|
مناضلو الغفلة - محمد حامد جمعة
|
Quote: اليوم أجد نفسي مضطراً لأن (أثقل) على هذه الزاوية بالإشارة إلى رجل اسمه فاروق أبوعيسى، والذي تهجم على بعض الزملاء بهذه الصحيفة وانفعل أمامهم ممارساً مسلكه المعتاد في إطلاق الخطب الهتافية والتهديدات الجوفاء والاتهامات غير المؤسسة على دليل التي هي كل كسب غالب المعارضين في هذه البلاد المنكوبة في تاريخها مرتين، الأولى حينما كان مثل أبوعيسى من المتسلقين في أبنية الحكم في أوائل السبعينيات والثانية حينما تسلقت ذات الأسماء ونفس الأجيال أبنية المعارضة!.
إن هؤلاء الشباب الذين سبَّهم أبوعيسى وحينما كان الرجل متجولا ومستضافا فى عهدة الجيران ومؤسساتهم المختصة والمعنية بتوفير الملاذات لأمثاله كان هؤلاء الشباب يحمون ظهر البلاد وعروض أهلها في الغابات، يوم أن كان فتيان (الرائد) يتوسدون جماجم إخوانهم في ساحات الجهاد ويسندون القوات المسلحة، كان فاروق أبوعيسى يمارس التحريض هو ومن هم من طينته ممن يظنون أن هذا الشعب بعقله لوثة أو هذيان حتى ينسى مخازيهم ومواقفهم ال########ة.
إن الذين يسترزقون اليوم بأحزاب النضال ضد الإنقاذ هم ذاتهم الذين حرضوا العالم وقوى الشر على اجتياح السودان وقصف منشآته وأراضيه، وإن كان مبارك الفاضل قد طالب مد مدى القصف من (الشفاء) حتى (الجديد الثورة) فقد كتب آخرون (برقيات) التأييد لجيوش بعض دول الجوار حتى تقتحم المدن على (الجيش السوداني)، تباً لها من رجولة وأف لها من وطنية. إن هؤلاء الشباب في (الرائد) الذين يسبهم (المدعو) فاروق أبوعيسى يمارسون عملهم الصحفي بعد أن يأتوا الى الصحيفة راجلين من أطراف الخرطوم وأحيائه الفقيرة، يأتون من حواف (مايو) و(أمبدات) وأزقة (الديم) العتيقة، إفطارهم (صبرهم) ومخصصاتهم بعض جنيهات لا تقيم الأود تأتي كثيرا (متأخرة) وما بها من (رمق) لأن الاستقطاعات والضرائب أنهكت ظهرها فافقدتها الشحم والبريق.
لا أحد يا (أبوعيسى) ينفق على (الرائد) ومنسوبيها ممن تنعتهم بالمجرمين والكاذبين، ورغم هذا لم يبع أي من محرريها نفسه لشيطان أو منظمة أو سفارة أو تحالف، ولم تبع حتى للحكومة التي أثق أنها تصرف عبر مخصصات (البرلمان) على كثير من مناضلي الغفلة (ملايين) تدفع لهم ومعها (عربة فارهة) وغير قليل من التودد والقربى. إن صحافيي (الرائد) وإن صغرت أعمارهم يظلون عندي شرفاء، أوفياء خلص، فهم على الأقل أصحاب موقف ثابت والتزام صريح ومعلن للوطن، يجلسون حيث تنتهي بهم المجالس، معسرين وطبعهم جميل، إن احتاجهم بلدهم فدوه بأرواحهم ولم يزايدوا عليه بحلاقيم كبيرة لم تحترف سوى الهتافيات أمام بوابات القصور من القاهرة إلى جوبا. |
|
|
|
|
|
|