من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3)

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 09:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-13-2010, 05:47 PM

محمد ادم الحسن
<aمحمد ادم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 2177

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3)

    Quote:
    هاهي الإنقاذ تُجرعنا حسرة سياسية جديدة ، وترينا فصلاً آخر بارد من فصول الخسة والنذالة..
    أن يسقط رئيس حركة ثورية بخنجر مسموم من علي طوله شهيداً فهي من أشد الأمور مرارةً ، وأكثر إيلاماً ، وأفدح أثراً.
    إبراهيم الزبيدي اختار أن يموت وفياً لمشروعه الثوري الأخضر ممسكاً ببندقيته وعينيه علي (النزيف الأخضر) ... كان يعرف أن التراجع موت ، وأن الفرار قدر الكاذبين.. فأعطانا درساً بليغاً وشرفا عظيم.
    هناك رجال لا يمكن قتلهم بمجرد إطلاق الرصاص عليهم. سيبقون أحياء والزبيدي واحداً منهم. رفض الإنحناء ورفض الخضوع والاستسلام ورفض القبول بالأشياء.. فلم يكن إلا الإيفاء يالوعد عندما عاد الوجود لدورته الدائرة.
    إبراهيم الزبيدي كان واحداً من الثوار القلائل اللذين يقرنون القول بالفعل ، وكان أكثر الثوار وعياً (بقضية – بيقين – بهدف)
    وكان أول من بدء تغيير المفهوم النضالي في دارفور فوضع دون تردد (نصل الصدق الجارح) علي رقاب الجميع.
    كان رجلاً نقي وفذ. وكان شجاعاً وثوري وبطلاً حقيقي...
    واغتياله بهذه الطريقة المأساوية يخفي ألف سؤال؟؟؟؟
    ليس هنالك من كلمات تستطيع عن تعبر عن حجمك وتوازي فعلك.. وهنا يفترض أن تقف حدود الكلمات.
    ولد إبراهيم الزبيدي في قرية أم سيالة – شمال دارفور 1973
    درس مراحله الأولية بمدينة كتم ، والثانوي بالفاشر الثانوية قبل أن يعود لاكمال نفس المرحلة بكتم الثانوية.
    التحق بجامعة النيلين كلية التجارة ، وتخصص في الإحصاء.
    عمل لفترة قصيرة بالمركز القومي للإحصاء بعد تخرجه
    ترأس رابطة أبناء سبدو بالجامعات والمعاهد العليا أثناء فترة دراسته الجامعية ، وكان عضواً في تنظيم الجبهة الديمقراطية.
    حول إبراهيم الزبيدي هذه السيرة البسيطة من سيرة فرد لتصبح سيرة مجتمع وشعب. وهي تصلح في ذات الوقت كنموذج لقراءة مرحلة من تاريخ دارفور السياسي والاجتماعي .
    فالخلفية الثورية للزبيدي ليست صادرة من فراغ ولكنها مسنودة بالفوارق التي عاشها في القرية والناس وبين بقية فصول حياته القادمة ، وتجاربه التي انضجت وعيه السياسي والفكري وعمقت رؤيته لقضية دارفور
    إلا أن هذا العمر القصير له حالات نصر ثورية جميلة عاشها إبراهيم الزبيدي..
    قادنا إبراهيم الزبيدي لأول ثورة سنة 1994 والمكان – داخلية مدرسة الفاشر الثانوية مع ثلاثي الشغب آنذاك – محمد حسن عربي المحامي حاليا و جودة الساير مسبل ، وأبو قرين (أيام ما كانت القبيلة ليست أحد مفردات الثورة) أظن تلك الثورة كانت تحمل نفس معاني ثورات الخبز في العالم.
    إنتهت ثورة الخبز تلك بخسائر كبيرة في النوافذ والاثاث المدرسي والممتلكات ولم ينجو بص المدرسة من الحريق ، وكادت أن تؤدي إلي حرق منزل مدير المدرسة الأستاذ عيسي إبراهيم المشهور بعيسي إدارة أحد أشهر المعلمين في دارفور لولا لطف الثوار به.
    بداية مشروع الزبيدي الثوري كان خلية كونها مع صديق عمره ورفيق دربه القائد ياسين يوسف سنة 2002 في الخرطوم متزامنة مع مؤتمر المهمشين بألمانيا واطلقا علي تلك الخلية (إسم الجبهة الثورية المتحدة)
    ويرجع تاريخ تكوين الخلية بالظبط إلي (قبل حاثة ضرب مطار الفاشر) يقول ياسين يوسف.
    ثم عملا تحت مظلة تجمع روابط دارفور بالخرطوم ودعما ثورة دارفور الوليدة ، ثم بعد ذلك اصبحا جزء من حركة جيش تحرير السودان.
    غادرا الي الميدان سوياً بداية عام 2005 وكان يرافقهم في الرحلة وفي الثورة ، محمد الجزولي آدم ، مصطفي الجميل ، وهذا الثلاثي تحرك من مدينة نيالا ، أما إبراهيم الزبيدي ، برفقة حسبو ، وإدريس حركة فتحركوا من الفاشر ، والتقوا بمني اركو مناوي في منطقة مهاجرية – جنوب دارفور، ودار بينهم حديث الثورة علي الوضع القائم وطرحوا مشروعهم الطموح أمام مني اركو مناوي الذي أثاروا إهتمامه وعاملهم بكل حفاوة وأصبح صديقهم حتي الأن.
    أزمع هؤلاء الشباب علي الإنخراط في مشروع الثورة بعد الرجوع وترتيب أوضاعهم وما تم الاتفاق عليه.. ثم الخروج إلي ميدان الثورة.
    بمجرد وصولهم الي مدينة نيالا تم اعتقالهم وهو الاعتقال الذي وضع الكثير من علامات الاستفهام في مسيرتهم النضالية (الي الآن)
    مكثوا في معتقل نيالا 21 يوماً وتم ترحيلهم الي الخرطوم ، وبعد شهرين من التعذيب تم اطلاق سراح إبراهيم الزبيدي ، بعد 3 شهور تم إطلاق سراح مصطفي الجميل ، وبعد مرور عام وبعد التوقيع علي إتفاق أبوجا أطلق سراح محمد الجزولي آدم ، والقائد ياسين يوسف.
    بعد إطلاق سراحه عمل الزبيدي بديوان الإحصاء بالخرطوم ، يقول ياسين يوسف : أنهم اجتمعوا بعد 15 يوم من اطلاق سراحهم وقرروا الخروج عن طريق نيالا الي الميدان وهي بداية إنطلاق (الحلم الثوري)
    ترك الزبيدي فورا تلك الوظيفة والمدينة وبعدها لم يعود ولن يعود.
    محطة البداية كانت جبل مرة وانضما الي جماعة عبد الواحد محمد نور وأول اعلان رسمي للجسم كان عام 2006 تحت عنوان قوات الجبهة الشعبية.. وأحمد بريمة هو اول المنضمين للحركة الوليدة.
    المحطة الثانية كانت جبهة الخلاص الوطني ، وذهبا بدعوة من قادة العدل والمساواة الي منطقة بير مزة بوفد يضم الزبيدي ، ياسين يوسف ، إدريس حركة ، وأحمد بريمة... ولم تسفر الزيارة عن إتفاق.
    كانت المحطة الثالثة هي الإشتراك مع قوات الرئيس إدريس دبي لدحر إجتياح المتمردين للعاصمة أنجمينا ، وكان التحرك صوب أنجمينا جاء من نفس المنطقة التي أستشهد فيها الآن إبراهيم الزبيدي.
    وبذلك الاشتراك الجدي في الحرب عززت جبهة القوي الثورية الوليدة مكانتها بين الفصائل المسلحة في دارفور وكانت في اوج تماسكها وعنفوانها العسكري ، فحجزت لنفسها مكاناً في المعادلة السياسية الدارفورية.
    وكان لقادتها الصغار مكانة كبيرة في قلوب قادة بقية الفصائل العسكرية في الميدان ونشير هنا الي العلاقة ا########دة التي تربط القائد ياسين يوسف بالقائد جبريل تيك رئيس حركة الإصلاح والتنمية.
    ذلك ما كان يجري علي الصعيد العسكري ، أما ما كان يدور سياسياً فهو تكوين محور موازي لجبهة الخلاص الوطني – حتي تكتمل المعادلة - وقد كان - في أنجمينا تم الاعلان عن تحالف ثلاثي يضم الي جانب جبهة القوي الثورية – حركة تحرير السودان مجموعة آدم بخيت – وحركة الإصلاح والتنمية بقيادة جبريل تيك.
    رجع هذا التحالف الثلاثي واستقر في شمال دارفور ، وهو ما أتاح لإبراهيم الزبيدي تطبيق الجوانب الاجتماعية في مشروعه الثوري... فمع رفاقه عقدوا سلسلة مصالحات قبلية بين القابائل (العربية والغير عربية) والتي تناحرت بسبب سوء تفاهم لمضامين الثورة.
    يقول ياسين : عملنا صلح أم سيالة – وصلح هشابه بين الرزيقات والقبائل غير العربية ، وقمنا بتشكيل لجان ، وعملنا أسواق مشتركة وافهمناهم حسب ياسين أن اهم اسباب قيام الثورة هو الظلم والتهميش ، وان مضاميننا الاساسية هي التعايش السلمي والتسامح وقبول الآخر. وهي بالضرورة جزء من المشروع الثوري.
    ثم كانت رحلة شرق الجبل ، ومنطقة بحر العب للترويج للمشروع ، فقد انضم الي القافلة من نيالا الاستاذ محمود كورينا ومن بحر العرب القائد موسي جادين... وآخرين.
    تجمع الحركات في جوبا الذي عرف بمؤتمر جوبا كانت أول مشاركة في منبر ذو طابع دولي أو إقليمي ، وهي النقطة التي شكلت من بعد ذلك الاعتراف الرسمي من الأطراف الدولية والإقليمية بوجود حركة ثورية باسم جبهة القوي الثورية.
    نواصل.....
    13/أكتوبر/2010
    هولندا
                  

10-13-2010, 05:50 PM

محمد ادم الحسن
<aمحمد ادم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 2177

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3) (Re: محمد ادم الحسن)
                  

10-13-2010, 10:12 PM

محمدين محمد اسحق
<aمحمدين محمد اسحق
تاريخ التسجيل: 04-12-2005
مجموع المشاركات: 9813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3) (Re: محمد ادم الحسن)

    الاخ العزيز محمد ادم الحسن لك التحية و التقدير ..

    Quote: إبراهيم الزبيدي اختار أن يموت وفياً لمشروعه الثوري الأخضر ممسكاً ببندقيته وعينيه علي (النزيف الأخضر) ... كان يعرف أن التراجع موت ، وأن الفرار قدر الكاذبين.. فأعطانا درساً بليغاً وشرفا عظيم.
    هناك رجال لا يمكن قتلهم بمجرد إطلاق الرصاص عليهم. سيبقون أحياء والزبيدي واحداً منهم. رفض الإنحناء ورفض الخضوع والاستسلام ورفض القبول بالأشياء.. فلم يكن إلا الإيفاء يالوعد عندما عاد الوجود لدورته الدائرة.
    إبراهيم الزبيدي كان واحداً من الثوار القلائل اللذين يقرنون القول بالفعل ، وكان أكثر الثوار وعياً (بقضية – بيقين – بهدف)


    واصل توثيقك عن هذا الفارس العظيم (ابراهيم الزبيدي) ..

                  

10-14-2010, 07:53 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3) (Re: محمدين محمد اسحق)

    الاخ محمد آدم الحسن
    للزبيدي الرحمة، وهو منذ ان خرج كان قد رشح نفسه لهذا الموت. ممكن ان يكون اي من الشباب الذي خرجوا في هذه التجربة هو الزبيدي فالموت ظل هو الاقرب او الوسيلة لصنع حياة للآخرين في التجربة الراهنة. علينا ان نصبر قليلاً ، فالتجربة تحتاج لتوثيق وتحتاج لترتيب اوراقها لأن سيرة الزبيدي عادية وهو إنسان عادي من جملة جيل وضع نصب عينيه التغيير ، وحتى لا يقتل مرتين علينا ان نضع تجربته وتجربه الجبهة وكيف تشكلت ومن كانوا خلفها ووثائقها في مقام التاريخ ، وهو مقام يحتاج للكثير من التروي وتجميع الحقائق. إن التجربة ليست فيها امجاد شخصية وأرى إن كتابة تجربته يحتاج للتريث. لم يكن للزبيدي مشروع خاص به ، بل هو المشروع الذي إتفق الجميع على ان يكون مشروعاً جماعياً وإعتمد الناس صيغة للعمل فيه " القيادة الجماعية" التي كان الزبيدي في إطارها. نعم رحل ولكن علينا ان لا نقتل تجربته القصيرة والعميقة في معانيها.
    هنالك وثائق كثيرة لتشكيل الجبهة وبيانات في ارشيف الجبهة وأشياء . وحين نوثق لهذه التجربة ستكون هنالك اسماء كثيرة حاضرة، وتجارب كثيرة التقت فتجربة الزبيدي لا يمكن فصلها عن ابو السرة " تحالف القوى الشعبية " عن تجربتنا " الجبهة الشعبية " ولا عن تجربة ياسين وآخرين " الحركة الثورية المتحدة" كل هذا التجارب خرجت للعن بعد مؤتمر " أبشي " ابريل 2007 . لتكون هي البداية لظهور " جبهة القوى الثورية المتحدة" . راجع بيانها الأول.
    لنتريث
    لك تحياتي
                  

10-14-2010, 09:50 AM

محمد ادم الحسن
<aمحمد ادم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 2177

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3) (Re: ابنوس)

    الأخ العزيز / يوسف عزت

    لم يتسني لي أن ألتقيك ولكني تركت لك التعازي (أمانة بيد أحد الرفاق) و إيماني أن الفقد واحد وأن الجرح أكبر من حدود الإحتمال
    فلك التعازي القلبية في فقدان الرفيق الزبيدي.

    هنا ماكتبته بالأمس في حق الشهيد ولا أستطيع أن أزاود عليه.

    إلى الجَسور: إبراهيم الزبيدي الذي توسّد أرض دارفور شهيداً للثورة السودانيّة

    مضيت ، مضيت بالدرب لنهاياته ، مؤكداً وبجسارة صدق الموقف والإنتماء. مضيت متحدياً كل الشعارات لتكون شعاراً لمرحلة جديدة يختفي فيها التمييز والتقسيم والتعريفات العقيمة التي شابت طريقنا. الطريق الذي كنت قد خطوت في دربه منذ زمن بعيد حين وقفت جاهراً بصوتك ضد كل أشكال القمع والتمييز وحلمت بوطن متعدد السحنات واللغات ومتوحداً في الانتماء للناس لا لألوانهم أو عرقياتهم. مضيت ولم يمضي المشروع معك ، بل أكدت بإستشهادك المعنى الكامن في مفاهيمناً نحن الجيل الذي خرج من دائرة التعريفات الضيقة لنواجه ضيق الآخرين، وإتسعت أمامنا قلوب وأشواق شعبنا، وبإستشهادك واقفاً في أرض المعركة على سفح جبل مرّة الصامد تؤكد إن المفاهيم والمعاني التي حملها مشروعك قد إنتصرت ، وتجاوزت بالإنتصار لتمنح شعب دارفور التوازن الكامل ، إنه طريق مضى عليه أرتالاً من الشهداء الذين تحوم ارواحهم في سهول ووديان دارفور لترسم غد افضل لشعبنا، وأنت لن تكون خاتماً لمسيرتهم ولكنك شهاباً ينير لشعب دارفور طريق الوحدة ويرفض في شموخ شعارات الساسة الذين يتعيشون لى مائدة جرحنا. لتكون أنت إبراهيم أحمد عبدالله جادالله ( الزبيدي) ود عريس إبن قرية صغيرة على حواف وادي ابوسكين " أم سيالة" تلك التي منها جئت حاملاً إبتسامة الأمل وخطوت في الدرب الطويل والشاق لتأكيد إنتمائك للأرض وإنحيازك للضعفاء والناس العاديين ، رافضاً بريق الزيف والحياة الوادعة التي كانت بين يديك وكنت ستنال ما تريد لو إشتهيت الوظيفة او المال. لقد وحّدت بموتك شعارات المقاومة ، وقاربت برحيلك في هذا الدرب لغة الثوار ، وركلت للأبد شعارات التقسيم " عرب - زرقة " أو " افارقة وعرب " وأكدت إنك إبن افريقيا وإبن الصحراء وإبن دارفور والسودان. وطنك هو طريق النضال مثلما كان وسيظل وطن الرحّل هو المسار أو المرحال ، وعلى مرحال الثورة فتحت افقاً جديداً ومشيت الخطوة الكاملة. ماذا كان مشروع جبهة القوة الثورية المتحدة غير هذه المعاني؟ ماذا كان بيدنا غير هذا الواقع الذي أنجبنا والذي لم يتلون في عيونك بلون الزرقة او الحمرة ، بل كان الواقع حاضراً وهو إن دارفور هي دارفور الارض التي أنجبت وأستوعبت وصهرت سحنات أبنائها بإختلاف الوانهم وإن تاريخ القرون لن تهزمه شعارات مرحلة الغباش هذه ، فصدقت الرؤية وصدقت أنت مؤكداً قيادتك لهذا المشروع ومانحه روحك. إن وحدة قوى المقاومة التي كانت هدفاً ، تحققت فاليوم رفاقك في كل مكان يجلسون مع شعب دارفور ، لا قبيلة لهم سوى قضية هذا الشعب الرازح لسنوات في معسكرات الزل وفي غياب الافق. هذا الشعب الذي يتلوا عليك اليوم الفاتحة ويمنحك الدعوات أن تستقر روحك في مدارها، هو الشعب الواحد المتعدّد والمتنوع. إن المشروع الذي ناضلت من اجله تحقق في وقوف ابناء دارفور اليوم رافعين شعار رفض الانقسام القبلي ومؤكدين عزمهم على رتق الحالة الشائهة التي خلفها نظام القمع ذو العقليّة القبليّة والذي وصل في البحث عن بقائه أن يضرب السلام الإجتماعي ويختار اسهل الطرق لقمع الثورة العادلة ، واليوم أنت تؤكد إستحالة حسم إرادة شعب اراد أن يعيش حراً على ارضه أو يموت واقفاً. شعباً لم يلن أو ينكسر في مواجهة الموت ، واجه راجمات القتلة وهو أعزل ، واجه تحديات الحياة بصلابة وخلق اسطورة جديدة للبقاء تحت نيران القصف الوحشي وتحوّل الدولة في يد فاقدي البصر والبصيرة إلى عدو لشعبها.إنه شعبك الذي من رحمه خرج الشهداء في مسيرتهم الطويلة عبدالله ابكر ، وجمّالي و مبارك خاطر عبد الرسول ، عادل شندي ، عثمان حجر ، قجّه سالم ،وآخرين كثر لا يتسع المجال لذكرهم، وتتوّج اليوم رحيلهم بإستشهادك واقفاً ، تواجه الغدر بإبتسامه وجسدك النحيل يعانق الرصاص. إن قبرك الذي حفره القتله ودفنوك فيه سينبت أطفالاً يقاتلون بشرف الانتماء لهذه الارض والحياة ، وسيصنعون مستقبلاً حافلاً بالمجد." وحبات سنبلة تموت ستملأ الأرض سنابل " كما غنى مارسيل خليفة ، تلك الاغنيات التي حملتها معك ، تلك الكتب التي كانت بقربك حين فارقتك آخر مرّة في سبتمبر 2008 وأنت تغادر عائداً للميدان ، المكان الذي إخترته طيلة هذه السنوات ولم تفارقه حتى هذه اللحظة ، بل سكنت ترابه اليوم للابد. تتقاصر الكلمات يا "إبن أمي يا ابن اكثر من ابي" وما نكتبه عنك يخرج من حزننا المختلط بإفتخارنا بك ، بصمودك ، بعنادك الغريب ، وبكل المعاني التي اكّدت عليها ولم تتنازل شبراً واحداً لعدوك. إن نساء دارفور اليوم لن يتمسحن بالرماد على فراقك ، بل يمنحنّك شبال الفراسة والصدق ، وسيغنّن عليك في زفّة الانتصار والتي ما زالت بعيدة ، وستمر بمنحنيات ومعارج ستسلكها خطوات شهداء آخرين.حينها سنزفّك عريساً على سرج الثورة و " نَدق الحارِن" امام بهوك الفسيح.
    إن رجال دارفور الواقفين بخط النار نعوك بالكلمات وبالمواقف ، وعمدوك شهيداً للزمن القادم بوعد السير على درب المعاني التي إنتصرت لها. إن شعب السودان سيفتقدك حين يعرف معناك ، حين يلتفت الساهون لموتنا ويعرفون معناه وقيمته ، حين يخرج الساسة من أسوار المدن لسهول السودان الفسيحة وقتها سيعرفون أي وطن نناضل من أجله وأي أمكنه أتيت منها. سيتذكّر طلاب وطالبات جامعة النيلين صوتك وهو يشق الاسوار معلناً عن الرفض والثورة ، زملائك وزميلاتك في الجبهة الديمقراطية سيعودوا لمحاضرهم ، ليتذكروا إنك كنت واحداً متفرداً، وربما في يوم من الايام يكتبوا نعياً في قامتك ، فأنت وللاسف لم تمت في المدن لتتسرّب للكورالات والشعر ، ولم تستشهد بين الاسوار لتنعيك الميدان ، ولكنك إستشهدت في الميدان ذاته ، وطوبى للغرباء في موائد صفوة المدن العتيقة، فأنت تضع النقطة على حروف دارفور لتؤكّد إن المواقف البراغماتيّة التي تتوسل بمأساتنا الكسب السياسي زائلة وإن التاريخ يكتبه أمثالك بصدق الموقف ونبل الإنتماء للحقيقة.
    سيذكرك طلاب رابطة سبدو بالجامعات والمعاهد العليا ، الذين كنت رئيسهم وواحداً منهم وسيمجدونك شهيداً للثورة السودانيّة حين تعود الايام لدورتها العادية وسيفتخرون بك كما كانوا وأكثر.
    سافتقدك رفيقاً وإبن عم ، وكل ما استطيع أن اقدمه لك كوداع أخير هو أن تظل المفاهيم التي حملناها ووصلنا بها للموقف الرّاهن حيّة ، وإن وحدة شعبك تتم وتلتقي على قبرك كل القبائل ترفع الفاتحة لحياة جديدة فتحت افقها بروحك. وأن نسير ورفاقك كلهم على درب المعاني التي أكدتها. هنا وفي صيوان عزائك إجتمع الناس يذكرون سيرتك ، لقاءاتهم بك في الميدان وهي طويلة وفي جوبا وفي اسمرا وفي ليبيا في زياراتك القصيرة لها وفي ايام الدراسة وجميعهم اكدوا انك كنت انت وظللت أنت ورحلت أنت. لم يكن لك غير وجهك الحقيقي وكنت الزبيدي بكل جسارتك وبكل تحدّيك. فنم وسنرفع لك التحية بعد سنوات طويلة لنقول لك إن المعاني التي ناضلت من أجلها تحققّت ، أو ستجدنا بقربك هناك نتقاسم في العالم الآخر حياة أخرى. هنا يودّعك صديقك ياسين يوسف ورفاقك حسين الفاضل وعمر سبيل وأحمد بريمة الذين كانوا معك في الميدان منذ الخروج الأول وهناك في كل المدن صديق او رفيق يطراك بالخير ويؤكد على المعاني ذاتها.
    لك المجد ، والحرية والتنمية والإنتصار لشعبك لك الحب ، وحضن الأرض والحياة.

    يوسف عزّت 9 اكتوبر 2010
                  

10-15-2010, 08:31 AM

محمد ادم الحسن
<aمحمد ادم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 2177

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3) (Re: محمدين محمد اسحق)

    Quote: واصل توثيقك عن هذا الفارس العظيم (ابراهيم الزبيدي) ..


    تقديري عالياً ومودتي عزيزي محمدين.

    سأواصل...
                  

10-15-2010, 06:11 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3) (Re: محمد ادم الحسن)

    الكلمات تقف عاجزه امام هذا الفقد
    اصدق التعازي لك اخي محمد آدم الحسن
    ولعزت الماهري وكل رفاق الفقيد.


    اعلم انها ايام صعبه جدا عليكم
    ربنا يهبكم الجلد و الصبر.


    مزيد من الشباب قرابين للثوره....يا لها من بلاد ويا لها من قضايا موجعه
    اي نصر يا ترى سيعوض اسرهم عن فقدهم؟؟!!
                  

10-19-2010, 01:51 AM

الغالى شقيفات
<aالغالى شقيفات
تاريخ التسجيل: 08-16-2009
مجموع المشاركات: 3664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3) (Re: Tragie Mustafa)

    استشهاد الزبيدى...الدلالات والعبر

    لقد قدم الاخ المناضل الجسور ابراهيم الزبيدى روحه رخيصة فى طريق الحرية والانعتاق وهو امتداد لمن سبقوه فى ذات الدرب من ابناء دارفور الذين ابت نفوسهم الشماء الا ان تقدم اغلى ما عندها لكى يخرجوا مجتمعهم من براثن القهر والظلم والتهميش , وجاء استشهاد الزبيدى فى وقت تشرزم فيه ابناء دارفور فصائل و جماعات وقبائل ليبرهن لهم ان الهدف اكبر واسمى من مجرد التنافس الفوضوى الذى اجتاح نفوس الكثيرين , وايضاً تعتبر التضحية التى قدمها الاولى من نوعها كونه اول رئيس لفصيل سياسى وعسكرى فى دارفور يفدى مبادئ الثورة بالنفس التى عزت على الكثيرين ممن هم فى موقع القيادة والرئاسة فى ان يجودوا بها فى مشروع الثورة الدارفورية , وبهذا يكون الزبيدى قد قطع الطريق امام من يساومون بالفتنة القبلية بين ابناء الاقليم الواحد والذين يسعون لحصار الازمة فى دائرة ما يسمى بالعرب والزرقة او الراعى والمزارع , فقد اثبت الشهيد لاهل السودان و شعوب العالم من حولنا ان القضية لا علاقة لها بالقبيلة و لا العنصر وانما هى قضية حق مشروع يشترك فيه الجميع و تتفق عليه كل مكونات الاقليم الاجتماعية والسياسية , ويعتبر استشهاده نقطة تحول كبرى فى مشروع دارفور المطلبى و بداية مرحلة جديدة تؤرخ لانطلاق وحدة اللحمة الدارفورية شعوراً وواقعاً وازالة للغبش والضبابية التى لازمت الكثيرين من ابناء الاقليم فى النظر الى القضية بابعادها الديموغرافية .

    هذا التفانى الذى قدمه الشهيد هو رسالة بليغة لمن يتواجدون بالدوحة يستجدون النظام لكى يحقق لهم مطالبهم متناسين ان الحصول على مستحقات اهل الاقليم لا يتم بهذا التهافت وهذه الهرولة التى جعلت الطرف الحكومى يتعامل مع منبر الدوحة بهذه الطريقة الاستهلاكية , فالدماء التى سالت منذ بداية الثورة الى يومنا هذا ثمنها عظيم والوفاء به تحد لنا نحن الاحياء المتعهدين بهذه الامانة التى استأمننا عليها شهداء الثورة , فالقضية ليست قضية مناكافات وانكفاءات حول الذات وهروب من الواجب الوطنى , فامر تمثيل اهل دارفور فى منابر التفاوض يجب ان يكون مبنى على اساس النزاهة وصدق الرؤية و استصحاب ما قدمه المجتمع الدارفورى من تضحيات , وكل من لا يضع هذه المكتسبات نصب عينيه سوف يكون مصيره نفس مصير منى اركو مناوى الذى وقع على وريقة هزيلة ذليلة قيل انها تحتوى على ضمان حقوق اهل الاقليم وبعد ان ادخل رأسه الى مائدة السلطان تبين له غير الذى كان يتوهمه و اصبح معضلة اضافية لاهل الاقليم وعبء اخر وضع على كاهلهم وانطبق عليه المثل القائل: (جابو فزع بقى وجع) , فلا نريد ان تنطبق عبارة (الثورة يصنعها الاوفياء و يجنى ثمارها الانتهازيون والمنافقون) نريد ان يجنى ثمار الثورة الدارفورية المعذبون فى معسكرات اللجوء والنزوح اولاً ثم ما تبقى من العجزة والمسنين والاطفال والنساء والرجال الذين لا يصبح صباح يوم جديد الا و هم يواجهون الهم والغم والدمار , يجب علينا ربط قول المتحدثين بحماس عن حرصهم على الثورة ومبادئها مع ما يقومون به من فعل وعمل لان المصداقية فى تناول الشان الدارفورى ضرورة مطلوبة فى هذا الوقت الذى تفرق فيه جمع الناس , هنالك مواقف من كل من الاستاذ المحامى عبد الواحد محمد نور الرئيس المؤسس لحركة تحرير السودان والدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية يجب تثمينها فى هذا الصدد فالاول وضع اسس للتفاوض ومبادئ وشروط مهما اختلف الناس حولها الا انها تدل على ثباته على مبدأ عرفه الجميع به و احترمه فيه المكتوين بنار الحرب وهذا امر يجب علينا تقديره و الدكتور خليل ابراهيم تبنى موقفاً صلباً بانسحابه من منبر الدوحة عندما تعامل معه الطرف الحكومى باستهتار و لم يعره هو وحركته وزناً , مثل هذه المواقف عندما ننظر اليها بحيادية بعيداً عن التعصب و التشيع لفئة دون اخرى تعكس لنا مدى ما يحمله الموقفين من دلالة الالتزام بالمبدأ وكذلك تحمل مضامين ومعانى كبيرة تبين ان اهل دارفور ليسوا سذج بل هم مدركين ومستوعبين تمام الاستيعاب لقضاياهم و متيقنين من الوصول ولو بعد حين الى مبتغاهم.

    الاخ الشهيد ابراهيم الزبيدى قدم بلسماً سوف يسهم فى شفاء الجسد الدارفورى من حالة الغيبوبة التى دخل فيها منذ الايام الاوائل من انطلاق الازمة , فدمه العزيز علينا جميعاً والذى تدفق فى خور رملة جنوب غرب جبل مرة يمثل الدواء الناجع لرتق النسيج المجتمعى لدارفور و محطة مهمة من محطات قطار الثورة الدارفورية الذى سار و لم يبالى بالعقبات التى كثيراً ما اعترضته فى مسيرته ورحلته التى انتظرها الغلابة والمساكين لتتوجهم شعباً باسلاً اختط لنفسه طريق العزة والكرامة والانعتاق , فكانت تلك الايام الماضيات قد شهدن الكثير من الجدل واللغط حول بعض الاثنيات المكونة للمجتمع الدارفورى والزج بها فى اتون التهم الغير مبررة وتنميط وتعميم الجريمة والصاقها بها دون اعتبار لتاريخ هذه الاثنيات الواضح والفاعل على المستويين الاقليمى والقومى , وها هى الايام تولد امثال الزبيدى ليحطم الرقم القياسى فى التضحية والاباء , والذى رسم خارطة طريق لجيل كامل فى دارفور لا يعترف بسفاسف الامور والتمحور حول القضايا الانصرافية و المجادلات فارغة المحتوى , فهذا الجيل هو الذى سوف يبنى بنياناً صلباً يقى غلابة دارفور برد الشتاء وحر الصيف و يرسم الملامح الحقيقية للهوية الدارفورية التى تسع الجميع و تلبى تنوع وتناغم وتجانس اهل السودان ..انه جيل الزبيدى.



    اسماعيل عبد الله

    [email protected]

    +971504233928 +971504233928 +971504233928 +971504233928
                  

10-19-2010, 01:51 AM

الغالى شقيفات
<aالغالى شقيفات
تاريخ التسجيل: 08-16-2009
مجموع المشاركات: 3664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3) (Re: Tragie Mustafa)

    استشهاد الزبيدى...الدلالات والعبر

    لقد قدم الاخ المناضل الجسور ابراهيم الزبيدى روحه رخيصة فى طريق الحرية والانعتاق وهو امتداد لمن سبقوه فى ذات الدرب من ابناء دارفور الذين ابت نفوسهم الشماء الا ان تقدم اغلى ما عندها لكى يخرجوا مجتمعهم من براثن القهر والظلم والتهميش , وجاء استشهاد الزبيدى فى وقت تشرزم فيه ابناء دارفور فصائل و جماعات وقبائل ليبرهن لهم ان الهدف اكبر واسمى من مجرد التنافس الفوضوى الذى اجتاح نفوس الكثيرين , وايضاً تعتبر التضحية التى قدمها الاولى من نوعها كونه اول رئيس لفصيل سياسى وعسكرى فى دارفور يفدى مبادئ الثورة بالنفس التى عزت على الكثيرين ممن هم فى موقع القيادة والرئاسة فى ان يجودوا بها فى مشروع الثورة الدارفورية , وبهذا يكون الزبيدى قد قطع الطريق امام من يساومون بالفتنة القبلية بين ابناء الاقليم الواحد والذين يسعون لحصار الازمة فى دائرة ما يسمى بالعرب والزرقة او الراعى والمزارع , فقد اثبت الشهيد لاهل السودان و شعوب العالم من حولنا ان القضية لا علاقة لها بالقبيلة و لا العنصر وانما هى قضية حق مشروع يشترك فيه الجميع و تتفق عليه كل مكونات الاقليم الاجتماعية والسياسية , ويعتبر استشهاده نقطة تحول كبرى فى مشروع دارفور المطلبى و بداية مرحلة جديدة تؤرخ لانطلاق وحدة اللحمة الدارفورية شعوراً وواقعاً وازالة للغبش والضبابية التى لازمت الكثيرين من ابناء الاقليم فى النظر الى القضية بابعادها الديموغرافية .

    هذا التفانى الذى قدمه الشهيد هو رسالة بليغة لمن يتواجدون بالدوحة يستجدون النظام لكى يحقق لهم مطالبهم متناسين ان الحصول على مستحقات اهل الاقليم لا يتم بهذا التهافت وهذه الهرولة التى جعلت الطرف الحكومى يتعامل مع منبر الدوحة بهذه الطريقة الاستهلاكية , فالدماء التى سالت منذ بداية الثورة الى يومنا هذا ثمنها عظيم والوفاء به تحد لنا نحن الاحياء المتعهدين بهذه الامانة التى استأمننا عليها شهداء الثورة , فالقضية ليست قضية مناكافات وانكفاءات حول الذات وهروب من الواجب الوطنى , فامر تمثيل اهل دارفور فى منابر التفاوض يجب ان يكون مبنى على اساس النزاهة وصدق الرؤية و استصحاب ما قدمه المجتمع الدارفورى من تضحيات , وكل من لا يضع هذه المكتسبات نصب عينيه سوف يكون مصيره نفس مصير منى اركو مناوى الذى وقع على وريقة هزيلة ذليلة قيل انها تحتوى على ضمان حقوق اهل الاقليم وبعد ان ادخل رأسه الى مائدة السلطان تبين له غير الذى كان يتوهمه و اصبح معضلة اضافية لاهل الاقليم وعبء اخر وضع على كاهلهم وانطبق عليه المثل القائل: (جابو فزع بقى وجع) , فلا نريد ان تنطبق عبارة (الثورة يصنعها الاوفياء و يجنى ثمارها الانتهازيون والمنافقون) نريد ان يجنى ثمار الثورة الدارفورية المعذبون فى معسكرات اللجوء والنزوح اولاً ثم ما تبقى من العجزة والمسنين والاطفال والنساء والرجال الذين لا يصبح صباح يوم جديد الا و هم يواجهون الهم والغم والدمار , يجب علينا ربط قول المتحدثين بحماس عن حرصهم على الثورة ومبادئها مع ما يقومون به من فعل وعمل لان المصداقية فى تناول الشان الدارفورى ضرورة مطلوبة فى هذا الوقت الذى تفرق فيه جمع الناس , هنالك مواقف من كل من الاستاذ المحامى عبد الواحد محمد نور الرئيس المؤسس لحركة تحرير السودان والدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية يجب تثمينها فى هذا الصدد فالاول وضع اسس للتفاوض ومبادئ وشروط مهما اختلف الناس حولها الا انها تدل على ثباته على مبدأ عرفه الجميع به و احترمه فيه المكتوين بنار الحرب وهذا امر يجب علينا تقديره و الدكتور خليل ابراهيم تبنى موقفاً صلباً بانسحابه من منبر الدوحة عندما تعامل معه الطرف الحكومى باستهتار و لم يعره هو وحركته وزناً , مثل هذه المواقف عندما ننظر اليها بحيادية بعيداً عن التعصب و التشيع لفئة دون اخرى تعكس لنا مدى ما يحمله الموقفين من دلالة الالتزام بالمبدأ وكذلك تحمل مضامين ومعانى كبيرة تبين ان اهل دارفور ليسوا سذج بل هم مدركين ومستوعبين تمام الاستيعاب لقضاياهم و متيقنين من الوصول ولو بعد حين الى مبتغاهم.

    الاخ الشهيد ابراهيم الزبيدى قدم بلسماً سوف يسهم فى شفاء الجسد الدارفورى من حالة الغيبوبة التى دخل فيها منذ الايام الاوائل من انطلاق الازمة , فدمه العزيز علينا جميعاً والذى تدفق فى خور رملة جنوب غرب جبل مرة يمثل الدواء الناجع لرتق النسيج المجتمعى لدارفور و محطة مهمة من محطات قطار الثورة الدارفورية الذى سار و لم يبالى بالعقبات التى كثيراً ما اعترضته فى مسيرته ورحلته التى انتظرها الغلابة والمساكين لتتوجهم شعباً باسلاً اختط لنفسه طريق العزة والكرامة والانعتاق , فكانت تلك الايام الماضيات قد شهدن الكثير من الجدل واللغط حول بعض الاثنيات المكونة للمجتمع الدارفورى والزج بها فى اتون التهم الغير مبررة وتنميط وتعميم الجريمة والصاقها بها دون اعتبار لتاريخ هذه الاثنيات الواضح والفاعل على المستويين الاقليمى والقومى , وها هى الايام تولد امثال الزبيدى ليحطم الرقم القياسى فى التضحية والاباء , والذى رسم خارطة طريق لجيل كامل فى دارفور لا يعترف بسفاسف الامور والتمحور حول القضايا الانصرافية و المجادلات فارغة المحتوى , فهذا الجيل هو الذى سوف يبنى بنياناً صلباً يقى غلابة دارفور برد الشتاء وحر الصيف و يرسم الملامح الحقيقية للهوية الدارفورية التى تسع الجميع و تلبى تنوع وتناغم وتجانس اهل السودان ..انه جيل الزبيدى.



    اسماعيل عبد الله

    [email protected]

    +971504233928 +971504233928 +971504233928 +971504233928
                  

11-18-2010, 01:04 AM

محمدين محمد اسحق
<aمحمدين محمد اسحق
تاريخ التسجيل: 04-12-2005
مجموع المشاركات: 9813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3) (Re: الغالى شقيفات)

    الاخ العزيز محمد أدم الحسن لك التحية والتقدير
    و كل عام و انت بخير ..

    الاخ العزيز ابنوس لك التحية و التقدير ..

    و كل عام و انت بخير ..

    كتبت
    Quote: للزبيدي الرحمة، وهو منذ ان خرج كان قد رشح نفسه لهذا الموت. ممكن ان يكون اي من الشباب الذي خرجوا في هذه التجربة هو الزبيدي فالموت ظل هو الاقرب او الوسيلة لصنع حياة للآخرين في التجربة الراهنة. علينا ان نصبر قليلاً ، فالتجربة تحتاج لتوثيق وتحتاج لترتيب اوراقها لأن سيرة الزبيدي عادية وهو إنسان عادي من جملة جيل وضع نصب عينيه التغيير ، وحتى لا يقتل مرتين علينا ان نضع تجربته وتجربه الجبهة وكيف تشكلت ومن كانوا خلفها ووثائقها في مقام التاريخ ، وهو مقام يحتاج للكثير من التروي وتجميع الحقائق. إن التجربة ليست فيها امجاد شخصية وأرى إن كتابة تجربته يحتاج للتريث. لم يكن للزبيدي مشروع خاص به ، بل هو المشروع الذي إتفق الجميع على ان يكون مشروعاً جماعياً وإعتمد الناس صيغة للعمل فيه " القيادة الجماعية" التي كان الزبيدي في إطارها. نعم رحل ولكن علينا ان لا نقتل تجربته القصيرة والعميقة في معانيها.
    هنالك وثائق كثيرة لتشكيل الجبهة وبيانات في ارشيف الجبهة وأشياء . وحين نوثق لهذه التجربة ستكون هنالك اسماء كثيرة حاضرة، وتجارب كثيرة التقت فتجربة الزبيدي لا يمكن فصلها عن ابو السرة " تحالف القوى الشعبية " عن تجربتنا " الجبهة الشعبية " ولا عن تجربة ياسين وآخرين " الحركة الثورية المتحدة" كل هذا التجارب خرجت للعن بعد مؤتمر " أبشي " ابريل 2007 . لتكون هي البداية لظهور " جبهة القوى الثورية المتحدة" . راجع بيانها الأول.
    لنتريث


    دعني اختلف معك قليلأ في هذه النقطة و لكن قبل ذلك دعني اذكرك صديقي
    عزت بالحوار الذي ادرناه في فندق موفينبيك بالدوحة ..
    تذكر يومها ان الحديث قد عرج الي تجربة و بدايات تأسيس حركة تحرير
    السودان و تمّ تناول بعض الجوانب الخافية في مسألة تأسيس الحركة و من هم
    مؤؤسسوها الاوائل و هي الجوانب التي لا يتم التعرض لها في العلن ..فقط لأن
    القائد قد قال:هو المؤسس الواحد..الاحد..
    وهي للحقيقة احدي مآسينا الكبيرة فقد تمّ اختزال جهد و نضال من أسسوا
    حركة تحرير السودان في شخصية المؤسس الواحد الأحد ..و هذا شئ مجافي للحقيقة.
    المهم في ألامر لو انه كانت هناك كتابات توثيقية تبين ادوار بعض من اسسوا
    لبنات هذا المشروع النضالي الكبير لما تجرأ ايأ كان ليسرق جهد غيره و يضعه
    في رصيده كوقود اضافي في شرعنة الدكتاتورية داخل حركة تحرير السودان بأسم
    القائد المؤسس و هلمّ جرأ ..
    اقول مهم جدأ كتابة جهد واسهامات المناضلين الشرفاء و بالأخص الشهداء منهم
    من أمثال الشهيد الزبيدي ..
    جيل الثورة الحالي يحتاج ان يكتب له عن نضالات الشهداء العظام ..بولاد ..
    عبد الله ابكر ..جمالي ..ادم بوش ..الزبيدي و غيرهم ..
    و ذلك لسبب جوهري هو ان الثورة لا زالت مستمرة و اهداف الثورة ما ماتت
    و ما ينبغي..
    دماء هؤلاء الشهداء و سيرتهم العطرة تعتبر زادأ ووقودأ لكي يستمر مشروع النضال
    الثوري في دافور ..
    المداد الاسود الذي تكتب به تجربة و سيرة هؤلاء الشهداء هي جسر ممتد يربط
    دماء شهداء الامس بدماء شهداء الغد من ابناء دارفور البررة ..
    و الي ان تتحقق كل اهداف الثورة و تنال دارفور كل (الحقوق) لا (بعض) (الحقوق)
    سيستمر النضال ..



                  

11-18-2010, 01:47 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو إبراهيم الزبيدي... وكيف اُغتيل ؟ (1-3) (Re: محمدين محمد اسحق)

    الفاضل محمد آدم الحسن
    كل عام وانت بخير.....

    وهذا اول عيد ايضا على اهل ورفاق الزبيدي
    ربنا يصبرهم على فقدهم ويخفف مصابهم.


    حتى متى تحصد آلة المكرز العسكريه خيرة شبابنا؟؟؟

    ننتظرك اخي محمد الحسن لتوفي بالعهد وتكمل سيرة الشهيد
    فرغم صغر سنه فمنه نتعلم.....وعلينا التوثيق لهم
    فالعمر ما مضمون يا محمد...ولا الباس ورد
    لذا اكتب يا اخي ولا تخبل على اخيك بالوفاء
    فاقلها تخليد ذكراه.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de