هوااان الكتابة،!!...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 05:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-05-2010, 06:00 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هوااان الكتابة،!!...

    .....

    رسائل في الكتابة 3:

    ما أتعس الكاتب حين يرى بين يدي قابلة يقينه " فأرا" قد ولد من ظن "فيله(1)!!.





    الكتابة فعل تواضع!
    بل هي التواضع، حين ينجلي خواء نفسك، وفقر ذاتك..
    (خواطر متفرقة عن فعل الكتابة)!!..




    أليست الكتابة هي التواضع؟..
    أحس بأنها التواضع، ليس إلا...
    إن اردت أن تتعلم التواضع الحقيقي، وتكتشف خواء نفسك، ومحدودية وعيك، فأكتب..
    بلى، فأكتب، كي ترى "يقين ماعندك"، وليس ظن ما عند الناس "عنك"،(1)..

    ضع امامك ورقة بيضاء، كي تكتب،...
    وماذا تكتب؟ كي تكتب (أعظم قصة، وأذكى مقال في الدنيا، هكذا تيهم نفسنا المغرورة، باعتداد طفولي، توحي النفس للنفس، أنك الأعلى.. هكذا تسوس لك نفسك، في كل خاطرة،، والاغرب النفس صادقة في هذا الوسواس، فهي تعتد بنفسها (ولهذا خلقت، كمقماز ذكي لحث سبيل التطور لدى النفس، حتى في ادعائها الباطل،) في داخل كل نفس بشرية، كما يقول أصحاب التجارب الروحية الكبيرة، بل حتى يونج يصر ، مثلهم، على قول (أنا ربكم الأعلى) بالنسبة لسرها الدفين، المنطوي بين ضولعها، ما أعجب بني آدم؟ وكأن منظر المقابر أمامه (وهي تنتظره على أحر من الجمر، ولكن أيموت هو؟ أم يغير جلده؟ ما أعجب أمرك، ومصيرك أيها الإنسان، سلام عليكم أهل البقيع؟ ألا تثير مقامات الفهوم، والأنسان هو المعيار، ولكل أنسان ما رأى؟)، لا يثير فيهم أكذوبة حلم الخلود، ومنظر الرحم المنتفخ، لأمرآة في ساعة مخاض، لا تثير، فيه، لم يكن (بلى لم تكن أنت، تصور ذلك بالنسبة لك)، أو كان ولكنه لا يتذكر (كيانه الذي كان)،، ومن أين أتى الطفل؟ وإلى أين سيمضي.. قد تكون هناك ولدات، له، كما تلد الطبيعة اللحظة الحاضرة، من رحم الغيب، ودفنها في مقابر الماضي..

    اذن فلنضع ورقة بيضاء، كي نرى ماذا يحمل رحمي؟ ولدا؟ بنتا، ملاكا؟ أم وهما؟ ..

    وحين تفرش الورقة البيضاء امامك، كسجاد ابيض، لصلاة الكتابة..
    ستحس بأنك لاتحفظ سورة، ولا تعرف قبله، ولا تملك أدنى خشوع..
    تطير الإلوهية الكامنة فيك..

    وتحس بأنك أفقر خلق الله، فكرا، ولغة، ومجاز..

    بل هي تشكك حتى في فحولتك، وخصوبة التعبير فيك..


    تبدو، الكتابة، أكتشاف حميم، للجهل، والقدرة على التعبير، تختبرك الورقة البيضاء، والتي ترقد امامك، عذراء، عارية، تشتهي فحولة، وخصوبة الإلهام، ونشوة التعبير،، وميلاد فكرة، وخلود إبداع، بين حمى سطورها..


    وأنت سويعات واقف، نادم، حزين، كطفل في حصة التسميع، أمام الناظر، وذهنه لا يحفظ بيت، بل حرف من القصيدة، ومع هذا رفع اصبعه عاليا، أكثر من الفصل كله، حين قال الناظر "الحافظ منو"...

    لا أدعاء، هاهي امامك، جرب، إن كان في جرابك صيد غث، أو سمين..

    لا حياة لمن تنادي...

    وتهمس في اذنك أين الخواطر؟، أين الكلام الخطير الذي كنت تود قوله، أين غرورك الطفولي بالتأليف؟، أين قنبلتك الذرية الجاهزة، أين رعدي، وأمطاري، كلها فرت ساعة المواجهة، لانها لم تكن سوى سراب بقيعه، حسبته ماء، بل بحرا، بل محيطا، بغروري، أيها الدعي الكاذب، إيها الكاتب، الموهوم،..

    وتحس بهوان عظيم، أهكذا أنت؟ نمر من ورق، وليس نمر حقيقي، منقط ككرة القدم ويزأر، حتى ترتجف منه أغصان الاشجار أين الطحين، من جعجعتك الطويلة،
    وحينها يحس العقل بالهوان، ويشرع في إثبات الذات، ويسطر، ويكتب، وينحت..

    ههههه، أهذه كتابة!!....
    تصيح فيك الورقة الملوثة بسطور كواذب، "تمخض الفيل، فولد فأرا"،
    هذه السطور التي لوثت بها قلب الورقة الابيض، ليتك قلت، لا أدري، وتلك إجابة، بل أصدق إجابة لكائن إنساني دعي... ومخاتل، وملتبس، لا يدرك كنهه، ناهيك عن الآخرين..

    ماهذه الكتابة المزجاة... ياملك الحمل الكاذب، لن تلد امرأتك، ولو شبح طفل، بل غثاء، لن تبالي النفوس به..

    اعترف بتقصيرك، وعجزك، كن شجاع؟ كن شجاع ياصديقي، وأبحث عن عمل آخر،... كل الطرق تقود لروما، لا شأن في الحياة ليس له مغزى، ومعنى، فلا تتمسك بهواية لم تقد في جلبتك... دعها، كن شجاعا في اتخاذ القرار، وشجاعه في تقبله..

    وأصبر..

    لا شك تذكر قصة القطة السوداء، في الغرفة المظلمة، والتي يبحث عنها الاطفال، وهي أصلا ليست موجودة بالغرفة... ومع هذا، أعينهم العمياء تبحث مع أيديهم، والتي تتدلى، كأيدي كحراس المرمى، لالتقاط كرة أرضية، بحثا عنها بين الكراسي، وتحت الاسرة، كي ترتمي عليها، وتمسكها، أيديهم العمياء..

    ما اتعس تشبيهك بالقطة اللاموجودة، وأنت تبحث في قعر ذهنك، عن خاطره، لاوجود لها، كالقطة السوداء، ..

    وحين يصل الهوان، والنكاية حدها، ولأننا لا نحب المواجهة، ومعرفة حقيقتنا، مواجهة عذرية الورقة لصفاء ذهني من أي فكرة، فمزقت الورقة، قطعة صغيرة، صغيرة، ورميتها في الهواء، وفجأة هبط والوحي علي... أشعلته قطع الورق الصغيرة، وهي تحلق كسرب حمام ابيض، حمام فر فجأة من رشقة حصى طفل، تلك الومض، أشعلتني فجأة، وترسم الورقة بموتها، باستشهادها، وتضحية من أجلي، كأنها تقولي "موتي هو فتح عين بصيرتك..

    لقد ومض الخاطر في ذهنك..
    خاطر اسرع من البرق..
    كي تقبضه..
    بأي أرجل سوف تركض، وتقبضه، ثم تغرسه في حقل الورقة البيضاء امامك..

    ما اتعسك ايها الكاتب...
    أما من بديل لفعل الكتابة...
    الكتابة فعل ياسيدي، أشق من عبور الصحراء..

    ظل الخاطر يرقص ويحلق امام الكاتب، طير جميل، ولكنه ماكر وسريع، فكيف تصطاده بحروفك الممزقة، بشبكة عرجاء، عجوز، أو بسهم مرتخي وتره، ... وأيدي خائرة، وعيون ضعيفة..

    لن يطال خاطره، أعتى مجاز، وأعظم كناية..

    ما أتعس الكاتب...
    أنه حتى لا يستطيع أن يعبر عن لوامع فكرة، وبواغت خطراته، كم أرثى لك، هاهو يضع رأسه المثقل على يده، مهموما مثل النفري، يحس بهوان عبارته، تجاه فكرته، معزيا نفسه، كالنفري "إذا اتسعت الفكرة، ضاقت العبارة)... مهزوما، ومحموما بالنقص..

    فجأة تستسلم اللغة، تسعفه الذاكرة بأسلوبه، وببعض كلمات تصلح للشرح، والإشارة فقط، وليس الاحتواء...

    المعاني لا إناء لها، على الأطلاق...
    المعاني تعاش وتحس...

    الجسد هو الذي يقرأ المعاني، كما يقرأ اللذة الجنسية، والقبلة، والامومة، والدهش والخوف...

    اللغة كائن مريض ياسيدي، كائن مريض..

    ثم يأتي التناص، ذلك الغول اللعين، المدسوس، بوعي، أو لاوعي، فيك، ويقول لك... بلسان عربي مبين..

    كتابتك وقع حافر على حافر..
    أنت لست أصيل، بل مقلد، فاشل..
    وفي أحسن الأحوال، مقلد ذكي...

    وتصاب بالفتور... وتصيح دواخلي، بيدي، لا بيد عمرو..
    ولكن لا شعورك، يكذبك، بل أنت مقلد، وسارق، ومدلس، ومزيف، وكاذب....

    أيتها الكتابة، أركع لك، وأعترف امامك بجهلي، وادعائي، أتركيني وشأني...

    ويا للعجب، لن تتركك، فالكتابة قدر، بل غريزة، كالجوع، والجنس، والموت...

    (لو تخليت عنه، ما خلاك)...

    كيف أكتب..؟؟ وكيف أكون أصيلا؟.. يا لقدرك ياسيزيف، وياحلاج، وفاطمة، وياسعد..

    الكتابة مواجهة... مع الذات، حديث الذات للذات، (والبغش نفسو بليد)، كذبت نفسي وصدقتك..




    هكذا الكتابة، شي لا إرادي... لا وعي، تنفثه الروح، وتحس بأنك تريد أن تكتب.. ولكن ماهو، شكله، لونه، طبيعته، فالغيب أعلم..
    ولذا يظل الكاتب، هو القارئ الاول للنص، أول قارئي للنص هو الكاتب نفسه، لأن الكتابة هي انثيال لاشعوري، للشعور، للورقة أو النت، او الوتر، أو اللوحة، بكل شكول التعبير الانساني..


    فيما تكتب؟
    ومن هم أبطالك..
    هل عرفت نفسك... في البدء.. كي تسعي بغرور لرسم ذوات أخرى... ألا تذكر حكاية حبوبتك، تحت ضوء القمر، في قريتك البسيطة، عن قصة الرجل الذي قرر كتابة اسماء الاولياء الصالحين، ومناقبهم، فنام ليلته على هذه النية الطاهرة، وفي الصبح، وهو يسعى لصلاة الفجر... قالت لت له جارته المسنة، المغمورة..
    قول واحد..
    قال متعجبا: شنو..
    قالت ليهو، قول واحد، مش ياولدي نويت كتابة سير ومناقب الأولياء يالمبروك..
    .
    وحينها، نفض الرجل "المبروك" يديه، من كتابة سيرهم، لأنه في البدء لا يعرفهم، ولا يعرف سيمائهم، وإلا لأدرك بأن جارته شمس روح، لا تدركها سوى عين البصيرة..
    فكيف تكتب عن آفاق تجلها..
    حين قد ترواغ، وتميل للتعقيد، وليس لشي "بل لعدم الرؤية لديك"..
    أو تميل للاسلوب الشعري، في خلق صور معقدة، متضاربة، ولكن الشعر يدرك بالحدس، ولن تنطلي، على أبسط قارئ حيلك، فالكضب حبلو قصير..

    أذن الكتابة اسلوب من اساليب التسليك، تسليك الكاتب، وإهانته، وكشف محدوديته، ومحدودية قدراته..
    بل أحيانا لا تجد ما تعبر عنه عن أبسط الانفعالات، وتحس بهوانك.. وفقر مخيلتك، واسلوبك، ولغتك، وما فضل إلا تقول "كرامة لله يامحسنين"، ولكن كرامتك، ستمطرك بالسياط، لا .. لا..

    ولكني، كنت عاق لحكاية حبوبتي، رغم العجائز اللائين يشرن لي، "قول واحدة، واثنين، ومائة"، وأنا امر بهن مرور الكرام..

    ثم تبدو حميمة لا شعورية، بينك وبين التعبير، بيدها لا بيدك، شئ لا شعوري، ينساب من قراره نفسك، لذهنك، لأناملك، كي يعبر عن نفسه من خلالك، وتبدو الحميمية..
    تبدو، الكتابة هنا، وما أكثر أوجهها، ومقاماتها، كأنها تحسس الحميمية بداخلنا، أهي حية؟..
    تبدو كفتاة، تزين خدها بخجل العشق،وليس بالاصباغ..
    هل الغريزة قبل أن تلتوي، وهي السؤال لم ألتوت، وهي الإجابة "لست أدري"، بتواضع عظيم، واعتراف بالإخفاق، والخطيئة..
    هي اعتراف، صادق أمام كاهن السطور، بما في الصدور..

    أهيه موجودة، أ لاتزال تتنفس، وقلبها ينبض، رغم إهمالنا لها، الواعي، وغير الواعي، ألم تموت بسيف الخوف، وحربة الروتين اليومي، ألم نزل أطفال، هكذا تبدو لي الكتابة، أي كتابة، سوى كانت رسالة مسج، أو كتاب، أو قصيدة، أو مقال، أو حكاية، كأنها اعتراف بفشل التربية، والمناهج في أسعادنا، وكأنها عودة للنبع الأول، والعلاقة الحميمة مع النفس، والزهور، والنسيم، والابتسام.. وهل ستتعرف علينا، أم تنكرنا...

    تلك هي، كما يبدو لي، جزء من هوية الكتابة، لأنها، في ابسط تجلياتها، علاقة بين كاتب ونص، ثم علاقة بين كاتب وقارئ... قارئ بعيد، بعيد، وقريب، لونه، ومعتقده، وطبقته، لا تهم في القراءة، فهي أكبر من لبوس الهوية الحسية، إنها تلك الحميمة الراكدة، والراكضة في عش الطفولة، ومن منا لم يمر بالطفولة، وقفز فوقها ليصبح شابا، او جدا...


    وحينا نكتب بعاطفة، والعاطفة خداعة، نكتب ونكتب، ونكتب، نملأ صفحات، وتمشي تنام، وانت موعد نفسك بالنصر المبين، وتنام ملء جفونك، ويسهر القوم جراها ويختصوا..

    وتمشي الشغل، وانت مستعجل لقراية تحفتك الاصيلة..
    وترجع من الشغل، وتسرع لقراءة التحفة..

    ماهذا؟.. ماهذا الدفن الليلي، كراع برة وكراع جوه، ماهذه الافكار الشتراء، والصورة الكاذبة، والعاطفة الفجة...

    وهنا تبرز عدة مشكلة، مشكلة انك عاطفتك قد تكون صادقة،ولكن لغتك لم تسعفك لتوصيلها للسطور، أو كنت مخمور بعاطفة، وللعاطفة هوس، مثل هوس كرة القدم، يخرج العقل عن وقاره، وتضرب، وترشق صديقك في الفريق المجاور.. بكل صلافة، وجهل، وحيوانية..

    للكتابة هوس مثل هذا، وأكتر، تسوله النفس للنفس..

    ثم تمزق اوراقك، سهرك كله، تمزقه، كما مزقت كتب ابن رشد، والغزالي، ولكن تلك لقيمتها، وأنت لرعونتها..
    من منا؟؟؟... أذن هي عودة لمعرفة هل أسماك النيل الازرق

    ثم خطوة أخرى في التواضع، فقد يعجبك نص كتبته، "والانسان معيار كل شئ"، كما يقول اجدادك اليونان، فتأخذ النص، وتضمه لصدرك كشئ عزيز، ثم تعطيه، لأخيك الأكبر، أو صديقك، منتظرا التصفيق.. فيأخذه اخوك، أربعه سطور، فقط، ثم يحشره تحت المخده، وكبريائك معه..

    أو تعطيه لصديق، ويوعدك بإبداء الرأي، ثم تمرأربعة أشهر، وهو يتحدث معك في كل شئ، من الكرة، وحتى آخر النكات، ماعدا "مقالك العظيم"..

    ثم مغامرة النشر..
    والتخوف منه... فأغلب الأدراج مليئة بالكتب، والمقالات، ولكنها خائفة من كشف حقيقتها، في أول تجربة لها مع قراءة لا ترحم، ونقاد عتاه، معترفين، "يرون النملة السوداء في الظلمة السوداء"،

    فتخاف، من النشر، وكشف حقيقتك،
    بل قد تنشر، وتسول لك نفسك بأنك أكبر من النقاد، وتعزي نفسك بكافكا، وسرفاتنس، وبأن النقد لم يحتفي بهم، إلا لاحقا، وبأنك بطل العصر،...

    وحتى لو مدح كتابك، تعود نفسك، وتقول لك هامسة:
    (ديل بجاملوك(...
    لأنك ترى كتاب كثر، نصف موهبين، ولكن النقد نصبهم شيوخ وشيخات للكتابة... لشئ في نفس يعقوب، ان لا تعرفه، "قرابة/صلة/ مصلحة،عشق، غزل موراب)..

    الوسواس لا يتوقف، ولا يفارق الكاتب، وحتى ولو نجح، بأن الحظ حالفه، وخدمه... فهناك عباقرة مدفونين..

    وللحق مرات، اكون راكب بص عادي، بص الحلة، واسمع حكاوي، وطريقة للسرد، أود معها ان امزق كل كتاباتي، أقول له، ياخي حكاويك دي، هي الحكايات الحقيقية، بس أكتبها.. وينظر لك الحكاء الشعبي، الموهوب... والذي لا يعرف قيمته، وقيمة ما يحكي، كالماس تحت أقدام الخنازير....

    (قلت شنو يالمبروك، أكتبها، ههههها، ويواصل حديثه، في حكي عظيم، تبتلعه افواه الصمت، ويضيع التدوين..، هم ملح الأرض، عرفوا، أو لم يعرفوا، قالها المسيح، (أم لم يعرفوا)، هم الملح..

    الكتابة، تعلم التواضع، وربي،قمز نفسك، لنفسك، تمخض الفيل، وولد فأرا، لن تتركك على الأطلاق !!...



    الكتابة تقهرك على التواضع، في جوهرها... بلى وربي..

    حين تجلس للكتابة، تجد لا شئ، تجد دواخلك رثة، جافة، لا قوت، بل مجرد إدعاء، أين قدراتك؟ حمل كاذب، ماهذا الشح..

    وكيف تعبر عن نفسك "وماهي في البدء؟!!..، وهذه معضلة كبيرة حيث يكرس الانسان كخادم للمجتع، في وظائف معينة، وينسى جوهره، وتأتي المناهج، والتربية، لتشل موهبة كامنة، في سويداء القلب، تحس بأنها فيك، وبأنها جوهرك، ولكن كيف تعثر عليها، كيف تحقق نفسك، وذاتك، فهي براقك الحقيقي، لسدرة منتهى ذاتك الكاملة، ولكنها دنست بالتعليم، بالمناهج، وبالوظائف الصماء، حتى ضمرت، ونعست، ونامت بداخلك، كيف تنقر الباب بشدة، كي تصحو، وكيف تغذيها برفق وتأني، كي تستعيد نضارتها، كيف...

    إي انسان يحس بهذه الطاقة المؤودة بداخله، بل الآية قد تأول هكذا في قتل الانثى بداخلنا، ليست الانثى نيقض الذكورة، ولكنها الطاقة الخلاقة، العاطفة الحقيقية، التي تعيد اواصرك مع كل شئ، بلى كل شئ..

    الكتابة هي تلك الجلسة مع النفس... بعد غياب طويل في سفر المعيشة، والتعاليم، والواجبات، هي جلسة خفيفة، صادقة مع "الآنا"..

    وتفاجأة بشح الأنا..
    وأذن اين المدد... هل تستعيره من الآخرين، بل تجد أي موضوع قد طرق من قبلك، أم عرفت الدار بعد توهم، نفس معاناة عنترة، وابي العلاء...

    ولكن "الذاتية"، التي تلوح لك، بين طوايا نفسك، تلك الفطرة فيك...
    (سيرك منك، وصولك إليك)،..

    ولكن قد يكون الرسم طريقك، وليس الكتابة، قد تكون الخدمة، قد تكون، هل اخترت الطريق الصحيح، "طاغور تعلم الرسم بعد الستين، وهو على مشارف السبعين"، كي يعبر عن جانب فيه غايب، لا تعبر عنه الحروف، بل الألوان..

    تعبير الحياة عن الحياة..
    ومتى اكتشف حقيقتي، توني مريسون، كتبت متأخرة، ابي تمام، بعد الخمسين، كأن ذلك الشي يلح عليك، من "المهد، وإلى اللحد".. لابد من "أنا"، وأن طال السفر،..

    تحس بأنك تريد أن تكتب، تختلي بنفسك مثل دجاجة دايرة تبيض، ثم تعاني مخاض كل الحيوانات، تحس برحم النملة، وبطلق الفراشات، وبألم الولادة لدى الشعراء، بل أكثر، وأكثر، تحس بتعدد غريب، بك، وبالكتابة، وبالأخرين، وبأشياء كثيرة تنهصر في نار معاناتك الشخصية، (تلاقينا نحن، ما نحن)، ووجهك محتشد بكل الانفعالات، وصور كثيرة تتزاحم في العقل، وبغته، يندفق من قعر ذاتك دفق، يطفئ كل النيرات التي اشتعلت في جوارحك، وهنا، تكون متعة الكتابة، متعة لا أرادية، تحس بأنك تمسك بيدك كلمة العشق، وكلمة الخيال، وكلمة الذاكرة، كلها تداعب دواخلك، كما يداعب النسيم خد فتاة، أو رشاقة غصن، فيتمايل من نشوة لدونته، وهنا يتجسد معنى الانسياب، وبأن البئر المعطلة بداخلك قد كحلت، وتدفق حليبها وخمرها وشعورها، نهر هادئ يتدفق من تلك البحيرة الغائصة بداخلك، وتتدفق في سهول جوارحك، وذهنك وكيانك كله، حتى تعود لا أنت، ولا هي، بل متفرج ثمل، على كل العوام، المشيدة من عالم الخيال والحلم والتذكر، كائنة أمام... بل فيك..

    حتى الموتى، وما لم يولد، تراهم،ر، قلوب الموتى والاحياء، وبأنك تتفرج، بحياد لذيذ على نفسك، وبأن هناك قناع قد زال بينك وبين كل الاشياء، وصارت الاشياء حميمية، حمييمة جدا، سكران، ووله، وثمل، وشاطح، وعاقل وحكيم، بل قد تجري بك الصبوة، كالحلاج، فتصيح سبحاني...

    ولكنها المباغته، مجرد لحظ صغير، ويمضي، كالبرق، يكون تسليمه وداعا..
    فكيف تعبر عن هذه الاحساسيس، بل أي احاسيس..
    هل اللغة قادرة..
    وهل تمثلك، وهضمك، كامل...
    وهل أرادتك، تامة، وهمتك عالية..
    وهل تصبر،..
    وتجد كل هذه المعضلات، واقع معاش، وعصي التجاوز..

    وهنا بالذات، تحس بأعظم ضاءلة في التاريخ، تحس بضاءلة نصك، وترهله، وإنه بالأمكان أن يكون أفضل، وأعمق، و"حي"، بلى وحي، كانك تطلب مقام عيسوي، مقام أن تحيل الحرف، كما أحال عيسى الطين، إلى كائن حي، أن يدخل الناس نصك، كما يدخلون البيت، ويجدون ضوضاء ولغط، وغناء، ووجوه، وأنس، نص حي، يتعرق القارئ من شمسه، وينتشي من مشهد الغروب مع ابطال النص، ويشاركهم الفرح والترح، ويحس بالتغير، وبأنه حمل حقيبته، وسافر، لبلدان داخل النص، وأدرك فوائد الشافعي، السبع، بل المليار..

    ولذا تظل، منهك، متعب، تبحث في أودية اللغة، وأودية التشبيه، وأودية التفكر والتأمل، ما يعنيك، على العثور على تلك اللغة الحية، التي تكاد تسمعها بأذنك، وانت تقرأ، وليس بعينك، كأن القراءة بكل الحواس، وليس عين تلتقط، وعقل يترجم، والنائحة الثلكى، ليست كالمستأجرة، ثم يتابعك النص، حيث تكون، تصور، أنت ماشي في الشارع ورأسك مشحون بقضايا وشؤون ناس جواك، زيك، وزي أي ناظر مدرسة مهموم بطلابه، وزي أي قاضي، أو محامي مهجس بموكله، بل أكثر من ذلك، فحياتهم بيديك، ولابد من الصدق في تصويرهم، ولابد من الحياد الذكي، بأن لا تصبغ عليهم شخصيتك، وتذوبهم فيك، وهذه الحرب الضروس مشتعلة فيك طوال الليل، وقد يتوقف الإلهام، ذات الإلهام الذي يتوقف عن الانبياء، ما ودعك ربك وما قلى، وللحق في التوحيد الحقيقي، أي كلمة تلفظ، من العقل القديم، الكامن فينا..

    والنص قد يبدو بفكرة، أو صورة، ولكن هل هي صادقة، وهنا تحتاج لأعمال العقل، والقلب معا، لتشيد هذا النص، والإخلاص له، مهما كان تفاهة الثيمة التي يتصورها الناس، بل أنت افلاطوني المحبة، لها، تكن لها الشوق، وتغازلها، وتستطب روحها، كي تبوح لها، وقد لا...

    قد يكون بطلك، كيس، أو حصى، أو معزة، المهم تحث بقلبها، برقتها، بخوفها، كأنها تشتكي لك أنت بالذات، (لتاريخ العرفان الانساني الكثير من الشكاوي من الكائنتات اللامرئية، والجامدة، شكوى الحمامة لياقوت العرش، وشكوى النخلة للنبي، وسكون موج البحر المضطرب لكلام المسيح)، فالكتابة هي تسلق جبل الروح، كي ترى المشهد امامك، كما يراه الاطفال الحقيقين: متكامل، متناسق، والكل احياء...

    وقد يتخذ النص مجرى آخر، والله أعلم... فعوالم النص، لها جزء، كجبل الجليد، غائص في اللاشعور، وانت آخر من يعمل، رغم انك تقود السفينة، وبيدك المشراع، والدفة، ولكن البحر تحتك، واتجاه الرياح، بل غريزة الخوف فيك، ليست منك، بل معطى وعبء وراثي، ولغز؟....

    ثم وانت تكتب قد تواجه ألغاز، زي الموت؟.. زي الحب؟.. زي الفلسفة..؟ وتعود جاهلا، خاملا، وتحس بعقلك فااااااارغ، وتهان، إهانه يعلم بها كل من يود الكتابة، وتأمل حاله ومآله..

    وفي النهاية الكتابة هي نشر غسيلك، على حبل بل سلك عمود الكهرباء امام الناس... كي يعرفوا مقدار جهلك، وتأزمك، وعشقك، وكل شئ عنك، بصورة مورابة، ليس إلا...

    وتظل تسهر الليالي، كعرايس يسوع في رؤيا يوحنا، هل يأتي؟ وقد لا يأتي، ولكن السهر في حد ذاته، ثمرة عظيمة، وإرادة، تحس بها النفس..

    ومما تعلمة الكتابة، ونتعلمه من تواضع حتمي، وهوان داخلي.....

    هي تلك الصورة، التي يتوقعها الناس فيك، بما رسمته انت، عنك، بصورة مباشرة، او متوارية، ثم تقف امام ما كتبت؟ـ وتتعجب من صورة الأسد داخل مرآة كتابتك، وتجفل منه؟ تولي الأدبار، وتعرف بأنك دون ما قلت، وتحس بذلك الهوان، الهوان الخلاق، الصادق، للكتابة، كأسلوب فطري، لتسليك الذات، وكشف أغوارها.... وبأنك عادي جدا، جدا، بس خلقت هالة كذابة حولك، وهو تحس بحميمية تجاه الجميع، كي تتأسى بهم، أو يشاركوك هزيمتك الداخلية العميقة..

    أو تبحث عن منهاج، يحررك من الخوف، بكل شكوله، وهيهات..

    وللحق كأننا نعوض شئ ما بداخلنا، او نبحث عن عوالم مفترضة، أو بطل نكونه، وهنا تحس بأنك قزم امام ما تكتب، كأن ما تكتبه، هو ما تريد أن تكونه، وهيهات..

    وقد تكون الكتابة هدم لبنى، وتدمير لبنية خلقية، واقتصادية، ونفسيه جائرة، وهنا تميل للسخرية منها، فكل سلاحك هي الحروف، والتنظير المكتوب لهدم عالم كاذب، لذا تضحك عليه، تنكت فيه، تهزه، تخلخله بالسخرية، بالقدح المر، ومع هذا، مع محبة داخلية، كأنك تريد تغييره، وليس اغتياله، كأنك تريد علاجه، وليس استحضاره، كأنك توقظه من نومه، بخجل "صح النوم"، كي تصحو أنت في الحقيقة، من غفلة الأدعاء....

    عالم رأسمالي كاذب، ومنافق، وعوير، وساذج، ومغرور بعد ه...
    وهنا تأتي السخرية منه، والضحك عليه، كأسهل الطرق للكاتب..

    ثم هناك المداهنة، خوف الرأي العام، في تابو "الدين، السياسة، الجنس)، فالكاتب من الاستحالة ان لا يتطرق لهذا الثالوث.. فهل يواجهه، ام يواري، أم يستغل الجناس، والكناية، والتورية،... وهل حقا لديه بديل، أم يبحث عن شهرة، وما اسهل توفرها في هذا الثالوث، أم فعلا لديه جديد...

    وهل يستحمل الحكمة؟ في اسلوب التغيير الوئيد، أم الثورة... ان الله لا يعجل بعجلة احدكم..

    فتعود الكتابة وعظ، وأدعاء باطني من أجل التغيير، من الكائن، لما ينبغي ان يكون..
    ألديك جديد... أنظر لذهنك، أم مجرد خواطر فجائية، وعمل فطير...



    أن لم يكن لديه جديد، فسوف تحس بقراره نفسك، بهوان؟ وينك؟ وعامل كاتب كمان؟...

    هل عندك جديد، أم قديد، لحم شرموط بايت..
    وهنا يأتي دور البحث فيك، أو في غيرك، عن عالم مثالي، مكتمل، عن صورة من التناغم، كي تعيشها، وتكتب عنها..

    ثم فجأة يباغت السؤال الشرعي، ياخي انت الكتابة دي خادمة عندك، أم انت خادم عندها، معزول عن الناس، كثير التفكر، كثير الانشغال، زي الاطفال، ياخي احيا الحياة، بدون كتابة...

    قد تتركها، شهور، ولكنها تعاودك.. لم؟... هي غريزة.. .. تمام، قد تصوم، ولكن لابد من إشباع، ,وإلا الموت يتربص بك، شئت، أم أبيت..

    والجنس؟... هل تحرك مجرد المشاعر الغرائزية، كي تحج لك اصوات القراء ملبية، وما أسهل ذلك في مقام (الجنس، والسياسة)، أم عندك شئ؟... شئ ملموس وإضافة حقيقية... فالنفس، أمارة بالجنس والسياسة في بلدي، بل الكون اجمعين..

    ثم الدين؟؟...

    التابو الاصعب، والأعمق، والاشرش، حين تمسه الكتابة، بما توارث في العقول، والدماء التي سالت بسببه، تملأ نهر النيل..


    الكتابة اسئلة، اسئلة محرجة، ومتعبة للكاتب، أيا كان..

    ثم خلق الشخوص..
    ثم اللغة الحية،... والتي تكاد تكون فعل، بل تكاد تكون ما لغة، بل عيش في الحدث، كواقع حقيقي، وليس متخيل، يصيبك ما يصبهم، وهنا تغرق في النص، ومن الصعوبة ان تخرج لناس باسمك القديم، وشكلك، ويكون النص قدغيرك حقيقة، كما تغير الرحلات النفس، بما ترى وتغامر..

    اسئلة الكتابة،
    تجعلك صغيرا، متواضعا، امام نفسك،، بل أمام مرآة كتابتك ليس إلا..

    ويباغتك، بيت النابلسي: أعندك من ليلى حديث محرر، بإرادة يحيا الرميم، وينشر....
    فإن لا..
    فلم تكبت؟...
    فالكتابة تشعرك بفقر اللغة..
    بفقر حسك.
    وتحس بهوان عظيم..

    مساء الجمعة

    12 يونيو 2009م


    1- حكمة لابن عطاء الله السكندري، تقول " لم يترك من الجهل شيئا، من ترك يقين ما عند نفسه، إلى ظن ما عند الناس) والفقرة تحوير لها..


    ....
                  

10-05-2010, 08:23 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    قصة ثوان...

    من هوان الكتابة، الذي اعتراني، حين شرعت، ويا لشقاوتي، في كتابة قصة "ثوان"، وبطلها، ومسرحها، من اعلى لأدني، أي ان البطل، يطير بلا أجنحة، حقيقة، من أعلى لأسفل، أي من الطابق ال93 لعمارة برج التجارة العالمي " كما شاهدناه جميعا في ثورة الاتصالات، يهوى للأرض، أي ترى انسان مثلك، لا حول له، كان في البرج، ولا يعرف أي شئ عن الاسلام، وبن لادن، والقصة لا علاقة، لها، سوى بهذا الرجل الذي سقط، وهز كياني..


    اذن بطلي، هو انسان، لا اعرفه، ولكني رأيته يقفز من أعلى برج في العالم، ولم؟
    تصور؟ لم؟ كي يحيا..

    تعجبت، منه ومني، ومن الحياة فيه، التي تسعى للخلود، في مراتع الاستحالة..

    ثم عن خوفه؟؟؟

    كيف (أخاف خوفه)، كي اكتب عنه، فالصدق الفني، مطلوووووووووووووووووووب للكاتب..
    وللحق، خمسة أيام لا أنام،
    اشعر بأني أهوي مثلة، من عل..
    وشعوري مستفز..
    ومقام من الخوف هيمن على عقلي..

    أنا اسقط،
    وليس هو..
    وإلا كيف تكون الكتابة..
    لم هذا التجارب المرة، أيتها الكتابة، لم؟
    لتيني، بكيت، وبس..

    ولكني "كنت هو"، ولم نكن "صدى الأحداث بل التجربة..


    شعرت بنفسي هويت من النافذة، وفي طريقي للأرض..
    أي غدد فيني اشتعلت
    اي حياة شعور "خوف غريب، كامل" سرى في نفس تحن للخلود، تحن للحياة..

    وشعرت بقيمة الحياة،
    شعرت بعمقها، وبأنها "جنة النعيم،"، لمن يرى، لمن يراها وهو يهوي من عل..
    وشعرت بسادية الجاذبية الأرضية..

    وشعرت بالبحث ولو في معاقل الاستحالة، عن الخلود..
    وشعرت لم شجرة الليمون حين تعطش تلد ثمارا، كي تخلد..

    وشعرت لم الانسان يقذف حيوانه المنوي، في الشدة والبأس وفي المسرات..

    شعرت بعوالم من خوف اصيل، ومراتب من الخوف، وأنا اهوي من عل...


    أيتها الكتابة، أيتها المعلم الصادق، الوفي، سربلتني بهوان وخوف، وجهل..

    وسطرت سطور عن الرجل الذي هو من برج التجارة، وأسميت القصة "ثون"، فهي ثوان بسيطة، ولكنها تجربة حياة، وموت..

    وسقط الرجل..
    وتعالى الدخان الاسود في السماء، تصور يتعالى الدخال، ويسقط الانسان..
    أي سريالية هذه..

    من القاتل؟ بن لادن، الجاذبية الأرضية، ثقل الانسان، جفاف الارض الصلدة وهي تقتله، ويتناثر مثل زجاج متهشم..
    أم فكرة الموت نفسها، والكائن الغرئزي الخوف، المخلوق قبل خلقنا، وضفر في الجسم الانساني..


    الكتابة، تعري النفس
    الكتابة تضع الانسان في محك

    كل قصة، أو خاطرة، تغرقك في تجربة جديدة، تجربها لم تعشها، ولكنك تخيلتها، او تذكرتها، مطلق تذكر، فتكون كمن عاش التجربة..


    من هوان الكتابة، هي أن تعيش حال شخوصك، فتحس بالتجربة، ولكن تجربة ناقصة، فالنائحة الثكلى، ليست كالمستأجرة..

    وتحس بالهوان... الداخلي، الدافئ، بلى الدافئي، لأنك اطلعت على جوهرك، ورأيت الفقر والعجز فيك..


    ...
                  

10-05-2010, 08:34 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    وما خليت حاجة في الكتابة عن الكتابة

    متعك الله بالصحة والعافية

    خذلتنا وأحرجتنا ورقتنا البيضاء في التعليق!

    الكتابة هوانها عندنا وسموها عندك والله

    (عدل بواسطة محمد يوسف الزين on 10-05-2010, 08:43 AM)

                  

10-05-2010, 08:41 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: محمد يوسف الزين)

    Quote: ما أتعس الكاتب...
    أنه حتى لا يستطيع أن يعبر عن لوامع فكرة، وبواغت خطراته، كم أرثى لك، هاهو يضع رأسه المثقل على يده، مهموما مثل النفري، يحس بهوان عبارته، تجاه فكرته، معزيا نفسه، كالنفري "إذا اتسعت الفكرة، ضاقت العبارة)... مهزوما، ومحموما بالنقص..


    هذا الذي اختار وحيه من صدقه وايمانه بفكرته
    هذا الذي يعاني من هذه الأزمة ، أزمة كمال الكتابة وصدقها
    هذا الذي لا يرضى بأي كتابة

    لذلك تسمو يا استاذ

    يا سلام عليك ياخ
                  

10-05-2010, 09:54 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: محمد يوسف الزين)

    استاذنا كرم الله
    عودة للنص..نص هوان الكتابة ، وهذه المحاورة الجريئة لثرثرة داخلية عن عصيان الكتابة نفسها ، ثم محاولة لفهم ماهية الكتابة ، والبحث عن قيمة الكتابة ورضى الكاتب عن ترجمة الفكرة رغم قوة الفكرة.
    ومنها هذه الفقرة
    Quote:
    هكذا الكتابة، شي لا إرادي... لا وعي، تنفثه الروح، وتحس بأنك تريد أن تكتب.. ولكن ماهو، شكله، لونه، طبيعته، فالغيب أعلم..
    ولذا يظل الكاتب، هو القارئ الاول للنص، أول قارئي للنص هو الكاتب نفسه، لأن الكتابة هي انثيال لاشعوري، للشعور، للورقة أو النت، او الوتر، أو اللوحة، بكل شكول التعبير الانساني..

    اذكر مرة أن باولو كويلو كان قد قال فيما معناه أن لا بد للكاتب من الحمل أولاً قبل أن يضع المولود ، مهما كان الرصيد الذي تحمل فلا بد لكل مولود جديد من عملية شحن سريعة جديدة. قد يكون مشهد طفل متشرد أو قد تكون وقفة على أقرب شاطئ بحر تقوم بترتيب رصيدك القديم من جديد. تضع به مولود جديد.


    هل رضاك عن ترجمة ثرثرتك الداخلية يجب أن يكون كاملاً؟ أم هي حسبة بسيطة أي أنكـ ربما نجحت في أن تكتب عن فكرتك وليس في الامكان أفضل مما كان.


    أذكر أني مرة في أحد عهود سذاجتي الممتدة كنت أظن أن في الكتابة علاج لجاثوم الاسئلة التي ليست لها اجابة.

    ومنها هذا النص الساذج:


    أخيراً سكنوا..غادروني وودعوني بصمتهم..وفي هدوءهم.. وصمتهم أبدأ أنا في قتل نفسي ببطأ..ساعات الليل الطويلة..وحيد.. ارتشف كأس الهوان والضعف..أخرج نصفي الآخر حين ينامون.. نصفي المعذب..أضعه فوق صدري ليعيش معي ضيفاً دائم الحضور يعيد علي قصتي..يحكيها كل يوم..حقيقة حتمية بلا نهاية. أبحث عن النوم ولا سبيل اليه فعندي زائر لا يخلف ميعاده..يجدك كل ليلة..يقتلك كل ليلة..وبدون رحمة يذهب تاركاً خلفه في كل يوم جراحاً جديدة..وعلى القلب الضعيف الذي امتلأ ندوباً يوقع لي ..جراح تعالج نفسها بقانون الطبيعة والحقائق المستمرة مع طلوع النهار ودورة الحياة ، ليعود ويفتح جرحاً آخر بأداة أخرى أكثر إيلاماً ،.......وحدي والليل والأطياف..وأمام الأبواب المفتوحة التي تدعوني للدخول ..والتكرار...تكرار..وتكرار..وتكرار. وراء كل غرفة إعادة لمشهد وتكرار ، تكرار يقتاتك الى درجة الاختناق..يعيش فيك أنيناً ، ينهش في صدرك في تلذذ..ثم يتركك فجأة كما هجم عليك..خائر القوى والانفاس يرميك ، ضائع المعاني يرميك..بلا إجابة واحدة لأسئلة تائهة تتوسدها في نعاسك. أخيراً يدعني أنتزع ساعتي بعد معركتي الخاسرة مع الذاكرة لأتذوق النوم الذي تمرد..نوم مُــرّ بطعم الهزيمة والندم..
    لماذا لا تنسى!!.. انس وارحم!!
    هذه الليلة..ليلة أخرى وعذاب متجدد وقراري الأخير. في تلك الساعة من الليل الغائر..وقت السجود والذكر ، وقت النسيم والراحة ، وقت الهمس ، وقت الهدوء الذي يعشقه قلبُ صوفيٍ محبْ ، وقت أُنسك مع القمر ، وقت الهجود والرؤى والأحلام ، وقت الحمّى التي تقلًبك في الفراش وأنت تتوسل اليها أن تغادر ، وقت عذابك الذي اخترت..وقت الذئاب ، وقت الذاكرة..
    وبكل ما تبقى مني..من فتاتي..ألملم بعضي وأنظر في وحدتي المطلقة..يا رب انزل رحمتك علي..هذه الليلة ستكون الأخيرة..هكذا قررت. ستكون المعجزة التي تمنيت..سأصنع معجزتي أو فالأهزم هزيمتي الأخيرة..سأحكي..أحكي لأنتقم..لأغير..لأفهم..أحكي..
    حكايتي التي أحطتها داخلي بجدران سميك من رصاص..حوى الانفجارات..وحوى الأشلاء..غطاني من الناس..شكلني بمظهري الحي الذين يعرفون ،
    صنع هيئتي عندما نويت أن ألُفّ حقيقتي الممزقة بألف حيلة لكي أعيش ، قسراً تمارس شروطهم لكي تستمر..وهم..هم لا يعرفون أن معاناتي في ابتسامة..ابتسامة أغلف بها حياتي فأعيشها معهم وأدعوهم بها الى نجاحي الكاذب..كما أرادوا..أو كما أراد جانبي المحطم أن يخفي..وعليه أن يخفي عاهته..وأن خلف الابتسامة رجل آخر ضائع.
    اليوم....
    ماذا في هذا اليوم وهذه الليلة..
    ..الليلة قررت أن أودع ليالي السهر وأنيني..سأحضر صفحات بيضاء ألقي فيها مرارتي..سأقتل فيها كل المأساة وأعود..أعود أعيشك كما خلقت يا ليل من أجله..للراحة والنوم والعبادة..
    سأمحو ذاكرتي في هذه الصفحة.وأعترف..لن أتسول أحداً..نفسي بنفسي أعالج..سأفتح كل الجروح بمبضع الاعتراف..فلا تخني يا قلم واملأ هذه الصفحات البيضاء التي اخترت..أقتل كل مساحة بسوادك الشافي..اصنع الكلمات فأنا لا أملك غيرها ، داوي دواخلي بكل مر وعلقم ولا تأخذك رأفة..أكويها ولا تجعل من الكي آخر علاج ، طاوعني لأجعل منها أوراق للتاريخ.. أوراق لما تبقى لي من حياة..أوراق أسجل فيها كل الهزائم. فلا تخذلني والخذلان أصبح عنواني..لا تضعف والضعف والهوان أصبح هو أنا..أنا بذاتي. إبدأ يا قلم واعترف.. واحك عن حاملك..اقتله رمياً بالرصاص ، تحرك فلم يعد هناك معنىً للعار في هذه الصفحات ، انتهي من عذاب الذاكرة ، لا تبقي شيئاً أرجوك. فقد قررت أخيراً أن أنام . خذ كل حبر الذاكرة..تحرك فعذابها في المشاهد..وألمها في التفاصيل..وكلها أمامك الآن.
    اعترف....
    وأول اعتراف ليكن عن فجيعتي.. ، اكتب أن فجيعتي ليست في مستنقع الفشل الذي رميت فيه نفسي مع سبق الاصرار والترصد ، ليست في أخطائي التي تطاردني ، ليست في نفسي المتآمرة التي حاصرتني. فجيعتي ليست في امرأة كنت أقف على طرف هاويتها وأنظر لموقع سقوطي..ورغم ذلك هويت فيه قتيلاً بارادتي ، ليست في طريق اخترته ، فجيعتي ليست في أحلام ضاعت ولن تعود ، ولا تسأل دعني أخبرك أين هي...
    فجيعتي كانت في هروبي..في ضعفي..في احترافي البكاء على نفسي.
    واليوم عنها سأحكي..وعن هروبي سأملأ هذه الصفحات اعترافاً وقتلاً..
    لأعيش.





    ولسة مع النص بتاعكـ
                  

10-05-2010, 10:15 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: محمد يوسف الزين)

    الكتابة فعل تواضع! بل هي التواضع،
    حين ينجلي خواء نفسك، وفقر ذاتك..


    Up
                  

10-05-2010, 10:19 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    تحياتى يا عبد الغنى

    وأبلغ التقدير وأقصاه

    ربما هو مخاض الكتابة

    أو فلنقل وجعها المكين

    فالكتابة تشبه صاحبها

    حتما تشبهه إن لم يكونا، كائن واحد

    وفى ذات "وجع" استصحبت معى "الشعر" دليلا، فى محاولة لإرجاع الكتابة "فى مسماها" لصاحبها

    وقررت أن الكتابة حتما تشبه صاحبها
    ولا بد لمثل هذا الشبه أن يكون على مستوى الداخل أو الجوهر أولا، لأن النص، أى كان، يعبر عن أعمق ما يكمن داخل الذات التى تنتج الكتابة، وحتما لا مجال لنسيان الخارج وما يحيط بالكاتب ساعة بعث ما يكتب، ولكن، هل الخارج إلا نحن/هو/هم؟

    فى مجموعته الشعرية بعنوان "ايقظتنى الساحرة" يقول "قاسم حداد"

    أوقفتنى فى سدرة المعنى وقالت
    لن ترانى مثلما أراك
    قليست الرؤية فى العين / الرؤية فى القاف
    ولن تشهدنى مثلما اشهدك
    فليست الشهادة فى النجاة
    الشهادة فى التهلكة
    ولن تضعنى على جرح مثلما اضعك
    فليس البلسم فى التعديل
    البلسم فى الجرح

    كل هذا يا لأقول
    أن الكتابة دائما ما تكون تعبيرا آتيا من أعمق المعانى وليس من قشرة الإحساس القريبة من متناول الكلام، حينها تكون الرؤية أكثر شمولا وأدق تحديدا لما يراد التعبير عنه، وحينها ايضا، يسقط الجدار الذى يفصل بين الكاتب والقارئ وينفرج المدخل بين البعث والتلقى، ليصبح القارئ هو كاتب النص، هذا إن أراد، ولكن أى قارئ ذاك؟

    ففى الشعر مثلا لا أقدر أن أحضر شخصا لا يتذوق الشعر ولا يلم بأولى ابجديات اللغة والمعانى لأقرأ عليه "المعرى" مثلا، أو لأنشد أمامه بعضا من "درويش"
    وقتئذ سوف أضيع وقته وأذبح الشعر أمامه
    إذن لابد من توفر الحد الأدنى للمتلقى من أرضية الإستيعاب، والإستعداد أولا لتلقى ما هو مكتوب، ومن ثم يمكن مساءلته كما ويكون له الحق بعد ذلك ايضا فى مسائلة النص ذاته وتقييم كاتبه

    ويوجد فى "التعاليم البوذية" حديث عما يمكن تسميته أو ترجمته ب "المعنى المتداخل" أو "التجسيد المتمازج" لا أعرف أى الترجمتين أصوب، ولكن وعلى كل حال، ما يقوله المعنى هو أنه
    "إذا كنت شاعرا فسوف تدرك بجلاء أن هناك غيمة تسير فوق هذه الورقة الخالية، ومن دون الغيمة لن يهطل المطر ولن تولد الأشجار، لذلك فسوف لن نقدر أن نصنع الورق، الغيمة ضرورية لخلق الورق"

    مع ملاحظة أن الحديث هنا موجه تماما صوب الشاعر، وهو كما أرى تمثيل للكاتب، أى كاتب يخلق النص ويبذر المعانى فى أرض لغته

    وما يريد البوذيون قوله، هو أن الكاتب وفى المقام الأول، هو من يدرك أبعاد المعنى، المعنى كاملا وفى كل تداخلاته الخارجية والداخلية، ثم وبعد ذلك يأتى دور المتلقى والقارئ فى التفسير، وفق ما يشاء زكيفما أراد
    إذ أنه ليس فى وسع الكاتب وهو يكتب، أن يضع حواشٍ وفهارس أو تفاسير لكل ما يكتب، فهو يكتب ولسان قلمه يقول

    ها هو النص أمامكم والبصيرة دونكم، فتخيروا أى المعانى تريدون

    إستوقفنى كثيرا "قاسم حداد" وهو يقول فى نفس المجموعة التى ذكرها آنفا

    أوقفتنى فى الورقة
    ورسمت كوخا يتكئ على شجرة
    للكوخ هيئة النسيان
    وللشجرة شهوة المخيلة

    تسللت المعانى إلى داخلى، وفسرتها كما شاء لى الشعر والذوق والعقل والوجدان

    ترى كيف كان حالها لدى الآخرين؟

    قطعا لا أعلم ولن أعلم

    لذا فلنكتب ذاتنا أولا

    وللآخرين كل الحق فى تخير أبواب الدخول إلى الفهم

    ولنا أن نختار كتابتنا

    ملاذاً وموئلا للروح

    علها تستريح ولو قليلا
                  

10-05-2010, 11:44 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: أبوذر بابكر)

    المبدع محمد يوسف الزين


    شدتني، ما يجري لك وراء كواليس الكتابة..

    Quote: سأمحو ذاكرتي في هذه الصفحة.وأعترف..لن أتسول أحداً..نفسي بنفسي أعالج..سأفتح كل الجروح بمبضع الاعتراف..فلا تخني يا قلم واملأ هذه الصفحات البيضاء التي اخترت..أقتل كل مساحة بسوادك الشافي..اصنع الكلمات فأنا لا أملك غيرها ، داوي دواخلي بكل مر وعلقم ولا تأخذك رأفة


    تلك الكواليس، العجيبة،المرة..
    تلك الجلسة الصادقة، مع النفس، مواجهة النفس، بعيدا عن دوامة الحياة..
    كأنت ترى نفسك أول مرة
    كما تحس بغرابة وانت تنظر لنفسك في المرأة
    لانك لا ترى نفسك، سوى في المرأة..

    والكتابة مرأة..
    مرآة صادقة، ليست مقعرة، أو محدبة "وقد تكون لو ألتوت النفس..
    ولكن الكتابة الجادة، تعري النفس، وتهظر الرعونات والادعاءات..

    في الغرب، لوجود مساحة حرية، تظهر الكتابات رعونات النفس، والوسواس الداخلي، والمخاوف، والامتعاضات، بل حتى الهذيان، فأدب كافكا، وهيرمن هيس، والبير كامو، وخاصة قصته، الغريب، تتجلى فيها اعترافات نفسية خطيرة، طرحها امام الرأي العام، بل حتى على مستوى الضمير الموسوس للفرد..

    فعلا الكتابة عملية تطهير، وتجفيف للرطوبة الداخلية، او عرض للندى والزهر الفواح بقلب وعقل الكاتب..


    سأحكي لاحقا، عن قراءة لقصة صغيرة، لانطون تشكيوف، وكيف احسست به، أكثر من بطله الطفل كانكا، كأن الكتابة هي عالم ألفة، مع الاشياء والاحياء، ودفء.


    فعلا، عوالم الكتابة كتيرة،وعصية الفهم، ولكنها تقود للتواضع، حين نرى انفسنا عراة في مرآة الورقة البيضاء..


    ما اصدق مرآة الورقة البيضاء، في كشف عيوب فكرنا، وشعورنا، وفوضى معارفنا، وتكاثر التناص الداخلي، الخافت، النبض، حتى تحسب نفسك اصيلا في الكتابة، ويكون الواحد بغبغاء، ولكن جرى التأثير لعالم اللاشعور، حتى لم يشعر به الكاتب..


    كان الله في عون كل كاتب، ولو من يكتب أو تكتب الرسائل الصغيرة في الموبيال، المسج..


    المحبة... ومزيد من خواطركم، عن طقوس الكتابة..


    محبتي..
                  

10-06-2010, 05:54 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    قصة الطفل كافا...
    انطوان تيشخوف

    ما السر؟ في ذلك العزاء الذي تقدمه لنا القصص، وخاصة القصة القصيرة الجيدة؟..

    أحيانا يصيبني طرب من أجواء القصة، وعوالمها، ولكن أغلب الطرب وأعظمه للكاتب، للإحساس العجيب للفنان وهو يكتب عن ذات أخرى، أو طفل (قد يتذكر طفولته)، ولكنه يخلق طفولة أخرى، ويتمقص الدور باتقان عجيب..

    فيكون طربي لحنو الكاتب، وإحساسه العجيب بالآخرين، فتقر عيني..
    دوما أغرق في تأمل وجه تيشكوف ونظارته والحبل الذي يربطها، والمتدلي فوق صدره وهو يكتب قصة هذا الطفل، ويشحذ قلبه كي ينزف هذه الحكاية الحزينة، وقدرته على استدعاء حتى المناخ، فتحس بالبرد، كما لو أنك نائم وقدمك تسللت من الملاءة..

    هذا على مستوى الكاتب، والقصة..
    والقارئ؟ اللهو أنا..
    طبعا أنا (البطل)، وإلا لما جرى لدمعي وقلبي ما جرى..
    فالطفل هو أنا (هكذا تستدعى إبداعية التلقي)، وإلا كنت مجرد متفرج، (ولم نكن صدى الأحداث ولكن كنا التجربة)...؟

    هذا الطفل، والذي يرتجف من البرد، وهو يعمل طوال اليوم في خياطة الاحذية وصبغها، ويديه ويدي ملوثه بالدهان، والشعر منكوش، والقلب رابط عليه الحزن، والغرفة غير مرتبة وصغيرة وضيقة، كلها تحيط بي، وبه، روحان حللنا بدنا، ثم يشرع الطفل في الذكريات، وأشرع معه، لا أكذب أحيانا، ازوق من القصة، وأتخيل طفولتي، ولكن الذي أثارني هو الطفل (هو تيشكوف في النهاية)..

    ولاشك اجواء القصة تثير الشجن..

    قصة الطفل المسكين، اليتيم والذي يعيش مع جده، ثم ارسله للعمل في مدينة بعيدة مع اسكافي، وفي المساء وعلى ضوء شمعة يكتب الطفل رساله لجده لكي يأتي ويأخذه.. يكتبها وهو خائف من صاحب العمل ان يراه.. بأيدي مرتجفة، وقلب حزين، يكتب رسالته الحزينة، المليئ بالشوق والدموع والامنيات الساذجة للعب مع الدجاج، والكلاب، وتذكر الظلال وركوب ظهر جده..

    والطفل يشتاق للجد والكلاب والدجاج، يصور ذلك في رسالته الساذجة، ثم يمشي للبريد، كما يرى الناس، ...

    ولم تغير القصص المسبوكة النفس، وللحق حين قرأت هذه القصة كنت متوتر، دخلت الغرفة ونفسي منقبضة، فأخذت رقدة على السرير، ولم أكن أرغب في فعل أي شئ، بل أي شي كان بغيض، خواطري أوحت لي بعمل شي لتغير المزاج، فرفضت، وكان أحساسي بأن أي شي لن يغير وجداني الداخلي، هكذا كتب على اليوم أن أتوتر..

    ولكن أرغمت نفسي، نعم أرغمتها على قراءة سطور من مجلد تيشخوف، ولحسن حظي وقع بصري على قصة كافا، الطفل...

    بدأت السطور الأولى بامتعاض، ولكن لم يمضي أكثر سطرين، حتى أبتلت حقولي الجدباء، الجرداء...

    وأحسست بالطفل، ونسيت نفسي (يارب لو لم أرغم نفسي على القراءة، كيف كان حالي)، ودخلت اجواء النص..

    وحين أكمل الطفل رسالته، ومضى للبريد دون أن يكتب عنوان المدينة واسم جده، حين رمى الرسالة في صندوق البريد، رماني، معه، تجاوز حزنه حزني، وهو لا يعرف..

    بل لا يزال ينتظر الرد..
    مثل العزيز جودو، في رائعة بكيت (لا شي يحدث، لا أحد يأتي، هذا شئ فظيع)..

    لا أحد يأتي .. ما أكثر الانتظارات في حياتنا، بل كلها انتظار، نحن ننتظر فجر الغد، كي يحل المعضلة، ونبتسم أكثر..
    ولكن مالامرمي يقول (ان المتوقد والبكر هو اليوم)..


    وملأ الحزن النبيل تلافيف ذهني، ذلك الحزن، الذي يتراءى لي، إن المعصوم نبي البسطاء، قال عنه (الحزن رفيقي)، فعيون التقصير للعالم الماثل، تدمع للقحط والجور الذي يملأ البحر والبر، والقلوب..



    ...
                  

10-07-2010, 11:06 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    عبدالغني .. السلام يغشاك وقلمك اليغتس في مسام
    الروح ، لي زمن شعرت بهواني على الكتابة ..
    مش الغميسة .. حتى العادية بتاعة الونسة و
    (رزق اليوم باليوم) مثل السياسة السودانية،
    عصفت بي الحيرة ومخاض غروري عاجز حتى عن المداخلات
    العابرة في سودانيزونلاين إلى أن وجدت (هوااان الكتابة،!!)
    فحمدت الله وشكرتك على بداية (الإنقاذ) وقد دنا عذابها
    كما عجبتني صورة الولد أب قميصن مشروط وهو على
    أرض معشوشبة منكب على الورقة وبجانبه رفيقه باسط
    أطراف أصابعه بالوصيد، فماذا يحدث إذا لم تشاهد
    حبيبتك لمدة سنة .. وماذا سيحدث إذا أفضى الإستفتاء
    لإنفصال الجنوب الحبيب وانفرد المؤتمر بالشمال
    والحركة بالجنوب وتاه أهل مناطق التماس عن مشاربهم
    رأيك يا عبدالغني (ما حا ينكسر قلم الكتابة) عديل
    وينقطع تأملي في قناعة صديقي محمد مصطفى الذي قرر
    أن يبقى على خيط الأمل ولو على سنام الكأس ..

    جيت أسلم عليك وأقول ليك نتابع كشوفاتك عسى
    أن تضع أقدامنا على طرف الحقيقة بين برودة العقل
    وخفقان القلب .. ولا زال أبو عركي يغني:

    عن حبيبتي بقول لكم لونا سمره ومنكن
                  

10-10-2010, 07:53 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الحبيب استاذ محمد عبدالجليل..


    الأمر محزن، والوطن يمر بأصعب تجربه في تاريخه الحديث، وتراكم الأخطاء الفكرية، والتربوية، والدينية، والاخلاقية، تبلورت في سياسات الكيزان أنصع ما يكون، وهاهي الاقليات الدينية، والعريقية، والمكانية، تطالب بحقها، وهويتها، بلا مورابة، كاملة..


    سنعود لموال الحزن، لو مد الله في العمر، ولكن لن ننسى بصيص الامل، في شعب الجنوب العاري، المرهق، والذي ناضل، باستبسال حتى نال حقوقه، عنوه، وقانونا...

    محبتي، وشكري..
    وسنعود، بإذنه تعالى، لمأل وحال الوطن..


    محبتي..
                  

10-12-2010, 02:34 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    مزيد من القراءة، التحايا ياغني .
                  

10-12-2010, 04:44 AM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    التحية لأستاذي وصديقي عبد الغني كرم الله
    وأنت تصور لنا لحظة التكوين الأولي..
    وما أصعبه من مشهد وما ولد صغير وهو خالد فانه يحمل كل جينات النجاح ... فيصير نخلة أصلها ثابت وفرعها في السماء ... وما ولد وليس له مقومات البقاء فانه حتما سيذهب جفاء...
    استمتعت جدا وهذه قراءة أولي
                  

10-12-2010, 06:46 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: تولوس)

    أخي وصديقي عبدالمنعم إبراهيم الحاج..


    قلنا، بدل "الكتابة، نتأمل الكتابة ذاتها، لم يحن الإنسان للتعبير عن نفسه، بالكتابة، وبالرقص، وبالغناء، وبالبسمة، وبالبكاء، وبالخوف، أي شي قد في سمته، كي يعبر عنها، بشكول، وطيف مختلف، وماهي الحياة، وملكة التعبير فينا، أهي الحياة..
    وسرها الغامض..


    من هوان الكتابة، هو وصف الناس، بل أقرب الناس إلي، مثلا أخواني، أخواتي
    أحس بأن أي منهم له "أصالة"، تفرد، ولكن حين اشرع في وصفهم بين سطوري تتشابه الاوصاف، فأحس بعجز لغتي، أو عجز تمثلي لهم
    وكأن نور بصيرتي لم ينفذ إلى ذواته، والتي اشعر بها في قلبي، بل حدسي، فيأتي الوصف باهت، متشابه، يمكن إطلاقه على أي فرد..


    فكأن الكتابة، عليها أن تسبر الذوات، أو تسبر ماهية أي زول، ثم تعبر عنه، بصدق، وشمول، وهيهات، هيهات، لأن الحياة أكبر من اللغة، ولها عوالمها، وروائحها، ومذاقها، واللغة مجرد كائن بسيط، ساكن، لا شم في الحروف، و مذاق (سوى بخيال القارئي)، فتعود الكتابة، عن الحياة خزلان للحياة الموصوفة، وتعود العلاقة، بن الواصف، والموصوف، والوصف، عبارة عن جزر معزولة..

    وكان الله في العون الكاتب، أي كاتب، بل مطلق كاتب، بل مطلق إنسان يعبر عن نفسه ولو بالبكاء، أو البسمة، أو الشعر، او الرقص، فالتعبير فن، عن عوالم الانسان الداخلية، العريضة، الوسيعة، والتي لا تحاط،...

    بل تأمل الغرائز، فينا، يجعل الضلال، والشك، صديقنا، في فهم ماهيتها، وكينونتها، وسرها...


    محبتي، في ديوان هوان الكتابة، وللحق كلمة هوان، هي ان تحس بأن ذرة صغيرة، صغيرة، في كون لا مترامي، ويكون الهون، حينها، أقرب للموسيقى الهينة، التي تعزفها جوقة الفيزياء والكمياء والحياة، والانفعالات..


    محبتي، بلا حدود..

    صبح اسمر، وجميل، وفاتن..

    ..
                  

10-13-2010, 08:21 PM

اشرف السر
<aاشرف السر
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    Quote:
    وأنت سويعات واقف، نادم، حزين، كطفل في حصة التسميع، أمام الناظر، وذهنه لا يحفظ بيت، بل حرف من القصيدة، ومع هذا رفع اصبعه عاليا، أكثر من الفصل كله، حين قال الناظر "الحافظ منو"...


    .

    .
    .
    متابعة.. بخجل لأني لا احفظ حرفا واحدا
                  

10-13-2010, 08:27 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: اشرف السر)

    لك التحية يا استاذ
                  

10-13-2010, 09:31 PM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    تقول الكاتبة غادة السمان عن الكتابة: ( هى تحد حقيقى للموت .. انها مهنة مرعبة لكنها جميلة )

    لعلها توجز بعض ما ذكرت .. .
    وأقول :
    ما أتعس أن تكون كاتبا فالذين يتعاطون الكتابة يرون العالم مجردا
    تختلف عندهم درجة الشوف والسمع والذوق واللمس والشم .. لديهم سوبر احساس .. رغم ذلك
    يطغى احساس المعاناة عندهم على احساس المتعة المتوهم ............ تحياتي أستاذ عبدالغني
                  

10-14-2010, 08:56 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: أبوذر بابكر)

    الحبيب، ابوذكر بابكر..


    أحوالك، وشوق بلا حد..


    بالحيل، الكتابة غريبة الاطوار، ولمن نكتب؟ وهل نقول ما نحس به، وهل نخاطب احد ما، ولو في الخيال، وكيف نخاطبه، ام نخاطب نفوسنا الغائرة، وخواطرنا التي تسال، وتشك بداخلنا..


    سعيد بإضافتك للحيرة والارتباك والهوان في عوالم الكتابة..

    السيد همنجواي، كما تعلم، اصابه احباط لتوقف الكتابة، بل اختار حياة أخرى، حين أحس بنضوب قدرته على الكتابة، على الحياة، وللحق العجوز والبحر، ليس كتاب، بقدر ماهي شكوى، من قسوة وعمق الحياة..

    وهناك رسائل جميلة من ريلكة، ويوسا، النوبلي الحالي، عن الكتابة، بل قالوا (هل تموت لو منعت من الكتابة)، من التنفس بالكتابة عن عوالمك الداخلية..

    احيانا يكون الشعر معبر حقيقي عن وجدان داخلي، سريالي، حالم، من الصعب ان يستوعبه السرد، السرد العقلي


    غايتو الكتابة عالم مربك..


    محبتي..
                  

10-14-2010, 09:56 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    up
                  

10-17-2010, 05:06 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوااان الكتابة،!!... (Re: محمد يوسف الزين)

    الحبيب، عمر عبد الله فضل المولى

    اخوي كينفكم..


    قلنا نراجع الكتابة، وطقوسها، وما تعكسه مرآتها الصادقة عننا..

    وكما برضو من شروط الكتابة الصدق الفني العظيم، والحياد في بناء الشخوص لو كان الامر راوية، أي ان تبتعد عن مواقفك، ورواك، اقصد لو كان الشخص في الرواية هي معارض لفكرتك، مثلا، مثل قصة ثرثروة فوق النيل، فهناك عدة شخوص، كل يحمل رأي في الحياة، وفي الإله، وفي الموت وفي السياسية، وبرضو قصة "ابن فطومة"، تحس بان نجيب محفوظ، كتبها كقناع دي كمان، كي يقول رأيه في اختلاف الأديان، من وراء شخوص، فتعود للكتابة مكر داخلي، قد يكون خوف الكاتب من الرأي العام، وعدم مواجتهه، وقد يكون لصدق فني، وحنو داخلي للدين، واللادين في نظر الكاتب، وقد يكون تسامى بفهمه، وشعر بأن الأمر واحد، ولكن بعده وجوه، فالتفكر في الذات ممتتعن، للمؤمين، ولغيرهم، هكذا جرى الأمر في اقصوصة ابن فطومة..


    وتعود للكتابة مهممة مواجهة النفس، بعيدا عن دوامة الحياة، والشعور بعلاقتك الوثيقة بالقضايا الوطنية، والكوكبية، والماض والحاضر، وكل شئ... لذا تشعر بخطورتها،



    ومحبتي، وصباح موفق وسعيد..

    ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de