كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
راشد عبد الرحيم يشن هجوما كاسحا علي الميرغني ويسخر منه ويتهمه بفصل السودان
|
القاش شال جوبا
راشد عبد الرحيم
وجوبا هذه لم يزرها ((مولانا)) و قد حام العالم كله والدول المجاورة وتمتع بمنظر النخيل في شمال السودان وشهد القاش عندما ألم بالأصوات التي لم يكن صوته من بينها.
واليوم أيضاً وفي التاسع من يناير لن يكون له صوت ولكنه يمنع عن أهل السودان ((بركته)) التي قد تمنع عنهم غلواء المتعصبين لضياع السودان وهو خارج السودان.
وثاني إثنين، إذ هو في السودان، بيد أنه لا ينفك عن الترقيم والتوضيح والشرح.
كانوا قد قدموا للتمرد ما لا يحلم به نقضوا إتفاقاً ثلاثياً عربياً لأجل التمرد الذي يرفض العروبة في السودان ويمهد لفصله الذي بات قاب قوسين أو أدنى وكلاهما
في الذي هو فيه فتحوا الأبواب العربية والعواصم العربية للتمرد وذهبوا وقد نزعوا
عنهم ما نزعوا وسلموا وأعطوا قائد التمرد الذي يريد والذي يحلم به وأكثر منه.
كان مولانا يقف على حزبه شريكاً ثانياً في الحكم والدكتور يلزمه أن يوقع معه إتفاقاً
هو إتفاق حزب مع حركة هو إتفاق من يملك أرضاً في الجنوب مع حزب لا يمثل الدولة
ولا ينوب عنها في الإتفاقيات والعهود وكان النزع من الزعيم ثاني إثنين أوضح، فقد ذهب وجلس منتظراً واجتمع ساعات تسع بصفة لا تؤهل ولا توصل إلى إقرار وتوقيع إتفاق يحقق سلاماً أو يمنع حرباً.
جمعوا الأحزاب في أسمرا وأعطوا التمرد صَكاً لحق تقرير المصير وفسحة لحرب الحكومة في مواقع ما كانوا يحلمون بها.
واليوم يستبين الوجه الإنفصالي للحركة المتمردة ولكنهم لا يزالون غربة في الوطن وغربة عن الوطن.
ما حفظوا بلداً تركوه وجند التمرد على أعتاب الدمازين والمجلد.
ما حفظوا أحزاباً كانت حاكمة وقائدة في السودان تناثرت مع أول صيحة عليها ثم عادوا
ليعطوا المتمردين أرضاً ومالاً وصلات وعلاقات.
اليوم تكشفت الحقائق وتباينت الصفوف، الإنفصال تولته الحركة الشعبية وحق تقرير المصير قبله الجميع.
وقبعوا يسوقون اللوم والعتاب والذكريات وينددون بالإنقاذ أنها مضت بالحكم وقد فشلوا
أن يزيلوها في يوم ويومين شهر وشهرين وعام وعامين وعشر وعشرين قبضوا تعويضاتها وتبعوا أشباح الحركة الشعبية تسوقهم، حيث كانت وأينما اتجهت فقد تعودت أن تقودهم وهي في الخارج والغابة وهي في الخرطوم وانساقوا لها وهم في القصر الجمهوري وبيدهم الحكم ورضخوا لها وهم يضربون في الأرض معارضين.
ليس العيب أن تنخدع ولكن العيب أن تستكين، وأن تغيب وأهلك حضور، وأن يضيع وطنك وأنت غريب عنه،
وأن ينفصل وليس منك غير القول النظيم وحُسن الترقيم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|