|
|
 السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ...
|
لم تكن كلمة انفصال تخطر بالعقل السوداني حتى وقت قريب ... وكانت من الكلمات التي تكاد تكون محرمة تماما ... أما حق تقرير المصير فكانت عبارة تستخدم نادرا وفي كل استخداماتها كان يقصد بها الضغط لكسب سياسي محدد ولكنها لم تحمل معنى جديا قبل اتفاقية نيفاشا .
وعندما جدد الراوحدوي الراحل العقيد جون قرنق دماء الحركة الشعبية في أيامه الأولى وكانت تحمل مسمى ( الحركة الشعبية لتحرير السودان ) كانت حكومة جعفر نميري تستخدم سلاح تفسير كلمة ( تحرير السودان ) لفض التأييد الشعبي عنه وتصويرها على أساس أنها تحمل معنى تحرير السودان من العنصر العربي مما أجبر الفقيد الراحل جون قرنق على إقامة ( إذاعة ) كانت تبث باستمرار محاولة مسح هذا المفهوم الخاطيء وتفسير المصطلح للمصلحة الوحدوية في دلالة واضحة على قدسية وحدة الوطن بحدوده الجغرافية الحالية التي تقدر بمليون ميل مربع .
ولن نتمكن من قراءة مطبات الطريق الطويل الذي جعل من المصطلح واقعا حبست معه الجماهير السودانية في جنوب السودان وشماله أنفاسها وهي تقوم بإحصاء العد التنازلي للاستفتاء الذي لم يتبق عليه سوى أيام قلائل وباتت مخاوف الشماليين ووحدويو الجنوب أقرب للخوف من الانفصال إلى تحقيق الوحدة التي جعلت وسائل الاعلام إضافة للتصريحات المتأججة التي يطلقها القائمون على الأمر من ساسة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والتي جعلت من الناخب الحقيقي رقما هامشيا في كل الحسابات وتحليل ذلك يعود للمخاوف الكبيرة من تزوير العملية برمتها وهي مخاوف أطلقها ساسة المؤتمر الوطني ووحدويو الجنوب وحتى الأحزاب الشمالية والجنوبية التي غيبت نفسها عن الأحداث ظنا منها أنها بذلك ستنفذ بجلدها من مسؤولية المخاوف الآتية ... لن نتمكن من القراءة دون أن نشملها بقراءة متأنية للوضع الإقليمي والدولي ومدى تأثيرهما على ما سيأتي
ونواصل .....
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
جغرافيا العالم السياسة في الفترة الراهنة تختلف تماما عنها في الألفية القريبة المنصرمة فالعالم لم يعد مجرد قطبين كما كان الحال عليه قبل أن يقوم غورباتشوف ويلتسين بتفكيك الاتحاد السوفيتي إلى قطع ودويلات متناثرة حاولت المحافظة على قوة زائفة في منظومة الكومونولث الهشة ولكنهها الآن إلى جانب أمريكا وروسيا البيضاء ضمت الحارطة أقطاب أخرى كدول الاتحاد الأوروبي مجتمعة ومنها ما اتخذ بجانب شكله التجمعي شخصية أخرى كبرى استندت على تواريخ استعمارية قديمة كبريطانيا وفرنسا وألمانيا كما برزت الصين قوة عملاقة أخرى بجانب القوى الأقل قطبية ولكنها ليست ببعيدة عن القوة التي جعلتها تحاول لعب دور القوى العظمى كتركيا والسعودية ونوعا ما مصر التي شغلتها الصراعات الداخلية ثم إسرائيل التي صمدت في وجه العرب منذ أربعينيات القرن الماضي وغيرها من الدويلات الأخرى كإيران .
وفي الجانب الافريقي برزت دول أخرى بدأت صراعاتها حول السيادة الاقليمية كجنوب افريقيا وكينيا ويوغندا وليبيا وحتى ارتريا واثيوبيا وتشاد ومعظم هذه الدول استمدت قوتها من تحالفات سرية ومعلنة من الدول الأوروبية ومن امريكا .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
اللعبة السياسية في هذا القرن انتقلت من مرحلة السر لمرحلة العلن في كثير من جوانبها وبات لكل قوة استعمارية سماتها التي غدت مدرسة تميزها عن غيرها فالولايات المتحدة الأمريكية عرفت بمدرسة العنف والقوة الباطشة وباتت تستخدم التدخل المباشر في شئون الدول مما أكسبها عداءا واضحا في معظم أرجاء العالم فهي بعد أن كسبت لمرحلة ما حربها في العراق أصبحت وكأنها تريد تأكيد ثقتها بنفسها وتأكدها التام من فك العقدة الفيتنامية فتدخلت في الباكستان وأفغانستان ونوعا ما في اليمن وفي الحروب الاسرائيلية ضد لبنان وفلسطين ومع الحركات الدارفورية في السودان وزحفت بقوة نحو جنوب السودان لتكون إنفصالية أكثر من سكان جنوب السودان كما تدخلت في الصومال وضريت من قبل ليبيا وضربت مصنع الشفاء في السودان ودخلت في أزمة نصب الصواريخ مع روسيا ودخلت في تحدي متوتر مع إيران وغير ذلك .. فالمدرسة الأمريكية تهدف أساسا للوصول إلى حقول النفط وصناعة الحروب من أجل رفع سعره وبالتالي تغطية الكثير من العجوزات المختلفة كعجز الديون التي بلغت ترليونين من الدولارات وأيضا لتغطية الحملات الانتخابية وغير ذلك إضافة لمحاولتها المكشوفة للحد من المد الاسلامي كما أعلن بوش في بداية غزوه العراق كاشفا الوجه الديني للغزو .
ورغم نجاح الولايات المتحدة في إلحاق الهزيمة الأولية بأعدائها إلا أنها لم تتمكن حتى اللحظة من حسم معركة دخلتها ولم تتمكن من إقناع العالم بأي تحول إيجابي نتج عن غزواتها المتكررة فهي تغزو للحصول على الثروة وهي طبيعة مرتبطة بسكانها الذين كانوا رعاة أبقار يمارسون أسلوب عصابات قطع الطرق والسلب والنهب والايمان المطلق باستخدام القوة للدرجة التي خرقت فيها كل المباديء الأخلاقية وطوعت القوانين العالمية في أكثر من مناسبة لتبرير غزواتها التي اتخذت شكل الدولة المنظمة بدلا عن قطعان رعاة البقر .
إذا المدرسة الأمريكية مدرسة رقمية تؤمن بأرقام وكم الثروة الموجودة في البلاد التي تقوم بغزوها وهي مدرسة رقمية سالبة أي أنها تتخذ الشكل الأناني الذي يأخذ دون مقابل ودون عطاء
ونواصل ......
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
المدرسة الصينية في الاستعمار الحديث هي مدرسة غزو رقمي يؤمن بالأرقام ولكنها تتخذ شكل الغزو الرقمي البنائي فهي تأخذ الثروة ولكنها تبني وهي تتغول على حقوق شركات المقاولات المحلية على سبيل المثال وتنزع منها بطريقة أو بأخرى مقاولات كبيرة تختص بالتشييد وبناء الطرق والجسور أو تغزو الدولة المعينة ببضائعها ذات السعر الأرخص في العالم لتبتلع السوق وعينها على ما تجنيه من مبيعات أثقلت ميزانها التجاري حد التخمة .. وهي مدرسة لايهمها التأثير الثقافي أو السياسي أو أي من أنواع التأثير في الدول التي تغزوها ولكنها تهتم فقط بالتأثير التجاري وربط مواطني تلك الدول بسلعها الأقل سعرا وجودة ... ومخطيء من يظن أن كل البضاعة الصينية رديئة فالصين تصنع وهي نوازن بين الجودة والسعر وكلما زاد السعر ارتفع معدل الجودة وكلما قل السعر قل معه معدل الجودة ولكنها مدرسة تهدف غزو كل الطبقات الفقيرة منها والمتوسطة والغنية .
ومن خطورة الاستعمار الصيني أنه استعمار هاديء أبيض يسري كالخدر ويتفشى كالسرطان ويصعب التخلص منه .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
الاستعمار الأوروبي اتخذ شكلا مختلفا فقد إلتحف المنظمات بمسمياتها المختلفة وأدخل الجيوش تحت عباءة قوى أخرى تبعد عنه الكراهية المباشرة كما اهتم بالتأثير في الدول عبر الضغوط السياسية والتكنولوجية واعتمد سلاح المقاطعة الاقتصادية الخانقة التي تقود العدو في نهاية المطاف للاستسلام حتى ولو دون حرب أو توهنه للدرجة التي يصبح فيها غير قادر على خوض أي معركة عسكرية بنجاح ومن ثم تستقل المدرسة الأمريكية لتحارب عنها بالوكالة أو لتتحالف معها لتكون الكراهية الشعوبية في خاتمة المطاف متجهة نحو الأمريكان .
وتؤمن المدرسة الاستعمارية الأوروبية الحديثة بالنظرية الانجليزية القديمة المتجددة المرتبطة بمصطلح ( فرق تسد ) ومنها نصرة الفصيل أو الفصائل الأضعف وفي المجتمعات التي يقع عليها الغزو واحتضانها ودعمها بالخطط والسلاح وكل أشكال الدعم ونصرها بالضغوط السياسية وهي في ذلك تشبه النظرية الاعلامية لكل الدول والتي يكون لها صحيفة رسمية ملتزمة أو قناة تلفزيونية معلنة وملتزمة وصحيفة أو قناة أخرى مملوكة عنها بالوكالة تقول عبرها ما لا تستطيع قوله عبر صحيفتها أو قناتها الرسمية فيخرج القول وكأنه عن غيرها وتغض الظرف عنه متذرعة بحرية الرأي .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
المدرسة الجماعية الأوروبية المتمثلة في الاتحاد الأوروبي مدرسة إستعمارية تمارس الضغوط عبر المنظمات والقوانين الدولية ودفع القوى الكبرى لاقتراح قانون أو تعديل قانون أو حتى التقدم باقتراح ضد الدولة المراد غزوها ومن ثم تكسوها بالثقل القبولي وتشرعنها وتفتح الباب أمام غزوها أو تخويفها أو حتى مضايقتها باتباع طرق غير عسكرية تحقق من خلالها أهدافها الدينية أو الرقمية الداعية للاستيلاء على الثروة وهي تستخدم سلاح المنظمات الاغاثية والانسانية والتي تستخدمها للدعم العسكري غير المباشر كالتجسس والتأليب وإثارة البلبلة أو عزل فصيل أو رقعة جغرافية عن دولتها الأمم تحت زريعة حمايتها ومن ثم تنصيرها أو تمريدها على القوة الأم محققة بذلك أهدافها الاستعمارية وهي في ذات الوقت تمارس سياسة حماية المارقين عن السلطة الأم وتخويفها من التعرض لهم وإرغامها السماح لهم لبث مفاهيمها والتأليب على الحكومة الأم تحت زريعة حرية الرأي وحقوق الانسان .
وليس في هذا التحليل الأخير كفرا بحقوق الانسان أو محاربة لحرية الرأي فأنا من أشد المدافعين عن حقوق الانسان وحرية الرأي ولكنه تحليل محايد لما يجري الآن في أروقة العالم وما يأتي لا حقا في تسلسل حدثي ربطه بالموضوع الرئيسي وهو كيفية وصول البلاد لحافة الانفصال .
ونواصل ......
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
لقد بات الاحساس بالانفصال غاب قوسين وأدنى من كل نفوس الشعب السوداني رغم الآمال الضعيفة بتحقيق العكس بعد أن أصبحت الوحدة تكاد تكون رغبة شمالية والانفصال رغبة جنوبية باستثناء جماعات الشمال الضئيلة العدد التي يقودها منبر الطيب مصطفى ومناصروه وبعضا ممن لاينتمون للمنبر ولكنهم يقفون مع الانفصال لعدة أسباب بعضا منها أن الجنوب من حقه أن يخوض التجربة وبعض آخر يرى أن الجنوب قد استنفذ وقت ومال وجهد الشمال وأعاقه عن التنمية وبعض آخر يحتج بالمثل القائل ( ارفض من يرفضك ) وغيرها من الأسباب المتعددة . والجنوبيون بقيادة لام أكول ومن هم خارجون عن عباءته ولكنهم يحملون عدة أسباب منها أن العالم كله يتجه للوحدة وفي الوحدة قوة وبعض آخر يخاف مغبة ترك الجنوبيين وحدهم فتطفو القبيلية والفساد والطحن والاقصاء وما إلى ذلك من أسباب غير أن أنصار الوحدة في الشمال يشكلون العدد الأكبر وأنصار الانفصال في الجنوب يشكلون العدد الأرجح .
وبين هؤلاء وأولئك يقف جنوبيو الشمال الذين وجدوا أنفسهم في وضع غريب وشماليو الجنوب الذين وجدوا أنفسهم في ذات الوضع والفئتان هما الأكثر تضررا من خيار الانفصال فهما سيكونان ضحايا الاضطهاد والانتقام والدونية كما يعم الساحة هذه الأيام ز
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
السودان بمليون ميل مربع هو أكبر البلاد الافريقية مساحة بلا منازع وهو متنوع من صحراء في الشمال والغرب تملؤها الواحات الغنية بالملح والعديد من ثروات الأرض ومناطق صخرية بركانية وسهول طينية تنداح نحو السافنا الفقيرة والغنية وثروة مائبة تعتبر الأكثر بين بلدان الوطن العربي ونباتات السدود في الجنوب والشعب المرجانية الخلابة في الشرق وأمطارا تكاد هي الأخرى تكون الأكثر لو حسبناها مجتمعة في كل ارجاءه وجبال بقمة عشرة آلاف قدم كما في ألأماتونج ومرة وديدنجا ودونجوتونا ومرة وغيرها ...
مهما تحدثنا عن التنوع فلن نجد له مثيلا في بلاد السودان الواحدة الموحدة ... وقد ساعد هذا التنوع على وجود أكبر ثروة حيوانية وزراعية وسمكية ومعدنية بالقارة رغم عدم الاستفادة منها بما فيه الكفاية .
وقد تم اكتشاف الذهب منذ القدم في جبال بني شنقول وغيرها قبل أن يتم اكتشافه حديثا على أيدي العامة ... واكتشف أيضا اليورانيوم والحديد والنحاس وغيره من المعادن حتى جاء اكتشاف البترول الذي شكل نقمة أساسية طغت على كل النغمات التي بلي بها هذا البلد العظيم ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
السودان بمليون ميل مربع هو أكبر البلاد الافريقية مساحة بلا منازع وهو متنوع من صحراء في الشمال والغرب تملؤها الواحات الغنية بالملح والعديد من ثروات الأرض ومناطق صخرية بركانية وسهول طينية تنداح نحو السافنا الفقيرة والغنية وثروة مائبة تعتبر الأكثر بين بلدان الوطن العربي ونباتات السدود في الجنوب والشعب المرجانية الخلابة في الشرق وأمطارا تكاد هي الأخرى تكون الأكثر لو حسبناها مجتمعة في كل ارجاءه وجبال بقمة عشرة آلاف قدم كما في ألأماتونج ومرة وديدنجا ودونجوتونا ومرة وغيرها ...
مهما تحدثنا عن التنوع فلن نجد له مثيلا في بلاد السودان الواحدة الموحدة ... وقد ساعد هذا التنوع على وجود أكبر ثروة حيوانية وزراعية وسمكية ومعدنية بالقارة رغم عدم الاستفادة منها بما فيه الكفاية .
وقد تم اكتشاف الذهب منذ القدم في جبال بني شنقول وغيرها قبل أن يتم اكتشافه حديثا على أيدي العامة ... واكتشف أيضا اليورانيوم والحديد والنحاس وغيره من المعادن حتى جاء اكتشاف البترول الذي شكل نقمة أساسية طغت على كل النغمات التي بلي بها هذا البلد العظيم ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
التنوع الجغرافي المتفرد في السودان تبعه تباينا في التوزيع المائي من حيث المياه الدائمة والموسمية وحتى نسبة هطول الأمطار وبالتالي لابد من أن تؤثر المياه باعتبارها العامل الأساسي لوجود الانسان والنبات في عدد وطبيعة سكان ونباتات كل منطقة بما نتج عنه تنوعا هائلا في الفنون والعادات والتقاليد والثقافة والفلكلور وكل أوجه الحياة المختلفة , وقد إنقسم السكان من حيث المعتقدات إلى أربع فئات ( المسلمين والمسيحيين وأصحاب الديانات الأخرى واللادينيين ) كما انقسموا جغرافيا إلى نوعين من التقسيمات .. النوع الأول هو ساكني ضفاف النيل يقابلهم الساكمون بعيدا عن ضفافه والتقسيم الآخر هو ساكنو البادية يقابلهم ساكمو الحضر .
وتتباين المفاهيم عند كل جماعة من الجماعات كما أدت الكثير من الظروف الطبيعية والسياسات المختلفة وحاجة كل قسم للآخر إلى دمج تلك المجتمعات على حساب بعضها وشكلت الكثير من نقاط الصدام التي برزت فيما بعد بوجهيها الايجابي والسلبي وقد أثرت تأثيرا مباشرا على حاضر ومستقبل الأحداث في السودان وقادته لهذه النقطة الحرجة من التاريخ الذي يهدد بالانشطار ومن ثم التشطي بعد ذلك .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
لايمكننا تشخيض مشكلة السودان الحالية ولاتناول الأسباب التي أوصلته هذه الهوة المريعة دون مناقشة المشكلة من بداياتها فالتكوين الشمالي للسودان والذي أصطلح عليه بالعرب ليس عربيا خالصا كما يعتقد البعض ولا يزال صراع الهوية السودانية محتدا في شمال السودان وللزميل الشاعر الباحث عبدالقادر الكتيابي بحوثا كبيرة في هذا الموضوع لازال يعكف على إتمام ما تبقى منها ففي أقصى الشمال يعيش النوبيون وهم أساس من الفراعنة ولهم لغات غير اللغة العربية وقد إختلطوا بالهجرات العربية وكونوا النسيج الحالي بقبائله المختلفة ثم مجموعة تضم بدو وأشباه جهينة في انحدارنا رويدا رويدا نحو الجنوب من أقصة الشمال والجعليين الذين ينسبون أنفسهم إلى ( إبراهيم جعل ) وهو نسب تمسك به معهم الكثير من افراد ( الشلك ) .. وعرب جهينة انقسموا إلى ثلاث مجموعات كبيرة بجانب المجموعات الأخرى الصغيرة والمجموعات الثلاث الكبيرة هي ( الشكرية والكبابيش والبقارة ) والشكرية والكبابيش إحتفظوا بكل صفات أجدلدهم بما فيها رهي الابل بينما البقارة ولطبيعة الأماكن التي استوطنوها إستبدلوا الابل بالبقر وتصاهروا مع النيليين في الجنوب بطرق أكثر تعقيدا مما نتج عنه سحنهم الحالية الخالطة بين العربية والأفريقية .
وفي الشمال مجموعات تنكر الأصل العربي كالنوبة في جبال النوبة والبجا والهدندوة وكثير من قبائب الشرق والفونج والفور والزغاوة والتنجر ومعظم قبائل دارفور .. وهكذا لو عدنا لقراءة القبائل الكثيرة في شمال السودان لوجدماها تعيش صراعا وأزمة للهوية ولكنها رغم ذلك تعايشت ولم تجعل من هذا الصراع مشكلة بل على العكس تزاوج الكثير منها واختلطت الأنساب لتكون هوية الشمال السوداني بتبايناته الكثيرة التي تستيقظ حينا وتعيش بياتا طويلا لتستيقظ من جديد دون حسم لهذه المسألة .
ونواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
جنوب السودان لايختلف عن شماله في شيء فالقبائل الجنوبية التي أطلق عليها مجتمعة مسمى القبائل النيلية لم تسلم من ذات التباين التكويني الذي صبغ نظرائها في الشمال فهم يتكونون من عدة جماعات أبرزها اللو والشلك والأنواك والدينكا والنوير والأتشولي والجور ... وتعمل الدينكا والنوير وخكا القبيلتان الأكبر في رعي الماشية بينما تمتهن قبائل اللو والشلك والأنواك مهنة الزراعة رغم امتلاكهم الماشية أما سكان الجزء الشرقي من الجنوب كالباري والفاجولو والكاكوا فيعملون بالزراعة بينما يعمل المنداري والتابوسا والتوركنا برعاية الماشية .
وتقول بعض الدراسات أن موطن القبائل الجنوبية كان وسط السودانت وزالجزيرة بالتحديد ولكنهم هجروها في القرن التاسع عشر حيث كان الدينكا آخر المهاجرين وأزاحوا اللو الذين هاجروا قبلهم إلى أعمق .
وفي القرن السابع عشر دخل الدينكا في صراع مع الشلك الذين أسسوا أول مملكة في الجنوب بقيادى الملك ( ريث ) في محاولة لتحويل أراضيهم الزراعية لمراعي غير أن الشلك قاوموا ببسالة إستمرت عشر سنوات ( 1825- 1835م ) إنتهت بعزيمة الدينكا )ليهاجر الدينكا إلى الشرق ويستولوا على أراضي اللو الذين أسسوا فيما بعد مملكة للشلك وبعد ذلك هدأت العلاقات بين اللو والدينكا بعدد من الزيجات .. وكان اللويل هم أول سكان جنوب السودان ودخلوا في حروب عديدة مع الدينكا إنتهت بفرار معظمهم إلى بحر العرب وبقاء مجموعات صغيرة منهم بجانب الدينكا الذسن اكتملت هجرتهم للجموب بثلاث مجوعات ( دينكا بادنج – دينكا بور – دينكا بحر الغزال )وتقسموا لست وعشرين مجموعة فرعية .
ونواصل ,,,,,
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
أما النوير فقد سيطروا على المناطق الواقعة شرق وغرب السدود وبالتحديد في سهول التويك وهم حتى الآن يتنازعون حقيقة أصولهم ما بين قائل بأنهم منحدرين أصلا من الدينكا وبين من يؤكدون بأنهم فرع من فروع ( اللو ) وهو الاحتمال الأكثر ترجيحا وقد هجروا جنوب كردفان إلى هذه المناطق ودخلوا في حروب طويلة مع الدينكا وبدخول البقارة إلى تلك المناطق في القرت الثامن عشر كما تقول الكثير من الدراسات وخاضوا حربهم مع النوير مزح البورنوبر شرقا عام 1750م وخاضوا حربا مع الدينكا وأخضعوا الدينكا الذين استقروا ما بين شمال وجنوب تلك المنطقة .
وجاء الزاندي أو ( النيام نيام ) كما يطلق عليهم من عائلة اللغات ( النيجر كونغولية ) ونجحوا في العبور من الكونغو إلى السودان في القرن التاسع عشر ودخلوا في حرب مع تجار الرقيق وأسسوا مملكتهم في يامبيو ودخل ملكهم (جبودي ) في حرب طويلة لم تحسم أبدا مع الدينكا حتى دخل البريطانيون فقتلوه وقسموا مملكته بين أبنائه تحت إشرافهم المباشر .
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
تلك كانت هي جذزر التركيبة السودانية في السودان الحديث والذي عاش حروبا متواصلة لم تنقطع أبدا كان سببها دائما الماء والكلأ والأبقار والنساء وهي حقيقة واقعة مهما حاولنا جعلها من الأمور المسكوت عنها وهي حروب أسست لحقائق فرضتها موازين القوى وقسّمت المجتمع السوداني على أسس اللون والعرق والجغرافيا ومكنت بعض الفئات من الصعود وبالتالي ازدراء الفئات الأخرى والنظر إليها نظرة دونية .
وفي حقيقة الأمر يبقى السودان ملكا للجميع فالكل فيه لايخلو جذره من نزوح وبالتالي لايستطيع أحد إدعاء ملكية مطلقة للأرض فالجغرافيا الحالية شكلتها الحروب وأضحت في تعقيداتها تخضع لذات البيزنطية التي يتجادل بها العديد من اليهود والفلسطينيين حول الأرض ( ولا أقصد الصهاينة ) .
ففي شمال السودان توجد إشكاليات كثيرة بين أبناء الغرب والشرق والشمال والوسط وذات المشكلة توجد في الجنوب وفي المجمل تشكلت مشكلة بين الشمال والجنوب غير أن شمال السودان هدأت حروبه واستقر قبل جنوبه الذي ظلت حروبه القبلية قائمى إلى وقت قريب .
وباستثناء غرب السودان ذو الأوضاع القبلية المعقدة جدا في كردفان ودارفور فإن شمال السودان يكاد يكون مستقرا تماما وحتى الحروب القبلية الصغيرة في كردفان ودارفور والتي تكون غالبا حول الزراعة والمراعي يتم حلها بواسطة الجالس البلدية ( الجوديات ) أما في جنوب السودان فالحروب تأخذ شكلا أشد وأعنف بين القبائل رغم غنى الأرض الجنوبية بالماء والمرعى وربما أعنف الحروب هي التي تقوم عادة بين قبائل السودان الرعوية ( البقارة ) وقبائل الدينكا في الجنوب بسبب المراعي والماء .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
مسألة الهوية في السودان واحدة من المشكلات الكبيرة التي ساهمت بفعالية في عدم استقراره فالشمال يميل للهوية العربية رغم أن العرب أنفسهم ينظرون للسوداني نظرة فيها الكثير من التناقض وقد سبق للبنان أن احتج على دخول السودان في منظومة الجامعة العربية باعتباره بلدا غير عربي .. والهوية الافريقية التي فرضها اللون والجغرافيا هي أيضا مثار جدل من حيث نظرة الأفارقة للشمال الافريقي عموما والسودان على وجه الخصوص .... والحقيقة التي يعرفها ويحسها كل سوداني هي أن للسودان هويته الخاصة هي الهوية السودانية التي تشكل مزيجا من الثقافة ( الآفروعربية ) أما الدين فقد كان سببا آخر من أسباب عدم الاستقرار في البلاد ذلك أن الشمال السوداني الذي يشكل ثلثي السكان يدين معظمه بديانة الاسلام بينما جنوبه المشكل للثلث يدين بالمسيحية وديانات أخرى مختلفة وحتى يوجد فيه اللادينيين .
محاولات بريطانيا فرض الديانة المسيحية على الجنوب حينما جعلت منه مناطق مقفولة وممنوعة على الشماليين ومحاولات الشماليين تطبيق الشريعة الاسلامية على الجنوب كمنطقة سيادة سودانية أدت لصدام كبير .
وفي حقيقة الأمر أن المثقفين هم من يشعل تلك المشاكل فالشعب السوداني في الجنوب والشمال يملك خصوصيته وقد تعايش ولم تؤثر على تعايشه وحياته العامة فرض الديانة المسيحية أو قوانين الشريعة الاسلامية بل حتى معظم أفراد الشعب في جنوبه وشماله لايهتم عمليا بأي قانون تحكم الدولة بقدرما يهمه التعايش والأمن والاستقرار .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
وجاء الحكم التركي والذي لعبت فيه قبائل الشايقية دورا بارزا في تسهيل استعمار البلاد بوقوفهم إلى جانب المستعمر ومشاركتهم في الجيوش الغازية وهو ما أكسبهم وضعا مميزا في القوات المسلحة حتى يومنا هذا وقد أكدت معظم المراجع بسالة الشايقية في القتال بينما نزحت بعض قبائل الشمال من وجه الغزو بعدما عجزت عن مقاومته فاستقرت في أنحاء متفرقة من البلاد .
وجاء الحكم الثنائي ليزيد الطين بلة وقد لعب فيه المصريون دورا بارزا في تعميق أزمة الهوية السودانية بجانب الأتراك الذين أدخلوا الغزو الثقافي فانتشرت لغتهم والتصقت بعد التعريب باللهجة السودانية حتى يومنا هذا ولا زال السوداني يضيف كلمة ( خانه ) التركية على الكثير من المفردات على سبيل المثال ك ( أجزخانه وشفخانة ) وغيرها فزادت أزمة الهوية السودانية تعقيدا .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
وجاء الحكم التركي والذي لعبت فيه قبائل الشايقية دورا بارزا في تسهيل استعمار البلاد بوقوفهم إلى جانب المستعمر ومشاركتهم في الجيوش الغازية وهو ما أكسبهم وضعا مميزا في القوات المسلحة حتى يومنا هذا وقد أكدت معظم المراجع بسالة الشايقية في القتال بينما نزحت بعض قبائل الشمال من وجه الغزو بعدما عجزت عن مقاومته فاستقرت في أنحاء متفرقة من البلاد .
وجاء الحكم الثنائي ليزيد الطين بلة وقد لعب فيه المصريون دورا بارزا في تعميق أزمة الهوية السودانية بجانب الأتراك الذين أدخلوا الغزو الثقافي فانتشرت لغتهم والتصقت بعد التعريب باللهجة السودانية حتى يومنا هذا ولا زال السوداني يضيف كلمة ( خانه ) التركية على الكثير من المفردات على سبيل المثال ك ( أجزخانه وشفخانة ) وغيرها فزادت أزمة الهوية السودانية تعقيدا .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
وجاء الحكم التركي والذي لعبت فيه قبائل الشايقية دورا بارزا في تسهيل استعمار البلاد بوقوفهم إلى جانب المستعمر ومشاركتهم في الجيوش الغازية وهو ما أكسبهم وضعا مميزا في القوات المسلحة حتى يومنا هذا وقد أكدت معظم المراجع بسالة الشايقية في القتال بينما نزحت بعض قبائل الشمال من وجه الغزو بعدما عجزت عن مقاومته فاستقرت في أنحاء متفرقة من البلاد .
وجاء الحكم الثنائي ليزيد الطين بلة وقد لعب فيه المصريون دورا بارزا في تعميق أزمة الهوية السودانية بجانب الأتراك الذين أدخلوا الغزو الثقافي فانتشرت لغتهم والتصقت بعد التعريب باللهجة السودانية حتى يومنا هذا ولا زال السوداني يضيف كلمة ( خانه ) التركية على الكثير من المفردات على سبيل المثال ك ( أجزخانه وشفخانة ) وغيرها فزادت أزمة الهوية السودانية تعقيدا .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
وجاء الحكم التركي والذي لعبت فيه قبائل الشايقية دورا بارزا في تسهيل استعمار البلاد بوقوفهم إلى جانب المستعمر ومشاركتهم في الجيوش الغازية وهو ما أكسبهم وضعا مميزا في القوات المسلحة حتى يومنا هذا وقد أكدت معظم المراجع بسالة الشايقية في القتال بينما نزحت بعض قبائل الشمال من وجه الغزو بعدما عجزت عن مقاومته فاستقرت في أنحاء متفرقة من البلاد .
وجاء الحكم الثنائي ليزيد الطين بلة وقد لعب فيه المصريون دورا بارزا في تعميق أزمة الهوية السودانية بجانب الأتراك الذين أدخلوا الغزو الثقافي فانتشرت لغتهم والتصقت بعد التعريب باللهجة السودانية حتى يومنا هذا ولا زال السوداني يضيف كلمة ( خانه ) التركية على الكثير من المفردات على سبيل المثال ك ( أجزخانه وشفخانة ) وغيرها فزادت أزمة الهوية السودانية تعقيدا .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
لقد كانت ثروات السودان منذ الأذل سببا في مشاكله وعلاته فقد كان الصمغ العربي سببا وكان العاج سببا وكان الحصول على الرقيق لتجنيدهم في الجيوش سببا وكان تأمين منابع النيل سببا لذلك لو قرأنا تاريخ السودان قراءة جيدة لوجدنا الثروات الهائلة التي حفل بها كانت دائما هي السبب المباشر للتدخل الأجنبي في صوره الاستعمارية المختلفة من إنجليزي وتركي ومصري وحتى فرنسي ( حادث فشوده ) وكان الشعب السوداني دائما هو الخاسر ورغم ذلك فقد قامت ممالك عديدة في البلاد كمملكة المقرة ونبته (ق .م ) ومملكة علوة في سوبا ومملكة النوبة التي قادها ( آدم أم دبالو ) في جبال النوبة والتي أوت الإمام محمد أحمد المهدي حينما اشتدت به الكرب وكادت الدولة المهدية أن تنتهي لولا أنه أواه في غار جبلي بجبال النوبة إسمه ( بطن أمك ) ومن هناك بدأ المهدي انطلاقته لتكوين دولة المهدية السودانية الخالصة ... ومملكة تقلي ومملكة الفور والفونج والمسبعات وسلطنة وداي وممالك عدة في الجنوب ذكرناها في غير هذا الموضع ... السودان في جنوبه وشماله رغم الحروب شهد قيام ممالك وسلاطن وحضاراتع متوالية وهو ما ينفي نظرية عدم مقدرة الانسان السوداني من بناء دولته القوية المستقرة الموحدة رغم الحروب فقد قامت تلك الممالك والحضارات رغم عدم توقف الاحروب المتتالية ودائما تكون نهاية الممالك والحضارات إما بتدخل أجنبي أو مشاكل غريبة بين أبناء السودان وقبائله
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
في الفترة مابين ( 1840- 1870 ) كانت بريطانيا مهووسة بالبحث عن العاج في السودان .. وكان التجار وقتها يأتون من الشمال السوداني ويشترون العاج من أبناء جنوبه ولكن مع جنون بريطانيا قل العاج بدأ البريطانيون يصطادون الأفيال بأنفسهم مستخدمين التجار الشماليين الذين يملكون الأسلحة والبنادق مما اضطر التجار الشماليين البقاء أكثر في الجنوب ومن ثم بدأوا مع استقرارهم الذهاب في أفواج لاصطياد الرقيق لتشغلهم في مناطق إستقرارهم وكذلك النساء وبدأ الحصول على النساء والعبيد مهنة جديدة امتهنها تجار الشمال وولدت حربا وحربا مضادة بين أبناء الشمال والجنوب وكانت هي أول البدايات الحديثة للمشكلة .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
نجاح الثورة المهدية كان قد تمثل في عاملين لم يبق لهما الكثير من المؤرخين واتلمحللين بالا ذلك أن محمد احمد المهدي رجل من أقصى الشمال وقام بإعلان الدولة في غرب السودان وبالتجديد من مدينة الأبيض وخلّف بعده عبدالله التعايشي من دارفور واتخذ من عثمان دقنه اميرا ليوحد الشمال تلقائيا في قادته وهو التوحيد الذي لم يدرك الأشراف أبعاده وساءهم أن يحكمهم رجل من الغرب هو الخليفة عبدالله الاتعايشي وبدأوا محاربته للدرجة التي اضطرته الاستعانة بأهله وتهجيرهم من الغرب إلى امدرمان لحمايته وظلوا يكيدون له فاضطر لمواجهتم تارة ومهادنتهم تارة أخرى وقد أثّرت تلك الصراعات على قراراته وكانت سببا حاسما في نهاية الدولة المهدية وهو درس لم يتعلمه الساسة السودانيين حتى الآن وبدأت ذات الأخطاء تتكرر بوجوه أخرى هرقية كانت أو جغرافية أو حتى سياسية وهي مشكلة مستعصية تحتاج بلادنا مواجهتها والتعافي منها حتى نكسب الاستقرار ونتمكن من بناء الدولة الاحديثة التي لم تعرفها البلاد في تاريخها الحديث سوى شعارات براقة تناقض الأفعال على أرض الواقع دائما وتسببت في ما وصلناه من تقهقر في كل المجالات وصراعات لاتنتهي إلا لتفسح الطريق أمام أعنف منها لتبدأ .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
مخطيء من ظن أن الثورة المهدية كانت تنظر للشمال دون الجنوب فبين عامي 1883- 1884 م إحتل كرم الله قرقصاوي معظم مناطق بحر الغزال إلى أن إستدعاه الخليفة التعايشي لقمع تمرد قبيلة الرزيقات جنوب غرب دارفور قم أرسل التعايشي القائد التعايشي / عمر صالح إلى أعالي النيل للقضاء على الأتراك الذين كانوا يحكمون بقيادة ( أمين باشا ) في المنطقة الاستوائية ووصل إلى ( لادو ) في أكنوبر 1888م واستولى على رجاف قبل أن تتم هزيمته قبالة ( دوفيل ) وقام القائد المهدوي التعايشي بأمؤ من الخليفة عبدالله التعايشي بمواجهة قوات الكونغو الحرة التابعة ل ( ليوبولد ) ملك بلجيكا ولكنه هزم على أيدي القوات المشتركة لدولة الكونغو الحرة والأزاندي بقيادة ملكهم (زيمبو ) .
ولعل المهدية خلقت جرحا كبيرا بين أبناء الشمال وأبناء الغرب ظل ينزف حتى وقت قريب وحتى بعد أن إنتهى أثره ظل أثره شرخا باقيا وبقي من الأمور المسكوت عنها في تكوينة المجتمع السوداني بل حتى في الكتاب الأسود تلك الوثيقة السرية التي تسربت قبل سنوات كان هناك لفت واضح كاد يخلق فتنة كبيرة حينما أورد في جزءه الأول إحصاءات نفيد بأن أبناء الغرب هم أكثر من يعملون برتب جنود ورتب دنيا ولا يسمح لهم بالتقدم إلى الرتب العليا في القوات المسلحة بينما أبناء الشمال وخاصة الشايقية هم أكثر من إستولوا على الرتب العليا في القوات المسلحة ... كما أورد الجزء الملحق بعد الثاني إحصائية تدل على استيلاء الشايقية على وظائف وزارة النفط التي يقع أغلبها في الغرب .
بالتأكيد هناك ظروف فرضت هذه الاحصائيات وحتى الكتاب الأسود ليس سوى دسيسة أريد بها الفتنة بعد صراع طائفتين من جماعة واحدة غير أن ماورد فيه تدليل واضح على جرح موجود في الجسم السوداني ومسكوت عنه وأي خدش سيسهم في إدمائه من جديد ويجب على المخططين الاستراتيجيين عدم الاغفال عما جاء به بنظرة تخطيط إستراتيجي يعي ما ينبه له بغض النظر عن اسباب كتابته حتى لا يظهر ألف كتاب أسود وحتى نتمكن من القضاء على كل طريق للفتنة ويد كل أبوابها مسبقا .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
بتوقيع الصاغ صلاح سالم في عهد حكم اللواء محمد نجيب لمصر إتفاقية الأحزاب السياسية مع كل أحزاب السودان السياسية وافقت مصر على منح السودان حق تقرير المصير وكان ذلك في 10/1 / 1953م وكانت الموافقة مشروطة بمرور ثلاث أعوام وهي موافقة لم تأتي إلا نتاجا لأعمال نضال شارك فيها كل أبناء السودان وقامت فيها حركة اللواء الأبيض بقيادة السوداني الجنوبي علي عبداللطيف الذي دفع حياته ثمنا لوحدة واستقلال السودان والشمالي الحلاوي عبدالفضيل الماظ وعدد كبير من القادة وهو صراع ونضال استمر فترة طويلة وكان الصراع في حقبة التوقيع بين المراغنة وآل المهدي طويلا خضع لاعتبارات وطنية وشخصية وذاتية ومجموعة من العوامل المختلطة التي جعلت جنين الاستقلال يتشوه وهو لايزال في طور التخلق ولعل من المسكوت عنه أيضا هو مساهمة هذين القطبين في خلق بذور المشاكل الدائمة للسودان في حقبة ما بعد الاستقلال .
المهم أنه تزامن مع التوقيع إنشاء لجنتين الأولى هي لجنة الحاكم العام وهي لجنة دولية ولجنة أخرى للاشراف على الانتخابات البرامانية المرتقبة وعلى عكس ما يحدث الآن فقد نص الاتفاق على خروج ( لادخول ) القوات الأجنبية من البلاد قبل إجراء الاستفتاء على تقرير المصير ...
ونواصل ......
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
تعمدت الاتفاقية عدم طرح مسألة الجنوب وأشارت للمسألة بعبارة ( السودان بحدوده الحالية ) وكانت حدوده في ذلك الوقت تضم حلايب إلى جانب جغرافيته الحالية وتشكلت لجنة الانتخابات من بريطاني ومصري وثلاث سودانيين للاشراف على الانتخابات وعقدت أول اجتماع لها 9/4/1953م ومثل الختمية الذين كان يقودهم السيد علي الميرغني الحزب الوطني الاتحادي بقيادة إسماعيل الأزهري بينما مثل طائفة الأنصار التي كان يتزعمها السيد عبدالرحمن وولده الصديق جزب الأمة الذي كان يتزعمه عبدالله خليل وقد جاءت النتائج مذهلة لحزب الأمة فقد أحرز الوطني الاتحادي (51 ) مقعدا من 97 مقعدا ولم يحرز حزب الأمة سوى 22 مقعداو3 للحزب الجمهوري الاشتراكي و10 للحزب الجنوبي الجديد .
وفي البرلمان ( مجلس الشيوخ ) حصد الاتحادي 22 مقعدا من 33 مقعدا وحزب الأمة 7 مقاعد وتوزعت 11 مقعدا بين الأحزاب الأخرى .
لقد إتسمت أول إنتخابات سودانية بالطائفية ولم يترشح من متعلمو الجنوب غير عدد قليل فاستغل الاتحاديون هذه النقطة لمصلحتهم فتقدموا بمترشحيهم وتم توزيع الأموال ليفوزوا بثلاث مقاعد جنوبية وولاء مستقلين جنوبيين آخرين مستخدمين الرشا ومعسول الوعود .
وكان هذا هو أول تشويه للديمقراطية الهشة في السودان .
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
سبق ما ذكرناه أوامر محمد علي اشا في مصر لخورشيد بالتوغل في مياه النيل لاكتشاف وتأمين المنابع ولزيادة حاجته من الذهب وقد أبحر القائد سليم في نوفمبر 1839م بصحبة المهندس الفرنسي حوزيف بوندارنو والتقيا بزعيم الشلك قبل الانطلاق لوراء نهر السوباط في التقائه ببحيرة نو ومصب نهر الجبل في منطقة السدود وعاد ليرجع مرة أخرى في نوفمبر 1840م بصحبة الرحالة الفرنسي لور سابتييه والمغامر الألماني فرديناند فيرنه ليكنشفوا الثروة العاجية وراء السدود وهو ما جر على الجنوب رحلات كثيرة جلبت لسكان الجنوب بلاءات كثيرة وكان سكان الشمال خاصة الشايقية هم من صحبوا تلك الرحلات وبذلك كانوا من أقدم الشماليين الواصلين للجنوب والمتزاوجين مع أشقائهم الجنوبيين .
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
أشرنا قبلا أن بحث الأجانب عن العاج واصطحابهم الشماليين لمعاونتهم وحاجة الشماليين للحماية والمساعدة ومن يعرفون المنطقة كانت بداية ممارسة الشماليين لصيد الرقيق ومن ثم الاغتناء منه وجعله مهنة رسمية يجلبون إليها اهلهم واخوتهم من الشمال وكانت تلك بداية الكارثة وقد أطلق عليهم في البداية لقب ( الجلابة ) وبعد ذلك ( المندكورو ) ومع قدوم عام 1860م كان مابين 12-13 عبد يرسلون سنويا للشمال وهو ما ولد مزيدا من الغارات ومزيدا من العنف في الجنوب بين الجنوبيين والشماليين بعدما تناثرت أكثر من ثمانين زريبة لجمع الرقيق في بحر الغزال حتى جاء غردون باشا الذي حكم الاستوائبة و كان من محاربي تجارة الرقيق ولكنه لم يتمكن من القضاء على تلك التجارة اللعينة .
وليس في هذه السطور نكأ لجرح قديم ولكنه تاريخنا بلا مواربة وبلا سكوت .. لو لم نواجه تاريخنا بمحاسنه وقبحه لن نتمكن من علاج مشاكلنا التي يخطيء الكثيرون بنسبتها لحقبة أو أخرى غير أن كل حقبىة كانت تزيد في غور الجرح الذي تجده قائما بالأصل ولابد لنا ونحن نحلم ببناء سودان موحد من أن تستلهم العبرة من التاريخ ونبدأ بدايات بعيدة عن كل أخطاء الماضي .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
بعد الاستقلال كانت الصراعات الذاتية الشخصية الشديدة بين السيدين قد طغت على كل المصالح الوطنية ومن عجب أنها كانت باسم المصالح الوطنية فكان موضوع حجب الثقة من الثقافات التي سادت في تلك الفترة والمكائد بين السيدين لاتنتهي لدرجة أن السيد عبدالرحمن أفشل احتفال الأزهري الذي أزمع إقامته بافتتاح البرلمان السوداني ودعا له الرئيس المصري محمد نجيب في عام 1954م حينما ارسل كلمته للأنصار الذين زحفوا من الريفوكان عددهم خمسين ألفا ليندلع الشغب حين محاولتهم اقتحام القصر وقتل عشرة من الشرطة بينهم القائد البريطاني الذي تم ضربه حتى الموت وردت القوات بقتل عشرين مدنياوبعد ضغوط أضطر عبدالرحمن المهدي لاصدار أوامره لانصاره بالعودة وتم إلغاء الاحتفالات .
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
عملية السودنة التي قام بها الأزهري في بداية الاستقلال كانت معاقة تماما فقد خضعت للأهواء العاطفية والانتقام واستبعدت الجنوبيين فقد تمت سودنة 800 وظيفة تقريبا لم يكن نصيب السودانيين فيها غير ست وظائف إدارية دنيا بالجنوب وذهبت بقية الوظائف للشماليين بما فيها وظائف ضباط القوة الاستوائية وقد برر الاتحاديون بلجان السودنة ذلك بأن الجنوبيين ليس فيهم متأهلون لسد الوظائف وهي شماعة كان الانجليز يكثرون في استخدامها مما حدا بالتاجر الجنوبي ( جوجريال ) ليقول قولته المشهورة ( حسنا ؛ واضح أن اخوتنا الشماليين سيستعمروننا لمدة مائة سنة أخرى )
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
في 18 أغسطس 1955 وبينما القطبين الطائفيين مشغولان بصراعاتهما اللازطنية قام أفراد جنوبيين من أفراد المجموعة الثانية من القوات الجنوبية في الاستوائية بالاعتصام في مقر قيادة توريت واقتحموا مخازن السلاح واستولوا على البنادق والزخيرة وانطلقوا ليعيثوا فسادا ويقتلوا في طريقهم كل الشماليين ضباطا وتجارا ونساءا وأطفالا وكان سبب ذلك هو السودنة التي استثنتهم منها خاصة في إدارة الجنوب ونجح الأزهري أخيرا في احتواء الموقف بزيادة الرواتب بأثر رجعي غير أن تذمر الجنوبيين اذداد عنفا حينما صدر حكما في 25 يوليو 1955م يقضي بالسجن عشرين عاما على عضو البرلمان عن يامبيو في زاندي لاند فاندلعت مظاهرة ضخمة تم تفريقها بمسيل الدموع ولكنها تجددت في أنزارا ولم تتوقف الا بعد اطلاق الشرطة النار وقتل ثمانية متظاهرين .
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
عمت الشائعات جنوب السودان عن اعمال قمع جديدة بعد مظاهرات أنزارا وذلك بين افراد حامية توريت التي كانت تهم بالمغادرة للخرطوم بأن الأفراد الجنوبيين سيتم ذبحهم بمجرد وصولهم الخرطوم وذاد الطين بلة سحب واجلاء زوجات واسر الضباط الشماليين وأصدقائهم على عجل فاتسع التمرد في توريت يوم 18 أغسطس ليقوم الجنوبيون بقتل كل الموظفين والمدنيين الشماليين دون تمييز وفر الموظفون الشماليون من واو تاركين السلطة للشرطة الجنوبية وفي ملكال قتل ستة وأخيرا وصلت القوات المسلحة وسيطرت على الأوضاع وكان حصاد تلك الأحداث 366 قتيلا منهم 261 شماليا واحتمى المتمردون بالغابة واستسلم بعضهم فحوكم وأعدم وكانت هذه هي البداية الفعلية لحرب الجنوب التي تعتبر من أطول حروب القارة الافريقية .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
في 19 ديسمبر 1955 صوت البرلمان بالاجماع على استقلال السودان بعد حروب ودسائس ومكائد ومناوشات كلامية لا تنتهي بين السيدين وفي احتفال سوداني خالص في فاتحة يناير 1956م قام اسماعيل الأزهري بانزال علمي انجلترا ومصر ورفع العلم السوداني بألوانه الأحمر والأسود والأبيض .
ونواصل .....
بمباركة من الميرغني قام 21 عضوا في حكومة الائتلاف في يونيو 1956م بالانشقاق عن الأزهري وتكوين حزب الشعب الديمقراطي الذي اتفق مع حزب الأمة ليتمكنوا من حجب الثقة عن الأزهري في تصويت أجري بتاريخ 5 يوليو 1956م بأغلبية 60 مقابل 32 صوتا وانتخب سكرتير حزب الأمه عبدالله خليل رئيسا للوزراء غير أن الاتفاق بين السيدين لم يكتب له الاستمرار فانتهى في عام 1958 أي بعد عامين
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
في عام 1958م أجريت أول انتخابات برلمانية فاز فيها حزب الامة ب63 مقعدا مقابل 26 مقعدا لحزب الشعب وحصل الاتحادي على 44 مقعدا رغم حصوله على أكبر عدد من المصوتين فقام تحالف بين الطائفتين وحاول الأنصار استصدار قانون يجعل من السيد عبدالرحمن ملكا للسودان ( رأسا للدولة ورئيسا مدى الحياة ) ولكن الميرغني وقف ضد ذلك ففشل المشروع وكانت هذه هي المرة الثانية فقد حاولها مرة عند الاستقلال وفشل .
وجاء موضوع مشروع المناقل والمعونة الامريكية في عام 1957م لتزيد الشقاق بين الزعيمين وتجلت العداوات الشخصية
اما حزب الاحرار الجنوبي فبقي بمعزل عن تلك الخلافات غير أن العداوات الشخصية والعرقية تجلت في انتخابات عام 1958م بانقسام جزب الأحرار الى جناحين متنافسين فاقتسمتهما الطائفية بصورة غير مباشرة حينما منحتهما جمهورا صوت لهما حتى يزداد عدد نواب كل طائفة بالبرلمان وكان الجنوبيون قد طالبوا بالفيدرالية غير أن احزاب الشمال وعدتهم النظر بالامر مقابل تأييدهم للاستقلال وبعد انتخابات 1958م سكتوا عن المطلب بسبب ماحصلوا عليه من مكاسب شخصية إلى أن قام انقلاب عبود في 17نوفمبر 1958 والذي أيده الميرغني وتحفظ عليه المهدي وبعدها توفي السيد عبدالرحمن وخلفه ابنه السيد الصديق الذي لحقه بعد عامين وفي هذه الفترة كانت مشكلة الحلفاويين والسد العالي واتفاقية مياه النيل والتهجير وكساد القطن عالميا وهي جملة من المشاكل شغلت الشماليين بأنفسهم عن الجنوب أضف إلى ذلك الصراعات الشخصية الكبيرة التي أعادت البلاد قرونا للوراء
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
الرق والسودنة والتمرد وغيرها مما ذكرناه كانت عوامل أدخلت الجنوبيين الغابة وزاد عليها موضوع التعريب والأسلمة ففي فبراير 1957م صرحت حكومة عبدالله خليل لوزارة التعليم بتولي مسؤولية الارساليات بالجنوب وتعريبها وادخالها منظومة الوزارة لتصبح العربية لغة تحل محل الانجليزية وواصل عبود تلك السياسة وفتح ست معاهد اسلامية متخصصة ونقل العطلة الاسبوعية الى الجمعة بدل الأحد ولم يصحب السياسة التعليمية سياسة اقتصادية مما جعل المظاهرات تقوم في مدارس جوبا ورومبيك الثانوية خاصة بعدما تم منع الارساليات من اقامة مدارس جديدة او ممارسة طقوس دينية خارج الكنيسة وتوج ذلك بصدور قانون الجمعيات التبشيرية في عام 1962م مما جعل الكثير من الساسة الجنوبيين يفرون ليوغندا ومنهم الأب ساتورنينو لاهوري وهو كاهن من اللاتوكا وجوزيف اودهو اوورو وهو معلم في بخت الرضا حيث اسسا مع مجموعة من الاستوائيين الجمعية المسيحية السودانية في عام 1961م ورحلا بعدها الى زائير وانضم اليهما زليم دينق وهو اداري من دينكا بحر الغزال وأسس الثلاث الاتحاد الوطني الافريقي للمناطق المغلقة بالسودان في كينشاسا قبل عودتهم لكمبالا عام 1963م تحت اسم الاتحاد الوطني الافريقي – سانو حيث انضم لهم 60 الف لاجيء فروا من الجنوب للمعسكرات التي اقامتها الامم المتحدة للغوث والتأهيل عام 1964م وانضمت لهم الجمعية المسيحية السودانية وقام الاتحاد باصدار ( صوت جنوب السودان)وقامت بعد ذلك مجموعة من الخلايا الجنوبية بعيدا عن سانو منها الجبهة الوطنية وكانت في الخرطوم بينما ظل سانو مصدرا للخلافات العرقية في داخله
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
في عام 1963م قاد الملازم اميديو تافينق اودونجي 400 مقاتل من اللاتوكا وخاض بهم حرب عصابات شرق الاستوائية وفي 19 اغسطس 1963 وفي اجتماع ببيت جوزيف اودهو حضره الأب ساتورنينو والملازم جوزيف لاقو ليشكلوا مجموعة الأنيانيا التي بدات اول غاراتها بقيادة وليام دينق على شرطة الاستوائية وفي عام 1964 تسلحت تسليحا جيدا تحت قيادة برنادينو مومو وهاجمت واو لتحدث فيها خسارة ودمارا حيث قتلت اكثر من 12 جندي واستولت على كمية من السلاح الآلي ثم انسحبت مضطرة بعد أسر برناردينووهو اول هجوم للأنانيا على عاصمة في الجنوب .
أما حزب سانو فقد عقد أول مؤتمراته بفندق ( سلفر سبرنج ) بكمبالا 7-14/10/1964م وتم انتخاب آفري جادن رئيسا وفيليب بيداك ليث نائبا للرئيس وخسر جوزيف أودهو الذي خرج من الفندق لتكوين منظمة جبهة تحرير الزاندي أما أقري جادن فقام بتعيين لاقو قائدا عاما لقوات الأنانيا
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
حاول عبود إحتواء في 21 أكتوبر مشكلة الجنوب المتفاقمة ودعا لمناقشة مشكلة الجنوب بين طلاب جامعة الخرطوم توصل فيه المجتمعون لحقيقة أن المشكلة لن تحل طالما بقي الجيش بالسلطة مما حدى بالحكومة لإيقاف النقاش وحظر تلك الاجتماعات غير أن طلاب جامعة الخرطوم تحدوا الحكومة في 22 أكتوبر وعقدوا اجتماعا آخر في الحرم الجامعي مما أدى لصدامهم مع الشرطة حيث جرح عدد منهم وتوفي الطالب ( أحمد القرشي ) في اليوم التالي وطول الليل كانت جموع الطلاب تزحف لتعسكر جوار المستشفى للمشاركة في الموكب الرهيب لجنازة القرشي يتقدمهم أعضاء هيئة التدريس ويهتف الجميع ضد الحكومة .
وفي يوم السبت 25 اكتوبر وبتصريح من المحكمة قامت مظاهرة كبرى يقودها المعلمين والمهندسين والمحامين والأطباء تحت مسمى ( الجبهة القومية للمهنيين ) والتحقت بها نقابات العمال وأعضاء من جمعية مزارعي الجزيرة .
وتحت قيادة نشطة من الحزب الشيوعي دعا المجلس التنفيذي للجبهة إلى إضراب عام واجتمع قادة الأحزاب دون فعل شيء ودارت مواجهات قتل فيها عشرين متظاهرا وانقسم الضباط حول طريقة التعامل مع تلك الاحتجاجات غير أن عبود أعلن في 26 أكتوبر حل المجلس العسكري ليتم تشكيل حكومة إنتقالية تولى رئاستها سرالختم الخليفة مدير المعهد الفني بالخرطوم وضمت الحكومة الجديدة أعضاء من جبهة المهنيين وثلاث من الشيوعيين واثنين من الجنوبيين وممثلا واحدا لكل من حزب الأمه والاتحادي والشعب الديمقراطي والشيوعي والأخوان المسلمين قبل رحيل عبود عن الحكم في 14 نوفمبر 1964م
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
بحظر الفريق إبراهيم عبود للأحزاب السياسية تفككت أحزاب الأمة والشعب الديمقراطي والاتحادي بينما تمكن الحزب الشيوعي من بناء تنظيم سري قوي .. لما انتهى نظام عبود وبدأت تلك الأحزاب بناء نفسها لم يكن أمامها سوى تعبئة المواطنين ضد الحزب الشيوعي الذي لم تشاركه إسقاط نظام عبود وقد تجلى ذلك في دعوة الصادق المهدب عشرات آلاف الأنصار للتظاهر في فبراير 1965م لانقاذ البلاد من الشيوعية المتمثلة في ( الجبهة المتحدة ) التي ضمت العديد من المهنيين فانهارت الجبهة المتحدة واستقالت خكومتها في 18فبراير 1956م ليشكل سر الختم الخليفة حكومة طغت عليها عناصر الأمة والاتحادي والأخوان المسلمين المتكتلين فيما يعرف بجبهة الميثاق الاسلامي .
وكان الجنوب بعيدا جدا عن حسابات واهتمامات الساسة الشماليين في تلك الصراعات حتى كان ذلك اليوم الذي عرفه السودانيون باسم ( الأحد الأسود ) حيث تجمع أبناء الجنوب في يوم الأحد الموافق 6ديسمبر 1964م بكليمنت مورو وهو أول جنوبي يتولى حقيبة وزارية هامة هي وزارة الداخلية وكان الترحيب بسبب عودته من جولة قام بها في جنوب البلاد ... وتأخرت الطائرة عن موعد قدومها وشاع بين المستقبلين خبرا كاذبا باغتيله فغضبوا وثاروا وأقاموا مذبحة كانوا يقتلون فيها كل شمالي وتحولت الأحداث لشغب عنصري قتل فيه العشرات قبل أن يتمكن الجيش من السيطرة على الأوضاع وبعدها بأربعة أيام رضخ سر الختم الخليفة لطلب تقدم به قادة حزب الاتحاد الوطني الافريقي ( سانو ) وأصدر عفوا عاما عن كل السودانيين الذين غادروا البلاد بعد يناير 1955م ووافق على عقد مؤتمر المائدة المستديرة لحل مشكلة الجنوب .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
ثلاث أشهر عصيبة من الخلافات العميقة بين الجنوبيين أفرادادا وفصائل وخداع ماكر من الأحزاب الشمالية انعقد بعدها مؤتمر المائدة المستديرة في 16مارس 1965م ليدخلها حزب سانو بوفدين متنافسين الأول ترأسه وليم دينق من الدينكا وكان يمثل الوفد الداخلي ويميل للحل الفدرالي بينما ترأس الوفد الثاني الممثل لسانو الخارج زعيم الكاكواهو ( إيليا لوبي ) وشكله من قادة جبهة تحرير الزاندي والأب ساتورنينو وجوزيف أودوهو وأقري جادين الذين انشقوا عن سانو وكونوا جبهة تحرير السودان الافريقي الداعية للانفصال ... وشاركت أيضا جبهة الجنوب التي مثلت الطبقة المتعلمة من الجنوبيين المتفرقين قادها الوزير الدينكاوي سانتينو دينق تحت إسم ( ظلال الرأي الآخر )OSO .. وقد كان لهذه الخلطة من المشاركين أثر كبير في عدم إتحاد الجنوبيين حول رأي واحد مما مكن أحزاب الشمال من السيطرة على المؤتمر الذي أعد تحت إشراف سكرتيره ( محمد عمر بشير ) أورقا شخصت الخلافات بين الجنوب والشمال وكان السيد / ( دفع الله النذير ) رئيس جامعة الخرطوم هو رئيس المؤتمر وقد رأس لجنة تكونت من ممثلي كل الأحزاب السياسية الرئيسية في وجود مراقبين من كينيا ويوغندا وتنزانيا وغانا ونيجيريا ومصر والجزائر وغادر ( أقري جادين ) إلى كمبالا مباشرة بعد أن ألقى كلمته في الجلسة الافتتاحية بسبب رفض الأحزاب الشمالية مبدأ الانفصال رفضا قاطعا .
ونواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
عشرة أيام من المفاوضات الصعبة لم يصل فيها المؤتمرون لشيء بخصوص الوضع الدستوري للجنوب فأوقف المؤتمر فجأة في 25/5/1965م وتم تكوين لجنة الأثني عشر عضوا مثل الجنوبيين فيها 6 أعضاء والشماليين 6 أعضاء لوضع مسودة مقترحات الاصلاح الدستوري استمرت إجتماعاتها المتواصلة ست أشهر كان حسن الترابي هو الصوت النشاذ الذي أعاق التوصل لأي اتفاق مستغلا مهاراته القانونية وثغرة أن الاجماع الكامل هو الشرط الوحيد لإقرار القرار فكان يتعمد تعويق أي قرار .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
عشرة أيام من المفاوضات الصعبة لم يصل فيها المؤتمرون لشيء بخصوص الوضع الدستوري للجنوب فأوقف المؤتمر فجأة في 25/5/1965م وتم تكوين لجنة الأثني عشر عضوا مثل الجنوبيين فيها 6 أعضاء والشماليين 6 أعضاء لوضع مسودة مقترحات الاصلاح الدستوري استمرت إجتماعاتها المتواصلة ست أشهر كان حسن الترابي هو الصوت النشاذ الذي أعاق التوصل لأي اتفاق مستغلا مهاراته القانونية وثغرة أن الاجماع الكامل هو الشرط الوحيد لإقرار القرار فكان يتعمد تعويق أي قرار .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
عدد من النقاط الرئيسية كانت محور خلاف لجنة الأثني عشر ..
النقطة الأولى هي إصرار الجنوبيين على معاملة الجنوب كلإقليم واحد وقد رفض الشماليون ذلك بحجة أنه ليس إقليما واحدا وأن معاملته كإقليم واحد هي الخطوة الأولى لانفصاله وغضلوا دائما التعامل معه كوحدات إدارية منفصلة . ومن المواقف المشهورة خروج الترابي عن طوره ذات مرة وقوله بأنه يفضل إنفصال الجنوب على أن يبقى إقليما موحدا .
النقطة الثانية هي صلاحية المجلس التشريعي الوطني في إلغاء التشريعات الاقليمية هل ستكون بثلثي الأعضاء أم بأغلبية بسيطة وقد خالف الجنوبيين أمر الأغلبية البسيطة التي لن تصعب على الشماليين دونما حاجة لأصوات االجنوبيين لتمرير قوانينهم على الجنوب وأصر عليها الشماليون
النقطة الثالثة تمثلت في الأمن فقد أصر الجنوبيون على وجود قوة أمن جنوبية يناط بها الدفاع عن الجنوب وقد رفض الشماليون ذلك بحجة أنها ستصبح مليشا تتطور لما لا يحمد عقباه وأن القوات المسلحة هي المسؤولة عن حماية كل تراب الوطن
ووصلت اللجنة أخيرا لطريق مسدود ولكنها أصدرت قراراتها في عام 1966م
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
في ديسمبر 1968م غادر أبيل ألير اللجنة مع عدد من الجنوبيين متجاهلين تقرير اللجنة الصادر في عام 1966م وقد إقتنع قسم كبير من الجنوبيين بعد فشل المائدة المستديرة بأن مشكلتهم ليس لها حل غير البندقية وبدأت بوادر عدم الثقة تتضاعف بين الطرفين بينما الجكومة شغلت نفسها بالتمهيد للانتخابات فتم حل البرلمان وحصول المرأة على حق الانتخاب وتخفيض الانتخاب لسن 18 سنة وأعلنت الحكومة قانون الطواري في الجنوب ومنعت الانتخابات في الدوائر الجنوبية وقد صوت لصالح هذا القرار ممثل جبهة الجنوب ( لويجي أدوك بونج ) وهو من الشلك ومن خريجي بخت الرضا وبسبب تأييده نم طرده من جبهة الجنوب ... واقيمت إنتخابات 1965م .. وفي انتخابات 1958م تمكن حزب الأمة من إحراز 76 مقعدا مقابل 54 مقعدا للاتحادي بينما انتزع مؤتمر البجا الذي تشكل عام 1957م 10 مقاعد كانت قبلا للاتحادي بينما فاز مرشحو الاتحاد العام لجبال النوبة بسبع مقاعد بينما قاطع حزب الشعب الديمقراطي الانتخابات ونالت جبهة الميثاق الاسلامي خمس مقاعد والحزب الشيوعي ثمانية مقاعد ( جبهة الميثاق والحزب الشيوعي أحرزا مقاعدهما من دوائر الخريجين ) .. ومن أبرز محطات تلك الانتخابات هو فوز الشماليين بالعشرين دائرة انتخابية التي بالجنوب بعد أن ناصرهم شماليو الجنوب ..
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
نتائج إنتخابات 1958م أجبرت الأمة والاتحادي على تشكيل حكومة إئتلافية ترأسها ( محمد أحمد محجوب ) القانوني ووزير الخارجية ولكنه تعامل مع مشكلة الجنوب كما تعامل معها عبود باتباع القوة والتعريب وأصدر أوامره للجيش بقمع متعلمي الجنوب الذين كانوا يشكلون إزعاجا للاستقرار ...وقد كان لاطلاق يد الجيش أثر سيء في تعميق الحاجز النفسي بين الشمال والجنوب .
ففي 8يوليو 1965 قتل جنوبي أحد الجنود في مشاجرة عادية بسبب إمرأة فخرج جنود حامية جوبا ليقتلوا 1400 جنوبيا وتحويل جوبا لأطلال .. وبعدها بأربعة أيام ( 12 يوليو حاصرت قوات واو حفل زفاف وأطلقت نيرانها على المحتفلين فقتلت ست وسبعين رجلا من متعلمي الجنوب . ففر معظم الجنوبيون ليوغندا وكينيا بينما دخل الكثير من القادرين الغابة وانضموا لقوات الأنانيا التي تمكنت من تسليحهم بسلاح مقاتلي ( السيمبا ) الكونغوليين بعد هزيمتهم عام 1965 وفرارهم إلى الجنوب ومبادلتهم ست آلاف قطعة سلاح آلي بذخائرها للأنانيا مقابل القليل من الطعام والشراب.
زقامت الحكومة بتجميع من تبقى من الجنوبيين في قرى السلام لحمايتهم وبذلك قطعت كثيرا العلاقة بينهم وتزويد الأنانيا بالطعام . .
أما في بحر الغزال وأعلي النيل فقد نظمت الحكومة مجموعة من المليشيات القبلية الحدودية التي كانت لها عداواتها وحروبها القديمة فحدت كثيرا من قدرة قوات الأنانيا .
إلى جانب ذلك بدأ الجنوبيون يكرهون قوات الأنانيا التي أصبحت تغير على ممتلكاتهم وتنهب أبقارهم ومحاصيلهم كما أن قادة الأنانيا كانوا يبغضون الساسة ويرون بأن الساسة يتكلمون فقط وهم يحاربون ولم يهتموا بنشر رسالة الوعي السياسي بين الجنوبيين .
ونواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
السياسيين الجنوبيين لم يملكوا الوعي ولا النضج السياسي أبدا فقد كانت الخلافات الشخصية والعرقية والمصلحية دائما تجعلهم في فرقة لاتنتهي وكانوا في ذات الوقت يحتقرون المحاربين ويرون فيهم مجموعة جهلة مما جعل بعض قادة الأنانيا يمنعون قادتهم من استخدام اللغة الانجليزية باعتبارها لغة المثقفين ولم يطرح السياسيون أبدا رؤية واضحة حول مستقبل الجنوب ولاوحدته واختلفت أيدولوجياتهم بين اليمين واليسار والوسط وعندما اتفق جوزيف أودهو وأقري جادين على تنحية الخلاف في كمبالا سرعان ما طغت خلافاتهما على اللاخلاف وأجبر أقري جادين على ترك منصبه كنائب لرئيس جبهة التحرير الزاندية التي شكلاها معا ليشكل بالتالي حزب الجبهة الوطنية وأعاد تسمية حكومة جنوب السودان المؤقتة SSPG لدى انعقاد مؤتمر ( أنجورديري ) في أغسطس 1967م والذي شهده عدد من الجنوبيين منهم قادة الأنانيا وهو أول إجتماع حقيقي يعقد داخل الجنوب ويتفق الجميع فيه على إدانة النزعات الشخصية وضرورة توحيد الأهداف .
ونوااصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
الحكومة المؤقتة التي تشكلت في المؤتمر بدأت نشطة ومنحت الجنوبيين أملا بالاتحاد فيما بينهم وتم اختيار ( أنجورديري ) عاصمة لها فهي ترمز لموقع بونجو على بعد 30ميل جنوب غرب جوبا وعلى الطريق إلى أبيي وحدود الكونغو ...
وأصدرت الحكومة المؤقتة صحيفة ( جنوب السودان –SOUTHERNSUDANGAZETTE) لتنقل أخبار الحكومة ونشرة أخرى كانت تصدر بالأستنسل إسمها ( NATIONALFIELDDAY )تناقش أنشطة الحكومة وتحديد الأهداف وصياغة السياسات ...غير أن هذه الحكومة انهارت برحيل فجائي لرئيسها إلى نيروبي دون إبداء أي سبب وتفشي المشاكل العرقية بين قادتها الذين كانوا سببا مباشرا في نهايتها .
وفي الخرطوم ظلت الأحزاب الجنوبية تعمل دون فاعلية متأثرة بالخلافات العميقة بين أحزاب الجنوب في الجنوب والخارج .. وقد وجد في الخرطوم كل من الحزب الليبرالي وحزب وحدة السودان وجبهة الجنوب وسانو ( الداخل ) وقد تم تسجيل جبهة الجنوب كحزب سياسي في يونيو 1965م برئاسة كليمنت مبورو وكانت تصدر نشرة ( الحارس اليقظ – THE VIGILANT ) التي كانت مؤثرة جدا بين الجنوبيين وقد تم إيقافها عن الصدور ستة أشهر لنشرها تقارير عن مذابح جوبا وواو . والحزب الثاني الذي كان فعالا بالخرطوم هو ( سانو – الداخل ) يقيادة وليام دينق الذي تم إعلانه بحضور ألفي عضو جنوبي في إجتماع بامدرمان ( 11أبريل 1965م ) وانشق في العام التالي إلى حزبين ى.
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
لايمكننا تشخيض مشكلة السودان الحالية ولاتناول الأسباب التي أوصلته هذه الهوة المريعة دون مناقشة المشكلة من بداياتها فالتكوين الشمالي للسودان والذي أصطلح عليه بالعرب ليس عربيا خالصا كما يعتقد البعض ولا يزال صراع الهوية السودانية محتدا في شمال السودان وللزميل الشاعر الباحث عبدالقادر الكتيابي بحوثا كبيرة في هذا الموضوع لازال يعكف على إتمام ما تبقى منها ففي أقصى الشمال يعيش النوبيون وهم أساس من الفراعنة ولهم لغات غير اللغة العربية وقد إختلطوا بالهجرات العربية وكونوا النسيج الحالي بقبائله المختلفة ثم مجموعة تضم بدو وأشباه جهينة في انحدارنا رويدا رويدا نحو الجنوب من أقصة الشمال والجعليين الذين ينسبون أنفسهم إلى ( إبراهيم جعل ) وهو نسب تمسك به معهم الكثير من افراد ( الشلك ) .. وعرب جهينة انقسموا إلى ثلاث مجموعات كبيرة بجانب المجموعات الأخرى الصغيرة والمجموعات الثلاث الكبيرة هي ( الشكرية والكبابيش والبقارة ) والشكرية والكبابيش إحتفظوا بكل صفات أجدلدهم بما فيها رهي الابل بينما البقارة ولطبيعة الأماكن التي استوطنوها إستبدلوا الابل بالبقر وتصاهروا مع النيليين في الجنوب بطرق أكثر تعقيدا مما نتج عنه سحنهم الحالية الخالطة بين العربية والأفريقية .
وفي الشمال مجموعات تنكر الأصل العربي كالنوبة في جبال النوبة والبجا والهدندوة وكثير من قبائب الشرق والفونج والفور والزغاوة والتنجر ومعظم قبائل دارفور .. وهكذا لو عدنا لقراءة القبائل الكثيرة في شمال السودان لوجدماها تعيش صراعا وأزمة للهوية ولكنها رغم ذلك تعايشت ولم تجعل من هذا الصراع مشكلة بل على العكس تزاوج الكثير منها واختلطت الأنساب لتكون هوية الشمال السوداني بتبايناته الكثيرة التي تستيقظ حينا وتعيش بياتا طويلا لتستيقظ من جديد دون حسم لهذه المسألة .
ونواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
جنوب السودان لايختلف عن شماله في شيء فالقبائل الجنوبية التي أطلق عليها مجتمعة مسمى القبائل النيلية لم تسلم من ذات التباين التكويني الذي صبغ نظرائها في الشمال فهم يتكونون من عدة جماعات أبرزها اللو والشلك والأنواك والدينكا والنوير والأتشولي والجور ... وتعمل الدينكا والنوير وخكا القبيلتان الأكبر في رعي الماشية بينما تمتهن قبائل اللو والشلك والأنواك مهنة الزراعة رغم امتلاكهم الماشية أما سكان الجزء الشرقي من الجنوب كالباري والفاجولو والكاكوا فيعملون بالزراعة بينما يعمل المنداري والتابوسا والتوركنا برعاية الماشية .
وتقول بعض الدراسات أن موطن القبائل الجنوبية كان وسط السودانت وزالجزيرة بالتحديد ولكنهم هجروها في القرن التاسع عشر حيث كان الدينكا آخر المهاجرين وأزاحوا اللو الذين هاجروا قبلهم إلى أعمق .
وفي القرن السابع عشر دخل الدينكا في صراع مع الشلك الذين أسسوا أول مملكة في الجنوب بقيادى الملك ( ريث ) في محاولة لتحويل أراضيهم الزراعية لمراعي غير أن الشلك قاوموا ببسالة إستمرت عشر سنوات ( 1825- 1835م ) إنتهت بعزيمة الدينكا )ليهاجر الدينكا إلى الشرق ويستولوا على أراضي اللو الذين أسسوا فيما بعد مملكة للشلك وبعد ذلك هدأت العلاقات بين اللو والدينكا بعدد من الزيجات .. وكان اللويل هم أول سكان جنوب السودان ودخلوا في حروب عديدة مع الدينكا إنتهت بفرار معظمهم إلى بحر العرب وبقاء مجموعات صغيرة منهم بجانب الدينكا الذسن اكتملت هجرتهم للجموب بثلاث مجوعات ( دينكا بادنج – دينكا بور – دينكا بحر الغزال )وتقسموا لست وعشرين مجموعة فرعية .
ونواصل ,,,,,
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
أما النوير فقد سيطروا على المناطق الواقعة شرق وغرب السدود وبالتحديد في سهول التويك وهم حتى الآن يتنازعون حقيقة أصولهم ما بين قائل بأنهم منحدرين أصلا من الدينكا وبين من يؤكدون بأنهم فرع من فروع ( اللو ) وهو الاحتمال الأكثر ترجيحا وقد هجروا جنوب كردفان إلى هذه المناطق ودخلوا في حروب طويلة مع الدينكا وبدخول البقارة إلى تلك المناطق في القرت الثامن عشر كما تقول الكثير من الدراسات وخاضوا حربهم مع النوير مزح البورنوبر شرقا عام 1750م وخاضوا حربا مع الدينكا وأخضعوا الدينكا الذين استقروا ما بين شمال وجنوب تلك المنطقة .
وجاء الزاندي أو ( النيام نيام ) كما يطلق عليهم من عائلة اللغات ( النيجر كونغولية ) ونجحوا في العبور من الكونغو إلى السودان في القرن التاسع عشر ودخلوا في حرب مع تجار الرقيق وأسسوا مملكتهم في يامبيو ودخل ملكهم (جبودي ) في حرب طويلة لم تحسم أبدا مع الدينكا حتى دخل البريطانيون فقتلوه وقسموا مملكته بين أبنائه تحت إشرافهم المباشر .
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
تلك كانت هي جذزر التركيبة السودانية في السودان الحديث والذي عاش حروبا متواصلة لم تنقطع أبدا كان سببها دائما الماء والكلأ والأبقار والنساء وهي حقيقة واقعة مهما حاولنا جعلها من الأمور المسكوت عنها وهي حروب أسست لحقائق فرضتها موازين القوى وقسّمت المجتمع السوداني على أسس اللون والعرق والجغرافيا ومكنت بعض الفئات من الصعود وبالتالي ازدراء الفئات الأخرى والنظر إليها نظرة دونية .
وفي حقيقة الأمر يبقى السودان ملكا للجميع فالكل فيه لايخلو جذره من نزوح وبالتالي لايستطيع أحد إدعاء ملكية مطلقة للأرض فالجغرافيا الحالية شكلتها الحروب وأضحت في تعقيداتها تخضع لذات البيزنطية التي يتجادل بها العديد من اليهود والفلسطينيين حول الأرض ( ولا أقصد الصهاينة ) .
ففي شمال السودان توجد إشكاليات كثيرة بين أبناء الغرب والشرق والشمال والوسط وذات المشكلة توجد في الجنوب وفي المجمل تشكلت مشكلة بين الشمال والجنوب غير أن شمال السودان هدأت حروبه واستقر قبل جنوبه الذي ظلت حروبه القبلية قائمى إلى وقت قريب .
وباستثناء غرب السودان ذو الأوضاع القبلية المعقدة جدا في كردفان ودارفور فإن شمال السودان يكاد يكون مستقرا تماما وحتى الحروب القبلية الصغيرة في كردفان ودارفور والتي تكون غالبا حول الزراعة والمراعي يتم حلها بواسطة الجالس البلدية ( الجوديات ) أما في جنوب السودان فالحروب تأخذ شكلا أشد وأعنف بين القبائل رغم غنى الأرض الجنوبية بالماء والمرعى وربما أعنف الحروب هي التي تقوم عادة بين قبائل السودان الرعوية ( البقارة ) وقبائل الدينكا في الجنوب بسبب المراعي والماء .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
مسألة الهوية في السودان واحدة من المشكلات الكبيرة التي ساهمت بفعالية في عدم استقراره فالشمال يميل للهوية العربية رغم أن العرب أنفسهم ينظرون للسوداني نظرة فيها الكثير من التناقض وقد سبق للبنان أن احتج على دخول السودان في منظومة الجامعة العربية باعتباره بلدا غير عربي .. والهوية الافريقية التي فرضها اللون والجغرافيا هي أيضا مثار جدل من حيث نظرة الأفارقة للشمال الافريقي عموما والسودان على وجه الخصوص .... والحقيقة التي يعرفها ويحسها كل سوداني هي أن للسودان هويته الخاصة هي الهوية السودانية التي تشكل مزيجا من الثقافة ( الآفروعربية ) أما الدين فقد كان سببا آخر من أسباب عدم الاستقرار في البلاد ذلك أن الشمال السوداني الذي يشكل ثلثي السكان يدين معظمه بديانة الاسلام بينما جنوبه المشكل للثلث يدين بالمسيحية وديانات أخرى مختلفة وحتى يوجد فيه اللادينيين .
محاولات بريطانيا فرض الديانة المسيحية على الجنوب حينما جعلت منه مناطق مقفولة وممنوعة على الشماليين ومحاولات الشماليين تطبيق الشريعة الاسلامية على الجنوب كمنطقة سيادة سودانية أدت لصدام كبير .
وفي حقيقة الأمر أن المثقفين هم من يشعل تلك المشاكل فالشعب السوداني في الجنوب والشمال يملك خصوصيته وقد تعايش ولم تؤثر على تعايشه وحياته العامة فرض الديانة المسيحية أو قوانين الشريعة الاسلامية بل حتى معظم أفراد الشعب في جنوبه وشماله لايهتم عمليا بأي قانون تحكم الدولة بقدرما يهمه التعايش والأمن والاستقرار .
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
تلك كانت هي جذزر التركيبة السودانية في السودان الحديث والذي عاش حروبا متواصلة لم تنقطع أبدا كان سببها دائما الماء والكلأ والأبقار والنساء وهي حقيقة واقعة مهما حاولنا جعلها من الأمور المسكوت عنها وهي حروب أسست لحقائق فرضتها موازين القوى وقسّمت المجتمع السوداني على أسس اللون والعرق والجغرافيا ومكنت بعض الفئات من الصعود وبالتالي ازدراء الفئات الأخرى والنظر إليها نظرة دونية .
وفي حقيقة الأمر يبقى السودان ملكا للجميع فالكل فيه لايخلو جذره من نزوح وبالتالي لايستطيع أحد إدعاء ملكية مطلقة للأرض فالجغرافيا الحالية شكلتها الحروب وأضحت في تعقيداتها تخضع لذات البيزنطية التي يتجادل بها العديد من اليهود والفلسطينيين حول الأرض ( ولا أقصد الصهاينة ) .
ففي شمال السودان توجد إشكاليات كثيرة بين أبناء الغرب والشرق والشمال والوسط وذات المشكلة توجد في الجنوب وفي المجمل تشكلت مشكلة بين الشمال والجنوب غير أن شمال السودان هدأت حروبه واستقر قبل جنوبه الذي ظلت حروبه القبلية قائمى إلى وقت قريب .
وباستثناء غرب السودان ذو الأوضاع القبلية المعقدة جدا في كردفان ودارفور فإن شمال السودان يكاد يكون مستقرا تماما وحتى الحروب القبلية الصغيرة في كردفان ودارفور والتي تكون غالبا حول الزراعة والمراعي يتم حلها بواسطة الجالس البلدية ( الجوديات ) أما في جنوب السودان فالحروب تأخذ شكلا أشد وأعنف بين القبائل رغم غنى الأرض الجنوبية بالماء والمرعى وربما أعنف الحروب هي التي تقوم عادة بين قبائل السودان الرعوية ( البقارة ) وقبائل الدينكا في الجنوب بسبب المراعي والماء .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
وجاء الحكم التركي والذي لعبت فيه قبائل الشايقية دورا بارزا في تسهيل استعمار البلاد بوقوفهم إلى جانب المستعمر ومشاركتهم في الجيوش الغازية وهو ما أكسبهم وضعا مميزا في القوات المسلحة حتى يومنا هذا وقد أكدت معظم المراجع بسالة الشايقية في القتال بينما نزحت بعض قبائل الشمال من وجه الغزو بعدما عجزت عن مقاومته فاستقرت في أنحاء متفرقة من البلاد .
وجاء الحكم الثنائي ليزيد الطين بلة وقد لعب فيه المصريون دورا بارزا في تعميق أزمة الهوية السودانية بجانب الأتراك الذين أدخلوا الغزو الثقافي فانتشرت لغتهم والتصقت بعد التعريب باللهجة السودانية حتى يومنا هذا ولا زال السوداني يضيف كلمة ( خانه ) التركية على الكثير من المفردات على سبيل المثال ك ( أجزخانه وشفخانة ) وغيرها فزادت أزمة الهوية السودانية تعقيدا .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان من خيار الوحدة لرغبة الانفصال .... كتاب جديد ينشر لأول مرة ... (Re: عبدالدين سلامه)
|
لقد كانت ثروات السودان منذ الأذل سببا في مشاكله وعلاته فقد كان الصمغ العربي سببا وكان العاج سببا وكان الحصول على الرقيق لتجنيدهم في الجيوش سببا وكان تأمين منابع النيل سببا لذلك لو قرأنا تاريخ السودان قراءة جيدة لوجدنا الثروات الهائلة التي حفل بها كانت دائما هي السبب المباشر للتدخل الأجنبي في صوره الاستعمارية المختلفة من إنجليزي وتركي ومصري وحتى فرنسي ( حادث فشوده ) وكان الشعب السوداني دائما هو الخاسر ورغم ذلك فقد قامت ممالك عديدة في البلاد كمملكة المقرة ونبته (ق .م ) ومملكة علوة في سوبا ومملكة النوبة التي قادها ( آدم أم دبالو ) في جبال النوبة والتي أوت الإمام محمد أحمد المهدي حينما اشتدت به الكرب وكادت الدولة المهدية أن تنتهي لولا أنه أواه في غار جبلي بجبال النوبة إسمه ( بطن أمك ) ومن هناك بدأ المهدي انطلاقته لتكوين دولة المهدية السودانية الخالصة ... ومملكة تقلي ومملكة الفور والفونج والمسبعات وسلطنة وداي وممالك عدة في الجنوب ذكرناها في غير هذا الموضع ... السودان في جنوبه وشماله رغم الحروب شهد قيام ممالك وسلاطن وحضاراتع متوالية وهو ما ينفي نظرية عدم مقدرة الانسان السوداني من بناء دولته القوية المستقرة الموحدة رغم الحروب فقد قامت تلك الممالك والحضارات رغم عدم توقف الاحروب المتتالية ودائما تكون نهاية الممالك والحضارات إما بتدخل أجنبي أو مشاكل غريبة بين أبناء السودان وقبائله
ونواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبدالدين سلامه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست