أحمد محمد بركات من مواليد قرية الدبيبة بشرق النيل في العام 1920 م ,, نشأ وترعرع في أسرة بسيطة يعولها رجل من حفظة القرآن ومن قبيلة تنتسب الى العارف بالله الشيخ إدريس بن الأرباب المحسي الاصل .. سعى للعمل بالعاصمة والتحق بشركة عبد المنعم محمد في وظيفة محصل واستمر يعمل بها إلى أن تم تصفيتها في العام 1975 م وبعد ذلك تفرغ لاعماله الخاصة.
01-14-2010, 09:33 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
تبلورت جذوة الفن لديه من بواكير صباه من خلال البئية التي نشأ بها فتشرب ونهل من مداح منطقته الفن والايقاع الأصيل .. إضافة الى تشبعه بالابداع الفني لاعلام منطقته أمثال الشاعر ود الرضي والشاعر محمد احمد الشيخ ( الجاغريو ) والذي يمت له بصلة القرابة وبذا جمع بين الثقافتين الدينية والفنية من موروثات بئيته التي لاتخلو من حلقات الإنشاد الديني والمدائح النبوية إضافة الى تميزها باغانيها الشعبية المتنوعة الايقاعات والانغام ,, كل ذلك كان له الأثر الكبير في تشكيل دواخله وحواسه الفنية .
04-21-2010, 10:10 AM
وليد عبد اللطيف وليد عبد اللطيف
تاريخ التسجيل: 08-09-2009
مجموع المشاركات: 6733
من خلال عمله بشركة عبد المنعم محمد اتيحت له الفرصة للإستماع للاسطوانات ومشاهدة السينما والتي من خلالها تاثر بالموسيقار محمد عبد الوهاب والذي حفظ أغنياته عن ظهر قلب وفي الساحة الغنائية السودانية من تلك الفترة كان سرور يحتل القمة ينافسه كرومة وبجانبهما الامين برهان وثنائي شمبات وزنقار وإسماعيل عبد المعين الذي تاثر به ايضا أحمد المصطفى وكان يردد أغنياته في بدايات حياته الفنية وتلى ذلك ظهور الفنان حسن عطية الذي قام بإنشاء فرقة موسيقية مع بعض اصدقائه واتجه أحمد المصطفى الى تلك الفرقة وقام الفنان حسن عطية بتعليمه أساسيات وأسرار العود وهذا ما سطره أمير العود حسن عطية في مذكراته : ( وصل الخرطوم قادما من قرية الدبيبة الفنان الزميل أحمد المصطفى وكان قد التحق بالعمل بشركة عبد المنعم محمد والتقى بي وأبدى رغبة في أن يتعلم العزف على العود وكان أحمد المصطفى في ذلك الوقت لايعزف الا على الصفارة وهي المعروفة بــ ( الزنبارة ) عند أبناء البادية وهي من عيدان القصب ,, وبالفعل بدأ يتدرب على العود ولما كانت عنده الرغبة الاكيدة ومع المران المستمر استطاع أحمد المصطفى أن يجيد العزف على العود في فترة بسيطة ) .
01-14-2010, 09:35 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
بدأ أحمد المصطفى يشارك في حفلات الافراح وفي احداها سمعه المرحوم حسين طه زكي الذي اعجب بصوته الرائع وطلب منه الحضور للإذاعة لإجازة صوته كمطرب وتم ذلك بالفعل وقدم أول أغنياته وهي أغنية هيام ( عيوني هم السبب في اذاي وهم العيوني ) للشاعر أحمد إبراهيم فلاح ولم يمضي زمن طويل حتى صار أحمد المصطفى منافسا لزملائه إبراهيم الكاشف وحسن عطية اللذان سبقاه في الغناء ليؤسس لنفسه مدرسة متميزة وتتوالى روائعه يلاك ياعصفور وسكون الليل والوسيم وزاهي في خدرو وظالمني وبنت النيل وغيرها من درره ويصبح أحمد المصطفى علامة فارقة في مسيرة الفن السوداني .
01-14-2010, 09:37 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
بعد أن أصبح أحمد المصطفى أحد فناني المقدمة وقع عليه الإختيار مع الحاج محمد أحمد سرور للسفر إلى شمال افريقيا للترفيه عن الجنود السودانيين بقوة دفاع السودان المتمركزة في ليبيا وكذلك قام برحلات فنية ترفيهية بدول عديدة منها المملكة المتحدة في العام 1957م ودولة المانيا في العام 1957 م وللولايات المتحدة الأمريكية في العام 1974 م والى العديد من الدول العربية والأفريقية . كما طاف برحلات فنية على العديد من المدن والقرى السودانية في الشمال والجنوب والغرب والشرق والوسط . . شارك مع الفنانة صباح في إستعراض أغنية رحماك ياملاك في فيلم وهبتك حياتي في العام 1958 م .. سجل للإذاعة السودانية مايقارب من ثمانين اغنية .
01-14-2010, 09:40 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
تميز أحمد المصطفى بين أقرانه بدماثة الخلق وبعد النظر وقوة الشخصية مما أهله ليكون نقيبا للفنانين السودانيين لدورات عديدة ثم رئيسا فخريا بعد ذلك والمقال التالي للموسوعة الفنية السر أحمد قدور يحدثنا بإسهاب في هذا الجانب :
أحمد المصطفى من الرابطة إلى النقابة
بقلم السر أحمد قدور
كان احمد المصطفى من الاوائل اللذين سعوا الى قيام تنظيم الفنانين يجمع شتاتهم ويحقق مصالحهم ويحمي حقوقهم ويرتفع بمستواهم الإجتماعي والفني .. وقد بذل أحمد المصطفى جهدا يفوق جهد جميع زملائه لتحقيق هذه الغاية واستحق عن صدق لقب العميد بعد رحيل الحاج محمد أحمد سرور وكان أحمد المصطفى أحد مؤسسي ( الرابطة ) أول تنظيم للفنانين السودانيين ومن أبرز أعضائه إبراهيم الكاشف وحسن سليمان وحسن ضرار وحسن عطية والدكتور ادهم وقد قامت هذه الرابطة لتتحدث بأسم الفنانين مع الجهات الرسمية وفي مقدمتها الإذاعة في تحديد أجورهم وأجور العازفين الذين يشاركون في العمل الفني . وقد أثبتت هذه الرابطة وجودها وبرهنت على قوتها عندما أعلنت إضراب الفنانين الشهير الذين امتنعوا فيه عن تقديم أغانيهم من الإذاعة وكان أحمد المصطفى في مقدمة الذين نفذوا الإضراب وكان وقتها يتربع على قمة الغناء السوداني .. وعندما تحولت الرابطة إلى نقابة كان أحمد المصطفى صاحب فضل لاينكر في هذا التحول فقد استطاع بعلاقاته الواسعة في الاوساط الرسمية والإجتماعية أن يذلل كل العقبات القانونية التي تحول دون قيام النقابة واعترافا بفضله اختاره الأعضاء نقيبا للفنانين في عدة دورات متتالية ورغم وجود المنأفسة في بعض الدورات الا أن أحمد المصطفى كان يكتسح إنتخابات النقابة بفضل دعم العازفين له فقد كان أحمد لاينظر الى العازفين كاعضاء نقابة فقط ولكن كان يعتبرهم أبناؤه وهو شديد الإهتمام والعناية بمشاكلهم وأسلوب معيشتهم ويتدخل في حل مشاكلهم العملية والأسرية ويشارك في مناسباتهم ويهتم بهم عند المرض ويبحث عنهم إذا غاب احدهم وقد بادلوه حبا بحب ومودة بمودة . وخلال توليه منصب النقيب سعى أحمد المصطفى إلى تثقيف الفنانين والعازفين بفتح فصول تدريس الموسيقى في النقابة وأشهر هذه الفصول ذلك الذي أشرف عليه الموسيقار المصري مصطفى كامل أحد أعضاء البعثة التعليمية المصرية .. ان أحمد المصطفى صاحب فضل في تثقيف أعضاء النقابة مثلما هو صاحب فضل في قيامها ودعمها .
01-14-2010, 09:52 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
أشتهر أحمد المصطفى باياديه البيضاء لابناء منطقته الدبيبة من أجل الآرتقاء بها مما خلق له مكانة عند اهل المنطقة وعموم اهل السودان لما قدمه ونبحر بالمزيد من ذلك الجانب مع هذا المقال للإذاعي الراحل خلف الله حمد ..
أحمد المصطفى الابن البار بقلم الإذاعي المخضرم : خلف الله حمد
لقد تطرق قبلي كتاب وأدباء ونقاد من محبي الفن الغنائي والموسيقى بالكتابة عن أحمد المصطفى الفنان والمجدد والملحن والمؤدي ثم تطرقوا ايضا لاخلاقياته ومسلكه مع معحبيه ومستمعيه وزملائه كما أشاروا وأشادوا بالتزامه كفنان وإحترامه لفنه وتقديسه لرسالة الفن وايمانه بتلك الرسالة التي تسمو بالإنسان وتدفعه للعمل لرفعة وطنه وحريته وإحترام ترابه والتمسك بتقاليده وبتعاليم دينه وشريعته السمحاء وسجلوا له وللتاريخ أنه قد أنشأ مدرسة أخلاقية وفنية وسط زملائه سرعان ما انتمت لها الأغلبية الساحقة من الفنانين والموسيقيين خاصة أولئك الذين كانوا ملتصقين به وكانوا من أعضاء فرقته المستديمة بل قد شملت مدرسته جميع أعضاء اتحاد الفنانين الذين كرموه بثقتهم واختاروه عميدا لهم ليقود السفينة مع أخوانه وابناؤه واقروا قانونا لاتحاد لهم احتوى على اخلاقيات مدرسة ( أحمد ) وزادوا على ذلك أهدافا سامية تعمل لتطوير الفن ونشره ورعاية الفنان وضمان إحترامه وحقه في المجتمع . وجميع من كتبوا عن أحمد المصطفى فقد اوفوا واجزلوا فلهم جميعا الشكر والتقدير وبما انني من أبناء أسرته ومن ذوي القربى له رايت من الوفاء أن أرفع الستار لاقدم جوانب أخرى مضئية من حياة الفنان أحمد المصطفى الا وهي بر أحمد المصطفى – بأهله وأسرته لقد كان أحمد المصطفى بارا بوالديه برا حدا بهم أن يلاحقوه بعفوهم ودعائهم عقب كل صلاة وعقب كل مناسبة يلتقونه ويقيني أن هذا ماقاد أحمد للنجاح والتوفيق وحفظه من شر ماخلق ومن المرض الذي تعرض له وكتب له الشفاء ولعله ببره بوالديه امتثل لامر الله تعالى في قرانه المجيد ( ووصينا الانسان بوالديه ) بارا بأسرته ومن يكفلهم من أبنائه وبناته فقد أوفاهم حق الأبوة رعاية وإعاشة وتعليما ثم قدم للفن ولمعجبيه أحدهم وهو الطيار عز الدين أحمد المصطفى ليواصل المسيرة مستنيرا بمدرسة والده الفنية والخلقية تاركا مؤهله وتخصصه الفني الرابح ( طيران ) من أجل الفن ,, اما أشقاؤه فقد تولى رعايتهم وتعليمهم وبذل في ذلك جهدا مقدرا الى أن حصلوا على مايؤهلهم للحياة الحرة الكريمة ويكفي أن أشير أن شقيقه المتوفي عليه رحمة الله علي محمد بركات كان أول من ادخل ( كلية كمبوني ) من قريتنا وتخرج فيها والتحق للعمل بالخطوط الجوية السودانية وتدرج فيها إلى أن وصل الى درجة وظيفة قيادية بها وقد كان أحد ممثليها بلندن لفترة كبيرة ثم شقيقاه اللواء عثمان والعميد صديق اللذان تخرجا من الكلية الحربية ثم شقيقه بركات الذي اولاه ثقته بعد تخرجه وبدلا عن الوظيفة اختار له الأعمال الحرة فخلق منه رجل أعمال ناجح ولقد عم ببره أهله وعشيرته ( بالديببة والعليفون ) فقد تبرع بمنزله بالدبيبة ليكون أول مدرسة تفتح لتعليم أبنائها وبناتها وكان ذلك في مناسبة زيارة السيد إسماعيل الازهري رئيس أول حكومة وطنية ومعه الصاغ صلاح سالم فقد سعى أحمد ومعه نفر كريم من أهله وأذكر منهم الشيخ حمد مضوي وأولاد الفكي الامام والخليفة محمد حاج والخليفة الحنان وسيد خليفة وأحمد محمد الشيخ ( الجاغريو ) لتحقيق تلك الزيارة وكانت حدثا تاريخيا بالنسبة للمنطقة وكان الإستقبال يفوق الوصف والتعبير ورفع أبناء الدبيبة شعارات الترحيب والتكريم ورفعوا ايضا لرئيس أول حكومة وطنية شعارارت لفتت إنتباه الجميع ومنها ( نريد العلم ولو تحت ظل الشجرة ) فكان نداء إنسانيا أول من استجاب له وتأثر به الصاغ صلاح سالم الذي وقف مخاطبا الجميع : لو وجدت مدرسة لفتحتها غدآ بعد موافقة رئيس الحكومة فوقف الابن البار أحمد المصطفى وقال له : المبنى موجود وهذه مفاتيحه – وكانت المعجزة في اليوم الثاني للزيارة وصل للدبيبة مندوب البعثة التعليمية المصرية ومعه معدات وأدوات المدرسة بقيادة ناظرها ( الأستاذ طيفور ) وأفتتحت أول مدرسة للبعثة التعليمية المصرية بشرق النيل ريفي بحري وتدرجت من ابتدائية الى اعدادية مختلطة .
01-14-2010, 09:55 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
مات أحمد المصطفى ذلك الإنسان الفنان الذي قطع مشواره الفني وهو يعطي بسخاء عبر حياته الفنية للأغنية السودانية وتظهر بصماته بوضوح على شريط تاريخها الطويل حتى أصبح مدرسة متميزة في فن الغناء .. مدرسة لحنية قائمة بذاتها ,, مدرسة لها شخصية وفهم واصول شديدة الأناقة وبها استطاع ان يؤكد ان الموهبة الحقيقية متوفرة لديه الى جانب العبقرية الفنية . لقد استطاع أحمد المصطفى بالصبر الطويل والإخلاص ان يحتل مكانا كبيرا في قلوب الناس في حياته ومن المتوقع ان تستمر هذه المكانة لعدة أجيال قادمة وذلك لعدة أسباب أهمها صدقه الشديد وذكاؤه الفني وصوته المعبر وحبه واخلاصه لفنه فقد كان نموذجا رائعا للموهبة والاخلاص والدقة والاتقان وكان من اكثر الناس حرصا على ما اعطاه الله من نبوغ فني فكان يرعى صحته ووقته وعقله ومشاعره , كما كان شديد المحاسبة مع نفسه الى جانب ذلك يتمتع بقدر كبير من الثقافة والوعي السياسي والاجتماعي والانساني . الراحل العزيز هو في الواقع جزء مهم من ضمير الموسيقى السودانية وجانب كبير من تاريخها ولذا فان كلماته التي كان يقولها عن الأغنية السودانية وفن التلحين عموما تكون بمثابة شهادة أجيال كثيرة اعطت وتعطي فن الغناء الذي لم يتوقف فقط بل تارجح بين الهبوط والصعود .. وكلمات أحمد ليست وجهة نظر فقط بقدر ماهي نقاط ضوء تهدي الباحث عن الحقيقة في حياتنا الفنية . كان الراحل العزيز يمثل في حياتنا الفنية ظاهرة لها قيمتها وثراؤها .. فقد احتل مركزا مرموقا وله تاريخ حافل في الساحة الفنية حيث قدم اكثر من مائة وخمسون أغنية ,, وهو من كبار مطربينا الذين وهبوا حياتهم للفن وحده واستطاع بعبقريته ان يجسد لنا الكثير من المعاني والقيم الجميلة في حياتنا .. فقدمها لنا في أغان لها جاذبيتها وبريقها الغنائي فكان السوداني المتحمس الصادق في حب وطنه وحب الانسان والفنان الملتزم الذي يحترم فنه وجمهوره وقد انعكس ذلك في أغنياته القومية .. فغنى للسودان نحن في السودان وغنى للسوداني عشت ياسوداني وغنى لامدرمان انا امدرمان وغنى للمراة السودانية فتاة الوطن وغنى للاستقلال اليوم يومك ياوطن .. رحم الله فنانا العظيم ,, رحم الله نجما ال لكن ضياؤه وأعماله الفنية باقية ابد الدهر .. فلن يموت من عاش في قلب الشعب .
01-14-2010, 09:57 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
عميد الفن الراحل أحمد المصطفى – صور وملامح من شخصيته ( 1 – 2 )
بقلم السر أحمد قدور
كان لأحمد المصطفى فضل كبير في الإرتقاء بشخصية الفنان في نظر المجتمع الذي كان يضع المغنين في درجة أدنى ويتشكك في سلوكياتهم وأحمد المصطفى في هذا قام بنفس الدور الذي قام به موسيقار الشرق محمد عبد الوهاب بالنسبة لفن الغناء في مصر وكذلك الدور الذي قام به عميد المسرح العربي الراحل يوسف وهبي ( إبن الباشوات ) في مجال المسرح فأحمد المصطفى وعبد الوهاب ويوسف وهبي ارتفعوا بشخصية الفنان الاجتماعية من الازدراء الى الاحترام . ترتبط النقطة الاولى بثانية على جانب كبير من الأهمية وهي المتعلقة بسلوك أحمد المصطفى خلال قيامه باحياء الحفلات ,, فقد كان منذ البداية رزينا عفيفا لايصدر عنه مايمكن أن يفسر بانه خروج على آداب السلوك القويم وكان لايتناول خلال اقامته للحفلات إلا كوب الشاي وقد نقل هذا السلوك الى الفرقة التي تصاحبه وبذلك كانت الأسرة السودانية تعتبره جزءا منها ,, ولقد كانت الحفلات حتى بعد ظهور أحمد المصطفى لاتخلو من صور التحلل فظل أحمد المصطفى يرفض هذه الصور وينهي عنها بتهذيب شديد وكان في كثير من الأحيان ينهي الحفل بأسلوب دبلوماسي اذا شعر بخروج على مقتضيات الذوق والأدب ولان الجمهور عرف هذه الصفات في أحمد المصطفى فقد كان يأتي إلى حفلاته وهو يعرف سلفا بانه مطالب بالسلوك المقبول ولان هذا الأسلوب قد اكسب أحمد المصطفى إلى جانب الإعجاب بالفن احتراما من أرباب الأسر وأعيان المجتمع فان معظم زملائه نهجوا نهجه واتبعوا خطواته مما أدى إلى تغيير صورة الحفلة السودانية وكذلك صورة الفنان في نظرة المجتمع .. لم يكن أحمد المصطفى فنانا عاديا او إنسانا عاديا ولكنه كان شخصية فريدة متعددة الجوانب وكما قال عنه صديقه الشاعر صلاح أحمد محمد صالح ( أحمد المصطفى يجمع بين ثقافة القرية السودانية وحضارة المدينة الحديثة فقد مزج كل هذا في شخصية فريدة فهو مزيج من أولاد المشايخ وأبناء الجيل المستنير .. يبدو ذلك ليس في سلوكه وأسلوب حياته ولكن ايضا في أسلوب غنائه الذي يجمع بين أصالة القرية ومعاصرة المدينة ولذلك فان صوت أحمد المصطفى الذي يجمع بين فنيات الغناء الشعبي وتطور الغناء الحديث كان قريبا لابناء القرية كما هو قريب لابناء المدينة مما حقق له الشعبية الجارفة ) . وتتواتر على الذاكرة عشرات الصور من حياة الفنان الكبير وكل صورة تدل على جانب من جوانب شخصيته ومن الصور التي ستبقى في تاريخ الفن ذلك الموقف او الحدث الذي كان بطله الفنان أحمد المصطفى والذي يدل على احترامه واخلاصه لزملائه وللفن وللجمهور والقصة او الحدث الذي يرويه الوسط الفني في الخمسينات يتعلق بحفلة زواج لآحد ابناء أمدرمان وكان العريس قد ذهب إلى دار نقابة الفنانين للاتفاق مع نجم كبير من نجوم الغناء في تلك الفترة ,, وكانت العادة ان يذهب أصحاب الحفل إلى دار النقابة للاتفاق مع المطرب الذي يريدونه لاحياء الحفل وقد وضع أحمد المصطفى هذا الأسلوب وأنشأ في النقابة مكتبا خاصا لعقد الاتفاقات نيابة عن الفنانين .. وفي ذلك المكتب اتفق اصحاب الحفل ودفعوا الأجر المتفق عليه وذهبوا .. وفي اليوم المحدد للفرح حضر مندوب العريس وظل جالسا لفترة طويلة في إنتظار المطرب المتفق عليه ,, ولكنه لم يحضر وجاء خبر الى النقابة بان واجبا اجتماعيا ملحا حتم عليه السفر خارج العاصمة .. وعندما سمع أحمد المصطفى بالخبر استدعى مندوب العريس وأبلغه بان الزميل الذي اتفقوا معه حدث له عذر قاهر .. وانه هو شخصيا مستعدا للذهاب لاحياء الفرح وانقاذ الموقف ,, مندوب العريس لم يصدق أن العميد بنفسه هو الذي سيذهب لاحياء الفرح رغم أن بدار النقابة مجموعة كبيرة من المطربين وتحرك أحمد المصطفى مع فرقة موسيقية كاملة وذهب مع مندوب العريس وظل يشدو حتى بانت تباشير الصباح وأشفع هذا الموقف في مساء اليوم التالي بموقف اخر روعة وذلك عندما اراد مسئول مكتب النقابة أن يسلمه الاجر الذي دفعه اصحاب الفرح باسم زميله الذي تغيب ولكن العميد رفض رفضا باتا وطلب من مسئول النقابة ان يسلم العازفين أجورهم اما أجر المطرب فقال له أن هذا المبلغ يسلم الى زميلي الذي منعته الظروف القاهرة من احياء الحفل فقد ذهبت انا نيابة عنه لظروفه .. هذه صورة من صور تعامل أحمد المصطفى مع زملائه وهذا النموذج من سلوكه الذي جعل منه قائدا للفن السوداني الحديث .
01-14-2010, 10:00 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
عميد الفن الراحل أحمد المصطفى – صور وملامح من شخصيته ( 2 – 2 )
بقلم السر أحمد قدور
وهذه صورة أخرى من صور السمو والتواضع الشديد التي كان يتميز بها أستاذنا أحمد المصطفى وهي صورة تدل على مدى حنكته وتجرده وبعده عن الغرور رغم ماحققه من نجاح وشعبية وما احاط به من حب الجماهير . كان مسرح هذه الصورة مدينة ملكال وفي ذلك الزمن الجميل فقد وصلت بعثة الاذاعة الفنية التي ذهبت لاحياء عدة حفلات في جنوب الوطن وكانت نهاية الرحلة والحفلة الأخيرة بسينما ملكال وكانت البعثة التي ذهبت الى الجنوب في نهاية عام 1960 م تضم كبار الفنانين أحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف وحسن عطية وعثمان حسين ومن فناني الصف الثاني صلاح محمد عيسى وأحمد الجابري وفاطمة الحاج والبعثة الفنية ترأسها المرحوم محمد خير عثمان وكانت اقامتها في إستراحة القوات المسلحة في ملكال .. وقبل بداية الحفل بساعات ثارت مشكلة مكررة وهو من المطرب الذي سيغني في افتتاح الحفل ؟ وكان كبار المطربين كالعادة في السودان وفي معظم بلاد العالم يرفضون الغناء في بداية الحفل ويسعون دائما للغناء في ختام الحفل باعتبار ان مطرب الختام هو النجم الاكبر والافضل وقد كان احتجاج صلاح محمد عيسى وأحمد الجابري وفاطمة الحاج هو أنهم ظلوا طوال الرحلة يغنون في بداية الحفلات ولابد من اعطائهم الفرصة للغناء في وقت متأخر اما عثمان حسين وحسن عطية وإبراهيم الكاشف فقد كان من الصعب اقناعهم بالغناء في بداية الحفل ويسعون دائما للغناء في ختام الحفل وجلس محمد خير عثمان حائرا ماذا يفعل في هذه الورطة وشعر بان الفرج قد جاءه عندما شاهد أحمد المصطفى يهبط من سيارة صديقه الدكتور محمد عثمان جريتلي الذي كان في تلك الفترة يعمل بملكال فاسرع محمد خير الى أحمد المصطفى بصفته نقيب الفنانين ليساعده في الخروج من هذه الورطة . وفي لحظات كان أحمد المصطفى قد وجد المخرج وكان ببساطة شديدة أن يغني أحمد المصطفى في بداية الحفل ولم يصدق محمد خير في بداية الامر ولكن أحمد المصطفى اكد له بانه سيكون في غاية السعادة عندما يغني في بداية الحفل ونفذ أحمد المصطفى وصعد في بداية الحفل ليغني حبيبي انا فرحان ثم بنت النيل وزاهي في خدرو وكان استقبال الجمهور لأحمد المصطفى يفوق خيال كل متخيل , لقد نهض ابناء الجنوب والشمال يرقصون على انغامه بل ان الامر لم يتوقف عند هذا الحد فبعدأان تواصلت الحفلة وقدم جميع المطربين وصلاتهم بدات هتافات الجمهور تطالب بعودة أحمد المصطفى ليكون خاتمة الحفل واسرعت احدى السيارات الى الاستراحة لتاتي بأحمد المصطفى ليصعد الى المسرح ويقدم اروع اغانيه وليكون اجمل ختام للحفل الذي رضي ان يغني في بدايته وتلك كانت اسرع جائزة يحصل عليها أحمد المصطفى في تاريخه الفني .
01-14-2010, 10:03 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
من مذكرات الشاعر عبد المنعم عبد الحي نفتبس تفاصيل كتابة أغنية أنا امدرمان :
( رجعت من فلسطين في شهر مارس 1949 م وأتذكر أول لقاء لي بعد عودتي من فلسطين كان مع الفنان أحمد المصطفى واثناء حديثنا جاءت سيرة أغنية الخرطوم للفنان حسن عطية عندها ذكر لي أحمد المصطفى بانه يريد أغنية لامدرمان مثلما تغنى حسن عطية للخرطوم فقلت له : طيب اديني مهلة أفكر .. وفي نبطشية في القشلاق قعدت أقرأ في وصف أغنية الخرطوم لحسن عطية – الخضره والزهور والحاجات دي .. طيب امدرمان بالنسبة لي أكثر من وطن صغير داخل الوطن الكبير .. انا لما جيت اوصف أمدرمان مالقيت فيها جانب أجمل ولا اخلد من الجانب الوطني فامدرمان صورة مصغرة للوطن الكبير , امسك امدرمان ربع ربع وحارة وحارة تلقى فيها صور من الشعب السوداني كله من الشمال للجنوب تلقى ومن الغرب للشرق تلقى وحتى فيها جوانب بتصور أحقاب تاريخية من تاريخ بلدنا , في الموردة مثلا تلقى حي المواليد وفي السوق الكبير تلقى حي المسالمة الى جانب الأحياء المختلفة وبعدين مافي احداث وطنية عاصرها السودان الا كان لامدرمان وأولادها النصيب الوافر فيها وفي المرة دي ماكنت في الحقيقة محتاج أقلد صورة او شكلا وفي نفس المكان في القشلاق الكتبت فيهو أول أغنية سودانية .. ابتديت اكتب .. أنا امدرمان تأمل في نجوعي أنا السودان تمثل في ربوعي أنا إبن الشمال سكنت قلبي علي إبن الجنوب ضميت ضلوعي وماتوقف القلم في يدي الا بعد ان اكملتها كلها وأذكر انها كانت ثلاثة كوبليهات والثالث منها كان عنيف شوية وضد الإستعمار بشكل مباشر يعني مافيهو رمز ولاحاجة وعشان كده أفتكر حذفه أحمد المصطفى والأغنية كلها ماكان ممكن تذاع في إذاعة أمدرمان في ذلك الوقت .. أنا أمدرمان في جيد الوادي دره أصيلة في معدن وكريمة حرة أنا أمدرمان اذا العادي تجرا أنا حجر افضا في جبينه قرا أنا الصبر المرير في حلقه مره أنا السم النقيع في الجوف أمرا وأنا دار الأمان لفتاتى دارى وأنا الذكرى اذا عزت له الذكرى ثم يضيف الشاعر الكبير فيقول : تاني يوم جاْني أحمد المصطفى في البيت واديتو الكلام وبعد يومين بعد أن قرأها عجبتو وقال لي أنا بمجرد ما أوصل السودان ساقوم بتسجيلها في الإذاعة وأنا متأكد أنه اغنية أنا أمدرمان ستنال إعجاب الجميع .. قلت ليهو : انت شد حيلك في التلحين ,, قال لي : ماتخاف .. وفعلا بعد شهر أو شهرين سمعت من بعض الطلبة اللي وصلوا من الخرطوم قالوا أنهم سمعوا لأحمد المصطفى أغنية جديدة أسمها أنا أمدرمان ولاقت نجاح مامعقول .. الحكاية دي شوقتني اني لازم أسمعها بعدما تلحنت بقت كيف ؟ وبعدين أتذكر أنه الأخ منصور أحمد الشيخ في مرة من المرات قال لي انو بيت الطلبة السودانيين عندهم حفلة سمر بمناسبة وطنية مابتذكرا دلوقتي .. وقال لي نحن نمشي نشارك أخوانا الطلبة باعتبارنا زملاء سابقين ومشيت معاهو الحفل وهناك فوجئت من ضمن برنامج الحفلة طلبة غنوا وطنية منها أنا امدرمان ومافي زول كان عارف أني كتبتها غير الأخ منصور أحمد الشيخ .. وعجبتني الأغنية بعد ما تلحنت والطلبة قابلوها بصورة طيبة وبعدين منصور وقف قدام الطلبة وقال ليهم دي فرصة طيبة عشان أقدم ليكم مؤلف أنا أمدرمان وهو الملازم أول عبد المنعم عبد الحي والزميل السابق .. وقوبلت كلمة منصور بتصفيق شديد خلاني خجلت والكلام غلبني وفعل ما قلت ليهم غير أنا شاكر شعوركم الطيب وقعدت . ويستطرد الشاعر الكبير عبد المنعم عبد الحي ويقول : ذهبت للسودان في الإجازة وقابلت بالطبع أحمد المصطفى وعاتبته عشان ماغني الأغنية كاملة ولكنه قال لي : في الإذاعة رفضوا يوافقوا على الكوبليه الثالث وأضطريت أغنيها ناقصة .
أنا أمدرمان - كلمات عبد المنعم عبد الحي
أنا امدرمان تأمل في نجوعي أنا السودان تمثل في ربوعي أنا إبن الشمال سكنت قلبي علي إبن الجنوب ضميت ضلوعي ****** أنا أمدرمان سئلوا النيلين عني وعن عزمات فتاي عند التجني فخير بنيكا يا سودان مني سئلوا الحادي سئلوا الشادي المغني ****** أنا امدرمان إذا ما قلت أعني فما نيل المطالب بالتمني تجيش النفس بالآمال لكن ولكن هذه لما لا تدعني ***** أنا أمدرمان مضي أمسي بنحسي غداً وفتاي أحطم قيد حبسي وأخرج للملأ في ثوب عرسي وأبسم بعد ما قد طال عبسي وأعلن والفضاء يعلن همس وأهتفت والوري يعرف حسي فيا سودان اذ ما النفس هانت أقدم للفدي روحي بنفسي
01-14-2010, 10:05 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
يا بنت النيل .. النيل أحبّ النيل يا جميل ***** ظبية المسالمة وفي الخمايل حالمة وفيك يا ظالمة يا ظالمة يا ظالمة ***** تجرحني ليه وانا كلّي جراح لابد يوم ألقاك وارتاح ****** آه .. أنا من عيونو الساحرة آه .. أنا من ضفايرو السادلة يتعبني تعب شديد لو حلحلا ليك من سحر الجنوب قسماتو ومن طيب زهر الشمال نسماتو ****** أحبّو واحب نوناتو نوناتو الفي وجناتو أحبّو واحب تقديرو أحب رمّان صديرو وسيف لحظو حين ما يديرو أموت ما بعشق غيرو قال ليّ صديق خلّيني صبح الغرام باليني قت ليهو دا مواليني وهو المن زمان قاليني يا اللابسة عفافك حله لهجك للحنضل حله ( ود حمد ) زعيم الحله من ريدو كيف نتحل (شيخ إدريس ) قوم نتسل انا عقلي فارق وولى ريدي السبيلنا عله .. يا الصديق ( ود فع الله ) يا السهمك لينا مبادر انا فكرى نازل وسادر في الجيل مثالك نادر دا الجنن ( عبد القادر ) فقدنا الصواب يا شبابنا يا ( أبوعبده ) وين أحبابنا
أغنية بنت النيل كتبها شاعران . . حيث كتب الشاعر بشير عبد الرحمن من مطلعها حتى المقطع الأخير الذي يقول : من طيب زهر الشمال نسماتو اما المقطع الأخير الذي يبدأ : أحبو وأحب نوناتو .. نوناتو الفي وجناتو فهي من كلمات الجاغريو وتعود تلك القصة بانه كان الفنان أحمد المصطفى في احد الجلسات في مدينة أم ضوبان يغني في أغنية بنت النيل بشكلها الأول الذي كتبها به الشاعر بشير عبد الرحمن . . وفي تلك الجلسة كان الشاعر الجاغريو حاضرا فكتب مقاطعا مخلدا بها تلك الجلسة وذكر فيها كل الحاضرين حيث قال : كل تلك الأسماء التي بين الأقواس كانت حضورا وكلهم من أهالي مدينة العليفون وود حمد هو حمد مضوي شيخ قرية الدبيبة في ذاك الوقت وشيخ إدريس هو شيخ ادريس الطيب المحسي وهو ايضا من أهل الدبيبة , وود دفع الله هو عباس ودفع الله . . ومقطع ( دا الجنن عبد القادر ) الذي اشتهر ومشى بين الناس حتى صار مثلا لتوصيف بعض حالات الجنون فهو مقصود به شخصية عبد القادر مضوي فهو كان يأتي بأفعال جنونية وغريبة من الطرب الشديد الذى ينتابه فيقوم بتسديد طعنة سكين لنفسه وفي أحايين كثيرة يقوم بإطلاق النار على نفسه ايضا وكان يسبب المتاعب بعد كل حفلة ويرهق الجميع بالذهاب به للمستشفى لمعالجته من حادث إرتكبه في حق نفسه . . لذلك ظل مرتبطا إرتباطا وثيقا بهذه الأغنية بل أصبح ملمحها الأبرز . ( منقول )
( كثير من الروايات تواترت في قصة الجنن عبد القادر ولكني أرى بان الرواية المذكورة أعلاه هي الأقرب للصحة )
أيام زمان كانت أيام لي فيها قصة قصة غرام ****** يامظلومين باب السماء مفتوح وياظالمين ظلم الهوى مابروح وقلبي الحزين غنا وغناه جروح يشكي لمين وانت الحاكم ياروح ليه ليه تزرع دربي جفا وأشواك وايه ايه غير دم قلبي يروي هواك ويروي ويروي وأوتار عودي غنت ليك ... وماغنت لسواك أيام زمان ***** يانجوم الليل اصل السهاد مكتوب وبشي قليل باع الهوى المحبوب ومن غير دليل تاه في وهاد ودروب وعاشق الجميل يصحى ويبيت مغلوب وكل ليلا بنجومه وكل ضاحك بهمومه وكل لائم في البلومه وكل ظالم ليهو يومه وانا الليل وانت النجوم وانت الضحك وانا الهموم قسمت للناس المحبة ونصيبي انا كان صد ولوم
01-14-2010, 10:30 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
حبيبة نور في نار والنور مقسّيها احتارت الأفكار تفهم معانيها ****** الزايدة في تيها واهب هواي ليها دايماً عليّ محتار ما قادر أرضيها ****** فيها الجمال أسرار بي نورو كاسيها كم حيّـرت أنظار بي حسنها الفيها ****** في روعة الأزهار جذّابة عينيها زان الخدود أنوار يا ربّي تحميها ****** نعمة هواي اشعار عيونا توحيها على نغمة الأوتار يا قلبي غنّـــيها ****** عيونا عسلية وخدودا وردية الغرام ليكي والعذاب لي أرحمي شويّة وأعطفي عليّ ****** معنى الحياة سلوى فيها الحياة حلوة وفي وحيداً ليك أنا قلت فيه غنوة ****** العزول غيران من غرام سلوى والفؤاد حيران داير السلوى
01-14-2010, 10:34 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
لي غرام وأماني في سموك ومجدك عشت يا سوداني ***** الجمال في رباك ما رأيت لو مثيل والنضار في بهاك زي منابع النيل والقمر في سماك عالي قدره جليل ****** يا شباب الجيل معقل الآمال شوف وطننا نبيل حافل الأبطال سامي قدره جليل بين شعوب النيل ***** يا سمير آسيني خفف الآلام بي غناك أشجيني حقق الأحلام بالفنون وريني روعة التلحين
01-14-2010, 10:36 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
يا ظبية سارحة وين في الوديان مع الغزلان ****** من دار لي دار في ضلوعي النار وفي الوجدان يا ظبية سارحة وين في الوديان مع الغزلان ****** إن شفت جميل أحنّ وأميل واقول إمكن ألاقي حنان يا ظبية سارحة وين في الوديان مع الغزلان ****** أقيف واسأل واقول يا ناس بتشبه وردة في أغصان يا ظبية سارحة وين في الوديان مع الغزلان ****** شعر كالليل عيونا الريل جمالا أصيل حديثا هديل خطاها فيض من الألحان يا ظبية سارحة وين في الوديان مع الغزلان ****** شبيها قليل دي زينة الجيل عفاف ودلال وطبع نبيل وقلبها كلّو حب وحنان يا ظبية سارحة وين في الوديان مع الغزلان ****** وردّ الناس دوام مقصود أتاري الناس عزول وحسود وانتي الزينة واضحة عيان يا ظبية سارحة وين في الوديان مع الغزلان
01-14-2010, 10:37 PM
عماد الدين عبدالله عماد الدين عبدالله
تاريخ التسجيل: 09-10-2009
مجموع المشاركات: 3678
زاهي في خدرو ما تكلم إلا يوم كلموا و تألم حن قلبو و دمع سال هف بي الشوق قالو قال ****** باهي كل ما قاللو كلمة خت كلمة كالنبال لو تراهو .. في سماهو النور كساهو الجمال كنت تعلم .. كيف جهنم تحرق الجنب الشمال الشمال ******* قالوا ليهو القطر تقدم و كفرة نيرانا زي جهنم حن قلبو و دمعوا سال هف بي الشوق قال و قال كلموه .. ألموه .. علموه الإنفعال أرخى سمعو و أجرى دمعوا البرق سمعو .. كال و هال كم تألم .. ما تكلم إلا تمتم في المقال في المقال ******* زي لسان الرضيع قديمو كلامو جوهر .... و سط بسيمو ياتو في الجوهر المقال هف بي الشوق قال و قال إيدو عندم ... ريقو زمزم طهر مريم في المثال .. في المثال ******* صدرو رمان فيهو عايم و طرفو ساهي و حزامو خاتم و جسمو من نقش توبو شال هف بي الشوق قال و قال قلبي دايرو كيف أسايروا في مسايرو نجمي ضال في عيونو و في سنونو و من فنونو الموت حلال
01-14-2010, 10:41 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
نحن في السودان نهوى أوطانا – كلمات علي حامد البدوي
نحن في السودان نهوى اوطانا ان رحلنا بعيد نطرى خلانا ****** نطرى جلساتنا في ضفاف النيل والسواقي تدور في سكون الليل القماري تعيد لحن كالتنزيل والوتر يشدو والطبيعة تشيل النغم مفرح والحبيبة تميل توحي الحانا ***** نطرى نجوانا وحبنا العذري والوفاء معروف فينا من بدري تلقى فوق أمدر في ربوع بحري العواطف دين والجمال فطري تلك أوطانا وحبها الخالد يجري في دمانا
01-14-2010, 10:44 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
ظالمني وطول عمري ما ظلمتك يوم وتلومني يا قاسي وكان حقي ألوم بي عيونك .. وخدودك والثغر الضحّاك تجرحني يا ظالم لو ترحم جرحاك حبيتك أريتني ما كنت حبيت كم ضقت في حبك نار هجرك ورويت آلامي يا روحي وجروحي مسامحاك الظالم في عرفك يا جاير مظلوم تهجرني وتجرحني تظلمني وتخون وين .. وين .. وين وين حلمك يحميني من ظلمك وتلين وين .. وين .. وين وين عطفك يا قاسي وين لطفك وين وين .. وين .. وين أنا طامع في وجود أنا حافظ لعهودك إيه ذنبي ما خنتك وتركتك لسواك ليه .. ليه .. ليه ليه تنثر ما بيني وما بينك أشواك ليه تحرم يا روحي من رؤياك العين ليه .. ليه .. ليه ليه تجعل من حلمي أوهام وظنون تظلمني وطول عمري ما ظلمتك يوم
في الخيال مرّة شفتو ناداني من بعيد لوّح لي وحيّاني يا غرام قلبي ويا نعيم عمري أجمل أيّامي واسعد أحلامي يوم تعود تاني يوم تعود تاني ****** لحظة في قربو كانت أحلامي عشت في حبّو كل أيامي حتى لو فكّر مرّة إتنكّر من بعيد لي بعيد حبّي ليهو يزيد لو تناساني ****** مرت الأيّام عمرو ما اتكلم حتى ما حاول مرّ أو كلّم ورغم آلامي وظلم أيّامي سابني في بعدي في الألم وحدي ورغم حرماني ******* من حنان قلبي حبّو برويهو أغلى من عمري بي روحي أفديهو أغلى من عينيّ حبّو غالي عليّ يا عوازلي الليلة بس قسيتو عليّ وقلتو جافاني
01-14-2010, 10:47 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
باتت نجوم الليل سهرانة ترنو إليّ تهدا ودموعا تسيل حزنانة من البيّ ****** أكاد أشوفها تميل تكفكف دموع عينيّ ما ليّ غيرا دليل عاطف وحانّي عليّ ***** يا غائبة من العين وصورتك في الفؤاد طاويها رغم الفراق والبين ذكراك دوام طاريها قصة غرام قلبين لي أهل الغرام برويها صابت هواهم عين كان القدر خافيها ****** بعد السرور حفّاهم بّدل هناهم همّ بعد السعد وافاهم سكبت عيونم دمّ ورغم الزمان أصلاهم من اللهيب وحرم لا زال الأمل سلواهم كم بيهو عاشو وكم
01-14-2010, 10:50 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
أحمد المصطفى جالسا وأمامه نجله عز الدين وعلى يساره عبد الله حامد عربي وعلى يمينه الصادق بشير وفي اخلف حسن الخواض وأحمد حامد النقر وبينهما عبد الرحمن مصطفى – عيد الفطر المبارك 1955 م .
فى أواسط عام 1976 قام الاستاذ محمود أبوالعزائم ضمن سلسة حلقات بعنوان كتاب الفن باستضافة الاستاذ الراحل أحمد المصطفى ...حكى فيها الراحل المقيم عن سيرته منذ الطفولة بالدبيبة وتأثره بصوت القمارى فى ذلك الوقت المبكر كأول صوت موسيقى يلفت إنتباهه وتدرج فى السرد حتى مجئيه للخرطوم ليشاهد فيلم الوردة البيضاء لعبدالوهاب بسينما كوليزيوم والذى تم تصويره عام 1935 وحكى أحمد المصطفى قصة الفيلم بالتفصيل الدقيق وباعتبار تسلسل أحداثه وحركات الاستاذ محمد عبدالوهاب وحتى تسلسل الحوار بطريقة ملفته للنظر وكأنه قد شاهد الفيلم قبل ساعات قلائل ...(ربما كان ذلك هو السبب فى فقدانه للذاكرة لاحقاً)
كان بعض الفنيين العاملين بالاذاعه فى ذلك الوقت من غير المناوبين المكلفين بتسجيل حلقات كتاب الفن يحرصون على عدم مغادرة الاستديو ليستمعوا لذكريات الاغانى الخالدة ...ومنهم الاستاذ بكرى مشى الذى كان يرافقه فى تسجيل معظم أغنيات الشاعر حسن عوض ابوالعلا رحمه الله بمنزله المقابل لمنزل عبدالله خليل بامدرمان من الناحية الغربيه والذى كان يتحاشى سرد قصته وإلى زمن قريب تقديراً لمشاعر أسرته الكريمه...
عايش أحمد معظم قصص أغانية وتعرف على شخوصها وتفاعل معها وكان ينفعل لذكراها فيغنى تارة وهو مبتسم وتارة أخرى حزيناً وعند سؤاله ذكر أنه يفرح لذكرى أعزاء ومواقف إرتبطت باغانيه ويحزن لفراق آخرين ...كان يطرب لطرب مستمعيه كثيراً ...
أخذته على مضض ذات مرة من منزله لاحياء حفل ببترى صادف توقيته وفاة حديثه لأحد افراد أسرة أبوالعلا فطلب منا فى تأدب وتحرج كبير أن نخفض من صوت الميكرفون حتى لا يخرج الصوت للشارع خشية ان بسمعه احد المارة ويفتضح امره عند اسرتهم...
كتبت بوستاً بعنوان (مالم تسمعونه من إبداعات الراحل أحمد المصطفى ) قبل عام تقريباً على هذا المنبر وكان يحوى العديد من الاغنيات النادرة غير مسجلة فى معظمها ولا أدرى كيف يمكن إعادته حتى أكمل المشوار...
رحم الله أحمد المصطفى رحمة واسعه ويحضرنى هنا أن أذكر أنه كانت آخر وصاياه فى حضورى بمنزله قبل وفاته لابنه عزالدين أن يحافظ على صلاته وربما قصد أيضاً الدعاء له بالرحمة والمغفرة وهو الابن البار باذن الله ...
01-15-2010, 03:50 AM
نادر الفضلى نادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022
عماد ده توثيق رائع ويستحق الإشادة ............. الفنانات التومات اللي بيقلدن ثنائي العاصمة لما بدأن مسيرة الغناء أبوهن قال ليهن كوصية اب.. لو بتوعدني تتلبسن أخلاق أحمد المصطفى في الغناء بخليكن تغنن وإلا فلا ............. أنا شخصياً لا أستمع لغير أحمد المصطفى ولا أرى أن هنالك اي فنان يستحق أن أسمع له غير أحمد المصطفى لا زمان ولاهسه.. فنان مكمل أحمد في الغناء في القيم في الأخلاق في كل شى في الموهبة الفنية ذاتا في التطريب أحمد ما راح يجي فنان زيو ولا كان فنان مثلو عندو مجموعة من الصفات الرائعة لو قلت ليك ي عماد عندي مائة شريط من أحمد صدق
01-15-2010, 06:51 PM
sourketti sourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206
كنا ننتظر الايام لزيارته وحضور حفلاته بين العام والآخر عند عودتنا للسودان فلم يبق لنا فى حياتنا إلا الذكرى ....وفيما أذكر وعند مرورنا بشارع النيل ذات ليلة سمعنا صوته الشجى وهو يغنى بنادى الضباط(أكاديمية نميرى العسكريه لاحقاً) جنوب مبانى الخارجيه الحاليه فحاولنا الدخول للحفل فمنعنا الحرس لان الرئيس كان من ضمن الحضور ...لم نجادله وبعدنا عنه قليلاً لنتسلق السور وننضم للحضور ...
كانت الحرب العالمية الثانيه عندما أكمل الراحل حسن عوض ابوالعلا الشاب الرياضى الوسيم سليل الاسرة الكريمه العريقه الطيبه دراسته الثانويه بكلية فكتوريا بالاسكندريه وكان من المبرزين والمتفوقين وكان منافسه على المرتبه الاولى زميله وليم ابن إدوارد عطيه والذى عمل لاحقاً استاذاً بجامعة كمبردج ... بقى حسن فى انتظار نتيجة الشهادة الثانويه بمصر وبرفقته ابن عمه سعد ابوالعلا الذى طلب منه العودة مرة ثانيه للاسكندرية لقضاء بعض الاعمال الخاصة بشركة ابوالعلا بجمرك الاسكندريه فسافر حسن مع ابن عمه وكانا بقضيان النهار فى العمل وبالعصر يمضيان الوقت على البلاج وكان حسن ماهراً فى السباحه والتنس وكان يؤقت للقفز مع علو الموج وفى مرة أخطأ التقدير فقفز قبل الموجه وارتطم بالارض ونتج عن ذلك كسر بالعمود الفقرى عند منطقة الرقبه وقطع بالنخاع الشوكى نتج عنه شللاً رباعياً ظل معه طريح الفراش لسنوات عديده وتمت المحاولات لعلاجه ولفترة طويلة فى مصر والسودان وانجلترا دون جدوى إلى أن توفى فى اوائل الستينات ... بعث حسن برسالة مع سائقه لاحمد المصطفى بشركة ابوالعلا بامدرمان كانت الرساله تحوى كلمات أول قصيدة له وهى سفرى ...وطلباً من حسن بتلحين الكلمات وغنائها ...قرأ احمد القصيده وبكى كثيراً لكلمات حسن والتى كانت تحكى معاناته الطويله مع المرض ...مر عليه العم على قيلى باشكاتب الشركه ووجده يبكى فسأله عن السبب فمد اليه أحمد القصيدة ..قرأ على قيلى القصيده وكان ضليعاً فى العربيه وخطاطاً فأعاد تنظيم ابياتها وأصلح قافيتها وما كان من أحمد إلا أن قام بتلحينها وآدائها مساء نفس اليوم الذى صادف حفلاً بالمسرح القومى ..أإجترت الكلمات ذكرى مأساة حسن لدى ذويه فطلبوا من أحمد وقف التغنى بها ففعل ...ومرت الايام ومضى عام كامل إلى أن حضر سعد ابوالعلا ومامون بحيرى من لندن لزيارة أحمد والسؤال عن أحوال حسن وطلبوا منه آداء قصيدته الاولى فحكى لهم أحمد ما حدث وأنه لا يتذكر كلماتها أو لحنها لمرور زمن طويل عليها وعن رفض ذويه التغنى بها وذكر لهم أنه ربما كان المرحوم خانجى مدير الاذاعه محتفظاً بتسجيل للاغنية لأنه صادف فى ذلك اليوم أن قام خانجى بتسجيلها لوصول جهاز نسجيل جديد بالاذاعه ...زار ثلاثتهم خانجى وسألوه إن كان محتفظاًبالتسجيل لديه فرد عليهم بأنه على استعداد أن يغنيها لهم قبل فتح التسجيل لانه حفظها من كثرة ترديده اليومى للاغنيه... تعهد سعد وبحيرى باقناع أهل حسن وطلبوا من أحمد مواصلة المشوار وتشجيع حسن بتلحين أغانيه ومساعدته بلعب دور فى المجتمع يخرجه من محنته وقاموا بزيارة حسن وطلبوا منه مواصلة نشاطه فوافق ولكن بشرط وهو أن يتم آداء الاغنيه الثانيه فى أول عيد فكانت ...(لاحت بشاير العيد وأنا الوحيد حيران هل لى فيهو جديد يُنسينى ماقد كان ...) ومنها جاءت سلسلة الكلمات الصادقه الخالده التى تحوى الكثير عن سيرة الراحل حسن عوض فى غرام قلبين ووين ياناس حبيب الروح وحرام يازازا وايام وليالى وقربو يحنن ....إلخ
01-15-2010, 05:41 PM
سراج الدين مصطفي سراج الدين مصطفي
تاريخ التسجيل: 07-14-2008
مجموع المشاركات: 315
بس داير أنبهك لحاجة أغنية بنت النيل التي كتبت روايتها ،هي واحدة من أهتماماتي في معرفة روايات الأغاني وقصصها..وهي نشرت في صحيفة الأحداث وصحيفة حكايات وفي السطور التالية ستجد النص الذي نشر في اصحف قصة أغنية: يا بنت النيل....... تفاصيل الجنن عبد القادر كتب :سراج الدين مصطفي تجرحني ليه وأنا كلي جراح لابد يــــجي القــــاك وارتاح يا بنت النـــــــــــــــيل النيل أحب النــــــــــــيل يا جميل هكذا كان يغني أحمد المصطفي بصوته الفارع، وهو يرسم في ذلك الزمان السحيق لوحات غنائية فيها الكثير من محاولات الإنتقال بالأغنية من مربعها التقليدي لبراحات التجديد والتحديث..وعميد الفن الراحل كان شخصية لها حضورها الإجتماعي النافذ والقوي فهو يحسب له أنه في زمانه أصبح الفنان يطلق عليه لقب (استاذ)بدلاً عن لقب(صعلوك)وهذه النقلة المحورية والمفصيلة في تاريخ الموسيقي والغناء لا تحسب لغير أحمد المصطفي الفنان الذي نحت بأظافره وريشته طريق مفروشاً لكل الأجيال التي أعقبته،والرجل عبر تاريخه الغنائي تميز بأغنيات علامات نتوقف فقط اليوم في واحدة منها هي بنت النيل لنحكي تداعياتها برواية إبنه الفنان عزالدين أحمد المصطفي ،فقال لي مستدعياً تفاصيلها: الشاعر المهندس: بنت النيل من كلمات الشاعر بشير عبد الرحمن وهو من مدينة كسلا ..إلتقي بالأستاذ أحمد المصطفي في منتصف اربعينيات القرن حينما كانت الحرب العالمية الثانية في أشد أوارها..وحينما كان احمد المصطفي عابراً جمهورية مصر الي غرب افريقيا التقي هناك بشاعر الأغنية بشير عبد الرحمن وهو كان يعمل مهندساً زراعياً هناك..وأغنية بنت النيل هي واحدة من الأغنيات القلائل التي كتبها شاعران ..حيث كتب بشير عبد الرحمن من مطلعها حتي المقطع الأخير الذي يقول من طيب زهر الشمال نسماتو أما المقطع الأخير الذي يبدأ من: أحبو وأحب نوناتو نوناتو الفي وجناتو فهو من كلمات الشاعر محمد أحمد الشيخ المعروف بالجاغريو..وعن السبب الذي جعل الأغنية كذلك يقول عنه عزالدين أحمد المصطفي:في الزمن المضي كانت لكل أغنية (كسرة)..حيث تبدأ الأغنية بإيقاع بطئ نسبياً ثم تبدأ في التدرج نحو إيقاع خفيف وراقص ،وكل الأغنيات التي سجلت زمان في الإذاعة أو في الأسطوانات جاءت علي هذا النسق..والكسرة دائماً ما تكون من كلمات نفس الشاعر أو شاعر أخر كما حدث في أغنية بنت النيل.. جلسة في أم ضواً بان: وأضاف عز الدين قائلاً:في إحد الجلسات في مدينة أم ضواً بان كان أحمد المصطفي يغني في اغنية بنت النيل بشكلها الأول الذي كتبها به الشاعر بشير عبد الرحمن ..وفي تلك الجلسة كان الشاعر الجاغريو حاضراً فكتب مقاطعاً مخلداً بها تلك الجلسة وذكر فيها كل الحاضرين فيها حيث قال: يا اللابسة عفافك حله لهجك للحنضل حلّ (ود حمد)يا زعيم الحله من ريدو كيف نتحلّ (شيخ إدريس)قوم نتسلّ أنا عقلي فارق وولي ريدي السببلنا عله يا الصديق يا(ود دفع الله) يا السهمك لينا مبادر أنا فكري نازل وسادر في الجيل مثالك نادر دا الجنن(عبد القادر) فقدنا الصواب يا شبابنا يا (أبو عبدة)وين أحبابنا شخوص حقيقية: كل تلك الأسماء التي بين الأقواس كانت حضوراً وخلدت في ذاكرة الناس كلهم من أهالي مدينة العليفون وود حمد هو حمد مضوي شيخ قرية الدبيبة في ذلك الأوان وشيخ غدريس هو الطيب المحسي وهو أيضاً من أهل الدبيبة ،وود فع الله اسمه الحقيقي عباس دفع الله .. دا الجنن عبدالقادر: ومقطع (دا الجنن عبد القادر)الذي أشتهر ومشي بين الناس حتي صار مثلاً لتوصيف بعض خالات الجنون فهو مقصود به شخصية عبد القادر مضوي فهو كان يأتي بأفعال جنونية وغريبة من الطرب الشديد الذي ينتابه فهو كان ياكل أكواب الزجاج ويكسرها أو يقوم بتسديد طعنة سكين لنفسه وفي احايين كثيرة يقوم بإطلاق النار علي نفسه ايضاً وكان عبد القادر مضوي يسبب كثيراً من المتاعب بعد كل حفلة وكان يرهق الجميع بالذهاب به للمستشفي لمعالجته من حادث إرتكبه في حق نفسه..لذلك ظل مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً بهذه الأغنية بل أصبح ملمحها الأبرز
01-15-2010, 06:02 PM
سراج الدين مصطفي سراج الدين مصطفي
تاريخ التسجيل: 07-14-2008
مجموع المشاركات: 315
بس داير أنبهك لحاجة أغنية بنت النيل التي كتبت روايتها ،هي واحدة من أهتماماتي في معرفة روايات الأغاني وقصصها..وهي نشرت في صحيفة الأحداث وصحيفة حكايات وفي السطور التالية ستجد النص الذي نشر في اصحف
الف مرحب بالصحفي الكبير سراج الدين مصطفى
في البدء لك الشكر أجزله بمرورك الكريم ولصورك
الرائعة التي زينت البوست بكثير من الروعة والالق
بالنسبة لأغنية بنت النيل لدي قصاصة بما قمت بكتابته
ونسبة لعدم وجود اسم كاتبها عليها كتبت ( منقول )
وتم ذلك ايضا في بوست بحري طراوة والشعبية نجمة حيث تمت
ايضا كتابة ( منقول ) ويمكنك الرجوع للبوستات المذكورة للتأكد
من ذلك .. ونحمد لله كثيرآ لمرورك ليعرف الجميع انك من كتبت ذلك .
كل الود والتقدير والاحترام
01-15-2010, 06:40 PM
سراج الدين مصطفي سراج الدين مصطفي
تاريخ التسجيل: 07-14-2008
مجموع المشاركات: 315
يلاك يا عصفوري نغني ليهو أنا لي حبيب مغرم وبغير عليهو ******* يلاّك يا عصفور نغشى الخمايل علشان أشوف حبي كالبانة مايل راد قربو منّك واحكيلو عنك وغرّد بفنّك إن شاء الله يسمع منك ولي يجامل ******* يلاّك يا عصفور ننظر جمالو أنا في يمينو أكون وانت ف شمالو قول حكّم الأوصاف انا من عيونو بخاف الناضر اللطّاف إن شاء الله حبّي يدوم ويدوم هناهو ******* يلاّك يا عصفور نطرب ملاكي الخمري في لونو والخدّو زاهر راد قربو منّك واحكيلو عنك وغرّد بفنّك إن شاء الله يسمع منك ولي يجامل ****** يلاّك يا عصفور نطرب ملاكي الخمري في لونو والخدّو زاهر دي بنت المدارس ولي هواها عارف بحكيلا أشعاري وطوّلت شاكي
Quote: أنا شخصياً لا أستمع لغير أحمد المصطفى ولا أرى أن هنالك اي فنان يستحق أن أسمع له غير أحمد المصطفى لا زمان ولاهسه.. فنان مكمل أحمد في الغناء في القيم في الأخلاق في كل شى في الموهبة الفنية ذاتا في التطريب أحمد ما راح يجي فنان زيو ولا كان فنان مثلو عندو مجموعة من الصفات الرائعة لو قلت ليك ي عماد عندي مائة شريط من أحمد صدق
الأخ منصوري
اتفق معك بان أحمد المصطفى فنان مكمل بما ذكرته أنفا
واختلف معك بالإستماع له وحده فقط فهنالك قامات سامقة أمثال
حسن عطية وعثمان حسين وأبوداؤود والتاج مصطفى .... الخ جديرون
بالاستماع لهم ... تمتلك ثروة فنية كبيرة بمجموعة شرائطك
التي تفوق المائة ,, أتمنى ان تحافظ عليها لانها ثروة
لاتقدر بثمن .
تحياتي
01-16-2010, 03:12 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
لاتزال إبداعات أحمد المصطفي خالدة في وجدان الشعب السوداني
بقلم: صلاح الباشا
ظل غناء الفنان الراحل المقيم أحمد المصطفى الطروب يشكل القاسم المشترك الأعظم الذي تتجمع حوله مشاعر السودانيين كلهم ، حيث شكل هذا الغناء ولخمسين عاما متواصلة عمود الإرتكاز الذي يلتف حوله المزاج السوداني تماماً . لذلك كان لزاما علينا أن نتناول ملامح قليلة من عطائه الفني العريض حتي نعمل علي ترسيخ تراث فن الغناء السوداني الجميل كجمال وروعة وعذوبة مفردات أشعار أغنياته التي ظلت هي أيضا تعبـِّر عن ثقافة أهل السودان في الوجد والعشق النبيل حين كان احمد المصطفي يغني وهو يهمس همسا دافئا بصوته الدافيء الهاديء في عقول وقلوب العشاق في مختلف الحقب في بلادنا .. وما أجمل غناء احمد المصطفي من راديو أم درمان وفي الليالي المقمرة. كان تاريخ الثلاثين من أكتوبر من عام 1999م يحمل في سجلاته توقيع عميد الفن السوداني بالرحيل عن الدنيا تلبية لنداء الرفيق الأعلي . وأهل السودان وبما جبلوا عليه من تراث الوفاء لرموزه المبدعة في شتي المجالات وبمختلف سحناتهم وإنتماءاتهم وقبائلهم وأعراقهم وبرغم تعقيدات ثقافاتهم المحلية العديدة فأننا نراهم متفقين علي أن فن الغناء السوداني قد عمل علي توحيد أمزجتهم المعروفة بالتقلب الكثيف ، هو زملائه الخالدين : الكاشف وحسن عطية وعبدالحميد يوسف وعبيد الطيب ، ومن قبلهم سرور وكرومة والأمين برهان، وإمتدت رحلته حتي عانقت أجيالا أخري من الفنانين في النصف الثاني من القرن العشرين مثل عثمان حسين ووردي وابوداؤد والكابلي وصلاح مصطفي وإبن البادية وعركي ومحمد الأمين وزيدان ومحمد ميرغني وعثمان مصطفي وابراهيم حسين وعبدالقادر سالم ، ومن قبلهم الفلاتية ومني الخير وفاطمة الحاج ومهلة العبادية ، ولا ننسي جيل البلابل وسمية حسن . وكرمز إبداعي ورقم إجتماعي ضخم فإن الراحل المقيم العميد الفنان أحمد المصطفي قد قام بترسيخ أجمل مفردات الغناء الذي كتبه العديد من الشعراء لتسكن داخل وجدان هذا الشعب الجميل. ذلك أن أحمد المصطفي وبحسه الفني ومبوهبته التي حباه الله تعالي بها وبإحترامه لدوره في تنمية أذواق الناس في المجتمع السوداني المتماسك ، وبإبتسامته الجاذبة الولوفة ، تجعلنا نحترم ونقدر ونثمن هذا الإرث الغنائي عالي التطريب منذ أن فتحت الإذاعة السودانية في بدايات أربعينيات القرن العشرين أجهزة صوتها لينطلق صوت أحمد المصطفي عبر الأثير ، فيعبر الفيافي ويخترق ريف بلادنا وسهولها ووديانها الواسعة ، ليخاطب أحاسيس هذا الشعب المرهف بطبعه بحلو الغناء الذي يبعث علي حب الوطن: ( نحن في السودان ... نهوي أوطانا ..وإن رحلنا بعيد .. نطري خلانا .) فقد ظل أحمد المصطفي وطوال مسيرته الفنية التي تجاوزت نصف القرن من الزمان يغرد ويغرد ويشجي ونطرب له ، فقد عاش العشاق أزمنة ترقب جميلة وهم يرددون معه عبر المذياع تلك المفردات البسيطة جدا ً : ( القربو يحنن ... والبعدو يجنن ..الهين ولين .. وديع وحنين .. شغل بالي ) . نعم .. من منا لم يعش نداوة هذا اللحن بمفرداته البسيطة وبموسيقاه الراقصة ، كنا والله نرددها ونحن في عمر الطفولة الباكرة نجري ونلعب وننطط ، ونترنم بها ( القربو يحنن والبعدو يجنن) ، ومن منالم يكن ينطقها خطأ فيقلب المفردات ، بل لازلنا نتراهن ونحن في مرحلة الصبا كيف للشخص أن يردد وبسرعة أغنية محددة لأحمد المصطفي والتي يقول في بيت صعب الترديد منها دون أن يغلط في نطقها بتشكيلها :( حياتي حياتي .. أحبُكِ أنتِ .. كحبي لذاتي .. أٌحبُكِ أنتِ.. لحـُبكِ أنتِ معاني الحياة ) . وفنان في مثل قامة أحمد المصطفي ، حري بنا أن نعيد تدارس مسيرته ونعقد لها المنتديات ويشارك فيها المختصون من أهل الموسيقي والتأليف ومن شعراء الأغنية ، لأن كل أغنيات أحمد المصطفى تحكي حكايات وحكايات، وتسرد تاريخاً جميلاً من فن الغناء السوداني الحديث ، لأن أحمد المصطفي قد صبر وصبر وصبر وإجتهد إلي أن أحدث نقلة عالية المقام في مسيرة الأغنية فجعل للأغنية السودانية وأيضاً للفنان السوداني قيمة ومعني ومبني ومكانة رفيعة في المجتمع. فقد تعامل عميد الفن مع العديد من الشعراء ، إلا أن الراحل (الجاغريو) وهو المكتشف الأول لموهبة إبن أخته أحمد المصطفي بقرية الدبيبة بشرق النيل الأزرق ببحري قد كان له القدح المعلا في إيصال الأغنية الطروبة عبر صوت مطربنا ذي البحة المميزة والمحببة حقا في كل غنائه.. فإنهمرت مفردات وألحان الجاغريو التي كم كان أحمد يخاطب بها أبناء شعبه: بنت النيل بكل زخم جمال ظبية المسالمة بأم درمان التاريخ ... ياحبيبي أنا فرحان .. فرحان بيك .. اريت يدوم هنانا .. وقد قيلت بمناسبة زواج مطربنا .. والهادية راضية أنا مابخونها .. وهي تحكي عن دحض الإشاعة التي إنتشرت عن زواج ثاني لمبدعنا .. فكان لابد أن يعبر عنها الجاغريو شعرا ولحنا لتموت الإشاعة في مهدها ( حسب الروايات القديمة). وقد كتب المعلق الإذاعي الرياضي المعروف الراحل ( طه حمدتو ) وهو قليل الكتابة الشعرية أغنية ذات جرس جميل ، وذات موسيقي طروبة تبدأ بآلة الفلوت أو ( صفارة الأبنوس الخشبية العريقة ) فكان محبو الموسيقي يتعلمون العزف علي الصفارة الخشبية بموسيقي هذه الأغنية ( الوسيم القلبي رادو .. الجمال حاز إنفرادو .. مالو لو مر إبتسم لي.. مالو لو أنجز ميعادو) غير أن الإنحياز لقضايا الشعب والوطن والتعبير عن اشواق أهل السودان في نيل الحرية من ربقة الإستعمار قد كان من أوجب إهتمامات العميد ، فهاهو في عز سطوة الإستعمار يأتي من القاهرة بنصين وطنيين كتبهما الشاعر الراحل الضخم عبدالمنعم عبدالحي الذي ترك السودان وهو طفل صغير لينشأ ويترعرع مع أخيه الأكبر بقاهرة المعز إلي أن فارق الدنيا في ذات عام رحيل أحمد المصطفي 1999م ، حيث ظل العميد برغم رقابة قلم المخابرات البريطانية بالخرطوم ينشد للشعب قبل وبعد إستقال البلاد ( أنا أم درمان مضي أمسي بنحسي ) فترددها الجماهير وتتناقلها الألسن .. لكن الإستعمار يوقف أحمد المصطفي وينذره بعدم غنائها إلي أن إرتفع علم السودان خفاقاً بسارية القصر في يناير 1956م لتعود من جديد عبر المذياع وهي أكثر قوة .. وليردفها العميد بالأخري: ( لي غرام وأماني .. في شموخك ومجدك.. عشت ياسوداني.) بموسيقاها الناعمة التي قام بتوزيعها من جديد الموسيقار بشير عباس لتفوز في مسابقة إذاعة ألمانية ويحرز بها المركز الثالث عالمياً الآن . وتستمر المسيرة ويجمع أحمد المصطفي كل أهل الفن ليؤسس مع زملائه المبدعين من مطربين وموسيقيين إتحاد الفنانين للغناء والموسيقي ، ويجتهد عميد فننا ليرسي دعائم هذا الصرح العتيد علي ضفاف نيل أم درمان الخالد ( دار إتحاد الفنانين للغناء والموسيقي ) ، ليشمخ أحمد المصطفي أكثر وأكثر أمام أعين زملائه وأمام كل أجهزة الإعلام في بلادنا. ***من خارج الوطن: كيف أتت أغنية زاهي في خدرو،و بلَّ شوقي ، وأنا أم درمان ؟؟؟ طوال مسيرته الفنية ، لم يتوقف الفنان الراحل وعميد الفن السوداني أحمد المصطفي عن التجديد في أعماله الغنائية ، وفي طريقة ألحانه ، بل وفي تنوع مفردات الأغنيات نفسها ، فما من شاعر- بخلاف الجاغريو - لم يتمني من أن يتغني العميد بأشعاره . ومن المعروف تاريخياً ، أن كل من احمد المصطفي وحسن عطية وابراهيم الكاشف والفرقة الموسيقية ، قد أعدت لهم حكومة السودان ( الإنجليزية طبعاً ) في العام 1944م رحلة فنية للترفيه عن الجنود السودانيين الذي شاركوا من ضمن قوة دفاع السودان مع الحلفاء في معركة العلمين في ليبيا ، وقد كانت الكتيبة العسكرية السودانية مرابطة في مدينة الكفرة الليبية حيث مكث الفنانون المبعوثون أسابيع طويلة يتغنون للقوات السودانية . وهناك في الكفرة كان الصاغ محمود أبوبكر من ضمن قيادات قوة دفاع السودان ، وهو يكتب الشعر ، غناءً وأناشيداً ، فكتب لأحمد المصطفي نص ( زاهي في خدرو ما تألم ) ، فأعجب بها العميد وشرع في تلحينها ولم تستغرق منه غير يوم واحد ، وأجري بروفاتها مع الفرقة المصاحبة ، وتغني بها في حفلهم الأخير للجنود ، ثم غفلوا راجعين إلي السودان بالبر عن طريق مرسي مطروح ، فالإسكندرية فالقاهرة ، وقد شاهد أحمد المصطفي وزملائه بعضاً من المعارك بين الحلفاء والمحور وقد إرتدوا الخوزات ولجأوا كثيرا مع الجنود إلي السواتر وسكنوا الخنادق . والحلفاء هم جيوش بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها من دول أوربا . أما جيوش دول المحور هم بالطبع ألمانيا وإيطاليا والنمسا و حتي اليابان البعيدة. تلك الأغنية كانت هي ( زاهي في خدرو ) التي كتبها الصاغ ( الرائد ) محمود أبوبكر : قالوا ليهو القطر تقدّم كفرة نيرانا .. زي جهنم تحرق الجنب الشمال ما تكلم وما تألم .. إلا تمتم بإنفعال أجري دمعو .. وارخي سمعو البرق سمعو .. كال وهال في مسايرو .. وفي ضفايرو وفي سنونو ... الموت حلال وفي القاهرة كان لأحمد وزملاؤه متكئاً من الإبداع ، فهاهو الشاعر السوداني والجندي بالجيش المصري الشاعر الغنائي الراحل عبدالمنعم عبدالحي يكتب له في ذات الزمان بالقاهرة ، ليلحنها أحمد المصطفي فوراً ، بل ويسجلها في إذاعة ركن السودان من القاهرة وهي ( إذاعة وادي النيل حالياً ) ليسمعها شعب السودان من تلك الإذاعة التي كان بثها يبدأ من الساعة الثالثة ظهراً وحتي المغرب يومياً .. وهي أغنية : ( بل ّ شوقي .. وردّ روقي .. بعد الألم ) .. كانت أغنية في غاية الهدوء ، فهي من فصيلة غناء التطريب الطرب الهاديء. ولأحمد المصطفي العديد من الأعمال الراسخة في وجدان الجماهير ، فقد كان ذات الشاعر عبدالمنعم عبدالحي متأثراً بالحركة الوطنية التي تمددت بالسودان مطالبة بجلاء الإنجليز من السودان ومصر في أربعينات القرن الماضي ، فتأثر عبدالمنعم عبدالحي ، وتذكر مدينته الفاضلة أم درمان التي شهدت ميلاده وطفولته الباكرة بحي الموردة قبل أن يأخذه أخوه الأكبر وولي أمره معه إلي القاهرة حيث كان يعمل في سلاح الهجانة بالجيش المصري ، وكان جل الهجانة من أبناء السودان ، حيث يمثل حي عين شمس وحتي اللحظة أكبر معقل للسودانيين القدماء هناك ، والذين يطلق عليهم المصريون ( جالية ). كتب عبدالمنعم ( أنا أم درمان ) وقام العميد بتلحينها هناك ، وتغني بها في إذاعة ركن السودان ايضاً ، غير أن قلم المخابرات البريطانية بالخرطوم منع تداولها هنا ، فأخفاها أحمد سنوات قليلة ، إلي أن أشرقت شمس الإستقلال بقوة ساطعة ، فخرجت اللأغنية من إذاعة هنا أم درمان بعد رفع علم الإستقلال علي سارية القصر الجمهوري في 1/1/1956م : أنا أم درمان مضي أمسي بنحسي غداً وفتاي يُحطِّمُ قيد حبسي وأخرج للملأ في ثوب عُرسي وأهمسُ والوري يعلن همسي وأعلنُ والوري يعرفُ حِسِّي وأبسُم ُ بعد ما قد طال عبسي فيا سودانُ إذ ما النفسُ هانت أقدمُ للفداء .. روحي بنفسي وظل شعب السودان يتغني بها ولسنوات طوال بعد أن نالت البلاد إستقلالها ، وقد سيطرت هي ورائعة محمد عثمان عبدالرحيم ( أنال سوداني أنا ) التي حبس الإنجليز مؤديها الراحل حسن خليفة العطبراوي بسبب أدائها دوما بعطبرة وشندي والدامر ، فأتي هو الآخر من مدينة عطبرة عقب إعلان الإستقلال ليسجلها بإذاعة أم درمان ، لتشكل مع أنشودة أحمد المصطفي ثنائية فائقة الجمال ، وقوية الطرح وقد ألهبت مشاعر السودانيين في ذلك الزمان .... ** كانت ثقافته تتعدي الحدود فجاءت وطن النجوم في زمان باكر هناك أغنية محددة يكاد الشعب السوداني كله يحفظ كلماتها ، وهي لها قصة لا تخلو من حزن . فمن المعروف أن لأحمد المصطفي علاقة إجتماعية متينة وصامدة لعقود طويلة ، حتي إمتدت إلي العمق التجاري بالسوق السودانية مع آل أبوالعلا في أم درمان ، والقصة هي أن أحد أبناء عائلة ابوالعلا ، وهو الشاب حسن عوض أبو العلا الذي كان يدرس في مصر ، قد أصيب بشلل فجائي إثر قفزة كانت خاطئة حين كان يسبح في حوض سباحة في مكان ما هناك ، ما أثر علي العمود الفقاري ، ولم تفلح محاولات أهله في علاجه بالقاهرة ، وأصبح الحالة ميئوساً منها ، فجييء به إلي دار أهله بام درمان ، ألا وهو الشاعر الشاب ( حسن عوض أبو العلا ) والذي فارق الدنيا في سريره في العام 1962م تقريباً . والشاعر الشاب حسن عوض أبوالعلا كتب العديد من القصائد الغنائية وهو طريح الفراش ، وتأتي من أهمها أغنيته الخالدة المذكورة آنفاً وهي ( سفري السبب لي أزاي ) ، وقد وضع لها الفنان احمد المصطفي لحناً هادئاً جميلاً ، سكن في وجدان الناس تماماً ، لأن مفردات القصيدة كانت تحكي دون شرح معاناة الشاعر ، وذلك حين يقول: ( سفري السبّب لي عنايا ..وحطـّم وعكـّر لي صفايا ) كانت تلك اللوحة الحزينة التي كتبها حسن عوض أبو العلا وتفاعل معها عميد الفن احمد المصطفي.. وعاشها شعب السودان الذي كان يغنيها في لياليه المقمرة علي إمتداد الوطن الواسع وكأن هذه المأساة قد عاشها كل فرد في بيته ، فكانت درجة الإنفعال الشعبي بتلك الأغنية كبيراً حتي حين غادر شاعرها الدنيا ، فتامل كيف يعيش شعب بأكلمه مأساة أحد شعرائه الشباب وهو سحن عوض عوض ابوالعلا الذي كتب ايضا لسيد خايفة ( امل ) المشهورة بِ ( ولـّي المساء الواله المحزون في جوف الضباب.. وأنا أهيء زينتي وأعد في زاهي الثياب ) وأحمد المصطفي وبدرجات الإنفعال والعاطفة الوطنية ، فإنه وفي إحدي زياراته إلي القاهرة في مطلع خمسينات القرن الماضي ، كان قد إطلع في إحدي المجلات الأدبية علي نص شعري فأعجب به ، وقام بتلحينه والتغني به ، كتبه كبير شعراء المهجر من اللبنانيين الذين هاجروا منذ بداية القرن العشرين بالسفن عبر البحار إلي أمريكا وهو الشاعر اللبناني ( إيليا أبوماضي ) حيث عاد وهو في التسعين من عمره إلي موطنه لبنان بعد عقود طويلة قضاها بالمهجر تاركا خلفه زملائه الشعراء ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وغيرهم ، فقد كتب إيليا حين لامست قدماه مرفأ بيروت البحري وقد أطرق برأسه إلي السماء في ليلة وصوله وقد شاهد سماء لبنان مرصعة بالنجوم ، وهو مشهد لم يره منذ سنوات طوال ، بسبب سكناه بناطحات السحاب بنيويورك .. فكتب فور وصوله إلي دار أهله في بيروت في ذات الليلة .. ثم وضع القلم و خلد إلي النوم : وطن النجوم أنا هنا حدّق .. أتذكر من أنا ألمحت في الماضي البعيد فتيً غريراً أرعنا جذلان يمرحٌ في الحقول مغرداً ... ومدندنا يتسلقُ الأشجار.. لا وهناً يحسُ .. ولاعنا ويعود بالإغصان يبريها سيوفاً .. أو قنا ويخوضُ في وحل الشتاء متهللاً ... متيمناً لا يتـقي شر العيون ولايخافُ الألسـنا ** كان صوته يأتينا من الراديو هادئاً في سكون الليل ظل الفنان احمد المصطفي يبحث في أعماق الشعر العربي قديمه وجديده ، فكان الجديد هو رائعة الشاعر اللبناني ( إيليا أبو ماضي ) والتي ذكرنا تفاصيل عثور أحمد المصطفي علي نصها والتي كتبها إيليا وقد كان في التسعين من عمره حين غفل راجعا من هجرته الطويلة بالمركب من أمريكا ، فأخرج ( وطن النجوم أنا هنا .. حدّق اتذكر من أنا ) حين وطأت قدماه مرفأ بيروت البحري في العام 1949م وقد رأي النجوم ترصع سماء بلاده وهو منظر لم يشاهده لستين عاماً .. فكتبها قبل أن يخلد للنوم في دار أهله . وهو ما يعطي إنطباعاً مؤكداً بأن أحمد المصطفي كان يمتاز بعمق وحس أدبي كبيرين ، فهاهو يأتي لنا بنص فصيح آخر ، ولكن هذه المرة أن شاعره هو مبدع سوداني آخر ، كان يعمل برئاسة وزارة التربية والتعليم ، حيث ظهر هذا النص عندما تغني به أحمد المصطفي ، وقد أحدث ضجة كبيرة ، خاصة في الأوساط التي تهتم بالأدب ، علماً بأن معظم الغناء السوداني ، بل والعربي يعتمد علي نصوص المفردات الدارجة . ذلك الشاعر صاحب القصيدة التي نحن بصددها هو الأستاذ ( مهدي الأمين ) والذي كتبها ونالت مانالت من شهرة قبل عقود طويلة ، غير أن الإعلام لم يبحث لنا أين هذا الشاعر العجيب؟ فالقصيدة كانت بعنوان ( في سكون الليل ) ، وهو عنوان إستهلالي مريح جداً ، يعود بنا إلي ليالي السودان الدافئة والمقمرة ، حين كان غالبية أهل السودان في مدنه وقراه وأريافه القريبة والبعيدة. في سكون الليل دعنا نجتلي الصمت الهريب إن في جنبيَّ معنـَي فوق إحساسي عجيب وعربيا .. تغني أحمد المصطفي في فليم مصري بأغنيته وبمشاركة الفنان اللبنانية صباح حين كانت في فورة شبابها بالقاهرة وبيروت وهي أغنية ( رحماك يا ملاك .. هلكني وملكني وجنني). كما لاننسي كيف إحتفي أحمد المصطفي بكوكب تالشرق أم كلثوم عند زيارتها للسودان في العام 1968م حيث اقام لها إتحاد الفنانين حفلا كبيرا بداره بأم درمان وحفلا غنائيا بالمسرح القومي. أما في مجال الشعر الغنائي ، فلأحمد المصطفي العديد من الغناء الراقي والجميل والسهل ، كتبه له شعراء السودان الراحلين ، فجاء له خالد أبو الروس برائعته : ما أحلي ساعات اللقاء .. في الشاطيء قرب الملتقي .. أنا والحبيب عند الغروب ، وهذه نذكرها لمن لم يشهد حدائق المقرن في مناسبات الأعياد ايام زمان حيث تنطلق الأسر إلي شاطيء النيل بالخرطوم . كما تغني من كلمات الصحافي والشاعر المتعدد الآفاق حسين عثمان منصور بأغنية : أيام زمان .. كانت أيام .. لي فيها قصة ..قصة غرام ، وقد كنا أيضا نعيش الغناء خفيف الظل من نظم الجاغريو حين كان بيت الخياطة هو أهم إهتمامات الفتاة التي تتوق لتعلم فنون التفصيل والخياطة : ( وين سميري .. المرسوم في ضميري .. جن ماشات تلاتة ..أعرفوا زولتي ياتة . بحلاف بحياتها .. وأهاجر ليها حافي .. وأزرو بيت الخياطة .. وين سميري المرسوم في ضميري ) . وإستمرت مسيرة الغناء الجميل عند العميد ، فتغني لظبية المسالمة .. الفي الخمايل حالمة .. وفيك ياظالمة ، نعم ... إنها ( بنت النيل ) .. فكان الشعب السوداني كله يرددها في افراحه وفي مدارسه ومعاهده ، ذلك أن فن الغناء لايزال يرتبط إرتباطاً وثيقاً بثقافة الشعب السوداني ، وقد تشكل وجدانه تماماً به منذ نعومة أظفاره . رحم الله العميد أحمد المصطفي والذي مثلما قلنا ، بأنه كان يشكل جزءاً مقدراً وعزيزاً من وجدان هذا الشعب ، ونحن حين ودعناه في نهاية اكتوبر من العام 1999م إلي مثواه الأخير ظللنا نردد بعده غنائه الجميل ، ولن ننسي ذكراه ، مهما حاولنا .. نعم سنغني بعده مدي الدهر جميل أغنياته : ( حاولتً أنساك ... وقلبي زاد في جروحو..وريني كيف .. الحي بودّع روحو ؟؟
01-16-2010, 04:09 PM
Gaafar Ismail Gaafar Ismail
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 4911
الحبيب عماد شكرا جزيلا لهذا البوست التوثيقي الرائع للراحل احمد المصطفى الذي اثرى وجداننا بالحانه العذبة. للراحل احمد المصطفى أغنية حلوة اسمها (في سكون الليل) ..يا سلام عليها ..كنت اعشق أن استمع إليها من مسجلي في منتصف الليالي المقمرة والكل نيام...يا ريت لو احد من الاخوان ينزلها لينا.
تحياتي ومودتي
01-22-2010, 06:38 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
رحلة عمر بدات بالصبا ويفاعة التجربة متنقلا من براءة وسكون القرية إلى أضواء المدينة وضجيجها بتضاريسها الاجتماعية . وجد أحمد المصطفى نفسه محاطا برعاية أسرة عبد المنعم محمد التي كانت تعد من أشهر الأسر بالعاصمة المثلثة وتزدهي وتفاخر بها مدينة أمدرمان .. كانت تلك الأسرة فوق حياتها الرغيدة تختلج جوانبها وجوانحها بارستقراطية ممتزجة بوجدان سوداني ويتسم أفرادها بثقافة شاملة وحب للفنون إلى درجة الوجد والانجذاب . في هذا البيت العامر بأهله الطيبين وجد الصبي أحمد المصطفى المناخ مهيأ فتفتحت عيناه على حياة جديدة أخذ من مأثرها وتعلم منها الكثير الذي سيساعد الصبي أحمد المصطفى في تكييف حياته بثقة وثبات في مقبل أيامه ومستقبله الفني والإجتماعي . هنالك ثلاثة شخصيات رئيسية أثرت وأسهمت في تكوين أحمد المصطفى وبلورة شخصيته الفنية والثقافية والإجتماعية وهذه الشخصيات هي عبد المنعم محمد ومحمج عبد الوهاب والحاج محمد أحمد سرور . كان عبد المنعم محمد رجل الأعمال والبر ذلك المحسن حياه الغمام هو الذي تعهد أحمد المصطفى بالعناية والرعاية والتربية ففتح له مغاليق المعرفة وأبواب الاجتهاد فتفتحت مواهب أحمد المصطفى وقد ولج إلى عالم رحب استمع فيه إلى كل الوان الغناء العربي المسجل في الإسطوانات التي كانت جزءا من مكتبة عبد المنعم محمد ولما كانت الفونغرافات لاتمتلكها إلى أسر سودانية قليلة فإن أحمد المصطفى يعتبر احد القلائل الذين اتيحت لهم هذه الفرصة النادرة ليستمع للغناء العربي ويتذوقه فاستمع إلى كل أنواع وأشكال الغناء العربي لام كلثوم وعبد الوهاب وعبد المطلب ومحمد الكحلاوي وبديعة مصابني وإسمهان وفريد الأطرش والكثيرين من نجوم الغناء العربي الذين كان تزدحم بهم القاهرة في مسارحها وإذاعتها ونواديها آنذاك . كان الغناء العربي في ثلاثينات القرن الماضي قد بدأ ينعتق من قبضة المدرسة التركية التي ظلت مهمينة على الحياة الفنية طويلا فاطلق سيد درويش اسارها بان اعاد الموسيقى العربية الى أصولها الشرقية وواقعها الإجتماعي وانطلق الغناء ( المصري ) الجديد بظهور ملحنين من أمثال زكريا أحمد والقصبجي وغيرهما ومغنين جدد تتقدمهم أم كلثوم ينافسها في القمة شاب موهوب تلحينا وغناء أسمه محمد عبد الوهاب الذي أثبت تفرده في هذين المجالين وقد وجد أحمد المصطفى نفسه منجذبا ومبهورا بالفنان محمد عبد الوهاب واكتمل هذا الإعجاب –لو ان الإعجاب يكتمل – بعد أن شاهده في فيلم " الوردة البيضاء " وبقية أفلامه القليلة . وإنني لاجد تشابها كبيرا بين الفنان أحمد المصطفى والفنان محمد عبد الوهاب فكلاهما قدم من قرية وكلاهما وجد الرعاية من شخصية إجتماعية مرموقة فبينما تعهد أحمد شوقي الفنان الواعد محمد عبد الوهاب , كذلك كان عبد المنعم محمد هو الأب الروحي للفنان الواعد أحمد المصطفى . ومن الأشياء التي سقطت او أسقطت من ذاكرة تجربة أحمد المصطفى الزاخرة هي أن أحمد المصطفى كان يجيد عزف وغناء الغناء الشرقي هي دلالة على أنه كان يستمع له كثيرا ويتدرب عليه وللتدليل على ذلك فان كثيرا من مطربينا السابقين أو الحاليين الذين يتمسكون بالعزف على آلة العود لايجيد منهم عزف الموسيقى الشرقية الا عدد قليل جدا وأذكر منهم على سبيل المثال شرحبيل أحمد وبشير عباس وأحمد الجابري والعاقب محمد حسن وناجي القدسي هذا بخلاف الذين درسوا الموسيقى الشرقية في معهد الموسيقى والمسرح والمعاهد المصرية . إذن فقد تتلمذ أحمد المصطفى على نمط موسيقي لاينتمي للسلم أو المقام السوداني ولا إلى القالب أو الصبغة الغنائية المتعارف عليها عليها في ذلك الوقت . ويأتي محمد أحمد سرور وأثره الذي كان ملء الأسماع في النصف الأول من القرن الماضي ليمتد أثره الفني على المطرب الذي أثبت وجوده في الأوساط الإجتماعية , لقد احب المصطفى سرور الحب وبادله سرور هذا الحب وأسهم في دفع أحمد المصطفى ليتقدم الصفوف فقد كان محمد أحمد سرور يتمتع بشخصية قوية وهو الذي اقتدى به تلميذه ومحبه أحمد المصطفى ليفرض الفنان إحترامه على الأخرين ليس فقط بفنه فقط ولكن أيضا بسلوكه وكقدوة للأخرين . لقد اثبت التاريخ وربما التجربة أن من يأتي من فراغ ينتهي إلى الضياع وهذا ينطبق على كثير ممن ظهروا في ساحة الغناء فبمثلما ظهروا فجأة انطفأ نجمهم قبل أن يكتمل ضياؤه .. اما أحمد المصطفى فقد سلك طريقه معتمدا على إرث عائلي كريم وذهب إلى المؤسسة التعليمية الوحيدة في ذلك الوقت ( الخلوة ) تعلم فيها الكتابة وقرأ القرآن وتعلم شفاهة من – الكبار – الأذكار والمدائح وبعض الغناء المحلي و( الجاغريو ) هو أول من أكتشف موهبة وجمال صوت أحمد المصطفى وربما تبادل الصبيان أحمد المصطفى والجاغريو الأعجاب فلقد كان الجاغريو قريبا ونديدا لأحمد المصطفى وكان فوق جمال صوته شاعرا وملحنا وأجمل الأغنيات التي خلدت في الوجدان هي تلك التي غناها أحمد المصطفى من شعر الجاغريو مثل حبيبي أنا فرحان والسدة آللميني ويارائع وحاولت أنساك . كان أحمد المصطفى رفيقا للنجاح وكان النجاح رفيقا به .
01-22-2010, 06:49 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
في ذكرى فنان عظيم – أحمد المصطفى ( 2- 2 ) بقلم الدكتور أنس العاقب
تأثر أحمد المصطفى بمدرسة أمدرمان التي كان رائدها وعميدها محمد أحمد سرور وكذلك بالمدرسة الشرقية الجديدة التي كان محمد عبد الوهاب هو من أفذاذها ,, فإذا تغاضينا عن سنوات الطفولة الفنية الأولى لانها كانت المرحلة التي اثبت فيها المطرب الشاب احمد المصطفى أنه يمتلك صوتا قادرا على تقديم نفسه بثقة ومؤهلا لينافس به قمم الغناء سرور وكرومة وحسن عطية فقد كرس أحمد المصطفى تجربته الغنائية الأولى في غناء القالب الثنائي السائد والذي اكدته تجربته أغنية الحقيبة التي وجدت إنتشارا واسعا والقالب الثنائي عموما هو صياغ العمل الموسيقي أو الغنائي في لحنين ويسمى القالب الثنائي Binary Form وفي أغنية الحقيبة كان القالب الثنائي دائما يتكون من لحن المقطع الاستهلالي Prelusive او مايسمى في قالب أغنية المديح بالعصاية ويرمز على المقطع الإستهلالي بالحرف اللاتيني A اما اللحن الثاني B او الفكرة اللحنية الثانية Second Theme فهو يختلف على اللحن الأول ولكن يعتبر امتدادا له ولما كانت الأغنية الثنائية هي عبارة عن اللحن الأول A يتكرر فاصلا تكرار اللحن الثاني B على هذا التسلسل ABABA فقد أطلق عليه قالب الثنائي الدائري Binary Rondo ففي أغنية ( وين ياناس حبيب الروح ) للشاعر عوض حسن أبو العلا وهي نموذج للقالب الثنائي ياتي المطلع A هكذا وين ياناس حبيب الروح وين ياناس أنا قلبي مجروح ونلاحظ إذا امعنا الاستماع ان الموسيقى كانت دائما تردد لحن المقطع الأول عند أحمد المصطفى وعند غيره من معاصريه اما اللحن الثاني B فهو يقول بكيت وشكيت شكيت وبكيت سألت بحثت ماخليت .. ثم يتسلل اللحن A وين ياناس حبيب الروح وين ياناس أنا قلبي مجروح وهكذا حتى نهاية الأغنية . والمدهش جدا ان أحمد المصطفى بعفويته وذكائه قد استفاد من القالب البسيط Plain Song او مايسمى Cantus Palnus وهو القالب الذي يعتمد فكرة موسيقية فقط والتي تغلب على قوالب الأغنية الفولكلورية وتعتبر أغنية ( قربو يحنن ) هي أفضل نموذج للقالب البسيط الذي انفرد به أحمد المصطفى والأغنية تكرر مطلعها باستمرار مثلا : قربو يحنن بعدو يجنن الهين ولين وديع وحنين شغل بالي فاذا رمزنا لهذا المطلع كفكرة أولى بالحرف A سنجد أن البيت الشعري التالي صيغ لحنيا على نفس فكرة المطلع A هكذا هواه هوايا وشوفتو منايا جميل بس آية .. حكايتو حكاية .. شغل بالي وهكذا تظل الفكرة تكرر نفسها AAAA حتى نهاية الأغنية بتطويل اداء Augmenation كلمتي شغل بالي اعلانا بنهايتها وتجي المرحلة الثانية التي بدأ فيها أحمد المصطفى يتقدم نحو تلحين أغنية في قالب جديد مثلما فعل أقرانه التاج مصطفى ( المللهمة ) التي فتحت الباب واسعا للدخول في قالب جديد يمكن تسميته بالقالب الحر Free Style وعثمان حسين في ( الفراش الحائر ),, اما أحمد المصطفى فقد أتخذ لنفسه أسلوبا يجمع بين أسلوبين .. مدرسة أمدرمان والمدرسة الشرقية ولذلك احتفظت أغنيته الطويلة بموسيقى المطلع تردده الاوكسترا ثم يغنيه هو ثم تاتي أفكار لحنية جديدة ونضرب لذلك مثلا أغنية ( يانار قيدي ) إذ تستهل الفرقة الموسيقية ( الاوكسترا كما كانت تسمى آنذاك ) لحن الأغنية ينار قيدي قيدي قيدي في الضلوع ذكريني عهد حبي والدموع ثم ياتي أحمد المصطفى ويردد لحن الكلام بعد أن سبقته الفرقة الموسيقية بإستهلاله ثم اذا انتهينا من A تاتي الفكرة B التي تبدأ : في هواك كم قاسيت ولي عهد الهوى أوفيت وهنا تظهر مقدرة أحمد المصطفى في مقدرته التعبيرية موسيقيا بعد هذا المقطع لتنطلق الأغنية تعبر عن معانيها في أفكار لحنية وايقاعية مختلفة B.C.D والمهم في الأمر أن تناول أحمد المصطفى ظل دائما في أغلب الأحيان يحافظ على جملة الإستهلال موسيقيا مثلا في أغنيات أيام زمان وسكون الليل وأهواك وياناسينا وفارق لاتلم . فاذا كان هذا هو الأسلوب التلحيني الذي تميز به احمد المصطفى فهو ايضا لحن بعض الأغنيات استهلتها مقدمة موسيقية لاتردد لحن المقطع الأول مثل أغنية حياتي حياتي والوسيم .. احمد المصطفى انفرد بالصدارة الفنية والجماهيرية بأغنياته الراقصة الخفيفة التي وجدت روجا كاسحا بين المستمعين وقد برع أحمد المصطفى في تلحينها وتلوينها بمختلف الإيقاعات نذكر من تلك الأغنيات حبيب ملكت فؤادي وحرام يازازا ورحماك ياملاك وقربو يحنن وبل شوقي وانت مالك ومالي والليلة ماجاني واحتار خيالي ,, رحم الله أستاذنا وشيخنا أحمد المصطفى والذي برحيله تيتمت عمادة الفن السوداني وبموته فقدنا اعظم الرجال وأندر الرجال .
Quote: الحبيب عماد شكرا جزيلا لهذا البوست التوثيقي الرائع للراحل احمد المصطفى الذي اثرى وجداننا بالحانه العذبة. للراحل احمد المصطفى أغنية حلوة اسمها (في سكون الليل) ..يا سلام عليها ..كنت اعشق أن استمع إليها من مسجلي في منتصف الليالي المقمرة والكل نيام...يا ريت لو احد من الاخوان ينزلها لينا.
تحياتي ومودتي
الأخ الحبيب جعفر إسماعيل
مرحب بيك في حضرة عميد الفن السوداني الذي قدم لنا فنا
راقيا أصيلا محفورا دون شك في وجداننا ..
بالفعل أغنية ( في سكون الليل ) من ألأغنيات الجميلة التي
نطرب لسماعها وأضم صوتي لصوتك وياريت يتحفنا بها أحد الأخوان
كل الود والتقدير
سكون الليل – كلمات مهدي الأمين
في سكون الليل دعنا نجتلي الصمت الرهيب إنّ في جنبيّ معنى فوق إدراكي عجيب لست أعبا .. لست أُعنى طالما كنت الحبيب فانطلق يا روحي إنّا قد نزعنا القيد عنّا ****** ها هي الأضواء رفّت والدجى أصغى إلينا والمنى في القلب رفّت واستقرّت في يدينا والذي عيناك أخفت قد بدا لمّا التقينا فاحتسينا .. وانتشنا .. ما علينا .. ما علينا ****** ثم عدنا .. وانصرفنا كلّنا يمشي وحيدا باكياً قلباً وجفنا خائفاً ألاّ يعودا فافترقنا ما عرفنا ما دها هذا الوجودا أين منّا الأمس أينا ؟ والمنى والحبّ أينا ؟
01-24-2010, 11:52 AM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
هذه اغنية فى سكون الليل ومن حفلة خاصة بالاسرة بمنزل شقيقى رحمه الله بحى المطار الخرطوم فى عام 1973 قمت بانزال العديد من الاغانى النادرة له على هذا المنبر عام 2008 (منتصفه تقريباً) فى بوست بعنوان (مالم تسمعونه من ابداعات الراحل احمد المصطفى )
02-04-2010, 12:41 PM
sourketti sourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206
أحمد المصطفى جالسا وأمامه نجله عز الدين وعلى يساره عبد الله حامد عربي وعلى يمينه الصادق بشير وفي اخلف حسن الخواض وأحمد حامد النقر وبينهما عبد الرحمن مصطفى – عيد الفطر المبارك 1955 م .
الاخ عماد ,,, عفوا تاريخ هذه الصورة اما يكون بعد العام 1955 بفترة او ,,, الجالس ليس الاخ عزالدين فهو من مواليد 1953 او شقيقه الاكبر سعد المولود فى 1951 تقريبا ,,,
02-05-2010, 07:32 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
فارق لا تلم يقول الراحل المقيم أحمد المصطفى أنها من أحب الاغنيات إلى نفسه وكان حين يشاركه معجبيه ترديد أغانيه معه يوقفهم عندها قائلاً( لا دى مابشارك فيها)... كانت لها قصه عايش فصولها مع شاعرها عبدالمنعم عبدالحى الضابط السودانى بالجيش المصرى والتى بدأت بحفل جمع مجموعة من المعلمات المبتعثات للدراسه بمصر مع مجموعه من الضباط السودانيين بالقاهرة فى أواخر الاربعينات وتواعد معظمهم مع بعضهم الآخر على التواصل واللقاء الذى تتوج بعضه بالزواج إلا شاعر الاغنيه عبدالمنعم فقد كان مادار فى اتصاله التلفونى بموعودته أن قالت له (فارق لاتلم) وجاء رده عليها (أنا أهوى الألم ) وكانت تلك الكلمات هى مطلع الاغنيه ولكنه لم يقنع أويفقد الأمل فى الاقتران بها فتوعدها أنه (ستحين للقاك ظروف وغداً أنا أسعى ليك أحن وأسأل عليك حبيبى أراك مليك قليبى الصار لديك) وقد كان حيث شاءت الاقدار أن تنفصل عن زوجها الأول وبعد أن أنجبت منه ليتزوجها عبدالمنعم عبدالحى ....
02-06-2010, 08:18 AM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
فارق لا تلم أنا أهوى الألم ما أول حبيب ولا آخر ظلم ****** بعشق فيك عفاف وأبعد لا تخاف إن طال المطاف تحين للقاك ظروف ألقاك وانسجم واسكب دمعي دم حبّك لي جسارة وحبي ليك قسم ****** غداً أنا أسعى ليك أحنّ وأسأل عليك حبيبي أراك سليت قليبي الصار لديك حلفتك عليك قسم تفارق لا تلم هجرك لي هلكني وقربك فيهو سم ****** جميل قاطع جمال لكن مانع الوصال حليل القلبو مال وهام في خيال خيال وجرحو الما إلتئم وهم صار ليهو هم منعت علي دواك وكم صارعت كم
02-06-2010, 08:24 AM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
إن في عينيك ... آيات الغرام وبكفيك كؤوس من حلال وحرام ****** اشعلها يوم ان ألقاك في المهجة نارا وارسلي البسمة تحكي في دياجينا النهارا ودعيني الثم الثغر وخديك مرارا **** أشرعي عينيك في عيني نجوي لاسهام لأري الفتنة في عينيك يقظي لاتنام ****** داعب الخد نسيم الصبح يكسوه احمرارا ثم ماد القد والخصر تناهي واستدارا وتحدي الثوب فوق الصدر نهد قد تواري ******* فتنتي والشعر براق علي غير إنتظام فارسلي طيفك يمحو النوم من عين النيام
02-06-2010, 08:27 AM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
رحلة أحمد المصطفى مع الحاج محمد أحمد سرور إلى شمال افريقيا للترفيه عن الجنود السودانيين بقوة دفاع السودان المتمركزة في ليبيا اتاحت له ولأول مرة زيارة القاهرة وهي زيارة كان لها أثرها وتأثيرها الكبير على مسيرة الفنان أحمد المصطفى فيما بعد فخلال زيارته الأولى إلى القاهرة استطاع أحمد المصطفى أن يتصل بالوسط الفني وأن يمس عن قرب تطور الفن الغنائي والموسيقي ويدرس ما أحدثه محمد عبد الوهاب من تطوير في أساليب الأغنية وفي ايقاعاتها وإلى جانب ذلك فقد اتصل أحمد المصطفى بشباب السودان الذين كانوا يتلقون العلم في جامعاتها وغنى لهم واستحوذ على إعجابهم وكان بين هؤلا مجموعة من كبيرة من أهل الفن والشعر . وكان بينهم الفنان إسماعيل عبد المعين والشاعر والسياسي عبد الماجد أبو حسبو الذي كتب مجموعة من الأغنيات الخفيفة وقدم أحمد المصطفى بعد عودته للسودان واحدة منها وهي " يوم حبي يوم هنايا ) ولم تكن هذه الأغينة هي الوحيدة التي عاد بها أحمد المصطفى ,,ولكنه عاد ومعه مجموعة من الأغنيات التي رسخت أقدامه في طريق الفن وحددت معالم شخصيته الفنية ومن هذه الأغنيات أغنية " بنت النيل " للشاعر بشير عبد الرحمن : يابنت النيل .. النيل أحب النيل ياجميل . وكان أحمد المصطفى قد تعرف خلال رحلته على الشاعر المرحوم محمود أبوبكر وأخذ منه أغنيته الشهيرة " زاهي في خدره ) والتي كتبها الشاعر وهو في منطقة الكفره في الأراضي الليبية وذكر ذلك عندما قال : قالوا ليهو القطر تقدم وكفره نيرانها زي جهنم وقد كانت زاهي في خدره من أجمل الأغنيات التي قدمها أحمد المصطفى بعد عودته ,, وخلال وجوده بالقاهرة قام أحمد المصطفى بزيارة كبار أهل الفن أمثال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش ,, ومن الشعراء قام بزيارة الشاعر أحمد رامي الذي أعجب إعجابا شديدا بالفنان السوداني الجديد وأهدى اليه احدى قصائده وهي " راحل مقيم " حبيب لست أسلاه جعلت القلب ماؤاه ناى عني وغادرني وفي الأحلام رؤياه وبهذه الأغنية عرف الجمهور السوداني الشاعر الغنائي المصري أحمد رامي قبل أن يعرفه عن طريق كوكب الشرق أم كلثوم وقد وثقت هذه الأغنية الصلة بين الشاعر أحمد رامي والفنان أحمد المصطفى الذي كان يلتقي به عند كل زيارة للقاهرة .
02-06-2010, 08:42 AM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Emad Ahmed
وليد عبد اللطيف
عماد الدين عبدالله
sourketti
نادر الفضلى
سراج الدين مصطفي
Gaafar Ismail
اكرام الصادق الحسن
حيدر امين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست