تاني مع امتحن من مدرسة بنات.. وانتهى بنا الأمر ممتحنين خارجيين في مدرسة ام درمان الأهلية الثانوية ، وأقام معي في بيت ابن عمتي الشهيد محمد صالح عمر اثنان من زملائي المفصولين من نفس المدرسة طوال فترة الامتحانات، وكان الشهيد يقيم في الحارة الثانية في «الثورة».. وكان أصعب ما في وضعي خلال الامتحانات هو ان بعض الأوراق كانت مسائية.. يعني كان علي بعد نهاية الامتحانات ان أشق مقابر أحمد شرفي في الظلام.. وهنا اكتشف بطل ثورة اكتوبر انه رعديد، فقد كنت اسير في الاتجاه العكسي حتى أصل مشارف حي ود نوباوي ثم أسير مع حركة المرور بشارع «النُص» تفاديا للمرور وسط المقابر.. وهكذا كان مشوار ربع ساعة يستغرق مني نحو ساعتين... قال بطل قال!
    بعد سنوات من ثورة اكتوبر كنت أقف مع سميرة ابنة اللواء طلعت فريد زميلتي في كلية الآداب عندما جاء لاصطحابها الى البيت، وخلال دردشة قصيرة قلت له: تعرف يا عم طلعت إنك فصلتني من الدراسة وحرمتني من امتحان الشهادة؟ ضحك الرجل وقال: كانت تهويشة.. وحصلت كتير مع غيرك ، ولكنني لم أطبق قط قرار الحرمان على أي طالب.العزة لك يا وطن


    http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:jb...&hl=en&ct=clnk&gl=us
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de