رائحة الشمس .... وحكايات اخرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 04:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-16-2010, 11:53 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رائحة الشمس .... وحكايات اخرى

    هل للشمس رائحة ؟
    هكذا وجدتنى اتساءل اليوم لحظة ان حلت تالين تلك الطفلة اللبنانية التى احبها وتحبنى كثيرا ،حتى انها احيانا كثيرة لاتأكل مالم اطعمها ، اليوم جاءت تالين الى الفصل بعد ان كانت فى "فسحة لعب خارج الفصل فى الملعب الخلفى للمدرسة "
    رفقة احد المدرسات كانت تلعب تحت وهج الشمس الحارقة لهذا اليوم حيث وصلت درجة الحرارة 35 درجة وهى درجة عادة لاتصل الى هذا الحد رغم الصيف ، فالمدينة معتدلة فى الصيف ، وباردة فى الشتاء ، الحر فيها نادر الحدوث ، المهم ان هذا اليوم كان فى اعلى معدلات الحرارة ، وجاءت تالين من الخارج الى الفصل ومباشرة الى حيث اجلس وضعتها المدرسة وقالت ان تالين "تعبانة وتريد ان تنام حاولى ان تضعيها فى الفراش "
    حدثتنى"تفوح منها رائحة الشمس " ووجدت "تلك الرائحة "
    كانت شائعة بين اطفالنا فى البيت ، كانت امى تقول لهم
    "امشو غسلو جلدكم دا من ريحة الشمس " لماذا نقول رائحة الشمس ؟ ولماذا نشتم تلك الرائحة التى تبدو كحريق فى جلد الاطفال ؟ جدتى لابى كانت تمنعنا من اللعب فى ال"هجيرة " كما كانت تنادى الشمس ذلك حين كنا اطفالا نسافر اليها فى مدينة بربر ، وما زال اهل بربر ينادون الشمس بذلك الاسم ، وكنا فى بربر رغم ان درجة الحرارة فى الظل كانت تعادل درجة الحرارة فى الشارع ،فالظل لم يكن "لابارد او كريم" كنا فى بربر نخرج من نفاج وندخل فى آخر ، بيوت كما المتاهات التى يطلب فيها الينا فى الرسومات ان نجد مخرجا ، ندخل فى جماعات من الاطفال ، فالكل جاء فى الاجازة الصيفية ، نجئ كنا من الابيض ، واخرين من عطبرة وغيرهم من امدرمان ، هناك ، لابديل عن اللعب فى الشمس ، لكنها شمس "محمية " بظلال النيم فى بيتنا فى الابيض ،
                  

08-16-2010, 11:55 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    فى الحوش الورانى ، حيث نرسم "الحجلة " نتنادى للعب رغم اننا كنا كبارا لكننا نلعب الحجلة رفقة امى وهدى عليهما الرحمة ، كانت امى رشيقة تلعب معنا "نط الحبل " والحجلة ، كانت متعتنا فى العصريات فى الاجازة بعد ان "نقش الحوش ونفرش العناقريب كحافز للعب ، كنا ما نزال ـ جديدين فى المدينة حينها لم تكتمل صداقاتنا بعد ولم نكن نعرف احدا سوى بعضنا ـ نلعب اربعتنا "امى وشخصى وهدى وخساء" نلعب بصفاء طفولى ، كانت امى تبدو لنا "نديدة "وليس اما ، حين "تغلبنا " نصيح فيها "خرخارة ياخ انتى يا امى "ونضحك من فكرة ان تكون أمنا "خرخارة "حين نقول لها تلك العبارة نشهدها على موضع الحجر الذى لابد ان يكون "املسا ومسطحا "حتى يسهل سحبه بالقدم فى ارجاء المربعات الستة ، لكنها تضحك منا ، كنا نردد معها تلك الكلمات وهى "تنط " بين المربعين فى آخر مرحلة من الحجلة تحاذر ان تضع اقدامها على ال"شخيت " وان حدث فحتام سنصيح "ميتة ميتة " بتأكيد غريب ، لكنها كانت "حريفة بحكم التجربة والخبرة والسن " تقفز قائلة "أريكا ، فنرد عميا ، اريكا ، عافصة "كانت تعرف كيف تتحكم فى خطوها على العكس منا لذلك كنا نتقبل الهزيمة على مضض ، ونبدا اللعب من جديد بعزم ان نهومها لكننا لا تجعل لنا من سبيل لتلك الهزيمة ، كانت رحمها الله تغزل لنا حرير الكلام وتزنه وتدفعه باتجاهنا موزونا تعلمنا من خلاله معنى قبول الهزيمة ، وان نتصادق فيما بيننا ، ونتحابب ، كانت معنية بالقملات من جهة "إن كبر ابنك فآخه "
    يا لها تلك الام ، هاهى الاعوام تمضى وها اننى احتفى بها رغم رحيلها الذى أدمى قلبى منذ اربعة اعوام ن لكنها ستظل حضورا فى الروح ، نخلة تنسدل سعفاتها على احدنا الاخر محبة وإخاء ا ، لك الرحمة يا أمى وشكرا لانكى امنا ، شكرا لانك علمتينا مالم تعلمنا إياه كل كتب الدنيا ، رحمة الله عليك يا امنا ...
                  

08-16-2010, 11:58 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    خطوبة سهير ... شجن خاص
    الى سيف الدولة حمدنا الله عبدالقادر
    ثلاثة واربعون عاما منذ أن اذيعت تلك المسلسلة لاول مرة ، لكنها ما تزال تتحرك فى الوجدان حية ونابضة ، حين تمت إذاعتها كنا فى عداد الصبايا وربما الاطفال ، لكنى أتذكر حواراتها كما الامس القريب ،كنت امتلك راديو خاص بى مما أهلنى لسماع تلك الاذاعات كما يسمعها الكبار حينذاك ، فلقد وجب على ّ الان ان اشكر خالى محى الدين بابكر سلامة على تلك الهدية التى جعلت أمر الاذاعة عاديا فى حياتى بل هى كما الماء والهواء بالنسبة لى ، حتى أنى حين اشتغلت فى الاذاعة كانت بالنسبة لى بيتا دخلته قبل الان ، وجدتنى اول ما اشتغلت فى الاذاعة امشى المكتبة واحمل تلك الاشرطة الخاصة بالمسلسل "خطوبة سهير " واجلس فى صمت استمع اليها ، رغم انى شاهدتها فى المسرح ، لكنها ما تزال تدوى فى داخلى من خلال الصوت ، وتحديدا اصوات الممثلين ، ما تزال طازجة وحلوة المذاق على اذنى ، تعلمت حينها كيف ان تستمع الى الاصوات وتراها باذنك وهو ما اسماه علماء الاتصال "فن الرؤية بالاذن "حيث دخلت كما كل المستمعين فى بيت "خليل افندى " واجوب "برنداته، وغرف النوم فيه والمطبخ ، والحوش ، أرى الراديو وهو موضوع على تلك التربيزة الصغيرة ولون القماش الذى كان يغطيه ، اشهد مطبخه واعرف كيف يكون الموظف وهو يغادر البيت فى الساسدة صباحا ويعود عند الثانية بعد الظهر ، تلك كانت الطبقة الوسطى بلاجدال التى كانت تصنع التوازن الاجتماعى ، وكيف ان افرادها من الرجال كانوا يفعلون ذلك التوازن "حيث لم تدخل المرأة الى ذاك الحيز بقوة فهن لم تتجاوز حدود عملهن يومها التعليم والتمريض والعاملات سواء فى المصانع او المرافق الحكومية وبالتالى لم يكن لهن من تأثير اجتماعى يستطيع ان يغير تركيبة المجتمع "لكننا سنجد ذاك التأثير لاحقا فى السبعينات فى مسلسل الحراز والمطر للكاتب هاشم صديق "الذى كان بطلا فى مسلسل خطوبة سهير " لكن المرأة فى "خطوبة سهير" كانت سهير تبدو كموظفة صغيرة فى الحكومة يتقدم لخطوبتها احد زملائها قامت بدور سهير الفنانة تحية زروق ، وقامت بدور والدتها الفنانة امينة عبد الرحيم ، ووالدها الفنان مكى سنادة ، ما زال صوت امينة عبد الرحيم يرن فى اذنى رغم انها فى ذلك الحين كانت فى شبابها الباكر ، لكنها جعلت من ذاك الدور "سكينة " علامة فارقة فى ادوار الام الى الابد
                  

08-16-2010, 11:59 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    المسلسل يؤرخ للموظف الحكومى ، وكيفية تعاطيه مع الحياة من حوله "فى المكتب ، وكيف انه كان منضبطا ، فى البيت وكيف انه كان مسنودا بزوجته ، وفى الحى تجده مسنود بصاحب الدكان يجنبه المسغبة ،وسيد اللبن وسيد الفحم ، وكل فصائل المجتمع فى خدمته يؤدون له جليل الاعمال والخدمات يسدونها له فى غير ما من أو أذى ، ليكون فى الوضع اللائق به كأفندى جليل ، وكذا كان يفعل "سيد البيت الذى يستأجر منه البيت" لذا عاش هذا المسلسل بقيمه وانسانيته العالية بيننا وشكل جزءا اصيلا من وجداننا ....
    شكرا لك ابو الدراما الاذاعية السودانية الحديثة حمدنا الله عبد القادر ، شكرا لكم ـ تحية زروق ، هاشم صديق ، يحى الحاج ،أمينة عبد الرحيم ، مكى سنادة ، والمخرج صلاح الدين الفاضل إن لم تخنى الذاكرة ...
                  

08-17-2010, 00:06 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)


    "الزيانة "أول الشهر

    كان جدى عليه الرحمة لايقول كلمة "حلاقة " قط ولاتجرى على لسانه ، كل الذى يفعله ينادى احد الاولاد "يا ولد تعال ـ زيّن لى راسى دا ـ ويجئ اليه من يأنس فى نفسه الكفاءة ، ويزين له رأسه "نمرة واحد "
    لم يكن لتلك الزيانة تاريخ غير يوم الجمعة الصباح ، احيانا قبل الفطور ، حيث يتجمل للصلاة فى ذلك اليوم
    كان إذا نبت شعر راسه قليلا وجدت ان مزاجه معتكر ، ولا يحتمل النقاش لان "الولد ما زينو سمح المرة الفاتت " ونبدأ فى البحث عن شخص آخر يحتمله جدى فى أمر الزيانة
    الى كل ذلك ، كان خالى حفيظ رجل وسيم وما يزال رغم مرور الاعوام يحمل وسامة لا تخفى على احد ، "وكل ابنة اخت بخالها معجبة " لكن اكثر ما يميزه ، كان يوم يجئ اول الشهر يعود الى البيت بعد ان يصرف "الماهية " يعود "حالقا ـ وليس حافيا ـ بل مكسو بمحبتنا جميعا"يعود إذن مهندم وحليق ، كنت يوم ان أراه حليقا هكذا اعرف ان اليوم "الماهية " وهذا اليوم ايضا كان يعنى ان يعود محملا بالاكياس المليئة بالخيرات ، أكياس من الورق فلم يكن البلاستيك قد غزا حياتنا بعد ، وهى التى مخول لها حمل اغراض الناس ، او انهم يستخدمون "القفاف الكبيرة او الصغيرة " وهى أكياس من الورق المقوى ، إما معاد تصنيعها من اكياس الاسمنت او تلك التى كانت تباع فى المحلات الكبيرة من الورق المرسوم احيانا ومكتوب عليه اسماء المحلات الكبيرة ..!
                  

08-17-2010, 00:07 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    لكن خالى مامون ، كان فى نفس التوقيت يجئ الى البيت حاملا المقاطف الكبيرة "القفة ام اربعة اضنين " مليئة ايضا بكل ما يمكنه من خضروات فواكه ، حيث ارتبك عمله بالمجلس البلدى فى ريفى بحرى وكان عطوفا على المزارعين لذلك كان حين يشترى منهم الخضروات يزيدون له العيار مرتين ...الى كل ذلك "كانت الدنيا سخية ورخية ، كما كانت تقول امى " كنت احيانا اصحو فى الامسيات على صوت امى نفيسة وهى تعالج صيدا جاء به خالى مامون "حبار او غزلان او فى اقل الصيدات دجاج الوادى ، أو سمك يجلبه رفقته "وكذا كان يفعل خالى فخرى كل اول شهر سوى انه كان يميل به الى اهل بيته وزوجته خديجة التى حين تزوجها كانت فى نظرنا "طفلة " فتربينا معا فى حضن جدتى نفيسة ، على عكس اخوته كان جدى فخرى محب لامرين لا ثالث لهما "إذا استثنينا النوم " فإنه يحب اغانى الحقيبة ودارالرياضة امدرمان ، تلك التى كان يحملنى فى كتفه باتجاهها ، فتعلمت منه ان اكون محبة لكرة القدم الى هذه اللحظة ، عدا كأس العالم هذا العام فهو خارج منظومتى اولا لاختلاف التوقيت ، ثانيا لخروج فريقى المفضل الارجنتين ، ثالثا لان المبارايات لا تذاع ولا نشاهدها فى التلفزيون الامريكى الذى لا دخل له فى امر كرة القدم حيث يرى معظم الامريكان الى تلك اللعبة بعين غريبة يرون انها علبة "بنات " ولهم الحق ففريقهم هو الاول فى العالم ، وفريقهم خرج من دور ال16 الى كل ذلك يسمونها "السوكر " لماذا لا اعرف
    كنت إذن امشى الى دار الرياضة رفقة خالى فخرى ، واعود فى العصريات لاكمل الدور مع اولاد البيت فى دارفورى الحوش ...


                  

08-17-2010, 00:09 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    عم صالح يعود من كريمة

    من منا نحن اطفال الستينات والسبعينات الذى لم يطارد "عربية الجاز " وهى ذلكم الكارو الذى نراه الان يحمل نفس تلك الانبوبة "البراميل" مكتوب عليه اسم الشركة اما توتال او اجيب اوموبيل " الفرق أنه كان مليئا بالجاز والان يمتلئ بالماء ...فلقد انصرم زمان كان فيه الجاز عنصرا حيويا ، تعمل به "البوابير" التى ربما تطورت لتصبح البوتاجاز الحالى ، حيث ملامحها تشابه الى حد كبير البوتاجاز ، فهى لها فتحات تشابه الفتحات المتوفرة الان للبوتجاز ، الفرق انها كانت تعمل بالجاز ويمر عبر انبوب الى تلك الفتحات ، ويكون قاعد فى طرف البابور "مكفى على وجهه " ويخرج منه الجاز ليصل الى كل "العيون " كما كانت تناديها امى ، وكنا كل يوم جمعة ننزله من تلك القعدة الى الطشت ونغسله حتى لا "يدخن " نجئ بالجاز من ذلكم الرجل الذى كان يصيح بين الازقة والحوارى "كان يحمل جرسا ويصيح على بضاعته، وكنا نحمل الجوالين و"القزازات" الكانت تحمل علامات "الجمل والتراكتور " وغيرها من العلامات لمشروبات روحية سرت تلك الازمان ونجرى خلفه ان تباعدت بيننا الخطى، وتلك الزجاجات او "القزازات " كانت دائما محل تضليل للاطفال ، يشربون مافيها وهم على جهل انه جاز ، فتحملهم امهاتنا باتجاه المستشفى ويغسلون لمن شرب الجاز امعاؤه الصغيرة ويعود الى البيت وهو حذر من ناحية تلك الزجاجات تماما..
                  

08-17-2010, 00:10 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ثم ان المستشفى نفسه "كان " فيه قسم الطوارئ جميل ونظيف والطبيب كان يبتسم فى وجوهنا دائما ، فلم تكن من طبيبات على ايامنا الا ما ندر ، لكنهم الاطباء وكانوا يعالجوننا مجانا ..! وكانت الممرضات يجبن المسشتفى بملابسهن البيضاء الكاملة البياض النظيفة للغاية كان اللون الابيض هو عماد ملابسهن من "الطاقية فى الرأس الى الحذاء فى القدم ، مرورا بفستان مكوى حد انك تراه سيوف لامعة ، وكذا كان الممرض الذى كان ينادونه بالتمرجى وكذا الممرضة يؤنثونها فينادونها تمرجية ، ثم اننا فى كل حى كان لدينا مركز صحى صغير يؤمه كل سكان الحى لزوم الامراض الخفيفة من حمى او صداع او تغيير للجروح ، واحيانا كان يتم تحويل البعض الى المستشفى حين لا يعرف الحكيم "المساعد الطبى " نوع المرض ..
                  

08-17-2010, 00:11 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    اعود الان الى الشوارع وما كان فيها من احداث ، ففيها كان يتجول الباعة منتصف الصباح حاملين بهاراتهم ، واسماكهم، وبطيخهم وشمامهم ، وعنكوليبهم ، وحرجلهم ومحريبهم وسنمكتهم ،ثم هناك من يصلح العناقريب ، او من يشدون سراير الحديد ، وكان البعض كالباعة للبهارات يحملونها على ظهور ابلهم يتجولون بها فى الازقة ، لكنهم يقودون رسنها ويمشون امامها ، اما النساء فكن ايضا يجئن بتجارتهن اوان القيلولة ، وكأن البيع مقسم بينهم والرجال ، كل له اوانه المحدد ، كن يبعن الاقمشة ، والثياب والملايات والحلى وبالاقساط ، لكن احدا من اولئك الباعة لم يكن يحمل العاب اطفال للبيع ، ربما لم تكن معروفة حينها ، بعد كل هذه الاعوام "يادوب انتبهت " لعدم وجود العاب اطفال للبيع ..! لذلك كنا نلعب ببنات الدلاقين واولاد القصب والخشب ، بالعلب الفارغة ، "ام الصلص ، كمبلت ، دافورى بكرة مصنوعة من الشرابات القديمة واحيانا كان البعض يلف داخلها "دومة " حتى يقوى عودها .. نلعب بها "الرمة والحراس " لم نشاهد افلام الكارتون ، بل كنا نشاهد عم بطوط فى صورة ، فقط صورة لاتتحرك قط ، فلم نلعب سوى فى التراب وبه ...
                  

08-17-2010, 00:13 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    لكننا فى العصريات موعودين بالباسطة التى يتجول بائعها بين الاحياء ، نظيفة عربته ومغطاة بضاعته ، وحلوة ورخيصة ، كان يمر ايضا بائع الترمس بجردله المغطى واحد للترمس والاخر للكبكبى ، وهو نفسه نظيف للغاية بجلبابه الابيض وطاقيته الحمراء ومركوبه الاحمر ينادى على مبيعاته ، ثم يجئ من كان يحمل الارغفة المصنوعة فى اشكال الحيوانات والطيور نشتريها ايضا ..
    كل ذلك لا يمنعنا من الدخول الى الاماكن الممنوعة ، واولها الحدائق الخاصة فى الرحلات على وجه الدقة ، كنا "نسرق" كل ما منعونا منه ، من فواكه ناضجة واحيانا نصف ناضجة ، لكنها رعونة الطفولة ، وفى الاقاليم بين القضارف والابيض كانت الصومعة فى القضارف محل ارتيادنا وكذا فى الابيض حيث زريبة المحاصيل، مكان زيارتنا نقتنص الصمغ الذى تدافع خارج اجولته ، او الفول السودانى ...
    نحن الذين شربنا نقاع الزير ، فلم تكن الثلاجات قد دخلت كثيرا من البيوت ، فى القضارف كان لدينا ثلاجة تشتغل بالجاز ، وكان والدى يسكبه الى قعرها عبر انبوب فتشتغل لعدة ايام ، وكذا كانت الرتاين تشتغل بالجازوالفوانيس ، حكى احد الاصدقاء الكانوا طلابا فى مدرسة خورطقت الثانوية ان العامل الذى كان يملا الفوانيس بالجاز حين تمّ إدخال الكهرباء اصابه اكتئاب لكن إدارة المدرسة لم تتركه يذهب بل ظل عاملا فيها الى حين وفاته ...
                  

08-17-2010, 00:14 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    اعود الى الازيار ، حيث كانت تنظفها امهاتنا ، واورثننا تلك المهمة ، كنا ننزل الزير الارض من مقعده ذاك ، ونضعه فى الطشت وندعكه بالليف السلكى والطوب الاحمر حتى يعود اليه بعض الق كان اقتصته منه الطحالب الخضراء على ظهره ، نعيده الى حيث كان ، أما فى البرندة او انه كان "معمول حسابه " فى البيت تحت الشجرة فى حفرة مخصوصة "معظم البيوت كان بها اشجار " او ان اهل البيت وضعوا له حاملا من الحديد او "صبة اسمنت معروشة بالبلدى او فى اوقات لاحقة جاءوا بالمزيرة الكاملة من الحديد وتلك كانت ايضا توضع فى الشوارع للعابرين وهى ما ظل يتم تعريفه بالسبيل"
    نحن البنات ، من منا التى لم تلعب "نط الحبل ،والحجلة ؟"ولم تنهرها جدتها او خالتها "يا بنات حفرتن الواطة الله يحفر قبوركن ؟" او قالوا "تنططن ؟ تنطن بلا كرعين "او فى رواية اخرى "بهدلتن البيت الله يبهدل حياتكن ، او تردحن ؟تردحن فى النار "
    كنا نستمع الى تلك الادعية غير الصادقة من حبوبة فاطمة بت محمود ، وهى التى ما انجبت فى حياتها لكنها كانت ام الكل حنونة وشفوقة وكريمة معنا تحنو علينا كما لو انها التى ولدتنا .. كان زوجها عم صالح كما كنا نناديه يجئ من مكانين فى وقت واحد ، كان يجئ من دنقلا حفير مشو ومن كريمة حيث زوجته وام عياله ،كان حين يجئ لا يأتى خال الوفاض قط ، دائما كان محملا بالقمح و"الجرم" والبلح يوزع ما جاء به بالتساوى بين اهل الحوش ، لكن اهمّ ما كان يجئ به كان "قراصة الكابيدة " تلك التى كنا ننتظرها حين يهل عم صالح لنأكلها ممزوجة بدعواته "تنفعكم " وهو الذى كان ينطق العين" ألفا" لكن لايهم فهو من الناطقين بغيرها ...والكابيدة مصنوعة عادة من القمح ومخلوطة بالتمر مقطعة الى قطع كبيرة يدلقها عم صالح الينا فى "الكورة الكبيرةحقت رمضان "فتقوم امى نفيسة بتوزيعها علينا فى الصباح نشرب بها الشاى ونحمل ما تبقى منها باتجاه المدرسة لنقوم بتوزيعها للصديقات فى تذكير انها التى نتغنى بها فى منهج الجغرافيا "وكم اكلت معه الكابيدا وكمسمعت اورو اللودا " لكنه كان يحمل ايضا بين ما يحمل "التركين " لكنه لم يكن يأكله قط ، فكان حين يريد اهل بيتنا طبخه يطلبون اليه ان يخرج لانه يمرض بسبب رائحة التركين ...!
    2009 ايوا
                  

08-17-2010, 00:25 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    القمردين
    "الحلو " لم يكن شائعا لدى الكثير من الناس فى السودان خاصة نحن ابناء الاقاليم ، تعلمناه لاحقا ، لكن تحليتنا كانت خاصة بنا ، رغم ان امى عليها كل الرحمة تجيد صناعة الاطعمةوخاصة الحلويات ، لكن ، حين وصلنا الى مدينة الابيض العام 1969 كانت النساء لايمشين الى السوق الا نادرا ، رغم انهن يشتغلن بالبيع فى السوق ، ولديهن مواقع معروفة بهن يبعن من خلالها خاصة فى سوق ابو جهل ، لكن ، مع ذلك كانت النساء يمشين الى السوق خلسة ، أمر محير ذاك الذى كان يحدث ، لكن سرعان ما انتفت تلك الاستحالة وبدت النساء يمشين الى السوق بصورة عادية ...
    قالت امى
    ـ ابوك كان بجيب لينا حاجات الشهر من دكان تاجر صاحبو ، يعنى البهارات والزيت والمسن والفول والكبكبى ، المهم حاجات الشهر كلها ، ومن واحد تانى برضو بجيب لينا الاقمشة ، كنت بخيط براى ، بعد بقيت امشى السوق براى ، حتى دخل بيتنا الكاسترد ، وزمان قبال ما امشى السوق قدر ما اكتبه ما يجيبو لينا ، وكنت بسوى التحلية يا سلطة فواكه كان الفواكه راقدة ولا الرز بالسكر ...!
                  

08-17-2010, 00:26 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    فى بيتنا كان الارز يشكل عنصرا حيويا لكنه ليس طعام لكل يوم ، فقط حين يكون دوره قد حلّ ، أو جاءنا ضيف مفاجئ ، او انها قررت ان نتعشى "رز باللبن " وحين جادت علينا "بالحلو " كان حلوا مصنوعا من اللبن او الكركدى ، او الليمون أو القمردين ، وهذا يحين زمانه عقب انصرام ايام رمضان الكريم ، وغالبا ما يكون رفقة "حلو القمردين " الارز لزوم ان ناكله مخلوطا بحلو القمردين ..
    فى رمضان لم يكن لدينا من سبيل لذاك الحلو قط ، ولا الرز من ثم الا حين يكون "رز باللبن للسحور " والقمر دين للشراب فقط لكنه شراب محدود ، فالقمر دين غالى ، لذلك تتم صناعة عصيره فى حضرة "زولا عزيز " ويتم "نهرك " او "الحدرة " باتجاهك إن أكثرت من شرب القمردين ..!
                  

08-17-2010, 00:27 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    وهو كان ومازال يحمل نفس المذاق ، ونفس العبوة تقريبا ، ملفوفة بورق اصفر شفاف ، ومكتوب على الورقة التى بداخل ذلك الورق الشفاف "صنع فى سوريا " حتى "هنا فى امريكا مستورد من سوريا "
    رمضان كريم ، كل عام وانتم بخيرايها الاعزاء فى كل مكان من الوطن الحبيب ، فرمضان فى الابيض ، تلك المدينة الاثيرة لدىّ ، نكهة خاصة به ، لم تفارق حياتنا جميعا الان والى الابد ، فمنذ أن مشت أقدامنا على ارضها العام 1969 وحتى خروجنا منها العام 1983 ظلت تلك السنوات نقش فى عمق ذاكرة كل منا ، لها مذاق مغاير ونكهة خاصة بكل فرد فى اسرتنا...وبوح خاص به ، يبوح به لمن يشاء ، وها أنى ابوح لكم ونحن فى غمرة هذا الشهر الفضيل اعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات
                  

08-17-2010, 00:29 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)


    الساعة الان الثالثة بعد الظهر ، الصمت يخيم على أنحاء البيت ، سوى ان الراديو فى المطبخ يعلن الساعة الثالثة بتوقيت السودان المحلى ، أمى نائمة فى الظل الواقع بين حائط الديوان وحائط الحوش ال"ورانى "ثمة "عنقريبان " ممدان الى جوار احدهما الاخر ، واحد تنام فيه امى متوسدة مخدة فقط ، لان ال"توب مبلول " والاخر عليه نفس الاشارات "عنقريب بدون لحاف "تتوسد فيه هدى عليها الرحمة وخنساء اطال الله عمرها مخدات لنفس السبب ، فلم تكن المراوح قد دخلت المدينة بعد ، فكل البيوت تهويتها جيدة ,لم يكن من تلوث بيئى يحول دون الهواء اللطيف ، والمدينة محاطة بالخضرة مما يكسبها برودة جيدة لاتحتاج الى مراوح ، مع ذلك فلقد كانت فى البيت مروحتان واحدة فى الديونا والاخرى فى غرفة والدىّ ، صمت فى البيت يعلو يقطعه صوت الراديو وتلك النشرة التى كانت امى تهتم بسماعها ، حيث احيانا تذيع من رحلوا عن دنيانا ..
    الاطفال فى خارج البيت الان ، لكن لابد من الغداء ، لانهم لا يصومون بطبيعة الحال ،أحاول الى ذلك ، مع أداء أمر آخر كلفتنى به أمى "نضفى الفول وختيهو فى النار فى حلة البريستو عشان يستوى للفطور "
                  

08-17-2010, 00:31 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    وحتى يعود باردا فالحلومر يتم وضعه فى الثلاجة من وقت باكر ، حتى لا يحتاج الى ثلج كثير يحتاجه الجيران "كانت ام الحسين الغبشاوى كثيرا ما ترسل اطفالها الى البيت لأجل الثلج فى العصريات "
    الأن تفوح رائحة البليلة من حلة وضعتها امى على نار هادئة ، هاهو آذان العصر يعلن ميقات الصلاة ، وعلينا مراعاة فروق الوقت ، تنفض الان البنات وامى الثياب المبلولة عن اجسادهن ويتوجهن للصلاةـ ان كان ولدى موجوداـ فالصلاة جماعية ، نتفرق عقب الصلاة ، الاولاد باتجاه الشارع ينظفون الحوش الخارجى ويضعون البروش والسجاجيد إن لم يكن ثمة أمطار "أحيانا كنا نصوم رمضان فى الخريف " والا فالافطار فى الديوان ، وإفطارنا نحن البنات وامى والعيال فى الراكوبة ، فهى لم تكن راكوب كما كل الرواكيب فهى مكان أنسنا ، واجتماع شملنا ، بعناقريبها المنثورة فى داخلها ، وطبليتها المغطى سطحها بالالمونيوم حيث نضع عليها صينية افطارنا فى رمضان وغداءنا فى الفطر ، تلك الطبلية التى ما كان بيت يخلو منها ، حيث تقوم بدور عظيم فى "ربط مكنة اللحمة الى طرفها وكذا الكبكبى ولا شك انها ستحل محل الصينية لفرم الخدرة " االن الراكوبة ازدحمت فيها النيران ، فالفول ازدادت درجات غليانه لان امى رفعت معدل النار ، حيث "الوقت روح "وثمة "منقد آخر " للتقلية والعصيدة ، تزداد الحرارة ارتفاعا ، لكنها تخف تحت لطف البرامج الاذاعية الخارجة من إذاعة الشرق الاوسط او القاهرة او صوت العرب ، مسلسلات نتابعها على الهواء فلم يدخل التلفزيون بعد الى ساحات حياتنا ، نتابعها بنهم واهتمام ، حتى إذا ما كانت الساعة الخامسة الا ربعا عدنا الى "استوديهاتنا"فى إذاعة امدرمان حيث المسلسل اليومى الرمضانى ، بنهايته نعود الى الاذاعات المصرية
                  

08-17-2010, 00:32 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ثمة تخصصات فى بيتنا كما فى أى بيت ابان شهر رمضان ، فالبنات عليهن "المويات " ورصها فى الصوانى التى يخرج بها الاولاد الى الشارع ، امى كان عليها "العصيدة وملاح التقلية " وما تبقى "نتشايله " لكن .. أكثر ما كان يعكر صفو اليوم الرمضانى "غسيل العدة" كنت غالبا افض تلك الغضبات من اخواتى ، واقوم بغسلها حيث انهن لا يختلفن عن الكثير من الصبايا فى عمرهن ، فاقوم طائعة الى ذلك الفعل "القاسى " عقب صلاة المغرب مباشرة ، حيث تمتد تلك العملية الى ماقبل صلاة العشاء بقليل او تزيد احيانا إن كان ثمة ضيوف ، لكن لايهم ، فلدى من يؤانس تلك الوحشة ، الراديو يظل مفتوحا الى جوارى ويستمر حتى وقت متاخر من الليل حين يعود والدى من صلاة العشاء يكون ذاك أوان "خت العشا" ونتعشى معا هذه المرة ، فالعيال الصغار ناموا ، احيانا إن لم يكن لدينا مدارس فالسهرة تمتد والونسة تحلو مع امى عليها الرحمة ، تحكى لنا عن رمضان زمان وكيف كانت الحياة سهلة ، والاشايء فى متناول الناس ، لكن الان كما كانت تقول "زمنكم صعب ، نتآنس حتى السحور احيانا ، تقوم الى ما تجود به علينا وتفرقه علينا تحدثنا عن السحور وضرورته ، نصلى الفجر وننام على امل اللقيا فى الصباح
    لك الرحمة يا امى ولوالدى ولاختى الشقيقة هدى ، رحمة تتسع ، وتصوموا وتفطروا على خير
                  

08-17-2010, 00:27 AM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    يعلم الله

    متعة انيقة يا بت الشيخ

    مودة وسلام مقنطر

    معاوية عبيد
                  

08-17-2010, 00:39 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: معاوية عبيد الصائم)

    معاوية الحبيب
    اعلم انى مازال دمعى يهمى رغم انى اتظاهر بالعكس
    لكنى ساظل حزينة احمل ذاك الفتى الى قلبى


    محمد قرفة

    للحزن لونك ، للدموع طعم الغياب ،يا ايها الولد المجبول بحب الناس ، كيف انك قد مضيت دون إلقاء كلمة الوداع على من أحبوك ؟كيف انك مشيت دون أن تلتفت ... هكذا إذن هو غيابك مسرعا ... هل كنت مهموما لذاك الحد الذى جعلك تسرف فى الغياب ؟
    من الذى حال بينك وبين لقاءنا ؟أهو الموت ذاك الوحش الذى ماتوانى أن يسرقك ، واضعا مخالبه فى روحك حتى أزهقها .. وما درى اننا سنعانى القادم من حيواتنا فى غيابك وألم فراقك ...كم هو محزن أن لانلتقى ، ثم كم هو محزن ان لا نسمع تلك الضحكة الصافية الرائقة ، كم هو محزن ان لاتكون بيننا يا محمد أحمد المجدول من فرحنا ، المعطون فى عطرنا ،وموسوم على نقوش حناء صبياتنا ، "ما حنناك يا صبى الوجعة ، ولا جرتقناك "ياحسرتى على ذاك القفز على الافعال ، كان الاوجب أن نجرتقك عريسا ، يا عريسنا الذى لم يقطع الرحط ولا البحر وكانت الامنيات ان اكون امك ذياك اليوم يافارسنا الذى ترجل قبل الوداع ...
    كنت أحيانا تحادثنى وانت فى الطريق "سائقا"
    ـ انت سايق فينى ظنك؟
    تضحك منى وتقول
    ـ ما تخافى اخوك حريف
    ـ ما بحب الزول يتكلم فى التلفون ويسوق ، يا محمد خلى بالك منك ياخ
    ـ مابتجينى عوجة الشارع ماهل
    ـ ماشى وين انت هسى ؟
    ـ ماشى اوهايو
    ـ من فرجينيا لاوهايو دى مسافة طويلة عليك الله خلى بالك منك
    وما حتمر بينا من غير سلام ؟
    فترد ضاحكا
    ـ بنتلاقى يا بت الشيخ
    كنت اخشى عليك وانت سايق من الطريق والكلام فى التلفون واقول لك ذلك فترد انك حريف
    فالمسافة بين فرجينيا واوهايو لاتقل عن يوم كامل سياقة وكنت تقطعها بلا خوف ولا وجل .. هل هو القدر ..؟ ام انك كنت مسرعا ؟ ام انه اليوم ؟ أم انك فقط تريد ان تغادرنا بلا وداع ؟
    كل الرحمة لك يا محمد ايها الانسان الذى بلاحدود انسانيته
                  

08-17-2010, 00:45 AM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الله

    الله

    يا سلمى

    دونه

    الوجع

    الحنضل

    ونزيف

    الدموع

    وعزف

    المضامين

    الحسرة

    الان

    للاصدقاء

    وطن

    ذلك

    القرفة

    ولك


    كونى

    بخير

    عزيزتى

    له

    الرحمة

    ولنا

    الارث

    النبيل
                  

08-17-2010, 04:23 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: معاوية عبيد الصائم)

    رسالة الى صديقى نجم الدين نصر الدين
    اليوم وجدتك "تتلصص"عبر المسنجر فى كومبيترى ، حين فتحت ماسنجر الياهو ، حيث كان لنا احاديث لاتعرف الا الضحك "مشتاق ليك شوق عميان لمتعة النظر " ونضحك من طرافة ما تحكى من انك الان فى الصين وانهم فى الصين سرقوا موبايلك وبعض ملالين كما قلت كنت تتعيش منها ، وحدثتنى عن جمال جنوب الصين حيث كنت تقيم ايامها وقلت لى "اريتو جنوبنا بعد الحال " لكنى لم اجدك تكتب" ياحجة انتى كيف ؟"وتلك عبارة اعتدت ان ترددها لانك كلما اتصلت بالتلفون وجدتنى اما اصلى او اعد افطار الصيام ، فاطلقت علىّ ذلك اللقب ،كنت احيانا تجئ وتفطر معى ونخرج بعد ذاك الافطار الى زيارة من كان مريضا او مسافرا رغم انك فى خانة المريض عندى وكنت "ارتى ليك " واحدثك انك "لازم تخلى بالك منك"
    لكنك ما كنت ، لحظة ان رايت اسمك يطل احسست باحة من العلقم تنزل الى صدرى وحلقى ، لم استطع الى ابتلاعها ..
    حدثونى يا صديقى انهم يلهثون وراء "كنز" منسى لك ، انهم يبحثون عن ارثك...! وما دروا أى الكنوز كنت ؟ وانك اورثتنا ما لا يشتريه المال قط منذ ان خلق الله البشر ومنذ ان عرفت الانسانية كيف تتعاطى والمال .. مادروا ان لضحكتك العالية السمحة الصافية العفية مذاق الجنان وصفاء الطفولة الذى يعزشراؤه الان والى الابد
    ما عرف الذين يريدون ان يبحثوا خلف كنزك وثروة خلفتها ثمن روحك التى من المستحيل عودتها ،او حديث منك مشفوعا بالامثلة والكناية التى تحمل مضاء لا يعرفه الا من عرفك يا نجمو ..
    متى يكفون عن طرادك ؟لماذا لا يدعونك تنام بسلام ، فأنت لم تكن موظفا فى الحكومة ، ولم يكن لك دخل يومى او شهرى كل الذى كان يحدث معك انك كنت محام ناجح وكان هذا مصدر دخلك الاصل ، لكنه لا يغنى عن انك كنت غنيا بالحديث عن الشعر والغناء الجميل ما ادراك ماالغناء والانسانية تحفك اينما توجهت " يوم كان مسافرا ، كنت انظف فى البيت ، راعنى ما وجدت من ايصالات جاءت عبر البحار لتعين نجم الدين على مقاومة المرض وشراء الادوية ، الاف الدولارات جاءت من الاصدقاء فى كل انحاء العالم " هذا كنزك الحقيقى ، يا صديقى ، اصدقاءك واهلك ومعارفك ، ما عرفك من ظل يلهث وراء تركة لا يعرف قيمتها ...!!
    كل المال فى هذا العالم لن يعدل لحظة ان ترانا ونراك ، وهذا عين المستحيل يا صديقى ، ولو كنت تركت مال"بيل غيتس" لما اغنانا عنك لحظة ، وهو على كثرته او قلته سينصرم وجوده لكنك رغم الفراق الحادث باق فينا ياصديقى فنم بسلام وليحصد الذين يلهثون وراء كنز غير موجود بالاصل سواك ليحصدوا الهشيم، فانت ذهب الاخوة الذى لن يصدأ والماس الصداقة الذى كلما زادت السنون عليه ازداد قيمة
    يا لك يانجم ايها المشاكس العنيد "هل تذكر يوم كنت مسافرا وقلت لك ـ يا نجم ياخ اقعد اتعالج وتم علاجك وامشى بعد داك محل ماعاوز ، قلت لى ـ نفسى اشوف مسرة ما بتأخر كلها اسبوعين وبرجع ، وانتى عارفة انى ما بقدر على فراق البلد داك يا بت الشيخ ، والله لو بايدى ما افارقو لحظة ، عارفة محبتى ليهو ، عارفة لمن اطلع السلالم للمكتب الشافتو عينك داك بحس انى داخل الجنة ، ولمن الاقى الناس بحس بطيب الجنة العابق ، يا سلام " يا لنجمو ، تلك هى ثروتك التى تركت لنا وهى لاتعدلها اموال العالم باسره ، ايها الصديق ليتهم عرفوا انك تساوى ثروات وليس ثروة واحدة ثروة بلا حد ولا عد ،أليس فقدنا اياك سببا كافيا للكف عن اللهاث خلف سراب لا يعيدك الينا ؟رحمة الله تغشاك يا نجم الدين نصر الدين ولد مسرة
                  

08-17-2010, 04:49 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ثقافة المقاهى.. او سوط العنج
    لعل اصدق تجليات تلك الثقافة كانت تتمثل فى قهوة الخواجة لويزو التى حدثنا عنها التاريخ كونها كانت "مسرحا ومقهى وساحة للتزلج على الجليد " والخواجة لويزوجاء من اليونان فحمل معه طقس حياتى هام من بلاده وهو المقهى التى فى بلاده اسمها
    "تافيرنا " لكنه اسماها ما كان اهل البلاد يتحدثون "العربية " المهم ان الخواجة لويزو جاء حاملا معه تلك الثقافة التى لم تستطع ان تشكل حيواتنا كما فعلت فى بعض العواصم الاخرى يومئذ والى الان ،حيث هى ضرب من ضروب تنهى عنها مغنياتنا فى الستينات حيث تقول
    "تغنيلو بت عباس
    الفى القهوة ما جلاس
    الفى الكورة ماخد الكاس"
    إذن هى منطقة محرمة تحذر منها الحكامة والحكامة اذا ما اصدرت حكما يبقى واجب التنفيذ، بلا جدال ، ويبقى امرا خارج ناموس الحياة وجب اجتنابه ..!
    لكن المقهى يشكل حيوات عالم آخر ومدن أخرى ، بخاصة القاهرة ، حيث ثمة برنامج تعرضه شاشة القناة الثانية "كان مشهورا فى التسعينات " اسمه ـ حكاوى القهاوى تتوفر عليه السيدة سامية الاتربى تقديما ، تطوف فى كل ناحية فى مصر ، وكان يومذاك ان حلت على اهل ـ حلايب ـ المنطقة الحدودية المتنازع عليها والحكومة السودنية ،تلك الحلقة كانت عن "سوط العنج " وكان المتحدث سودانيا اصيلا لكنه ..
    قالت سامية تسأله
    ـ بتجيبو المواد البتصنعو بيها الكرباج من فين ؟
    فرد الرجل بكل تلقائية وصدق
    ـ بنجيبو من عندنا فى الجنوب
    ـ لا يعنى إزاى من عندكو فى الجنوب ؟ من اسوان مثلا ؟
    ـ لا من الجنوب "ومد الواو حتى حسبته سيخلعها "
    لكنه تحت اغواء الخوف والرعب سارع الى القول
    ـ بنجيبو من جنوب السودان من جلد القرنتية
    ـ من ايه ؟
    كانت تردد "الكرباج " وكان يقول "سوط العنج " وهنا تبادر لنا اختلاف الثقافات واختلاف الالسن ، رغم واحديتها فى حدود انها "عربية " لكنها تختلف اختلافا ثقافيا بائنا لاجدال فيه ..كان مواطنا لاغير ، يسكن فى منطقة يعرف لغتها وعاداتها وتقاليدها وصناعتها التقليدية ، ولا يعرف الكذب ولا الالتفاف على اللغة ، بل الصراحة والوضوح ، تسأله عن الكرباج فيرد بسوط العنج الذى كان ينقر به الارض اما خوفا او توترا ..
                  

08-17-2010, 04:55 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    "وش الملاح "
    ربما اعود الى الحديث عن المدرسة التى اشتغل فيها الان ، بخاصة هذه الايام "عدت الى المطبخ مرة اخرى " تعلمت اصنافا جديدة من الاطعمة ما كان من المحتمل ان اقف عليها لولا انى اشتغلت فى المطبخ فى هذه المدرسة ، لكنه طعام "جاهز ـ معلب ، مثلج " وفوق كل ذلك هو زخم لاطعمة شعوب اخرى ـ المكسيك، ايطاليا ،اليونان ، الهند ، الصين ، اليابان"ومن جهتهم يملكون "الهوت دوج ، البيرغر "فالبيتزا ايطالية ، والاطعمة المكسيكية تنسب اليها "فراخ مكسيكية وهى تعتمد على البهارات ويضاف اليها الصلصة ونكهة البصل والثوم ، ويتم فريها حتى تعود"كاللحم المفروم لدينا "ثم هناك اللحم المضاف الى شرائح الخبز وهو المعروف بالسوفلاكى اليونانى ، وكذا السوشى اليابان ...عدا عن المكرونة الايطالية بانواعها ، وتسمى باسمائها الايطالية ،والتى يعمر بها المطبخ الامريكى، فحين تسمع كلمة باسطة يتبادر الى ذهنك إذا ما كنت مثلى "سودانى " يعرف ماهى الباسطة التى نعرفها تلك المسقية بالسكر،أو محشوة باللوز والجوز والكريما، لكن الباسطه هنا هى المكرونة واحيانا الشعيرية "نوع رفيع من الاسباجتى " حكى لىاحد ابناء نيالا من القدامى الذين تخرجوا فى مدرسة نيالا الصناعية التى كماقال تم تاسيسها فى ايام الانجليز والله اعلم قال "مرة عملو لينا شعيرية وكانت ديك اول مرة نشوف فيها شعيرية وما كنا عارفين بياكلوها كيف لانها يتتزلق ، عملنا مظاهرة اليوم داك كنا بنقول ـ مادايرين شعيرية ما دايرين دبيب انجليزى " لكن الباسطة هنا تجئ الى جوار البوتجاز وتقعد فى تلك التربيزة الكبيرة بانتظار ان تغلى الماء فى الحلة الكبيرة لادلقها الى جوفها ...لينضاف اليها اللحم المفروم والجبن الاصفر "نحن نصنعها بالجبن الابيض ، واحيانا اللحم المفروم "
    اما الباسطة فهى لدينا ايضا تعنى "البقلاوة " وهى جاءت الينا كما دخلت لدى المصريون من جهة اليونان او من تركيا لانها تنطق "بغلافا" بتنقيط الفاء ثلاث نقاط" ولدى المصريون "بقلاوة "
    ما يهمنا ان الاطعمة المجمدة تخرج لتغدو "سايحة " نعبئها فى الحلل، وحين نتأكد من سخونتها عقب وضعها لمدة معينة فى النار نقوم بتقديمها للاطفال فى صحونهم بشرط الا تكون حارة جدا حتى لاتأذيهم
    كنا كلما طبخنا جاء دوين ـ العامل فى المدرسة وخطيب رئيسة المطبخ ـ بملعقته الكبيرة وقعد يتذوق فى الطعام غارفا من كل نوع حتى لكأنه لا يريد ان يفوته "وش الملاح"
    كانت حبوبة حليمة بت الرحمة عليها الرحمة ، إمرأة تجيد الطباخة ما من طعام تطهوه الا ونفد فى التو والحال ، خاصة فى المناسبات سعيدها وحزينها ، فهى كانت معنية أن يخرج طعامها على أجمل وجه ، مهما كلفها ذلك ، وهى كانت إمرأة صبورة حين يتعلق الامر بالطبخ ، منذ ان يكون خضارا ولحما وبصلا نيئا وقاعد فى قفته بعد ، او لحما ما زالت خرافه حية ، تجئ بكل ما تحتاج اليه فهى لاتحب ان يعمل لها احد واجبا ، تقوم به وحدها خير قيام ، تقعد الى البامية واحدة واحدة "تقمّعها وتخرط الشوكات الصغيرات العالقة بها فى صبر تحسد عليه " ثم تقوم الى بصلها فتقطعه "ولا تقطع القلب معه او كما قال محمود درويش " تبدو البصلات عقب ان تقطعها كأن مرت عليها مفرمة شديدة البأس ، ثم انها لاتحب اللحم المقطع الى اجزاء صغيرة بل تحبها "هبر هبر " حتى اذا ما اصفر لون البصل رمت اليه باللحم وقعدت تحركها حتى لتبدو اللحم والبصل شيئا واحدا ، تضيف اليهم الطماطم المعصور بالمكنة حتى إذا ما تأكدت ان اللحم والبصل لهما مذاق جيد بعد اضافة البهارات بطبيعة الحال تقوم برمى البامية التى غسلتها وقلبتها فى الزيت جيدا ، وتضيف الصلصة والثوم وتتركها على نار هادئة وذلك بوضع الرماد على سطح الجمر ، حتى إذا ما حان وقت الغداء كانت الحلة حارة وطعمها لا يدانى ،ووشها "محكر الى سطحها ، لاتجود به الا للرجال تصيح قائلة ـ يا بت وش الملاح للرجال ـ وهى لم تكن تدرى انها بذلك تزيد من التعقيدات الصحية لديهم من الكلويسترول وراتفاع ضغط الدم ، لكنها معنية بالشكل الوهاج" لوش الملاح "
                  

08-17-2010, 05:09 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    صورة
    فى مجلة الاذاعة والتلفزيون ، كان ثمة صفحة مختصة لصور الاطفال سواء للتهنئة بعيد الميلاد أو الختان ، للجنسين حينها ،وجدت صورة ما ، قطعتها وعلقتها فى الدولاب الخاص بى فى المدرسة الداخلية ثم حولتها الى البيت حين تخرجت فى المدرسة الثانوية ، مرت عدة سنوات إذن وكانت الصورة قد انتقلت معى من الابيض الى الخرطوم حين نزل والدى المعاش وانتقلنا رفقته الى الخرطوم او امدرمان على وجه الدقة ،فى حى من احياء الخرطوم "الديم " كنت متوجهة لزيارة اصدقائى ميرغنى عطا المنان وزوجته نصرة ، فإذا بى فى مواجهة صبى يلعب الكرة ورفاقه فى الشارع لديه نفس ملامح الطفل الذى كانت صورته معلقة فى دولابى ، ناديته ، سألته إن كان اسمه "إيهاب ؟" فرد بنعم ، لم اكن اتذكر اسم والده لكننا رددنا اسمه معا ، سالنى إن كنت احد قريباته ؟ فحكيت له ما كان من أمر الصورة فاعترته الدهشة كما اعترتنى ...
    فى مجلة الاذاعة والتلفزيون ان بحثت فى دار الوثائق جيدا ، حتام ستجد "هنا امدرمان " اولا ، وهذه ربما انشئت منذ زمان لااعرفه ، ولا أدعى ، لكن ربما وجدناه مكتوبا على احد الصفحات سواء الخارجية او الداخلية ، لكنها بعد قيام التلفزيون "كان قيامه سابق للمسرح ،فالتلفزيون كان ان تم انشاؤه العام 1963 والمسرح القومى تم افتتاحه العام 1967 ،فبعد إنشاء التلفزيون صار اسمها "مجلة الاذاعة والتلفزيون " وبعد افتتاح المسرح انضاف اسمه الى سابقيه "مجلة الاذاعة والتلفزيون والمسرح " وهى "الحيشان التلاتة" الكانت مفتوحة احداها على الاخر ، كنت تجد البرامج للاذاعة لاسبوع كامل لاتنقص ولاتزيد تبث كما هى ، حتى فى التلفزيون ، نفس الامر ، لم تكن تنقص لحظة واحدة ، فالاخبار كانت "على ايامنا كمستمعين ومتابعين للمجلة " السادسة والنصف صباحا ، ثم موجز النباء الساعة الثامنة الاربعا ، النشرة التالية كانت فى الساعة العاشرة صباحا وهى نشرة محلية ، ثم الثانية عشر ، ثم الثالثة وهى نشرة مهمة كانت من أهم النشرات رغم انها تحوى الاخبار العالمية لكنها دائما تحمل اخبارا محلية "خاصة الوفيات " ثم يليها نشرة الساعة الخامسة مساء،ثم نشرة السابعة وفالثامنة مساء وهذه محلية ايضا ، ثم نشرة التاسعة والنصف مساء ، واخيرا الموجز فى ختام الارسال او قبل نهاية الارسال الساعة الحادية عشر وخمس واربعين دقيقة ... هذا بالاضافة الى البرامج لاتتغير مهما كان الحدث ..فالاخبار تنتهى بانتهاء توقيتها لاتزيد ولاتنقص ، لم تفارق هذا الفيض الا فى فى الفترة قبل منتصف السبعينات بقليل ، ولم تعد الى سيرتها الاولى منذ ذلك الحين ،وهذا بدوره اثر على المجلة وانسحب على متابعة البرامج من خلالها ، بل انها توقفت لفترات ، ولم تعد منتظمة الصدور،وانسحب ذلك ايضا على مطبعة وزارة الاعلام والثقافة
                  

08-17-2010, 05:10 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    2
    صورة

    فمجلة الاذاعة والتلفزيون نتمنى ان تعاود الصدور فهى كانت موازية لمجلات بحجم "هنا لندن " من حيث المصداقية والانتظام ، بل ان اسمها كان "هنا امدرمان " قد يوحى انه مأخوذ من ذاك بحكم الاقدمية لاذاعة لندن ، وكذا تتلاقى ومجلة الاذاعة والتلفزيون فى مصر،على ذكر إذاعة لندن ، كنت فى القاهرة ادير حوارا مع السيد منصور خالد لصالح جريدة الاتحادى التى كنت اشتغل فيها ، وجاء الحديث عن الاعلام وصورة الاعلام فى الوطن فحكى لى انه كان فى زيارة مع الرئيس السابق جعفر نميرى الى بريطانيا ، فسأله
    ـ انت الناس ديل ماعارفين انى هنا ؟
    فاجاب منصور خالد
    ـ عارفين ، ليه ؟
    فقال الرئيس
    ـ طيب ليه ما جابوا صورتى فى التفزيون ؟
    فاجابه منصور
    ـ لانه هنا مابجيبو الاخبار المتعلقة بالحكومة الا اذا كان ما يهم المواطن او بيان او حدث خطير ، عدا ذلك ، هل شفت الملكة هنا ؟ او حتى وزير ما ؟
                  

08-17-2010, 05:16 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    يا صحبي الجميل ..

    هذا التفاوت بين الكرباج (كرباجهم) وسوط العنج وجنوبنا وجنوبهم ليس قابلا للتفاوض....استغلال اسقاطات وقتية لا يعني ان "حلايب" صارت لهم ....
    واللي يعيش يا ما يشوف ...
                  

08-17-2010, 05:24 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: abubakr)

    حزنت ذاك اليوم ياصحبى الجميل
    لهذه الكذبة الاعلامية

    محبتى
                  

08-17-2010, 05:10 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    رمضان كريم

    ياصحبي الجميل ...قالو ان للشمس صوتا ورائحة ..فالصوت هو هادر جبار لا نسمعه لبعد المسافة ولكن الرائحة تصلنا ...رائحة قيل كرائحة الهيدروجين او اللحام ...قرءت مرة في احد المنتديات من كتب مثلك عاشقا رائحة الشمس فحين كان طفلا كان يرتمي في الملابس التي تجمعها امه من حبل الغسيل ليشم رائحة الشمس ....

    جميلة حروفك وتداعيات خواطرك...

    تسلمي
                  

08-17-2010, 05:21 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: abubakr)

    بي ريحة الشمس










    يا طاعمة !
                  

08-17-2010, 05:30 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: حبيب نورة)

    حبيب نورة
    يا ابن روحى ودمى
    تسلم
    رمضان كريم

    بكاء
    حدث ذلك حين كنا اطفالا ... لم نكن حينها ندرك معنى الموت ، يكن الاطفلا مثلنا ، رغم انه لم يكن يلعب معنا الا انه كان يمسك باصابعنا ويحاول ان يدخلها الى فمه ، ننظر الى تلك المسكة من جانبه ، ونضحك ، ونتعجب منها فنحدث بها خالتى اسيا فتجيب انه يحبنا كما نحبه لكن "ما تخلوه يدخل اصابعينكم فى خشمو " كان لعبتنا المفضلة
    حين ولدته امه كان ذلك بعد ثلاثة بنات ، كنا نعيش فى الحوش الكبير ، حوش ضمنا اجمعنا فى اسرة كبيرة متداخلة متواشجة متجانسة متحابة ، تدخل الى اى بيت فى ذلك الحوش وتبقى دون ان يسالك احد ان تغادر...!
    جاء ياسر فى اعقاب سمية ورشيدة ومها ، كان طفلا جميلا ، ابيض اللون ، شعره يتدلى الى مقدم وجهه حتى يلتقى بحاجبيه ، له ضحكة حين يطلقها كنا جميعا نضحك لها
    فى الغرفة التى كانت يرقد فيها امه وابيه ، كان يرقد فى سرير خاص به ، سرير لونه "لبنى " وبه "مرجحانية" كان يحلو لنا ان ندفعها جيئة وذهابا حتى ينام ياسر ، تكون خالتى اسيا اثناء قعادنا معه قد اكملت ما عليها اكماله من واجب منزلى ، ومهام اسرية اخرى من غسيل ونظافة ، ففى ايام الاجازة كنا نحرس ياسر الطفل الجديد فى البيت ..
    استمر الحال هكذا بين لعب ومغامرة اكتشاف جديد لعالم جديد فيه الطفولة مذكرة حيث كنا جميعا بنات حينها ، واجتمعنا على حبه ...لكننا .. فى ذاك الصباح من يوم كان احسبه الثلاثاء لاننا تغيبنا لمدة يومين متتالين عن المدرسة .. كنا نتاهب للذهاب للمدرسة ، سمية ورشيدة وكنت ثالثتهم ، دخلنا لنقول مع السلامة لياسر ، لم يكن هناك سوى دمعا ينزف على خد خالتى اسيا ، استوقفتنا جميعا فكرة الدمعة النازفة على خدخالتى اسيا ... كان ياسر قد تمّ اخراجه عن سريره لاول مرة منذ ان عرفناه ، ذلك السرير اللبنى الذى كنا نمرجحه عليه ، لكنه لم يكن فى المرجيحة ...!كان يرقد الى جانب خالتى اسيا مغطى فى سرير النوم الكبير ،مغطى بغطاء ابيض سميك والى جانبه جلست امه تدارى تلك الدمعة وحولها امىها وامى نفيسة تحاولان الى اسكاتها فهو الولد الذى طالما تمنته وتاقت الى وصوله فى حياتها ...
    هاهو يذهب .. لم يقل لنا احد لماذا او كيف ؟لم يقل لنا احد ماهو الموت فلم يمت احد حتى تلك اللحظة فى اسرتنا او بالاصح لم نشهده فى قريب لنا فى الحوش على وجه الدقة ...كانت امه حزن قعد الى جوار جثمانه تنظر فى الغطاء الابيض الذى تحول الان الى ياسر او تحول ياسر فيه الى جثمان بلا حراك جسد صغير ملفوف باللون الابيض ينتظر احد ما يحمله الى مثواه الاخير ...
    لم نذهب الى المدرسة ذلك اليوم ظللنا صامتين كما ادمعنا، فالادمع لاتنطق الا حين تنزل تنطق احرفا صامتة تحرق خديك بملحها ...ظللنا نقعد هناك وننظر فى السرير الازرق الفارغ ونسأل امهاتنا "ياسر تانى ما بجى ؟" فتبكى حينها امهاتنا بصوت مسموع ويسألننا ان نخرج لنلعب ، لكننا لانخرج فالسؤال مازال معلقا كيف يمكن للاطفال ان يموتوا ؟
                  

08-17-2010, 05:21 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: abubakr)

    كيتى الام الطفلة

    لم يتعد عمرها الثامنة عشرة لكنها ام لطفلين الاول تجاوز الثالثة والثانية طفلة فى اليوم الرابع لها ...
    صباح اليوم الجمعة الخامس من مارس ، كان يوما دافئا على غير العادة ، حيث وصلت درجات الحرارة الى "_1" وهو دافئ اذا قارناه بما سبقه من درجات وصلت الى "_45" وصلت المدرسة متاخرة هذا اليوم اذن ، حين دخلت وفى الكرسى المقابل للمدخل كانت تجلس كيتى وهى تحمل طفلتها التى لم يتعد عمرها يومان حيث كان قدومها لهذا العالم يوم الاربعاء ...!
    نظرت الى تلك القطعة الصغيرة من اللحم التى لا يزيد وزنها عن ال8 ارطال او تقل ، تجلس لارضاع طفلتها من "بزازة صغيرة الحجم تتناسب طرديا وحالة الطفلة " يجلس الى يسارها "تيريشان " ابنها الكبير الذى لم يتجاوز الثالثة وهى لم تتجاوز الثامنة عشرة ، قلت لنفسى "طفلة واطفال "
    كيتى ، فتاة جميلة بمقاييس هوليوود شعرها اسود طويل ، لونها ابيض لكنه ليس ذلك اللون الصادم ، بل لون بياضه هادئ ، ملامحها دقيقة بل يمكن ان تقول انها جميلة ، ليست بالفارعة الطول ، ولا بالقصيرة ، تاسرك بابتسامة صافية من القلب كلما التقت اعينها بك ، مهذبة ورقيقة ، تحسها ابنتك او اختك ، سوى انها عصبية بعض الاحيان تتجلى تلك العصبية فى
    ال"11" تلك العلامة التى تستقبل الوجه فى بعض وجوه العابسين ؟
    اول مارايتها ذلك الصباح تذكرت حال بنياتنا وهن فى اولى ايام الوضوع ، وكيف انهن محل "خدمات الاهل : خاصة وهن اسيرات الام الولادة التى نعرف مسبباتها لديهن ، ونعرف كم منهن يمتن بالامراض "التيتنوس ، وحمى النفاس " تتعدد الاسباب والموت واحد
    عدت بذاكرتى الى حيث النساء فى بلادى وفى مقام والدتى عليها كل الرحمة وفى زمانهن وكيف كانت تجرى احداث تلك المناسبة السعيدة ....
    قالت امى تحدثنى
    ـ "البنية اول ما تولد ، كانوا بضبحوا الكرامة ، وزمان مافى ولادة فى المستشفى ياها بتولد فى البيت ، والداية ياها البتكون معاها ، الدنيا كانت بى خيرها يا بنيتى ، الخروف ما بقروش كان حسبناها بقورش الليلة ، اها بعد جابو خروف الكرامة ، جابوا الخرفان للسماية ، عاد الناس ما بتجى للسماية ، وقالن كدى اهل البنية النفساء سون الكعك الماخمج ، والبسكويت ، وبجيبو البلح ويغسلوه ويختوه فى العلب للضيوف والبلح اهم من كل حاجة تانية كرامة وسلامة ...
    البنيات بجيهن الاوضة حقت البنية وكل زول قدر ما يقدر مافى فشخره وكلام ما ياهو والناس زاتا كانت على قدر حالها .. ومافى زول بشوفا عيبة كان ما جهز حق النفساء ، ياهو بفرشن العنقريب ويجيبن للنفساء اكان توب جديد واكان فركة صفيح دا ايامنا نحن طبعا النفساء م ابتقوم من محلها داك ، بتاكل وتشرب وكل حاجة فى محلها داك يا بتى ما بتقدر تقوم ، وكان جات تقوم ما بخلنها امهاتا "يا بت اقعدى ، يا بت افعلى " ومسكينة تقعد ، ما صاح طبعا ، لكين تسوى شنو ؟ وزمان البت كان ما سمعت كلام اهلها بمرقوها من الملة ، عشان قعادا دا البخور ما بمرق من الاوضة ما ينطفى الا يولعوه تانى ..!
    بعد تتم الاسبوع ومرات الاسبوعين ، تبدا بعد دا الدخان ، لانه الدخان تقدرى تقولى مطهر خاصة الطلح ، وبعد تتم الاربعين عاد بتمرق للبحر سيرة ومعاها ولدها كان بتها واهلها كلهم خاصة الحبوبات لانهن بغسلن الطفل بموية البحر وبغسلن النفساء ذاتها واليوم داك بسوو الرز باللبن والمديدةحقت التمر ، والفطير ولا كان اللقيمات كل زول وقدرته، اها نسيت ما قلت ليك المديدة ، دى مهمة جدا ، فى واحدات بعد يعنى اتعلمن بقن ما بدورنها بقولن انها بتخليهن يسمنن ، لكين عادة كانت النفساء بتشرب المديدة كان تمر ، كان حلبة ، كان دخن
    اها بعد تجى من البحر بعد دا تبدا تقوم بالواجب كل مافاتها ايام رقادها تحصله كان بيت بكا تمشى تعزى ، وكان بيت فرح تمشى تبارك ن بعدين حاجة تانية ما قلتها ليك زمان البنات الواحدة ترسل لامها وين ما كانت تجى تحضر ولادتها ، اهم شى الام تجى ، لكين هسى المشغوليات حمت الناس حتى الزيارة لكن برضو الام ما بتقدر تتاخر من بتها ..
                  

08-17-2010, 07:48 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)


    ذاكرة الحنين ..
    تخبئ - طى قلبها - رهافة حسك يا عزيزتى سلمى الشيخ سلامه
    الله يخليك يا استاذه ..
                  

08-17-2010, 08:02 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: محمد حيدر المشرف)

    وفجراً كالكرب حيبين



    وفجراً ياسلوم
                  

08-17-2010, 09:34 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: خضر حسين خليل)

    قرفصاء وتحليق بمزاج في حكاوي الحنين وسيرة الزمن السمح
    ومحاولة اكيدة للتزود بنيران قادرة علي توليع جمر الحي والاحياء المجاورة
                  

08-17-2010, 10:18 PM

محمد عبد الرحيم جمعة
<aمحمد عبد الرحيم جمعة
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 815

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    Quote: كانت رحمها الله تغزل لنا حرير الكلام وتزنه وتدفعه باتجاهنا موزونا تعلمنا من خلاله معنى قبول الهزيمة


    تعبير في منتهى الروعة يغوص في الذهن والوجدان ... ألف رحمة تغشى والدتكم غازلة الكلم.
                  

08-18-2010, 02:13 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: محمد عبد الرحيم جمعة)

    Quote: لسهرة تمتد والونسة تحلو مع امى عليها الرحمة ، تحكى لنا عن رمضان زمان وكيف كانت الحياة سهلة ، والاشياء فى متناول الناس ، لكن الان كما كانت تقول "زمنكم صعب"

    ترى بماذا كانت ستوصف زمننا هذا لها الرحمه






    ـــــــــــــــ
    دوما ترحلين بي عبر السنين لأستمتع بتصويرك البديع لزمان لم أعيشه شكرا كثيرا على هذا الحكي الأنيق
                  

08-18-2010, 02:42 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    بارك الله فيك يا بنت الشيخ
    أدينا من شغل الخال حمدناالله عبدالقادر .
    حمدناالله كاتب يا سلام .
    أتساع وعمق وخيال لا يجاريه فيه كاتب . ألف شكر
                  

08-18-2010, 04:40 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: Osman Musa)

    كتابة تحمل في رونقها رائحة بلدي الأليفة
    وسردٌ يدخلك في بوابات تلك الأزمان فيجعلك واحداً من تفاصيلها
    خلينا نقرأ تاني .. ونجي راجعين.. :)
    شكراً سلمى
                  

08-23-2010, 03:49 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: Osman Musa)

    يا عثمان اخوى كيف حالك واحوالك
    استاذنا وتاج راسناحمدنا الله عبد القادر
    استطاع الى توثيق ما عرفناه اجتماعيا بالطبقة الوسطى
    وهو قمين ان ندرسه فى مدارسنا كواحد من قامات الدراما السودانية
    اللهم امد فى ايامه وجعله زخرا لنا جميعا
                  

08-23-2010, 11:26 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    Quote: ترى بماذا كانت ستوصف زمننا هذا لها الرحمه

    ما بعرف والله يا مرتضى يا وليدى
    هى طبعا رحلت فى العام 2006
    وشافت جزء كبير من زمنكم دا
    وحزنت زى اى زول حزن على الحال المايل
    لها الرحمة والمغفرة
    ولنا ان نعيش عالمنا بكل مافيه من تناقضات
    محبتى
                  

08-23-2010, 07:24 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: محمد عبد الرحيم جمعة)

    مرحب بيك يا محمد عبد الرحيم جمعة
    تحياتى اخى الكريم
    كان زوج خالتها"لامى" الشيخ محمد عبد الرحيم عليهما الرحمة
    كانت حين تصحو لصلاة الفجر
    اكون قد صحوت قبلها فتجئ لتحيتى
    "محمد عبد الرحيم صباح الخير "
    اكون فى تلك اللحظة اكتب او اقرا كما تعودت
    ولانه كان عاشقا للكتابة والقراءة ظلت تشبهنى به عليه الرحمة
    لك موفور الاخاء والمحبة
                  

08-18-2010, 06:44 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    هلا كيكى ومرحب بيك فى بيتنا


    عم جبارة
    الخميس ، يوم لا ككل الايام ، يوم له دائما مذاقه الخاص ، يعنى ان الاسبوع قد انصرمت ايامه ، وتآكل
    الايام ... باتت ايقاع لاهث ، تجرى وتجرى وتجرى ، حين تنتبه يكون اليوم هو الخميس ، اليوم هو الخميس 12 مايو 2010-
    كانت ليلة مرعبة تحت هزيم الرعد وتوشحات السماء بالبرق ، كان البرق لامعا كعادته كما هو منذ الاف السنين ، كما هو حين كنا اطفالا نخاف منه ، لان امى كانت تقول لنا "قوى البرق دا ممكن يقتل الزول بالحريق " فلا نمشى تحت هزيمه وانشلاخه لحظة يفج قلب السماء ويطلع صافيا ابيضا على عدة اشكال طولية وعرضية ، لكنا مع خوفنا كنا نلعب ونغنى للمطر تحت لحاف السحاب وثقل المطر نتنخب اغنيات الطفولة "يامطيرة صبى لينا " وكانت تسمع نجوانا وتنزل تلك النجوى الذائبة فى اللحن ، تنزل ، تنزل، وتبتل البيوت بنداها ووابلها ، حين لايكون عم جبارة قد اعمل يده المبروكة فى تلك البيوت مزبلا اياها ، بتلك الزبالة الكانت مخلوطة ببقايا الحويانات والرمال الكان لونها احمر ، رمال حمراء و"لايوقة" هكذا كانت تقول امى نفيسة عن تلك الرمال.. يتم عجنها بواسطة رجال يغوصون داخل كومة الرمل تلك ، المخلوطة ببقايا الحيوانات ، يفرونا بارجلهم ويعجنوها هكذا بالارجل ، حتى يتاكدوا انها امتزجت بالرمال اللايوقة يتركونها لعدة ايام حتى تتخمر ، فتفوح منها تلك الرائحة النتنة ، فيعرف الناس ان ثمة بيت سيتم تزبيله ، كانوا يسمونها اذن زبالة ..
    وكان عم جبارة اشهر زبال فى الحى ، حى العباسية ، تقوم امى نفيسة متجهة الى بيته من "دغش الرحمن عشان ما يكون مرق " كنت اصحبها الى حيث بيته ، ما ازال اذكر ان الباب كان من الخشب "باب سنط ، له سقاطة كبيرة تسحبها فينفتح الباب " لا يضرب الناس على الابواب فالحالة واحدة ، يجئ خارجا من حيث كان تسلم عليه امى بوضع يدها تحت الثوب ، هكذا كنت اراها تسلم على الغرباء ، تساله ان ياتى لتزبيل بيتها ، فيقول لها "متين ؟" فتقول "يوم الخميس عشان ابونا بجى من السفر " ويجئ ، لم يكن يتاخر عن موعد ضربه قط ، هكذا اشتهر عم جبارة بالانضباط ، وهو الامى ..!؟يكون رفقته على مقعد ذلك اللورى سائق لورى التراب ، حيث هناك لورى آخر للزبالة، يقوم السائق وينزل من المقعد ، ويتناول الكوريك ، ويبدا الجميع رحلة انزال الرمال اللايوقة من اللورى الى الارض ، يكومونها ثم يجئ اللورى الاخر المحمل بالروث ، وينزل حمولته قريبا من تلك ، اكثر ما كان يلفت النظر ان اللورى الحامل للتراب والاخر المحمل بالروث كانا مغطيان بالجوالات حتى لا يتساقط التراب او الزبالة على المارين!
    يجئ بعد ذلك الانزال عم جبارة ويفحص المواد ، ويتاكد من جودتها ثم انك ترى فى الحال العمال الذين جاءوا رفقة عم جبارة وقد بدأوا يخلطون الرمل والروث لتتكون فيما بعد الزبالة ؟!
    يقوم العمال بمد خرطوم المياه من الحمام فى البيت الى الشارع لسقى الرمال والروث معا حتى اذا تاكد لهم ان تلك المياه كافية ، قاموا الى العجبن باقدامهم حتى يصل الطين الى سيقانهم ..
    البيت الذى كانوا سيبلطونه بتلك الزبالة كان "ديوان الرجال ، وغرفة نسميها الاوضة الوسطانية ، حيث تتوسط البيت ، ثم غرفة حبوبة زينب بت جارة ، البعيدة فى قعر البيت ، الى جوارها كان يقف ـ التكل ـ ثم برندة ملحقة بها غرفة امى نفيسة
    تحدد يوم الزبالة بيوم الخميس ، كانت امى نفيسة تحتفى بالعمال ، فتقدم لهم ما استطاعت من الشاى والافطار والغداء ان تاخروا الى تلك الساعة ، تعاونها على كل ذلك حبوبة زينب بت جارة امها
    ما زلت اذكرها رغم انها حين رحلت كنت فى السابعة من عمرى ، لكنى اذكرها تماما ، بشعرها الابيض الذى يبدو لك كالزغب ، ناعم وخفيف ، لم يكن طويلا ولاقصيرا ، لكنه جميل بلونه الابيض ذاك ،الذى كان محل دهشتى
    يوم رحلت كنا ثلاثة اجيال تجلس الى عنقريب مددوها فيه حيث كانت قد اصيبت بسكتة ، فلم تعد تتحدث ، قالوا انها "كضمت " كان اهلها من حولها وكنت اجلس بين امى سكينة وامى نفيسة وهى مددة بيننا ، كانت تبدو كالنائمة حين تنظر لوجهها ، تبدو تعرجاته جلية للعين ، بشلوخها التى لم تكن غائرة ولا مستقيمة فى الان نفسه ، لونها كان حليبيا ، ابيضا ان شئنا الدقة ، حلوة المقاطع بفم دقيق كنا نستحلى كلماته كلما فتحنا الصندوق لنسرق بعد رفع الطبلة عن موقعها فى القفل ،وننهب منه بلحا وحلوى وفولا مدمسا وملاليم كانت تربطها فى صرة من القماش كانت كلها من العملات المعدنية ، كلما قبضتنا متلبسين صاحت فى وجوهنا " انتو بالبخاتة والسعادة بالسمح اليغشاكم بالعافية التغتيكم" لم يكن لديها اسنان حسبما اذكر ، لكنها كانت مليحة فى ناظرى ، خاصة حين تاخذنا الى صدرها ونشتم رائحتها العجوز تلك ..كانت نحيلة لكنها ممتلئة بالحنان والطيبة التى كانت تسبلها علينا ...
    حين شهقت اخر شهقة لها وتمت تغطيتها بالثوب الابيض البنغالى الذى كانت تتغطى به ، كانت تلبسه ايضا للصلاة لكنها كانت تفضل الثياب التى كانت "تتر" قطنها وحدها ، ويجئ الرجل الذى كانت تسميه النقادى فيتسلم القطن "المترور" فى اشكال تشبه اشكال البكرات التى يلتف فيها الخيط سوى ان تلك غليظة الخيوط قليلا ، كانت تضعها فى قفة وتضع المترار الى جانب تلك الاقطان التى تترها ، وحين يعود النقادى كان يجئ حاملا الفردة التى كانت تحبها وخاصة اذا ما كان فيها "الزيق " الذى كانت الوانه زاهية ونضيرة
    لحظة شهقتها الاخيرة كانت تلك لحظة رايت حزنا لن انسى ملامحه حزن استطال الى دمعة قفزت الى حلق امى سكينة ودموع ساحت على صدر امى نفيسة ، كل ذلك كان فى غرفة حبوبة زينب بت جارة ، التى كان الزبال حين يجئ الى بيتنا ليزبله يبدأ بها ، ولذلك كانت الرائحة تظل لعدد من الايام فى تلك الغرفة لان التهوية لم تكن جيدة فيها ، ولم يكن فى تلك الايام من مراوح فى السقف ، او مرواح صغيرة كالتى توضع فى التربيزات ، ولم نسمع بالمكيفات الهوائية الا فى عهد قريب فى السبعينات ، كانت حبوبة زينب حين يبدا الرجال فى تبليط الجدران لتلك الغرفة تامرنى بالبقاء داخلا حتى لاتقع الاوساخ على ملابسى وان لم استجب قالت "والله اقوم عليك هسى بام ختم دى " وتلك عصاتها تهوشنا بها ولا تمدها ناحيتنا قط .. رحمة الله عليهم اجمعين ...
                  

08-18-2010, 06:32 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: خضر حسين خليل)

    لكم احلم بالقادم يا صديقى خضر الجميل


    معهد الموسيقى والمسرح .. موقع كامن فى الروح
    اضاءة خافنة ، الحديث هامس ، المشى على اطراف الاصابع ، تجلس اينما تصادف لان الحضورسيلعنك سرا او جهرا ان انت تماديت فى الحركة وجازفت بعبور احد الصفوف باتجاه مقعد ما .. وفى بالك انه افضل من الذى وجدته للتو ...
    حين تجلس ينبجس الصمت عن صوت ربما لاتعرفه ، لكنه قريبا الى نفسك ، صوت واضح النبرات ، ستعرفه بعد ذلك ،عنى تعرفت اليه وظلّ ساريا فى وجدانى الى هذه اللحظة ومنذ ذلك التاريخ ظل ملازما لى اعرفه اينما كنت ، انه صوت الفنان دفع الله احمد البشير .. صوته ذاك ما زال داخل رئتى كلما استمعت الى الاذاعة ظللت ابحث عنه
    العام 1973 كان عاما فارقا فى حياتى ، حيث لاول مرة اشهد عرضا مسرحيا فى مسرح مغلق ، كان ذلك فى معرض تخريج طلاب معهد الموسيقى والمسرح لعلها اول دفعة
    لا اذكر من قدم لى الدعوة ، لكنى وجدتنى اتابع تلك العروض حتى نهايتها .. بعد ان "قش لى احدهم الدرب "
    كنت صبية بعد ، لكن المسرح كان قد رسم خريطته على وجودى وبات يسرى مسرى الدم فى الاوردة منذ المدرسة الابتدائية هكذا اخبرتنى صديقتى واستاذتى هدية احمد حسين ، يوم زرتها بعد عدة اعوام من آخر لقاء بيننا ، قالت انى كنت اشتغل مع التلميذات فى مسرحية اعدتها لنا فى مدرسة ميرغنى حمزة الابتدائية ، ثم ان استاذتى هدية كانت احد الذين تخرجوا فى تلك الدفعة الاولى من معهد الموسيقى والمسرح ، وتصادف ان كانت استاذتى فى المرحلة الثانوية ايضا "كلية المعلمات الابيض " عقب تخرجها فى معهد الموسيقى والمسرح ...
    اعود الى التخرج فى تلك الدفعة ....
    كان من الامور الجديدة علىّ تماما حيث انى اعتدت ان اشاهد العروض فى المسارح المفتوحة ، سواء المسرح القومى او المسرح فى المدرسة ، فلم احظ بمشاهدة عرض فى مسرح مقفول الا تلك الايام ، الى معرض الاختلاف نضيف ان المسرح لم تكن به ميكرفونات تلك التى كنا نعلقها ونرسم حركتنا وفقا لاماكنها ، فهنا الامر مختلف حيث ان الطلاب كانوا يستخدمون اصواتهم فقط ، الميكروفون الوحيد كان الذى يتم من خلاله اعلان اسماء الطالبات والطلاب الممتحنين او المشاركين فى تلك العروض ، واسم المخرج او المخرجة ، ما تزال تلك الاسماء يرن صداها فى اذنى منذ تلك اللحظة "يحى الحاج ، دفع الله احمد البشير ، احمد يسن ، جماع الامين مسمار ان كنت لم انس ، هدية احمد حسين ، ناصر الشيخ " وغيرهم من الاسماء التى سقطت سهوا عن ذاكرتى ... اذكر الان احتفائى باسم يحى الحاج فلقد كان احد اعمدة مسلسل خطوبة سهير التى كانت اذيعت قبل ذلك فى الاذاعة وها انى احتفى بيحى الحاج كاحد الذين احببت طريقة اداءه التلقائية فى ذلك المسلسل رفقة عدد من العظماء فى الحقل التمثيلى على سبيل المثال لا الحصر تحية زروق وامينة مكى سنادة ، وغيرهم ، لكن الدهشة كانت ان اراه حيا يمشى على سطح تلك الخشبة ... فهو امر بالغ الاهمية بالنسبة لى ، ظللت اتابع المسرحيات حتى انتهت الامتحانات فى ذلك العام ، وحين دخلت المدرسة الثانوية كان المسرح احد اهم الاداوت التى تغلبت بها على كل ما اصابنى من احباط جراء انتقالى من المدرسة الثانوية فى امدرمان الى كلية المعلمات فى الابيض ، ثم انى حين التقيت بمعظم الخريجين بعد ذلك فى الحياة العامة ، كانوا يبدون لى افرادا مالوفين ، كأنى اعرفهم منذ بدء الخليقة ، وتربطنى بهم وشائج لاتنفصم عراها
    كل هذا الكلام كان السبب الاساس فيه محادثة تلفونية تلقيتها من صديقى الفنان المسرحى الشاب ـ منعم شوف ـ من مقر اقامته فى هولندا ..يوم السبت 7 مايو واخذنا الحديث معارجا وصعدنا على موجات من الذكريات ضحكا وبكاءا وحبا واخاءا ...
                  

08-18-2010, 06:16 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: محمد حيدر المشرف)

    محمد حيدر المشرف
    تحياتى
    فكرة كتابة عن حياة ناس عشت معاهم
    حياة عشتها
    ليست مختلفة
    لكنها حياة ما ...
    ساحاول الى نشرها فى كتاب


    هل يمكن ان نتعرف الى شخص من خلال اصابعه ؟

    كان عمى مجذوب احمد سلامة يشتغل كما كثير من السودانيين فى المملكة العربية السعودية ،لكنه كان مفارقا ، وله غرائب ومفارقات "بعرفها براهو "
    يحكى انه ذات نهار شاءت ظروفه ان يدخل مستشفى ما فى المملكة ، حيث كان يعاود احد اصدقائه ، فرأى فيما يرى "الزائر " شخصا كان يرقد فى المستشفى فى نفس العنبر الذى كان يرقد فيه صديقه ، لم يكن قد التقى به فى حياته ، ولم يسمع به قط ، لكن ثمة ما جذبه ناحية ذاكم المريض ، قال ، فسألته
    ـ انت من وين يا اخونا فى السودان ؟
    ـ من كسلا
    قال عم مجذوب ـ
    كسلا دى ما بعرف فيها زول ، لكن قالو عندنا فيها اهل ، بس للاسف ما بعرفهم ، معليش للسؤال ، لكين عندك اهل فى بربر ؟
    ـ اهلى كلهم من بربر ، لكن بس القسمة ودتنى كسلا واتزوجت من هناك
    ـ تانى معليش يا ابن العم ، اسمك منو ؟
    ـ اسمى محمود محمد سلامة
    قال عم مجذوب " ختيت ادينى فى راسى وقلت ليهو
    ـ لا حول ولا قوة الا بالله ... انت عارف اننا اخوان اولاد عم لزم ؟
    ـ انت دا ولد عمى انا ؟
    ـ اسمى مجذوب احمد سلامة
    وتعانق الاخوان ، وبكيا بكاءا جعل كل حاضر تجرى دمعته لحرارة وغرابة ذاك اللقاء ...
    لكن عم محمود لم يترك الامر يمضى كما يمكن ان يتخيل اى احد ، سال عم مجذوب
    ـ انت عرفتنى كيف بالمناسبة ؟
    فرد عليه عم مجذوب
    ـ من اصابعينك ديل ، ومد له يده ، واشهده على تشابه اصابعهما ، وردد عم مجذوب " اصابعين ماركة مسجلة "
    وبنفس الكيفية التى تعرف بها الى ابن عمه محمد تعرف على ابن عمه بابكر وهو خالى شقيق والدتى ، قال "رايت رجلا يقف امامى فى الصف للمغادرين فى المطار ، ما عارف ليه جانى احساس انى بعرفه ؟ قعدنا بعد الاجراءات فى كرسيين متجاورين ، فجأة خطر على بالى ابن عمى محى الدين الذى لم اره وقالوا انه سافر للسعودية حتى قبل ان نولد ، نظرت ناحيته وخاصة اصابع يده التى لفتت انتباهى قمت اليه وسالمته ، وسالته من اين هو ؟ ومن اسمه
    حين نطق باسمه لم اتمالك نفسى من ان ابكى ، فقلت له انه ابن عمى وهكذا كانت اصابع يده هى التى قادتنى للتعرف اليه ...
    وللحقيقة ما ان تنظر الى يد اى واحد من هذه الاسرة المعروفة باسم سلامة الا وتجد ان اصابع اهلها متشابهة الى الحد البعيد
                  

08-18-2010, 07:12 PM

معتصم ود الجمام
<aمعتصم ود الجمام
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 3261

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    Quote: هل يمكن ان نتعرف الى شخص من خلال اصابعه ؟

    كان عمى مجذوب احمد سلامة يشتغل كما كثير من السودانيين فى المملكة العربية السعودية ،لكنه كان مفارقا ، وله غرائب ومفارقات "بعرفها براهو "
    يحكى انه ذات نهار شاءت ظروفه ان يدخل مستشفى ما فى المملكة ، حيث كان يعاود احد اصدقائه ، فرأى فيما يرى "الزائر " شخصا كان يرقد فى المستشفى فى نفس العنبر الذى كان يرقد فيه صديقه ، لم يكن قد التقى به فى حياته ، ولم يسمع به قط ، لكن ثمة ما جذبه ناحية ذاكم المريض ، قال ، فسألته
    ـ انت من وين يا اخونا فى السودان ؟
    ـ من كسلا
    قال عم مجذوب ـ
    كسلا دى ما بعرف فيها زول ، لكن قالو عندنا فيها اهل ، بس للاسف ما بعرفهم ، معليش للسؤال ، لكين عندك اهل فى بربر ؟
    ـ اهلى كلهم من بربر ، لكن بس القسمة ودتنى كسلا واتزوجت من هناك
    ـ تانى معليش يا ابن العم ، اسمك منو ؟
    ـ اسمى محمود محمد سلامة
    قال عم مجذوب " ختيت ادينى فى راسى وقلت ليهو
    ـ لا حول ولا قوة الا بالله ... انت عارف اننا اخوان اولاد عم لزم ؟
    ـ انت دا ولد عمى انا ؟
    ـ اسمى مجذوب احمد سلامة
    وتعانق الاخوان ، وبكيا بكاءا جعل كل حاضر تجرى دمعته لحرارة وغرابة ذاك اللقاء ...
    لكن عم محمود لم يترك الامر يمضى كما يمكن ان يتخيل اى احد ، سال عم مجذوب
    ـ انت عرفتنى كيف بالمناسبة ؟
    فرد عليه عم مجذوب
    ـ من اصابعينك ديل ، ومد له يده ، واشهده على تشابه اصابعهما ، وردد عم مجذوب " اصابعين ماركة مسجلة "
    وبنفس الكيفية التى تعرف بها الى ابن عمه محمد تعرف على ابن عمه بابكر وهو خالى شقيق والدتى ، قال "رايت رجلا يقف امامى فى الصف للمغادرين فى المطار ، ما عارف ليه جانى احساس انى بعرفه ؟ قعدنا بعد الاجراءات فى كرسيين متجاورين ، فجأة خطر على بالى ابن عمى محى الدين الذى لم اره وقالوا انه سافر للسعودية حتى قبل ان نولد ، نظرت ناحيته وخاصة اصابع يده التى لفتت انتباهى قمت اليه وسالمته ، وسالته من اين هو ؟ ومن اسمه
    حين نطق باسمه لم اتمالك نفسى من ان ابكى ، فقلت له انه ابن عمى وهكذا كانت اصابع يده هى التى قادتنى للتعرف اليه ...
    وللحقيقة ما ان تنظر الى يد اى واحد من هذه الاسرة المعروفة باسم سلامة الا وتجد ان اصابع اهلها متشابهة الى الحد البعيد


    سلمى الحبيبة
    صدقي دمعاتي نزلن شو ... عرفتي كيف قلبي موجوع
                  

08-18-2010, 07:51 PM

سجيمان
<aسجيمان
تاريخ التسجيل: 10-03-2002
مجموع المشاركات: 14875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: معتصم ود الجمام)


    سلمى
    رمضان كريم
    كل سنة وانتي جميلة
                  

08-18-2010, 08:33 PM

Ali Alhalawi

تاريخ التسجيل: 02-10-2004
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سجيمان)

    سلام يا سلمى و رمضانك كريم

    ما أجمل حروفك يا سلمى .. حروف عشقتها حين كتبتى عن "البلاعة" .. معاك الواحد يشتهى رائحة البلاعة و رائحة الشمس

    و عطر الله أيّامك.

    على الحلاوى
                  

08-18-2010, 10:53 PM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: Ali Alhalawi)

    سلامات ياسلمى ،

    مشتاقين وطولنا شديد

    أرجو المعذرة ، فأنت في القلب والخاطر !


    رمضانك كريم .
                  

08-20-2010, 08:38 PM

الوليد محمد الامين
<aالوليد محمد الامين
تاريخ التسجيل: 04-10-2003
مجموع المشاركات: 1447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    السلام يا سلمي الشيخ سلامة

    كتابة راقية ورائقة

    وفيها من الشجي والشجن ما فيها ...


    تعرفي في قصة اريكا / عميا دي خطر لي مرة انو استعمالنا لكلمة اريكا هو نفس استعمال ارخميدس لما قال يوريكا أو اوريكا وكان بيعني : وجدتها !
                  

09-21-2010, 07:32 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    مامون
    ازيك وزيك مليح كما تقول امى دائما

    المفتشة فى المدرسة
    كان صباحا عاديا ، لكنه انقلب بغتة الى الضد ، بات الكل متجهما وخائفا ، فالمفتشة فى المدرسة ، بكامل صلفها وقوة شخصيتها
    حين دخلت تلك السيدة الى فصلنا وخرجت ، كنا قد تنفسنا الصعداء لانها لم تجد ما يعكر صفوها
    لكنها حين دخلت الى الفصل الذى ينام اليه الاطفال كانت قد اخرجت مترا وبدات تقيس اطوال المراتب الصغيرة فى الاسرة ، وتخرج الى المديرة الكانت غاضبة لكنها لم تظهر غضبها قط ، فالمفتشة رات ان المراتب الكانت جديدة تماما لاتصلح وتحتاج الى مراتب جديدة ، ولم يكن قد مضى على شرائها يومان ؟؟
    لكنه امر المفتشة ، ولابد ان يتم تنزيله الى ارض الواقع مهما كان مستحيلا
    ثم انها افتت فى شأن ملابس المدرسات وخرجت علينا لائحة طويلة كتبها (مفتى متزمت ) كانت اللائحة تقول
    ـ ممنوع لبس ال(سفنجات ) بدلا عنها حذاء رياضى فقط ، غير مسوح الا بالجينز ، والجينز محظور علي من يلبسه ان يكون (مخروما من الركبة ) حيث الفتيات الصغيرات من المدرسات اعتدن على لبس تلك الاصناف من البناطلين الجينزية يثقبن عنوة مكان الركبة فتبدو ركبهن واضحة للعيان، الى ذلك ممنوع لبس القمصان القصيرة التى يظهر بموجبها اى ملمح من الظهر ، خاصة ان كان موشوما (بالتاتو )
    على العاملين ، الاولاد ان يربطوا الجينز جيدا الى وسطهم حيث لايظهر اى جزء من ظهورهم ، خاصة وانهم يلبسون بناطلين يصل حدها الى الركبة ، ويضطر كل دقيقة الى رفعه مما يعيق عمله ؟؟؟
    وتنفست زميلتى فى الفصل الصعداء بعد تلك القرارات حيث كانت دائمة الشكوى من مظهر الفتيات وهن يدخلن المدرسة بتلك الهيئة المشعثة والاحيانا متسخة ، حيث احد مطالب المفتشة ان تكون المدرسة قدوة نظيفة ومحترمة
    وما اجمل مظهر المدرسات لدينا فى زمان مضى ، والمدرسين الذين كانوا عنوانا تغنت به الفتيات املا فى الحصول على عريس (شرطا يكون لبيس من هيئة التدريس )
    وبات الان مصدر سخرية تتبرأ منه البنات
    (المدرسين المفلسين برى منهم )
    دنيا !!!







                  

09-21-2010, 06:46 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: Ali Alhalawi)

    على الحلاوى
    ربنا يحلى ايامك حبيب

    اماكن فى القلب
    احيانا يلتصق بالواحد منا مكان ما ويبقيه اسيرا لديه
    فهنا (الولايات المتحدة) ماتزال تشكل بحثا لدى
    امكنة وددت ان اعيش فيها
    لا لسبب سوى جمالها والفتها
    الناس هنا مثلا من اهل ايوا غالبيتهم مزارعين
    البساطة شيمة لديهم ،والتقليدية امر حاسم فى حياتهم ،تحس انهم من الجزيرة المروية
    نفس الالفة نفس الحميمية
    كنت فى الصباح حين اركب الباص باتجاه العمل التقى نفس الناس كل يوم تقريبا
    ونعود فى الاماسى نفس الاشخاص
    لكن حين اتغيب لامد اجدهم يسالوننى
    ـ وين ؟ سافرتى ؟ لاننا طولنا ما شفناك
    سائق الباص ايضا يسالك
    وما زلت اندهش حين يسالنى السائق ؟
    لان تلك خصيصة لم اجبل عليها
    فلا يسال احد عنك لو غبت
    بل ان احد السواقين فى الحافلات( فى السودان)
    حين نزلت قلت له
    ـ شكرا
    لان تلك عادة اكتسبتها هنا من الركاب لا ينزل الواحد الا ويقول للسائق شكرا
    وكذا السائق نفسه بل يزيد
    ـ نتمنى ان نراك مرة اخرى
    كنت اقول ان السائق حين قلت له
    ـ شكرا
    لم يرد على لكنه بادرنى بسؤال
    ـ انتى ما عايشة هنا مش ؟
    وانفطر قلبى لحديثه ذاك
    زمان فى السودان كان الباص هو الناقل الرئيسى
    وبات الان فى عداد الاثار
    بكل تاريخه وكل ماحوت معانيه
    وحزنت لذلك التهميش الذى اصابه
    وحزنت اكثر يوم وجدت ان مبنى (شركةالمواصلات )بات خاويا تجوب فيه الرافعات دكا
    وحتى الشوارع باتت منقلب حزين
    يا لبلادنا التى يدعى البعض انها (تطورت ) فيما اسباب تطورها الاساسية قد توارت
    المواصلات بكل تضاريسها من السكة الحديد الى الباصات فى المدن
    وتحولت السكة الحديد الى ركام وكذا
    الباصات ؟؟؟؟؟
    كل ما اتمناه ان تعود بعض تلك الاجزاء التى شكلت جوانياتنا
    لكن متى ؟
    وحده يعلم وله الحمد من قبل ومن بعد
    كنت اقول ان السائق حين قلت له شكرا رد على بقوله
    ـ يابت العم الله يسلمك لكين حافلتى دى من اشتريتها قبل عشرين سنة مافى زول قال لى شكرا ، كتر خيرك
    وبات يرفض اجرة المواصلات منى كلما اوصلنى ...!
                  

09-21-2010, 06:59 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سجيمان)

    دكتور عادل او سجيمان بين قوسين
    عليم الله مشتاقة ليك
    كيف حالك وعيالك ؟
    كل سنة وانت طيب

    زواج اغريقى بملامح سودانية فى كريت

    مساء الاحد من عام انصرم فى القرن الماضى ،كنا مدعوين لحضور زواج يونانى كامل الدسم
    لكنى وجدت تشابها كبيرا بين الاطعمة وطرائق العيش
    فزواجهم نسخة مكررة من طريقةزواجنا
    فى الشمال على نحو خاص لانى اجهل ما يجرى فى بقية اجزاء الوطن
    فى جزيرة كريت
    كان مساء مثل كل الامسيات ممتلئا بالرطوبة ودبقها الكسلان لكن ثمة نشاط كان يدب فى مكان اخر من تلك الجزيرة
    كنا مدعوين لحفل زواج
    اول ما لفت نظرى كان مشهد العرس نفسه
    مكان
    فى مكان عال كما نفعل فى افراحنا ثمة مسرح منصوب
    والطاولات ممتدة تحيطها الكراسى
    كنا فى المطبخ
    حيث صديقتنا ماريا مناتاكى وزوجها عبد الرحمن الحشاش كانا من اصدقاء العريس و
    دخلنا المطبخ
    لاعداد العشاءالذى كان يشابه عشاء الافراح فى

    الزواج فى السودان ـ زمان ـ
    صينية كبيرة،تمتلئ بالماكولات ، لحم محمر ،
    بطاطس مقلى ،طبيخ الباذنجان ، البامية ، كمونية على الطريقة اليونانية ، وهم يفروهاويقدمونها شوربة
    يعقب ذلك صينية اخرى ممتلئة بالبطيخ والباسطة والشمام
    بعد العشاء تحس ان هذا العرس فى مدينة شندى او غيرها تجد الغناء اشتعل والناس قيام من مقاعدهم للرقص
    وتسمع اصوات البنادق تنطلق فتحس انك فى مدينةشندى او امدرمان
    يغنى المغنى وترقص الجموع فرحا
    فى اخر المطاف ترى العريس (يبخ عروسه بالعسل) ، ويشربان معا منها)كما نفعل نحن فقط الاختلاف لدينا اننا نتعاطى اللبن فى مقام العسل لديهم
    ويزف العروسين مغنى الحفل فينتقلان الى سيارة تنقلهما لبدايةٍ شهر العسل
                  

08-20-2010, 08:44 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: معتصم ود الجمام)

    عارف يا معتصم
    الكتابة بتمرقك من الروح الحرقانة
    او المحروقة
    وانت زول كتاااااااب
    فاكتبنا ياراعاك الله
    تحياتى
                  

08-23-2010, 11:25 PM

بلدى يا حبوب
<aبلدى يا حبوب
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 9833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    سلمى
    عندما يكون الاندياح الفطرى للمبدع وجب الصمت فالروائع كسبحة الزاهد الالفية فى معبده
    فصمت وانبهرت ولكن طبيعة البشر تتمرد على الفكرة كثيرا وها هو حالى اسجيت افكارى وداعبت صمتى وتمردت لاقول لك
    رمضان كريم
    تحياتى
                  

09-15-2010, 10:10 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: بلدى يا حبوب)

    كل عام وانتم بخير
    متاسفة انى ما رديت عليكم
    لظروف قاهرة
                  

10-25-2010, 11:13 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائحة الشمس .... وحكايات اخرى (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ****
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de