|
السفر باللورى **** وتطايب الأنفس
|
*****
كان السفر باللورى حينذاك ومايزال فى طرق وعرة أكثر وعورة وتعرجا من تعرج مشاكلنا فى عالم اليوم... كان شيئا محببا ، تتجلى فيه اسمى علامات التوحد والتآخى والتعاضد. على الرغم من كثرة الركاب التى تفوق طاقته كان وصول اللورى يتم بصورة آمنة والجميع فرحين . صحيح كان الجميع مرصوصون كما الخشب ، ومن بينهم من يضغط على رجل اخيه فيتحمله الآخر فضيلة منه فى يأخذ أخيه قسطا من الراحة ، لا فرق بين الركاب مهما اختلفت قبائلهم وتعددت سحناتهم . فى قريتى نقطن أحبابا كبابيش ، زغاوة ، كواهلة ، عطوية ، شبارقة ، شنابلة ودار حامد. وكانو يسافرون الى أم درمان ويعودون، لم نسمع عن اى إختلاف بينهم بل يساعدون بعضهم بعضا ، يسهر البعض على راحة اخيه وهكذا الحال فى تسوقهم فى مراعيهم وموارد المياة والزراعة . فعلى ضيق العربة اللورى و بتطايب النفوس على كثرتها كان الحال يسر الجميع ، وكان تساؤلى الذى يحزُّ فى نفسى كثيرا لماذا نحن فقط 40 مليون وهذا التشاكس فى بلد يفترض به ان يسع 350 مليون نسمة حسب تقديرات صديقى الصينى عندما قارن ارض وسكان الصين بسكان ومساحة ارض السودان ؟؟. شئ محيّر فعلا !!!! فمشكلتنا فى انفسنا ، فلو تطايبت الأنفس لعاش شعبنا فى رفاهية يحسد عليها ..... فلنجعل من السودان لورى أو لوريّا حسب مقتضيات اللغة ... وهيهات .
*****
|
|
|
|
|
|