|
أبيي برميل البارود
|
الميدان:إبراهيم ميرغني
الوضع الحالي في منطقة أبيي ينذر بعواقب خطيرة ويعيش حالة احتقان يمكن وصفها ببرميل البارود القابل للانفجار في أي لحظة.
وأبيي تعتبر من أهم مناطق السودان التي شهدت تداخلاً وتمازجاً قبلياً وكانت نموذجاً للتعايش السلمي بين القبائل، رغم المشاكل التي تحدث بين الحين والآخر. هذه المنطقة تنتظر استحقاقاً دستورياً ليقرر في تبعيتها إما للشمال أو الجنوب.
وسبق ذلك قرار تحكيم دولي (لاهاي) بشأن حدود أبيي. رفضته مجموعات معروفة وما زالت ترفضه برغم أن طرفي اتفاقية السلام الشامل هما اللذان لجآ إلى التحكيم بعد فشل المفاوضات بينهما بشأن حدود منطقة أبيي. والآن هنالك تعطيل وبطء في ترتيبات ما قبل الاستفتاء التي تشمل الإحصاء السكاني وقانون مفوضية الاستفتاء وتكوين المفوضية ومهامها وتكوين اللجان المساعدة…الخ مما يؤشر إلى أن هذا التعطيل متعمد والمقصود به الالتفاف على هذا الاستحقاق.
وواقع الحال في الأرض يقول أن هناك تصريحات بشأن من يحق لهم التصويت في الاستفتاء وهناك تهديدات تنذر بنسفه إن لم تعالج بحكمة. لذا مطلوب من شريكي نيفاشا تهيئة المناخ الصالح لقيامه والبعد عن النظرات الضيقة في هذا خاصة من جانب المؤتمر الوطني الذي ضمن تبعية آبار النفط وتخلى عن المشكلة الأساسية لسكان هذه المنطقة وهي المرعى.
إننا نعتقد أن قضية أبيي قد خرجت كغيرها من القضايا من أيدي الشريكين ولا تجدي المحاولات الثنائية لحلها، وأن لقاء أديس بين الشريكين لحل هذه القضية برعاية أمريكية لا يخرج عن صفة الحل الثنائي، لذا لابد من إشراك مواطني المنطقة في أي مفاوضات أو مؤتمرات تعقد لحل هذه المشكلة. ونقترح على القوى السياسية المعارضة إضافة محور خامس للمؤتمر القومي الجامع بخصوص قضية أبيي مع دعوة طرفي النزاع هناك المسيرية ودينكا نقوك بكل تنظيماتهم للوصول إلى حل جذري لهذه القضية. حقناً لدماء عزيزة ستسفك وثروات طائلة ستهدر والوقت يمضي وهو قطعاً ليس في صالح أطراف النزاع.
|
|
|
|
|
|