مدرس خصوصي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-03-2010, 11:22 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مدرس خصوصي

    إهداء لكل زملاء المهنة في أصقاع الوطن )

    ***



    على مضَضٍ قَبِل الأستاذ ( مضوي ) زيادة مدخوله الشهري بعملٍ إضافي ..
    إنفصاله عن زوجته الأستاذة ( محاسن ) يشتت أفكاره ..
    إبتعاد طفليه عنه يؤرقه بشكل مستمر ..
    على سريره المتراخي .. يرقد على ظهره يجتر ذكرى أيامه مع محاسن ..
    ترقد بجانبه عدة كراسات لم يطالها قلمه الأحمر ..
    سيجارة نصف مستهلكة ترقد على الطاولة ..
    إبتسم عندما جالتْ بخاطره ذكرى أول لقاء له مع محاسن في مكتب ( المدير ) ..
    ظل يرنو إليها من طرف خفي .. يسترق النظر كلما سنحتْ سانحة ..
    يتحدث و يجول بناظريه على زملائه و يقف عندها لتجعله عيناها الواسعتان يتقهقر قسْراً شاخصاً ببصره إلى جهة أخرى مبهوراً ..
    يقطع حبل تفكيره سعال والده .. يعقبه صوت أمه و هي تكرر الموال اليومي :
    ما بتسمع الكلام يا حاج .. قلنا ليك روح الحكيم عشان تشوف حكاية الكحة دي ..
    و يضيع إحتجاج أمه وسط نوبة جديدة من السعال ..
    إيهي يا محاسن .. لولا عصبيتك الزائدة لتهادتْ مراكب حياتنا في سلام و أمان..
    مناكفاتهما زادتْ عند حدها ..
    عصبيتها طالتْ كل شيء .. و تسارعتْ وتيرتها عند إشتداد الضائقة المالية ..
    قطعة الأرض التي لم يتجاوز سور حوشها المترين كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.
    عصفتْ السجالات بحياتهما و أحالتْ البيت إلى ساحة من الجدال اليومي وسط حيرة أطفاله.
    غداً سيذهب لأول درس خصوصي ..
    ( السني ) صاحب الدكان هو من أرشده إلى المهندس المتقاعد ( سعيد ) ..
    قال ( السني ) و هو يلفظ ( سفة صعوط ) من تحت لسانه :
    المهندس سعيد دة راجل مبسوط و وارث و مرتاح شديد .. و مهتم كتير بتعليم وليداتو .. أها بدورلو مدرس رياضيات فالح متلك كدي ..
    عندما طرق الباب و هو يقف بمنتهى أناقته .. متعطراً بما تبقى له من عطر الأيام الخوالي .. مرقتْ صورة محاسن من أمامه .. و بإصرار نفضها عن ذاكرته و هو يتأهب لهذه التجربة التي يخوضهامجبراً ..
    قاتل الله الظروف ..
    تمتم في سره ..
    فتح الباب صبي صغير وسيم الوجه منفرج الأسارير ..
    نظر إليه ( مضوي ) مبتسماً ..
    فبادره الصبي بإبتسامة بشوشة : إنت الأستاذ ؟
    أجابه مضوي بإيماءة من رأسه .. ثم دلف خلف الصبي الذي قاده إلى الصالون ..
    أناقة الأثاث و ترتيبه ينمان عن ذوق رفيع ..
    صورة كبيرة بالأسود و الأبيض لرجل وقور يلبس قفطاناً تتوسط إحدى جدران الغرفة الكبيرة ..
    مكتبة ضخمة عامرة بشتى أحجام الكتب و المجلدات ..
    رائحة بخور الصندل لا تزال بقاياها تنتظر بين طيات قماش الكنب ..
    نعومة السجاد الفاخر تغمر قدميه براحة تدغدغ كيانه المُتْعَب ..
    نظر إلى حذائه الذي يعلوه الغبار .. رغم حرصه على تفادي تضاريس الطريق عند قدومه مشياً كل هذه المسافة الطويلة ..
    العرق الذي بلَّلَ قميصه و عنقه بدأ يتلاشى تحت وقْع لسعات الهواء البارد المنبعث من ( مكيف ) الهواء ..
    دخل الصبي مرة أخرى و هو يحمل ( صينية ) تعلو كأسه عدة مكعبات من الثلج تموسق خطوات الطفل الحريصة على التوازن ..
    إتفضل يا أستاذ ..
    أبوك وين ؟
    أبوى سافر الصباح بورتسودان .. أمي بتجيك حسع ..
    قبل أن يكمل رشفته الأولى .. دخلت الأم .. يسبقها عبق عطر يوحي بالسكينة و الدِعة و يتغلغل في الدواخل كمن يحاول أن ينبش فيه ذكرى قديمة منسية تشابي للخروج ..
    ألقتْ إليه بالتحية و جلستْ في كرسي بعيدا عنه ..
    رغم أنه حاول أن لا يطيل النظر إلا أنه أحس بأنها ترمقه بنظرات فاحصة تخترق صمته و مظهره الوقور ..
    فهم منها أن المَعْنية بالدروس هي إبنتها ..
    راحت الأم تتحدث عن إنشغال الأب و إهماله مراجعة دروس أبنائه و كيف أنها لم تعد قادرة على التوفيق بين واجبات البيت و بين متابعة الفروض المدرسية.
    تابعها و هو يقارن بين هدوئها و موجات زوجته محاسن العاصفة ..

    أحياناً كان يعذرها .. فهي تخرج معه صباحاً و يدخلان سوياً منهكين ...
    إعترف بينه و بين نفسه بأنه كان كثير الإحتجاج على أمور و صغائر كانت تثيرها ..
    أحس بوجود شخص يقف متواريا بالقرب من الباب ..
    تعالي يا بت سلمي على الأستاذ ....
    ثم إستدركتْ الأم : معليش يا أستاذ .. إنت ..
    فقال و هو يسترق النظر للقادمة : مضوي .. مضوي ..


    ( يستتبع )
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de