|
|
 روية حزب الامة الاصلاح والتجديد بمؤتمر الحوار الجنوبى الجنوبى بجوبا قدمها السلطان ادم عيسى
|
رؤية حول مستقبل العلاقة الجنوبية الشمالية والوحدة بين الجنوبيين السيد الرئيس / سلفا كير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس حكومة الجنوب السادة أعضاء حكومة الجنوب السادة الضيوف الكرام في البدء لكم التحية والتجلة وانتم تجتمعون في هذا الملتقي الكبير بدعوة كريمة من الأخ القائد الرئيس سلفا كير ميارديت النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، وننتهز هذه الفرصة لنشكره كثير الشكر على دعوته لنا للالتقاء هنا في جوبا عاصمة الجنوب للتفاكر والتشاور حول مستقبل بلادنا، ولا بد لنا من الإشادة بالقيادة الحكيمة للأخ القائد سلفا كير ميراديت الذي قاد الجنوب في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد بعد رحيل دكتور جون قرنق، ونجاحه في إدارة دفة الحكم بحنكة ودراية خاصة في الحفاظ على مكتسبات اتفاق السلام، وفي وحدة الجنوبيين، والعلاقة بالقوى السياسية بشمال الوطن، حيث تأتي دعوته الكريمة للقيادات الجنوبية بالأحزاب القومية لهذا الملتقي في اطار هذه القيادة الحكيمة والواعية للتشاور في أمر الوطن ذلك أن هذا الأمر هو مسئولية كل السودانيين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم. السودان الحالي من نمولي إلى حلفا ملكاً لكل شعوب وقبائل السودان، لا حكراً على أحد. الجنوبيين لعبوا دوراً أساسياً في تحرير السودان من الاستعمار التركي – المصري الانجليزي في القرن التاسع عشر، وساهموا في تأسيس الدولة الوطنية الأولى في السودان مع الإمام محمد احمد المهدي، كما أن الهوية السودانية ليست حكرا على العربية، بل هي نتاج تمازج حضارة عمرها أكثر من 7 ألف سنة مر السودان من خلالها كممالك مسيحية وسلطنات إسلامية وحراك سكاني كبير. (1) توحد الجنوبيون ضد الظلم الذي مارسته النخب والحكومات في الخرطوم، وناضلوا في الفترة من 1955 حتى 1972 وفازوا باتفاق أديس ابابا للسلام الذي أنهي سبعة عشر عاما من القتال والذي دام لعشر سنوات وانتهي بقرار من جعفر نميري بتقسيم الجنوب، وحل حكومته المنتخبة، والعبرة من ذلك أن الأنظمة الديكتاتورية تسلب باليد الشمال ما تمنحه باليمين، ولكن الضمانة دائما تكمن في حكم الشعب. (2) تواصل النضال بعد ذلك منذ عام 1982 واستمر لأكثر من عشرين عاماً، ولكن تميّز هذه المرة بدعوة السودان الجديد التي أطلقها الدكتور جون قرنق وصحبه، فتحول النضال الجنوبي إلى نضال قومي سوداني للمهمشين ضد ظلم الصفوة والمركز، ودخل معنا فيها النوبة من جنوب كردفان والنيل الأزرق وتحولت الحركة الشعبية إلى حركة قومية، وقد دخلت في عام 1990 في تحالفات مع الأحزاب القومية بالشمال وانتقلت بفضل ذلك بالعمل العسكري إلى شرق السودان تحت مظلة هذا التحالف. بيد أنه لا بد لنا من أن نثبت الحقائق التالية: أولا: إن نضالنا كان ضد ظلم الحكام والصفوة في الخرطوم وعليه لا يوجد عداء بيننا وشعب الشمال. ثانياً: جاءت الجبهة الإسلامية وحاولت تحويل الحرب إلى حرب دينية بين الجنوبيين غير المسلمين والشماليين المسلمين ولكن التحالف الذي نشأ بين الحركة الشعبية والأحزاب القومية في الشمال أجهض هذا المخطط. ثالثاً: النضال الجنوبي منذ الثمانينات هو نضال مشترك شمالي جنوبي، قاتل معنا فيه أبناء كردفان والنيل الأزرق وضحوا بأرواحهم ومازال عدد مقدر منهم منخرطين في صفوف الجيش الشعبي. رابعا: المكاسب التي حققتها الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق في نيفاشا جاءت لكل أهل السودان، وحققت للجنوب مطالبه المشروعة، هذه المكاسب ما كانت لتحقق لو ظل الصراع جنوبي شمالي كما كان الحال في مرحلة النضال الأولى 1955-1972 ولكن تحول الصراع إلى مواجهة بين معظم أهل السودان والصفوة من الجبهة الإسلامية في الخرطوم مكّن لهذه المكاسب. خامسا: الحرب الأخيرة امتدت لأكثر من عشرين عاما مما خلق واقعا اجتماعيا جديداً للجنوبيين لا بد من أخذه في الحسبان ونحن نبحث في وحدتنا وعلاقتنا بالشمال، فقد نزح الجنوبيون بالملايين إلى الشمال واستوطنوا في كل مناطق الشمال حتى أقصى الشمال في دنقلا، وانخرطت في الحياة العامة وأوجدت لها مصادر رزق ومصالح، كما شب جيل بأكمله في الهجرة في الشمال لم ير الجنوب بعينه، وعلاقته مع الجنوب علاقة عاطفية وجدانية بينما مصالحه مرتبطة بالشمال سادساً: الجنوب شعوب وقبائل توحدت حول رفض الظلم من حكومات المركز، ولكن هناك تنوع ومصالح مختلفة وتنافس خاصة بين النخب المتعلمة في الجنوب، إذا لم نأخذها في اعتبارنا ستؤدي إلى صراع وانقسامات دامية. سابعاً: الحرب في الجنوب أفرزت واقع ممارسات تحتاج لعلاج، فلقد نشأ جيل كامل في ظل الحرب والعنف فاته قطار التعليم وهو لا يفهم شيئاً غير لغة السلاح، خرج هذا الجيل عن سلطة الإدارة التقليدية، وفي ظل انعدام البنيات الادارية التحتية في الجنوب الشاسع من حكم محلي وشرطة وقضاء أصبح هذا الجيل مهدد حقيقي للاستقرار، فالصراعات الدامية التي شهدها الجنوب غذتها هذه الظاهرة. ثامناً: الادارة الحالية في الجنوب عمرها خمسة سنوات، وقد بدأت من تحت الصفر وحققت بعض التنمية ولكن ما انجز بحجم الأموال المتاحة لم يكن مقنعا لشعب الجنوب، كما أن فلسفة الدكتور جون قرنق بأن تذهب المدينة إلى الريف لم تتحقق، بل حدث العكس فقد تحول الريف إلى المدينة. كذلك الفساد ظل دون حساب رغم الآليات التي انشأت وبالتالي اصبحت هناك طبقة غنية صغيرة من أصحاب النفوذ وةالسلطة والسواد الأعظم فقير معدم مما خلق مرارات وحزازات كثيرة. تاسعا: الجنوب متنوع،ومصالح أهله متنوعة ومرتبطة بمواقعهم الجغرافية، ومثال لذلك فالاستوائية الكبرى قربها الجغرافي وتداخلها القبلي يجعلها الأقرب إلى دول الجوار في شرق أفريقيا، بينما بحر الغزال الكبرى وأعالى النيل مرتبطة اقتصاديا واجتماعيا مع الشمال الجغرافي، كما أن القبائل الرعوية على طرفي خط التمازج الممتد في حزام السافنا من جنوب دارفور إلى جنوب كردفان إلى جنوب النيل الأبيض والأزرق بينها تداخل وتزاوج ومهنة مشتركة. عاشرا: إن وحدة الجنوبيين مرتبطة ومتوقفة على توازن المصالح والتنوع بين شعوب وقبائل الجنوب، وهذه الوحدة تتحقق وتقوى من خلال الجوانب الهامة الآتية: 1. حكم ديمقراطي فيدرالي في الجنوب يراعي التنوع والتوزيع العادل للثروة السلطة. 2. الحفاظ على العلاقة مع شعب الشمال وتنظيمها في إطار وحدة طوعية على أسس جديدة تبني كيان سوداني جديد، بما يراعي مصالح قطاع كبير من شعب الجنوب. 3. تحقيق التنمية المتوازنة وتأسيس البنيات التحتية في الجنوب من إدارة محلية وشرطة وقضاء وتجاوز القبلية والجهوية. حادي عشر: نحن مع قيام الاستفتاء في موعده دون تأجيل في ظل ظروف ديمقراطية تتيح لشعب الجنوب أن يدلي برأيه بحرية وشفافية حتى يأتي الاستفتاء نزيهاً وموحداً لأهل الجنوب، ويؤمن علاقات الجنوبيين وروابطه التاريخية مع شعب الشمال ويحفظ مصالحهم وأمنهم، ويمنع قيام حرب جديدة. ثاني عشر: إن استقرار الجنوب من استقرار الشمال، ولايمكن أن يستدام السلام والحرب مستعرة بدارفور على حدود الجنوب، والتوتر والظلم يسود جبال النوبة وشرق السودان، فإن وحدة الجنوبيين تؤثر وتتأثر باستمرار الصراع في أنحاء السودان المختلفة، ولذا فنحن ندعو الرئيس سلفا كير وحكومة وشعب الجنوب لأن يدعوا القوى السياسية السودانية لمؤتمر ثاني في جوبا لوضع حل لهذا الصراع والتوافق على حل شامل لأزمة الحكم والحرب في السودان، فهذا من شأنه أن يعزز السلام في الجنوب ويؤمن الاستفتاء ونتائجه.
|
|
  
|
|
|
|
محمد عادل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست