جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 00:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2010, 07:15 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان

    جاء تعريف الهوية في الموسوعة الفلسفية العربية « فرضت كلمة الهوية نفسها كمصطلح فلسفي يدل على ما به يكون الشيء نفسه » .ويعرفها المفكر الفرنسي أليكس ميكشيللي : « انها منظومة متكاملة من لمعطيات المادية والنفسية والمعنوية والاجتماعية تنطوي على نسق من عمليات التكامل المعرفي

    وتتميز لوحدتها التي تتجسد في الروح الداخلية التي تنطوي على خاصية الاحساس بالهوة والشعور بها .‏

    فالهوية هي وحدة المشاعر لداخلية التي تتمثل في وحدة العناصر المادية والتمايز والديمومة والجهد المركزي وهذا يعني ان الهوية هي وحدة من العناصر المادية والنفسية المتكاملة التي تجعل الشخص يتمايز مما سواه ويشعر بوحدت الذاتية ويعرفها المفكر السوري د. علي اسعد وطفه : « الهوية كيان يجمع بين انتماءات متكاملة وهوية المجتمع تمنح افراده مشاعر الامن والاستقرار وفي الوقت الذي يكون فيه المجتمع متعدداً بانتماءات وفئات وجماعات عرقية أو دينية أو سياسية أو اجتماعية .‏

    http://furat.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=56400120420070318010655

    مفهوم الهوية: تاريخه وإشكالاته




    انتشر مفهوم الهوية بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية في الستينات. وهو يعكس بذلك وضعاً خاصاً، هو: تصاعد أهمية الأقليات. لكنه أيضاً يكشف عن نزعة عميقة للحداثة، هي تثبيت الفردانية والإعلاء من شأن الفرد.


    * الانتشار المهول للمفهوم

    اكتسح مفهوم الهوية في بحر بضعة عقود مجمل العلوم الإنسانية. فقد فرض هذا المفهوم نفسه حتى غدا بمثابة كلمة سحرية، وذلك في تحليل حقائق جد متنوعة مثل علم نفس الأفراد، وتحولات الأديان، والعلاقات بين النساء والرجال، وموضوعات المهن، والحياة الأسرية، والهجرة، والصراعات العرقية. يشهد على ذلك ما يكتب من افتتاحيات كثيرة عن هذا الموضوع.


    لكن لكل نجاح سلبياته؛ فنجاح انتشار مفهوم ما يكون دائماً على حساب تفهمه ومن ناحية أخرى، من النادر أن نجد تعريف "الهوية".


    إذن ماذا وراء هذا الانتشار الكبير؟ ما تعليل هذا النجاح؟

    لاشك أنه من أجل الإجابة على هذا السؤال من المفيد أن نسطر -ولو بالخطوط العريضة- تاريخ تطور دلالة هذه اللفظة في العلوم الإنسانية. فمتى ظهر مفهوم الهوية بكثافة في الفكر الغربي، وفي أية ظروف؟

    إنه سؤال غريب، كما قد يخطر على البال؛ إذ يبدو أن الهوية يمكن أن تعد ضمن هذه المفاهيم التي ليس لها تاريخ. فهي تعتبر بمثابة كلمة مجردة، يرجع استعمالها إلى الأصول الأولى للفكر. إن الفلاسفة ما قبل سقراط، مثل بارميندس أو هراقليطس، كانوا دائماً محتارين حول مسألة هو ذاته والآخر(1)، وكيف يمكن التوفيق بين التغير والهوية؟ كذلك طرح السؤال. وبالنسبة لبارميندس، وللإيليين تبعاً له، من الصعب أن نفكر في التحول، لأنه إذا لم يكن "أ" على ما كان عليه، فهل "أ" يبقى هو "أ"؟ وعلى خلاف ذلك بالنسبة لهراقليطس: كل شيء في حركة دائمة(2)، ونحن نعرف قولته الشهيرة: "نحن لا نغطس مرتين في الوادي نفسه"(3).

    إذن لمفهوم الهوية -كما نرى- دلالة واسعة وجدّ عامة تتجاوز بكثير قضية الهوية الإنسانية. يدل على ذلك لغز سفينة تيزوس التي عوضت أجهزتها ومواد بنائها شيئاً فشيئاً طوال مدة رحلاتها بين بيراس وديلوس(4): فسوفسطائيو أثينا تساءلوا هل فعلاً يتعلق الأمر في النهاية بالسفينة نفسها؟ المشكلة إذن تكمن في هذه السفينة التي تم تجديدها كليًّا أو في ذاك الشخص المسمى سقراط بالنظر إلى جميع مراحل حياته، هل يمكن أن نقول: إنهما هما أنفسهما بالرغم من التحولات التي طرأت عليهما.

    لكن لاشك أن الإشكالية المعاصرة لمفهوم الهوية لا تعود في أصلها إلى التراث الميتافيزيقي. إذ بعد أكثر من عشرين قرناً، تحددت المسألة، حيث بدأت تقترب بما يشغل العلوم الإنسانية والاجتماعية حالياً، وذلك بفضل الطريقة التي طرح بها الفلاسفة الإمبريقيون -وعلى رأسهم دافيد هيوم وجون لوك-(5) مشكلة الهوية الشخصية: كيف يمكن التفكير في وحدة الأنا في الزمان؟ هل أنا الشخص نفسه الذي كنته قبل عشرين سنة؟ لقد اقترح لوك حل إشكال الهوية الشخصية بفكرة الذاكرة: إذا كنت الشخص ذاته الذي كان قبل عشرين سنة، فلأنني أذكر مختلف المراحل التي مر بها وعيي أو شعوري.

    إن الإشكال وحله قضيتان عصيبتان، لكنهما تظلان محصورتين في إطار الفلسفة. وفي الحقيقة، تبقى الهوية الشخصية مسألة تقنية ودقيقة من اختصاص الفلاسفة. أما بالنسبة للرأي العادي لعموم الناس، فالجواب نعم، فأنا هو نفسه من كان قبل سنتين، فهذا أمر بدهي. ونذكر أخيراً أنه -فيما بعد- تبنت علوم "الإدراك البشري"(6) إشكالية لوك ودرستها بطريقة خاصة أكثر نفاذاً. وفي جميع الأحوال، لا نجد في هذه الأعمال الفلسفية الأصل الحقيقي لتسرب مفهوم الهوية إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية.

    * إريك إريكسون: صاحب مفهوم الهوية

    لقد قام عالم النفس إ. إريكسون(7) بدور مركزي في انتشار استخدام هذه الكلمة وتوسع شعبيتها في العلوم الإنسانية. ففي سنة 1933 غادر هذا العالم -الذي تكوّن في مدرسة التحليل النفسي- فيينا حيث تابع دروس أنا فرويد(8) إلى الولايات المتحدة. وهناك اكتشف الأعمال الأنثروبولوجية للمدرسة الثقافوية، وكان ذلك دافعاً له لتطوير أسس نظرية فرويد في مجال العلوم الاجتماعية. وفي الواقع، كانت مدرسة "الثقافة والشخصية" -بعلمائها الأنثربولوجيين كأبرام كاردينر أو مارغريت ميد(9)- تعكف على دراسة العلاقة بين النماذج الثقافية لمجتمع معين وأنواع الشخصية السائدة بين الأفراد الذين يشكلون هذا المجتمع. وفي سنوات الثلاثينات عمل إريكسون في المحميات الهندية لقبائل السيو بداكوتا الجنوبية(10) وفي قبيلة يوروك بكاليفورنيا الشمالية، ودرس "الاجتثاث الثقافي" لهؤلاء الهنود المعرضين لموجة الحداثة. ثم نشر في سنة 1950 كتاب "طفولة ومجتمع"، حاول فيه تجاوز نظرية فرويد بالتأكيد أكثر على دور التفاعلات الاجتماعية في بناء الشخصية. فاعتبر أن الهوية الشخصية تتطور طوال وجودها عبر ثمانية مراحل تقابلها ثمانية أعمار في دورة الحياة. و "أزمة الهوية" (وهذا التعبير الذي نقرؤه اليوم في كل مكان... هو من صياغة إريكسون) تتطابق مع تحول يقع في مسيرة تطور الهوية: والأزمة الأبرز هي تلك التي تحدث في المراهقة، لكن يمكن أيضاً أن تحدث في مرحلة لاحقة من عمر الشخص حين تعرضه لصعوبات خاصة.

    لكن في البداية لم يطلع على عمل إريكسون إلا المختصون في علم النفس. وفي نهاية الخمسينات اشتهر هذا العمل بين جمهور أوسع، خصوصاً مع إعادة طبع كتاب "طفولة ومجتمع" سنة 1963، والذي يعد حدثاً حقيقياً.

    * استخدام علم الاجتماع للمفهوم

    كل هذا معروف، ويكاد الجميع يتفق على أن إريكسون هو أب كلمة "الهوية" بالمعنى المعاصر. لكن يجب أيضاً -كما بينه المؤرخ فيليب كليزون(11) في التأريخ الدلالي الذي يقترحه للهوية- رصد مسارب أخرى لتوسع استعمال المفهوم عن طريق استعارة مفهوم "التكنه"، خارج الإطار التحليلي النفسي (والتكنه يعني لدى سيغموند فرويد الأسلوب الذي به يتمثل الطفل أشياء أو شخوصاً خارجية)(12).

    من جهة، ولأول مرة، ربط الكتاب الهام لعالم النفس كوردن آلبور(13): "في حقيقة الإذاية"، المنشور سنة 1954، بين تحقيق الذاتية والعرقية. ومن جهة أخرى، ربط مفهوم التكنه بعلم الاجتماع عبر نظرية الأدوار، وكذلك عبر نظرية "جماعة المرجعية". هكذا فسر نيلسون فوت، في بداية الخمسينات، التكنه باستعارة الفرد الواحد لهوية واحدة أو لسلسلة من الهويات. وعنده أن التكنه هي الصيرورة التي تمكن من فهم لماذا نبحث عن القيام بدور ما. أما نظرية مجتمع المرجعية (والتي تعني الجماعة التي يحدد الفرد هويته عبرها وفي إطارها، فيستعير قيمها ومعاييرها بدون أن يكون بالضرورة عضواً فيها) فقد كسبت احتراماً بين المشتغلين بعلم الاجتماع، خصوصاً بتأثير روبر ميرتون(14)، كما ساهمت في توسيع شعبية الهوية ومشتقاتها. وللعلم فقد اكتسبت هاتان النظريتان الجديدتان أهمية استثنائية داخل حقول علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي في الخمسينات.

    لكن لم يحتل مفهوم الهوية أهمية حاسمة في معجم علم الاجتماع إلا بواسطة "التفاعلية الرمزية"؛ إذ هذه المدرسة تبحث بالضبط في الطريقة التي تشكل عبرها التفاعلات الاجتماعية -وبناء على أنساق رمزية مشتركة- وعي الفرد بنفسه. وهذا بحث في صميم إشكالية الهوية.

    وبالرغم من ذلك لم يستعمل التفاعليون في البداية هذا اللفظ. ولهذا تفسير قريب، ذلك أن الآباء المؤسسين لمنهج المدرسة -شارل كولي وجورج ميد-(15) تكلما عن "الذات" Soi، وهو المصطلح الذي راج بين التفاعليين في الستينات. ثم إن التفاعلية الرمزية انتقلت من استعمال اصطلاح الذات إلى استخدام اصطلاح الهوية بدءاً من سنة 1963، وذلك حين نشر إيرفين جوفمان -أحد رؤوس هذه المدرسة-: "آثار الجراح: ملاحظات على أسلوب التعاطي مع هوية مدمرة"(16) وفي السنة ذاتها شهر بيتر برجر مفهوم الهوية وساهم في انتشار استعماله، بكتابه: "دعوة إلى دراسة علم الاجتماع"(17)، وذلك حين خصّص له حيّزاً هاماً في تقديمه لنظريات الأدوار والجماعة المرجعية، وكذا من خلال المقاربة الظاهراتية التي طورها في كتابه هذا.

    * الاعتراف بالأقليات
    إذن فانتشار كلمة الهوية وتوسع استخدامها في علوم الاجتماع بالولايات المتحدة كان في الستينات. ثم إن هذا الاستعمال كثر وتوسع وانتشر بسرعة كبيرة حتى صار من المستحيل -كما قال ب. كليزون- أن نحدد المعنى الدقيق لكل استخدام خاص لمفهوم الهوية. ثم إن الوضع السياسي بأمريكا ساهم بدوره في ترسيخ اصطلاح الهوية، وفرضه على لغة الإعلام كما على التحليل الاجتماعي والسياسي. ذلك أنه في نهاية الستينات برزت الأقلية الأمريكية من أصل إفريقي، خصوصاً بظهور منظمة "الفهود السود" سنة 1966. ثم حذت أقليات أخرى حذو حركة السود مطالبة بالاعتراف بخصوصيتها. وهذه الظرفية أنتجت "صحوة هوية حقيقية" في سنوات السبعينات. وكما لاحظ ذلك عالم الاجتماع الأمريكي روجر بروباكر(18)، فإن "تجربة الأمريكيين من أصل إفريقي مع قضية "الإثنية" باعتبارها تصنيفاً يفرض نفسه، وفي الوقت نفسه باعتبارها تحديداً ذاتياً للهوية... هذه التجربة كانت حاسمة ليس فقط لنفسها وفي داخل حدودها الخاصة، بل أيضاً في تقديمها لنموذج الاحتجاج على أساس من الهوية، وهو النموذج الذي استفادت منه جميع أنواع الهويات، بدءاً من تلك التي تتعلق بالجنس أو بالاختيار الجنسي، وانتهاء بتلك التي تتأسس على "الانتماء الإثني أو العرق".

    وقد انعكس هذا في حقل العلوم الاجتماعية على مستوى الهيكلة بتأسيس أقسام متنوعة بالجامعة الأمريكية مثل الدراسات الأفرو-أمريكية (ويسمى هذا القسم بـ"الدراسات السوداء")، والدراسات النسوية، والدراسات الخاصة بطائفة الشاذين جنسياً، والدراسات عن المكسيكيين المستقرين بالولايات المتحدة(19)، والدراسات اليهودية. وتبدو هوية الأقلية بالنسبة لهذه الحقول الدراسية معطى أوليًّا. كذلك قام مفكرو ما بعد الاستعمار من جانبهم، كإدوارد سعيد وكاياتري سبيفاك، بمساءلة الهويات الهجينة والمختلطة التي صنعها التاريخ الاستعماري.

    إن عاطفة الانتماء إلى هوية ما لم تضعف في الثمانينات والتسعينات. ويذكر تود جيتلان(20) إحصاءات جدّ معبرة: فبين سنتي 1980 و 1990 ارتفع عدد الأمريكيين الذين يصرحون رسمياً بأن أصولهم تعود إلى الهنود الحمر بنسبة 255%، كما تضاعف عدد الذين صرحوا بأنهم أكاديون(21) عشرين مرة في الفترة ذاتها! ومن الصعب أن نميز السبب في هذا التجوال الدائم بين حركة مطالب الهوية واحتجاجاتها وتحليلات وسائل الإعلام ودراسات العلوم الإنسانية: إن الخطاب الأكاديمي والإعلامي يعكس بلا شك وضعية يساهم هو نفسه في صنعها. وعلى كل حال، فقد أصبح من غير الممكن تجاوز مفهوم الهوية، لا في الأبحاث حول الهجرة، والمسألة القومية، والدين، ودراسات النوع(22)، ولا في الأبحاث حول الإثنية.

    وبالرغم من أن المصطلح نشأ ضمن العلوم الاجتماعية بالولايات المتحدة وانتشر بها، فإن الأمر نفسه ينطبق على أوروبا التي أصبحت فيها الهوية مفهوماً رئيساً. وبالطبع يعتبر تميز التاريخ الأمريكي -خصوصاً في مسألة أهمية الأقليات التي نشأت عن موجات متعددة من الهجرة- عاملاً حاسماً في انتشار المفهوم. لكن من المؤكد أنه توجد أيضاً أسباب سياسية صرفة كانت لها آثار هامة على العلوم الاجتماعية، فكما يقول ر. بروباكر: "كان انتشار مطالبات الهوية أمراً سهلاً بسبب الضعف النسبي المؤسسي لأحزاب اليسار بالولايات المتحدة، والذي تزامن بدوره مع ضعف التحليل الاجتماعي والسياسي القائم على اصطلاح الطبقية. ورغم أنه يمكننا جداً أن ننظر إلى الطبقة الاجتماعية نفسها باعتبارها هوية، تبقى حقيقة أن ضعف سياسة الطبقية بالولايات المتحدة (مقارنة بأوروبا الغربية) أمر شكّل تربة جد خصبة وحقلاً حراً لتطور الاحتجاجات المؤسسة على الهوية".

    هذه الفكرة جذابة وتفسر لماذا بدا مفهوم الهوية فائق الأهمية بالولايات المتحدة أولاً قبل أن يصير كذلك بأوروبا لاحقاً. إذن يمكن أن نفترض -بحق- وجود علاقة بين تقوّي خطاب الهوية في العلوم الاجتماعية بأوروبا وبين تراجع رؤية أكثر ماركسية للشأن الاجتماعي(23) وإذا كان التحليل بمصطلحات الطبقية لا يزال قائماً ومستمراً، فإنه الآن مجرد معطى واحد من جملة معطيات أخرى، ومكون ضمن مكونات الهوية. وعلى المستوى السياسي ساهم سقوط الشيوعية في تسارع تراجع هذا التحليل، وهو السقوط الذي تصاعدت على إثره الوطنيات الأوروبية.

    * ترسخ الفردانية

    لكن -بغض النظر عن هذه المؤثرات التاريخية المحددة- كيف لا نرى كذلك في نجاح مصطلح الهوية ترجمة لاتجاه تاريخي أكثر أهمية وشمولاً: أعني تأكيد الفردانية؟ وهذه أطروحة عدد كبير من الباحثين في خصائص الحداثة التي نعيشها. هكذا يلاحظ عالم الاجتماع جون كلود كوفمان في "ابتكار الذات"(24) أن "الهوية صيرورة ذاتية للحداثة ومرتبطة تاريخياً بها. لم يكن الإنسان المندمج في مجتمع تقليدي يطرح مشاكل الهوية كما نفعل نحن اليوم. رغم أنه عملياً كان يعيش فردانيتة". إننا إذ نلج عصر الهويات فبالضبط لأنها لم تبقَ بدهية، بل هي أشكال متغيرة ويلزم بناؤها وتأسيسها.

    لقد بدأت عاطفة الهوية الفردانية تنتشر بالتدريج في القرن التاسع عشر، ولاشك أن الرومانسية هي إحدى أقوى تجليات هذا الشعور. لكن هذه "الحداثة الأولى" لم تطرح بحدة قضية الهويات التي كانت لا تزال حاضرة واضحة تفرض نفسها من أعلى. والأمر لا يختلف بالنسبة إلى النصف الأول من القرن العشرين. بالمقابل شهدت الستينات انقلاباً حقيقياً، فأصبح على الشخص نفسه أن يؤسس ذاتيته، وهذا يثير مشاكل حقيقية، كما يشير لذلك عالم الاجتماع آلان إيرنبرغ. لقد بيَّن في كتابه "التعب من الذات"(25) كم هي مضنية مسيرة البحث عن الهوية: إن الاكتئاب هو بلا ريب العرض المرضي الأشد بروزاً لهذه الصعوبة الجديدة في التحديد الشخصي للهوية. هكذا ظهر بسرعة الجانب السلبي لهذه الثورة: فللحرية ثمن غالٍ. وفي الواقع يتميز الدخول فيما يسميه أنطوني جيدن(26) بـ"الحداثة المتقدمة"(27) بدرجة متزايدة من التأمل: فالناس يتساءلون عن كل شيء، مما يجعل سلوكهم متردداً باستمرار. وفي هذا يوجد مفتاح الهوية بالنسبة لكوفمان الذي يقول: "يندرج الفكر السؤول ضمن منطق الانفتاح، فهو يحطم اليقينيات، ويشكك فيما اعتبر مكسباً نهائياً. على خلاف ذلك لا تكفُّ الهوية عن جمع الشظايا وتركيبها، فهي نسق مستقر يحفظ المعنى ويسيّجه، ونموذجها هو الكلية"(28). إنما لا يمكن للهوية أن تؤدي هذه الوظيفة إلا بشكل مؤقت.

    * محاذير المفهوم

    من جهته حاول الفيلسوف الكندي شارل تايلور في كتابه "أصول الأنا"(29) أن يتتبع نشأة الهوية الحديثة والفردانية عبر تاريخ الفلسفة وتاريخ العقليات وبحسبه فإن الهوية الحديثة ترتكز على ثلاثة جوانب:

    1- اكتشاف أو ابتكار السريرة الداخلية (القديس أغسطين، ومونتيني، وديكارت، ثم جون لوك. فقد كان دور هؤلاء حاسماً، إذ بدأ الإنسان شيئاً فشيئاً يتعلم أن ينظر إلى نفسه باعتباره "أنا" باطني).

    2- تثمين الحياة العادية (ودور البروتستانتية هام هنا، لأنها تثمن الحياة المادية عبر: العمل، وصناعة الأشياء المفيدة في الحياة، والأسرة، والزواج...).

    3- علمنة المجتمع.وكان من المفروض -عند تايلور- ألَّا تحطم الفردانية التي تميز مجتمعاتنا الحديثة الروابط التي توجد بين الناس. (مجرد أمنية صادقة؟).

    إنها العودة القوية للفرد، فهذا إذن ما يعنيه مفهوم الهوية، لكن هذا يمكن أن يشكل أيضاً مشكلة مقلقة. وهذا كلود ليفي ستراوس -في الحلقة الدراسية التي أدارها بمعهد فرنسا، سنة 1974/1975، حول موضوع الهوية- لم يستطع إخفاء انزعاجه من هذه الميول النرجسية التي تمنّى لها نهاية قريبة، يقول: "إن إيماننا المستمر بـ(فكرة الهوية) ربما لم يكن إلا انعكاساً لحالة حضارية من المفروض ألَّا تتجاوز بضعة قرون. لكن ها هي أزمة الهوية الشهيرة -والتي كثر عنها الكلام- تكتسي معنى جديداً.."(30).

    في الواقع يعكس نجاح المفهوم العودة القوية للفرد في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية بالرغم من البنيات التي تحدده. فالفرد يتصدر كل شيء. لكن من الملاحظ أن الدراسات حول الهوية كثيراً ما بيّنت أهمية المؤسسات في بناء الهوية. وهذا لا يمنع من الإقرار بأن بعض الخطابات في الموضوع تخطئ حين تغيب بسهولة دور الإكراهات المجتمعية. إن التناقض في مفهوم الشخصية يكمن في أنها تعبر عن نفسها بالانتماء إلى جماعات، أي في تشابك هويات جماعية (أنا رجل، مهنتي كتبي، ورب عائلة، ومناضل سياسي، كما أنني أهوى الأوبرا، وأصلي إيطالي...).

    وإذا كان بناء الهوية يتم خصوصاً في التراتبية التي ينظم عبرها كل شخص انتماءاته المختلفة، فإنه من جانب آخر يمكن لبعض الهويات الجماعية أن تهيمن على هذا الشخص وتتحكم فيه. ذلك أن الهويات -على المستوى الجماعي- تشجع أحياناً سياسات سكونية تخدمها غايات رجعية ومخجلة. وفي هذا المعنى يعتبر مثال حروب يوغسلافيا السابقة بليغاً جداً، وكذلك الصراع الرواندي في استغلاله لهويات صنعت. وكما لاحظ ذلك فرانسوا بايار(31)، فإنه "لا توجد هوية طبيعية تفرض نفسها علينا بقوة الأشياء (...) بل لا يوجد إلا استراتيجيات تقوم على الهوية، يقودها بوعي فاعلون معروفون أو معينون: الحزبيون الشيوعيون الكبار من صربيا والذين تحولوا إلى وطنيين متطرفين، وكذا متطرفو الهوتو برواندا، والجميع مدعوم بمليشيا خاصة. وكذلك لا يوجد إلا أحلام أو كوابيس تتعلق بالهوية، نؤمن بها لأنها تدهشنا أو ترهبنا". هل يجب إذن هجر مصطلح الهوية الذي ارتبط كثيراً بالإيديولوجيا، ويفتقد إلى الوضوح المفاهيمي؟ لقد بدأت الانتقادات تصب من كل اتجاه. وهذا بيّن فكل مفهوم بارز دخل عصر الموضة يتعرض لمثل هذه الحملات. لقد لاحظ المؤرخ ألفريد كروسير منذ سنة 1994 أن "كلمة الهوية اليوم من الألفاظ القليلة جداً التي أفسدها الاستعمال"(32). واليوم فإن مفهوم الهوية أكثر انتشاراً بكثير مما كان عليه الحال منذ عشر سنوات، مع عدد ضخم من التعابير الغامضة المستعملة أحياناً لحد الغثيان، مثل: "أزمة الهويات"، و"تركيب الهويات"، و "الهويات المتعددة"... وظل رأي ر. بروباكر بلا جدوى حين قال: "لقد انهارت العلوم الاجتماعية والإنسانية مستسلمة لكلمة الهوية"(33)، وهي الكلمة التي يتهمها بحملها الخطير لمعان متعددة.

    ألا يجدر بالعلوم الإنسانية أن تهجر هذه المقولة "التي تتحدث إلى الناس"، والتي يطرد استعمالها أكثر فأكثر في الحياة اليومية في كلام الواحد عن نفسه، لصالح مفاهيم أكثر تحديداً وأقل التباساً؟ إن ج. ك. كوفمان يطرح السؤال نفسه: تبدو الهوية في المعرفة العادية وكأنها عبارة عن ماهية مستقلة أو معطى أولي، وهذا بالضبط ما تنكره البحوث الاجتماعية أكثر فأكثر، والتي تؤكد جميعاً على أن الهوية هي في الحقيقة نتاج تركيب معين. ورغم ذلك من الصعب أن نهجر مصطلحاً يعكس -في العمق- مشكلة اجتماعية، وإن كان في نفسه غامضاً. ومن المؤشرات على هذا التحول صدور كتاب حديث بهذا العنوان: هستريا الهوية(34). لقد بدأ المفهوم يغيظ. ولاشك أن هذا الفأل حسن بالنسبة لحيوية العلوم الإنسانية التي ستشهد لذلك بدء مناقشات بناءة. لكن أليست الكتابة ضد مفهوم الهوية نوعاً من الكلام عنها؟ ثم ألا يجدر بنا أن نحذر الهستريا المضادة للهوية كما نحذر من الافتتان الذي تحدثه أحياناً..

    http://www.ejtemay.com/showthread.php?t=486



                  

09-19-2010, 07:59 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    العصبية القبلية في العصر الجاهلي مفهومها ومظاهرها

    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
    المصدر: كتاب العصبية القبلية


    أولاً: مفهوم العصبية:
    1- تعريف العصبية لغة[1]:
    العصبية في اللغة: مشتقة من ((العَصْبِ))، وهو: الطَّيُّ والشَّدُّ. وعََصَبَ الشيءَ يَعْصِبُهُ عَصْبًا: طَوَاه ولَوَاه، وقيل: شدَّه. والتَّعَصُّب: المحاماة والمدافعة.

    والعََصَبَة: الأقاربُ من جهة الأب، وعَصَبَةُ الرَّجُلِ: أولياؤه الذكورُ من وَرَثَتِه، سُمُّوا عَصَبَةً لأنهم عَصَبُوا بنسبه، أي: أحاطوا به، فالأب طَرَفٌ والابن طرف، والعم جانب والأخ جانب، والجمع: العَصَبَات، والعرب تسمِّي قرابات الرجل: أطرافَهُ، ولمَّا أحاطتْ به هذه القراباتُ وعَصَبَتْ بنسبه، سُمُّوا: عَصَبَةً، وكلُّ شيءٍ استدار بشيء فقد عَصَبَ به.

    والعُصْبَة والعِصَابة: الجماعة؛ ومنه قوله تعالى: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} [يُوسُف: 8]، ومنه حديث: ((اللَّهُمَّ إنْ تُهْلِكْ هَذِه الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ، لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ))[2].

    وعَصِيب: شديد؛ ومنه قوله تعالى: {هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} [هُود: 77].

    2- العصبية في الاصطلاح:
    قال الأزهري في "تهذيب اللغة": ((والعصبية: أن يدعو الرجل إلى نصرة عَصَبته والتألُّبِ معهم، على من يناوئهم، ظالمين كانوا أو مظلومين))[3].
    وعرَّفها ابن خلدون بأنها: ((النُّعَرَةُ[4] على ذوي القربى، وأهلِ الأرحام أن ينالهم ضَيْم، أو تصيبَهم هَلَكة... ومن هذا الباب الولاء والحِلْف، إذ نُعَرَةُ كلِّ أحدٍ على أهل ولائه وحِلْفه))[5].

    وعرَّفها بعضهم بأنها: ((رابطة اجتماعية سيكولوجية (نفسية) شعورية ولا شعورية معًا، تربط أفراد جماعة ما، قائمة على القرابة، ربطًا مستمرًّا، يبرز ويشتد عندما يكون هناك خطر يهدد أولئك الأفراد؛ كأفراد أو كجماعة))[6].

    وعرفها آخرون بأنها: التلاحم بالعصب، والالتصاق بالدم، والتكاثر بالنسل، ووفرة العدد، والتفاخر بالغلبة والقوة والتطاول))[7].
    وهناك من الباحثين من فسرها بأنها ((رابطة الدم)) أو ((تكاتف اجتماعي)) أو ((تضامن قبلي)) [8]، إلى غير ذلك من تعريفات وتفسيرات للعصبية؛ تدور في مجملها حول معنيين رئيسين: ((الاجتماع))، و((النُّصْرة)) ؛ فهما يمثلان صُلب العصبية، ومع أن العلماء والكتّاب قد ذكروا للعصبية تعريفات متنوعة، إلا أنها لا تخرج في مجملها عن هذين المعنيين؛ سواء كان ذلك الاجتماع والتناصر حقًّا أم لا.

    ثانيًا: مفهوم القَبَلِيَّة:
    هي نسبةٌ إلى القَبِيلَة، ويُنسب إليها أيضًا فيقال: قَبِيلِيَّة، و((القبيلة من الناس: بنو أب واحد. ومعنى القبيلة من ولد إسماعيل: معنى الجماعة؛ يقال لكل جماعة من أب واحد: قبيلة))[9].

    http://www.dffaaa.com/vb/showthread.php?t=17651

    القبيلة
    هي جماعة من الناس تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى، وتتكون من عدة بطون وعشائر. غالبًا ما يسكن أفراد القبيلة [إقليم|إقليما]] مشتركًا يعدونه وطنًا لهم، ويتحدثون لهجة مميزة، ولهم ثقافة متجانسة أو تضامن مشترك ضد العناصر الخارجية على الأقل.
    تنتشر القبائل في كل قارات العالم، منها ما اندثر كما هو الحال مع بعض القبائل الأوروبية مثل الجرمانيين، ومنها ما كاد يندثر مثل قبائل الهنود في أمريكا الشمالية والجنوبية، ومنها ما ذاب في المجتمعات الحضرية المتاخمة كما هو الحال مع بعض قبائل جنوب غربي آسيا. وتختلف عادات هذه القبائل وطرق معيشتها وفنونها وأنظمتها الاجتماعية.

    القبائل بصورة عامة
    يشترط علماء الاجتماع لقيام أي جماعة وجود عنصرين هما: الاستقرار المكاني، وعاطفة الجماعة، هذان العنصران متوفران في القبيلة التي تتألف من عشائر، فإن كانت بدوية مترحلة فلها دائرتها المكانية رغم أن هذه الدائرة تتغير من حين لآخر. فإذا ما استقرت هذه العشائر في مكان واحد ينشأ بين أفرادها تضامن أقوى تشد من أزره رابطة القرابة.
    والقبيلة بهذا المفهوم مجتمع محلي، حتى وإن كان بعض عشائرها أو أفخاذها مترحلين لا يعيشون متجاورين. وكل مجموعة لها ما تسميه الديرة؛ أي مجالها المعروف من الأرض. وتربط بين الجميع وشائج عاطفية تشد أفراد الجماعة إلى بعضهم وهي ما يطلق عليها العصبية القبلية، وتنبع هذه العصبية من الشعور بوحدة الجماعة من صلات القربى ومن كونهم يعيشون على أرض واحدة.

    الزواج والحياة العائلية
    ليست عادة الزواج المبكر وقفًا على القبائل في الشرق فحسب، بل إن كثيرًا من قبائل الهنود الحمر في الأمريكتين يتزوجون في عمر مبكر، فتتزوج الفتيات في عمر بين 11 و15 عامًا، أما الفتيان فيتزوجون فيما بين 15 و20 من العمر. ويقوم الوالدان باختيار زوجة ابنهما في قبائل الهنود الجنوبية، أما في أمريكا الشمالية فيسمح للابن باختيار زوجته، ويقوم، في سبيل إقناع والدي زوجة المستقبل، بتقديم كثير من الهدايا القيمة لينال قبولهما.
    وبينما يسكن ابن القبائل في الشرق مع أسرته، يسكن الفتى الهندي مع أهل زوجته ويعمل لهم إلى أن ينجبا الطفل الأول. ويستطيع الرجل في كل من مجتمعات القبائل الشرقية وفي الأمريكتين أن يتزوج أكثر من زوجة، لكن يكثر ذلك عند الهنود، خصوصًا الموسرين أو ذوي النفوذ والسلطان. إلا أن هذا التعدد ليس موجودًا لدى جميع قبائل الهنود، فمنهم من يحظر التعدد مثل قبيلتي الأروكوا والببلو في أمريكا الشمالية.
    وإذا ما توفي الزوج فقد تبقى الزوجة مترملة طوال عمرها في القبائل الشرقية أو قد تتزوج مرة أخرى داخل القبيلة. أما في قبائل الهنود، فإن الزوجة تظل في البيت وتعيش مع شقيق الزوج دون زواج رسمي حتى وإن كان لهذا الأخ زوجة أخرى. وإذا حدث أن توفيت الزوجة، فإنه من المتوقع أن تعوض الأسرة الزوج بابنة أخرى تكون بكرًا بدلاً عن أختها المتوفاة.

    القبائل عند العرب
    تعد القبيلة المجتمع الأكبر لأهل البادية، وعلى الرغم من أن مصطلح قبيلة اندثر في كثير من المجتمعات سواء في الغرب أو الشرق، إلا أن اللفظة لا تزال حية يستعملها العرب في كل مكان، بل يفتخر كثيرون منهم بانتمائهم إلى قبائل بعينها. على النقيض من ذلك نجد أن هذا المصطلح اتخذ معنى آخر لدى معظم الشعوب التي استعمرتها الدول الغربية إذ أطلق معظم الأوروبيين كلمة قبيلـة على الشعـوب المستعمرة التي كانـت أقل تقدمًا منهم، واكتسب المصطلح لديهم معنى المجموعة البدائية لذا نجد كثيرًا من الأفارقة وبعض الشعوب الأخرى يعدون كلمة قبيلة بمثابة تحقير لهم. من أجل هذا لجأ كثير من العلماء إلى تقسيمات أخرى مثل المجموعة العرقية، أو الأمة أو الشعب، إلا أن العرب يفرقون بين الشعب والقبيلة والمجموعة العرقية.

    (..)على الرغم من أن علماء الأنساب العرب يكادون يتفقون على ما تقدم من ترتيب طبقات القبائل، إلا أن حركات هجرة القبائل، سواء أكانت طوعًا أو كرهًا جعلت هذا الترتيب غير مستقر، إذ ذابت البطون والأفخاذ، وقلما استخدمت مصطلحات العمارة والفصيلة، وصارت وحدة العشيرة أكثرها شيوعًا بل صارت تستخدم لتغطي معنى القبيلة أحيانًا بعد أن أصبح هناك خلط شديد بين المقصود من البطن أو الفخذ.

    الثقافة والحياة الاجتماعية

    الحياة الأسرية
    يرتبط أفراد القبيلة في زمر اجتماعية عن طريق مجموعة من الروابط والعلاقات، وتمثل رابطة القرابة أهم هذه الروابط، وتزداد هذه الروابط بالزواج داخل ما يسمى بالأسر الممتدة التي لها نظامها الخاص في المسكن والمطعم واختيار الأسماء والأعراف والتقاليد.
    الزواج
    قلما يتزوج أفراد القبيلة العربية من خارج العشيرة، ولكن قد يتجاوز في ذلك أحيانًا حينما يتم زواج بنات بعض زعماء العشائر لتوثيق الصلات ودعم الأحلاف بينها، ولا يسمح النظام الداخلي للقبيلة بأن تتزوج المرأة رجلاً من خارج القبيلة، لأن ذلك يكون بمثابة مخالفة صريحة لنظام الزواج في القبيلة قد يؤدي إلى عداء وحروب ذلك أن الفتاة تعد في المجتمع القبلي زوجة لابن عمها ¸عقدها وحلها بيد ابن عمها•إلا إذا لم يرغب فيها، فلها أن تتزوج بمن تريد داخل حدود القبيلة.
    (...)
    العصبية القبلية والحروب
    تتجلى العصبية القبلية في العصبية للأقارب وذوي الأرحام. وهذا النوع من العصبية يكون داخل إطار القبيلة ذاتها. فعلى الرغم من أن أفراد القبيلة يربطهم نسب واحد، إلا أن الرباط الكائن بين ذوي القربى من أمثال أبناء العمومة والخؤولة يكون أمتن من النسب العام. وأفراد القبيلة يشعرون بالتزامهم بنصرة من يشترك معهم في البيت (الفصيلة) ثم تأتي بعد ذلك نصرة المشترك معهم في الفخذ فالبطن ثم العشيرة، ومع أن العصبية للقبيلة أضعف شأنًا من العصبية نحو العشيرة، إلا أن عصبية القبيلة تطغى على ما سواها بمقدار الخطر الذي يهدد القبيلة ـ كما يمكن أن تتجاوز هذه العصبية نظام القبيلة إلى القبائل الأخرى المتحالفة، أو عصبية الولاء؛ وذلك حين يطلب أحد الأفراد الجوار من قبيلة ما ومن ثم يكتسب حصانة بأن يكون تحت حمايتها، وتهب القبيلة لحمايته كأي فرد من أبنائها.

    (..)
    زعامة القبيلة والأحكام

    شيخ القبيلة
    تتجلى وحدة القبيلة في وجود شخصية محنكة تعرف بأسماء كثيرة باختلاف موقع القبيلة، فهو سيد القبيلة أو الشيخ أو الأمير أو الرئيس أو الزعيم. وغالبًا ما يكون زعيم القبيلة شيخاً مجرباً ذا حكمة وسداد رأي وسعة في الثروة، يقود القبيلة في حروبها ويقسم الغنائم. وغالبًا ما كانت هذه الزعامة تورث عن الآباء. لم تكن سيادة شيخ القبيلة على إطلاقها، وقد تصل إلى حد كونها رمزية في بعض الأحيان، وليس له من الحقوق سوى التوقير. أما واجباته فتكون أكثر من حقوقه.
    ومن أهم ما يقوم به الشيخ إصلاح ذات البين في قبيلته، ولابد له من استشارة الكبار في القبيلة وأن يسمع كل فرد من القبيلة لأنهم أكفاء متساوون في الحقوق. وليس لشيخ القبيلة قوة مادية يرغم بها أفراد القبيلة على الطاعة، وإنما هي التقاليد والعرف. ولأي فرد من القبيلة التمرد على أي قرار يتخذه زعيم القبيلة، ولكن عليه في هذه الحالة أن يدع القبيلة وأن يهجرها، ويسمى هذا الهجر الخلع.
    إذا تشعبت البطون في القبيلة الواحدة تنافس أفراد كل بطن في أن تكون لهم الزعامة والشرف وإن كان يجمعهم أصل واحد. وقد يتقاتلون من أجل هذه المنافسة كما حدث بين الأوس والخزرج وبين عبس وذبيان، وبين عبد شمس وهاشم وبين ربيعة ومضر.
    على الرغم من أن زعامة القبيلة قد تكون وراثة، إلا أنه ينبغي للذي يتصدى لهذه الزعامة أن يتميز بصفات قد لا تجتمع عند غيره؛ من أبرز هذه الصفات الجرأة وحسن السمعة والقدرة على الإقناع. والشجاعة والإقدام مطلبان ضروريان ينبغي توافرهما في زعيم القبيلة؛ إذ عليه أن يتقدم الصفوف في الحروب، وأن يجير المستجيرين، وأن يتحمل باسم القبيلة ما قد يرتكبه أفراد القبيلة من أخطاء. وهو الذي يتحمل أكبر نصيب من جرائر القبيلة، وما تدفعه من ديات. وينبغي أن يكون وقورًا رزينًا رحب الصدر قليل الكلام. ويجب أن يفتح بيته للضيافة، وأن يكون فطنًا كيسًا في فض الخصومات والمشكلات التي تقع بين أفراد عشائره.

    وشيخ القبيلة هو الذي يعلن الحرب، وهو الذي يوزع الغنائم، وهو الذي يبرم الصلح، ويمثل قبيلته أمام القبائل الأخرى. وغالبًا ما يكون هو الحافظ لأنساب القبيلة. وهو الذي يصدر الأوامر للرحيل ويحدد المكان والزمان لذلك الرحيل. وعليه أن ينفذ الرأي الذي تجمع عليه القبيلة وحكماؤها في مجالسهم الشورية.(..)

    http://www.fesal.net/articles-action-show-id-5331.htm

    الاستعلاء العرقي أو التمركز العرقي هو اعتقاد إنسان بأن أمته أو الجنس الذي ينتمي إليه الأحسن والأكثر اتساقًا مع الطبيعة. يشير إلى الاعتقاد بأن جماعة الفرد هي الأفضل بين كل الجماعات، وأن الحكم على الآخرين على أساس أن جماعة الفرد هي مرجع هذا الحكم إيماناً بالقيمة الفريدة والصواب التام للجماعة التي ينتمي إليها والترفع عن الجماعات الأخرى إلى حد اعتبارها نوع من غير نوع جماعته، ولا شك أن هذا التمركز العرقي يعد عاملاً هاماً في نشأة الصراعات العرقية والتعصبية والتي قد تصل في أحيان كثيرة إلى حد المذابح والإبادة والتمرد والثورة والإرهاب والحروب.

    أدخل وليم جراهام سمنر، عالِم الاجتماع الأمريكي هذا المصطلح عام 1906م. عرّفه على أنه النظر إلى جماعة ما على أنها مركز كل شيء، وجميع الآخرين يوزنون ويرتبون بعدهم. ونتيجة لاتساع نطاق ثقافة ما فإن الناس أصبحوا يرون طرق مجتمعهم باعتبارها الطرق السليمة للتفكير والشعور والعمل ولهذا السبب فإن الاستعلاء العرقي قد لا يمكن تجنبه. إنه يعطي الناس شعورًا بالانتماء والكبرياء والرغبة في التضحية من أجل خير الجماعة ولكنه يصبح ضارًا إذا بلغ حدّ التطرف. كما أنه قد يسبِّب التحيُّز والتعصب ورفض الآراء الآتية من الثقافات الأخرى بل واضطهاد الجماعات الأخرى. والتعرض للثقافات الأخرى يكسب المرء فهمًا ومرونة قد تقلل مثل ردود الفعل هذه ولكن لا يمكن التغلب عليها كلية أبدًا. إن الهوى الأيديولوجي وهوَسْ التمركز الإثني العرقي والخيال الشخصي تقود إلى تزييف الوعي التاريخي والاستغراق في تعظيم التاريخ العرقي المصطفى على حساب الأمانة العلمية والمصداقية الفكرية.

    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D...B9%D8%B1%D9%82%D9%8A

                  

09-19-2010, 08:55 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    العنصرية (أو التمييز العرقي) (بالإنجليزية: Racism‏) هي الافعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين ما. كما يستخدم المصطلح ليصف الذين يعتقدون أن نوع المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقي تلك المعاملة، وان المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها.و ان فئة معينة يجب أو لها الحق في أن تتحكم بحياة ومصير الأعراق الأخرى.و كانت أولى الأعمال العنصرية والأكثرها انتشارا هي تجارة الرقيق التي كانت تمارس عادة ضد الأفارقة السود.
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D...B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9

    يُعنى قانون العلاقات العرقية بأفعال الأشخاص وآثار أفعالهم، لا بآرائهم ولا معتقداتهم. التمييز العنصري ليس مرادفاً للتحيز العنصري أو "العنصرية"، حيث إن التحيز يعني "الحكم المسبق" على شخصٍ ما – رغم الجهل شبه التام به – عن طريق استنتاجات متعجلة بسبب سمةٍ ما فيه، مثل مظهره.


    أما العنصرية فهي الاعتقاد يتفوق بعض "الأجناس" على غيرها – وذلك على أساس فكرة وهمية مفادها أن اختلاف السمات البدنية (مثل لون البشرة) أو الخلفية العرقية يجعل بعض الناس أفضل من غيرهم.


    يتحقق التمييز عندما يتلقى شخصٌ ما معاملة أقل تفضيلاً بسبب لونه أو جنسه أو جنسيته أو أصله العرقي، ولا يلزمك إثبات قصد شخص ما ممارسة التمييز ضدك: بل يكفي فقط بيان أن ناتج فعله كان تلقيك معاملة أقل قبولاً.


    يضم قانون العلاقات العرقية تعريفات لثلاثة أنواع من التمييز العنصري:

    * التمييز العنصري المباشر (بما في ذلك التحرش)
    * التمييز العنصري غير المباشر
    * التجني


    التمييز العنصري المباشر

    يتحقق هذا إذا تمكنت من بيان تلقيك لمعاملة أقل تفضيلاً عن غيرك على أساس عنصري في ظروف مشابهة، ومن المفيد في سبيل إثبات ذلك إعطاء مثال لشخص من مجموعة عرقية مختلفة تلقى - في ظروف مشابهة - معاملة أدعى للقبول مما تلقيت أنت.
    يمثل كلٌ من الإيذاء والتحرش العنصريين شكلاً من أشكال التمييز العنصري. إذا تعرض شخصٌ ما للتحرش على أساس الجنس أو الأصل العرقي أو القومي، فإن ذلك يعتبر سلوكاً محظوراً بمقتضى قانون العلاقات العرقية.


    يعتبر القانون أن لذلك نفس أثر الإساءة لكرامة شخصٍ ما أو أثر تهيئة مناخ مفزع أو عدواني أو محط أو مخزٍ أو مهين لذلك الشخص.

    التمييز العنصري غير المباشر

    قد يندرج التمييز العنصري تحت إحدى فئتين: أولهما ما ينشأ عن اللون أو الجنسية، وثانيهما ما ينشأ عن الجنس أو الأصل العرقي أو القومي.

    الناشئ عن اللون أو الجنسية

    يتحقق هذا عندما تقل فرصتك أو – فرصة أشخاص من نفس مجموعتك العرقية – في الوفاء بمتطلبٍ أو شرطٍ ما، بينما لا يمكن تبرير ذلك المتطلب على أساس غير عنصري.


    يلزمك بيان تدني احتمالات وفاء نسبة أقل بقدر معتبر من الأشخاص المشتركين معك في اللون أو الجنسية بالمتطلب أو الشرط مقارنةً بأشخاص مختلفين عنك لوناً أو جنسيةً، كما يلزمك بيان معاناتك من معاملة أقل قبولاً نتيجةً لذلك.


    على سبيل المثال، من شأن وضع قاعدة تمنع موظفين أو تلاميذ من تغطية رؤوسهم أن تؤدي إلى إقصاء رجال أو فتيان من السيخ الذين يرتدون عمامة، أو رجال أو فتيان من اليهود الذين يرتدون اليرملك، وفقاً لممارسات مجموعتهم العرقية.

    الناشئ عن الجنس أو الأصل العرقي أو القومي

    أدخلت لوائح الأعراق لعام 2003 معياراً أقل صرامة للتمييز العنصري غير المباشر على أساس الجنس أو الأصل العرقي أو القومي.


    يتحقق هذا النوع من التمييز عند تطبيق حكم أو معيار أو ممارسة على الجميع مع تعريض الأشخاص المنتمين إلى نفس الجنس أو الأصل القومي أو العرقي لشكلٍ محددٍ من الضرر، ويلزمك بيان معاناتك من الضرر نتيجةً لذلك وأنه لا يمكن إثبات أن ذلك الحكم وسيلة ملائمة لتحقيق هدف مشروع.

    التجني

    للتجني دلالة قانونية خاصة بمقتضى قانون العلاقات العرقية، وهو يتحقق في حالة تلقيك معاملةً أقل تفضيلا بسبب تقدمك بشكوى حول تمييز عنصري أو دعمك لشخص آخر قام بذلك.

    http://www.nwren.org.uk/arabic/help-racism-discrimination.htm
                  

09-20-2010, 05:12 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)


    مسودة أولي، فرضيات و تداعيات و أسئلة:

    نناقش الهوية و القبلية و العنصرية في السودان بطرح بعض الفرضيات و التداعيات حول هذه المفاهيم. و قد كثر الحديث في الآونة الأخيرة في عهد ما بعد استقلال السودان ان تناول الكثير من الكتاب و المفكرين و الاكاديميين السودانيين، بعض أو جُل هذه الموضوعات و نشر بعضهم بحوثا فيها. و ظل سؤال الهوية و الانتماء يؤرق فكر الكثيرين من أبناء السودان، و أكثرهم من المتعلمين، دون الإحاطة باجابات تشفي غليلهم و تمنحهم راحة معرفة الذات و الانتماء. و تظل اسئلة بعض النخب الشمالية، مثل هل نحن عرب ام افارقة، تقلق مضاجع الكثيرين منهم، و لا يعرفون كيف يستريحون من وجع الاسئلة و هي ترن في اذهانهم ليل نهار، و ذلك بعد ان ظلوا لفترات طويلة يدعون بانهم هم العرب و "اسياد البلد" و لكن اسئلة معرفة الذات برزت بشكل اكثر وضوحا عندما سافر الكثير منهم الي دول الخليج في الستينات و السبعينات و هنالك وصفوا علي الدوام بانهم "عبيد" و شعروا بالمهانة تسري في دمائهم، و تتكسر مثل الزجاج كبريائهم ....
    يتبع


                  

09-22-2010, 01:05 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    قبل التقدم في طرح الجدل في هذا الاتجاه، نوثق هنا لبعض الاوراق و الكتابات التي ناقشت هذه المواضيع

    سعد مدني
    ____________________________

    السودانوعروبية، أو تحالف الهاربين: المشروع الثقافي لعبدالله على إبراهيم في السودان

    محمّد جلال أحمد هاشم

    (يهدف هذا المقال إلى ترسم أبعاد اتجاه جديد في قضايا الثقافة والهوية في السودان. هذا الإتجاه يقوم ـ كما نرى ـ على سودنة الإسلام والعروبة، وبالتالي رسم حدود هوية إسلاموعروبية خاصة بالسودان دونما عداه من دول أخرى ضمن المنظومة الإسلامية عامة، وتلك الناطقة بالعربية خاصة. ولهذا أطلقنا على هذا الاتجاه مصطلح "السودانوعروبية"، على أن "العروبية" تستبطن في داخلها الإسلام. إذ عندما نتحدث عن دخول العرب إلى السودان، إنما نستضمن في ذلك دخول الإسلام إلى السودان بالضرورة.)

    http://mjhashim.blogspot.com/2009/06/blog-post_25.html
    ________________________________________
    جدلية المركز والهامش وإشكال الهوية في السودان

    أبكر أدم إسماعيل

    (لقد ظلت قضية الهوية في السودان، تطرح في الرواق المثقفاتي من أيام المجادلات حول ما إذا كان (شعب السودان) "شعب عربي كريم" أم "شعب سوداني كريم" في مباراة سليمان كِشّة وعلى عبد اللطيف، كقضية فكرية سياسية. وقد أخذت المسألة بعد ذلك منحى أدبيا يمكن تلمسه في محاولات حمزة الملك طمبل لتأسيس خطاب (سوداني) موازِ أو مقابل للخطاب العروبي السائد، المتمثل في مذهب البنا والعباسي وغيرهما. واستمرت المسألة حتى الستينات، إذ ظهر جيل أكثر حداثة، حيث ذهب هؤلاء الإنتلجنسيا إلى افتراض خيارات لهوية (السودان). فمنهم من نزع إلى العروبة، ومنهم من نزع إلى الأفريقية، ومنهم من مضى في سبيل التوفيق بين الاثنين ليصل إلى ما عرف بمدرسة الغابة والصحراء أو الآفروعروبية. وقد آثر آخرون غموض السودانوية. وانصب جل أبناء هذا الجيل أخيرا فيما أسماه محمد جلال هاشم بالسودانوعروبية. ولكن القضية عادت إلى حقل السياسة مرة أخرى مؤخرا، وهذه المرة من خارج (الخطاب الرسمي) أي خطاب أيديولوجيا المركز، وفرضت عليه بأجندتها الحربية، وبذلك تجاوز سؤال الهوية إطاره الأدبي المثقفاتي وسياقه الذاتي، وأخذ طابعاً شعبياً وبعداً موضوعيا، واعتلى سلم الأولويات في حلبة الشجار الدائر في السودان.)

    http://dozna.ahlamontada.com/montada-f1/topic-t78.htm
    _________________________________________
    الدين والعنصـريـة

    د. عمر القراي

    (إن الافتراض الاساسي لهذه الورقة ، هو ان العنصرية في كل اشكالها ، ومختلف مراحلها، كانت ولا تزال تعتمد في الأساس على مفهوم ديني . )
    http://kacesudan.org/article_page_view_a.php?article_id=1080&page_id=1

    ____________________________________

    هوية الأزمة في موضوع أزمة الهوية: عناصر أولية

    المنصور جعفر

    (تحاول الدراسة تحديد بعض العناصر الاولى في "موضوع أزمة الهوية" كمجال لتناول بعض العناصر والعلاقات المأزومة بسياق الطرح المعتاد لهذا الموضوع، وبسياق تفاقمها في بعض الدوائر المحلية والدولية المختلفة. وترتبط هذه المحاولة بعرض بعض العناصر والمعلومات والأسئلة والقيام بتحليل بعض عناصر الموضوع المأزوم في سياق تاريخي إجتماعي يحاول النظر إلى الوجود الإجتماعي وأفكار الإنسان فيه من خلال علاقاته بأوضاعه المعاشية ككل شامل، وتجنب النظر إلى هذا الوجود بأي أشكال أحدية جزئية مفردة أكانت عرقية أو دينية أو لغوية أو طقوسية أو قبيلية أو طبقية أو سياسية، لأن هذا التناول المجزوء وهذا الإفراد يخل بالوجود المتعدد لعناصر الموضوع وبتوازن هذه العناصر، وتأثير ذلك الخلل على سياقات ظهور "أزمة الهوية" وتجلياتها في الواقع، وتاثيره بالتالي على سياقات التعامل الموضوعي معه بصورة شمولية ترتبط بنيةً بضرورات التقدم الإجتماعي الشامل. وتحاول الدراسة تقديم سياق متعاضد يجنب الناظر للموضوع الهوية تشعبه المرتبط والمرتبك بغزارة عناصره التي تشمل مفردات وإصطلاحات يصعب تحديدها في كتلة دراسة واحدة مثل مفردات: "الكينونة"، و"الهوية الفردية"، و"الهوية الجمعية"، "المعرفة"، و"علاقة الناظر والمنظور"، و"الإعتقاد"، و"التناسق" و"الحدالفاصل"، و"المعنى"، و"التصور"، و"الذاكرة"، و"المنطق"، و"القيمة"، و"المجتمع"، و"اللغة"، و"العقل"، و"الحرية"، و"الدولة"، و"الإستقلال"، و"الإستقرار"، و"الهجرة"، و"الحساسية"، و"الإحساس العام"، و"الضرورة"، و"شروط تحقق الضرورة"، و"حقوق الإنسان"، و"الأهداف العامة"، و"ظروف تكييف الفرد"، و"التاريخ" و"العدل".)

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=61965

    ______________________________________

    ثقافة أم مثاقفة
    السودان وحرب الهُويات
    تنوع الرؤى في الثقافات السودانية
    عاطف عبد الله قسم السيد


    (مادة هذه الأوراق هي المواجع والمظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أرهقت الوطن وقضت مضاجعة زهاء ما يناهز الخمسة عقود من الزمان هي عمر الاستقلال السودان . فالحرب الدائرة الآن والتي اشتعل أوارها في عام 1983 إنما تعود لتضرب بجذورها في عام 1955 ، وهو العام الذي سبق الإعلان عن الاستقلال.)

    http://www.mafhoum.com/press4/121C37.htm

    ____________________________________

    قضية الهوية والانتماء في السودان
    [email protected]
    (منذ استقلال السودان عام 1956م ظل سؤال الهوية مطروحًا عند النخب السودانية: من نحن؟ ورغم أن الإجابة على هذا السؤال قد حسمت على الصعيد السياسي الرسمي بانضمام السودان لجامعة الدول العربية؛ فإنه لم يحسم على مستوى النخب السياسية والثقافية حيث لا يزال الجدال حول هذه القضية محتدمًا.ومنذ زمن ليس القريب شهدت صفحات الجرائد السودانية والمنتديات الثقافية ولا تزال سجالات حامية ا########س حول هذه القضية)

    http://www.sudanjem.com/2009/archives/28126/ar/
    _________________________________________
    بناء السلام من خلال التعاونيات

    محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي


    (هذه الورقة محاولة في إطار"وأزمة الهوية السودانية" لتسليط الضوء علي الآثار السالبة والمدمرة لتدخل الدولة السافر في أخص وأعمق شئون العمل التعاوني وهويته، بقرارات سياسية متعارضة ومتضاربة مع الرأي الفني والعلمي، مما كان له سود العواقب علي الحركة التعاونية السودانية. وكان هذا التدخل السافر سمة ملازمة لكل الحكومات السودانية علي تفاوت فيما بينها، وكان أشد سفورا وشراسة وضراوة في عهد "الإنقاذ"، في محاولة بائسة ويائسة لاغتيال الحركة التعاونية السودانية معنويا وماديا باستهداف هويتها ومقوماتها ومكتسباتها، وذلك بإضعافها وتفتيتها وبالسطو علي مكتسباتها وتحويل مهامها الي منظماتها الإنقاذية، وتشريد الكفاءات الديوانية والشعبية، وتسليم دفة الأمور إلي غير أهلها من خلال لجان التسيير المعينة في مخالفة واضحة وسافرة لكل الأعراف والمواثيق والأسس والمبادئ التعاونية المعروفة والمعمول بها عالميا.)

    http://www.sudaneseeconomist.com/start_3.htm

    ___________________________________________________
    ورشة الهوية والاندماج :التنوع الاثنى فى السودان" ابيى" نموذجاً
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مركز التنوير المعرفى
    ورشة عمل
    قضايا الهوية والاندماج القومى فى السودان
    ورقة بعنوان
    التنوع الاثنى فى السودان" ابيى" نموذجاً
    الأستاذة / نازك هلال

    (تعبر الهوية عن الكيفية التى يعرف الناس بها انفسهم او الكيفية التى يوصفون بها تأسيساً على العرق، الاثنية، الثقافة، اللغة، الدين ويمكن لهذا الانتماء ان يحدد ويؤثر على مساهمتهم فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لبلادهم.(11)
    يمكن النظر للهوية من خلال اركانها او مقوماتها ومرتكزاتها مثل الدين واللغة والقيم والاخلاق . والملاحظ أن هذه العناصر تتقاطع مع عناصر الثقافة، وهناك من يعرف الهوية تعريفاً لغوياً فيقول الهوية هى من كلمة هو- بضم الهاء – وكسرالواو المشددة والهوية بمعنى "ما هو؟وما هى؟" أى حقيقة الشخص او الشئ المتمثلة على صفاته الجوهرية التى تميزه عن غيره(12)
    اصبحت مشكلة الهوية من اكثر المعضلات اثاره للجدل والحوار بين المفكرين السودانيين فهناك من يقول ب"عروبة" السودان وهناك من ينادى ب"افريقية" السودان ويثور الخلاف حول هذة النقطة فى اطار الحديث عن الهوية السودانية، بينما يقول دعاة العروبة بضرورة تمتين علاقات السودان مع جيرانه الافارقة.(13))


    http://tanweer.sd/arabic/modules/smartsection/item.php?itemid=67

    __________________________________________

    من إشكاليات الهوية السودانية( اللون والعنصريه والرق)

    د.صبرى محمد خليل /استاذ الفلسفه بجامعه الخرطوم
    [email protected]


    (ويسود في الواقع الاجتماعي السوداني العنصرية طبقا لنمطها الأول ،اى اعتقاد كل جماعة قبليه أو شعوبية سودانية بامتيازها على غيرها،رغم تجاوزها الفعلي للأطوار القبلية والشعوبية كمحصله للتخلف الاجتماعي الذي أصاب المجتمع السوداني نتيجة لعوامل تاريخية سياسية اجتماعيه... متفاعلة(وتأخذ أشكال عده منها رفض المصاهرة مع الجماعات القبلية الأخرى...).فهذا النمط من أنماط العنصرية غير مقصور على جماعة قبليه سودانية، بل يمتد ليشمل كل الجماعات القبلية والشعوبية السودانية ،رغم تفاوت هذه الجماعات القبلية في مدى شيوعه بين أفرادها وأشكاله. وبالتالي فإن إبقائه أو إلغائه مسئولية مشتركة، وليس مسئولية جماعة قبلية أو شعوبية معينة.)

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-1728.htm

    ___________________________________________
    الهوية السودانية ... بقلم: د.صبري محمد خليل
    الأحد, 13 أيلول/سبتمبر 2009 21:07
    د.صبري محمد خليل- استاذ الفلسفة يجامعه الخرطوم
    [email protected]
    (لمشكله الهوية مستويين:مستوى اجتماعى موضوعى يتمثل فى وحدات التكوين الاجتماعى التى تميز المجتمع المعين(اسره،عشيره،قبيله،شعب...) ومستوى فردى ذاتى يتمثل فى علاقات انتماء الفرد الى تلك الوحدات (انتماء اسرى،عشائرى، فبلى، شعوبى..)،كما أنها مرتبطة بمشاكل متعددة (سياسيه، اقتصاديه، قانونيه...)، و سنتناول هنا مشكله الهوية السودانية طبقا لمستوى واحد هو علاقات انتماء الفرد الى وحدات التكوين الاجتماعى التى تميز المجتمع السودانى ، وفي علاقتها بمشكله الوحدة والتعدد كقضية فلسفيه لها تطبيقاتها الثقافية،السياسية،الاقتصادية)

    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...6-09-34-16&Itemid=55

    _______________________________________________

    جراحة دقيقة في جسد الهوية السودانية

    جمال محمد إبراهيم

    (ان اختزال المشكلة السودانية باعتبارها مشكلة من مشاكل الاقليات فحسب، فيه الغاء لعناصر مهمة في الاشكالية السودانية. اذ ان هذه الحرب وهذا الاقتتال الذي يدور بين السودانيين منذ عقود، ما هما الا وجه من وجوه هذه الاشكالية. فالتحليل الموضوعي للتركيبة السكانية لجميع الفئات التي انخرطت في هذا النزاع، سواء حكومية او جماعات عرقية او جهوية، وسواء كانت تستهدفها الحرب مباشرة او كانت تستضيف جموع النازحين الهاربين من اتون الحرب، تجعل من هذا الصراع تناحرا حول الهوية، في بلد شاسع متنوع غني بالاثنيات. لا يستقيم النظر الى هذا الصراع وكأنه مواجهة عنصرية بين قبيلتين، كما في حالة التوتسي والهوتو في منطقة البحيرات.)

    http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=200535&issueno=9103

    _________________________________________

    الهوية السودانية.. صراع ما بعد السلام
    مروان الجبوري

    (منذ استقلال السودان عام 1956م ظل سؤال الهوية مطروحًا عند النخب السودانية: من نحن؟ ورغم أن الإجابة على هذا السؤال قد حسمت على الصعيد السياسي الرسمي بانضمام السودان لجامعة الدول العربية؛ فإنه لم يحسم على مستوى النخب السياسية والثقافية حيث لا يزال الجدال حول هذه القضية محتدمًا.)

    http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA...ut&cid=1181062566191

    ____________________________________________________
    الهُويَّة السودانية بين رهان الوحدة وسيناريو الانفصال

    أحمد إبراهيم أبو شوك

    (قضية الهُويَّة السودانية من القضايا الشائكة وذات الحضور الكثيف في موائد النُخب المثقفة ودوائر البحث العلمي؛ لأنها تمثل عاملاً نافذاً في تشكيل حراك المشهد السياسي، وتدافع قواه القطاعية حول قسمة السلطة والثروة، وتنفيذ استحقاقات التحول الديمقراطي الذي ينشده الحاكم والمعارض على حدٍ سواء، وكل يغرد حسب أولويات أجندته السياسية.
    ظهرت بواكير الدعوة إلى تشكيل هُويَّة سودانية جامعة في فضاء القومية الخُلاسية (أي عربوأفريقية)، المتأثرة بمخرجات واقعها الأدبي والثقافي، والذاهلة عن خصوصيات القوميات الأخرى. وبهذه الكيفية بدأ سؤال الهوية يتحسس طريقه تجاه منظومة وحدوية الهدف، وثنائية التكوين العروبي والزنجي في السودان.)

    http://www.aljazeera.net/NR/exeres/363D42FD-A530-42C0-A8DF-790A64ADECFC.htm
    ______________________________________________

    الادب الروائى و الهويه السودانيه
    صديق الحلو

    (لابد ان نعترف بان الرواية ناشئة في السودان فلكي ترسخ لابد ان يتقبلها الناس وان تمسرح او تمثل في افلام سينمائية...هذه اللعبة التمثيلية التي تصور الحياة هل هي الحياة فعلا.
    هناك تشابه في الروايات السودانية هل مصدر الوحي واحد واين نجد النجاح في الرواية ان لم تبرز هويتنا السودانية سيكون مجدنا ناقصا او غير مقنع ان لم نر الآخر السوداني المشابه لنا والذي يحمل نفس المبادئ والمثل هل لدينا الاستعداد قبل ان نضطر ان نقول ان هناك فروقا دقيقة التصوير وكتابة الرواية.. لقد كتب لنا روايات سودانية فرانسيس دينق ومروان حامد الرشيد، امير تاج السر، علينا ان ندرس القوانين الهارمونية والزوايا والابعاد والمنظور والنسب حتي نري اين اصابوا واين اخفقوا في مسألة الهوية.)


    http://www.sudanray.com/Forums/showthread.php?569-%C7%E...D3%E6%CF%C7%E4%ED%E5

    _______________________________________________
    أزمة الهوية في السودان (1)

    السر الشريف

    (أزمة الهوية هي احد المشاكل التي عانت وما زالت تعاني منها الدولة السودانية , وقد ظل المثقفين من أبناء الثقافة العربية يقدمون رؤيتهم الخاصة بهم ويفرضونها علي الشعب السوداني بتعدده وتنوعه (( التاريخي والمعاصر )) علي أنة شعب (( عربي كريم)) وإذا طرحنا سؤال : هل الشعب السوداني هو شعب عربي كريم أم هو شعب سوداني كريم؟ ياتري ماذا تكون الإجابة . وبكل بساطة سوف تكون الإجابة علي السؤال حسب انتماء الفرد العرقي او الثقافي او الفكري (الايديولوجي) …الخ . فهناك جزء كبير من العرب في السودان ينظرون الي هوية السودان باعتبارها: (( هوية عربية )) وبنفس القدر هناك جزء من غير العرب في السودان ينظرون الي هوية السودان باعتبارها :((هوية افريقانية)) ومنذ محاولات ( سليمان كشة وعلي عبد اللطيف ) ظهرت قضية الهوية في السودان كقضية فكرية سياسية وقد أخذت بعد ذلك اتجاها أدبيا يظهر في محاولات (حمزة الملك طمبل) التي سعي من خلالها لتأسيس خطاب سوداني ((مواز /او مقابل)) للخطاب العروبي السائد المتمثل في مذهب : (ألبنا والعباسي وغيرهما …) واستمرت المسالة حتى الستينيات وخلال الستينيات ظهر جيل أكثر حداثة .حيث ذهب المثقفين من هذا الجيل الي افتراض خيارات لهوية السودان , فمنهم من قال: (بعروبة الشعب السوداني) ومنهم من قال: (بافريقانية الشعب السوداني) ومنهم من ذهب إلي التوفيق بين الاثنين (العروبة والافريقانية) ليصل الي ما عرف بمدرسة ((الغابة والصحراء )) او ((الافرو عروبية)) وسوف نقدم نمازج من هذه المدارس بغرض توضيح التطور الفكري التاريخي لقضية الهوية . وسوف نناقش موضوع الهوية في السودان بالقدر الذي يمكننا من نقل رؤيتنا لهذه الأزمة وكيفية إيجاد الحلول اللازمة.)

    http://saror89.maktoobblog.com/228712/أزمة-الهوية-في-السودان-1/
    __________________________________________
    هوية السودان القومية: قراءة آركيولوجية- تاريخية (1)
    بروفيسور عبد الرحيم محمد خبير

    (السودان كتراكم ثقافي- تاريخي ظهر إلى حيز الوجود منذ آجال سحيقة في التاريخ. والمقصود بلفظ «السودان» هنا جمهورية السودان بحدودها السياسية الحالية، فضلاً عن المشيخات والسلطنات والممالك التي كانت قائمة داخل هذه الحدود منذ أزمان بعيدة. وسكنت هذا القطر أقوام عديدة متنوعة الأعراق والثقافات. ورغم أن سؤال الهوية القومية في السودان: من نحن، ما هي علاقتنا بالآخر وماذا نريد أن نكون؟ قد طرح بشكل جلي منذ عهد الحكم الثنائي (الإنجليزي- المصري)، وعبرت عنه أهداف كل من جمعيتي اللواء الأبيض (1924) والاتحاد السوداني (أغسطس 1924م) ومؤتمر الخريجين (1938- 1955م). ولكن باستقراء التاريخ نلحظ أن السودانيين استطاعوا إنشاء العديد من الممالك والدول التي قوامها خليط شتى من الأجناس والثقافات مدفوعين بأشواق الوحدة الثقافية والسياسية التي يتوقون إليها منذ عشرات القرون).


    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147509907
    _______________________________________________
    استدراك على بئر أبي طليح وايديولوجيا الجعليين

    عبد الحفيظ مريود:
    ثقافة النيل وثقافة الأقليات
    خضر حمد، حسن مكي، أغنية الأحباش وفصاحة الكبابيش

    (والباشبوزق احالة مركزية ايضاً الى مطلق الحمرة «الأباها المهدي». وعلى الرغم من سياق إخوانيات عبد الحليم على طه، الا انها تطبيق نموذجي لهلوسات الهوية السودانية كما يشير اليها د. الباقر العفيف في مأساة شمال السودان. ثمة معيارية تنفي باستمرار «البرقو» من جهة و«الحلب» من الجهة الاخرى، تتمدد لتحكم سيطرة ثقافية - سياسية هى ما أشرت اليه في مقال سابق حول قراءة البروفيسور عبد الله الطيب لموضوعة الخليفة عبد الله بـ «ايديولوجيا الجعليين» التي يعبِّر عنها عبد الحليم على طه تعبيراً نموذجياً في ممارسة النفي والاقصاء «للبرقو» و «الحلب» وتأكيد مركزية طاردة هى عند التربوي المخضرم «نحنا أولاد جعل أهل البلد وأصحابا».)


    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147489439
    _____________________________________________

    ازمة هوية أم أزمة تفكير في الهوية!
    عبد العزيز حسين الصاوي

    (كما هو الحال مع الموضوع الديني، اضحت مناقشة مسألة هوية السودان القومية، خاصة في بعدها العربي، مشكلة مناخ لا يسمح بتناولها موضوعيا، اكثر منها مشكلة تعقيد استثنائي للمسألة، بحيث يصعب معه التوصل الى اجماع ما حول الفهم السليم المجدي وطنيا لها. ولقد غرق المجتمع السوداني في لجة الهموم المتفجرة من افرازات الحروب الاهلية القائمة والمتوقعة، ومن الصراع اليومي المر للبقاء فوق خط الفقر، مما دفع الناس السودانيين زرافات ووحدانا الى التبسيطات والاختزالات الدينية والقومية، بحثا عن الاستقرار النفسي الذي يتعذر الاستمرار في الحياة بدونه، وتمشيا مع القدرة المتناقصة على استيعاب هذه الانتماءات على حقيقتها البناءة. وتأويلات الاسلام التي تتغلب فيها عناصر الخرافة على الدين، اصبحت هي الاسلام في نظر الاغلبية لا ينافسها في ذلك الا التأويلات السلفية التي يتغلب فيه عنصر استحضار الماضي بحرفياته على استحضار الخصائص التي مكنته من الارتقاء بالبشرية الى مرحلة اعلى من المرحلة التي سبقته. وتطورالروابط القبلية- الاثنية الي السوية السودانية الذي نجم عن الانفتاح على العالم الناهض وعن استحداث التعليم والمهن غير التقليدية خلال الربع الاول من القرن الماضي، اضحي تقهقرا الى تلك الروابط، وما هو اضيق منها احيانا، كما يشهد تحولها الى الاطار الاهم للحركات المطلبية والسياسية بدلا عن النقابة والحزب.)

    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147516003&bk=1

    ______________________________________________
    الهوية السودانية بين بساطة الرحل وطموح الجلابة

    صديق حماد الأنصاري

    (فحينما يدلف الشخص من الحديث عن الهوية السودانية لابد له من الاشارة واستصحاب بعض المصطلحات والتي اخذت حيزها الثقافي من واقع الصراع المفروض والحديث بقدر من الخصوصية، خاصة اذا كان مثار الحديث هو الاعراق والاديان في تاريخ السودان، أو على ذكر الاصول الاثنية لشعوب افريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومحازاة الدولة المصرية في الشمال او الحديث عن الشرق الاوسط الموصوف بالأدنى، حيث تعدد المناخات من واقع عمودية الشمس في وجه ذاك الانسان الاسمر وعلى مدار العام، اضافة الى البعد المكاني في المسافة والتمدد في الزمن الجاري لذا فقد كان لزاما ان تسع هذه الرقعة الجغرافية الممتدة بمد البصر شوف العديد من الاصول العرقية (حامية كانت أو سامية) ـ فكان فيها من ابناء حام (نوب ـ كوش ـ سودان) من ابناء سام (جنيد ومجنود)، فامتزج الدم الاخوي بالمصاهرة للتعارف لا للتحالف، فكانت الهوية السودانية (ذات خصوصية) من حيث العادات والتقاليد والاديان واللسانيات فكانت (لهجتنا المحببة) واسطة عقد بين كل لسانيات الاعراق المتباينة وحتى في بسطة الاجسام القوية وتعدد الملامح ـ من مجموع كل ذلك كانت ثقافتنا متفردة وقد لا ندركها كغيرها (كالعطر نحمله وتشمه أنوف غيرنا) لأن المرء مرآة اخيه. وهذا ما عبر عنه كل زائر الى السودان اول مرة وشرب من ماء نيله العذب.)

    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147515076&bk=1

    ___________________________________
    إشكالية التنوع الثقافي
    في السودان
    الأستاذ محمد علي جادين

    ( ولذلك يمكن القول ان قضية التنوع الثقافي والإثني والديني لاتزال تطرح نفسها بقوة في الواقع السوداني وتحتاج الي جهد أكبر وأوسع بحكم تعقيداتها وإختلافها النوعي عن قضايا تقسيم السلطة والثروة .)

    http://karama85.org/pages/conpages/con1/paper13.htm

    _______________________________________
    الهوية السودانية من الثنائية المتوهمة إلى التعددية
    دراسة للتطور التاريخي للهوية السودانية ومظاهر التعددية في السودان
    د/ بهاء الدين مكاوي*


    (تهدف هذه الدراسة للوقوف على التطور التاريخي للهوية السودانية ومظاهر التعددية في السودان للتأكد على أن الهوية السودانية لم تكن أبداً ثنائية، وأن الثنائية التي توهمها البعض لم تكن حقيقة، وإنما قادت الصراعات السياسية بين الشمال والجنوب إلى سيادة مثل هذا النوع من التفكير ولعل هذه هي الفرضية الرئيسية التي تقوم عليها هذه الدراسة.)

    http://societal.societystudies.org/ssc/2/Sudanese_identity.htm
    ________________________________________
    ايُّ نزاعٍ بين الغاب والصحراء
    وضع العروبة كمقابل للإفريقية مفهوم خبيث..
    خالد أحمد بابكر



    (أما قول النور عثمان: " في قاعة الجامعة العربية يلهج الابن بعروبته وفي (كوناكري) يصر على إفريقيته" فقد جعله صلاح مفهوماً خبيثاً وأبان إلى أن وضع العروبة مقابلاً للإفريقية هو مفهوم خبيث فالعروبة قد تكون إفريقية. ومضي إلى أن أكثر من سبعين بالمائه من العرب إفريقيون.. وإذا صُحح التعبير ووضعت كلمة الزنجية: فإن المذهب الزنجي في الثقافة مذهب سقطت أهميته وبانت عورته حتى للزنوج الخلّص. وحمل على النور عثمان عدم قراءته نقد (كوامي نكروما) وآخرين للمذهب، وأن إصرار (كوناكري) على الإفريقية هو ذات إصرار القاهرة والجزائر.)

    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147499583
    _____________________________________________________________
    مشكلات السودان أزمة هوية أم ميلاد

    السفير/ الخضر هارون


    (أين الأزمة التي يتحدثون عنها هنا؟ يقولون إنها ادعاء السوداني أنه عربي، فيدخل الجدل إلى دهاليز السياسة والأيدولوجية، ثم يتفرع إلى مشكلة التهميش، ويتحول هذا الادعاء "الكاذب" إلى أس البلاء الذي فجر مشكلة الجنوب ومشكلة دارفور ومشاكل الشرق ومشاكل تحت الإعداد في بلاد النوبة القديمة وتوّج هذا كله بدعوة للتخلص بالكلية من السودان المعروف حتى الآن، عوضاً عن الصبر على آليات التطور السلمي الطبيعي عبر التعليم والوعي حتى تبلغ مداها، بحيث تفض إلى ضم النائي البعيد إلى حضنها، بل قفزاً فوق المراحل وبمباضع الجراحة المؤلمة التي قد تفض إلى الموت لإقامة سودان جديد. لماذا وما مقدار الحق في مقولة أن السودان يعاني من أزمة هوية؟ هذا هو موضوع الأسطر التاليات، وقبل أن نشرع في تبيان فساد تلك المقولة ننبه إلى خطورة أنها أصبحت المصباح الذي ترى في ضوئه جهات أجنبية عديدة ودول فاعلة مفتاح الحل لمشكلات السودان، وأصبحت في ضوئه أيضاً تتعاطف مع كل حركة مسلحة تتبنى العنف وسيلة لنيل الحقوق، على أساس أن هذا البلد الذي يمتد عمره إلى نحو عشرة آلاف عام "بلد مصطنع" ينبغي إعادة صياغته.)

    http://www.meshkat.net/index.php/meshkat/index/6/8427/content
    ______________________________________

    الوطنية والهوية السودانية (1 من 9) .....
    بقلم: د.عبد الله محمد قسم السيد / السويد

    المتخيل المعلن والمسكوت عنه فى المجتمع السودانى

    (يهتم هذا الجزء من الدراسة بالآيديولوجيات التى اختلقها الاستعمار بشقيه الانجليزى والمصرى كأدوات للحكم لتبرير غزوه وحكمه للسودان وتأثيرات هذه الآيديولوجيات النفسية على الانسان السودانى الذى ورث الحكم عنه من جانب وتأثيراتها على تطور مفهوم الوطنية والهوية السودانية من جانب آخر. نتناول كهدف ثان لهذه الدراسة المتغيرات التى أحدثها نظام الحكم الثنائى فى عقلية الانسان السودانى المتعلم كتوطئة للحديث عن المتخيل المعلن والمسكوت عنه فى المجتمع السودانى فى اطار الاثنية والثقافة لنبين تأثيرات تلك الآيديولوجيات فى خلق آيديولوجيات محلية تبرر للحاكم السودانى حكمه وتبيان كيف أنها ساهمت فى خلق العقدة العربية وعلاقتها بالهوية السودانية باعتبارها أس الداء فى المعضلة السودانية منذ استقلال البلاد فى 1956.)

    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...9-17-15-25&Itemid=62

    الوطنية والهوية السودانية (2-9) ...
    بقلم : د.عبد الله محمد قسم السيد/ السويد

    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...9-17-15-25&Itemid=62

    الوطنية والهوية السودانية (3-9) ... بقلم: د.عبد الله محمد قسم السيد/السويد
    الثلاثاء, 03 شباط/فبراير 2009 09:03

    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...9-17-15-25&Itemid=62

    (عدل بواسطة سعد مدني on 09-23-2010, 09:17 AM)

                  

09-23-2010, 10:48 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)


    التعددية الاثنية والثقافية في أدب الطيب صالح
    عبد المنعم عجب الفيا

    (ان القبول بالاخر لا يلزم التنازل عن الخصوصية الثقافية والاثنية لارضاء ذلك الاخر. فالعربي او الافروعربي المسلم ، غير مطالب ان يتخلي عن لسانه العربي وعن ثقافته الاسلامية لكي يعيش مع الافريقي في دولة واحدة .كذلك الافريقي غير مطالب ان يتنازل عن لغته الافريقية وديانته اذا كان يدين بغير الاسلام حتى يقبل به العربي المسلم في وطن واحد. والمظلة التي تاوي الجميع دون تمييز هي دولة المواطنة والقانون والمؤسسات الدستورية المفترضة. )

    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...2-19-33-22&Itemid=55
    _______________________________________________________________

    أزمة الهوية في شمال السودان
    متاهة قوم سود...ذوو ثقافة بيضاء

    ما وددت أن أكون غير ذلك الرجل الذي يرقد تحت جلدي والذي لابد أن أعرفه

    بقلم د. الباقر العفيف
    ترجمة الخاتم عدلان

    (ولكن هذه الدراسة تذهب خطوة أبعد، وتبحث، على مستوي اعمق، عن جذور هذه الحرب.أنها تسلط الأضواء على التراع داخل الهوية الشمالية التي تقود إلى التراع الأكبر بين الهويتين
    الجنوبية والشمالية.وتحاول الكشف عن العلاقة بين الانشطارات التي سببتها النخبة الشمالية الحاكمة علي مستوى البلاد، وتصدعات النفس الشمالية ذاتها، وتحديد ما إذا كانت الأولى، هي في نفس الوقت ، عرضًا للثانية وعلامة عليها. وهكذا فإن هذه الدراسة تحاول إنجاز تحول أخر، بنقل الانتباه من الازدواجية الخارجية التي تميز الانقسام الشمالي/ الجنوبي، إلى الازدواجية الداخلية التي تعاني منها الذات الشمالية.)

    http://kacesudan.org/files/h679nz72yp.pdf

    ______________

    اسئلة شائكة حول هوية السودان: عربي ام افريقي ام ماذا؟

    محمد خالد
    بي بي سي - لندن

    (وعلى الرغم من ان الكثيرين يعتبرون أن سؤال الهوية يقع ضمن دائرة خطاب الصفوة، وانه لا يمس الحياة العادية للناس، الا ان البعض الاخر يجادل على أهمية السؤال بصفته مدخلا لرسم خريطة طريق جديدة للسودان يحتاج معها لحسم السؤال المعلق حول هويته.)

    http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_4752000/4752592.stm
                  

09-23-2010, 06:17 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    تتداعي الي المخيلة عدة صور و انماط سلوكية في المجتمع السوداني، خاصة الشمالي والو سطي، تتمحور حول المسكوت عنه في تصنيفات العرق و افضليتها و نظرة كل مجموعة سكانية الي نفسها و الي الآخرين، و تصنيفهم تبعا لرؤي الذات في تعظيم تاريخها و نسبها و ادوارها البطولية و عاداتها و تقاليدها. حيث تتماهي لدي الكثيرين منهم، مع الشخصية العربية، في الوجدان التاريخي القديم و الحديث.

    و نجد ان الكتابات و الاوراق التي قدمت في هذا المضمار تبحث، بشكل مباشر او غير مباشر، بعض إفرازات معضلة الهوية و تمثلها في المزاج العام السوداني و انعكاس ذلك علي مجمل الاوضاع الحياتية للسودانيين ككل.

    يمكن تقسيم المجموعات العرقية في السودان الي اربعة اقسام:

    +المجموعة الزنجية: هي المجموعات التي لم تختلط بالعرب في السودان، كما نجدها في غرب و جنوب و جنوب شرق السودان و انحاء اخري بالسودان.
    +الزنج - عربية أو الزنجعربية: هي المجموعات الزنجية التي اختلطت طوال طريقها بالمجموعات العربية الوافدة الي السودان، كما نجدها في شمال ووسط و شرق السودان و مناطق اخري مبعثرة داخل الجغرافيا السودانية
    +المجموعة العربية: وهي اقل المجموعات السكانية في السودان، مثل قبائل الرشايدة بشرق السودان
    + هنالك مجموعات اخري مهجنة اختلطت بعرقيات مختلفة مثل الاتراك و الاثيوبيين و غيرهم من سكان العالم الشمالي.

    الافعال الاجتماعية الواضحة و المسكوت عنها في بنية نسيج المجتمع السوداني، نضع هنا بعض الافتراضات التي تعرض لها الكثير من الكتاب لدي بحثهم مثل هذه المواضيع، و هي افتراضات مأخوذة من الواقع السوداني تتمظهر في الكثير انماط السلوك الاجتماعي و تؤثر علي مجمل النشاطات المختلفة في الحياة السودانية.

    +العرب أفضل من الزنج:

    الانتماء للعرب يعطي افضلية العرق، لذا تم ترتيب كل الاعراق غير العربية في السودان علي انها ادني مرتبة من المجموعات السكانية في شمال و وسط السودان التي تنسب الي نفسها انهم هم العرب ( الاصليين) و و يرتبط بها معظم انواع المكارم التي ارتبطت بهذه اللفظة عبر التاريخ العربي او الاسلامي، و يتم وضع باقي الفئات العرقية في ادني سلم الترتيب العرقي و ما يلتصق بهذا الترتيب مجموعة من الصفات الاجتماعية الموجبة، مثل مكارم الاخلاق و الشرف و الجسارة و الكرم و العزة و الكبرياء الخ....

    + من هم العرب و من اين جاء اللفظ

    +وأول ما تجب معرفته من ذلك من يقع عليه لفظ العرب قال الجوهري العرب جيل من الناس وهم أهل الأمصار والأعراب سكان البادية والنسبة إلى العرب عربي وإلى الأعراب أعرابي والتحقيق إطلاق لفظ العرب على الجميع وأن الأعراب نوع من العرب ثم اتفقوا على تنويع العرب إلى نوعين عاربة ومستعربة فالعاربة هم العرب الأول الذين فهمهم الله اللغة العربية ابتداء فتكلموا بها قال الجوهري وقد يقال فيهم العرب العرباء والمستعربة هم الداخلون في العربية بعد العجمية قال الجوهري وربما قيل لهم المتعربة وقد اختلف في العاربة والمستعربة فذهب ابن إسحاق والطبري إلى أن العاربة هي عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وعبيل والعمالقة وعبد ضخم وجرهم الأولى ومن في معناهم والمستعربة بنو قحطان بن عابر. صبح الأعشى في صناعة الإنشا المؤلف : أحمد بن علي القلقشندي

    لم تكن لفظة العرب تدل علي قومية او جنسية معينة، حتي في فترات ليست بعيدة من ظهور الاسلام و انما تكونت هذه اللفظة و اخذت شكلها المعروف الآن مع بداية ظهور الاسلام في جزيرة العرب، و لم يعرف علي وجه التحديد من هم المقصود بالعرب في فترات طويلة قبل الاسلام، و انما كثر استعمال كلمة الاعراب لوصف المجموعات السكانية في بعض اجزاء العربية و تخوم الشام و منظقة سيناء شرق النيل في الكثير مما وجد في مخطوطات الثقافات ما قبل الفترة الاسلامية.و هذا الحديث موجود في البحث القيم للمؤرخ العراقي د. جواد علي (1987-1907) في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام(مطعبة بيروت ، 1968 – 1974). و يشرح فيه ان لفظةالعرب تطلق إطلاقا عاما علي مجموعات البدو والحضر في الجزيرة العربيةو تطلق بمعني جنسية و قومية لكن اللفظة بهذا المعني و بهذا الشكل مصطلح يرجع الي ما قبل الاسلام و لكنه لا يرتقي تاريخيا الي ما قبل الميلاد، بل لا يرتقي عن الاسلام الي عهد بعيد جدا.و للفظةمدلولا يختلف عن مدلولها في النص الديني ( القران الكريم، و الاحاديث النبوية) عن مدلولها في النصوص الجاهلية او في معظم الكتب السماوية الاخري او المؤلفات اليونانية و اللاتينية التي تعود لفترة ما قبل الاسلام. وهذه الكلمة وتعلقها بالجنس العربي لم تاتي بوضوح الا في القرآن وذلك يعتبر اول مصدر لفظ كلمة العرب للتعبير عن القومية والجنس العربي بوضوح ... حيث وردت فيه صيغتا اعراب عشر مرات وكلمة عربي 11 مرة , منها عشر مرات نعتا للغة التي نزل بها القرآن الكريم واضحة بينة , ثم استخدمت مرة واحدة لتنعت شخص النبي محمد.وفي الواقع ان الشعر العربي الجاهلي الذي وصل الينا يخلو من وجود صيغة " عرب " , للتعبير عن هذا المعنى القومي للجنس العربي , وذلك حسب مااعتقد لاستغراق عرب الجاهلية بالنزاعات الداخلية والحروب ). مثنى الشلال
    الحوار المتمدن - العدد: 2420 - 2008 / 9 / 30( . و هنا نعتقد ان للاسلام دوره الكبير في شيوع كلمة العرب علي المجموعات السكانية التي تقطن الجزيرة العربية، و التي انتشرت فيما بعد، عن طريق شن الحروب او الهجرة، الي مختلف الجهات في افريقيا و اسيا و حتي اوروبا. و اذا كان الحال هكذا في توحد القبائل و المشيخات الموجودة تحت اسم العرب بعد الاسلام، فالواضح انه قد تمت هجرات من هذه المجموعات السكانية الي افريقيا و شمال الجزيرة العربية ما قبل الاسلام بفترات طويلة قبل ان تحمل لفظة العرب هذه. و كانت هذه الهجرات تتم في الغالب العام إما لتجارة او هربا من ثأر او للبحث عن مراعي جديدة، ترعي فيها ابلهم.

    سعد مدني
                  

09-23-2010, 07:06 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    موضوع حيوي
    وجهد مقدر جدا في التوثيق
    واصل
    رعاك الله وأيدك
                  

09-24-2010, 07:38 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: Nasr)

    الاخ العزيز ناصر

    تحياتي

    شكرا علي المداخلة و المتابعة
                  

09-24-2010, 07:08 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)


    + يتضح مما سبق أن العرب الاوائل الذين هاجروا قبل الاسلام الي المنطقة الحالية المسمية بالسودان، لم يكن يكن لفظ العرب قد اطلق علي جنسهم، و انما كانت هذه المجموعات تعرف بإسم قبيلتها او عشيرتها.
    + المجموعات السكانية الزنجعربية في وسط و شمال الوسط ، تفتخر من بقية نفس المجموعات الزنجعربية الاخري في مناطق متفرقة من السودان، بان لها أصول عربية، بل حتي و انها لا تعترف بالاصول العروبية، المثبتة عبر كتب التاريخ القديم، لباقي القبائل في الشرق و غرب السودان .
    + لا تحتفي المجموعات الزنجعربية بنسبها عن طريق الام الزنجية، بل تولي كافة اهتمامها الي الأب العربي. حيث تحتقر الزنج و تعظم العرب و تاريخهم في الجزيرة العربية، و لا تتباهي بتاريخ عائلات الام الزنجية و لا تاريخهم و حضارتهم التي قامت في السودان. حيث نجد ان معظهم ينسبون انفسهم الي قبائل عربية في الجزيرة العربية، و نجد الكثير من كتب النسب تتحدث عن ذلك التسلسل الابوي الذي يقود في النهاية الي آباء عرب، و المجموعة الزنجعربية التي ينتهي نسبها الي بيت من بيوت قريش، يعد هذا مفخرة لها وسط باقي قبائل السودان الزنجعربية.
    + و تاريخ الهحرات العربية الي السودان غير معروف تماما، و تتناثر مصادره في المراجع القديمة، و الكثير من كتابات النسب و تاريخ الهجرات العربية في السودان لا تجد له مصادر واضحة في التاريخ القديم، و أنما زور معظم هذا التاريخ لاثبات فرضيات الاصول العربية للكثير من قبائل السودان. أنظر مقالة الهجرات العربية إلى السودان قبل الاسلاملد أحمد الياس حسين (وإذا اردنا معرفة السبب وراء تلك التوجهات العربية لأولئك الكتاب والذين سعى بعضهم للوي عنق الزجاجة – سواء العرب منهم أو السودانيين أو الأوربيين – لإثبات عروبة وادي النيل رأينا أن لكل غرضه الذي يسعى إلي تحقيقه. فإخواننا المصريون - منذ النصف الأول من القرن العشرين الذين سايروا دعوة القومية العربية شرعوا في العمل لطبع وادي النيل كله بالطابع العربي لتحقيق هدفهم القومي وفي نفس الوقت لربط السودان بالرباط العربي لدعم حقوقهم التي تبنتها الحكومات المتتالية في مصر.) http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...9-17-15-25&Itemid=62

                  

09-25-2010, 08:24 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    + لفترات طويلة ما قبل و بعد الاسلام، ارتبط السودان، او القوم ذووي البشرة السوداء، بالرق و العبيد و الخصيان في ثنايا كتابات العرب في تلك الفترات. هل ارادت المجموعات الزنجعربية في السودان، و كأنها تريد ان تقول انها عرب جاءوا من الجزيرة العربية و هؤلاء المذكورين في هذا التاريخ العربي لا يوجد صلة لنا بهم، اي انها ارادت الظهور في صورة السيد الذي يسترق غيره، او البطل الذي هزم جموع الزنج السودانية التي كانت تقطن في السودان القديم، اي هم المنتصرين العرب الذين اختلطوا مع هذه المجموعات الزنجية، و من المعروف كما في مقولة العلامة ابن خلدون في مقدمته: "المهزوم دائماً مغرم بتقليد المنتصر – نظرية التابع والمتبوع – "، فعملت هذه المجموعات الزنجعربية علي تقليد الوافد الجديد الي هذه الارض و قامت، طوال تاريخ طويل بممارسة الرق علي اجيال من الزنج السودانية، حتي يتلبسوا صورة العربي و هو في صورة السيد التي هي مرسخة في اذهانهم، و للهروب من تاريخ الرق و الاستعباد الذي مورس علي اجدادهم في الجزيرة العربية.
    + و قد نشطت تجارة الرق، بواسطة النخاسة العرب، قبل و بعد الاسلام ، علي طول الساحل الشرقي لافريقيا و ساحل البحر الاحمر، و توغلت الي الداخل حتي الحبشة و مناطق البجا و النوبة و و مناطق اخري حتي حدود النيل و اسفله. و لقد ذكر المسعودي في كتابه مروج الذهب الكثير من هذه الوقائع، و تاريخ الرق وصل حتي منطقة النوبة في السودان و التي هي جنوب صعيد مصر،قال أبو عبيد - وفي نسخ من الصحاح : أبو عبيدة - : سميت نوبا لأنها تضرب إلى السواد فمن جعلها مشبهة بالنوبة لأنها تضرب إلى السواد فلا واحد لها(..)وقال ابن منظور : النوب : جمع نائب من النحل لأنها تعود إلى خليتها . وقيل : الدبر تسمى نوبا لسوادها شبهت بالنوبة وهم جنس من السودان (..)النوبة على ما قاله الذهبي بالضم : بلاد واسعة للسودان بجنوب الصعيد . وتقدم عن الجوهري : أن النوب والنوبة جيل من السودان والمصنف هنا فرق بينهما فجعل النوب جيلا والنوبة بلادا لسر خفي يظهر بالتأمل . ولما غفل عن ذلك شيخنا نسبه إلى القصور والله حليم غفور . وفي المعجم : وقد مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " من لم يكن له أخ فليتخذ له أخا من النوبة " وقال : " خير سبيكم النوبة " وهم نصارى يعاقبة لا يطؤون النساء في المحيض ويغتسلون من الجنابة ويختتنون . ومدينة النوبة اسمها : دنقلة وهي منزل الملك على ساحل النيل وبلدهم أشبه شيء باليمن(..)وقال : الرشاطي أبو حبيب اسمه سويد وهو مولى شريك بن الطفيل العامري نوبي من سبي دنقلة.-(1/991)تاج العروس من جواهر القاموس _المؤلف : محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، أبو الفيض، الملقب بمرتضى، الزبيدي

                  

09-25-2010, 08:48 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    من المؤكد ، ان دخول العرب السودان ، لم يكن باعداد كبيرة هائلة ،تمكنهم من التغيير الاثني للسكان في المناطق التي استقروا فيها في وسط السودان .. اذ لم يذكر التاريخ ، هجرة كهذه ، ولم يكن هنالك سبب لمثل هذه الهجرة . الثات تاريخياً ، ان اعداد قليلة من العرب ، عبروا البحر الاحمر، كتجار، استقروا في الساحل اوقريب منه ، قبل الاسلام .. ثم حملة عبد الله ابن ابي السرح لاحتلال دنقلا ، والتي منيت بالفشل. إن العرب الذي أثّروا على شمال السودان، انما دخلوا كافراد ، فروا من بطش بني أمية ، بعضهم من اتباع أهل البيت ، وبعضهم من الصوفية الذين آثروا الابتعاد عن مظالم الملوك

    د. عمر القراي، الدين و العنصرية
    _______________________________________
    ولكن، ما إن دخلنا العقد السابع من القرن العشرين وبدأت رياح التغيير في هبوبها، حتى شملت الموجة عبدالله الطيب نفسه، فأصبح يجتهد في تأسيس وعي عروبي خاص بالسودان ولكن على صعيد الاحتجاج اللغوي المباشر والمستند على البيّنات والأدلة المبثوثة في كتب التراث. فهو يتحدث في مقدمة ديوانه، أصداء النيل[المرجع السابق: 20-23] عن أن لون العرب أصلاً هو اللون الأسود، والأخضر، ويأتي بالعديد من الأمثلة، ليخلص إلى أن لون الجعليين (أي قبائل وسط السودان النيلية المستعربة) هو لون العرب الحقيقي، أما البياض الذي عليه لون العرب العاربة اليوم فهو من أثر الاختلاط بالروم والتسري بالإماء من الفرس والروم وخلافهم. وقد أشرنا إلى أن أحمد محمد مالك قد استند على مثل هذا القول وذهب هذا المذهب، أعلاه. كما نشير إلى أن جعفر ميرغني [1991] قد ذهب إلى هذا أيضاً.في سنة 1990م أصدر عبدالله الطيب الطبعة الثانية من كتاب الأحاجي السودانية، مضمنا إياه قصتين هما "دريس" و "تاجوج والمحلق وهمهوم"، وهما من حكايات قبيلة الحمران البجاوية بشرق السودان، وذلك تمشيّاً مع تيار "الأفرقة" الصاعد ـ كما ذكر في حديث شخصي بدار جامعة الخرطوم للنشر، وذلك لدى شروعه في إعادة طبع الكتاب إياه، وكنت حينها بقسم التحرير. وكان مما ينتقص كتابه حقّاً هو اختزاله للأحاجي السودانية في أحاجي قبائل وسط السودان المستعربة فقط. بعد ذلك تقدم عبدالله الطيب خطوة أكثر نحو سودنة العروبة والإسلام، وذلك عندما ذهب إلى الزعم بأن "حبشة النجاشي" التي هاجر إليها صحابة الرسول (ص) لم تكن سوى مملكة علوة المسيحية بالسودان وعاصمتها سوبا [عبدالله الطيب؛ 1998: 159-164]. ونحن لسنا بصدد نقد ما ذهب إليه، لكن نكتفي برصد المنحى السودانوعروبي لعبد الطيب، الذي بدأ عروبيا متأفّفاً من الأفارقة السُّود، وانتهى به الحال إلى سوداني أفريقي يسعى لابتناء واختطاط هوية عربية خاصة به كسوداني، لا تستمدّ معياريتها من الجزيرة العربية، بل من السودان. ولا يقدح في منحاه هذا انسياقه مع الاستقطاب الأيديولوجي العروبي في حال تطرفه السياسي الناشب إبان سني نظام الإنقاذ الكالحة، للحد الذي ذكر فيه أنه ينبغي تطبيق التعريب حتى لو كان ذلك على حساب التعليم [راجع نص الحوار في جريدة أخبار اليوم، الخرطوم، 31/8/1994م.].

    محمّد جلال أحمد هاشم، السودانوعروبية، أو تحالف الهاربين: المشروع الثقافي لعبدالله على إبراهيم في السودان
    _____________________________________________________
    هجرة العرب إلى السودان واقع تؤكده الحقائق التاريخية والجغرافية

    * من د. عبد الله الكاهلي ـ سوداني مقيم بالسعودية:
    ظللت اتابع ما يكتبه اعداء العروبة في السودان عبر صفحات جريدة العرب الدولية «الشرق الأوسط». وليس غريبا ان يظهر في عدد جريدتكم رقم 8279 بتاريخ 29/7/2001 مقالان، احدهما لفجر الدين كشتان من نوبة الشمال والآخر للدكتور رمضان ابراهيم كوكو من نوبة الجبال يهاجمان عرب وعروبة السودان بحقد لا مثيل له، لكن الدكتور كوكو جاء بما لم تستطعه الاوائل عندما زعم ان عرب السودان ما هم الا العبيد الذين تم تصديرهم من البلاد الى دمشق، عاصمة الدولة الاسلامية، وجزيرة العرب ثم اعادهم المسلمون مرة أخرى الى السودان، لأنهم لم يجدوا ـ كما زعم ـ دولا أخرى ناطقة بالعربية غير السودان في ذلك الوقت!.
    والواقع ان الدكتور كوكو يتحدث عن اتفاقية البقط التي وقعت بين والي مصر في صدر التاريخ الاسلامي وحكام النوبة بشمال السودان، التي كان من بنودها ارسال 360 عبدا سنويا الى الدولة الاسلامية وليس 160000 عبد في السنة كما قال، وهذا يعني ان المسلمين كانوا بحاجة الى حوالي 450 عاما ليحصلوا على 16000، عبد فهل دامت الاتفاقية كل هذه الفترة؟!.

    ولنا ان نسأل: ما الحكمة في ان يعيد الأسياد عبيدهم بهذه الاعداد الكبيرة، في نظر كوكو، والدولة في حاجة لهم لاعمار الارض وقتال العدو؟، ثم ان السودان لم يعرف اللغة العربية الا بعد الهجرات العربية اليه التي تكاثرت بعد الاتفاقية المذكورة، لأن واحدا من بنودها السماح للعرب المسلمين بحرية التنقل داخل ارض النوبة، الامر الذي أغرى القبائل البدوية العربية بتتبع مواقع القطر في سهول السودان الواسعة، وقد زار ابن بطوطة في طريقه الى الحج مدينة سواكن السودانية الواقعة على البحر الاحمر قبل اكثر من 700 عام من الآن. وقال في معرض وصفه لمملكة البجة «ولم اجد فيها من العرب الا رفاعة واولاد كاهل بن اسد ولا يتحدثون العربية الا في ما بينهم» أ. هـ، وهذا يعني ان اللغة العربية لم تظهر ظهورها الحالي الا بعد الهجرات العربية التي بلغت ذروتها خلال الخمسمائة عام الاخيرة. وكتب التاريخ التي سطرها مؤرخون عرب غير سودانيين قديما وحديثا وثقت الهجرات العربية للسودان، بل ان قبائل السودان العربية لا تزال تحتفظ بأسمائها القديمة التي تعود الى الجاهلية وصدر الاسلام كقبائل كنانة وجهينة وفزارة وبني سليم ورفاعة. وكثير من هذه القبائل منتشرة في البلاد العربية الأخرى، مثل قبيلة الكواهلة الموجودة في السودان ومصر «العبابدة» وليبيا والصحراء الغربية بأسماء مختلفة، وقبائل الجعافرة والهواوير والرزيقات الموجودة في مصر والسودان، وقبائل جهينة والحوازم واولاد عطية والرشايدة الموجودة في مصر والسودان والسعودية.

    فهل قام المسلمون الاوائل بإرسال عبيدهم الى كل تلك الدول؟!، الحقيقة ان هجرة العرب الى السودان واقع تؤكده الحقائق التاريخية والجغرافية والمنطقية.

    بقي ان اقول ان تجارة الرقيق التي مارسها عرب السودان لقرون طويلة استعبدوا خلالها اخوتهم الأفارقة وباعوهم، حتى ابطلها الانجليز قبل مائة عام فقط، بقيت ذكريات أليمة في نفوس اخوتنا الأفارقة من السودانيين وظلت عقدة لا يمكن تجاوزها. ولعل هذا ما دفع الدكتور كوكو لكتابة مقاله الظالم رغبة بالمساواة بين قومه الافارقة واخوته العرب في الرق والاستعباد الذي ولى زمانه.. انها لعنة الامس واليوم.

    http://www.aawsat.com/details.asp?section=5&article=51752&issueno=8291



                  

09-25-2010, 10:11 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    الهواوير والحسانية في منطقة الشايقية والبديرية
    كلام عن الهوية


    حين زار السيد محمد عثمان المرغني منطقة الشايقية والبديرية في الستينات من القرن الماضي بعد اكتوبر، كان من ضمن ما وجده من الترحيب به قول العربية:
    سيدي الهاشمي الحر شرف عرّوبة الحمر
    وهؤلاء العروب كان أجدادهم عرباً لفظتهم أرضهم العربية، أرض الجذور الأولى، قبل مئات السنين، فجاوءا ونزلوا في أرض النوبة من بلاد السودان وهم يحملون ثقافتهم العربية ودينهم الاسلامي. وكان في أرض النوبة دين وثقافة، واختلط العرب بالنوبة وكل أخذ شيئاً من صاحبه وأعطى شيئاً واحتفظ لنفسه بشئ من أصوله القديمة، كل فقد شيئاً لكن فقد العرب كان أعظم.. فقدوا الأرض سبب الوجود الأول ومصدر العزة الأولى والالهام الأول، وهذه امور لا تنسى ولا تعوض، وما الحب الا للحبيب الأول، ودم الانسان لا ينسى. هذا الدم الذي يجري في العروق من سلف إلى خلف منذ آلاف السنين، هذا الدم لا ينسي الحبيب الأول وعشاق الرسول من عرب السودان كان من أسباب عشقهم ان الرسول (ص) كان أرقي ما اخرجته ارضهم العربية، فالعشق بعضه لتلك الارض التي انبتت محمداً (ص) والنوبة احتفظوا بما ورثوه من آبائهم من ارض، وما زرعت فيهم الارض من ثفافة ومن خصائص ومن هوى، واحتفظوا بشئ غير قليل من لغتهم النوبية القديمة، لغة الاشميق والكروق والدفيق.
    وكان من نتيجة الاختلاط بين العرب والنوبة ان اتخذ الوجود العربي في المنطقة اشكالاً، الشكل الأول ان النوبة صاروا مسلمين يخلطون لغتهم بلغة العرب، وبعد زمان لم يصيروا عرباً وانما شايقية وبديرية، وذلك لان حياتهم في أرضهم النوبية لم ينقطع تيارها. والعرب جعلوا بينهم وبين النوبة مسافة واتخذوا من صحراء بيوضة موطناً، وبعد زمان صاروا هواوير وحسانية.
    الشكل الثاني من أشكال الوجود العربي أن بعض الهواوير والحسانية وهم العرب، خالطوا الشايقية والبديرية حتى صاروا منهم وهؤلاء صاروا لا فرق بينهم وبين أهل المنطقة من شايقية وبديرية، وإن ظل فيهم شئ من العّروب ظاهر أو خفي الشكل الثالث هم الذين جاوروا لكن على بعد فسكنوا (الوعر) بيوتهم لا تكاد تبين بين تلال الرمال أو شجيرات العشر والطندب، أغنامهم مرعاها نوار العشر والطلح والسنط، والخريم في شجر الحراز طعام لغنمهم وأطفالهم. والصبيان بدل الكتابة كانوا يفتلون من نبات الحلفاء سياطاً يحركونها فتخرج منها أصوات فرقعة تطير لها الطيور من فوق سنابل الذرة، ويكون لهم عند الحصاد نصيب ونساؤهم يعملن مع الشايقيات والبديريات في الجروف والجزائر ويأخذن أجورهن ذرة ولوبيا وويكة وعيش ريف، وبعض اللبن يبدلنه بالذرة منهن (البداليات) قطاع اللبن بقطاع الذرة، والقطاع إناء صغير من القرع، فإذا شربوا به غير اللبن فهو (كأس) والرجال جمالهم كانت تحمل البضائع للتجار من أسواق تناقسي وكورتي وقنتي والدبة، ومن (بابور البحر) تنقل البضائع والعفش.
    ومن طول المعاشرة مع الشايقية والبديرية تعلموا كلامهم النوبي القديم: الديناب لحجرة الجلوس الكبيرة، والدانقة للصالة، والدونكا للمطبخ، والهبود الرماد، والأرنيق. الأمنية تنتصب في منتصف الحجرة تسند المرق، والكبد الباب، والكشر مفتاحه، والكتاريق البيوت المهدمة القديمة، والباريق الزقاق الضيق، والأرتيق ظل الجدار الشرقي في صباح الصيف، والتكيقة شمس الجدار الغربي في صباح الشتاء، والكرقة الراكوبة، والكادق البخسة يحفظ فيها اللبن، والكشمبير مثلث الأرجل تعلق منه القربة فيها الماء والسعن فيه الماء أو اللبن يخض فتخرج منه الفرصة والروب، والبشنتيق قطع البرش القديم، والكفريق فصوص القصب الجاف، والدفيق أول أطوار التمر يكون أخضر، ثم يصفر أو يحمر فيكون رطباً، ثم يصير أم رأس، أي يبدأ النضج من رأسه، وأخيراً يصير تمراً، والأشهيق ليف النخلة، والكروق ما بقى على جزع النخلة من أصول الجريد بعد قطعه، والتمساح أبكروق، وإذا قيل للرجل أبكروق فقد مدحوه. والكركتي طمي النيل يجف ويتشقق فيصير ألواحاً صغيرة. ومن أدوات المزارع الواسوق والأربل والكارديق، ومن أدوات المطبخ المسديق وهو المعراكة أي الدلق الذي تعرك به الدوكة مع الطايوق، قال الشايقي مهمش ميت السوق شن جبلك بلا الطايوق شن جبلك وقال الآخر لزوجته:
    جيت فتران من قنتي أرقدي جنبي ترقدي ميتي
    وهكذا كان العروب والشايقية والبديرية تيبادلون أدوات الثقافة، ومن أدواتها اللفة، وهي وعاء يصب فيه الناس العسل، وبعض الناس يدس في العسل السم ومن الحروف تنطبع في القلب كلمة الحب، وعند بعض الناس الحقد وفي عبارة (ترقدي ميتي) طريقة في التعبير عن العواطف لها طعم يعرفه اهل المنطقة. جونثان إسويفت في كتابه (رحلات قلفر) يعرف الكذب بأنه.
    To say the thing which is not والشايقي يتخذ نفس الطريقة ولكن في فن الغزل.
    وعرب الهواوير والحسانية هم عرب الخلا سكان صحراء بيوضة، وهؤلاء كانوا يأتون إلى النيل أفراداً بين الحين والآخر، وهم حمر المطايا والقرابيب، والحمرة كانت من صبغة التراب في صحراء بيوضة. كانوا يأتون وعلى ظهور جمالهم حطب الوقود والفحم ولحم الصيد. وربما جاء معهم أحد أصحاب تأبط شراً وعينه على إبل إخوانه من عرب المنطقة وربما كان لهم بعض صبية في خلوة الغريبة أو غيرها من خلاوي المنطقة ويملأون جربانهم بضائع وهي جمع جراب يدبغ من جلد بهائمهم فيصير كيساً، من أسواق تنقاسي وكورتي وقنتي والدبة.
    وحتى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كان (درب الترك) الذي يربط المنطقة من مروي إلى الدبة، كان يسوق إلى قري المنطقة ألواناً من الناس، فكان عربي بيوضة حين يأتي إلى النيل يرى العربي المقيم والشايقي أو البديري، ويرى الحلبي السمكري ومبيض الحلل، والفلاتي بائع الخرز أو جراح العيون (الشلاق)، والبشاري جزاز الغنم، والشرطي الهجان راكب الجمل، وموظف الدولة راكب الكومر، ويرى البيوت المرصوصة وراء الأسوار، وربما يسمع صوت راديو، ويرى المدرسة والشفخانة ومركز البوليس، ويرى البضائع في دكاكين الأسواق والقرى.. ومن وراء البيوت والدكاكين يرى أشجار النخل وخضرة الجروف، يرى كثافة الخضرة، ومن ورائها كثافة الماء.
    وحين ضرب الجفاف أرض بيوضة وفقد أهلها إبلهم وغنمهم جاء أغلبهم إلى أرض النيل، أرض الشايقية والبديرية، يبحثون عن ملجأ وعن مأوى، وبنوا بيوتهم (بي فوق لي عود السلك) وهؤلاء النازحون من صحراء بيوضة، مثلما فقد اجدادهم من قبلهم اسباب وجودهم في ارضهم الاولى قبل مئات السنين بعد ان عجزت الأرض عن ان تكون مصدراً للحياة والألهام وأجبرتهم على النزوح إلى صحراء بيوضة من بلاد السودان، كذلك صاروا بعد الجفاف والتصحر ونوح الريح فوق هياكل الابل النافقة، وهكذا لفظتهم صحراء بيوضة وأجبرتهم على النزوح إلى النيل، ولكن في هذه المرة من صحراء في أرض السودان إلى النيل في أرض السودان. وهؤلاء الذين اكتشفوا هويتهم العربية الاسلامية في آخر الزمان، هل كانوا ساعدوهم في زمن الجفاف التصحر، هؤلاء الذين كانوا أصحاب بنوك منذ عهد نميري، هل بنى لهم واحد منهم بيتاً، أو حفر لهم بئراً، أو مول لهم مشروعاً للإغاثة أو الإعاشة أو التعليم أو العلاج من المرض؟
    في زيارة نميري لكورتي في تلك الأيام الجافة وبالرغم من الحاجب الأمني الغليظ استطاعت الهوارية أن تصل إلى نميري وأن تصرخ في وجهه: نحن جيعانين وتعبانين، أدنا شي! فكان جوابه: امشي للكوارتة يدوك عندهم القروش كتار. قالت بصوت منفعل: الكوارته أدونا وفتروا، فضلت إنت! والآن الإنسان إبن الأرض، وهي التي تشكله ومنها (غصباً عنو) تخرج أفكاره وثقافته، وتخرج افراحه وأحزانه وحين يقول وطني فإنما يقصد هذه الارض بكل ما فيها من اشياء وهذه الارض بين منطقتي مروي والدبة ظلت تفرض واقعها على ساكنيها مهما كانت اسماؤهم، نوبة كانوا او عرباً أو حلباً أو جكسيم بيه وهكذا فعلت في كل بلاد العالم.
    وحين كانت الارض ارض النوبة كانت الهوية نوبية وحين صارت الارض ارض القبيلة صارت الهوية شايقية او هوارية، وحين صارت الارض ارض السودان صارت الهوية سودانية، والمقصود من وراء ذلك كله هو الأرض، فكيف يقول الإنسان (وطني) وفي ذهنه وطن بلا أرض! لماذا يريدوننا أن نكون عرباً ونحن نسكن في أرض السودان؟ لماذا لا يريدوننا أن نكون كما أراد لنا الله.. سودانيين؟ إن صاحب الهوية العربية في السودان صاحب وطن بلا أرض، وفي هذه الحالة، حين لا يتعلق الوطن بالأرض وأهل الأرض يكون الوطن هو الأنا وبارك الله في اليمني الذي ينتمي إلى الأرض اليمن، وفي الليبي الذي ينتمي إلى ارض ليبيا، وفي كل انسان ينتمي إلى ارضه وإلى الناس في ارضه، وخاصة الذين ينتمون إلى الارض في جنوب افريقيا.


    http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147511582&bk=1
                  

09-25-2010, 12:00 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)


    +هل المصطلح المستخدم في نقاشات الهوية هو فعلا واضح الدلالة و المضمون؟
    هل كلمة افريقيا ترمز الي ثقافة القوميات السودانية قبل دخول العرب الي السودان، او هل هي تدل علي مجموعة عرقية معينة ذات صفات عرقية واحدة تتميز بثقافة معروفة و متمايزة عن الثقافات الاخري في العالم.

    (وفيما يتعلق بعلاقة الانتماء الافريقيه للشخصية السودانية فهي علاقة انتماء جغرافي قاري، وليس لها مدلول حضاري أو اجتماعي ايجابى او سلبى، بمعنى انها ليست وحده اجتماعيه حضاريه ، إذ أن قارة أفريقيا تضم العديد من الأمم والشعوب والقبائل التي لم يرقى ما هو مشترك بينها (تفاعل مجتمعاتها مع ذات الطبيعة الجغرافية) إلى أن تكون أمه واحده... كما انها ليست علاقه انتماء عرقى اذ يوجد فى قاره افريقيا الحاميين (كسكان افريقيا جنوب خط الاستواء) والحاميين الساميين (كالسودانيين والارتريين والصوماليين والاثيوبيين...) والسامين (كالعرب شمال القاره) والاريين (كالاوربيين الذين استوطنوا فى جنوب افريقيا وغيرها...). والافريقيه كعلاقة انتماء تشمل كل الجماعات القبلية السودانية ولا تنفرد بتمثيلها جماعات قبليه معينه لان السودان كقطر داخل قارة أفريقيا.)د.صبري محمد خليل ،الهوية السودانية .


    (هذه الإشكالية لها ثلاثة محاور هي: العروبية، الآفروعروبية، والأفريقية. وقد نتجت عنها ثلاث مدارس في مجال الدراسات السودانية. سنتعرض للمدرستين العربية والأفريقية، ثم نركز تحليلنا على المدرسة الآفروعروبية. وسبب هذا أن السودانوعروبية ـ فيما نرى ـ هي بنت الآفروعروبية، أو على وجه التحقيق، هي الاتجاه الجديد الذي بدأت الآفروعروبية في التحول إليه والتشكل به، بعد نجاحها في استيعاب المدرسة العروبية. والآن جاء دور استيعاب كل عناصر التمرد فيها. (..)وعندما استشرف السودان إستقلاله، كتب بعض السودانيين في الصحف مثيرين موضوع العروبة والأفريقية.) محمّد جلال أحمد هاشم، السودانوعروبية، أو تحالف الهاربين: المشروع الثقافي لعبدالله على إبراهيم في السودان

    (أم هي الآفرواعربية كما نادى بها حمزة الملك طمبل ورواد مدرسة الفجر في ثلاثينيات القرن الماضي ؟ ) عاطف عبد الله قسم السيد،السودان وحرب الهُويات،تنوع الرؤى في الثقافات السودانية

    (ولما كان ما هو(أفريقي) في الواقع مصدر (إشانة)، بسبب احتقار اللون الأسود، وبسبب تاريخ مؤسسة الرق قريبة العهد التي لا تتيح أي فرصة (للتباهي) بأصل أفريقي، أو كسب الوجاهة أو تحقيق مصلحة مادية على هذا الأساس لاعتبارات مرتبطة بالتقسيم العبودي في الوعي الاسلاموعروبي السائد؛ فلم يكن ممكنا بهذا الشرط التاريخي الاعتراف بأفريقية (العرب) و(أولاد العرب)) أبكر أدم إسماعيل، جدلية المركز والهامش وإشكال الهوية في السودان.

    (اصبحت مشكلة الهوية من اكثر المعضلات اثاره للجدل والحوار بين المفكرين السودانيين فهناك من يقول ب"عروبة" السودان وهناك من ينادى ب"افريقية" السودان ويثور الخلاف حول هذة النقطة فى اطار الحديث عن الهوية السودانية، بينما يقول دعاة العروبة بضرورة تمتين علاقات السودان مع جيرانه الافارقة)الأستاذة / نازك هلال، التنوع الاثنى فى السودان" ابيى" نموذجاً

                  

09-26-2010, 09:33 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)



    يقول د.محمّد جلال أحمد هاشم في بحثه السودانوعروبية، أو تحالف الهاربين(بعد ذلك تقدم عبدالله الطيب خطوة أكثر نحو سودنة العروبة والإسلام، وذلك عندما ذهب إلى الزعم بأن "حبشة النجاشي" التي هاجر إليها صحابة الرسول (ص) لم تكن سوى مملكة علوة المسيحية بالسودان وعاصمتها سوبا)

    كنت اتسال دائما، هل المناطق التي ذكرت في مؤلفات العرب و غيرهم، قبل و بعد الاسلام، و التي تتحدث عن الحبشة، هي ايضا تشمل أجزاء من اراضي السودان الحالية، و نفس السؤال يدور حول لفظة الحبش و الاحباش، هل هم جنس من السكان في منظقة شرق البحر الاحمر و التي تشمل اراضي السودان الحالية، و لقد بحثت في بعض المؤلفات القديمة و وجدت بعض الافادات حول هذه الأسئلة، و لكنها لم تشفي غليلي، و احتاج الي مصادر أخري حول هذا الموضوع. و من المعروف ان العرب اطلقوا اسم السودان علي المنطقة الواقعة شرق البحر الاحمر
    ، في الجزء الاوسط من افريقيا حتي غربا باتجاه المحيط الاطلسي. و كلمة السودان نفسها ذات دلالة تحمل معني القوم السود، اي ذوي البشرة السوداء.

    +قال الليث: الحبش: جنس من السودان، وهم الحبيش والحبشان ،ابو نصر محمد بن احمد بن الازهر بن طلحه بن نوح الازهري تهذيب اللغه،-(1/499)

    +حبش:الحبش والحبشان: السودان، والحبيش والأحبوش مثله. والحبشية من الإبل والحبشية: الشديدة السواد. وكذلك من النمل: سود عظام. (..)وحبشية: اسم امرأة يعقوبالمحيط في اللغة،المؤلف : الصاحب بن عباد،.(1/186)

    +الحبش والحبشة محركتين والأحبش بضم الباء : جنس من السودان . قال شيخنا : وفيه أن الأحبش الذي ذكره المصنف إنما هو جمع حبش بالضم وظاهره أن الثلاثة بمعنى وأنها مفردات وفيه نظر وقال جماعة : إنها جموع على غير قياس وأوردها ابن دريد وغيره . قلت : والذي قاله ابن دريد : وقد جمعوا الحبش حبشانا وقالوا الأحبش في معنى الحبش وأنشد : سودا تعادى أحبشا أو زنجا .تاج العروس من جواهر القاموس _المؤلف : محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، أبو الفيض، الملقب بمرتضى، الزبيدي-(1/4231)

    +وسواكن جزيرة حسنة قرب مكة وهى بين جدة وبلاد الحبشة .تاج العروس من جواهر القاموس.المؤلف : محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، أبو الفيض، الملقب بمرتضى، الزبيدي.(1/8071)

    تعليق: عبارة(بين جدة وبلاد الحبشة) تشير الي أن بلاد الحبشة تقع علي الساحل الغربي للبحر الاحمر، و الذي هو السودان الآن.

    +داوي الحبشة والنوبة بأضراس خيل الماء وأعفاجها ويزعم من أقام ببلاد السودان أن الذين يسكنون شاطئ النيل من الحبشة والنوبة، أنهم يشربون الماء الكدر، ويأكلون السمك النيء فيعتريهم طحال شديد، فإذا شدوا على بطونهم ضرسا من أضراس خيل الماء وجدوه صالحا لبعض ما يعرض من ذلك، ويزعمون أن أعفاج هذا الفرس تبرئ من الصرع الذي يكون في الأهلة.الحيوان.المؤلف : الجاحظ.(2/137)

    تعليق: لاحظ عبارة أن الذين يسكنون قرب النيل من الحبشة و النوبة، و من المعروف ان الحبشة الحالية تبعد كثيرا عن النيل، بعيدا عن موطن النوبة، و لربما هو المقصود النيل الازرق الذي ينبع من الهضبة الاثيوبية!!

    +وورد على السلطان أبي سالم ملك المغرب رحمة الله تعالى عليه وفد الأحابيش بهدية من ملك السودان، ومن جملتها الحيوان الغريب المسمى بالزرافة.نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب المؤلف : أحمد بن المقري التلمساني.(7/151).

    تعليق: وجود الزرافة في هذه العبارة ، يشير الشك في موطنها الذي عرفت به، و هو غابات السودان و ليس بلاد الحبشة الحالية.!

    +قبيلة البجــــة:ذكر المؤرخ المسلم المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار البلاد التالية فى الجزء الأول 39 / 167 : البجة قبيلة من الحبش أصحاب أخبية من شعر وألوانهم أشدّ سوادًا من الحبشة يتزيون بزيّ العرب وليس لهم مدن ولا قرى ولا مزارع ومعيشتهم مما ينقل إليهم من أرض الحبشة وأرض مصر والنوبة‏.


                  

09-26-2010, 03:00 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    +نص جدير بالتأمل:

    +وفي أيام عنبسة المذكور كان خروج أهل الصعيد الأعلى من معاملة الديار المصرية على الطاعة، وامتنعوا من إعطاء ما كان مقررا عليهم، وهو في كل سنة خمسمائة نفر من العبيد والجواري مع غير ذلك من البخت البجاوية وزرافتين وفيلين وأشياء أخر. فلما كانت سنة أربعين ومائتين تجاهروا بالعصيان وقطعوا ما كانوا يحملونه، وتعرضوا لمن كان يعمل في معادن الزمرد من العمال والفعلة والحفارين فاجتاحوا الجميع؛ وبلغ بهم الأمر حتى آتصلت غاراتهم بأعالي الصعيد فآنتهبوا بعض القرى المتطرفة مثل إسنا وأتفو وظواهرهما؛ فأجفل أهل الصعيد عن أوطانهم؛ وكتب عامل الخراج إلى عنبسة يعلمه بما فعلته البجاة، فلم يمكن عنبسة كتم هذا الخبر عن الخليفة المتوكل على الله جعفر، فكتب إليه بجميع ما فعلته البجاة؛ فلما وقف على ذلك أنكر على ولاة الناحية تفريطهم؛ ثم شاور المتوكل في أمرهم أرباب الخبرة بمسالك تلك البلاد؛ فعرفوه أن المذكورين أهل بادية وأصحاب إبل وماشية؛ وأن الوصول إلى بلادهم صعب لأنها بعيدة عن العمران، وبينها وين البلاد الإسلامية براري موحشة ومفاوز معطشة وجبال مستوعرة، وأن التكلف إلى قطع تلك المسافة وهي أقل ما تكون مسيرة شهرين من ديار مصر، ويريد المتوجه أن يستعد بجميع ما يحتاج إليه من المياه والأزواد والعلوفات، ومتى ما أعوزه شيء من ذلك هلك جميع من معه من الجند وأخذهم البجاة قبضا باليد. ثم إن هؤلاء الطائفة متى طرقهم طارق من جهة البلاد الإسلامية طلبوا النجمة ممن يجاورهم من طريق النوبة، وكذلك النوبة طلبوا النجدة من ملوك الحبوش، وهي ممالك متصلة بشاطىء نهر النيل حتى تنتهي بمن قصده السير إلى بلاد الزنج، ومنها إلى جبل القمر الذي ينبع منه النيل، وهي آخر العمران من كرة الأرض. وقد ذكر القاضي شهاب الدين بن فضل الله العمري في كتابه " مسالك الأبصار في ممالك الأمصار " : أن سكان هذه البلاد المذكورة لا فرق بينهم وبين الحيوانات الوحشية لكونهم حفاة عراة ليس على أحدهم من الكسوة ما يستره، وجميع ما يتقوتون به من الفواكه التي تنبت عندهم في تلك الجبال، ومن الأسماك التي تكون عندهم في العمران التي تجري على وجه الأرض من زيادة النيل، ولا يعترف أحد منهم بزوجة ولا بولد ولا بأخ وأخت؛ بل هم على صفة البهائم ينزو بعضهم على بعض. فلما وقف المتوكل على ما ذكره أرباب الخبرة بأحوال تلك البلاد، فترت عزيمته عما كان قد عزم عليه من تجهيز العساكر. وبلغ ذلك محمد بن عبد الله القمي وكان من القواد الذين يتولون خفارة الحاج في أكثر السنين، فحضر محمد المذكور إلى الفتح بن خاقان وزير المتوكل وذكر له أنه متى رسم المتوكل إلى عمال مصر بتجهيزه عبر إلى بلاد البجاة، وتعدى منها إلى أرض النوبة ودوخ سائر تلك الممالك. فلما عرض الفتح حديثه على المتوكل أمر بتجهيزه وسائر ما يحتاج إليه، وكتب إلى عنبسة بن إسحاق هذا، وهو يومئذ عامل مصر، أن يمده بالخيل والرجال والجمال وما يحتاج إليه من الأسلحة والأموال، وأن يوليه الصعيد الأعلى يتصرف فيه كيف شاء. وسار محمد حتى وصل إلى مصر، فعندما وصلها قام له عنبسة بسائر ما اقترحه عليه، ونزل له عن عدة ولايات من أعمال الصعيد، مثل فقط والقصير وإسنا وأرمنت وأسوان؛ وأخذ محمد بن عبد الله القمي المذكور في التجهيز، فلما فرغ من استخدام الرجال وبذل الأموال، حمل ما قدر عليه من الأزواد والأثقال، بعد أن جهز من ساحل السويس سبع مراكب موقرة بجميع ما تحتاج عساكره إليه: من دقيق وتمر وزيت وقمح وشعير وغير ذلك. وعينت لهم الأدلاء مكانا من ساحل البحر نحو عيذاب، يكون اجتماعهم فيه بعد مدة معلومة. ثم رحل محمد من مدينة قوص مقتحما تلك البراري الموحشة، وقد تكامل معه من العسكر سبعة آلاف مقاتل غير الأتباع، وسار حتى تعدى حفائر الزمرد، وأوغل في بلاد القوم حتى قارب مدينة دنقلة، وشاع خبر قدومه إلى أقصى بلاد السودان، فنهض ملكهم - وكان يقال له علي بابا - إلى محاربة العسكر الواصل مع محمد المذكور، ومعه من تلك الطوائف المقدم ذكرها أمم لا تحصى، غير أنهم عراة بغير ثياب، وأكثر سلاحهم الحراب والمزاريق، ومراكبهم البخت النوبية الصهب، وهي على غاية من الزعارة والنفار؛ فعندما قاربوا العساكر الإسلامية وشاهدوا ما هم عليه من التجمل والخيول والعدد وآلات الحرب فلم يقدروا على محاربتهم، عزموا على مطاولتهم حتى تفنى أزوادهم وتضعف خيولهم ويتمكنوا منهم كيفما أرادوا؛ فلم يزالوا يراوغونهم مراوغة الثعالب، وصاروا كلما دنا منهم محمد ليواقعهم يرحلون من بين يديه من مكان إلى مكان، حتى طال بهم المطال وفنيت الأزواد، فلم يشعروا إلا وتلك المراكب قد وصلت إلى الساحل، فقويت بها قلوب العساكر الإسلامية، فعند ذلك تيقنت السودان أن المدد لا ينقطع عنهم من جهة الساحل، فصمموا على محاربتهم ودنوا إليهم في أمم لا تحصى. فلما نظر محمد إلى السودان التي أقبلت عليه انتزع جميع ما كان في رقاب جمال عساكره من الأجراس، فعلقها في أعناق خيوله، وأمر أصحابه بتحريك الطبول وبنفير الأبواق ساعة الحملة؛ وتم واقفا بعساكره وقد رتبها ميامن ومياسر بحيث لم يتقدم منهم عنان عن عنان؛ وزحفت السودان عليه وهو بموقفه لا يتحرك حتى قاربوه، وكادت تصل مزاريقهم إلى صدر خيوله؛ فعند ذلك أمر أصحابه بالتكبير، ثم حمل بعساكره على السودان حملة رجل واحد وحركت نقاراته وخفقت طبوله، وعلا حس تلك الأجراس، حتى خيل للسودان أن السماء قد انطبقت على الأرض فرجعت جمال السودان عند ذلك جافلة على أعقابها، وقد تساقط عن ظهورها أكثر ركابها؛ واقتحم عساكر الإسلام السودان فقتلوا من ظفروا به منهم، حتى كفت أيديهم وامتلأت تلك الشعاب والبراري بالقتلى، حتى حال بينهم الليل. وفات المسلمين علي بابا أعني ملكهم، لأنه كان مع جماعة من أهل بيته وخواصه قد نجوا على ظهور الخيل. فلما انفصلت الواقعة وتحققت السودان أنهم لا مقام لهم بهذه البلاد حتى يأخذوا لأنفسهم الأمان؛ فأرسل علي بابا ملك السودان إلى محمد بن عبد الله القمي يسأله الأمان ليرجع إلى ما كان عليه من الطاعة ويتحرك له حمل ما تأخر عليه من المال المقرر له لمدة أربع سنين، فبذل له محمد الأمان؛ وأقبل عليه علي بابا حتى وطىء بساطه، فخلع عليه محمد خلعة من ملابسه وعلى ولده وعلى جماعة من أكابر أصحابه. ثم شرط عليه محمد أن يتوجه معه إلى بين يدي الخليفة المتوكل على الله ليطأ بساطه؛ فامتثل علي بابا ذلك، وولى ولده مكانه إلى أن يحضر من عند الخليفة؛ وكان اسم ولده المذكور ليعس بابا. ثم عاد محمد بن عبد الله القمي بعسكره وصحبته علي بابا حتى وصل إلى مصر فأكرمه عنبسة المذكور، وكان خرج إلى لقائه بأقصى بلاد الصعيدة وقيل: بل كان مسافرا معه وهو بعيد. فأقام محمد بن عبد الله مدة يسيرة ثم خرج بعلي بابا إلى العراق وأحضره بين يدي الخليفة المتوكل على الله؛ فأمره الحاجب بتقبيل الأرض فامتنع؛ فعزم المتوكل أن يأمر بقتله وخاطبه على لسان الترجمان: إنه بلغني أن معك صنما معمولا من حجر أسود تسجد له في كل يوم مرتين، فكيف تتأبى عن تقبيل الأرض بين يدي وبعض غلماني قد قدر عليك وعفا عنك فلما سمع علي بابا كلامه قبل الأرض ثلاث مرات؛ فعفا عنه المتوكل وأفاض عليه الخلع وأعاده إلى بلاده كل ذلك في أيام ولاية عنبسة على مصر.حاربتهم، عزموا على مطاولتهم حتى تفنى أزوادهم وتضعف خيولهم ويتمكنوا منهم كيفما أرادوا؛ فلم يزالوا يراوغونهم مراوغة الثعالب، وصاروا كلما دنا منهم محمد ليواقعهم يرحلون من بين يديه من مكان إلى مكان، حتى طال بهم المطال وفنيت الأزواد، فلم يشعروا إلا وتلك المراكب قد وصلت إلى الساحل، فقويت بها قلوب العساكر الإسلامية، فعند ذلك تيقنت السودان أن المدد لا ينقطع عنهم من جهة الساحل، فصمموا على محاربتهم ودنوا إليهم في أمم لا تحصى. فلما نظر محمد إلى السودان التي أقبلت عليه انتزع جميع ما كان في رقاب جمال عساكره من الأجراس، فعلقها في أعناق خيوله، وأمر أصحابه بتحريك الطبول وبنفير الأبواق ساعة الحملة؛ وتم واقفا بعساكره وقد رتبها ميامن ومياسر بحيث لم يتقدم منهم عنان عن عنان؛ وزحفت السودان عليه وهو بموقفه لا يتحرك حتى قاربوه، وكادت تصل مزاريقهم إلى صدر خيوله؛ فعند ذلك أمر أصحابه بالتكبير، ثم حمل بعساكره على السودان حملة رجل واحد وحركت نقاراته وخفقت طبوله، وعلا حس تلك الأجراس، حتى خيل للسودان أن السماء قد انطبقت على الأرض فرجعت جمال السودان عند ذلك جافلة على أعقابها، وقد تساقط عن ظهورها أكثر ركابها؛ واقتحم عساكر الإسلام السودان فقتلوا من ظفروا به منهم، حتى كفت أيديهم وامتلأت تلك الشعاب والبراري بالقتلى، حتى حال بينهم الليل. وفات المسلمين علي بابا أعني ملكهم، لأنه كان مع جماعة من أهل بيته وخواصه قد نجوا على ظهور الخيل. فلما انفصلت الواقعة وتحققت السودان أنهم لا مقام لهم بهذه البلاد حتى يأخذوا لأنفسهم الأمان؛ فأرسل علي بابا ملك السودان إلى محمد بن عبد الله القمي يسأله الأمان ليرجع إلى ما كان عليه من الطاعة ويتحرك له حمل ما تأخر عليه من المال المقرر له لمدة أربع سنين، فبذل له محمد الأمان؛ وأقبل عليه علي بابا حتى وطىء بساطه، فخلع عليه محمد خلعة من ملابسه وعلى ولده وعلى جماعة من أكابر أصحابه. ثم شرط عليه محمد أن يتوجه معه إلى بين يدي الخليفة المتوكل على الله ليطأ بساطه؛ فامتثل علي بابا ذلك، وولى ولده مكانه إلى أن يحضر من عند الخليفة؛ وكان اسم ولده المذكور ليعس بابا. ثم عاد محمد بن عبد الله القمي بعسكره وصحبته علي بابا حتى وصل إلى مصر فأكرمه عنبسة المذكور، وكان خرج إلى لقائه بأقصى بلاد الصعيدة وقيل: بل كان مسافرا معه وهو بعيد. فأقام محمد بن عبد الله مدة يسيرة ثم خرج بعلي بابا إلى العراق وأحضره بين يدي الخليفة المتوكل على الله؛ فأمره الحاجب بتقبيل الأرض فامتنع؛ فعزم المتوكل أن يأمر بقتله وخاطبه على لسان الترجمان: إنه بلغني أن معك صنما معمولا من حجر أسود تسجد له في كل يوم مرتين، فكيف تتأبى عن تقبيل الأرض بين يدي وبعض غلماني قد قدر عليك وعفا عنك فلما سمع علي بابا كلامه قبل الأرض ثلاث مرات؛ فعفا عنه المتوكل وأفاض عليه الخلع وأعاده إلى بلاده كل ذلك في أيام ولاية عنبسة على مصر.

    من كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لمؤلفه ابن تغري بردي* ،(298)(1/249)

    *أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن الأمير سيف الدين تغري بردي الأتابكي اليشبقاوي الظاهري. (ولد بالقاهرة سنة 813 هـ / 1410م - توفى بالقاهرة سنة 874 هـ / 1470م)


                  

09-29-2010, 10:20 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    إن تعدد الأعراق ظاهرة إنسانية تاريخية تعرفها كل المجتمعات بسبب اختلاف طبيعة ومصالح البشر وهذه التعددية لها وجهان : الأول إيجابي حيث تصبح التعددية عامل قوة تدعم وتعمق التطور السياسي والاجتماعي في ظل العدالة وحكم القانون ودولة المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية والاستقرار ( الدول المتقدمة ) والثاني سلبي حيث تصبح التعددية خطرا على كيان الدولة يهدد الدولة في وحدتها الوطنية وفي تماسكها الاجتماعي وتفتح باب النزاعات والحروب في حالة غياب العدالة والتنمية وانتشارالظلم والاستبداد والقهر والهيمنة والفساد السياسي والإداري وحصر فرص العمل والكسب لأبناء القبيلة أو القبائل الحاكمة وهيمنة العقلية الأمنية على قرار الدولة وتحويل المؤسسات القومية إلى شركات خاصة وتحويل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية إلى مليشيات تابعة للأفراد والجماعات وشركات المقاولات الحربية وتسيير قوافل الموت والخوف في كل الاتجاهات لنيل وسام الجرائم والكوارث الإنسانية وشرف الحروب الطويلة ووضع الدولة في مقدمة الدول المنتهكة لحقوق الإنسان .

    جدل الهوية وحكاية عروبة السودان : هارون سليمان

    http://www.sudaneseonline.com/ar/article_23825.shtml

                  

09-29-2010, 10:58 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    السودانيون أفارقة أفارقة أفارقة وعاشرا عرب ومستعربة

    * من داود يوسف أبكر ـ جدة ـ المملكة العربية السعودية:
    قرأت رد أحمد محمد ادريس من الرياض بتاريخ 2001/5/22، ناقضاً حديث الأخت كوثر شبيكة، الذي نشر على صفحة الرأي بتاريخ 2001/5/13، واعتراف كوثر بافريقية السودان قبل عروبته.
    وأنا غير متأكد من أن كوثر شبيكة من أسرة المؤرخ السوداني مكي شبيكة أم لا، وهو مؤلف كتاب «السودان عبر القرون»، وهذا الكتاب تعرض أخيرا للنقد الموضوعي والعلمي ولتصحيح كبير لعله السبب والدافع لكوثر بأن تصل إلى حقيقة أصل أهل السودان.

    زيادة على ذلك وجودها خارج السودان وتعامل الناس معها بالخارج ووجود وثائق تاريخية مهمة عن السودان. ظل السوداني يعاني وسيظل يعاني من هذا التعند والاستخفاف بحقيقة أصل السودان.

    إذا كان دخول العرب إلى السودان بدأ في نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادي، فإنهم وجدوا السودان بأهله وسكانه ومجتمعه الافريقي. والمجال لا يسمح بالسرد التفصيلي لهذه الحقبة الكبيرة، لكن لا بد من البدء في كشف جذور وأصول الإنسان السوداني المعاصر، على الرغم من محاولة الاستلاب الثقافي واللغوي المستمرة.

    أقولها صراحة وهي الحقيقة ان خمسة وستين في المائة من سكان السودان كله الآن هم افارقة صرف، ونسبة كبيرة من البقية تجري في عروقهم الدماء الافريقية خليطاً بينها وبين عرب وأجناس أخرى.

    وهذه النسبة لا تشمل الأشقاء الافارقة الذين نزحوا إلى السودان في منتصف ونهاية القرن الماضي. والذين يصرون على أن جنوب السودان وحده يقطنه افارقة، لهم عقلية استعمارية واستغلالية معروفة، وهي سبب كل الذي جرى ويجري للسودان.

    لو تحدثت بشيء من التفصيل المبسط قليلا عن بعض الحقائق، لبدأت بسكان شمال السودان الأصليين، فهم من النوبة: دناقلة ـ محس وبرابرة وحلفاويون، وهم أبناء عمومة النوبة الموجودين الآن بإقليم كردفان، منطقة جبال النوبة، وأنهم هاجروا إلى هذه المنطقة بعد دخول الشراكسة والأرمن قبل آلاف السنين.

    وان سكان المستنقعات وما يعرف بجنوب السودان، كانت قبائل نيلية تقطن على ضفاف النيل من شمال السودان إلى وسطه محازية للنيل وتحركت بسبب زحف الوافدين من الشمال إلى أن استقرت في المنطقة التي تعرف الآن بجنوب السودان.

    أما عن وسط السودان، فهم خليط ويغلب عليهم الأصل الافريقي. وشرق السودان من بني عامر وهدندوة وبجا، جلهم افارقة. ومنطقة النيل الأزرق سكانها الأصليون هم الفونج والانقسنا والقمز، وهم افارقة لا شك في ذلك.

    وأهل كردفان يمكن ان نقول إن أغلبهم من أصول عربية أو مستعربة وبينهم النوبة والداجو، منطقة لقاوة. ولو وصلنا إلى دارفور نجد أن السكان الأصليين هم الفور والتنجر، الداجو، والبرقو، والبرتى، والقمز، والماليون، والزغاوة.

    وهذه الأغلبية العظمى لسكان دارفور وهم أفارقة، أفارقة. أقول للأخ أحمد محمد ادريس ولكثيرين مثله ممن يحملون نفس الفكر، إن الدين واللغة والثقافة مهما تعمقت ورسخت لن تغير أصل الإنسان.. قال تعالى: «إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، صدق الله العظيم.

    العلم اليوم أوضح بجلاء الخريطة البشرية للإنسان (الجنيوم)، والعلم قادر على تحديد العلاقة الشعوبية بين البشر والوصول إلى حقيقة كل مجموعة شعوبية بصرف النظر عن اللون أو مستوى المعيشة، وكل ذلك من الحامض النووي أو غيره مما يدخل في علم الجينات الوراثية البشرية.

    إن مشكلة السودان الحقيقية هي إصرار الأقلية العربية على تحويله الى دولة عربية بأي شكل من الأشكال، وجوداً وتاريخاً وإنساناً وحاضراً ومستقبلاً، بل حتى الماضي البعيد، ناسين أو متناسين إحساس ومشاعر وحقوق السكان الأصليين.

    القضية ليست قضية جنوب السودان، كما يدعون، وليست تعند قرنق، وكما يصورون بأن كل افريقي في السودان يؤمن بما يؤمن به جون قرنق، لكن الأقلية الحاكمة لها أساليب عديدة في تفريق قوة الأفارقة في السودان.

    القضية هي بين الافارقة سكان السودان الأصليين وبعض المتوهمين من المستعربة الذين وجدوا انفسهم في سدة الحكم بعد خروج المستعمر وظنوا انهم قادرون على إذابة كل ما هو افريقي في السودان ومن ثم الاتجاه إلى بقية الاقطار الافريقية الاخرى.

    انها سوف تكون فتنة كبرى بين الافارقة والعرب إذا استمر العناد واستمرت المقاومة.

    الشرق الاوسط،السبـت 24 ربيـع الاول 1422 هـ 16 يونيو 2001 العدد 8236
    http://www.aawsat.com/details.asp?section=5&article=43211&issueno=8236

    _______________________________________________________________

    جدل الهوية السودانية وبعض التناقضات

    * من محمد عثمان ـ الرياض
    طالعت في جريدتكم العامرة مقالاً لدواود يوسف أبكر العدد 8236 بعنوان «السودانيون أفارقة أفارقة أفارقة وعاشراً عرب ومستعربة»، فقد كثر الحديث عن الهوية السودانية وطال البنيان حولها حتى اصبحت جزءاً من مهددات الوطن، بل أخطر من حرب الجنوب المستمرة لأكثر من سبعة عشر عاماً.
    ومن عنوان مقال داود يظهر لنا التأكيد على افريقية السودان وذلك بتكراره أفارقة ثلاث مرات ووضع العرب في الذيلية متجاهلاً بذلك مقومات القومية العربية التي تتجسد في الانسان السوداني أكثر من افريقيته.

    يقول ان خمسة وستين في المائة من سكان السودان هم أفارقة صرف، من أين استجلب هذه المعلومة وهذه الحقيقة المهمة؟ مع العلم أن أكثر من هذه النسبة المذكورة هي عرب وللدلالة على ذلك ان شرق وشمال ووسط وغرب السودان غالبيتهم عرب، لذا نقول لك بأن العرب ليست بأقلية في السودان كما ذكرت وانما اغلبية، ومن أجل الاستدلال على ذلك نذكر على سبيل المثال في الشمال قبائل النوبة في الشرق البجا بكل بطونها والغرب البقارة والوسط الحسانية.

    أما عن التفصيل المبسط قليلا عن بعض القبائل السودانية كما شرحت في مقالك بأن قبائل شرق السودان من البني عامر والهدندوة والبجا جلهم أفارقة، فأحب ان أوضح لك بعض المعلومات قد تكون غائبة عنك، وهي ان قبائل البجا تتكون أصلا من الهدندوة والبني عامر والامرار والبشاريين، اما اصولهم فاختلف المؤرخون فيها، فبعضهم يقول بأنهم من ذوي الاصول الهندية وآخرون يقولون بأنهم امتداد لقبائل الجوار في اريتريا والبعض يقولون بأنهم من اقدم قبائل المنطقة غير المهاجرة وهي قليلة المصاهرة مع القبائل الأخرى وهي عربية الأصل؟

    أما عن قبائل الوسط فمن أين أتت الافريقية الصرفة لقبائل الوسط التي لا توجد في دمائهم أو عروقهم أي افريقية؟ ذكرت بأن أهل كردفان يمكن ان نقول ان اغلبهم من أصول عربية أو مستعربة نحن لا نقول هذا ولا ذاك وانما حقائق التاريخ التي توضح لنا هل هم افارقة أم عرب، اما الدين واللغة والثقافة التي ذكرها أحمد محمد ادريس فما هما الا جزء من مقومات القومية العربية التي تجسدت في عربية الانسان السوداني العربي قبل افريقيته. ليس هناك أي قوة في الأرض تفرض نفوذها أو قوتها على أي شعب أو أي قضية ولو امتلكت احدث واعقد الاسلحة في العالم ولكن ارادة الشعب هي الغالبة، فكيف نحن كسودانيين عرب نفرض وجودنا ونفوذنا من أجل تحويل ممن سميتهم سكاناً اصليين وافارقة الى دولة عربية بأي شكل من الأشكال وجودا وتاريخا وحاضرا ومستقبلا؟ يجب ان لا تتجاهلوا بعض المقومات العربية والحقائق حتى لا تقعوا في التناقضات بعيدا عن لعبة التاريخ.

    الشرق الاوسط، الاثنيـن 06 رجـب 1422 هـ 24 سبتمبر 2001 العدد 8336
    http://www.aawsat.com/details.asp?section=5&article=58515&issueno=8336


                  

10-01-2010, 11:48 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    الهوية السودانية
    الأحد, 13 أيلول/سبتمبر 2009 21:07
    د.صبري محمد خليل- استاذ الفلسفة يجامعه الخرطوم
    [email protected]

    لمشكله الهوية مستويين:مستوى اجتماعى موضوعى يتمثل فى وحدات التكوين الاجتماعى التى تميز المجتمع المعين(اسره،عشيره،قبيله،شعب...) ومستوى فردى ذاتى يتمثل فى علاقات انتماء الفرد الى تلك الوحدات (انتماء اسرى،عشائرى، فبلى، شعوبى..)،كما أنها مرتبطة بمشاكل متعددة (سياسيه، اقتصاديه، قانونيه...)، و سنتناول هنا مشكله الهوية السودانية طبقا لمستوى واحد هو علاقات انتماء الفرد الى وحدات التكوين الاجتماعى التى تميز المجتمع السودانى ، وفي علاقتها بمشكله الوحدة والتعدد كقضية فلسفيه لها تطبيقاتها الثقافية،السياسية،الاقتصادية...: اى هل نقول بوحدة مطلقه تلغى اى شكل من أشكال التعدد أم نقول بتعدد مطلق يلغى اى شكل من أشكال الوحدة أم نجمع بين الوحدة التعدد اى نقول بوحدة نسبيه وتعدد نسبى، كما ننطلق من مسلمه هي تعدد علاقات انتماء الشخصية السودانية، حيث أن هناك ثلاثة مذاهب في تحديد طبيعة العلاقة بينها هي:
    فهناك أولا مذهب الوحدة المطلقة ويتمثل في العديد من المذاهب التي ترى أن العلاقة بين علاقات الانتماء المتعددة هذه هي علاقة تناقض، وبالتالي فان استنادها إلى علاقة الانتماء المعينة يقتضى إلغاء علاقات الانتماء الأخرى.. هذه الوحدة المطلقة في مجال الهوية ترتبط بوحدة مطلقه في المجال السياسي الاقتصادي القانوني... مضمونها وجوب انفراد جماعات قبلية سودانية معينه ( باعتبارها ممثلا لعلاقة الانتماء المعينه) بالسلطة و الثروة ... دون باقي الجماعات القبلية أو الشعوبية السودانية.

    من مذاهب الوحده المطلقه مذهب العصبية القبلية العربية الذى يرى أن العرب الحاليين في السودان وغيره هم سلاله عرقية لعرب الجاهلية، ووجه الخطأ في هذا المذهب لا يكمن فى اقراره بوجود جماعات قبيله سودانيه يمكن اعتبارها سلاله عرقيه لعرب الجاهليه ، ولكن يكمن في انه يفهم العروبة على أساس عرقي لا لغوي حضاري ، ومرجع ذلك انه يخلط بين العرب في الطور القبلي( ما يقابل الأعراب في القرآن)، والعرب في طور الامه، حيث ان مناط الانتماء فى الطور الاول النسب، بينما مناط الانتماء فى الطور الثانى اللسان.كما انه بخلط بين معيار الانتماء الاسرى والعشائرى و القبلي (العنصر) ومعيارالانتماء القومى(اللسان)، فهو يتجاهل التطور خلال الزمان. ويرتب على هذا انكاره لحقيقة اختلاط اغلب الجماعات القبلية ذات الأصول العربية بالجماعات القبلية والشعوبية السودانية ذات الأصول غير العربية،رغم وجود بعض الأسر أو العشائر في إطار هذه الجماعات القبلية ، بالاضافه إلى بعض الجماعات القبلية الأخرى التي لم تختلط بالجماعات القبلية والشعوبية السودانية ذات الأصول غير العربيه إلا قليلا أسباب ثقافيه(كشيوع رواسب الطور القبلي في العصبية) أو تاريخية (كهجره بعض القبائل العربية إلى السودان في مرحله متاخره(من هذه القبائل الرشايده ، الزبيديه...)) أو جغرافيه (كاستيطان بعض الجماعات القبلية العربية في بعض المناطق الطرفية أو المعزولة)....

    ومن مذاهب الوحده المطلقه مذهب الشعوبية النوبية الذى يرى أن تقرير علاقة الانتماء النوبية للشخصية السودانية يقتضى إلغاء علاقات الانتماء الأخرى، فهي تقتضى مثلا إلغاء علاقة الانتماء الوطني لان هذا المذهب يلزم منه أن الأثر الحضاري الشعوبي النوبي يقتصر على القبائل ذات الاصول النوبية لينفى بذلك انه ساهم في تشكيل الشخصية السودانبه ككل ، كما يرى أن العنصر النوبي يقتصر على القبائل ذات الاصول النوبية،في حين انه في واقع الأمر يمتد فيشمل بالمصاهره والهجره اغلب القبائل ذات الأصول العربية في الشمال والوسط وبعض القبائل ذات الاصول غير العربيه فى جبال النوبه. كما أنها تقتضى إلغاء علاقات الانتماء القومي والديني،لان هذا المذهب ينكر تحويل الإسلام للوجود الحضاري الشعوبي النوبي إلى جزء من الوجود الحضاري العربي الاسلامى يحده فيكمله ويغنيه ولكن لا يلغيه..وايه هذا دخول النوبين فى الاسلام،واتخاذهم للغه العربيه كلغه مشتركه مع احتفاطهم باللغه التونيه الشغوبيه القديمه بلهجاتها القبليه المتعدده كلغه خاصه.

    ومن مذاهب الوحده المطلقه مذهب الشعوبية السودانية الذى يرى أن تقرير علاقة الانتماء الوطني للشخصية السودانية يقتضى إلغاء علاقات الانتماء الأخرى،فيرى مثلا أن تقرير علاقة الانتماء الوطني تعنى إلغاء علاقة الانتماء القومي ،فيخلط بين الوطنية يما هي علاقة انتماء إلى وطن و القومية بما هي علاقة انتماء إلى أمه..
    ومن مذاهب الوحده المطلقه المذهب التقليدي الذى يرى أن تقرير علاقة الانتماء الإسلامية للشخصية السودانية تقتضى إلغاء علاقات الانتماء الأخرى. فهى يقتضى إلغاء علاقات الانتماء الوطنية والقومية بتقريره ان انتماء المسلمين إلى الامه الاسلاميه يلغى انتمائهم إلى أوطانهم و أممهم ،كما يقتضى إلغاء علاقات الانتماء التاريخية بتقريره أن الإسلام يلغى الوجود الحضاري القبلي والشعوبي السابق عليه..

    ومن مذاهب الوحده المطلقه مذهبى الافريقانيه أو الزنوجة كعلاقات انتماء اجتماعي حضاري اللذان يريان أن تقرير علاقة الانتماء الافريقيه أو الزنجية للشخصية السودانية يقتضى إلغاء علاقات الانتماء الأخرى. فهو يقتضى مثلا إلغاء علاقة انتمائها القومي ذات المضمون اللساني -الحضاري فى حين ان علاقه الانتماء الاخيره غير جغرافيه شان علاقه الانتماء الافريقيه (حيث أن العرب يتوزعون بين قارتي أسيا وأفريقيا) وغيرعرقيه شان علاقه الانتماء الزنجيه(حيث اختلط العرب بكثير من الأعراق).

    وهناك ثانيا مذهب التعدد المطلق الذي يتخذ من تعدد علاقات انتماء الشخصية السودانية كدليل على تعدد الشخصيات الحضارية ونفى وجود شخصيه حضارية سودانية واحده،واهم ممثليه مذهب الفردية المطلقة اى الليبرالية التي تتطرف في تأكيد وجود الفرد إلي درجه تلغى فيها وجود الجماعة،مما يؤدى في الواقع (كما هو ماثل في المجتمعات الغربية)إلى إلغاء أو إضعاف علاقات الانتماء المتعددة للشخصية المعينة(بما فيها علاقة الانتماء الأسرى) فيصبح انتماء الفرد إلى ذاته وولائه إلى مصلحته. هذا التعدد المطلق في مجال الهوية يرتبط بتعدد مطلق في المجال السياسي الاقتصادي القانوني... مضمونه التطرف في التأكيد على حرية الجماعات القبلية والشعوبية المكونة للمجتمع السوداني لدرجه إلغاء وحده مجتمع السوداني مما يؤدى إلى الفوضى.
    وهناك ثالثا مذهب العلاقة الجدلية بين الوحدة والتعدد القائم على اعتبار أن الشخصية السودانية ذات علاقات انتماء متعددة،وان العلاقة بينها علاقة تكامل لا تناقض (كما الأمر في علاقات انتماء الشخصية الفردية حيث لا تزال علاقة الانتماء إلى الاسره،أو إلى القرية،أو إلى الحزب قائمه بجوار علاقة الانتماء إلى الدولة أو إلى الوطن أو إلى الشعب بدون خلط أو اختلاط.)، وطبقا لهذا المذهب فان المذاهب السابقة الذكر ليست على خطا مطلق ولا صواب مطلق بل يتضمن كل مذهب من هذه المذاهب قدرا من الصواب وقدر من الخطأ ،وبالتالي فان الموقف الصحيح منها هو موقف جدلي اى موقف يتجاوزهم كمذاهب متناقضة (برفضه ما هو خطا في هذه المذاهب ) وفى ذات الوقت يؤلف بينهم(بأخذه ما هو صواب في هذه المذاهب لتركيب مذهب جديد).. إن العلاقة الجدلية بين الوحدة والتعدد في مجال الهوية ترتبط بالعلاقة الجدلية بين الوحدة و التعدد في المجال السياسي الاقتصادي القانوني...متمثله في التأكيد على الوحدة (بتقرير المساواة بين الجماعات القبلية والشعوبية المكونة له) وفى ذات الوقت التأكيد على التعددية )بتقرير حرية هذه الجماعات القبلية والشعوبية).

    حيث يتصف الواقع الديني السوداني بالتعدد النسبي (الذي لا يتناقض مع الجمع بين الوحدة والتعدد على هذا المستوى)، فهناك الإسلام كدين لغالبية السودانيين ،كما أن هناك الديانة المسيحية بمذاهبها المختلفة، بالاضافه إلى بعض الديانات والمعتقدات القبلية المحلية .وبالتالي فان تقرير الإسلام كعلاقة انتماء ديني حضاري للشخصية السودانية على الوجه الذي لا يتناقض مع هذا التعدد النسبي يقتضى الالتزام بعده ضوابط هي:أولا: أن تعدد الانتماء الديني في المجتمع السوداني لا يلغى وحده هذا المجتمع، فتعدد الانتماء الديني(مسلمين ويهود) في المدينة في ظل الوثيقة لم يلغى انتمائهم إلى المدينة كوطن( أن اليهود من بني عوف امة مع المؤمنين).) .ثانيا: أن معنى الإسلام هنا لا يقتصر على الإسلام كدين، بل يمتد ليشمل الإسلام كحضارة،اى كمصدر لكثير من القيم الحضارية للشخصية السودانية(المسلمة وغير المسلمة) . ثالثا: ان الإسلام لم يلغى الوجود الحضارى القبليى والشعوبي السابق عليه، بل حدده كما يحد الكل الجزء (بالغاء ما يناقضه من معتقدات ومفاهيم وعادات...، والإبقاء على مالا يناقضه) ليشكل هذا التحديد ما يسمى بالتدين الشعبى السودانى. رابعا:أن انتماء المسلمين في السودان إلى الامه الاسلاميه لا يلغى انتمائهم إلى السودان كوطن لان الاسلام ميز ولم يفصل بين امه التكليف وامه التكوين. خامسا: تقرير الحرية الدينية ممثله في حرية الاعتقاد وحرية ممارسه الشعائر والأحوال الشخصية لأصحاب الأديان الأخرى التي قررها الإسلام ويؤكدها تاريخ السودان حيث كان دخول الإسلام إلى السودان بدون فتح (اتفاقيه البقط) ،فضلا عن قيام السكان المحليين المستعربين(النوبة، الفونج ...) والممالك الاسلاميه المحلية (الفور ـ الفونج ـ تقلي ـ المسبعات ـ الكنوز) بدور اساسى في نشر الدعوة الاسلاميه في السودان.ومساهمه الطرق الصوفية التي تتميز بالدعوة السلمية في نشر الإسلام في السودان .

    كما يتصف الواقع اللغوي السوداني بالتعدد النسبي(الذي لا يتناقض مع الجمع بين الوحدة والتعدد على هذا المستوى)، فهناك اللغة العربية كلغة حياه لكثير من الجماعات القبلية السودانية، وفى ذات الوقت فان كثير من الجماعات القبلية والشعوبية احتفظت بلغاتها الشعوبية القديمة أو لهجاتها القبلية .وبالتالي فان تقرير العربية كعلاقة انتماء قومي إلى أمه على الوجه الذي لا يتناقض مع هذا التعدد النسبي يقتضى تقرير أنها ذات مضمون لساني حضاري لا عرقي (ليست العربية فيكم من أب وأم؛ إنما العربية اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي)، فهي تعنى أن اللغة العربية هي اللغة المشتركة بين الجماعات القبلية والشعوبية السودانية بصرف النظر عن أصولها العرقية أو لهجاتها القبلية، والحديث هنا عن ليس عن اللغه العربيه فى ذاتها بل كلغه مشتركه متمثله فى اللهجه السودانيه كنمط خاص لاستخدام ذات اللغه العربيه، ومصدر الخصوصيه انها محصله تفاعل اللغه العربيه مع اللهجات القبليه واللغات الشعوبيه السابقه على دخول العرب والاسلام السودان. وبالتالي فانه لا توجد جماعات قبليه معينه تنفرد بتمثيل علاقات الانتماء العربية للشخصية السودانية.

    أما فيما يتعلق بالسودانية وعلاقة الانتماء الوطني فهي علاقة إلى انتماء إلى وطن (إقليم أو ارض)، وهى لا تلغى علاقات الانتماء القبلي والشعوبي بل تحدها كما يحد الكل الجزء فتكملها وتغنيها كما أن علاقات الانتماء الديني والقومي لا تلغيها بل تحدها كما يحد الجزء الكل فتكملها وتغنيها..
    أما فيما يتعلق بعلاقات الانتماء التاريخي الحضاري القبلي والشعوبي(ومنها النوبية) فان السودان كان في الماضي عبارة عن قبائل غير مستقرة على أرض معينة، بالإضافة إلى شعب تجاوز الطور القبلي، واستقر على ضفاف النيل. وقد صنع الإسلام من تلك القبائل وهذا الشعب جزءاً من أمة. فالإسلام إذاً لم يلغى الوجود الحضاري القبلي والشعوبي السابق عليه، بل حدده كما يحد الكل الجزء. فكان بمثابة إضافة أغنت تركيبه الداخلي، وأمدته بإمكانيات جديدة للتطور. وكان محصلة هذا ما نطلق عليه الشخصية السودانية، وبالتالي فانه لا توجد جماعات قبليه تنفرد بتمثيل علاقة الانتماء النوبي للشخصية السودانية

    أما فيما يتعلق بعلاقة الانتماء القبلي فان للشخصية السودانية انتماءات قبليه متعددة، ويكاد يكون لكل قبيلة تقاليد خاصة ، ،وليس في هذا ما يناقض الحضارة المشتركة، كما في كل المجتمعات.
    وفيما يتعلق بعلاقة الانتماء الافريقيه للشخصية السودانية فهي علاقة انتماء جغرافي قاري، وليس لها مدلول حضاري أو اجتماعي ايجابى او سلبى، بمعنى انها ليست وحده اجتماعيه حضاريه ، إذ أن قارة أفريقيا تضم العديد من الأمم والشعوب والقبائل التي لم يرقى ما هو مشترك بينها (تفاعل مجتمعاتها مع ذات الطبيعة الجغرافية) إلى أن تكون أمه واحده... كما انها ليست علاقه انتماء عرقى اذ يوجد فى قاره افريقيا الحاميين (كسكان افريقيا جنوب خط الاستواء) والحاميين الساميين (كالسودانيين والارتريين والصوماليين والاثيوبيين...) والسامين (كالعرب شمال القاره) والاريين (كالاوربيين الذين استوطنوا فى جنوب افريقيا وغيرها...). والافريقيه كعلاقة انتماء تشمل كل الجماعات القبلية السودانية ولا تنفرد بتمثيلها جماعات قبليه معينه لان السودان كقطر داخل قارة أفريقيا.

    كما يتصف الواقع العرقي السوداني بالتعدد النسبي(الذي لا يتناقض مع الجمع بين الوحدة والتعدد على هذا المستوى)، إذ نجد أن اغلب السودانيين هم محصلة اختلاط الحاميين(الزنوج) مع الساميين(العرب)، بالاضافه إلى وجود جماعات قبليه سامية و أخرى حاميه لم تختلط ببعضها إلا قليلا ، نسبه لتفاوت درجه هذه الاختلاط من جماعه إلى أخرى كمحصله لعوامل تاريخية وجغرافيه متفاعلة، وابه هذا اتخاذ الاتجاهات الجغرافيه كممبز اجتماعى(الشماليين،الجتوبيين،اهل الشرق، اهل الغرب..)،عدم معرفه القبيله التى ينتمى اليها االفرد بدون سؤاله عنها ،... وبالتالي فان تقرير علاقة الانتماء العرقي الزنجية للشخصية السودانية على الوجه الذي لا يلغى هذا التعدد النسبي يقتضى الالتزام بما سبق ذكره، والذى يترتب عليه ان الزنوجه السودانيه زنوجه مختلطه او نسبيه وليست زنوجه خالصه او مطلقه، بالاضافه إلى تقرير أن الزنوجه هى استجابه فسيولوجيه لمعطيات مناخ المنطقة لاستوائيه ، تنتقل بالوراثه عبر حقب زمنيه طويله ، وليس لها دلاله حضاريه أو اجتماعيه سلبيه (كما يدعى انصار مذاهب التمييز العنصرى) او ايجابيه(كما يدعى انصار مذهب الزنوجه كرد فعل على مذاهب التمييز العنصرى)، فهى لا تشكل وحده اجتماعيه حضاريه، اى ان الزنوج ليسوا أمة واحدة بل يتوزعون على أمم وشعوب وقبائل عدة في جميع أنحاء العالم. أما لفظ حاميين فمصدره تقسيم علماء الأجناس البشر إلى ثلاثة أقسام بين ساميين وحاميين وآريين؛ ولكن هذا التقسيم هو تقسيم لغوي وليس تقسيماً عرقياً فقط، فقد ثبت ان هناك الكثير من الجماعات القبليه والشعوبيه والقوميه التى تندرج تحت اطار احد فروع هذا التقسيم من ناحيه لغوبه بينما لاعلاقه عرقيه فضلا عن علاقه اجتماعيه او حضاريه بينها كانتماء الاكراد والسيخ فى الهند والايرانيين والالمان الى الجنس الارى. وبالتالي فان علاقة الانتماء العرقية الزنجية للشخصية السودانية تشمل كل الجماعات القبلية السودانية سواء بالاصل العرقى،او بالتصاهر(مع تفاوت درجه هذا الاختلاط من جماعه إلى أخرى)،أوبالتأثر بالبيئة الجغرافية للمنطقة الاستوائية(مع تفاوت درجه البعد او القرب من المنطقه الاستوائيه)، ولا تنفرد بتمثيلها جماعات قبليه معينه.



                  

10-01-2010, 01:01 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    متابعة لصيقة لبوست توثيقي هام
                  

10-01-2010, 09:31 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    .
                  

10-03-2010, 07:49 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    الأخت نازك الطيب

    تحياتي

    شكرا علي المرور و المتابعة
                  

10-03-2010, 08:17 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)

    لا أعتقد ان هذا الجدل سوف يتوقف علي مدي سنوات عدة قادمات، فمواضيع الهوية و القبلية و العنصرية متجددة علي الدوام في الذاكرة الجمعية السودانية، و هي تتفاعل باستمرار مع بعضها البعض، مع نفيها و ضدها و ضد الضد، لتخرج لنا كل فترة الكثير من الرؤي المولدة حول افرازاتها في المجتمع السوداني، سلبية كانت أو ايجابية.

    و للخروج نحو وضع مجتمعي أفضل، لابد أن يمر عبر وضع اليد علي الجرح، جرح الاستعلاء العرقي و هلامية الهوية السودانية، و اخراج كل جراثيم الكلام في الهواء الطلق، للبدء بعدها في التشخيص و العلاج.

    الطريق طويل، و ملئ بالاشواك و الالغام، الارضية و التاريخية، نحو تأسيس وعي جديد نحو رسم ملامح جديدة للوطن، تستصحب غرس مفهوم ( المواطنة) في تربة الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية في السودان، المواطنة التي تعامل المواطنيين كلهم بأسس موحدة، بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين أو العنصر أو القبيلة. و المدخل لمواطنة كاملة - اذا صح التعبير - هو وجود ديمقراطية كاملة الدسم، و احزاب ديمقراطية، غير مؤسسة تحت شعارات الجهوية و القبلية و الايديولوجية الدينية، و حكم للقانون شاملا كل الاراضي السودانية، يتساوي الجميع تحته، و وجود منهج تعليمي يتعامل برؤية استراتيحية مع قضايا الهوية و العنصر و القبيلة و المنطقة، و بث وعي جديد للاجيال القادمة، يمجد فيه الوطن القائم علي التنوع و الاختلاف.


    سعد مدني



                  

10-05-2010, 09:26 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية و القبلية و العنصرية في السودان (Re: سعد مدني)



    في سبيل الإجابة على سؤال "الهوية (1-5)

    محمد جمال الدين

    نحو هزيمة المسلمات البائسة!


    (هل أقول بشكل مباغت أن "العرق والدين والثقافة والتاريخ" أشياء لا قيمة لها أمام السؤال الرئيس وهو سؤال "العيش المشترك"؟. سأفعل!. وسؤال العيش المشترك المعني هو ذاته سؤال "الزمكان"!. وعبارة "العيش المشترك" فيما أريده لها هنا من سياق تكون شبه ترجمة حرفية للكلمة الهولندية Samenleving وتعني مجموعة من الناس الذين يعيشون في إطار نسق شبه مغلق بما يحتويه من كائنات أخرى حية وأشياء. هو شبكة من العلائق بين الناس في لحظة زمانية ومكانية معينة. وبحسب الوقائع المحددة يستطيع أن يتكون هذا النسق شبه المغلق من شخصين كحد أدني إلى عائلة مفردة إلى عائلة ممتدة فعشيرة فقبيلة وربما كان نقابة عمالية أو نادي رياضي أو طائفة دينية أو حزب سياسي. غير أن العيش المشترك عادة لا يقف عند هذا الحد بل يستطيع أن يتوسع بشكل مستمر ليكون مدينة فولاية ثم دولة بأكملها دون أن تفقد بقية المكونات الإبتدايئة خصوصيتها. وتؤشر عبارة "العيش المشترك" إلى أن الناس يستطيعون العيش في شبه نسق مغلق عبر الإتفاق فيما بينهم على مباديء محددة للتعامل السلمي فيما بينهم دون أن يعني بالضرورة أنهم يشبهون بعضهم البعض في كل شيء. وربما عني أنهم مختلفون ومتمايزون غاية الإختلاف والتمايز. لديهم على سبيل المثال خلفيات عرقية ودينية وثقافية وتاريخية وربما ظروف معائشية "إقتصادية" متباينة ومتمايزة (هويات مختلفة) لكنهم إمتلكوا الوسائل العملية الناجعة للعيش السلمي في "زمكان" واحد وفق نسق ما وذاك هو "العيش المشترك" Samenleving. )

    http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=5025&sid=...9b52ff58ca0660715751
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de