|
|
 أما بعد
|
تتسارع الأيام هرولة صوب الحدث الأكبر في تاريخ السودان بل في القارة السمراء وربما العالم أجمع ، حين يقرر أبناء الجنوب ما إذا كانوا سيختارون الوحدة أم سوف يقررون الإنفصال وتكوين دولتهم وكيانهم المستقبل وهو الأقرب حتى الآن للواقع.
خطب وخطابات رئيس الدولة وبطانته أخذت في الفتوار والخوار فتغيرت اللغة العنترية الثورية ووصلت حد اليأس من إمكانية بقاء السودان موحداً فالأماني قطعاً لا تتحقق مالم يتبع ذلك عمل حاد مخلص وهو ما لم يحدث منذ توقيع الإتفاقية وكأن كل تلك السنوات التي تلت التوقيع لم تكن كافية لإثبات حس النوايا والجدية والمصداقية لبقاء الجنوب في إطار السودان موحداً.
أصبحت خطب الرئيس – وبدون أى break dance – بائسة يائسة يتمنى ويسلم بالأمر الواقع ويذهب أبعد من ذلك وكأني به يفكر بصوت عالي ليتحدث عن ما بعد الإنفصال ويبثنا لواعج قلبه وحسرته على إنفصال الجنوب وذهابه ، فالجنوب ذاهب لا محالة صوب الإنفصال والتاريخ لن يغفر لمن كان سبباً في تفتيت البلاد ، ولكل من يتشدق بأن الإنقاذ هي التي أرست دعائم السلام وعملت على إيقاف أطول حرب عرفتها القارة أقول أن الإنقاذ جنحت للسلم بعد أن خبرت وعرفت أن الحرب هي حرب إستنزاف طويلة لا نهاية لها ولا يمكن حسمها عسكرياً "بالمناسبة عادة ما يكون الإنسان العندو قضية يؤمن بها إيماناً قاطعاً حتى لو كانت خطأ في تقدير الآخرين حافز ودافع له للموت في سبيلها من منطلق إيمانه" ، فكل القصص والروايات التي شوهت صورة الإسلام والمسلمين وصورتهم بأنهم ثلة من المغفلين الحمقي – الممكن تضحك عليهم بسهولة – عندما أضفت الصبغة الدينية على الحرب وأنهم يحاربون ثلاثة فئات فئة نصرانية وجب قتالها وأخري وثنية لا دين لها وثالثة مسلمة غير أن إسلامها يعتبر إسلام خوارج منافقين وبالتالي يستباح هدر دمهم وزهق أرواحهم (الفئات الثلاث هي مكونات الحركة الشعبية لتحرير السودان بل وكافة قبائل السودان) المهم أنهم أصدروا الفتاوي والفرمانات ووزعوا صكوكاً في الجنة ذات اليمين وذات البتاع وذهبوا أبعد من ذلك بأن أصدروا marriage certificates للإقتران بالحور العين ، غررت بالبسطاء وأخذت الشباب من الشوارع ومن مقاعد الدراسة وزجت بهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا Pussycat تلك الحرب التي عوقت وشوهت وشردت وقتلت دون مبررات ومن كافة أعراق وأبناء السودان بكافة إتجاهاته الجغرافية ، ولما فتر حماس ساحات الفداء وأعراس الشهداء ، كان لابد أن يقوم أهل الفتوي بتفصيل فتاوي تتناسب وحجم الضرر النفسي والمعنوي تشحذ الهمم وترفع – حتى لو كورنر – فكانت الأساطير التي أمّنت على قدسية الحرب ووصولها حد الجهاد الواجب على كل مسلم فظهرت المعجزات في ارض المعركة فقاتلت القردة مع الدفاع الشعبي جمباً إلى جمب وأصطفت الملائكة والهوام ، وحُشِر للإنقاذيين جنوداً خفية لم يروها وقذف في قلوب الأعداء الرعب.
تهليل: الله أكبر
تهليل: الله أكبر
تهليل: الله أكبر
ودقي يا مزيكا ...
يحاول فخامته الآن أن يحسن صورته أمام الرأي العام بعد أن تلطخت في الوحل وأصبح أول رئيس دولة في سدة الحكم يصدر في حقه مذكرة توقيف دولية ، فهاهو يصرح بأن حكومته سوف تعمل على حماية المواطنين الجنوبيين المتواجدين في الشمال حال إنفصال الجنوب – لا يا شيخ – تحميهم من منو الناس سيدي الرئيس بقت تفتيحه وناقشه ولم تعد تحسب الشحم في من شحمه ورم. وقبل أن تحميهم أقول ليك أسأل نفسك بينك وبينها "وبدون موسيقي ورقيص لو تسمح" من الذي شردهم مش الحرب والقسمة الضيزى لثروات البلاد على علاتها ، أنت لست مسئولاً لوحدك صحيح لكنك شريك في الجرم ، شريك في تأجيج الحرب وشريك في إستمرار الضيم فإبن الجنوب الذي إرتحل للخرطوم لم يأتي للسياحة والنزهة ولم يحضر لزيارة متحف التاريخ الطبيعي أو ملتقي النيلين – وهذا حقه – بل أتي لصحن فول وقزازة بارد وبندول وسجارة برنجي وكباية شاي أحمر وسينما وطنيه أو كلوزيوم والأهم إمكانية أن ينال حظاً من التعاليم للكبار "محو أمية" سيدي الرئيس ، صحيح أنها مطالب متواضعة لكنها لم تتحق في أماكن تواجده وبالضرورة تبقي هي أحد أهم الأسباب التي جعلت الكثير من أبناء الجنوب يعملون في مهن هامشية في العاصمة من أجل لقمة عيش كريمة ، والفئة الأخري يا فخامة المشير تقطعت بهم السبل وشردتها الحرب ولم يفلحوا كآخرين في اللجوء لدول الجوار فأبوا إلا أن يعيشوا في وطنهم الكبير ومع إخوتهم في الشمال وفي الشرق والغرب فكل مكائد السياسة وتأجيج الحرب والفتن والفتاوي لم تفلح في أن تجعل من إبن الجنوب عدو لإبن الشمال "أظن العيب هنا بان وأصبح واضح للعيان" يعني لا جنوبي بتاع مشاكل لا شمالي بتاع كراهية حتت التناغم الهارموني دي المفروض دور ومهمة الدولة والحكومة.
======
قطر دولة لا يتجاوز تعداد سكانها المليون وسبعمائة ألف نسمة في مساحة تساوي أحد عشر ألف كيلومتر مربع وربما تجاوزتها بقليل حلمت بأن تنظم تظاهرة رياضية كبيرة بحجم كأس العالم قارعت عمالقة وقوي عظمي وأصحاب تجارب وإمكانيات وفازت وتحقق حلمها ليس لإسلامها بل لإيمانها بأن العمل والإخلاص والمصداقية والتعاون (المضحك أن كل هذه الصفات نادي بها الإسلام مش الإسلام السياسي الإسلام بتاع الله أكبر القدييييمه زي ما كتب سيد الكارو) وهذا ما ينقصنا لتحقيق السلام والوئام والوحدة إخلصوا النية أولاً واجعلوا الله عليكم رقيبا.
سيدي الرئيس حاول قراءة النموذج القطري أعلاه وخليك من قصص القرود والدبايب التي تحارب في صفوفكم – وليس ذلك على الله بعزيز فهو على كل شئ قدير- لكين بشروط لم تفي بواحد منها حتى يتحقق لك ذلك. الوحدة حلم والأحلام ممكن تحقيقها وما نيل المطالب بالتمني.
|
|
  
|
|
|
|
almulaomar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست