إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 01:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2010, 09:22 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم

    لويس نكوسي


    لويس نكوسي أحد الكاتب العمالقة في جنوب أفريقيا وقد ولد في العام 1936م في كوا زولو ـ ناتال وتوفي في 5 سبتمبر 2010م وكان كاتبا متعدد المواهب حيث كتب القصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقالات السياسية كما كتب في النقد الأدبي والشعروعمل صحفيا لعدة سنوات في مجلة إلانغا لاس ناتال بديربان ومجلة الطبل (درام) بجوهانسبيرغ وقد واجه قيودا كثيرة على كتاباته بناء على قوانين النشر الخاصة بمحاربة الشيوعية وقوانين النشر والترفيه االصادرة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي . بدأت حياته في المنفى في العام 1961م حينما حصل على بعثة للدراسة في جامعة هارفارد . ومنذ ذلك التاريخ أصبح كاتبا في مجلتي الأفريقي الحديث بلندن و NET بالولايات المتحدة الأمريكية. وصار بعد ذلك أستاذا للأدب (بروفسير) بجامعة ويمنغ وجامعة كاليفورنيا- إرفين بالإضافة إلى جامعات أخر في كل من زامبيا ووارسو ببولندا.


    وبما أن نكوسي كان معارضا لقوانين التفرقة العنصرية فقد خاضت كتاباته في مجالات السياسة والعلاقات العامة والجنس وطبعت مقالاته وأعماله الأخرى خلال الأربعة قرون الماضية في كل من أمريكا وانجلترا وإفريقيا . وعلى الرغم من عمق كتاباته لكنها لم تجد الإحتفاء الذي تستحق. وبعد سقوط نظام الفصل العنصري وجدت كتاباته إهتماما كبيرا من نقاد الأدب في دول العالم الثالث. و ضم بيرنث ليندفورس، نكوسي إلى قائمة الكتاب الأفارقة العظام أمثال شينو أشيبي ووول سونيكا وذلك في الفصل الرابع من كتابه نقاشات مع شينو أشيبي .


    وبالإضافة إلى مقالاته التي صدرت في أربعة مجلدات فقد ألّف مسرحيتين وأربع روايات ومجموعة واحدة من القصص القصيرة وشارك في كتابة أحد الأفلام تحت مسمى عودي يا إفريقيا والذي تم تصويره بمدينة صوفياتاون بضواحي جوهانسبيرغ.




    LewisNkosi.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة Masoud on 10-10-2010, 07:16 AM)

                  

10-01-2010, 09:25 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    نبذة عن المترجم

    من مواليد قرية البويضاء بمشروع االجنيد في أواخر أربعينات القرن الماضي درس المدرسة الصغرى بها وأكمل الإبتدائية بمدرسة الهلالية الأولية الغربية وسارت به سفينة الدراسة إلى رفاعة الأميرية الوسطى ثم حنتوب الثانوية وكلية الآداب (قسم اللغة الإنجليزية) بمعهد المعلمين العالي بأم درمان (كلية التربية جامعة الخرطوم حاليا) وتخرج منه في العام 1971م

    عمل أستاذا للغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية بالسودان منذ تخرجه في كل من مدارس محمد حسين الثانوية والنصر الأهلية العليا بأم درمان ثم إنتقل للعمل في مدرسة حنتوب الثانوية لمدة عامين ثم إلى النيل الأزرق الثانوية (السني) بمدني ثم في العام 1977 م نقل إلى مدرسة نفيسة عوض الكريم الثانوية بنات برفاعة

    أنتدب للعمل في المدراس الثانوية بالمملكة العربية السعودية في نهاية العام 1977م حيث قضى فيها أربع سنوات وعمل بعد ذلك مترجما ببعض المؤسسات والشركات السعودية بمدينة الرياض ويعمل حاليا مشرفا لشؤون بمؤسسة الصيانة السعودية بالرياض

    له إهتمامات بالأدب والفن
                  

10-01-2010, 09:44 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    مقدمة المترجم

    في العام 1974م وأنا أبحث عن كتاب معين في مكتبة شعبة اللغة الإنجليزية بمدرسة حنتوب الثانوية وقع كتاب صغير رقيق الحاشية في يدي فقلبت صفحاته الأول فعرفت إنه مسرحية ولكاتب من جنوب إفريقيا فتحمست للإطلاع عليه حيث تتزايد وقتها وتيرة حركة التحرر الوطني في إفريقيا وكانت حركة المقاومة ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا على أشدها وليس لدينا أية معرفة بأدب تلك البلاد إلا ما نلتقطه من أخبار سياسية من الصحف والإذاعات . ومدفوعا بحماسي لدعم حركات التحرر الوطني وأشواقي لمعرفة المزيد عنها فقد قمت بالإنتهاء من قراءة هذه المسرحية في فترة وجيزة وكان وقعها وأثرها على كبيرا إذ تعكس كثيرا من الممارسات اللا أخلاقية التي نشاهدها كل يوم من إحتقار الإنسان لأخيه الإنسان وكيفية تضامن الأعراق المختلفة لخلق مجتمع خير يدفع فيه الفرد حياته دفاعا عن حق أخيه الآخر المختلف بالإضافة إلى ما يحتاج الناس لمعرفته عما يجري هناك وهي فرصة للتضامن الإيجابي ولو بشق تمرة مع أشقائنا في جنوب إفريقيا وقد كنت حينها ـ وما زلت ـ منفعلا ومنتميا لكل ما هو إفريقي وقد كتبت قصيدة (إذا حسبتموها كذلك) في رثاء الزعيم كوامي نيكروما أوردت فيها ملمح مما يحدث في جنوب إفريقيا حينها :

    أنا نيكروما
    أنا إبن إفريقيا البار
    فإذا مت يا رفاق فاحرقوا جسدي
    واذروه على غابات إفريقيا وروابيها والقفار
    لأني كما تعلمون يا رفاق إبن إفريقيا البار

    أنا الشعلة الحمراء في قلب إفريقيا الأم
    أنا زنجي من روديسيا يصيح ويصرخ ملء الفم
    لا لا نامت عين الإستعمار

    وزنجي من جوهانسبيرغ يصيح
    يخرج ذهبا لكن مأواه صفيح
    آه ... إختلط الدم بالقيح
    فأتلفت نحو الصوت لألقاه طريح
    بيد الجبار
    فأردد لا لا نامت عين الإستعمار

    ظلت هذه المسرحية تلازمني في حلّي وترحالي ولم يقيض الله لي الإنتهاء من أمر ترجمتها إلا في 27 نوفمبر 1988م وظلت قابعة مع أوراقي حتى أبريل 2010م عندما بدأت في طباعتها التي لم تكتمل إلا في شهرمايو من نفس العام وقد أصبحت جنوب إفريقيا من أكبر وأهم الدول الأفريقية وظل تضامننا معها على الورق وأصبحت مثل هذه الكتابات ذكريات من الماضي وأدب يدرّس وعبرة تتخذ وحدث نفس الشئ بانسبة للمؤلف الذي توفى في الخامس من هذا الشهر ولم نحتف به حيا فكأنما أراد أن تصدق فيه مقولتنا (إن شاء الله يوم شكرك ما يجي)(فقد جاء يوم شكره) ونشرت ترجمة هذا الجزء من أعماله إلى العربية أيام وفاته.


    البطل الحقيقي ل" المسرحية"

    Mandella.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة Masoud on 10-10-2010, 08:39 AM)

                  

10-01-2010, 09:49 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    لويس نكوسي







    إيقـــاع العنف


    ترجمــــــــــــــــــة


    جعفر محمد أحمد عبد الرحيم



    لويس نكوسي إيقـــاع العنف ترجمــــــــــــــــــة جعفر محمد أحمد عبد الرحيم
                  

10-01-2010, 10:26 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    الفصل الأول
    المشهد الأول
    المكان مدينة جوهانسبيرغ في بداية ستينات القرن العشرين وكان الوقت قبل الغروب والمدينة غارقة في إنفجار وحشي من اللون البرتقالي ومنغمسة في غابة متوحشة من أنوار النيون المتلألئة فاتحة ذراعيها كالمومس مثلها وأي مدينة ساعة الغروب.
    تمثل مقدمة المسرح غرفة الإنتظار بإحدى قاعات مدينة جوهانسبيرغ ويظهر لنا جزء من المدينة من خلال النوافذ الزجاجية الكبيرة المواجهة لميدان المدينة وشبخ لأفريقي يقف على دكة مرتفعة يلوح بعنف بكلتا يديه كانما يخاطب تجمعا وعلى الشمال في خلفية المسرح باب خلفه درج يؤدي إلى الطوابق العليا من مبنى البلدية وهنالك باب آخر في أقصى يمين خشبة المسرح يؤدي إلى الشارع
    تنتظم بعض الأرائك في غرفة الجلوس وطاولة عليها كومة من المجلات للزوار الذين يودون تزجية وقتهم في تصفحها وعلى يمين الباب وعلى بعد خطوات منه يقبع هاتف عمومي. وقد تم إستخدام غرفة الإنتظار مؤقتا كقيادة لشرطة جنوب أفريقيا التي تمت تعبئتها لمراقبة الإجتماع الذي يعقده الأفارقة وأول ما يلفت الإنتباه لما يجري هو تكدس عدد من المعدات الشرطية على الأريكة بالغرفة الخالية وهي قبعة شرطي ورشاش ومسدس يسترخي على حزام
    تبدأ المسرحية بإيقاعات جاز قلقة ترتفع أحيانا إلى مرحلة الجنون وذلك حتى عند عزفها وانسيابها برقة قد توحي بنوع من الغموض والجنون معا. تستخدم إيقاعات الجاز متى ما كان ذلك ممكنا وقد تتخلل أحيانا المحادثات للضرورة الدرامية
    تبدو عند بداية المسرحية أنوار النيون وإشارات المرور من خلال النوافذ العلوية منسجمة في حركتها مع إيقاعات موسيقى الجاز مما يساعد في شحن المشهد الهستيري.
    تبدأ الموسيقى في الهدوء عاكسة مهارة العازفين في التحكم فيهاوتنساب في إيقاعات مثيرة وتختفي نهائيا تحت هدير الجموع خارج المسرح والتي تعقد إجتماعا في ميدان المدينة ويزداد هديرها مرة تلو أخرى وهي تردد : اف...ريقيا الحرية .....الحرية الآن .......الخ
    في هذه اللحظة ينطلق من على الدرج اليسار شرطي شاب يرتدي الكاكي ويحمل رشاشا ضخما على كتفه الأيمن يثقل من تحركه فيما يقبض بيده اليسرى عظما كبيرا ينتش منه اللحم وهو يندفع نحو الباب الأيمن وعند إمساكه بمقبض الباب يظهر شرطي آخر يبدو أكبر منه سنا قادما من اليسار وهو يصيح بعصبية:
    بيت: جان ! جان ! إنتظر يا جان!
    يلتفت الشرطي الشاب الذي يبدو وسيما متورد الوجه وعليه فورة الصبا . يتم تمثيل هذا المشهد بخيال يماثل الأحلام ويحاول المشتركون فيه دائما بالتنكر للواقع الذي يعيشونه
    جان) :مواجها الشرطي الأكبر) ما الأمر يا بيت؟
    بيت: على رسلك ، لماذا تندفع يارجل! ( يتحدثان بنبرة ألمانية ثقيلة عرف بها البوير من سكان جنوب إفريقيا)
    جان: أعتقدت بأن هؤلاء الأهالي قد بدأوا في إثارة المشاكل
    بيت : خذ الأمر ببساطة ، ألم تسمع ما قاله العقيد ؟ ما داموا هادئين ولم يفعلوا شيئا فكن مختفيا عن الأنظار
    جان: (يتردد) نعم ! أعلم ذلك ولكنهم يكادون يفقدونني صوابي بصراخهم "حرية !" "حرية! " "حرية !"

    بيت: ( يذرع الغرفة جيئة وإيابا)أنا مثلك أيضا! ( يضع جان الرشاش على الأريكة ويجلس بالقرب منه) ويولي جل إهتمامه للعظم الذي يقضمه ويعطي ظهره للنافذة ولميدان المدينة)
    صوت: ( يسمع صوت متحدثا بوضوح):
    يا أبناء وبنات إفريقيا!

    لقد بدأ الرجل الأسود يتحرك يتحرك في كل مكان من هذه القارة! فمن مدينة الكاب إلى القاهرة ومن المغرب إلى موزمبيق يهتف الأفارقة بالحرية
    إن هذه الكلمة أيها الأصدقاء تلقي الرعب في قلوب البيض هنا في جنوب إفريقيا .. وكلما طرقت هذه الكلمة مسامعهم تحسسوا بنادقهم!

    ( يضع جان البندقية والتي كان قد أمسك بها بمجرد سمع الصوت ويكشر عن أسنانه ويعود مرة أخرى لنتش العظم)
    جان: هه ... صياحهم هذا مجرد هراء ... ماذا يستطيعون أن يفعلوا من دون البنادق؟
    بيت: (أقل إقتناعا) هؤلاء السود لايجيدون سوى الصياح ... إنها عادتهم
    جان: (قلقا) كم عددنا هنا؟
    بيت: مائتان ، ولكننا على أتم إستعداد لاطلاق النارعلى أي ###### من هؤلاء الكفيريين متى ما بدرت منه إشارة لإثارة المتاعب! ( يأخذ المسدس الملقى على الأريكة ويعلقه بالحزام على خصره ويجلس على الأريكة ويعطي ظهره للنافذة ويصبح في مواجهة الجمهور)
    جان: هل تعتقد بأن هذا العدد كافيا؟
    بيت:إننا مسلحون وهؤلاء الكفيرين لايملكون أية بنادق
    جان:هذا صحيح إنهم لا يملكون بنادق
    بيت:(يهب واقفا ويشير إلى شبح في الميدان) ذلك هو غاما ألا تراه ؟يطلق لسانه القذر .. إنه يحسب نفسه شيئا .. هذا الأسود ... إبن السفاح!
    جان: يجب أن نبرز لهم في الميدان لنريهم رفضنا لهذا الهراء
    بيت: لآ ! إنهم يحبون الإستعراض عندما تبرز لهم الشرطة
    جان: ماذا سيفعلون إذا ... ( يتخلى عن السؤال فجأة)
    بيت: إذا حدث ماذا؟
    جان: من الأفضل ألا نتحدث عن ذلك ! سوف لا يفعلون شيئا أبدا !
    صوت: ( يسمع الصوت مرة أخرى) أيها الأصدقاء .. إنني أسألكم بمن يثق هؤلاء الرجال العنيدين عندما يتحدون العالم بأكمله ... عندما يستمرون في قهركم مجافين للمنطق ورافضين للنصح؟ أنا أقول لكم السبب: إنهم يثقون في البنادق ! يعتقدون بأنهم قادرون على معالجة الإضطرابات ! لكن هل يستطيعون أن يحكموا بالبندقية أبد الدهر؟ ( " لا" كانت إجابة الجماهير الداوية )
    صوت: لا .... هذا صحيح أيها الأصدقاء ! يستطيعون أن يجعلونكم عبيدا ما دمتم أنتم راضون بذلك
    جان: (ممسكا ببندقيته وهو يتحرك قلقا جيئة وإيابا) يا ابن الزانية!
    بيت: هذا مجرد كلام ! كلام فقط ! كلام !
    جان: ( يجلس ويبدأ في نتش العظم مرة أخرى) أه ... ماذا سيفعلون بدون البنادق!
    ( صمت طويل )
    بيت: هؤلاء السود القذرين! لماذا لا يفعلون شيئا حتى نتمكن من إنهاء هذا الأمر إلى الأبد! إنهم يرهقونني ! يرهقونني ! يرهقونني !
    ( يرن جرس الهاتف فجأة ويقبض كلاهما على سلاحه بعصبية ويندفعان صوب الهاتف . يخطف بيت السماعة ويبدأ في الكلام )
    بيت: نعم أيها الرائد ! لا! لا! كل شئ هادئ ! إنهم يتكلمون فقط .. مجرد أصوات وغضب! لا ! معذرة أيها االرائد أنا لا أمزح ! نعم سيدي ! نعم سيدي ! سنراقبهم سيدي ! نعم سيدي ! مع السلامة سيدي ! ( يستدير بوحشية نحو جان ) حسنا ! كيف نحب هذا ! لا يمكننا أن نتفوه حتى بنكتة حول هذا الموضوع ! يقول لي هذا ليس وقت المزاح ! كل إنسان يتصرف كأنما هؤلاء السود قد شارفوا على إستلام البلد !
    جان: هل كان ذلك الرائد لودورف ؟
    بيت: سوف الحس كوعي إن لم يكن هو ( يمسح الميدان بنظره) ولكن إلى متي سيصبرون على هذا العبث ؟
    جان: وإلى حين يمتلك أحدهم الشجاعة لوقف هذه المظاهرات فعليهم اللعنة ! يبدأ الأفارقة في الكلام بهذه الطريقة ولكن يتم إسكاتهم قبل أن يتموا جملتهم
    بيت: هؤلاء هم الإنجليز ومجلس مدينتهم ولو كانت هذه مدينة للبوير فسوف لا يحدث شئ من هذا أبدا. من الأفضل أن نسكت هذه الجرذان المذعورة قبل أن يجدوا وقتا للخروج من هذا المكان
    جان: الإنجليز لايجيدون التعامل مع الأفارقة ! أنظر ماذا حدث في كينيا! وماذا يحدث الآن في روديسيا ! هذا هو ما جنوه من تدليلهم للأفارقة
    بيت: ( يجلس) أعطني قضمة من هذا العظم يا رجل! لم آكل شيئا منذ الصباح (يبدو منهكا) إنهم بالتأكيد يشغلوننا
    جان: لا تنسى أن تعيده لي ( يعطيه العظم )
    بيت: ( يمضغ ) جان ، هل حدث وأن قتلت أحد الأفارقة من قبل؟ ( يستدير نحوه وكأنه يطلق النار ) تا .. تا.. تا .. تأ .. تا ..
    جان: (مكشرا) نعم ! ممتع بعض الشئ كصيد البط البري
    بيت: ولكن التجربة الأولى ليست سهلة
    جان: لا تقل لي ! في المرة الأولى االتي قتلت فيها أفريقيا فقد شعرت بالغثيان ... وقفت بعيدا وصوبت نحوه ! لقد شطر الرشاش رأسه نصفين ! بعدها وقفت فوق جثته وتقيأت لقد غطى القئ كامل جثته !
    بيت: ماذا يارجل ؟ تقيأت فوقه! اليس كافيا أن تشطر رأسه نصفين؟ أيجب أن تتقيأ عليه أيضا ؟
    جان: ( يزرع الغرفة جيئة وإيابا ) لقد لازمني القئ حتى بعد أن عدت إلى منزلي
    بيت: ( يذهب إليه ) ما هذا يارجل يبدو إنك ستتقيأ مرة أخرى ! هذا ليس طيبا منك تذكر إنني آكل الآن !
    جان: ( ينتزع منه العظم غاضبا ) ومن قال لك أن تأكله كله ولا تبقي لي شيئا ؟
    بيت: ما هكذا يا رجل ! ماذا حدث لك؟
    جان: ماذا حدث لك أنت؟
    بيت: حسنا ! لا تصرخ ! إنك عصبي جدا!
    جان: من هو العصبي؟ خذه وكله بكامله أيها الخنزير!
    بيت: بحق المسيح يا جاني ، أقتل جميع الأفارقة الملاعين ولكن دعني وشأني ! لقد كنت آكل من هذا العظم وابتدأت أنت في الحديث عن قتل الأفارقة وتبدو كأنك تريد أن تتقيأ! وقد طلبت منك بكل أدب ألا تتقيأ ! أين الخطأ إذن؟
    جان: سوف لا أتقيأ ! هذا هو الخطأ
    بيت: حسنا ! حسنا ! سوف لا تتقيأ .. كنت تروي قصة فقط ! لاتقفز على عنقي
    جان: إنك دئما تستغفلني
    بيت: يا إبن ال###### .. إنك فقط حساس بعض الشئ
    جان: أنا بشر ! ولكنني أيضا قوي مثلك !
    بيت: أنت عصبي يا رجل أهدأ قليلا!
    جان: من هو العصبي؟
    بيت: أعني إنك حساس لا تهاجمني هكذا مرة أخرى
    جان: هذا صحيح فأنا بشر وأنا حساس .. هذاما تقوله لي جدتي دائما ! إنك حساس
    بيت: أما أنا ، فلا . أنا أكاديمي
    جان: وماذا تعني هذه أيضا ؟
    بيت: تعني فتى واقعي .. بدون عاطفة .. سوف أقتل أي عدد من الأفارقة دون الشعور بأي تقزز .. لا عواطف .. إنني أقتلهم بأسلوب أكاديمي
    جان: أكاديمي ... كلمة جميلة
    بيت: تعلمتها من رقيب في ميدان مارشال، كان يقول إذا دخلت في عراك مع الأفارقة تخلص من عواطفك ولاتدعها تعيقك ، كن واقعيا وأضربهم بطريقة أكاديمية
    ( ينبعث الصوت من الميدان )
    صوت: إنتظرنا قيادة المؤتمر لسنوات طويلة لتفعل شيئا وطوال هذه السنوات لم نسمع شيئا غير الكلمات والخطب الرنانة.. أيها الأصدقاء اليوم إستلم الشباب زمام الأمور ونعدكم بأن نفعل الكثير (يمسك جان وبيت ببندقيتيهما ويقفان في حالة إنتباه بالقرب من النافذة ) فهل سيتحول النضال إلى العنف أم لا ؟ فإننا نقول بأن كل هذا يعتمد على شرطة جنوب إفريقيا .. وفي كل الأحوال فإن المسألة تعتبر مسألة أكاديمية ( ينظر جان نحو بيت مكشرا . يبدو إن الأمر أراحهما قليلا فيجلسان ) إننا اليوم نتعهد أمام أنفسنا وأمامكم بالعمل وقد صممنا أن نضرب نظام الفصل العنصري .. ومن هنا فإننا نحذر هؤلاء المتعجرفين بأننا لم نعد نتحمل الإحتلال الأبيض والإستبداد والقمع . لم نعد نتحمل هذه الأمور أبدا ولكن متى ستكون الضربة لست أدري! فربما تكون أسرع مما يتوقعون . اليوم ! غدا ! اليوم التالي ؟ ولكن من المؤكد إن الضربة آتية !
    ( جان يقفزمن مكانه )
    جان: هذا تحريض ! سيقوده إلى السجن
    بيت: هون عليك يا رجل الشرطة السرية تدون كل شئ ! إنهم يعرفون عملهم جيدا
    جان: إنهم يضيعون الوقت دائما حتى يكون غير ملائم لإتخاذ أي إجراءوبالتالي يصبح لزاما علينا أن نقوم بالعمل القذر!
    بيت: إن غاما طالب غبي .. ذهابه إلى جامعة بيضاء أصابه بالغرور. إنه الآن يعتقد نفسه لوممبا أو نكروما!
    جان: إنه قذر وطويل اللسان , سوف لايكون في هذا البلد نكروما ! سنهتم بهذا الأمر جيدا
    بيت: ( يشرد بذهنه كأنما يحلم ) بدات الشمس في الغروب
    جان: لا أحب أن أرى غروب الشمس
    بيت: لايهمني غروب الشمس .. إنني أكره شروقها .. إنه بداية يوم جديد
    جان: وماذا يضيرك من بداية يوم جديد؟
    بيت: ( ذارعا الغرفة جيئة وذهابا ) إنه يسأل ، ماذا يضيرك من بداية يوم جديد؟ لا أدري ! لماذا أعلم ذلك
    جان: ماذا دهاك ؟ تبدو عصبيا
    بيت: لا أدري بماذا أهذي! تغاضى عن هذا
    جان: حسنا
    بيت: ( متأملا ) يوم جديد .. هنالك شك دائما .. لابأس بغروب الشمس .. ربما يبرد الجو قليلا ليلا لكنه جيد
    جان: إبني يحب شروق الشمس يحب أن يصحو مبكرا ويقبض أشعة الشمس بأنامله الدقيقة ويلهو بها .. كان أبي يقول هذا الطفل يحاول أن يلهو بمستقبله .. شئ مضحك أن يقال مثل هذا لطفل
    بيت: ( يتحرك نحو النافذة يحاول أن يجمع أشعة شمس الغروب الشاحبة بيديه ويحاول أن يلعب بها لمدة قصيرة.. يسرح بفكره بعيدا عندما تنساب ألحان موسيقى الجاز الحزينة .. يلتفت بيت نحو جان) إنها جميلة جدا على كفك ولكنك لا تستطيع الإمساك بها
    جان: ماهو ما لا تستطيع إمساكه ؟
    بيت: أشعة الشمس عند الغروب
    جان: ( في عناد ) أكره الغروب
    بيت: لماذا؟ إن الغروب جميل جدا
    جان: جميل؟ ... تغرب الشمس وتزداد الرطوبة والبرد ويذهب جزء من مستقبلك أيضا
    بيت: لا شئ خالد إلى الأبد . إذا لم تغرب الشمس فسيكون اليوم ممل وغير محتمل أبدا
    جان: ولكن سوف لايكون هنالك مستقبل نقلق بشأنه
    بيت: ( تخطر له فكرة ) آه ... هذاأمر يدعو للضحك جدا.. هذه فكرة غريبة جدا ! وربما لانشيخ أيضا
    جان: وسنظل نحكم هذا البلد ويظل الأفارقة ينفذون ما نطلب إلى الأبد
    بيت: ( يبتسم في سعادة ) وسوف لانقلق على المستقبل
    جان: هذا صحيح ! سيكون يوما طويلا .. طويلا جدا . سيكون الوقت متوقفا تماما
    بيت: ونذهب إلى عملنا ونرجع ونأكل ونمارس الحب ونعود للعمل مرة أخرى
    جان: آآآآآه هذا حلم يارجل
    بيت: أعتقد ذلك
    جان: حتى وإن لم يك هناك مستقبل فسيخرج لنا أحد الأغبياء باختراع شئ إسمه المستقبل
    بيت: هذا صحيح ! ويقوم أحد الشيوعيين أو البروفسيرات الأغبياء باختراع شئ آخر إسمه الزمن ! وعاجلا أو آجلا ستجد من ينادي بتقليل ساعات العمل ونداءات من هؤلاء الأفارقة الملاعين تطالب بزيادة الأجور ..... ويحدث بعد ذلك الشغب
    ( تطفأ الأنوار )
                  

10-01-2010, 01:50 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    R
                  

10-02-2010, 07:39 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    up
                  

10-02-2010, 11:07 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    up
                  

10-06-2010, 09:12 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    R
                  

10-06-2010, 09:16 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    الاخ مسعود
    خارج الموضوع
    انت زمان كان عندك اسم تاني غير دا ( اسم مستعار علي ما اظن ) يا اريت تذكرني بيهو لو دا انت
    اظن كان توقيعك المراة القاعدة جمبي اتكلمي براحة ولا حاجة زي دي؟
    من قبيل بحاول اتذكر الاسم لكن الذاكرة خربت خلاص
                  

10-06-2010, 09:53 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: اساسي)

    الأخ أساسي:
    لم أفهم شيئاً من كلامك!
    لم استعمل اسماً مستعاراً في حياتي و لن!
                  

10-06-2010, 10:02 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    عذرا اخي مسعود تشابهت علين الاسماء

    عدت الي ارشيف المنبر ووجدت الاسم الذي كنت اتحدث عنه وقد كنت اقصد ( مارد ) وتوقيعه كان : المراة التي تجلسين بجواري همساتك

    اعتقد انه بدا يكتب باسمه الحقيقي واعتقد انه مسعود لذا حصل اللبس
                  

10-06-2010, 02:11 PM

أبوعبيدة محمد الأمين
<aأبوعبيدة محمد الأمين
تاريخ التسجيل: 01-19-2007
مجموع المشاركات: 1694

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: اساسي)

    الأخ مسعود
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تشكر على إيرادكم لهذا العمل الأدبي
    لعمي الأستاذ/جعفر محمدأحمد عبدالرحيم
    هذا الإنسان السوداني الخالص
    أحييه عبرك ونأمل أن تواصل
    ونلقي مزيداً من الضوء على قريتنا البويضاء
    عبر هذا الرابط:
    البويضاء
                  

10-06-2010, 04:20 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: أبوعبيدة محمد الأمين)

    الفصل الأول
    المشهد الثاني
    كما في المشهد الأول يحتل جان وبيت غرفة الإنتظار. يقطع محادثتهما طرق على الباب. يظهر شاب أفريقي يحمل بين يديه حزمة من العرائض الموقعة ويبدو عليه الخجل والإرتباك يتوقف فجأة أمام الباب عند رؤيته للشرطيين. يحدق فيه الشرطيان فاغري الأفواه
    جان: يا إلهي ! بيت هل ترى ما أراه؟
    بيت: ( محدقا في تولا ) لا ياجان. ماذا تقصد ؟
    جان: أمعن النظر يا بيت ! هل تظن إن عيناي تخدعانني؟
    بيت: ( يدغدغ عينيه ) أعتقد إنهما خدعتاك يا جان
    جان: أقسم بأنني قد رأيت أحد الأفارقة بالباب ! أما الآن فأنا لست متأكدا. ألا ترى أحد الحيوانات يقف بالباب؟
    بيت: ( بعد تأمل طويل ) بعد كل هذا ياجان فإنني أكاد أن أرى شيئا الآن
    جان: كيف يبدو لك الآن يابيت؟
    بيت: هل فعلا تريد أن تعرف؟
    جان: حقيقة أريد أن أعرف يا بيت
    بيت: إنه يبدو لي مجرد قرد !
    ( يتسمر تولا في مكانه ولا يتحرك أبعد من ذلك )
    جان: شكرا لك يا بيت . هذا كل ما أردت معرفته لأنه فعلا يبدو لي كذلك. قرد ملعون
    ( يستجمع تولا قواه ليتقدم من الشرطيين. يؤمي إليه جان بالتوقف حيث هو )
    جان: لاتقترب مني أيها الأفريقي القذر. ماذا تريد؟ منذ ظهورك أصبحت رائحة هذا المكان نتنة وكريهة. ماذا تريد ؟
    تولا: أنا ممثل منظمة الطلاب اليساريين وقد أنتدبت من قبلهم لتسليم هذه العرائض إلى مكتب العمدة
    جان: هل سمعت ذلك؟
    بيت: لا لم أسمعه يا جان
    جان: أعد ما قلت أيها القذرحتى يسمعك رئيسي
    تولا: أنا ممثل منظمة الطلاب اليساريين وقد أنتدبت من قبلهم لتسليم هذه العرائض إلى مكتب العمدة
    جان: بيت هل سمعت؟
    بيت: لقد سمعت يا جان
    جان: لقد قال هذا الأفريقي القذر إنه حضر لتسليم عرائض

    ( يتم تمثيل المشهد إبتداء من هنا ليعكس نوعا من الضجر الذي يخفي عنفا مكبوتا )
    بيت: لقد سمعته ياجان .. ربما لايقصد أن يؤذى ياجان .. أسأله مرة أخرى لوكان متأكدا من أنه جاء لرفع أية مظلمة
    جان: أيها الصبي هل أنت متأكد من أنك حضرت لتقديم هذه العرائض؟
    تولا: هذا ما حضرت من أجله يا سيدي
    جان: ( يقفز ) أيها ال###### القذرتأكد مما تقول عندما تخاطبني ! هل سمعت؟ لا تحاول أن تثيرني !
    تولا: لا يا سيدي لم أقصد ذلك أبدا ياسيدي !
    جان: من الأحسن ألا تفعل أيها الأفريقي النتن ! أنا أعظم وأفضل منك ! أنا الرئيس ! لانتاديني بسيدي !! أنا لست كهؤلاء الإنجليز الملاعين !
    تولا: نعم أيها الرئيس
    جان: حسنا .. إذن فلنبدأ من أول الحكاية. لقد حضرت هنا لرفع العرائض .. أليس هذا صحيحا؟
    تولا: نعم أيها الرئيس
    جان: إن منظمتكم تريد رفع بعض الشكاوى؟ أليس صحيحا؟
    تولا: نعم أيها الرئيس. لقد قررنا أن نسجل إعتراضا على التفرقة اللونية في المؤسسات الإجتماعية والثقافية الكبرى بمدينة جوهانسبرغ
    جان: بيت هل سمعت هذا؟
    بيت: لا ياجان لم أسمع ذلك أبدا
    جان: يدعي هذا الصبي بأن هنالك شكوى مقدمة من منظمته
    بيت: لا أظن إنه يعني مثل هذا الكلام يا بيت! هل أنت متأكد من أن هذا الصبي قال ذلك؟أسأله مرة أخرى ياجان. يبدو لي إن هذا الصبي لديه حجة معقولة ومنطقية. يبدو لي أكثر ذكاء من بقية الأفارقة. أنا متأكد من أنه لا يعني مثل هذا لكلام. أسأله مرة أخرى.
    جان: ألم تقل ذلك يافتى؟ ألم تقل بأنك حضرت هنا للإحتجاج على شئ ما ؟
    تولا: نعم أيها الرئيس .. ونيابة عن منظمتي
    جان: هذاصحيح إذا ؟ (يوجه حديثه لبيت ) بيت لقد حضر هذا الفتى محتجا. ماهي الكلمة الغربية التي إستعملتها أيها الفتى؟ لأسجل إحتجاجا؟
    تولا: نعم أيها الرئيس
    جان: هذا صحيح. لقد حضر هذا الفتى يا بيت ليسجل إحتجاجا
    بيت: يسجل إحتجاجا ؟ على ماذا؟
    جان: لست أدري. عن التمييز اللوني! ( بازدراء ) .... ” في المؤسسات الإجتماعية والثقافية الكبرى بمدينة جوهانسبرغ" أليست هذه كلماتك أيها الفتى؟
    تولا: نعم ياسيدي (يحدجه بيت بنظرة شريرة) نعم أيها الرئيس
    جان: أعتقد إنك نسيت أيها الفتى . لقد قلت لك لا تقل لي "سيدي"
    تولا: آسف أيها الرئيس
    جان: إذن لقد نقلت كلامك بصورة صحيحة. ... حضر هذا الفتى . . لتسجيل إحتجاج ... على التفرقة اللونية بالمؤسسات الإجتماعية والثقافية الكبرى بمدينة جوهانسبرغ
    بيت: ألا يحب هذا التفرقة اللونية؟ جان هل هذا الصبي لا يحب هذا التفرقة اللونية؟
    جان: لا أدري يا بيت ! قد لا يحبها أو ربما إنحرف تحت قيادة بعض الطلاب الشيوعيين الآخرين
    بيت: أسأله ياجان للتأكد فقط . أسأله إذا كان لايحب التفرقة اللونية أو لا يحب شيئا آخر؟
    جان: أيها الصبي هل أنت لا تحب التفرقة اللونية؟ فكر في الإجابة على أقل من مهلك. لا تقل شيئا لا تعنيه. ربما لا تحب التفرقة اللونية؟
    تولا: لا أيها الرئيس ... أنا لا أحب التفرقة اللونية ومنظمتي معادية لأي شكل من أشكال التفرقة اللونية
    جان: (مشككا) معادية ؟ ماذا تعني بهذه الكلمة؟
    تولا: إنها تعني بإن منظمتي تعارض بعنف كل شكل من أشكال الأبارتيد والتفرقة االلونية
    جان: تعارض ! اماذا تقول هذذا بحق الجحيم؟ تبدو مولعا باستخدام الكلمات الغريبة .. اليس كذلك؟
    تولا: أبدا أيها الرئيس
    جان: حسنا أنا نفسي لست ضد الكلمات الغريبة. وعليه فإننا سنستعمل كلمتك الرنانة هذه..... إن منظمتك معادية للتفرقة اللونية
    تولا: نعم أيها الرئيس
    جان: هذا الصبي معاد للتفرقة اللونية!
    بيت: هذا سئ جدا .... سئ جدا ( يقف ويتجه نحو تولا ) أيها الصبي إنك لاتحب التفرقة اللونية؟
    تولا: لا أيها الرئيس
    بيت: هل تحب أن تتزوج فتاة بيضاء ؟

    ( يفاجأ تولا بهذا السؤال وتمنعه أمانته من إعطاء إجابة عادية . فجأة ينفعل بيت غاضبا )
    نعم أم لا أيها الصبي ! ألا تستطيع أن تجيب على سؤال بسيط كهذا؟
    تولا: هذا يعتمد على أشياء كثيرة أيها الرئيس
    بيت: مثل ماذا؟
    تولا: حسنا سيدي فهذه أشياء مثل هل هي الفتاة المناسبة للإقتران بها؟ وهل هي ذكية و ..
    بيت: ( مقاطعا ) أنظر إلىّ أيها الفتي .. هل تعتقد إنك وسيم ؟ وهل تعتقد إنك ذكي؟
    تولا: لا ياسيدي
    بيت: حسنا .. أنت لست كذلك ! بل أنت مجرد أفريقي لعين وغبي بل أغباهم على الإطلاق ! غبي! ( يمسك بتلابيب تولا ويبدأ في هزه ودفعه نحو الجدار) كل الأفارقة أغبياء وملاعين ! هل تسمع ؟ يمكنك أن تنصرف الآن وتنقل هذا لمنظمتك ( ينتزع العرائض من تولا ويبعثرها على الأرض .. يتحرك تولا في إتجاه الباب ) إنتظر إلى أين تعتقد إنك ذاهب؟ ( يخرج دفتر اليوميات ويضعه أمامه متباهيا ) ما اسمك؟
    تولا: تولا
    بيت: إسمك الثاني أيها الإفريقي القذر!
    تولا: تولا زولو
    بيت: ( يفغر فاه وقد إرتخي فكه الأسفل كثيرا) ها .. واضح .. هل غاما أخوك ؟ ذاك الأبله الذي الذي يلوث الإجتماعات بلسانه القذر؟ تكلم أيها الصبي ! هل الغبي الذي يخطب بالميدان أخوك؟ إنه أخوك العزيز إذا ؟
    تولا: نعم إنه أخي
    بيت: أخرج من هنا عليك اللعنة! وعليك أن تبلّغ أخاك بأنه سوف لايحصل على شئ أبدا ! أخبره بأننا نراقبه ! بلغه ذلك ! أخرج من هنا ( يخرج تولا ) أفارقة ملاعين ! إنهم شيوعيون حتى قبل أن يطلقوا صرخة الميلاد الأولى (آآآآآ). جاني ، راقب جيدا سأذهب لإحضار بعض القهوة
    جان: حسنا يا بيت
    بيت: ( يخرج من يسارالمسرح) سوف يكون الجو باردا بعد قليل
    ( يجلس جان ويأتي من على البعد لحنا من موسيقي الجاز مصحوبا بطبول قوية مثل طبول المناسبات الجنائزية . يتحرك جان بقلق واضح. تنبعث أشعة الغروب من النافذة التي يطل منها جان من
                  

10-06-2010, 05:07 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    الفصل الأول
    المشهد الثالث
    نفس المكان . جان وبيت جالسان بغرفة الإنتظار يحتسيان القهوة بأكواب كبيرة
    جان: ( يتنهد ) آه الأصيل
    بيت: وسيحل الظلام حالا
    جان: هذا ما أكرهه
    بيت: يحتاج الواحد منا إلى إلى النوم !عليهم اللعنة !
    جان: هنا مكمن الخطر ! ... نوم ... يستطيع كل إنسان في هذه القارة اللعينة أن ينام إلا الرجل الأبيض فعليه أن يكون حارسا يقظا طوال الوقت !
    بيت: إننا نحرس المستقبل
    جان: أعلم ذلك .. لكن مستقبل من ؟ أمستقبلنا أم مستقبلهم؟
    بيت: مستقبلنا بالطبع ! لماذا تقول بغير ذلك ؟ ما دمنا نقوم بالحراسة فلا تخف من أي خطر
    جان: لست أدري يا بيت ولكن هذا الأمر يهد قواي .. عليهم اللعنة !فما دمنا نقوم بالحراسة فلن ننام ! إن هذا ينهكني ! أقول لك إنه ينهكني !
    بيت: أسمع ياجان... هذا يعني إما "نحن" أم "هم"!
    جان: أعلم ذلك ولكن هذا ينهكني










    بيت: على الرجل الأبيض أن يكون دائما متيقظا ومستعدا ... لا نستطيع أن نفعل شيئا آخر
    جان: ( يحدث نفسه بهدؤ) أتمنى في بعض الأحيان أن ينتهي هذا الأمر بأية صورة من الصور... لنتمكن أن نسير بحرية مثل الآخرين ! نتمكن من الجلوس تحت ظلال الأشجارنهارا والسيرفي ضوء القمر ليلا ... عليهم اللعنة ... نريد أن نرتاح ... نريد الراحة فقط !
    بيت: ( قلق ) عليك أن توقف هذا الهذيان فورا !
    جان: ( ينتبه إلى نفسه ويصحو من أحلامه ) من الذي يهذي ؟ أنا ؟ أنا لم أقل شيئا أبدا !
    بيت: لم تهذئ ؟ آآآآه ... ربما خانتني أذناي ! ماذا دهاني اليوم بحق الجحيم ؟
    جان: هذه عصبية منك يارجل .... مجرد عصبية عارضة !
    بيت: هل تلمح إنني خائف منهم؟
    جان: أنا لا ألمح إلى شئ !
    بيت: ربما تعني ذلك أو ربما لاتعني ولكن إذا كنت تعتقد بأنني خائف فإنك كمن يتعثر في الظلام لأنني لست خائفا ! سأبيد أي عدد من الأفارقة .. أي عدد ! عشرة عشرون ! خمسون ! مائة ! إنك لا تعرفني ! إنني الرعب لهم !
    جان : هاااا ... ماذا دهاك فجأة ؟
    بيت: أنا لا أريدك أن تفترض أي شئ ! ربما تكون أنت عصبيا أما أنا فلا ! ( تلتمع عيناه ) لقد كنا مرة في دورية بصوفيا تاون وفجأة ظهروا ! أقول لك فجأة ظهروا ! لقد كان الوقت ليلا والظلام دامس وكانت ظلالهم أشد ظلمة من الليل! وقد إنفصلت أنا من بقية زملائي وصرت لوحدي ! ... لوحدي ! أحدث ان كنت لوحدك ومتأكد من أن الموت يحاصرك ويحدق إليك في عينينك ! لقد حدث لي هذا ! وبدأت في إطلاق النار من رشاشي ..طا ...طا... طا ... طا ... ولكن الأفارقة لم يتوقفوا صاروا يتدافعون نحوي ! كان إندفاعهم لا نهائي وأخذت الظلال السوداء تندفع نحوى مثل أمواج الليل السرمدي .... وصار الرشاش يهدر في الظلام ... كان في مواجهة الظلال ... صوب كل شئ متحرك ... بدأ يسيطرعلي تفكير واحد .. إنه حتى لو ظهر إبني في تلك اللحظة فسأستمر في إطلاق النار( بدأ يهدأ قليلا عندما وصل إلى مثل هذا التفكير ) لست أدري عن ماذا كنت أتحدث!
    جان: أعلم ذلك (سكون )
    صوت: ( بالميدان ) اليوم ! وربما غدا !
    الجماهير: ولماذا ليس اليوم؟
    الصوت: من يدري فربما اليوم ! وربما غدا ! أو بعده
    الجماهير: اليوم ! لماذا ليس اليوم؟
    الصوت: يجب أن نتعلم إستعمال لغتهم . فلنقل ليس هذا وليس ذاك.. دعهم يخمنون ! هذا هو سبب ذكري لكلمة "ربما"
    جان: ماذا يعني ؟ هؤلاء الأفارقة يلعبون بالنار
    بيت: هذا هو غاما.. كله لسان ليس إلا
    جان: إنه كلامه جد خطير
    بيت: تعلم مثل هذا الحديث بالجامعة ... هنالك عند ذاك التل... ولكن كل هذا مجرد كلام فقط
    جان: لقد سمع إن الحكومة تنوي منعهم من الإلتحاق بجامعات البيض
    بيت: لقد تأخر الوقت على مثل هذا الحديث كثيرا
    جان: غريب جدا .. إنني لم ألتحق بجامعة أبدا
    بيت: الرجل الأبيض لايحتاج إلى دخول الجامعة ومهما يقول ذلك الغبي فإنه لايزيد عن كونه زنجي حقير ... وإنه لايستطيع تغيير لون بشرته
    جان: ( ضاحكا ) يا إلهي إنه لايستطيع ذلك أبدا ... ولكن يا للعجب .. فإن بعضهم يستعمل مساحيق الوجه ليبدو لونه فاتحا قليلا
    بيت: ويحاولون تعديل شعرهم ! بأمانة كل هذا مقرف جدا ! أليس لهؤلاء السود كبرياء وكرامة ؟
    جان: لا .. كل ما يفكرون فيه هو أن يصبح لونهم أبيض .. كلهم يريدون الزواج من فتيات من البيض .. هل تدري إنني في كثير من الأحيان أصاب بالأرق وأنا أفكر: ماذا يكون االوضع لوولد أحدنا أسود وبعد ذلك تنتابني الكوابيس. يا إلهي ، إنني سعيد لأنني ولدت أبيضا
    بيت: أن تكون أسود فهذه لعنة ! صدقني إنها لعنة! أخبرني يا جاني ماذا تفعل لو صحوت من نومك ووجدت لونك أسودا؟ كن أمينا يا جاني وأجبني !
    جان: ( تتحول المحادثة إلى مداعبة ) آآآآآآآآآآه ، سأرحل حالا من الحي
    بيت: عليك أن تحضرمبكرا قبل أن يحضر الجيران ... إلى أي مدن السود سترحل ؟ إلي الكساندرا ؟
    بيت: الكساندرا! بها عدد كبير من قاطعي الطرق والقتلة ! يقع حادث قتل يوميا بين السود هناك .. إنهم يأكلون بعضهم !
    بيت: ما رأيك في الضاحية الغربية للأفارقة ؟ أعتقد إنها فكرة جيدة !
    جان: إنها خانقة . لاتستطيع أن تسير في الشوارع دون أن يمتلئ فمك ترابا . لاتقل الضاحية الغربية بحق المسيح ولكن سمها مدينة الأفارقة القذرة .
    بيت: لو صرت أسودا فعليك أن تعيش في واحدة من مستعمراتهم ... اورلاندو أو ميدولاندز !
    جان: بيت عليك ألا تمزح بمثل هذا الموضوع فإن بدني يقشعر لمجرد التفكير في شئ كهذا......... (صمت ) دعني أقل لك شيئا .... إن الأفارقة لاينزعجون من مثل هذه الأماكن ... يستطيعون العيش في اي مكان مهما كان ! حقيقة إنني مندهش من هؤلاء الأفارقة ! لهم قدرة تحمل لاتصدق !
    بيت: هذا صحيح... وبما أنك ستصبح واحدا منهم فمن المؤكد بأنك سوف لاتلقي بالا لمثل هذه التوافه
    جان: وماذا لودخل الأفارقة في إضراب؟
    بيت: إفترض ذلك ؟ هل ستنضم إليهم ياجان؟ مثلك مثل بقية مثيري الشغب ؟
    جان: في هذه الحالة فسوف لايكون أمامي أي بديل آخر ....
    بيت: سوف أكون قائدا... لقد ولدت لأكون قائدا... سأصبح قائدا من قادة الأفارقة .. هنالك في االمقدمة ... أقاتل من أجل الحقوق المدنية ! يا إلهي ! سوف تراني بوجه كالح أسود متقدما الأفارقة ... رافعا قبضتي ومتجها إلى قاعة المدينة وأنا ألقي فيهم خطبا نارية ملتهبة ... سأكون مرعبا لجميع هؤلاء البيض الملاعين !
    بيت: وسأكون أنا رائدا في الشرطة يا جان ! واقفا هناك بعيدا مع رجالي مدججين بالسلاح إلى أسنانهم وسأسأل : من قائد هذا الموكب ؟
    ( يبدأن في تقمص الأدوار التي يمثلونها شيئا فشيئا )
    جان: أنا قائد هذه المسيرة ..... أنا توم لوندولا .... يا إلهي سيكون هذا إسما جميلالقائد محنك من السود ! قائد ومناضل من الأفارقة ( مزهوا بالإسم ) ... توم لوندولا
    بيت: حسنا يا توم لوندولا تقدم ودعني ألقي عليك نظرة ( يتقدم جان إلى الأمام في عناد وفخر) ... تبدو لي رجلا ذكيا يا توم لوندولا ! ربما أكون مخطئا في حكمي ، ولكنك تبدو إفريقيا مهذبا يعرف مسؤولياته جيدا
    جان: أعتبر ما قلته سيدي إطراء لي ..... لوكنا في ظروف مختلفة ربما صرنا أصدقاء حميمين ...لكن ليس هذا هو الوقت المناسب لذلك !
    بيت: كما قلت لك ... فإنك تبدو رجلا معتدلا يعرف قوانين هذا البلد .. وتعرف كذلك إن قيادتك لالآف الأهالي في طرقات المدينة دون إذن خطي من مدير الشرطة يعتبر مخالفة يعاقب عليها القانون
    جان: إننا نعرف قانون الرجل الأبيض يا رائد لودروف ... لقد بنينا مستقبلنا المهني على دراسة قوانين الرجل الأبيض
    بيت: كنت أعتقد أنك من الأفارقة الأذكياء يا لوندولا ... ولكن يمكن أن ينخدع حتى الأذكياء أحيانا ويمكن أن تلقي عليه نصيحة خاطئة قد تقوده لإرتكاب المخالفات
    جان: إنك ياسيدي تخطئ في فهم مهمتنا . إننا لم نحضر لتلقي نصائح مدير الشرطة .. لقد حضرنا ـ أنا ومجموعة من شعبي ـ لتقديم مطالب محددة لإدارة المدينة .. وإذا لم تلبى هذه المطالب فسوف لا يعود أي منا للعمل !
    بيت: أحترس عندما تتحدث يالوندولا... يجب ألا يذل لسان رجل ذكي مثلك . لقد قدت في العام الدراسي الماضي مظاهرة وداس الألآف من رجالك على أزهار حديقة العمدة ولكننا تفهمنا ظروفكم حينها ولكننا سوف لانرحمكم هذا العام إذا تقدم رجالك خطوة واحدة من مكانهم الحالي
    جان: ألا تدعنا يا سيدي من الوصول إلى قاعة المدينة لتقديم شكاوانا ؟
    بيت: إيقاف الشغب من صميم مسؤولياتي .. وفي هذه الأيام بالذات يعم الشغب كافة أرجاء إفريقيا ! وإن شرارة صغيرة ستكون سببا في حريق هائل .... حريق هائل .. هل تفهم هذا الكلام ؟ إنها تعني إضطرأبات هائلة ... والشغب في إفريقيا ينتشر مثل المرض المعدي ...وإننا هنا لمنع هذا المرض من الإنتشار يا لوندولا .. إن الأفارقة في جنوب إفريقيا سعيدين جدا .. وستستمر سعادتهم إذا إبتعد عنهم أمثالك ... وعليك أن تعلم بأن من صميم مسؤليتي أن أضمن أنك تتركهم وشأنهم
    جان: سيدي.. إننا ننوي أن نسير حتى قاعة المدينة وسوف يكون زملائي مسالمين وسوف يتبعون النظام . نحن ياسيدي شعب مسالم ولانحب العنف .. إننا لانؤمن بإراقة الدماء .. ولانحب منظر الدم ياسيدي .. إنه يصيبنا بالغثيان .. وإذا سمحت لمسيرتنا بالتقدم يا سيدي .. فسوف نرفع مطالبنا ونتفرق بسلام وبعيدا عن أي مظهر من مظاهر العنف
    بيت: سوف لا تتقدمون شبرا واحدا من مكانكم هذا يا لوندولا... هذه هي الأوامر!
    جان: هل تفهم خطورة الموقف ياسيدي ؟
    بيت: أنا أكلمك حتى هذه اللحظة كشخص مساوي لي في كل شئ يا توم لوندولا ولكن بدأ صبري ينفد .
    جان: إذاحدث أي عنف فسوف تتحمل أنت مسؤولية ذلك
    بيت: لو عدتم إلى منازلكم فسوف لا يحدث أي نوع من العنف
    جان: أنا وزملائي لا نحب العنف يا سيدي ! وكما ترى فإننا لسنا مسلحين إذ أننا لانحب منظر الدم ... إن منظر الدم يصيبنا بالغثيان
    بيت: يا توم لوندولا أمنحك ورجالك مدة ثلاث دقائق لنتفضوا وتغادروا هذا المكان ! ثلاث دقائق فقط ! وإذا لم تتفرقوا خلال هذه المدة فسوف يكون من واجبي أن آمر رجالي بإخلاء الشوارع!
    جان: ثلاث دقائق فقط يا سيدي ؟ كيف يتفرق عشرون ألف رجل في ثلاث دقائق ؟
    بيت: المشكلة تخصك أنت وعليك حلها.. أنت الذي أحضرتهم إلى هنا وعليك إبعادهم حالا !
    جان: ( يتحدث بطريقة فيها كثيرا من التفخيم متخيلا زعيما أفريقيا يخاطب جمعا من الأفارقة ... يواجه الجمع الوهمي )يا أبناء وبنات إفريقيا ... في كل مرة نحاول فيها تقديم مطالبنا إلى هؤلاء الطغاة .. إلى هؤلاء الفاشيست ... فإننا دائما نواحه بالغرور والغباء ونواجه بالقمع والقوة الوحشية ! واليوم مثل بقية الأيام السابقة سيمنعوننا من الوصول إلى قاعة المدينة .... سوف لا يدعون أنفاسكم تدنس ردهة قاعة العمدة .... سوف لا يدعونكم ويهددون بإطلاق الرصاص إذا تقدمتم خطوة إلى الأمام ... ولكن إسمعوا أيها الأصدقاء سيأتي اليوم الذي يبحثون فيه للتحدث معكم ... وقريبا جدا... ولكن عندما يحين هذا اليوم يكون قد فات الأوان على ذلك ! إنني أعلم بأنهم سيدعون بأنني قد أحرضكم وسيضعونني في السجن ...فإذا قال احدنا بأن الدنيا ستمطر يوما ما ... هل هو يحرض السحب ... أم هو يتوقع ما يحدث؟ أيها الشعب ... هذا هو السبب الذي أقوله لكم .... إنه سيأتي اليوم الذي ترفعون فيه قبضاتكم في وجه الديكتاتورية.... وفي وجه هؤلاء الفاشست .... في وجه من يقهرون أطفالكم ويقهرونكم !
    بيت: (مذعورا ) جان ! لقد ذهبت بعيدا يا رجل ! إنك تتحدث مثل أي شيوعي من الأفارقة !
    (يكشر بخجل ويبدو عليه الإرتباك إذ يبدو له جان كمن خرج عن دور التمثيل وتبنى القضية الإفريقية )
    جان: هذا يبدو ناتجا عن سماعنا لخطبهم الكثيرة المكررة لمدة طويلة
    (صمت ... تعود موسيقى الجاز للإنبعاث مرة أخرى ... يتحرك جان في إتجاه النافذة )
    الصوت: لقد حان الوقت أيها الصدقاء لنضرب ضربتنا ضد هؤلاء الطغاة ... وأعاهدكم بأن االضربة قادمة ... ومن يدري فربما تكون اليوم .... أو غدا أو بعده ولكن من المؤكد إن االضربة قادمة ... هنالك من يتهمنا بمعاداة البيض ، وحتى لايساء فهم طبيعة نضالنا ... فإننا نقول من هنا بأن حركتنا ليست ضد الرجل الأبيض ولكن ضد قوانينه البغيضة وهي لسؤ الحظ ترمز لها في جنوب إفريقيا البشرة البيضاء .. ولم يعد ممكنا بعد الآن كراهية الكرباج ونسيان الشخص الذي يستخدمه
    بيت: ( نفس التجرد السابق ولكن أكثر آلية هذ المرة ) هذه الأفريقي اللعين لا يصمت أبدا ... إنه لسان لا غير !
    جان: هؤلاء ألأفارقة يحبون الكلام .. إنها عادتهم
    بيت: ولكن ماذا في وسعهم أن يفعلوا ؟ ليس لديهم سلاح !
    جان: بالطبع لا يملكون سلاحا
    بيت: لن يوصل الحديث لأية نتيجة ! مجرد إجتماع كبير !
    جان: يريدون إخافتنا ولكن لا يملكون القوة التي تعزز تهديداتهم
    بيت: متى ما بدأوا شيئا فسنلقنهم درسا لن ينسونه أبدا
    جان: ماذا يستطيعون أن يفعلوا دون سلاح ؟
    بيت: ماذا يمكنهم أن يفعلوا ؟
    جان: مجرد كلام والسلام !*
    بيت: (بوحشية ) عليهم اللعنة! أتمنى أن يفعلوا شيئا! أي شئ ... حتى نتمكن من معالجة هذا الأمر إلى الأبد ... إنهم ينهكونني .... يتعبونني... يتعبونني ! إنهم يرهقونني ... إنهم يرهقونني (يستمر إنبعاث الصوت في الظلام أثناء إسدال الستارة ) إنهم ينهكونني .... عليهم اللعنة !
    * مصطلح سوداني يعني مجرد كلام ليس له ما بعده
                  

10-07-2010, 04:25 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    h
                  

10-08-2010, 10:10 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    llkkk
                  

10-08-2010, 06:22 PM

Imad Khalifa
<aImad Khalifa
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    عاليا
    يا استاذ رد على التلفون!!!!

    تحياتي
                  

10-08-2010, 07:16 PM

محمد طه الحبر

تاريخ التسجيل: 10-15-2009
مجموع المشاركات: 1987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Imad Khalifa)

    الأستاذ مسعود محمد علي

    تحيه طيبه

    شكرا للإبداع الأدبي

    واصل فنحن حضورا

    مع المودة

    محمد طه الحبر
                  

10-09-2010, 08:47 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: محمد طه الحبر)

    kk
                  

10-09-2010, 03:58 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    الفصل الثاني
    المشهد الأول
    نفس المساء
    المكان قبو مظلم وحقير بأحد الأندية تستخدمه مجموعة من الطلاب الجامعيين اليساريين كمركز لهم . ينقسم النادي إلى قسمين يفصلهما حائط قصيروتبدو الغرفة الخلفية مرتفعة قليلا عن الغرفة الأماميةتستخدم الغرفة الخلفية كمطبخ وبها بار في الجانب الأيمن . ويمكن منها تقديم الخمور والأطعمة للمتواجدين بالغرفة الأمامية من خلال فتحة صغيرة بطاولة الخدمة الصندوقية ترتبط الغرفة الأمامية والغرفتان الخلفيتان مع بعضها بباب واحد في منتصف الجدار
    يتكون أساس الغرفة الأمامية التي ستدور فيها كاغلبية الأحداث، من أرائك وكراسي مكسرة الأرجل ويفتقد بعضها مساند الظهر. تقع في أقصى اليسار طاولة يقبع فوقها جهازالهاتف وإلى يسار الغرفة الأمامية هنالك جهاز راديو كبيرولصقت على جدران الغرفة صور من المظاهرات التي نفذها الطلاب وشعارات الإحتجاج التي تم رفعها أثناء هذه المظاهرات. وحفرت على االجدران المتآكلة شعارات بأحرف كبيرة تنادي: فليذهب فيرورد إلى الجحيم! نريد أن نشهد الحرية في حياتنا ! الجنس بين الأعراق المختلفة حقيقة تاريخية ! .... الخ كما تبدو أيضا صورا فوتغرافية لمغنيي الجازوكبار الكتاب والممثلين إضافة إلى صور االرواد الطليعيين الذين يمكن التعرف عليهم من ألوانهم الإفريقية وألوان ملابسهم المتفردة .. وتعلق على جميع جوانب المسرح وجوه إفريقية مستعارة .... وفي أقصى الجانب الأيمن يوجد باب يمثل المدخل الرئيسي
    عند رفع الستارة يكون كامل المسرح مظلما .. تنساب أولا نغمات من موسيقى الجاز الهادئة ضوء عود الثقاب يمكن تمييز شبح لشخص في الظلام وهو يتحرك في المنطقة الأمامية من خلال الغرفة الخلفية. يظهر ضوء آخر بنفس الطريق ويبدأ الشبحان في مطاردة بعضهما في الظلام . يتعثر الشبحان ويطلقان سيلا من السباب والضحك في نفس اللحظة

    الصوت: غاما ... غاما ! ( ينطفئ الضوء ويصبح المسرح مظلما ) أوقف العبث يا غاما ! غاما ... ماذا دهاك يا غاما ؟ تعالي إلى هنا ! ( يمكن الآن رؤية الشبحين الأسودين بواسطة خيوط النور التي تكشفهما يمسك الشبح الأول بالثاني ويقع الأثنان على الأرض ويتدحرجان كأنهما في إحدى مباريات المصارعة المثيرة . يتسلل قليل من الضوء ليكشف الشبحين حيث يبدو أحدهما شاب ضخم قوي الجسم أشعث الشعر يبدو هذا الشبح وهو يصارع فتى إفريقيا مفتولا من نفس عمره ، كأنه طالب في جامعة أكسفور أكثر من أنه فتى إنجليزي من جنوب إفريقيا .. كان كلاهما يلبس بنطالا من الجنينز أما الفتى الأبيض فقد كان يتميز عن زميله بسترة مستديرة الرقبة .. وأثناء ذلك المزاح الخشن تصعد المسرح من المدخل في أقصى اليمين فتاة بيضاء ذات شعر اسود فاحم يتدلى حول وجه صارم القسمات وهي تحمل سلة ملأى بزجاجات البيرة وبعض المواد الغذائية الأخرى . وعند ظهور هذه الفتاة ينهض الفتى الأسود ويعانقها )
    الشاب الأفريقي : أهلا ميري .. يا أحلى زهرات نساء أوربا ( تصفعه على وجهه ) ما هذا المزاح الخشن ؟
    ميري: لقد حذرتك كثيرا من مناداتي بالمرأة الأوربية ! إنك تثيرني مرة أخرى !
    الشاب الأبيض: إن ميري تقول الحق ياغاما .. إنك تثيرها مرة أخرى !
    ميري: إنه يثيرني دائما !
    الشاب الأفريقي: حسنا ... أنا آسف جدا يا عزيزتي
    الشاب الأبيض: إنك تثير ميري دائما !
    ميري: (تلفت في غضب وحشي نحو الشاب الأبيض ) لماذا لا تسكت أنت ؟
    الشاب الأبيض: ماذا عساي أن أقول أنا في هذه الحالة !
    غاما: (يعانقها مرة أخرى) معذرة يا آنسة ! لم أقصد مضايقتك !
    ميري: (تقبله) لو قلت لي ذلك مرة أخرى سأكسر إحدى زجاجات البيرة على رأسك !
    غاما: حسنا ... حسنا .... أنا آسف على ذلك ! كم هي حساسة جدا هذه القطة الصغيرة !
    ميري: (تصفعه مرة أخرى) عندما تقول لي ذلك فإنني أعلم إنك تسخر مني (تستسلم هذه المرة بالكامل لقبلاته وعناقه . يربت على مؤخرتها بطريقة سوقية)
    جيمي: (مغمضا عينيه) أنظر ! أليس هذا فظيعا ؟ إن الشباب في زماننا هذا منغمسون في الرذائل
    ميري: لماذا لا تذهب إلى الغرفة الثانية وتعد شيئا لنفسك إلى حين حضور كيتي ؟
    جيمي: ليست هنالك أية بقعة في الأرض أفضل من هذا المكان! و لا حتى كل أرض إفريقيا الفتية!
    ميري: هل تحتاج مساعدتي ؟
    جيمي: حافظي على ألفاظك أيتها الشابة ! إنك تخاطبين شخصا واسع التجربة !
    غاما: هذا صحيح يا ميري ... عليك مراعاة ألفاظك عندما تخاطبين السيد جيمس ماك برايد .. إنه شخص ذو خلفية متميزة وتجارب كبيرة.. إنه شاب ذو خلفية لا تشوبها أدنى شائبة! أليس هذا صحيحا يا سيد ماك برايد؟
    جيمس: بالتاكيد
    غاما: هذا صحيح .... أحم ... أحم ... ماذا أحضرت معك ؟
    ميري: (تضربه على يده عند محاولته الوصول إلى محتويات السلة) لاتلمس هذه السلة ... أنتما بالذات عليكما ألا تشربا قبل حضوربقية الزملاء !
    جيمي: هذا كلام فارغ .. لنا الحق حسب الأسبقية
    ميري: (تأخذ االسلة إلى المطبخ) أيها الأحمقان ما الذي يعطيكما الأولوية على الآخرين؟
    غاما: لأنناا ياعزيزتي.....
    جيمي: لأننا يا حبيبتي .....
    غاما:إننا في الجبهة الأمامية للأفارقة المناضلين من أجل الحرية
    جيمي: هذا صحيح ... إننا في الخط الأمامي للمعركة !
    غاما: إننا نحترق من أجل ذلك .... أليس كذلك يا سيد ماك برايد ؟
    جيمي: بالتأكيد !
    ماري: (تتوتر فجأة) كيف سارت العملية؟
    غاما: (يصرخ في هيستيريا) ها.. ها .. ها... كيف سارت العملية؟ كيف سارت العملية؟
    (يمسك بجيمي ويرقصان بسخرية) كيف سارت العملية؟
    ميري: لعنك الله... أنا جادة ياغاما
    غاما: سيد ماكبرايد هل لك أن تنوّر هذه الشابة عن كيفية إنجاز مهمتنا؟
    جيمي: أرى إنه ليس من المصلحة الدخول في مثل هذه التفاصيل في الوقت الحالي. يكفي أن نقول بأن المهمة قد أنجزت بصورة معقولة جدا وبكل دقة وهذا مما يتميز به عضوان من أعضاء جمعيتكم الموقرة ياسيدتي !
    ميري: (تهز جيمي من كتفيه) عليكما اللعنة ! أنا لا أمزح ! ماذا دهاكما ؟
    جيمي: كرري هذا مرة أخرى أيتها الفاجرة وسأصفع ذلك الفم الواسع نيابة عنك!
    (تحاول ماري أن تصفعه ولكن يحول بينهما غاما بخفة)
    غاما: ما هذا لانريد عداوات ! هذا ليس من العقل في شئ ! ما الأمر؟
    ميري: (صارخة في وجهه) عليه اللعنة لقد اردت فقط أن أعرف ما حدث . وعلى كل فإننا جميعا غارقون حتى آذاننا في هذا الأمر !
    غاما: حتى آذاننا (يشير إلى عنقه بما يعني الذبح) هل سمعت ذلك يا سيد ماكبرايد؟ حتى آذاننا (يشير أيضا إلى عنقه)
    جيمي: أليس ذلك سيئا؟ يجب علينا أن نزن أفعالنا قبل أن .......
    ميري: (مقاطعة بالصراخ في وجهه) هل من شخص يخبرني ؟ عليكما اللعنة ! كما عليكما أن توقفا هذه الغمغمات التي لا يسندها المنطق
    غاما: (ساخرا وهو يحاول مط الكلمات) غم.... غم....غمة .. لا.. يسندها .... المنطق ...
    جيمي: لقد تآمرت علينا الثقافة مرة أخرى !
    ميري: (تتحث إليه بدلال انثوي رقيق) غاما هلا طمأنتني يا عزيزي؟ هل سار كل شئ حسب الخطة؟
    غاما: كل شئ حسب الخطة ! أليس كذلك يا سيد ماك برايد
    جيمي: هذا صحيح! أنا سعيد جدا بالطريقة التي تم بها العمل ... سعيد جدا
    غاما: كلنا سعداء يا سيد ماك برايد
    ميري: إذا فالمسرح جاهز؟ (تتصرف بعصبية)
    غاما: (يضحك بطريقة هستيرية مرة أخرى) هذا صحيح ! المسرح جاهز! في الساعة الثانية عشر عند منتصف االليل عندما يرفع هؤلاء الأغبياءالمؤتمر(يحاكي أحد المتحدثين باسم الحكومة) سوف تظل هذه الحكومة صامدة ولن تخضع لتهديدات المحرضين الأفارقة ولا الشيوعيين المشاغبين ! إننا نملك الموارد الكافية للتعامل مع إضطرابات قد يحاول أن يخلقها هؤلاء المشاغبون .... عاش رئيس مجلس الوزراء .... وفجأة ... دو ... دو ... دو ! تنفجر القنبلة الساعة الثانية عشر عند منتتصف الليل! أتمنى أن أكون هناك عندما تشتعل النيران في قاعة البلدية .
    ميري: جيمي هل تخلصت من جميع الأوراق التي حدثتك عنها؟ هذا مجرد تحوط في حالة حضورهم إلى هنا!
    غاما: سوف لا يحضرون ! ولكن في جميع الحوال فإنهم يعرفون الكثير عن النادي ولكننا لم نفعل شيئا حتى الآن يجعلنا مسؤولين عن زرع القنبلة تحت قاعة بلدية جوهانسبيرغ في الوقت الذي يعقد فيه البويرليلة سياسية ..... (يتحرك إلى طرف المسرح)مجرد فكرة ! مجرد فكرة غير مسؤولة ! أليست هذه فكرة غير مسؤولة يا سيد ماك برايد ؟
    جيمي: ليست مسؤولة على الإطلاق ... ولايفكر فيها إلا شخص متهور جدا
    غاما: هذا صحيح ! ونحن من الشباب المسؤولين جدا
    جيمي: إننا نؤمن بالمفاوضات التي تسودها روح الأخذ والعطاء
    غاما: (يضحك بشكل هستيري) ها ... ها ... ها... هذا صحيح يا بني .. روح الأخذ والعطاء (يضرب جيمي على كتفه مداعبا ويرد عليه جيمي بواحدة على ظهره كرد فعل) هذه هي الحقيقة .. خذ وهات !
    ميري: (غاضبة) أوقفا معاملة هذا الموضوع كأنه نكتة شعبية ذائعة ! ربما يؤدي بنا هذا جميعا إلى حبل المشنقة
    غاما: (يضحك بشكل هستيري ويتظاهر بلف حبل المشنقة حول رقبة جيمي ويستمر في إحكام لف الحبل وتبدأ عينا جيمي في الجحوظ ) هل سمعت ذلك يا جيمي ماكبرايد؟ ربما يقودك هذا إلى حبل المشنقة!
    جيمي :(مخاطبا ميري) لا تخشي شيئا ياقطتي الوديعة! لقد تم كل شئ حسب الخطة الموضوعة
    غاما: كل شئ حسب الخطة الموضوعة ! (يحاكي أصوات الإنفجار) ... دو ... دو ... دو ! وهذه فقط هي البداية!
    ميري: وإذا إفترضنا إنها لم تنفجر؟
    جيمي: ستنفجر !
    غاما: يجب أن تنفجر ! عليها أن تنفجر ! لقد إستعنا بخبير في المتفجرات
    جيمي: وهو يعرف كل شئ عن االقنابل والديناميت
    ميري: وإذا لم تنفجر؟
    غاما: سيكون لنا دائما يوم آخر! سوف لا ينجو منا أبدا هؤلاء البيض المتغطرسين بسهولة !
    جيمي: (متأملا) قبل دقيقة من اقل من الساعة الثانية عشر منتصف الليل سيتحرك رجل نحو القبو ويقوم بإشعال فتيل التفجير!
    غاما: وفجأة سيقع إنفجار عنيف ...... بوم .... لم تسمع به جوهانسبيرغ من قبل ! ويلف المدينة اللهب ... وسوف ينقل الجرحى ومن هم في حالة خطرة والأموات ـ عليهم الرحمة ـ بسيارات الإسعاف (يتوقف لبرهة . يسمع من على البعد إيقاعات الجاز وأنين بوق حزين) . وسوف يكون هذا فقط هو بداية الإيقاع !
    ميري: (فجأة تعود من شرود تفكيرها) أي إيقاع؟
    غاما: إيقاع العنف يا حبيبتي !
    ميري: آمل أن تكون جادا ياغاما ولو لدقيقة واحدة . إنك تتحدث وكأنك في نزهة !
    غاما: من قال إنها نزهة ؟ إننا نقوم بتحرير إفريقيا. أي موضوع أكثر جدية من هذا؟ (بغرور) سوف تصبح إفريقا حرة !
    ميري: لا يكون أبدا جادا في أي موضوع
    جيمي: وهو غير جاد في الحب وهذا شئ لا يغتفر !
    غاما: ( ياتي من ناحية المطبخ وهو يحتسي البيرة من الزجاجة مباشرة) هذه إساءة يا سيد ماكبرايد ! أنا جاد في الحب .... أنا جاد حتى النخاع
    ميري: (تجذب منه الزجاجة) حسب علمي إنك جاد فقط في الجنس !
    غاما: هذا من الناحية النظرية ، ثم ماهو الفرق ؟ ومن المؤكد إنك سوف لا تحبينني إذا لم أك ماهرا فيه!
    ميري: أيها الخنزير ! هل تعتقد بأنني أجازف بكل قوانين هذا البلد من أجل ذلك! فإذا كنت أريد مضاجعة أي رجل فسأجد رجلا أبيضا غدا مباشرة !
    جيمي: كلميه يا حبيبتي ! إنه لا يعرف شيئا عن الحب! كل هؤلاء الأفارقة يعتقدون بأن الحب هو السرير فقط
    ميري: لماذا لا تصمت أنت ؟ غاما .. يجب ألا تعيد ما قلته قبل قليل مرة أخرى .. هذا كلام جارح ! عليك اللعنة إنك تعلم بأنني لم أتسول الوقوع في حب مهرج مثلك !
    غاما: هكذا؟ هذا تملص من الحب؟
    ميري: غاما إنك تقودني إلى ألا أتمالك نفسي واتصرف معك بعنف !
    غاما: مجرد تهديدات ... إبتزاز (يتحرك نحو الجانب الأيسر من المسرح) ماذا تريدين مني ؟قريبا ستطلبين مني أن أتزوجك... هنا في بلد دكتورفيرورد ... ميري إن أحلامك زائفة
    ميري: أريد أن اسمع منك مرة واحدة كلمة يا ميري إني أحبك ... إني أحتاجك بجانبي .. أريد أن أسمع منك ذلك
    غاما: عزيزتي ميري إني أحبك ! ماذا يمكنني أن أفعل دونك (يضحك في سخرية واضحة)
    ميري: هل تعتقد مثل هذا الحديث مضحكا؟ إن الفتاة تحتاج لسماع مثل هذاالحديث!
    غاما: عندما تنتهي المقاومة سأكرر لك ذلك من وقت لآخر . أما الآن فالوقت للعمل ...العمل أولا !
    ميري: (تشرب من الزجاجة التي إنتزعتها من غاما) الرجال وحوش !
    جيمي: وبالذات السود يا عزيزتي ... إن السود برابرة فاسقون !
    غاما: إن العطف والكرم عند الرجل الأسود لاتحده حدود
    ميري: ولكن ليس عندما يصبحون صورا باهتة ومسخا من الرجل الغربي . عندما يصبحون مثل جيمي هذا !
    جيمي: هذا تعليق جانبه الصواب يا عزيزتي ! قد تحتاجين لكتفي لتبكي فوقه عندما يرحل هذا البربري الأسود الفاسق إلى العالم الآخر
    ميري: أصمت ! إنك تثير أعصابي
    غاما: لقد حذرتك يا جيمي بألا تدخل في شجار مع امرأة عندما تكون في حالة حب
    جيمي: ما هذا الغرور ؟ عليه اللعنة !
    ميري: إنني أكره الرجال البيض ! يا إلهي .. إنني حقا أكرههم !
    جيمي: ( جيمي وغاما يضحكان) إنك تريدينهم أقوياء وكاملي الفحولة وأسود من الليل إذا عسعس!
    ميري: جيمي ! إنك غبي حقا ؟ في أي يوم ولدت أنت؟
    جيمي: في اليوم السادس وعندما كان الإله يعاني الوحدة !
    غاما: (جالسا بالقرب من ميري محاولا إبعاد خصلات شعرها عن وجهها لتقبيلها) لا يهمك يا حبيبتي ( يمرر يده على عجزها بجلافة هل هذا يجعلك تشعرين ببعض التحسن؟
    ميري: (تتخلص منه) حيوان!
    غاما: النساء ! لن أفهم النساء أبدا. لايفكرن أبدا فيما يفضلن ! أيفضلن الملاطفة أم سماع الشعر؟
    ميري: نريد كليهما وكل واحد منهما في الوقت المناسب له ... جيمي ... أين كيتي؟ إنك تدعو للشفقة !
    جيمي: يا لهؤلاء الإفريقيات ... إنك لايمكن أن تعتمد عليهن أبدا ... كان من المفترض أن تحضر باكرا وها أنذا جالس لوحدي أعبث بأصابعي
    (يرن جرس الهاتف ويلتقط غاما السماعة)
    غاما: نادي الطلبة يا سيدي ! حسنا .. لا يا سيدي ! أنا أحد أصدقائه ! يمكنني أنا أناديه لك (يوجه حديثه لجيمي) جيمي .. محادثة لك !
    جيمي: أسأله من يكون
    غاما: (ما زال يحمل السماعة) من المتحدث يا سيدي ؟ السيد فيليبب بونسلو ؟ لحظة واحدة يا سيدي سأخبره (يوجه الحديث لجيمي) شخص بغيض باسم فيليب بونسلو
    جيمي: (يعبر ناحية اليسار لأخذ السماعة) أهلا فيليب .. بخير! كيف حالك؟ (منزعجا) ماذا؟ أين تذهب ؟ إلى حفلة ماكفيرسون رولليني؟ يا فيليب! متى تتعلم يا فيليب إن الحياة ليست حفلات روليت!حسنا ! حسنا .. انا لا اتدخل في حياتك ! ماذا ؟ ما أعنيه أن تلوث أياديك بعد كل فترة وأخرى .. سوف لاتقتلك ... لا .. لا .. لا .. يارجل لدي فتاة في إنتظارك .. إنها فتاة لطيفة جدا .. لقد درست في أكسفورد ولحد ما يسارية ولا أظن ذلك لايهمك .. هي مسالمة جدا.. بالطبع لا تؤمن بالسيطرة البريطانية وما شابه ذلك .. لكنها لطيفة جدا وجميلة جدا .. من ؟ زوجتك ؟ ماذا تعني وماذا عن زوجتك؟ كنت أظن إن سيلفيا بلندن .. هل عادت؟ إذا ماذا يزعجك؟ لقد أقلعت عن هذا الأمر يا فيليب .. أتصل بي عقب عودتك من حفلة الروليت (يضع سماعة الهاتف ويبدأ ثلاثتهم يقهقهون في لحظة واحدة ـ ظلام)
                  

10-10-2010, 05:21 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    mm
                  

10-10-2010, 06:18 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    تسلم يا دكتورنا اضافة حقيقية للمسرح الافريقي
    ننتظرك دوما وكلنا شوق
    مودتي
                  

10-10-2010, 07:14 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    LewisNkosi.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    المؤلف
                  

10-10-2010, 08:41 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    Mandella.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    " /> ">
                  

10-10-2010, 09:09 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    mm
                  

10-10-2010, 10:13 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    mm
                  

10-10-2010, 12:05 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    Read
                  

10-10-2010, 05:20 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    lll
                  

10-11-2010, 08:19 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    الفصل الثاني
    المشهد الثاني
    نفس المنظر السابق عندما تنطلق الإضاءة يظهر الشباب الثلاثة خلف الباب الخشبي يضعون الطعام على المائدة. يخرج غاما من الباب الخشبي وهو يدندن بأحد الألحان ، يتجه يسارا ويختار شريطا من الأشرطة المكومة على الأرض ويضعه في جهاز التسجيل . تطفو أنغام الجاز المتموجة فورا على المكان ويبدأ غاما يتلوى مع إيقاعاتها الحسية
    غاما: ميرى .. هل سيأتي جوجوزي؟
    ميري: (من الغرفة الخلفية) من المفترض حضور كافة أعضاء اللجنة مساء اليوم .. ربما يحضر جوجوزي أم لا فهو ليس ملزما أبدا
    غاما: وماذا عن روث؟
    ميري: (تخرج للغرفة الأمامية) لماذا تسأل إنها ليست عضوا في الجمعية !
    غاما: ربما تحضرللحفل
    جيمي: (يدخل) سوف تحضرروث لقد قابلت روث وكريس بالجامعة وسوف يحضران
    غاما: عظيم !
    ميري: يجب ألا تغازل روث هذا المساء! لاتغازل أحدا أبدا !
    غاما: أيتها المرأة إنك تنسين نفسك
    ميري: إنني أعني ما أقول ! لا أود أن أكون واحدة من العاهرات في زريبة الزولو !
    غاما: منذ متى أعلنا زواجنا؟
    ماري: لو فعلت هذا فسوف أختفي بكل بساطة مع جوجوزي !
    غاما: هذا الداعر العجور سوف يسره ذلك قطعا !
    ميري: هذا صحيح
    غاما: ولكن هذا لايعجبك أنت !
    ميري: لا تكن مغرورا وواثقا من نفسك لهذا الحد . أنت لست الرجل الوحيد هنا... ماذا حدث لأخيك؟ كان من المفترض أن يحضر مبكرا
    غاما: أتقصدين أخي .... ذلك الفتى السمين؟ ربما يمر حاليا بأزمة تأنيب ضمير ... إنه يصلح أن يكون قسيسا بدلا من أن يكون ثوريا
    ميري: قد يكون بعض القساوسة مناضلين ثوريين وأفضل من بعض السياسيين المتحذلقين
    جيمي: (جالسا على الكرسي ويلقي علبة البيرة التى إحتساها على يساره) هذا صحيح ... هل سمعت بشخص إسمه تريفور هدليستون؟
    غاما: )بصورة تعكس نوعا من االتدين) فليباركه الرب .. كان من المفترض أن يكون هنا ليبارك لنا هذه الليلة العنيفة
    جيمي: لقد كان قسيسا صلبا
    غاما: هل سيدير الخد الأيسر؟
    جيمي: سيدير نظره بعيدا
    ميري: لقد كان قديسا ! وكان وسيما ! (تحلم).. لقد كان رجلا وسيما جدا
    جيمي: أي الرجلين تفضلين؟
    غاما: القديس أم الرجل الوسيم؟
    ميري: كليهما
    غاما: ماذا حدث لكيتي؟
    جيمي: هذه العاهرة العجور ! كان من المفترض أن تكون هنا في السابعة ! والساعة الآن الثامنة والنصف (تسمع طرقات عنيفة على الباب) هذه هي ( يتحرك بسرعة ناحية الباب الأيمن متوقعا حضورها) إنها الشئ الذي متى ما تذكرته يكون أمامك (يفتح الباب وتدخل منه في حركات راقصة شابة إفريقية رفيعة الجسم. يصرخ جيمي فرحا ويعانقها) مرحبا كيتي .. أيتها الجوهرة الإفريقية السوداء
    كيتي: إرفع يديك عني أيها الأبله ! لقد سمعتك تناديني بالعاهرة !
    جيمي: هذا لأنني أحبك وتعطل تفكيري كي أجد أي شئ أفضل لأنعتك به
    كيتي: (مخاطبة ميري) ميري .. أيتها الحبيبة .. كيف حالك؟ (يقاطعها جيمي بتقبيلها) يا لهؤلاء الرجال .. إنهم وحوش !
    جيمي: أشعر إنني منتش جدا .. للمرأة الإفريقية سر غامض ... لديها سحر غامض لا نعرفه.. سحر غامض ورائع !
    كيتي: إنها أسطورة الرجل الأبيض المتعطش للجنس (تتحرك نحو الأريكة لتقبيل ميري) كيف حالك يا حبيبتي؟
    ميري: أنا بخير يا كيتي ، كيف حالك أنت؟
    كيتي: بخير! لم أستطع التركيز في شئ طوال اليوم .. لقد كان تفكيري منصبا أثناء المحاضرات فيما سيحدث هذا المساء !
    ميري: نفس الشئ بالنسبة لي .. لقد سقطت من احدهم قنينة حبر فقفزت مذعورة كأنما إنفجرت قنبلة !
    كيتي: (تشير إلى جيمي وغاما الذان إنهمكا في محادثة مع بعضهما) هل سكرا ؟
    ميري: سكرا أم لا ، هذا لايغير في الأمر شيئا فهما يتصرفان دائما كالأغبياء !
    كيتي: غاما !
    غاما: نعم يا حبيبتي !
    كيتي: كيف سار الأمر؟
    غاما: آوه.. هذا الموضوع مرة أخرى !
    كيتي: أريد أن أعرف أيها الغبي !
    غاما: عند منتصف الليل بالضبط سيقول الرب كلمته !
    كيتي: (تتجه بحديثها نحو ميري) هل سار كل شئ حسب الخطة ؟
    جيمي: لقد تطلب الأمر بعض الجهد ، ولكن بمواهبنا وتقديرنا الجيد فقد إنتهى كل شئ بسلام
    كيتي: (تتجه بحديثها نحو ميري) هل تعتقدين بأن كل شئ قد مر بسلام ؟
    ميري: لقد أخبرني غاما بأنهم قد زرعوها داخل القبو
    كيتي: هل سيصابون ؟ هل سيصاب عدد كبير منهم ؟
    غاما: ماذا كنت تعتقدين إننا نحاول أن نفعل؟ هل كنا نود أن نداعبهم ؟
    ميري: (متخلية عن القلق الذي كان يساورها) إنها قلقة ! نحن جميعا نشعر بالقلق ! لماذا نتظاهر بغير ذلك؟
    غاما: ( صائحا ومتظاهرا باللامبالاة) أنا لست قلقا
    جيمي: كفوا جميعكم عن الصراخ .. لقد إنتهي كل شئ. لقد بدأوا العنف ! لقد بدأت الحكومة العنف ضد أناس عزل !
    غاما: هل رأيتم الجثث في شاربفيل؟ هل رأيتم أكتاف الأطفال التي مزقتها نيران البنادق الآلية؟ هل رأيتم شيئا من هذا ؟ أسألوا جوجوزي ليريكم كامل المشهد من الصور التي إلتقطها مع شباب الإعلامييين ! إنها مجزرة حقيقية ... مجزرة
    جيمي: (بجدية) هناك توازن في جنوب إفريقيا بين الحرية والعبودية ! بين إتخاذ القرار والتردد في إتخاذه ! الإستعداد لإتخاذ القرار هو الشئ الوحيد الذي سيحرر هذه البلاد !
    ميري: نريد أن نتتأكد فقط بأن كل شئ قد سار على ما يرام .. وعلى كل حال فإن هذا عمل فظيع
    غاما: بالتأكيد ... وهذا هو المقصود من هذا العمل ... أن يكون فظيعا !
    كيتي: هل وضعتم خطة للمتابعة إذا حدثت إنتفاضة؟
    غاما: السياسيون هم من يضعون الخطط ! ما نرمى له هو أن نخلق حراكا
    جيمي: نريد تخليص السياسيين من حالة الضجر والحيرة القاتلة التي يعيشونها
    ميري: إننا لم نخطط هذا لتخليص السياسيين من حالة الضجر والحيرة القاتلة التي يعيشونها . لو كنت أعلم إن هذا مستوى تفكيركم السياسي لما شاركت في هذا الأمر
    كيتي: أنظروا ما حدث في الكنغو ... فلا تتوقعوا النجاح بدون وجود برنامج مدروس بعناية .. سوف تكون هنالك مجازر مستمرة
    غاما: مجزرة .... إنني أكره منظر الدم ! فليغفر الله لنا فعلتنا هذه !
    جيمي: آمين !
    ميري: ما هذا أيها الستالينيين
    جيمي: هذا قذف في حقنا
    غاما: أنا وجيمي لا نؤمن بالأيدولوجيات !
    ميري: من كان يرفع الشعارات الوطنية صباح ظهر هذا اليوم؟ تكلموا !
    غاما: إننا نؤمن بالضرورات السياسية ! يصبح التغيير ضرورة ملحة عندما يصل المجتمع إلى الوهن السياسي والأخلاقي ويصبح العنف هو المنفذ الوحيد للهواء
    جيمي: أكثر ما أخشاه في حياتي هو الملل ! إنفجار قنبلة ! كل شئ إلا هذا السكون المميت ! على الرغم من إستمرار السحب في التجمع لكن العاصفة لا تبدأ أبدا !
    جيمي: أنظر إلى وجوه الناس في الإجتماعات السياسية ... لقد سئموا السياسين وحديثهم عن العنف .. فأمنيتهم دائما أن ينفجر العنف .. يريد الناس تغيير إيقاع السير .. هذا لايعني إنهم يودون أن يتخلوا عن مميزاتهم .. إنهم في حاجة للرياضة من وقت لآخر !
    كيتي: يؤمن الأب سيتويل بحدوث تغيير وشيك في السياسات الحكومية
    غاما: (بحدة شديدة) لا يهمنا ما يؤمن به الأب سيتويل ! إننا نعطي المسيح آخر فرصة له ليختار جانبا في الصراع في جنوب إفريقيا !
    جيمي: غاما يا بني .. إنك تنسى مدى قوة هذا الإسم ... هذا هو الرجل الذي تسلق ذات مرة صليبا ملطخا بالدماء
    غاما: وعندما أوذي في المرة الأولي إستحى في المرة الثانية ...
    كيتي: يظن إنه ظريف ! (تتجه نحو ميري) لقد مللت من حديثهما المشحون غرورا ! سأحضر لنفسي بعض الشراب
    غاما: يبدأ تفسخ المجتمع الأفريقي من بداية تعاطي الإفريقيات للخمور
    ميري: بحق المسيح .. ألا تستطيع أن تصمت قليلا ! (تتجه صوب جهاز التسجيل) يا إلهي أكاد أن أصاب بالجنون من كثرة سماعه
    (يكشر غاما عن أسنانه ويتجه إلى ميري وهي تتفحص الأشرطة ويطوقها بيديه ويقبلهاعلى عنقها. تغمر المكان في نفس اللحظة إيقاعات بطيئة صادرة من جهاز التسجيل . تستدير ميري نحو غاما وفي حركة لا إرادية يبدأن في الرقص تجاوبا مع الإيقاعات الموسيقية. تسير حركتهما ببطء كأنما أصيبا بالدوار . تتلامس ركبهما في هذه الحركة ثم يبتعدا عن بعضهما ليقتربا مرة أخرى كأنهما منجذبان إلى بعضهما بقوة مغناطيسية ... ثم قليلا قليلا يلتقيا وكانت ميري تلقي برأسها دائما إلى الخلف نسبة لإحتفاظها بشعرها طويلا باستمرارحيث يبدو مبعثرا على وجهها باستمرار. يحضر جيمي وكيتي من الغرفة الخلفية وينجذبا بمشاهدة رقصهما وفي هذه اللحظة يدخل طالب إفريقي ذي وجه هادئ في السابعة عشر من عمره
    غاما: (ساخرا) تولا ! أخي الصغير! أنظروا لقد جاء حمل الرب الوديع إلى المسلخ !
    جيمي: تولا ... يا بني .. لقد علمت بانك قد خضت تجربة قاسية مع القانون مساء اليوم؟
    تولا: لقد سخروا مني كثيرا ولم يدعوني أقدم عرائضي إلى مكتب العمدة
    كيتي: ماذا فعلوا بها؟
    تولا: رموها على الأرض ونثروها في الغرفة أمامي
    غاما: كنا نتوقع افعالا كهذه من هؤلاء الأوغاد ! وعلى كل حال سيرون منا شيئا أوشيئين هذا المساء
    ميري: لم أراك بالجامعة اليوم، هل حضرت محاضرات الصباحية ؟
    تولا: لا لم أذهب ، لقد كنت قلقا جدا ! لقد مكثت بالمنزل لأفكر فيما سيحدث هذا المساء
    ميري: يا عزيزي كلنا قلقون. لقد هيأت نفسي لإستلقاءة طويلة بالسجن
    غاما: لأخي رؤية مختلفة حول هذا الموضوع ! أخي الصغير لا يحب العنف ! ذكر الدم يصيبه بالغثيان!
    جيمي: (مبديا تحفظه) ألسنا كلنا مبالغين في إهتمامنا بمساء اليوم؟ أنا لست متأكدا من أن ضررا كبيرا سيقع اليوم ولكن الحدث في حد ذاته سيجرح كبرياء الحكومة أكثر من أي شئ آخر ! ربما ينهار حائط أو حائطين ويقطع خطاب الوزير ... وهذا فقط كلما سيحدث
    غاما: إنها البداية !وسيزداد العنف إذا تمسكت هذه الحكومة بسياساتها العنصرية المجنونة
    تولا: ستمتلئ قاعة االمدينة برجال الشرطة هذا المساء
    ميري: من المؤكد أن يحدث ذلك فقد تمت تعبئتهم لمراقبة إجتماع الكونجرس ظهر اليوم
    كيتي: هل تحدث غاما في الإجتماع؟
    ميري: (بفخر) أتظنين بأنه مجرد حديث؟ لقد إعتقدت حينها بأنه لا يمكن السيطرة على الجماهير! وظننت في تلك اللحظة بانهم سيبدأون في أعمال الشغب ويقدمون لهؤلاء الوحوش سببا لإطلاق النار
    جيمي: لا يستطيعون ذلك! لايمكن ذلك وبهذه السرعة بعد شاربفيل . سيتريثون لبعض الوقت حتي تنتعش بورصة جوهانسبيرغ
    غاما: جيمي ، إنك تسئ الظن في مدى غباء شرطة جنوب إفريقيا ! سوف نرى كيف يمكنهم أن يستخفوا بالأمر بعد الذي سيحدث مساء اليوم
    تولا: (متأملا) ستكون هذه هي المرة الأولى التي ستنفجر فيها قنبلة في العلن . سيقومون بتمشيط كل ركن من أركان القطر بحثا عن المشبوهين !
    غاما: دعوهم يفعلون ما بدا لهم إذا كان سيفيدهم في شئ !
    تولا: لقد أصدر حزب الأحرار بيانا اليوم أدان فيه العنف
    جيمي: لقد كنت وغاما نناقش هذا الموضوع ظهر اليوم ... لقد سمعت بأنهم سيصدرون بيانا .. يجب أن يذهب أحدنا لمقابلة المسؤولين بحزب الأحرار!
    غاما: سوف لايذهب أي واحد منا لمقابلتهم ! إن لهم الحق فيما يرون . فمنذ العام 1912 م يقوم الأحرار بتوضيح أفكارهم . فهل سيؤثرون اليوم في الرأي العام !
    جيمي: إن كل تاريخ هذا البلد مكتوب بالدم .... هذا ما ينساه الكثيرون ... فلننتظر لنرى كيف سيتناول الأفريكانيون دواءهم
    ميري: جيمي! لم أكن أعلم إنك متعطش للدماء إلى هذا الحد
    جيمي: إنها النزعة لأكل لحوم البشر! هذا نتاج الإحتكاك بالأفارقة الخارجين لتوهم من البربرية!
    غاما: هذا صحيح ! إنني أنحدر من سلالة طويلة من آكلة لحوم المبشرين هل رأيت الخرز الذي يزين به الأفارقة أعناقهم ! كل خرزة تمثل مبشرا تم أكله في تلك الأيام الماضية الجميلة عندما كان اللحم نادرا
    كيتي: (مشمئزة) غاما ، هل هذا صحيح ؟
    جيمي: إنني أراهن بأنهم لم يتمكنوا من أكل هدليستون!
    غاما: ( مكشرا) كان جلده قاسيا ! عليه اللعنة ، لقد كان هذا القسيس الأنجليكاني قويا ! (بإحترام) من المفترض أن يعيش هدليسستون لأنه قوي وقادر على الصراع ولكن بعض هؤلاء القساوسة سوف لا ينجون أبدا ! كان من المفترض ان نصنع من بعضهم رغيفا جيدا من الذرة واللحم ! ألا تذكر يا تولا ذاك الأحد الذي ذهبنا فيه إلى الكنيسة بصوفيا تاون ؟ ماذا كان يقول القس الأفريقي؟
    تولا: (مقلدا صوت القس) عليكم ألا تبدو أي إنزعاج من الشعب الأبيض ! يجب ألا يزعجكم شئ أبدا لأنكم حينما تصعدون للسماء فسيضع الرب حول أجسادكم وشاحا متلألأ من الحريروسوف تسيرون على شوارع مرصوفة بالذهب ! لا تدعوا أحدا يدفعكم بعيدا عن هذه االشوارع ! (يبتسم خجلا بعد إنهاء هذا الحديث في حين ينفجر تصفيق حاد من حوله وفجأة تتحول روح المجموعة إلى سخرية مسرحية لإجتماع ديني)
    غاما: حسنا أيها الإخوة والأخوات إذا لم تأخذوا هذا القطار فسوف لا يكون هنالك قطار آخر يأخذكم لمنازلكم في الوقت المناسب ! (يصفق ) تعالوا الآن ! تعالوا .. ماذا حل بالسيد المسيح ! (يتلو نشيدا دينيا)
    الجميع: (يرتلون بعده) هو بخير!
    غاما: ماذا حل بالسيد المسيح !
    الجميع: (يرتلون بعده) هو بخير!
    غاما: لقد قلت: ماذا حل بالسيد المسيح !
    الجميع: بخير!
    غاما:الآن سأقف مباشرة أمام هذه الشجرة !
    الجميع: حسنا !
    غاما: لقد أمرني أن اقف أمام هذه الشجرة مباشرة !
    الجميع: حسنا !
    غاما: نعم فهو بخير
    (يبدو غاما مثله مثل الشرطيين الأفريكانيين الذان تقمصا دوري المساند والمعادي للبيض في مشهد سابق عندما بدأ معاديا للتدين ولكنه إنغمس في الجو الديني العام للأفارقة وذلك عندما بدأ في ترتيل الأناشيد الدينية . وعندما كان الشباب منسجمون في هذا الجو دخل آخرون من الباب الأيمن. فقد دخل أولا الشاب اليهودي الملتحي المسمى كريس ومعه صديقته جولي وتبعتهما فتاة أفريكانية خجولة إسمها ساري ماريا وهي مجندة جديدة في مجموعة اليسار الجديد الطلابية وفتاة هندية إسمها ليلي ومراسل إفريقي وجوجوزي ويقف خلفهم جميعا رجل إفريقي بدين يبدو كمهرج إسمه سلوفوت. ينسجم جميع الشباب في التصفيق فيما عدا الفتاة الإفريكانية التي وقفت بعيدا عن المجموعة وبدت حيية جدا في هذا الوسط الجديد وعلى الرغم من سحنتها البويرية الترابية الواضحة لكن فيها شئ سماوي مؤثر من البراءة العذرية والرقة الواضحة. تدخل الغرفة بشئ من الحذر وربما التردد وتقف بعيدا عن الآخرين. يدخل شباب آخرون الغرفة وهم يضحكون ويتمازحون بخشونة ولكنهم يتوقفون عن ذلك بمجرد دخولهم وينضمون للمجموعة في التصفيق وترديد الأناشيد الكنسية)
    غاما: (ممثلا كبير القساوسة) تعالوا أيها الإخوة والأخوات ! لا تتخلفوا عن هذا القطار !
    الجميع: (يرتلون بعده) هو بخير!
    غاما: هل سمعتكم تقولون ....... !
    الجميع: هو بخير!
    غاما: ماذا حل بالسيد المسيح !
    الجميع: إنه بخير!
    غاما: ماذا حل بالسيد المسيح !
    الجميع: إنه بخير! إنه بخير !
    غاما: لقد قلت إنني سأقف مباشرة أمام هذه الشجرة !
    الجميع: حسنا !
    غاما: سأقف هنا حتى أسمعه يتحدث !
    الجميع: إنه بخير!
    غاما: قفوا في هذا المكان بالضبط حتى تشتعل النار في هذه الشجرة !
    الجميع: إنه بخير!
    غاما: هل تقولون إنه
    الجميع: نعم إنه بخير ! ( ينضم إليهم غاما) نعم إنه بخير.. هذا صحيح إنه بخير ... آمين ! آمين !
    كريس: أيها الإخوة والأخوات يشرفني أن أقدم لكم مجندا جديدا في هذا المعبد الإلهي!
    كيتي: آمين
    كريس: الآنسة سارّي ماريس . لقد كانت تدعو لمرشح منظمتنا ـ S.R.C. ـ بين الطلاب الأفريكانيين بالجامعة. وسارّي متخصصة في دراسة العلوم الإجتماعية
    كيتي: أليولا !مرحبا بك أيتها الأخت العزبزة ! فلنشرب نخبك الآن ! ( إنسجم بقية الشباب مع المجموعة فيما عدا سارة الخجولة. يتقدم غاما ويحاول تقبيلها، تتراجع بصورة عفوية وتتعثر بشئ ما فيضحك غاما على ذلك)
    غاما: أنظري أيتها الأخت ! هذا ليس جيدا. (نادما) آسف جدا. لدي رغبة جامحة في تقبيل الفتيات الصغيرات الائي ترتجف أجسادهن خجلا
    ميري: (تدب فيها الغيرة) لاتدعيه يا سارة !إنه فاسد وفاسق نزق ! إذا أردت السلامة فابتعدي عن طريقه
    سلوفوت: (وهو يرفع كوبا من البراندي) إنه متخصص في الفتيات قليلات التجربة !
    جوجوزي: إذا أردت أن تحافظي على عذريتك فلا تمكثي معه كثيرا في الظلام !
    جولي: هل هذا صحيح يا جوجوزي؟ إنكم جميعا تثيرون القلق لدى سارّي ! سوف لايمسك أحد بسوء يا سارّي ! تصرفي بحرية ! الجميع هنا مجانين !
    سلوفوت: (مكتئبا) لا تلقي على اللوم بأنني لم أحذرك
    جوجوزي: ( يضرب يد سلوفوت الذي حاول أن يرمي الكأس من يده) هذا صحيح فأثناء وجودك هنا فإن حياتك كلها بين يديك أنت فقط يا سارّي !
    ( كانت الفتاة طوال هذه المدة تقف بعيدا وتبتسم في قلق وخجل ظاهر وتخلي الطريق كلما مر أحد الفتيان بقربها. ينسل تولا من بين الزحام ويتقابلان وجها لوجه . تلتقي نظراتهما فجأة فتوجه الفتاة نظراتها إلى الأرض خجلا يمد تولا لها يده فتأخذها الفتاة وتظل يداهما في بعضهما لمدة أطول من المعتاد كأنما بدأ التعاطف بينهما منذ الوهلة الأولى)
    تولا: مرحبا !
    سارة: مرحبا !
    تولا: هل آتيك ببعض الشراب؟
    سارة: (بخجل) هل يوجد جن؟ أريد جن بالتونيك
    تولا: جن بالتونيك! يبدو إن الفتيات لا يشربن إلا الجن بالتونيك ( يضحكان ويدخل تولا الغرفة الخلفية لإحضار الشراب. يتهامس غاما وجيمي وجوجوزي وسلوفوت بصورة واضحة أثناء سيره وسط المجموعة وينظرون إلى الفتى كأنما يحاولون تغطية عيونهم بأيديهم . لقد كانوا بالتأكيد يسخرون من تولا لعطفه واهتمامه بسارّي . ظلام .)
                  

10-11-2010, 05:50 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    kk
                  

10-12-2010, 07:45 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    lin
                  

10-12-2010, 03:14 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    الفصل الثاني
    المشهد الثالث

    نفس المشهد السابق وتنساب نفس القطعة الموسيقية الرائعة التي بدأت بها المسرحية ولكنها تبدو أكثر حيوية وإصرارا . عند إضاءة النوار يبدو جميع الشباب يأكلون ويشربون خلف الباب الخشبي ... ويحدثون صخبا وضجيجا . يخرج غاما من الباب الخلفي يحمل ساعة تنبيه كبيرة بيديه ويضعها على طاولة خشبية في أقصى الجانب الأيسر مواجها المتفرجين ومجموعة االممثلين على الجانب الأيسر من خشبة المسرح . يرن المنبه فجأة أثناء محاولة غاما تعبئته وضبطه محدثا رنينا داويا مما يتسبب في جذب بقية الشباب من الغرفة الخلفية. يعدل غاما وضع ساعة التنبيه ويتجه نحو المجموعة.
    غاما: ليس هذا هو الموعد الصحيح ! هذا تنبيه خاطئ ! الساعة الآن هي فقط العاشرة ! عليكم ألا تقلقوا !
    كريس: التاريخ ملئ بالأجراس الخاطئة ! عليكم أن تشربوا وتمرحوا في الوقت الذي يشق فيه التاريخ طريقه القاسي (يحتسي قليلا من كأسه) يا الله ، ما أجمل الموسيقى !
    (يبدأ غاما الشريط من أوله . يمسك جوجوزي بميري ويسحب كريس جولي ويبدأون في ممارسة رقصة باتا باتا البطيئة المفضلة لديهم ويحذو بقية الشباب حذوهم. . ينزل كل زوجين متقاربين إلى الحلبة فيما عدا غاما وسارة أما سلوفوت فقد كان ينظر من خلال النافذة الخلفية. يلحظ غاما سارّي واقفة لوحدها بعيدا عن الراقصين ويتجه إليها مترصدا وببطء فاردا يديه بصورة مسرحية أمامه وقبل أن يصل إليها يخرج تولا من الغرفة الخلفية حاملا كأسين من الشراب ويعطي واحدا منهما لسارّي حينها يهز غاما كتفيه بصورة غريببة ويكمل مسيره . تتوقف الموسيقى ويتحرك تولا وسارّي في إتجاه مقدمة المسرح ويجلسان متواجهين ويبدو عليهما القلق . يمثل بقية الشباب الخلفية لجلستهما حيث جلسوا في أزواج فإما إنهما يتحدثان أو يقفان في الزوايا يقبلان بعضهما أو أن تتكئ بعض البنات على أجساد زملائهن الذين يتمددون على أرضية المسرح . يعم المكان هرج ومرج عام ومداعبات جنسية كتلك التي تصدر عادة من الشباب . يتم إحضار الشراب من الغرفة الخلفية من وقت لآخر وقد تكدست بعض الأمتعة أمام الأبواب وتتحطم الكراسي ويتم تركيبها مرة أخرى)
    تولا: (مشيرا برأسه في إتجاه أخيه) لاتكترثي لهذا ! إنه ينبح أكثر مما يعض !
    سارّي: (خجلة ومترددة) ولكنك تعض أكثر مما تنبح؟
    تولا: (ضاحكا من هذه الدعابة المفاجئة الساخرة) لا! لآ ! أنا لا أعض أبدا . هل أحضر لك وسادة لتجلسي عليها ؟ إنها تريحك
    سارّي: شكرا... أنا مرتاحة جدا هكذا!
    تولا: إسمي تولا ... غاما أخي
    سارّي: أنا سارّي ماريا. هو أخوك إذا ؟
    تولا: هل أنت مندهشة لذلك ؟
    سارّي: حسنا ... قليلا ... لكن أنتت لست مثله!
    تولا: أخي يملك جاذبية وحيوية أكثرإنه نشط جدا ... لقد كان قائدا ومتفوقا دائما أثناء الدراسة
    سارّي: (مترددة) وتتقاتل عليه الفتيات ؟
    تولا: يبدو كأنك لا تحبين أخي؟
    ماري: لآ ... إنني لا أعرفه جيدا لأحبه أو أكرهه ولكنه يبدو مدللا
    تولا: وهذا هو السبب الذي يجعله جذابا للفتيات. يعتقدن بأنهن سيتمكن من إصلاحه.. في الحقيقة هو جيد لكنه يحب المزاح
    سارّي: (تمسح ببصرها المكان) كيف وجدتم مكانا كهذا؟ أعني مكانا يختلط فيه الطلاب من مختلف الأجناس؟
    تولا: هذا المكان ملك لميري ... الفتاة ذات الشعر الأسود (تتجه سارّي إلى حيث يشير تولا.. ميري وغاما يتقاسمان أريكة استوديو وينهمكان في تقبيل لعضهما بهدوءوفي غفلة ممن حولهما من الناس.. يظهر الإنقباض على وجه الفتاة عندما ترتد ببصرها إلى تولا)
    سارّي: ألم تهاجم الشرطة هذا المكان أبدا؟
    تولا: حاولوا في المرة الأولى ولم يجدوا أحدا هنا .. وعندما جاءوا في المرة الثانية وجدونا نتلوا أناشيدا دينية فرجعوا مكسوفين
    (تضحك)
    سارّي: يبدو بأنه من الأفضل لنا حاليا أن نترنم بالأناشيد الدينية!
    تولا: لا تشرعي في هذا مرة أخرى ... سوف يجبرنا أخي على الإنشاد طوال الليل .. أرى أحيانا بأنه كان من الأفضل له ان يصبح واعظا بدلا من دراسة المحاماة
    سارّي: هل حقا ما تقول ... أيدرس القانون؟
    تولا: سوف يتخرج نهاية هذا العام
    سارّي: وماذا تدرس أنت؟
    تولا: الفنون الجميلة .. اللوحات التي على الحائط هي من رسمي أنا، والصور .......
    (يقفان للتفرج على اللوحات والشعارات الخطية)
    سارّي: جميلة جدا .... مهذبة جدا .... الآن فهمت الكثير عنك
    تولا: يرى أخي بأن الفنون الجميلة هي مهنة نسائية ! يرى إنها لحد ما ليست رجولية
    سارّي: لا أعتقد ذلك إنها مهنة تثير الإعجاب
    تولا: شكرا لرأيك هذا
    سارّي: (تجول ببصرها مرة أخرى حول الغرفة) هذه حفلة مرحة جدا ..
    تولا: (بإنفعال) هل حضرت حفلات كثيرة كهذه؟ يعني بها إختلاط حر بين العرقيات؟
    سارّي: لا ابدا هذه أول مرة (صمت) أرى أحيانا بأنني لا اوافق على الإختلاط بين الإثنيات ... لا أعني الصداقة والأنس .. أعني العلاقات المتطرفة ! أعني ... إنك تفهم ما أعني؟
    تولا: أنت تعنين الحب ؟
    سارّي: نعم. وفي بعض الأحيان أصبح مضطربة ... كل هذا جديد بالنسبة لي ... لو كنت فتاة من البوير لوجدت صعوبة في الإعتياد على هذا
    تولا: أعلم ذلك... وينطبق هذا على السود أيضا
    سارّي: المرة الأولى التي أقابل فيها أشخاصا سودا على مستوى إجتماعي رفيع كان العام الماضي عندما حضرت للجامعة وكان على أن أجلس بجانب طالب ملون. لقد كان أمرا غريبا. لقد كنت أفكر في أن أمرا فظيعا سيحدث ولكن لم يحدث أي شئ .. هل تعلم بأنني أعتبر ذلك هام جدا .. أن نكون سويا ونتعرف على بعضنا البعض .. الأبيض والأسود ..نتعلم كيف نتصادق ويحترم بعضنا بعضا.. أعتقد بأن الإحترام بين الناس أمر هام جدا... ألا تتفق معي في ذلك؟
    تولا: (بعفوية) نعم ... ولكني أرى إن الحب أكثر أهمية.... آآآآآآآآه أنا لا أعني ذلك النوع من الحب! أعني الحب الحقيقي ... مثل أن تحب عدوك . هذا هو الحب الحقيقي إذ ليس من المتوقع أن يكون له أي مردود
    سارّي: هل تعتقد بأنك يمكن أن تحب أعداءك حبا حقيقيا ؟ هل يمكن لشعبك أو شعبي مثلا أن يحب بعضهما بعضا ؟ وعلى الرغم من كل ما حدث ؟
    تولا: لا أعني بحبك لعدوك أن تدعهم يرتكب الفظائع ضد الآخرين دون منعهم. أعني ألا تكرههم أو تحتقرهم . إن الحب الحقيقي يضعنا جميعا في مستوى واحد
    سارّي: هل بالإمكان أن تطلب من اليهود أثناء حكم النازي بأن يحبوا الألمان ؟
    تولا: كنت ساطلب منهم أن يكرهوا الجريمة .! كنت سأطلب منهم إذا إستدعى الأمرأن يحاربوا الألمان ولكنني سوف لا أطلب منهم أن يحتقروا الشعب الألماني لانه إستسلم للشر ! لقد كان العالم كله يشاهد اليهود يشوون في الأفران ولكنهم لم يتحركوا إلا بعد أن وصل التهديد إلى سلامتهم الشخصية . إذا، كل العالم شارك في جريمة النازيين . وقد إنتهى كل شئ بمجرد أن عرف اليهود والألمان بأنهم ضحايا هذه الفظائع وإن الحب بينهم ممكنا . إن الحب هو أن تفهم بأن كل الناس يشاركون بعضهم في الذنب ويستطيع بعض الأفراد فقط من الوصول إلى الخلاص الشخصي . على كل شخص مسؤول أن يتأكد من خلق الظروف الملائمة ليصبح هو وأمثاله أغلبية في المجتمع . أن تقتل من أجل الإنتقام هو في حد ذاته جريمة نكراء مثلها مثل الجريمة التي قادت إلى الإنتقام
    سارّي: هذه من أصعب الخصائص . إن أكثر الحب في الجوانح هو حقيقة حب أناني (يجلسان في وقت واحد) هل تدري بأنني في هذا المساء سعيدة جدا لأنني قابلت شخصا مثلك ... أعني شخصا يمكنني أن أتحدث إليه حيث إنني عندما حضرت إلى هنا كنت خجلة . هل لي أن أقول لك شيئا؟
    تولا: قولي ... لا تترددي من فضلك
    سارّي: لقد كنت خائفة من أنكم جميعا لا تريدونني....
    تولا: لأنك أفريكانية؟
    سارّي: نعم . كنت أعتقد بأنكم سوف تضطهدونني بكل الوسائل والسبل مستخدمين كافة الأساليب الخبيثة ولكنني حضرت تحت إصرار كريس .. بصراحة لقد أمضيت هنا وقتا طيبا
    تولا: إننا سعداء جدا بحضورك . إن كثيرا من أعضاء النادي لا يحبون الأفريكانيين حتى يقابلوا بعضهم ويكتشفون إنهم يحبونهم . فعندما يقولون شيئا سيئا عن الأفريكانيين فإنهم يتحدثون عن مجموعة معينة
    سارّي: أعلم ذلك ولكن سيكون هذا جارحا جدا لك شخصيا إذا كنت من الأفريكانيين . وهذا يجعلك مسؤولا بصورة ما عنه
    تولا: لالالا .... أطردي هذا الشعور من ذهنك إلى الأبد ... هنالك طالب أفريكاني يحضر إلى النادي من وقت لآخر .. إنه يروي طرائف عن الأفريكانيين أشد قسوة مما يحكيه أي شخص آخر هنا .. ربما يشعر هذا الشاب بالذنب كفرد منهم ولكن من الأفضل أن نضحك على الأمر بدلا من الشعور بالتعاسة (يلاحظ كأسها فارغا) هل تودين كأسا آخرى؟
    سارّي: (مترددة) حقيقة أنا لا أشرب كثيرا (تبتسم) حسنا يمكن أن أنتاول كاسا آخرى
    (فجأة يقفز غاما عن الأريكة محدثا ضجة عالية مشيرا بأصبعه نحو تولا وساري كأنما يتهمهما بأمر ما)
    غاما: حسنا ... حسنا ... أنظروا إلى هذين ! أنظروا إليهما ! ألا يبدوان في وضع رومانسي حميم؟
    (يخرج تولا لإحضار الشراب)
    جيمي: أصمت يا غاما .. دع هذين الشابين وشأنهما ! إنهما لا يقومان بأي فعل خارج عن حدود اللياقة
    غاما: هذا هو بيت الداء.. إنهما لا يقومان بأي شئ خارج عن حدود اللياقة !
    جوجوزي: أمنحهما الفرصة الكافية ... فمن الأقوال الشائعة إن بين البانتو والبوير جاذبية غريبة
    ميري: وما الغريب في ذلك؟
    جيمي: هنالك تركيز أكثر من اللازم ... وأعني بالنسبة للأعداء السياسين بالذات
    جوجوزي: يا إلهي !! تخيلوا عناوين الصحف ! القبض على فتاة من البوير وفتى من البانتو في وضع مشبوه بإحدى الشقق (يضغط على الكلمات) هنا إذاعة جنوب إفريقيا .. الشرطة تقبض على فتاة من البوير وفتى من البانتو في وضع مشبوه مساء أمس وقد تم وضعهما في الحجز بعد أن وقعا على تقرير الشرطة. وخلافا ل.....
    كريس: ....... البيانات السابقة فقد أصبحت الشرطة تشك في أن الفتاة قد عرضت نفسها بمحض إرادتها على فتى البانتو .....
    جوجوزي: وحيث إن الفتاة قد حضرت حفلة مشتركة في إحدى الشقق القذرة بحي هيلبرو وهو مكان تتلتقي فيه إحدى الجماعات البويهيمية المختلطة
    غاما: والتي إعتادت على حياة التسيبب وممارسة الجنس المختلط والإنغماس في السكر والعربدة
    كريس: وحيث ان الفتاة قد ذهبت إلى هناك فقد أفرطت في الشرب أكثر من المعقول ......
    جيمي: وقد كان ذلك كافيا للإستسلام للرغبات النزقة لفتى البانتو الملعون ..
    ميري: (تمسك بيد سارة برفق) لا تهتمي لهما يا عزيزتي! هذان من ذوي النفوس المريضة ...
    تولا: (يحضر الشراب) خذي يا ساري ... ميري هل تريدين بعض الشراب؟
    ميري: شكرا يا عزيزي ... واصل حديثك مع ساري وسأحضر بعض الشراب لنفسي
    (يمسك كل من غاما وجوجوزي بكتف الآخر ويؤديان رقصة تعتمد على حركة الرجل كانا قد تعلماها سويا.. عندما يشاهدا تولا وسارّي مع بعضهما يقف غاما ويصرخ في الجميع بطريقة تكشف أن الخمر قد لعب برأسه)
    غاما: أنظروا إلى هذين .. ماذا دهاهما ؟
    تولا: ألا تتركنا وشأننا ولو لمدة قصيرة؟
    غاما: هل سمعتم ؟ أخي الصغير يقول لي أنا : ألا تتركنا وشأننا ! هل حدث وأن طلب من أحكم أخوه الصغير أن تدعه وشأنه ؟
    جوجوزي: لم يعش ليقول لي ذلك .. لقد مات المسكين قبل أوانه .. لقد مات إبن ال###### دون ذنب قبل أوانه
    غاما: أنا حزين جدا لما حدث لأخيك ! حسنا ذاك أخي وليس من المحتمل أن يموت صغيرا !
    جيمي: (يأتي حبوا من إحدى الزوايا المعتمة) لا تكن موقنا جدا من ذلك ، فقوات الشرطة في هذا البلد ذات كفاءة عالية وقد وهبت نفسها لإزهاق الأرواح الشابة !
    (تمر ليلي الشابة الجميلة ذات التقاطيع الهندية الجذابة من أمام جوجوزي الذي يمسك بذراعها)
    ليلي: آه .. دعني يا جو ... إطلق يدي ! ... من فضلك
    جوجوزي: ليس بهذه السرعة يا فتاتي !
    ليلي: آآآآآآه ... ما هذا؟ إن هذا يؤلمني ! جو , أنا لا أمزح
    جوجوزي: (يحاول جوجوزي تقبيلها) ولا حتى مزاح الحب؟
    ليلي: وهذا النوع بالذات !
    جوجوزي: لماذا لا يحب هنود هذا االبلد الإختلاط؟
    ليلي: أنا لا أحب الإختلاط معك أنت بالذات
    ( يترك جوجوزي يدها تمر أمام غاما ويقوم بضربها على عجيزتها . تلتفت ليلي نحوه وتحاول ضربه بقبضتها ولكنه يجذبها نحوه بعنف . وتبدو كأنها ذابت بين يديه حين يقبلها . يلتف الجميع حولهما مبهورين. يبدأ جيمي في العد كأنه حكم وذلك لمعرفة مدة القبلة. يعد حتى عشرة مع تدرج في إرتفاع نبرات صوته كلما قارب الرقم عشرة . تتقدم ميري بعد ذلك وتفرق بينهما في حركات مازحة)
    ميري: هذا يكفي !
    (يصفق الجميع للعرض. تظهر كيتي وسلوفوت من الغرفة الخلفية تلوّح كيتي بجلباب أحمر كالميتادور أمام سلوفوت البدين الذي يتعثر خلفها محاولا أن ينطحها برأسه . يبدأ الجميع في التصفيق عند دخولهما مكونين حلقة حولهما . ترتفع حدة الإهتياج رويدا رويدا عندما يهاجم سلوفوت الفتاة وينطحها برأسه على بطنها آخر الأمر ويطرحها أرضا . يشتد الصياح وفجأة تسمع دقات الساعة ويعقب هذا صمت رهيب وبمجرد أن تتوقف دقات الساعة تبدأ المجموعة في السمر مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن ثم يتحول الإنتباه مرة أخرى لتولا وسارّي)
    سارّي: ما الغرض من هذا الحفل ؟
    تولا: (يكذب) تعلمين إننا نكون باستمرار مع بعضنا .. إننا نحاول باستمرار تعزيز الروح الرفاقية فيما بيننا !
    سارّي: أسبوعيا !
    تولا: أسبوعيا .. ربما يكون لدينا في بعض الحيان مواضيع مثل : القيادة السياسية أو التاكتيكات الثورية !
    سارّي: هذا يعني أنكم تخططون للقيام بثورة مثلا ؟
    تولا: حسنا نحن لا نخطط لمثل هذا الآن (يستلقي على قفاه) ولكنك بالطبع تعلمين بأن أي شئ يمكن حدوثه في هذا البلد ... ونحن كطلاب علينا ن نكون في حالة إستعداد دائم حيث يكون الطلاب دائما بحكم تكوينهم في طليعة النضال ضد الظلم والفساد والركود السياسي والوضع القائم
    سارّي: حقيقة لا أعتقد بأنني سأصبح ثورية لأنني لا أستطيع أن أؤذي ذبابة
    تولا: الوضع يختلف فإذا كان الإنسان داخل المعمعة فسوف يتفاعل بصورة أو بأخرى
    سارّي: حقيقة إنني لا أعرف في أي إتجاه سأتفاعل
    تولا: على كل فهذا ليس هاما .. المهم إنك صديقة وسوف لا تعملين ضدنا
    سارّي: أعتقد ذلك. أتعلم يا تولا....(تنظر إليه في يأس)
    تولا: نعم؟
    سارّي: لقد أدركت فجأة بشاعة أن أواجهك في صفوف القتال ! واعني بهذا إنني أعرفك الآن
    تولا: أعلم ذلك ولا أود التفكير فيما سيحدث لأصدقائي البيض في هذا البلد عندما تسوء الأمور! ولذلك فمن الضروري للأشخاص الذين تتشابه أفكارهم من البيض والسود أن يكونوا جبهة موحدة ضد الحكومة حتى لا تكون الحرب بين البيض السود ولكن بين الحق والباطل
    سارّي: إن هذاالأمر صعب جدا! فلا يوجد إلا عدد قليل من البيض يمكن أن يضع يده في يد السود ضد الحكومة. إنهم يخشون أن يكون في التغيير فقدانا لإمتيازاتهم
    تولا: يمكن للشباب أن يقوموا بذلك ! هنالك الكثير منهم داخل وخارج الجامعة وهم على أتم إستعداد للإنضمام للمعركة. فأنا مثلا لم أكن في يوم من الأيام أتوقع أن يجمعني حفل مع فتاة أفريكانية ... ولكن هذا يحدث الآن.
    (يجثو كل منهما على ركبتيه في مقدمة المسرح مواجها الآخر)
    سارّي: هل تعلم ما أحبه فيك ؟
    تولا: لا... ما هو؟
    سارّي: إنك تبدو مخلصا في كل شئ تفعله
    تولا: كلنا مخلصون فيما نفعل هنا
    سارّي: ولكنني أعني بأن الإنسان لايعرف دوافع بعض تصرفات الآخرين
    تولا: ألا تعرفين دوافعي ؟
    سارّي: أستطيع أن أجزم بأنها سامية . اعني إنك في الحقيقة .... يبدو إنك تحب الناس . إنني أحب الأشخاص الذين يبدون بأنهم يهتمون بما يحدث للآخرين
    تولا: شكرا ، ولكنني حقيقة أعني بأنني لست أحسن من أي فرد آخر
    سارّي: أتعلم شيئا آخر أيضا؟ إنك مهذب جدا وكما تعلم فإن المرأة تستطيع أن تستخلص مثل هذه الأشياء بسرعة . تستطيع المرأة أن تشعر بالرجل المهذب فورا
    تولا: كيف ذلك ؟
    سارّي: (تضحك) حسنا ، إنك من الصنف الذي تشعر معه بالأمان ! إنت مثل والدي في كثير من الأشياء ! إنه من أكثر الرجال الذين عرفتهم تهذيبا
    تولا: وماذا عن أمك ؟
    سارّي: ليست لدي أم فقد توفيت وأنا صغيرة جدا ، ولا أتذكر شيئا عنها أبدا لقد كان أبي قدوتي ومعي دائما
    تولا: هل يعلم أبوك شيئا عن علاقاتك بالجامعة ؟
    سارّي: حسنا ، إنه يعلم بأن أفكاري قد تغيرت . ويعلم إنني أختلط بحرية مع الطلاب الملونين بالجامعة
    تولا: ألا يهتم بذلك ؟ أعني أيمانع في ذلك ؟
    سارّي: يقول إنني قد كبرت للدرجة التي يمكنني من التفكير بمفردي وأستطيع أن أقول إنه أحيانا يقول ذلك لمجرد إنه يريد أن يكون جيدا معي ، ولكنه خائف ! إنه خائف من أن أنغمس كثيرا في ذلك . ليس من السهل على الشعب الأفريكاني أن يقبل مثل هذه الأشياء
    تولا: لابد إن أباك يحتفظ لك بكثير من التقدير
    سارّي: (فجأة وبرنة حزن بسيطة) آآه ، أتمنى أن تتحدث إليه، أعني مثلما تحدثنا هذه الليلة. أتمنى أن تتاح لي الفرصة في مرة من المرات لأدعوك لمنزلنا ، أتدري لماذا ؟ فقط لتتحدث معه ، إنه يحب ذلك . أظن إن هنالك الكثير الذي يمكن أن يعرفه عنكم ـــ أعني الأفارقة . إنه لم يقابل أحدا منهم غير الخدم ... أبي رجل طيب جدا .... (تنهض بسرعة) يبدو كل شئ ######## في بعض الأحيان!
    (ينهض تولا أيضا ويواجه كل منهما الآخر. يبدا أحد الأشخاص في خلفية المسرح في تشغيل تسجيل لإحدى أغنيات البلوز الكئيبة . تقف سارّي وتولا لعدة ثوان متواجهان . تتحجر الدموع في مآقي سارّي ويحاول تولا الإبتسام لطمأنتها .. يبدا بقية الشباب في الرقص)
    تولا: هل تودين أن ترقصي ؟
    سارّي: لا أعرف الرقص ! إنكم معشر الأفارقة مدهشون في الرقص !
    تولا: حسنا.. تحركي فقط ! ليس هنالك من يراقب ويهتم برقص الآخرين في هذا المكان !
    (يبدأن في الرقص ، يبدان في إمساك بعضهما وهما متباعدان على إمتداد إذرعهما ومن ثم يقتربان من بعضهما ويضمان بعضهما بشدة في النهاية ! من يراهما أحيانا يظنهما لايتحركان .. كأنهما يقفان ويتأرجحان في مكان واحد ويظهر وجه سارّي مرفوعا دائما كأنما تحدق في عيني تولا .. يتوقف التسجيل ولكنهما يستمران في الحركة ولا ينتبهان إلى أن جميع الحاضرين بدأوا ينظرون إليهما ... يبدو غاما مسرورا لرؤيتهما في هذا الوضع )
    غاما: (يلقي بشئ على الأرض محدثا ضجيجا) لقد توقفت الموسيقى أيها العاشقان !
    (يتخليان عن بعضهما)
    غاما: ها .. ها.. يبدو لكما الأمر مريحا !
    جولي: وماذا يعني لك ؟
    غاما: هنالك شئ ما يقلقني عن هذين الشابين ( ينسحب تولا وسارّي إلى أقصى اليسار) هنالك شئ ينم عن إستقلالية فظيعة يجب ألا يكون الأنسان مستقلا بهذا الشكل !
    جوجوزي: ما الأمر ؟ هل أنت خائف من أن يصبح هذين الشابين مستقلين ولا تجد أحدا تقوده ؟
    غاما: لاينضب معين الدنيا أبدا ، سوف يبقى البعض لتقودهم. ماذا تعرف أنت عن القيادة ؟ إنك فقط كاتب عمود ثرثرة في أحد ى صفحات الفضائح ! وإنك أسوأهم جميعا !
    جوجوزي: ليس في الدنيا عددا كافيا من الطيبين لنكتب لهم ! ولا العدد الكافي من الطيبين لنكتب عنهم ... فيما عدا هذان اليافعان الذان يقفان بعيدا هناك ! إنهما يملكان سحرا خاصا بهما !
    غاما: أظن إنك تدس أنفك بين الناس لتلتقط بعض الفضائح لتغذي بهاعمودك القذر !
    جوجوزي: على الرغم من أنني لا أؤمن بشخصنة الأمور ولكنني أفضل الجاذبية على الفساد السياسي ! أفضل الأناقة على البهدلة ! على الرغم من بعض الملابس البالية ، فلهذين الشابين أناقة وجاذبية خاصة تمس شغاف القلب!
    غاما: أتعلم يا جو إن ما يثيرني فيك حقا هو إندفاعك المتكلف في السخرية من مشاكل الحياة ! إنك في الداخل رومانسي قذر ! رومانسي .. هذه هي صورتك !
    جوجوزي: ومن هو الساخر غير رومانسي تحول إلى النكد والمشاكسة ! وما زلت أعشق هذين الشابين ! لقد ظلا طوال الليل يدهشان بعضهما بحكايات بسيطة وإيماءات صغيرة ! إنني أحب الشباب الذين تدهشهم الحياة !
    كريس: (ينظر إلى وجهه عن قرب مندهشا) ماذا حدث لك فجأة هذه الليلة ؟
    غاما: إنها رياح التغيير !
    جولي: (تدخل الغرفة بصحبة ليلي) سوف أموت إذا سمعت عبارة ماكميلان مرة أخرى !
    جوجوزي: أنا لست مثل غاما ! إنه جلاد محترف ! إنني أحب الخمر والطبطبة على الأعجاز ، إنه يود تغيير الدنيا. إن أمثال غاما خطيرون !
    جيمي: هذا سخف ! من سمح لجو أن يقف فينا خطيبا ؟ كنت أعتقد بأنه قد منع من إلقاء الخطب الجماهيرية ! جو .. ألا يمكن أن تسدي لنا جميلا ؟ دع عنك الخطابة وأكتب فقط !
    جوجوزي: هذا نائب الجلاد غاما ! إني احذركم .. هؤلاء الشباب طموحون ! عندما نتخلص من فيرويرد فسوف يستلم هؤلاء الصبية السلطة وسوف تتدحرج وقتها رؤوس كثيرة ... أكثر من أي وقت مضى في تاريخ هذه البلاد !
    جيمي: هذا صحيح ... وحافظ على رأسك حتى لايكون الأول !
    جوجوزي: لا أشك أبدا في سلامة عنقي إذ أنني سأغادر البلد بمجرد أن يصل أشخاص من أمثالك وأمثال غاما إلى السلطة !
    جيمي: هذا هراء ! ليس هكذا يا جو فسوف نفتقدك !
    جوجوزي: هذا غير صحيح ! فالسياسيون أعداء الحياة ! أما بالنسبة لي .... فسوف اظل متعلقا بالنساء والشراب ! ( يرفع كأسه ويودع كمية كبيرة من الشراب في جوفه قبل أن يخرج مترنحا)
    جولي: (تتحدث إلى ليلي أثناء خروجهما من الغرفة الخلفية والكؤوس في أيديهما) لقد قال لي: إنك فتاة يهودية رائعة يا جولي ، ماذا تفعلين هنا ؟ وقد قلت له: إن ما أفعل هنا أو في أي مكان آخر لا يهمك ! ولذلك قال لي ........
    جيمي: (يقاطعها بوقاحة) جولي لقد سمعت هذه القصة آلاف المرات ! تكاد هذه القصة أن تفقدني صوابي !
    جولي: لم يطلب منك أحد أن تسمع ! ... كما إنني لم أكن أتحدث إليك !
    (تدق الساعة الحادية عشر والنصف . تتجمد أطراف أعضاء المجموعة الذين يعرفون شيئا عن مخطط الليلة ويعقب ذلك تسارع غريب لخطى الحديث مما يوحي بالقلق والإستهلاك النفسي)
    كيتي: (تظهر فجأة من مكان ما بالغرفة) هل سمع أحدكم دقات الحادية عشر والنصف ؟
    جيمي: أين كنت أيتها الحبيبة السوداء ؟ ( تستسلم لذراعيه كأنما يطاردها تهديد معين)
    كيتي: هل سمعت دقات الساعة ؟
    غاما: لقد سمعنا دقات الساعة .. لقد ظللنا نسمع دقات الساعة الحادية عشر والنصف منذ نعومة أظفارنا
    كيتي: إنها مختلفة هذه الليلة (صمت) .. هذه الليلة تختلف كليا عن غيرها
    غاما: إنها مثلها مثل أية ليلة أخرى . إنه مجرد تغيير في الإيقاع .. مثلها مثل أية ليلة أخرى جيمي : إنها دافئة ولطيفة
    كريس: ربما بها بعض التوتر ! ربما تتجمع عاصفة .. وربما لا !
    غاما: من الناحية العامة فهي ليلة إعتيادية !
    جيمي: ولكنها رتيبة بعض الشئ
    كريس: إلى الجحيم ... فقد عشت ليال أفضل منها ! ليال ملأى بالإثارة والخطر.. ليال من الدماء والعاطفة ! لقد رأيت أيضا ليال أسوأ منها .
    جيمي: هذه الليلة لن تكون الأحسن ولا الأسوأ !
    غاما: ولكن...
    جيمي: ربما تدهش الكثيرون !
    كريس: مجرد تغيير طفيف في الإيقاع ... عادة ما يندهش الناس بسهولة ولأبسط الأشياء !
    غاما: ربما تكون من الناحية العامة ليلة مختلفة ! إن فيها قليل من التغيير ! وربما هي مؤلمة لحد ما !
    ميري: (متمددة على أريكة الأستوديو ووجهها إلى الأسفلوتمسك بزجاجة من البراندي موضوعة بجانبها ويبدو عليها السكر) آآآآه , أنا اشعر بالألم ! إنني أحس بالألم ! (تذهب كيتي لمراقبة حالتها)
    غاما: كثيرون في هذا البلد لايعرفون هذا ! لقد حان الوقت ليتذوقوا الألم !
    جيمي: ما هذه الليلة اللعينة ؟ إنني أتساءل هل هل ستحدث أي تغيير؟لقد مللت الإنتظار !
    كريس: أتمنى لو كنت هناك لأرى بنفسي
    غاما: لماذا ؟ يمكنك أن تتخيل المسألة كلها ، ألا يمكنك ذلك؟ يتسلل رجل إلى قبو قاعة المدينة ..
    جيمي: (يقترب) .. ويشعل فتيل التفجير....
    كريس: (كمن تتضح له الرؤيا) ويحدث بعد ذلك إنفجار عنيف !
    غاما: هذا صحيح ! ومن ثم تنفجر محطة التوليد ! ....
    كريس: وتتطاير الجدران كما في البركان ! .... ويغطي اللهب كل شارع بريتشارد ! ... هذا جنون ! جنون ! جنون ! على الشخص أن يشاهد كل هذا الحدث أمام ناظريه ! ( تخرج جولي من الظل ومعها سلوفوت هذه المرة)
    جولي: (مخاطبة سلوفوت) وهكذا قال لي إني احبك يا جولي ! إنك فعلا أول فتاة يهودية أحببتها !
    أعني بأنني سوف أتزوجك غدا لو سمحت بذلك ، وقال لي : ولكن لماذا تظهرين دائما في صحبة الطلاب السود ؟ ولذلك قلت له لو كنت تحبني يا كارمين فأوقف ....
    جيمي: جـولييييييييييييي ! (مع الصغط على الياء ومدها)
    غاما: جولي يا حبيبتي إننا نعرف ما قلت لكارمين
    جولي: هل كنت أتحدث إليك ؟لماذا لا تصمت حتى يخاطبك الشخص مباشرة ... ! ما هذا أيها الشباب الواعي !
    كريس: (يضم جولي) لا تكترثي لهؤلاء المهرجين يا حبيبتي ! ! إستمري في رواية قصتك فإنها جيدة
    جيمي: بالتأكيد سنستمع لها على الرغم من أننا نسمعها للمرة الألف !
    كيتي: ( ترى جوجوزي يسير ببط ء وهو مستند إلى الحائط) يا إلهي ! أنظروا إلى جو !
    غاما: (في سخرية لاذعة) يا إلهي أنظروا لجو ! حتى الرب يسوأه أن يراه في هذا الوضع ! إنه قذر !
    كيتي: اود أن أعد بعض القهوة هل منكم من يريد فنجانا منها ؟ ( تسمع عدة إجابات) كل من له الرغبة في فنجان منها فليأتي لأخذه (يتبع عدد من الشباب كيتي إلى الغرفة الخلفية ويذهب كريس لجوجوزي)
    كريس: (يهزه) جو ! جو ! هل تريد فنجانا من القهوة ؟ أفق يارجل !
    جوجوزي: (يتحرك) ماذا بك ؟ أرفع يدك عني يا ابن العاهرة الأبيض !
    كريس: أفق يا جو ! المرة الوحيدة التي تتكشف فيها نظرتك العنصرية هي عندما تكون سكرانا (يسمع صوت جولي من الغرفة الخلفية بوضوح .... وهكذا قال لي : جولي ، إنك فتاة رائعة ...)
    جوجوزي: (ينهض) لا يستطيع الشخص أن يحظى بقليل من الراحة دون يقلقه أحد من أبناء العاهرات هؤلاء !
    كريس: سوف تفيدك القهوة كثيرا
    جوجوزي: (يترنح في إتجاه المطبخ) هل ضربت قوات الحكومة ضربتها ؟ هل أنجزت قوات الدمار مهمتها .... مهمتها... مهمتها ... البشعة ؟
    كريس: لم تضرب قوات الحكومة ضربتها ! إنهم ينتظرون فرصتهم
    جوجوزي: ينتظرون فرصتهم ! حسنا ، يمكنك أن تخبرهم بأنهم حقيرين ! جميعهم حقيرون ! أنا الشخص الوحيد العاقل ! إنني أسكر وربما أضاجع إمراة لطيفة فماذا في ذلك؟ حسنا حدثني ! فأنت جامعي ، أليس كذلك ؟ فسر لي ماهو الخطأ في معاشرة النساء ؟ ما الخطأ في شئ من .....(يحاول كريس إسكاته صائحا فيه "إششششششششش") عليك اللعنة إنك لا تعرف شيئا ! أنت طالب جامعي ؟ ماذا يعلمونكم بالجامعة إذا لم يعلمونكم الخروج ومصاحبة إمرأة لطيفة ؟ ماذا يدرسونكم ؟ يعلمونكم الخروج واللهو بإصطياد الأفارقة ؟ البيض لا يعرفون شيئا غير الضرب بالرصاص ! والسود لايعرفون شيئا غير تقليد البيض ! غاما وجميع أبناء العاهرات هنا لا يعرفون شيئا ! يظنون إنهم سيغيرون العالم ! إنهم يجعلونه أسوأ مما كان عليه من قبل ! لماذا لايجلس الجميع مع بعضهم ويشربون ؟ حسنا ، ألم أسألك أنت؟ لماذا لا يبحث كل واحد منهم عن فتاة لطيفة ؟ لماذا .... لماذا ..... ؟ ( يدفعه كريس إلى داخل الغرفة الخلفية .. تسدل الستارة)
                  

10-21-2010, 08:43 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    الفصل الثاني
    المشهد الرابع
    نفس المشهد السابق . يظهر الشباب في هذه المرة وهم يدورون داخل الغرفة الخلفية ويشربون القهوة... قاربت حفلتهم على الإنتتهاء قبل أن يسمعوا إيقاعات عنيفة لموسيقى الجاز وقد كانت في هذه المرة أعنف مما كانت في السابق ويقوم الشباب بحشر بعض الجمل النشاذ لتنسجم مع الإيقاع . عندما تخمد أصوات الإيقاعات الموسيقية يخرج تولا وسارّي من الغرفة الخلفية من خلال الباب الخشبي ويحمل كل منهما كوبا من القهوة ويجلسان بحذر في مقدمة المسرح ويبدو في تعاملهما نوع من الدفء وعندما تسلط عليهما الأضواء تبدو عليهما جاذبية الشباب البريئة واهتمام كبير ببعضهما
    سارّي: يبدو لي إن مجيئي إلى هذا المكان اليوم من أهم الأشياء الهامة التي قمت بها منذ مدة طويلة جدا
    تولا: إنك لاتتصورين مدى سعادتي بوجودك
    سارّي: يبدو لي بأننا سوف لانفعل شيئا طوال الليل غير أن نتحدث ولا ينتهي الحديث بيننا ولكنني أشعر بأنني قد إكتشفت شيئا هاما لا يمكنني شرحه
    تولا: إنني أعرف شعورك إذ أن هذا ما أشعر به أيضا .. إنه يشبه تعثرك بشئ ثمين وتود الإحتفاظ به إلى الأبد . أعتقد بأن مكمن الألم في الإكتشاف هو الخوف من الخسارة
    سارّي: لايمكن أن نكون خاسرين لأننا نهتم بالآخر إذ أن الإهتمام يولد الإحترام وبما أنني الآن أعرف شيئا عن عواطفك فلا تخيفني المشكلة السياسية كثيرا ولا أحمل لها هما
    تولا: على الرغم من كل هذا فأنا خائف لأنني أهتم بالآخر ولايبدو لي إن هناك طريقة للوقوف ضد حركة التاريخ والمحافظة على الأشياء التي نحب على الرغم من أن الإنسان يود دائما أن الإحتفاظ بالأشياء التي يرتبط بها عاطفيا
    سارّي: بالحب فقط نستطيع أن نبتكر طريقة لتغيير مجرى التاريخ ونتجنب الكارثة. و لأنني إمرأة فإن تفاؤلي لاتحده حدود وإنني الآن لا أشعر باليأس كما كنت من قبل إذ أنني عرفت بأن هنالك كثيرون من الأفارقة يشاطرونكم نفس الشعور . إنني أشعر بقوة أكبر
    تولا: على الرغم من أنني خجل مما سأقول ولكني من الضروري أن أراك قريبا
    سارّ ي: آمل ألا تكون كذلك .... إنك تشعرني بالأهمية . آمل ألا يكون هذا الأمر صعبا مع كل هذه القوانين التي تتحكم في حياتنا
    تولا: ربما نستطيع أن نلتقي من وقت لآخر بمطعم الجامعة
    سارّي: يمكننا ذلك أيضا
    تولا: هل لديك مانع لو تناولنا الغداء مع بعضنا من وقت لآخر؟
    سارّي: إنني أحب ذلك ولا يهمني ما يظنون بي
    تولا: يجب ألا يكون ذلك في فترات متباعدة
    سارّي: يمكننا أن نتقابل في حدود المعقول . على كل حال فأنا دائما أتناول وجباتي مع أشخاص لا يهمونني كثيرا .. إنني أحب تناول الغداء معك فهنالك الكثير الذي يمكننا أن نتناقش فيه ! هل آخذ كوبك ؟
    تولا: لآ .. لآ.. سآخذهما عنك (ينهضان)
    سارّي: حسنا! سآخذهما للداخل (تذهب بالكوبين) سأعود حالا ( يتجول تولا في الغرفة وتغشى وجهه سحابة من الأحلام على الرغم من أنه مايزال يحتفظ بجاذبيته المعروفة . نسمع لحنا رقيقا يقطعه صوت جولي من الغرفة الخلفية)
    جولي: ولذلك قلت له : يا كارمين لو كان هنالك شئ واحد لا أحتمله هو وجود شاب واحد غير ملتزم في بلد كهذا له كل هذه المشاكل المعقدة . لا مكان ولا عذر للجبن واللامبالاة (تظهر سارّي بعد هذه المحادثة القصيرة مباشرة . يتجه كل من سارّي وتولا نحو بعضهما بصورة عفوية ويمسك تولا بيد سارّي)
    تولا: ألا يتساءل والدك بينه وبين نفسه عن مكان وجودك هذه الليلة ؟
    سارّي: سوف يعود أبي متأخرا هذه الليلة حيث ذهب لحضور ندوة الحزب
    تولا: آآه ... لقد فهمت....(فجأة) قلت إلى أين؟
    سارّي: ندوة الحزب الوطني
    تولا: (يبدو عليه القلق) أتعنين في قاعة المدينة؟
    سارّي: (تنظرإليه وهو يحاول تفادي نظراتها) ما الأمر يا تولا؟ آمل ألا تأخذ ذلك ضدي ؟ أتوعدني ؟
    تولا: آآه .. لا ... لا ... إنك لاتفهمين ما أعني ! إنك لا تعرفين ماذا يعني ذلك
    مارّي: ماذا تعني ؟ لا أعتقد بأن ما يفعله أبي يهمنا نحن كثيرا
    تولا: أنا لا أعني ذلك أبدا (يحاول أن يبتعد عنها)
    سارّي: إنتظر ! وهل تعلم يا تولا بأن أبي قد ذهب لتقديم إستقالته إلى الحزب؟ هذه ليلة هامة بالنسبة له ! وهذا يعني شئيا هاما يا تولا ! ربما لا يكون ليبراليا ولكن على الأقل فقد إنفصل عن النتظيم . إنك لا تتصور مدى عظمة هذه الخطوة بالنسبة له . لقد كان عصبيا طوال اليوم وقد لاحظت هذا من حركته بالمنزل وطريقة تحديقه في الأشياء هو شارد الذهن ! لقد سألته مرتين عن بعض الأمور وكان رده علي "نعم" .... "نعم" وقد كنت موقنة من أنه لم يكن يستمع لما أقوله (يبدو تولا أكثر قلقا ويحاول أن يفلت منها) تولا إن الطريقة التي تغير بها وجهك فجأة تفزعنى ! لابد أن يكون هنالك أمر ما ؟ آمل ألا يكون ذلك أبي؟ (يهز تولا رأسه بقوة) لا ؟ إذا ماذا ؟ يجب أن تخبرني ! إن هذا الأمر هام جدا بالنسبة لي ! (يسير بسرعة شديدة إلى داخل الغرفة الخلفية وتتبعه سارّي عن قرب . يخرج حالا من الغرفة الخلفية يتبعه غاما وجيمي وكريس)
    غاما: ما بك؟ (ينظر نحو الساعة ومن ثم نحو تولا) ما الأمر؟
    جيمي: ما الأمريا تولا؟
    غاما: (يهزه بقسوة من كتفيه) ما الأمر؟ ألا تستطيع الكلام ؟ أخرست؟
    تولا: (يمسح وجهه بظهر كفه) أبوها ! أبوها ! هو وحده الذي بقي لها من والديها
    كريس: ماذا تعني يا تولا؟
    جيمي: أب من ؟
    غاما: عن ماذا تتحدث؟
    تولا: عن الفتاة الأفريكانية التي معنا هذه الليلة .. سارّي مارياس
    جيمي: ماذا حدث لأبيها ؟ أخبرنا بهدوءعن الأمر
    تولا: إن أباها في قاعة المدينة الآن ! إنه في ندوة الحزب الوطني
    فإذا حدث شئ هذه الليلة فسوف يكون هنالك أيضا! سوف يصاب مع الجميع هناك !
    (يصاب الجميع بذهول وينظروا نحو الساعة التي تشير إلى الثانية عشر وخمس وأربعين دقيقة)
    غاما: (بإحباط) إنه غباء ! غباء فظيع ! أي نوع من الغباء اللعين هذا !
    تولا: علينا أن نبطل مفعول القنبلة ! لا يمكننا الإستمرار في هذا الأمر ! ما زال هنالك متسع من الوقت لنعدو حتى قاعة المدينة ونلغي العملية !
    غاما: (يفيق من ذهول الصدمة) لا ! سوف لا نبطل شيئا !
    تولا: (أقرب إلى حالة الهستيريا) هل أنت مجنون؟ هو والدها الذي بقي لها في هذه الدنيا ! هذه الفتاة ليس لها أحد غير والدها ! لا يمكن أن نتركه يتعرض للأذى !
    جيمي: عليها اللعنة ! ما الذي دعانا للإختلاط بها ؟ عن ماذا تبحث هنا ؟
    تولا: لا يمكن أن نغض عن هذه القنبلة حتى تنفجر !
    غاما: إسكت ! هلا سكت أنت! إنك لا تصدر أوامر إلي أحد هنا !سوف تنفجر القنبلة حسب الخطة ! ليس لنا يد في أن يكون أبوها أحد مؤيدي الحزب الوطني ! إنه مذنب مثله مثل أي أبيض عنصري متغطرس ! يجب أن يختفي نهائيا مع البقية !
    تولا: إنه ليس من مؤيدي الحزب الوطني
    كريس: وماذا يفعل في قاعة المدينة هذه الليلة إذا؟ لماذا لم تخبرني بهذه المسألة من قبل ؟
    تولا: لقد ذهب لتقديم إستقالته ! إنه يريد الإنفصال عن الحزب ! لقد أخبرتني هي بنفسها بذلك !
    ( تبدأ المجموعة في زراعة خشبة المسرح جيئة وإيابا كأسود محبوسة داخل أقفاص دون أن تجد أي مخرج من هذا المأزق . تولا هو الوحيد الذي إتخذ قراره وقد وقف أمامهم كأنه يتهمهم)
    غاما: لاتقف هكذا وكأنك تتهم أحدا ! لم نخطئ نحن في أن يكون والدها بقاعة المدينة هذه الليلة
    تولا: ما زال أمامنا متسع من الوقت لنفعل شيئا ! علينا أن نوقف العملية بكاملها !
    غاما: لا ! لا يمكن ذلك ! لقد فات أوان هذا وقضي الأمر !
    تولا: لم يفت الأوان بعد إذا لم ندخل في جدل هل هذا الموضوع فربما كان أحدنا قد إنطلق نحو القاعة منذ مدة!
    غاما: (يهزه حانقا ويدفعه بعيدا) إسمع أيها الغبي ، لقد بذلنا جهدا كبيرا في إعداد هذا الأمر! لقد تعرضنا لمخاطر لا حصر لها ولايمكن أن نلغي هذا لمجرد إن أحد المتغطرسين البيض قد عانى نوبة من نوبات تأنيب الضمير ، ماذا دهاك؟ هل تحبها ؟ هذا واضح لأنك تريد أن تجاذف بأرواحنا وتنطلق إلى قاعة المدينة إستجابة لرغباتك العاطفية !
    تولا: هل لا يساوي الإنسان شيئا بالنسبة لك ؟ إنها وحيدة وليس لها أقرباء ! ليس لها أحد في هذه الدنيا غير والدها !
    غاما: إن الإنسان يعني لي كثيرا وهذا هو السبب الذي دعاني للإننخراط في هذا التنظيم . إنني أهتم بالناس ! لقد قتل هؤلاء المتوحشون مئات السود رميا بالرصاص دونما رحمة ولا شفقة . ألا تتذكر ذلك ؟ وتحدثني عن الإهتمام بالناس ! ومن أجل رجل أبيض واحد تريد أن تلغي شيئا هاما جدا ؟ شئ ربما يعني بداية التغييرفي هذا البلد ! هل تعني إن هذا هو الإهتمام بالناس ؟
    جيمي: (يحاول أن يكون موضوعيا) هل أخبرتها عن خطة تفجير قاعة المدينة ؟
    تولا: لا ، فهي لا تعرف شيئا عن هذا ! فهي تظن إنني صديق وها أنا أغتال والدها بكل برود !
    جيمي: إهدأ يا تولا فإننا جميعا مشتركون في هذا الأمر ! نحن الأثنان نتعاطف معها ! ولكن يجب أن نحافظ على أرواحنا !
    تولا: نحافظ نحن على أرواحنا ويفقد والدها روحه !
    كريس: هل هنالك طريقة لإبعاد والدها من قاعة المدينة دون إبلاغه السبب ؟
    غاما: عندما ينتشر الخبر فسوف يشك والدها في الأمر وسوف يشك فينا نحن ! ولا يمكننا حتى أن نبوح بهذا الأمر لها إننا لانعرفها جيدا لنخبرها بأننا وراء تفجير قاعة المدينة!
    تولا: (يائسا) عليكم الإستمرارفي الجدل فسوف أذهب لقطع السلك (يندفع نحو الباب)!
    غاما: (يعدو خلفه ويمسك به من كتفيه ويتعاركان. يضرب غاما أخيه الصغير بقبضته عدة مرات حتى يوهنه) سوف لا تذهب لقاعة المدينة ! غبي ! عليك اللعنة ! لقد طلبت أنت هذا ! (يتجمهر الجميع من الغرفة الخلفية أثناء الشجار وهم يتساءلون عن السبب ولكن يواجههم كريس وجيمي وغاما بالصمت ولم يجرؤ تولا بأن ينبس ببنت شفة. تندفع سارّي نحو تولا الذي كان حينها يئن وهو ملقى على الأرض ! ترفع رأسه بين راحتيها وتحاول إستجلاء الأمر ولكن تولا يستمر في هز رأسه)
    ميري: هل ضربته يا غاما؟
    غاما: نعم لقد ضربته !
    ميري: هل حقا ضربت شقيقك ؟ ولماذا ؟
    غاما: كان يريد أن يرتكب تصرفا أحمقا! ألا تسألينني ما هو؟
    ميري: (غاضبة) غاما لا أود أن أراك مرة أخرى ! ولا تحاول أبدا أن تلمسني مرة أخرى ! إنك إنسان قاس ومتوحش وأنا لا أحب الوحوش ولا المتوحشين !
    غاما: إنتظري دقيقة واحدة ! إنك لا تعرفين ما يود أن يفعل ! لا تعرفين شيئا ! لماذا تقفزين دائما إلى إصدار الأحكام ؟
    ميري: ما هي الأحكام التي تتحدث عنها ؟ ألم تضربه ؟ جيمي ما هي أسباب الشجار هذه المرة ؟
    كيتي: ماذا حدث يا جيمي ؟
    جيمي: (يحاول تفادي الأسئلة) إسمعوا ليس هذا هو الوقت المناسب للتحدث في هذا الموضوع ( تساعد الفتيات سارّي في نقل تولا للغرفة الخلفية للعناية به)
    كريس: ماذا سنفعل في هذا الأمر ؟
    جيمي: ليس في الإمكان أن نفعل شيئا
    غاما: الخطأ ليس منا
    كريس: يمكننا أن نتصل بإسم مجهول وننقل له رسالة مفادها إصابة إبنته إصابة بالغة .. أي شئ يخرجه من ذلك المكان
    جيمي: هذه فكرة جيدة ياكريس ! فكرة رائعة ! ماذا ترى يا غاما ؟
    غاما: (قلق) نعم ربما تفيد هذه الفكرة ! ما رقم هاتف قاعة المدينة ؟
    جيمي: بإمكانك الإتصال بصالة الإستقبال وسوف يقوم أي واحد بإيصالها إلى قاعة الإجتماعات
    غاما: حسنا يا جيمي بإمكانك الإتصال !
    (يذهب غاما وكريس وجيمي في إتجاه الهاتف . يقوم جيمي بإدارة القرص طالبا قاعة المدينة . تسود فترة صمت طويلة يتخللها رنين الهاتف من الناحية الأخرى وأصوات مبهمة من الغرفة الخلفية . يقف الشبان الثلاثة مشدودين حول جهاز الهاتف دون رد من الطرف الآخر)
    جيمي: (يعيد سماعة الهاتف بعنف) لا يوجد رد من الطرف الآخر !إنهم مشغولون في تخطيط مشروعات التفرقة اللونية القذرة بدلا من الرد على الهاتف (يزرع المكان جيئة وذهابا)
    غاما: لماذا ننزعج؟ لا نستطيع أن نفعل شيئا إزاء وجوده هناك الآن ؟(يهز الآخرون رؤسسهم إيجابا بفتور) ما أعنيه إنني مهتم بكل ذلك ولكن ماذا عساي أن أفعل ؟
    كريس: وتكمن الخطورة في أن الشرطة ربما تعترض أي واحد منا يقترب من قاعة المدينة فهي تحيط بالقاعة من كل جانب
    جيمي: إنك على حق يا كريس فربما يتم القبض علينا أثناء قيامنا بعملية قطع أسلاك القنبلة ! ليس هنالك من شئ محبط أكثرمن عقابك على مخطط مجهض (يزداد التوتر بعد كل فترة صمت)
    غاما: عليه اللعنة ! فالأمر ليس كأننا من طلب منه أن يتواجد هناك (صمت)
    كريس: الشكر لله إنها لاتعلم حتى الآن !
    جيمي: سوف تعرف حالا ! قل بحق الجحيم كيف تعرفت بها ؟
    كريس: إصبر يا جيمي ولا تحاول أن تلقي علىّ اللوم ! فجماعتنا ليست جماعة عنصرية ! فالمسألة ببساطة إنني قابلت فتاة من البوير بالجامعة لديها الرغبة في الإنضمام إلينا وقد دعوتها للحضور ! كيف لي أن أعلم بأن والدها سوف يكون بقاعة المدينة هذه الليلة ؟
    غاما: حسنا .. حسنا لا أحد يستطيع أن يلقي عليك اللوم ! وهذه ليست غلطة أحد ! ولكن عليكم أن تنتبهوا بأن موعد الإنفجار قد أزف ! (في محاولة متعمدة منه لإبداء عدم الإكتراث) ها .. ها .. لا يهم ! فقد مات أحد البوير في التفجير لأنه حدث وأن كان في الزمان والمكان غير الصحيح ! هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها مثل هذا الحادث ! لقد مات المئات من السود على يد البوير ! إنه لمحزن جدا أن يموت رجل طيب من البوير وهو يسير مع الآخرين على قضبان التاريخ ! (يصمت ثم ينطلق فجأة) جيمي ، ماذا تري أنت ؟ هل ترى إنني على صواب أم خطأ ؟ أجبني !
    جيمي: (متشككا) إنك على حق ولكن ربما .....
    غاما: ربما ماذا ؟ جيمي ، هل ترى إنني على صواب أم خطأ ؟ لماذا تقول ربما ؟
    جيمي: إعني بأنه ربما علينا أن نحاول ذلك الرقم مرة أخرى
    غاما: حسنا ، ربما نجد من يرد علينا في هذه المرة .(يتحركون في إتجاه الهاتف حيث يحاول جيمي مرة أخرى . يسود صمت تام ربما تسمع أثناءه أنفاس الثلاثة . يضع جيمي السماعة بعدبرهة بعنف)
    جيمي: لقد قاربوا من أن ينسفوا من على سطح الأرض ولا يودون حتى الرد على الهاتف ! إن سياسات التفرقة اللونية اللعينة تشغلهم جدا عن الإهتمام بأي شئ آخر !
    كريس: (ببطء وكآبة) أعتقد بأن الأمر كذلك ولاشئ يمكن أن نفعله أكثر من هذا !
    غاما: (بقلق) اتعتقد بأن المسألة هكذا ؟ ماذا عسانا أن نفعل ؟ لا يمكن أن ندمر كل شئ كنا نخطط له لأشهر خلت من أجل واحد من أبناء البوير اللعينين ! لماذا كان هناك ؟ ولماذا جاءت هي إلى هنا ؟
    كريس: توقف عن إلقاء اللوم عليها ! لقد تمت دعوة هذه االفتاة للإنضمام لهذه الجماعة ! فعندما بدأتم في تكوين منظمة غير عنصرية لم يفكر أحد منكم في ماهية وضع البوير فيها !
    جيمي: لم يقل أي واحد بعدم أحقية البوير في الإنضمام لهذه المنظمة ! نحن لسنا عنصريين !
    كريس: إنكم تتحدثون كأنما تلقون اللوم علي في دعوة هذه الفتاة للحفل
    غاما: لا .. لا .. إننا لانلومك .. ولكنها قلبت كل الموازين فجعلت ما كان صحيحا يبدو فجأة خطأ
    (يخرج بقية الشباب الذين كانوا في الغرفة الخلفية ويبدو التوتر واضحا على الجميع .. تعانق أنظارهم من وقت لآخر ساعة التنبيه المعلقة على الحائط)
    غاما: هل بقي أي شئ من الشراب ؟ ميري ، هل بقي بعض الشراب ؟ (ميري لا ترد)
    جولي: كان الجميع يسرفون في الشراب طوال الليل . هل تتوقع أن تجد منه أنت شيئا الآن ؟
    غاما: هل بسيجار يا جيمي ؟
    جيمي: ( يفتش جيوبه دون جدوى . يلتفت نحو كيتي) أيتها الحبيبة السوداء ، ماذا فعلت بدخاني ؟
    كيتي: كيف أعلم ؟ هل تركته معي ؟
    غاما: ماذا حدث فجأة لكم ؟
    ميري: (تنفجر) ماذا حدث لك أنت ؟ إنك تذرع الغرفة متبخترا كالأسد . أنظر لنفسك !
    غاما: حسنا ، وماذا في ذلك ! فربما أكون أسدا !
    ميري: كفاك صياحا ! سوف يأتي جميع الجيران عدوا إلى هنا ! هل أنتم جميعا سكارى أم هنالك شئ من هذا القبيل ؟
    غاما: من الذي سكر؟ أنا لا أسكر بهذه السهولة ! سوف أنظر فيما قلت لاحقا !
    (تدخل سارّي وتولا من الغرفة الخلفية ويسود المكان صمت رهيب . يقفان متباعدان ويسود توتر يكسره دخول سلوفوت المخموروالذي يتعثر ويسقط ولكنه يتمكن من إنقاذ زجاجة البراندي التي يخفيها من الجميع. يتفرّس في المجموعة ويأخذ رشفة من الزجاجة . ينسحب تولا من غير أن يلاحظه أحد)
    سلوفوت: (يضحك ساخرا) ها ها , الاحظ هدوء كئيبا مخيما على هذا التجمع اللامنطقي من حثالات المجتمع (لا يعيره أحد إلتفاتا . يحدجهم بنظرة فاترة و يعيد محاولته مرة أخرى) هذا صمت رهيب ! السكارى فقط من لا يهزهم وقار صحو التاريخ !
    جيمي: كما إن التاريخ لا يؤثر فيه الوقار المصطنع للعقل المخمور !
    سلوفوت: جيمي يا بني أعلم إنك سترتفع إلى مستوى الأحداث !
    غاما: ألا تصمت كتلة اللحم هذه ! إنها تثير أعصابي !
    سلوفوت: (يصفّر ويترنح إلى الأمام) إنتظر لحظة ! اسمعوا من يتحدث الآن ! إنه الشاب البارد ! إنه الشاب المذهل الذي يمتطي عربة التاريخ ! ولأول مرة يكون غير متأكد مثلنا نحن الهالكين ! غاما ، إنهض فإن الخلود يمر من أمامك !
    غاما: إذا لم يقم أحد منكم بإيقاف ذلك المخمور فأقسم لكم بأنني سألكمه على فمه وإسكت ثرثرته إلى الأبد !
    سلوفوت: " إنها أفضل الأوقات .. إنها أسوأ الأوقات ..... إنه زمن الحكمة ، إنه زمن التفاهة !" (يترنح إلى الأمام) إنه زمن ذروة الغباء ! أتعرف يا غاما يا بني إنك لست الشئ الأصيل ! لقد حدثت ثورات في السابق ! (يندفع غاما ليصفعه ولكن تعترضه حركة سريعة من جيمي)
    غاما: عليه اللعنة ألا يخرجه أحدكم من هنا قبل أن أؤذيه ؟
    جيمي: غاما ، أرجوك أن تهدأ ! لقد إنفرط إنضباط كل واحد منا ! ماذا حدث لكم ؟
    سلوفوت: لاشئ بالنسبة لي (صمت) حسنا ، ما الخطأ في حديثي ؟هل تفوهت بأي كلمة نابية ؟ إذا قلت ذلك فإنني أعتذر من صميم قلبي وكرجل محترم ! (غاما ينتزع منه الزجاجة) الآن إنتظر لحظة ياغاما ! إن ما قمت به يعتبر عملا إستفزازيا ... فحتى المخمور فله حق ديمقراطي في الإحتفاظ بزجاجته .. أعني كافة الأغراض العملية ! إنني أطلب توضيحا عن سبب إحتجاز زجاجتي ! (يأخذ غاما رشفة من الزجاجة ويرفعها في مواجهة الإضاءة ليكتشف بأنها مازالت تحتوي على كمية لا بأس بها من الشراب . يفرغ ماتبقى من الشراب في جوفه ويلقي بالزجاجة بعيدا) يحتاج قائد الأوركسترا أيضا إلى طلقة في الذراع
    غاما: وتلزمك طلقة في الدماغ
    جيمي: (فجأة) أين تولا ؟ ماذا حدث لتولا ؟
    سارّي: قال إنه يريد أن يستنشق بعض لهواء الطلق !
    جيمي: ماذا؟ يا إلهي !
    غاما: متى خرج؟ ماذا حدث؟ إلى أين قال لك إنه سيذهب ؟ تكلمي ألا تستطيعين الحديث؟ عليه اللعنة (يهز الفتاة المرعوبة)
    سارّي: لا تفعل بي هذا ! إنك توذيني (ميري تسحب غاما بعيدا) ماذا حل بكم ؟ ماذا حل بكل واحد هنا؟ ماذا تخططون؟ ماذا يجري هنا؟ (يندفع جيمي وغاما للخارج للبحث عن تولا)
    سارّي: هنالك شئ غامض يجري هنا وأنا لا أعلم عنه شيئا
    ليلي: ميري .. ما الأمر؟ هل تعلمين شيئا عن كل هذا الإهتياج؟
    ميري: كيف لي أن أعلم ؟ لماذا تسأليني ؟ لقد كنت بالداخل أشرب القهوة وخرجت إلى هنا ووجدت كل هذا الأضطراب والفوضى ولا أعلم أي سبب لكل هذا (يدخل غاما وجيمي مرة أخرى) غاما, هل حدث أي مكروه ؟
    غاما: (يتجه إلى منتصف خشبة المسرح متحدثا في نبرة هستيرية) إنكم تراهنون على إن هنالك مكروه ما ! لقد خرج أخي الحبيب لمشاهدة حدوث كل شئ ! سوف يكون الشاهد الرئيسي ! ومن يعلم فربما يذهب لإبلاغ الشرطة .. ويحذرهم ! اراهن بأنه سيفعل ذلك ! سوف يندفع إلى داخل القاعة ويطلب من الجميع هناك الخروج قبل الإنفجار (غاما يبدأ في الصياح كأنه مجنون) اخرجوا جميعا أيها الطيبون ! أخرجوا قبل أن ننسفكم ! هل تسمعونني ؟ أخرجوا من هذه القاعة اللعينة ! ليس لديكم اكثر من خمس دقائق ! أخرجوا الآن أو تفجروا . عليكم اللعنة هل هنالك من يسمعني ؟ لا ، ليس هنالك من يسمعني ! ولا حتى شخص واحد يسمعني ! إنكم جميعا مشغولون عن سماعي أو الإهتمام بي لأنكم منكبون في طبخ سياسات التفرقة اللونية المجنونة ! حسنا ، فلتذهبوا عليكم اللعنة ! موتوا جميعا فهل تعتقدون بأني سأهتم ؟ اقول لكم إنكم تخطئون كثيرا إذا.............
    نبدأ في سماع دقات االساعة معلنة منتصف الليل ! تصل أصوات دمدمة بعيدة .... يسمع دوي إنفجار على بعد ميلين ! تصم صفارات سيارات الإسعاف والشرطة الآذان . تهتز أضواء المسرح كأنما حدث ذلك بفعل الإنفجار ، تشتد إضاءتها وتنخفض تأثرت محطة توليد الكهرباء نتيجة للإنفجار ! يسمع من بعيد إيقاع عنيف لموسيقى االجاز كأنه منسجم مع إيقاع الإنفجار خارج المسرح يسكت الإنفجار فجأة . تندفع المجموعة بكاملها نحو الباب. تشتد الإنوار وتخفت ثم تنطفئ فجأة 0( إسدال الستار)

                  

10-21-2010, 09:01 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    الفصل الثالث
    يظهر ما كان يسمى بقاعة المدينة في شكل ركام متفحم . كان الوقت بعد ساعة من الحدث ولكن مايزال المبنى ينفث دخانا. تظهر كثير من الأنقاض في خلفية المسرح . وبالقرب من هذه الأنقاض يظهر جسد تولا مسجى على الأرض ساكنا تنحني تولا فوقه سارّي ذارفة دموعها وهي تنتحب يظهر في مقدمة المسرح الشرطيان جان وبيت يتحدثان كالمجانين ويوليان ظهريهما لسارّي التي تستمر في الإنتحاب فوق جثة تولا . يبدو من طريقة حديثهما صعوبة إمكانية أن يحددا الخط الفاصل بين الحلم والحقيقة
    بيت: سيفيدهم هذا الحدث جيدا في محاولة تحويل تفكيرنا بأن في إمكانهم فعل شئ ما !
    جان: يحتاج هؤلاء الأفارقة أن يلقنوا درسا لا ينسوه
    بيت: يتحدثون عن إتخاذ إجراءات صارمة. من يستطيعون أن يخدعوا ؟
    جان: الأفارقة يحبون الكلام ! صدقني هذه هي عادتهم !
    (يدخلان المنطقة المضاءة حيث بإمكاننا رؤية وجهيهما وهي مغطاة بالغبار الناتج عن الإنفجار)
    بيت: نستطيع أن نقضي على أي عدد من الأفارقة ! أي عدد منهم قد يخطر على البال !
    جان: (بعصبية ربما ناتجة عن واقع الحال) بيت ... هل تعتقد بأن هذه الليلة هي البداية ؟
    بيت: بداية ماذا ؟ ماذا تعني بالبداية ؟
    جان: هذه هي المرة الأولى التي تنفجر فيها قنبلة في مكان عام بهذا البلد ! عليه اللعنة فهذه هي المرة الأولى التي يقتلون فيها أفرادا من شعبنا ! أنا لا أحب هذا يا بيت ! فربما قتلنا لو كنا موجودين بالداخل يا بيت ! إسمع يا رجل ... كان من الأجدر بهم أن يدعوننا أن نصطاد أبناء السفاح هؤلاء ونطلق عليهم الرصاص كالكلاب !

    بيت: ما حدث لا يعني شيئا .. وسنؤدبهم !
    جان: إذا فإنك تعني بأن هذه هي البداية ؟
    بيت: بداية ماذا ؟ عندما تتحدث إليّ يا رجل فلا تقل إلا كلاما موزونا ! أي بداية تعني ؟ إننا نتحكم في كل شئ هنا !
    جان: أعلم ذلك
    بيت: إذا ، لا تتحدث عن أي بداية فلن تكون هنالك بداية لعينة ... ومن أي نوع كان !
    جان: لقد كنت أسألك فقط عن رأيك !
    بيت: لقد أعطيتك رأيي ! فلن تكون هنالك بداية لعينة للأفارقة لا اليوم ولا الغد
    جان: حسنا يا رجل ... هل ستصب جام غضبك عليّ ؟ لقد كان مجرد سؤال برئ مني !
    بيت: سوف لا أصب جام غضبي عليك ! ولكني أصب جام غضبي عليهم (صمت)
    جان: ما أسوأ هذه الليلة ؟
    بيت: على كل لقد أصبح الموقف تحت سيطرتنا ! الموقف كله تحت السيطرة ! (يسمع جان أنين سارّي)
    جان: إنني أسمع أنينا ! (ينظر حوله) أنقلوا جميع الجرحى ؟
    بيت: بلى ، لقد فعلوا
    جان: (يخطو نحو مؤخرة المسرح ويرى سارّي جاثية فوق جثة . ينادي بيت) تتعال يا بيت لترى هذا ! فتاة بيضاء يا رجل ! إنها جاثية ... فوق ... جثة كفيري قذر ! ما هذا ؟ ماذا حدث لهذه الدنيا ؟ (ينتزعها بعنف عن الجثة) ماذا تفعلين مع جثة كفيري لعين ونتن ؟ (تهتز الفتاة أسى ولكنها لا تجيب)
    بيت: عليها اللعنة يا رجل إنها تجثو فوق كفيري ! من هي ؟ إنها بالتأكيد شيوعية أو شئ من هذا القبيل ! عاهرة ! ما إسمك ؟
    سارّي: (تنفجر فجأة) لا تقل لي عاهرة ! لا تنعتني بأي نعت قذر ! ( تندفع نحو الشرطي الذي يصفعها حتى تسقط على الأرض)
    بيت: إذا تصرفت مثل هذا التصرف مرة أخرى أيتها العاهرة فسوف ألقنك درسا لن تنسيه ! أنهضي ! (تنهض)
    سارّي: وحوش .. كلكم وحوش ! زمرة من القتلة ! كلكم قتلة ... السود ... والبيض ... والصفر! ليس هنالك فرق بينكم جميعا ! جميعكم قتلة ! سفاحون !
    جان: وأنت ؟ عاهرة زنيمة ؟ جاثية فوق كفيري لعين ؟ ( تحاول أن تندفع نحوهما ولكن يضربها بيت مرة أخرى تصمت وتستمر في الإنتحاب)
    بيت: أسكتي ! ستدخلين السجن نتيجة لهذا الفعل القذر ! جاني .. ضع القيود في يديها ! يجب أن تتذوق هذه الليلة نتيجة فعلتها النكراء ! سوف تتحدثين أيتها المومس ! تبكين فوق جثمان حبيبك ايتها القذرة ! وهو احد الذين ألقوا القنبلة !
    سارّي: (لم تعد تحاورهما نسبة لأنها ممزقة حزنا وما تقوله هو نوع من المناجاة) لا .. لا .. لا .. هذا ليس صحيحا ! .. لم يكن واحدا من الذين ألقوا القنبلة
    بيت: كيف عرفت ذلك ؟ ماذا جاء ليفعل هنا وهو الذي مات في الإنفجار ؟
    سارّي: (تنتحب) لقد كان ممتازا .. ممتازا جدا جدا ! إنه من القلائل الذي كان بإمكانه إنقاذنا جميعا
    جان: كيف عرفت كل هذا ؟ هل تصادقين كفيريا ؟ أنا لا أحتمل ولا أحترم أي إمرأة بيضاء ترافق واحدا من الأفارقة !
    بيت: أنتظري لحظة .. ما إسمك ؟
    سارّي: سارّي ! سارّي مارياس !
    (يقف بيت وجان في ذهول عند سماعهما إسمها الأفريكاني)
    بيت: هذا يعني إنك من الأفريكانيين وتصادقين الأفارقة !
    سارّي: أتمنى لو حدث هذا ! أتمنى لو عرفته معرفة أعمق من هذا !
    جان: إنتظري حتى يسمع والدك بهذا أيتها المومس الصغيرة ! يا إلهي ! إنتظري حتى يسمع أبوك بهذا الخبر !
    سارّي: سوف لن يسمع ! سوف لا يسمع أبي أي شئ من هذا (تشير إلى الأنقاض) لقد كان في هذا الإجتماع وقد إنتشلوه ميتا
    (فترة صمت طويلة . يصاب جان وبيت بصدمة من جراء هذا اللغز الذي يحدث أمامهما)
    جان: ما هذا أمجنون أنا أم هي ؟ أتعنين بأن اباك قد تمزق قبل قليل إلى أشلاء في إنفجار القنبلة ولديك الجرأة لتبكين فوق جثة واحد من الأفارقة ؟
    سارّي: تولا.. لقد كنت نبيلا جدا ! ليس من العدل أن يتوقف هذا القلب الكبير !
    بيت: حسنا ... ! إنها تمدحه ! هو واحد من الذين ألقوا القنبلة ! ماذا حدث في هذه الدنيا !
    سارّي: (تلقي بنفسها مرة أخرى عل قدمي الشرطيين المندهشين) ألا تصمتون عن شتمه ! لقد حاول ان ينقذ والدي ! الفتى الملقى على الأرض هنا حاول أن ينقذ أبي ! إنكما تقفان هنا تثرثران وتعتقدان بأنكما تعرفان كل شئ ! (تتحدث بهدؤ) هذا الفتى ... هذا الفتى المسجى على التراب ... جريمته الوحيدة إنه ... حاول أن يوقف الزمن .... حاول أن يعترض التاريخ .. من أجلي ... من أجل أبي ... من أجلكما ومن أجلنا جميعا ! حتى نجد الوقت .... لنفكر ... لنعيد النظر ... لم يفكر أبدا إن الوقت قد تأخر كثيرا ... ومن أجل هذا حاول والمحاولة مزقته إلى أشلاء ... بإمكانه أيضا أن يجلس في بيته .. أنظر إليه الآن .... لم يأخذوه حتى في عربة الإسعاف .. إستكثروا عليه ذلك ... فقد كتبوا عليها " للبيض فقط" ... إنني أشعر بظلام دامس يلف الحياة نفسها
    بيت: (يبدو عليه القلق) دعها تذهب ياجان
    جان: إنتظر قليلا يا بيت (يسأل سارّي) ما إسمه كما قلت ؟
    سارّي: تولا
    جان: الأمر يتعقد أكثر فأكثر ! أتذكر يا بيت ظهر هذا اليوم ؟ أتذكر ذلك الفتى الإفريقي الذي كان يحمل العرائض ؟
    بيت: إنني هنا لا امزح ! ما إسمه الثاني؟
    سارّي: لماذا تسأل ؟
    بيت: هل يمكن أن يحدث ذلك ؟ (يجثو بجانب الجثة ويفتش جيوبها ويستخرج منها بطاقة الهوية)
    بيت: أنظر لأوراقه الثبوتية ! تولا زولو ! إنه نفس الفتى في الصورة . إنه شقيق غاما ! يجب أن يعرف غاما والبقية شيئا عن هذا الأمر! وأنت كيف تورطت مع أفراد العصابات السياسية ؟
    سارّي: (تدرك الأمر بسرعة وهي مرتبكة وقلقة) لا .. غاما ليس له علاقة بالموضوع !
    بيت: وتعرفين ذلك أيضا ! عليك أن تقدمي كثيرا من الشرح والتوضيح أيتها الشابة ! لا أود أن أكون أبدا في مثل وضعك الحرج هذا ! هذا تحريض ! أتعلمين ذلك ؟ جان ضع القيد في يديها ! لقد كادت أن تخدعنا نحن أيضا
    (يدفعان سارّي إلى الخارج من الجانب الأيمن لخشبة المسرح .. تسمع إيقاعات بطيئة من موسيقى البلوز وترتفع رويدا رويدا إلى لحن عنيف أجش ومتنافر.. تطفأ الأضواء تدريجيا . يسدل الستار)

    إنتهت الترجمة في يوم الأحد
    27 نوفمبر 1988م
    الموافق 18 ربيع الثاني 1409 هـ
    الساعة الرابع وأربعين دقيقة مساء
                  

10-21-2010, 04:13 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    up
                  

10-21-2010, 04:42 PM

Salwa Seyam
<aSalwa Seyam
تاريخ التسجيل: 04-12-2004
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    دمت استاذنا مسعود لتنشر الإبداع .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de