الامبراطور { صلاح الدين } بوكاسا .. حكايات من الادغال

Quote: صدر هنا في لندن كتاب بعنوان «كلام الشيطان» للصحافي الايطالي ريكاردو اوريزيو، ينقل فيه مقابلاته لسبعة ديكتاتوريين سابقين. بينهم جان بيدل بوكاسا. وقد خلتني اقرأ في رواية درامية كتبت في عالم آخر. انها صورة لما حدث لافريقيا وكيف نهبت وكيف نكبت بحكام يراوحون بين الجنون الموصوف والسرقة الموصوفة. يلتقي اوريزيو جان بيدل بوكاسا في منزله في بانغي، عاصمة افريقيا الوسطى، قبل وفاته بقليل، والى جانبه رجل يرتدي الزي الرسمي لسكرتير الامبراطور ومعطفا بالذيل الطويل. ويشير بوكاسا الى رسم يمثل عرشه ويقول: «هذا الثوب المدرع هدية من الجنرال فرانكو في يوم تتويجي. ذلك اليوم جاء اهم زعماء العالم الى بانغي. وللمرة الاولى انحنوا امام امبراطور افريقي. وكان على كل منهم ان يحضر هدية عظيمة». واضاف: «ذلك اليوم لم اعد انا من يتعين عليه تقديم الهدايا: ماس او عاج او نساء. لقد احترمني الزعماء الدوليون لانني امبراطور». يومها وجه بوكاسا الدعوة اولا الى زعيمين من رتبته: شاه ايران والامبراطور هيروهيتو! وصرف على الحفل 22 مليون دولار، وهو القرض الذي تلقاه من فرنسا، ورئيسها فاليري جيسكار ديستان الذي انهى حياته السياسية لقبوله عقدا من الماس قدمه اليه الامبراطور، لكن ليس قبل ان يرسل فرقة من المظليين لطرده من القصر الامبراطوري في بانغي: «لقد خانني الرجل الذي كنت اناديه ابن عمي العزيز، الرجل الذي كنت اقدم له الافيال يصطادها والعذارى والماس. ليس فقط سياسيا بل مع زوجتي، الامبراطورة كاثرين». كان بوكاسا يحب التماثيل والالقاب والنساء. احبهن الامبراطورة كاثرين، لانها التي تركته وتخلت عنه، فازداد تعلقا بها كما في رواية دوستويفسكي «الزوج الابدي»! وكان له من الاولاد واللقطاء مئة. واحدى زوجاته شاهدها في مطار الغابون قبل اقلاع طائرته في نهاية زيارة رسمية. وبعد الاقلاع بدقائق امر القائد بالعودة الى المطار، وتزوج. واقوى زوجاته نفوذا وبطشا كانت راقصة رومانية رآها في احد ملاهي بوخارست عندما كان ضيفا على تشاوشيسكو. وقد رفضت في البداية الزواج منه لكن رئيسها امرها بذلك، لانه كان يهوى تصوير الآخرين في اوضاع قابلة للابتزاز. وهي مهمة لم يجدها وحده ولا رجال المخابرات وحدهم بل مارسها ايضا محترفون آخرون. وفي القصر الذي بناه بوكاسا للعشيقة الرومانية خارج العاصمة تم العثور على جثث واطراف يقال انه اكل بعضها. لكنه نفى ذلك لان اللحم البشري شديد الملوحة. كان يعتمد على الحرس الامبراطوري في ارتكاب المذابح. خصوصا مذابح الطلاب. وقد امر بقص آذانهم. ذلك كان «صاحب الجلالة الامبراطورية» كما كان يصر ان ينادى. وقد ترك لبلاده طريقا سريعا واحدا طوله 80 كيلومترا، اصبح الآن من خط واحد ومليئا بالحفر. وترك مدينة رياضية اصبحت مهجورة لان الناس لا تقربها بسبب ما ارتكب فيها من فظاعات. تزوج او اقتنى نساء من جميع الجنسيات: فيتنام، تونس، ليبيا، الغابون، فرنسا، بلجيكا، الكاميرون، المانيا، السويد، زائير، وامرأة من تايوان «اهداها» اليه الجنرال تشان كاي تشك. هذه هي الجنسيات التي يعددها الكتاب. لكن المؤلف الايطالي يغفل الزوجة اللبنانية التي زوجها والدها الى بوكاسا وهي اصغر سنا من اصغر ابنائه. ويقال انه اكل شيئا منها. وليس على سبيل النكتة. والى اللقاء.