دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
|
بدين ـــ خواطر وذكريات 1ــ الــوجـــــــــود ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُغالب فيكِ الشوقَ والشوقُ أغلب وأعجب من ذا الهجر والوصل أغربُ أمـا تغـلط ُ اللأيـام فيّ بـأن أري ( رحيلي اليكِ يا بدين ) تـُقـرّبُ من المتنبي بتصرف
كانت هـناك، دائما كانت هـنــاك، منذ أن خرجت من جوف النيل . متي؟؟ مالنا ومتي ، المهم أنها هـنــاك ، خرجت من جوف النيل عروسة كاملة الزينة ، حورية شا ملة الجمال ، زينتها الطبيعة ، زفها الملائكة بالعـديـل والزين، في ثوب زفاف أخضر رطيب ، تم تركوها في حضن النيـل ، وأي حضـن كحضن النيل. تمددت هناك محاطة بالماء من كل جـانب، وأي نعـمة كالماء . توسدت صخور الشلآل الثالث شمالا (شلال كجبار) وتمددت نحو الجنوب بضعة أميا ل. إستلقت هناك علي بعـد حوالي ست وخمسون كيلومتر شمال مدينة دنقلا. إكتملت أُنثي خصبة، بكر، ولود. ترنو بعـين الحسناء الي أبوفاطمة وكبرنارتي وكرمة ووادي خليل شرقاً، وتنظر إلي مقجور ودقرتي وأكد والحفير غرباً، وهم يتغازلون في جمالها الخلاب. دخل عليها إخوان تهراقا وبعانخي وألقـوا رحالهم في ساحتها الخضراء. حضنتهم بصدر أم روْوم ، أعطتهم الأمن ووهبتهم الأمان، أرضعـتهم الطيبة وسقتهم الحنان، فسكنوا في مودة ورحمة وتوالدوا عندها وعاشوا مطمئنين سعـداء. مارسوا حياتهم في ظل وثنية أو حنفية، من يدري!!. جاءهم دين موسي فقبلوه ، جاءهم دين عيسي فعـاشوا عليه دهوراً، حتي جاءهم الإسلام فأهتدوا به وصبغـوا به عاداتهم وتقاليدهم القديمة، والتي إستمرت لعهد قريب، وما زالت لها شواهد قائمة حتي اليوم. ما زلنا نذكر طقوس الولادة والسماية والختان والزواج، ميراث أجيال وأجيال، منذ فجر التاريخ، طقوس عبادات متراكمة، حضارة إنسانية خليطة فيها وثنية ونصرانية وإسلامية. سارت عملية التكاثر علي فطرتها السهلة، تحمل الزوجات وتلدن في بساطة، لم يكن هناك طبيب ولا جدول شهري ولا أسبوعي للمراجعة، لا أجهزة ولا سماعات ولا موجات صوتية ولا سمعـية، لا بنج ولا تعـقيم ولا مضادات حيوية ولا يحزنون. عندما يحين موعد الولادة تصرخ المرأة وتصوت بطريقة معـينة فتجتمع حكيمات الحي قرب سريرها مع الداية، التي تعـرف ما تفعـل وعلي دراية فطرية تامة بكل تعـقيدات العـملية، ورغم الصعـوبة التي تمثلها الطهورة الفرعونية اللعـينة ، إلا ّ أن العـملية كانت تتم بدون نتائج كارثية في الغالب، فيخرج الطفـل إلي الدنيا صارخاً في وجهها ووجه الجميع، وبدون الخضوع لكـل الإجراءات الطبية المعـقـدة التي رأيناها في بلاد الله التي تسمي متحضرة، يستمر الطفـل في النمو سليماً معافي، لا سميلاك ولا سيريلاك ولا دايبر. لا تايلنول ولا...أي شئ ، كل الذي كا ن متوفراً من مستحضرات الطب الحديث شئ يسمي (ماء غريب) وكان غريباً فعلاً ، علاج سحري لكل أمراض الأطفال رغم إنتهاء صلاحيته من قبل زواج الأب والأُم بكثير. وفي اليوم الأربعـين من الولادة كانوا يسيرون الطفل الي النيل للتبرك بماءه المقدس، في إحتفال كأنه التعـميد. وكانوا يذهبون إلي قبة الشيخ للزيارة، يحملون الطفـل وقراصة لها سبعة قرون، كرامة أو نذر، يتبركون بتراب القبر ويتوسلون بالشيخ أن يحفظ طفلهم من شرور الإنس والجن. أما الأُم فكانت لفترة طويلة تتمتع بعـناية جميع نساء الحي، ومن ناحية غذائية كانت تعـتمد علي الـ (فنتي قري) عصيدة جامدة ومركزة من البلح، أما الزوار فكان يقدم لهم شئ يسمي (الأسلي) يتكون من بلح مع قمح و(كوشي) مقليين علي النار، واللهم إني لا أعرف الكوشي بالعـربي . أما إحتفالات الزواج فكانت تدوم لأيام وأيام، يعـيشون الأفـراح ويحيون الليا لي الملاح، كان يتم تحديد يوم الزواج بعـد مشاورة العارفين بالأيام الذين كانوا يحددون يوم السعـد بعـد ممارسة بعـض التنجيم الغامض فيلتزم به أهل العـريس والعـروس، تخرج البنات في ثنائيات لطيفة في ما كان يسمي بالـ (اُوقد)، يدخلن البيوت بيتاً بيتاً لتقديم الدعوة،وهـنّ يمرحن في ذلك اللبس الريفي البسيط ، وعليهن إبتسامات محببة، وفي الليلة السابقة للعــرس تقوم النساء بالـ ( كـَبن دُكّري ) فيجمعـن (الديو) أي الصاج، يجمعـن كل صاجات الحي ويجلسن في صف طويل ويقـمن بعـملية جماعية ( لعـواسة ) كمية كبيرة من الـ ( أَجويد ) فطيرة قمح مخلوط بالمكادة. كان هناك الـ ( نافرينوق) وهو البيت الذى يخفـون فيه العـروس فتخضع هناك لترميمات كثيرة، يصلحون بالعـطارة ما أفسد الدهر. كانوا يجتمعـون صغاراً وكباراً في بيت العـرس، يأكلون ويشربون هناك لأيام. تجلـس البنات مع العــروس في الـــــ ( تقون توّو ) والتقـو هو البرش، بروش طويلة منسوجة من سعـف النخيل ومصبوغة بأ لوان مختلفة من (التفتة) ، يعـلقون هذه البروش في غرفة يكسون بها الأربعة جدران مع الأرضية. تجلس البنات هناك وتغـني طوال النهار. وتتحول هذه الغـرفة الي غرفة النوم حيث يقضى العـرسان شهر العسل، أما الآن فما أن ينقضي الزواج حتي يختفي العـرسان فلا تجد لهم أثراً، وإذا سألت عنهم يقولون لك اما انهم سافروا او أنهم في اللفة، أي لفة؟ ، اللفة، يعـني شنو ؟؟ يعـني ما تسأ ل، وهي فكرة ابتدعوها او(ابدعوها) عندنا في البلد، اذ يخصصون بيتا سرياً لا يعـرفه غير المقربين،يقضي فيه العـرسان بعـض الوقت الهادئ، ويطلقون علي هذا البيت مصطلح اللفة، اي لفة هداكم الله والبلد كلها لفات. يخرج الجميع رجالا ونساء في الليل إلي الســاحة ، يشعـلون الرتــائن ويبــدءون الـ ( الأَرَقِد ) وهي الحفلة. يصتـف الرجال في نصف دائرة والنساء في النصف االآخر، ثم تبدأ الحفلة بأن تنزل إلي الساحة فرقة مكونة من خمسة او ستة رجال، يد خلون الحلبة وهم يصـفـقـون صـفـقة متقــطعة مصحــوبة بصــوت منغـــم خــارج من الحلوق يسمي ( الهُمبي ) ، وفي المقابل سرعان ما تنزل الي الساحة فرقة من النساء كا شفات الرأس مستعـرضات بشعـر منسوج طويل، ضفائر رقيقة طويلة غزيرة منسوجة من شعـر صناعي يسمي (الجورسي). ترقص النساء ويضربن الأرض بأقدام حافية في تناغم موقوت مع صـفقة الرجا ل، ثم تبدأ المجموعتين في الإقتراب من بعـض، فتشتد الصفقة وتتسارع، ويرتفع صوت الهُمـبي، وتشتد ضربات النساء للأرض، وفي إلتحام سريع وخاطـف يتم أخذ الشبا ل، وهكذا تنتهي(عَشرة) الفرقتين لتدخل الي الساحة فرقتان جديدتان. كانت هذه الفرق تسمي الواحدة منها ( قرية ) ولا أدري من أين جاء الإسم، وعندما تدخل الساحة فرقة معـينة من الرجال، تدخل في المقا بل فرقة معـينة من النساء في إتفاق خفي غير معـلن، تنتهي مقاصده بإنتهاء الحفلة. كانوا في هذه الإحتفالات يتبارون في توفير كميات كبيرة من شراب الدكاي والحسوة،(والدكي يسمي عندنادكـّا)، يحتسيه الناس دون حساسية، كالنبيذ الحلال، او كأنه فرض من فروض الإحتفال، ربما كان جزءاً من أدبيات إتفاقية البُقط أو (البَـقـِـد ْ ) الشهيرة،التي عقدت بين العـرب الغـزاة وبين النوبة الذين تمسكـوا بحقهم في تناول الخمور، فسمحت الإتفاقية بـذلك، وقد كانت الجزيرة من ضمن الممالك النوبية المسيحية القديمة التي سادت قبل الإسلام، كانوا يصنعـون الدكاي في اواني فخارية ( ازيار صغـيرة تسمي الواحدة بـ ( كـُـبي ) يضعـون في هذا الكبي كمية من البلح مع ماء دافئ ثم يحكمون قفلها تماماً ويتركونها لأيام، فيختمر البلح هناك،وكما قال الحسن بن هانئ : ـ
اسـتودعـوها رواقـيداً مزفتة :: من أغبر قاتم منها وغبراء وكـُمَ افواهها دهراً علي ورق :: من حر طينة أرض غير ميثاء حتي اذا سكنت في دنها وهدت :: من بعـد دمدمة منها وضوضاء
حتي إذا سكنت وهدأت، جاءو بهذه (الدناني) أو (الكُبيهات) وفتحوها، فيستـقي القوم وينتشون، وتعـم البهجة، ويكثر الهرج والمرج (ما هو المرج ؟)، ويبدو انهم في هذه المسألة أخذوا بفـقه ابو حنيفة ، وإستـشهـدوا بـقــــول ابن الرومي : ـ
أحلّ العـراقيّ ُ النبيذ َ وشـُرْبه:: وقال الحرامان المدامة والخمـرُ وقال الحجازي الشرابان واحد:: فحـُلت لنا بين اختلافهما السكـرُ سآخـذ من قوليهما طرفيــهما :: واشربها لا فارقَ الوازرَ الوزرُ أو ربما بقـول الآخـر:ـ وابو حنيفة قال وهـو مُصّـدقٌ :: فيـما يُـبلغه مــن الأحكام شـُرْب المثلث والمنصف جائزٌ :: فاشرب علي طربٍ من الأيام فشربوه علي طرب من الأيام وحبور، ودون ان يثلتوه او ينصفوه، وربك الغـفور.
كان علي العـريس أن يذهب في سيرة إلي قبة الشيخ، وأن يطوف بالقبة جرياً سبعة أشواط وخلفه من يلهب ظهره بالسوط حتي يكمل الأشواط السبع،(الرقم 7 في التراث النوبي محتاج لدراسة) ثم تنزل السيرة إلي النيل كجزء أساسي من إحتفالات الزواج، وكان العـريس يحمل سيفاً بضرب به الماء،في شكـل صليب، وكان من التقاليد المتبعة أن يرموا بسبعة تمرات في جوف النيل، إرضاء له، خوفاً من غضبه ورغبة في بركته، تقليد يذكرك بالتقاليد المصرية القديمة عندما كانوا يسترضـون النهـر بإ لقاء أجمل فتاة في جوفه كل عام. ونجيبةٌ بين الطفولة والصبا عذراء تـَشْربها القلوبُ وتعـلقُ كان الزفافُ إليك غاية حظها والحظ إن بلغ النهاية َ موبـقُ أحمد شـوقي نواصـــــــــــل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)
|
فقيري الموده والمحبة والعافية النيل في اللغة القديمة ( إله الشراب ) أو المعبود الذي يشرب لهذا نقدس النيل ونقيم في طقوسا متعدده .. لكن اول مرة اعرف انو كلمة إتفن في الأرض جاية من كلمة ( تفوونتوو) هسي اتفن لينا في برشك ولون لينا الدنيا بالطقوس القديمة وفرحنا بي فرحك الممتد في دواخلنا .. جذور اهلي في منطقة اسمها سلمان توت وفي بدين وفي القولد حيث التقينا بالصديق . وكان الي وقت قريب يأتينا البلح والقمح والسمن البلدي وهدايا المحنة ولكن رحل الكبارومعهم المحنه والمعرفة بأنسابهم في كل الدنيا وتشتتنا على المنافي ونسينا جذورنا الضاربة في عمق التراب الكوشي لك المودة والمحبة والسلام ومتفنيين قدامك بي أدب نستمع في متعة
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
العزيز ميمد انا من بدين ونص محسي ونص دنقلاوي وبجيد الرطانتين كما هما فعلاً العلاقات الأسرية ممتدة في الإقليم لكن الكبار ماتوا والواصر انقطعت الحلقات طويلة وحتصل القولد ارجو المتابعة وانشاء الله تعجبك لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: Mohamed fageer)
|
Quote: كانت هـناك، دائما كانت هـنــاك، منذ أن خرجت من جوف النيل . متي؟؟ مالنا ومتي ، المهم أنها هـنــاك ، خرجت من جوف النيل عروسة كاملة الزينة ، حورية شا ملة الجمال ، زينتها الطبيعة ، زفها الملائكة بالعـديـل والزين، في ثوب زفاف أخضر رطيب ، تم تركوها في حضن النيـل ، وأي حضـن كحضن النيل. تمددت هناك محاطة بالماء من كل جـانب، وأي نعـمة كالماء . توسدت صخور الشلآل الثالث شمالا (شلال كجبار) وتمددت نحو الجنوب بضعة أميا ل. إستلقت هناك علي بعـد حوالي ست وخمسون كيلومتر شمال مدينة دنقلا. إكتملت أُنثي خصبة، بكر، ولود. ترنو بعـين الحسناء الي أبوفاطمة وكبرنارتي وكرمة ووادي خليل شرقاً، وتنظر إلي مقجور ودقرتي وأكد والحفير غرباً، وهم يتغازلون في جمالها الخلاب. دخل عليها إخوان تهراقا وبعانخي وألقـوا رحالهم في ساحتها الخضراء. حضنتهم بصدر أم روْوم ، أعطتهم الأمن ووهبتهم الأمان، أرضعـتهم الطيبة وسقتهم الحنان، فسكنوا في مودة ورحمة وتوالدوا عندها وعاشوا مطمئنين سعـداء. مارسوا حياتهم في ظل وثنية أو حنفية، من يدري!!. جاءهم دين موسي فقبلوه ، جاءهم دين عيسي فعـاشوا عليه دهوراً، حتي جاءهم الإسلام فأهتدوا به وصبغـوا به عاداتهم وتقاليدهم القديمة، والتي إستمرت لعهد قريب، وما زالت لها شواهد قائمة حتي اليوم. ما زلنا نذكر طقوس الولادة والسماية والختان والزواج، ميراث أجيال وأجيال، منذ فجر التاريخ، طقوس عبادات متراكمة، حضارة إنسانية خليطة فيها وثنية ونصرانية وإسلامية. |
شكرا حملتنا إلى النيل حملا و كدنا ننطمره بصحراء الغربة.
و هذا هو المحمد فقير.. رجل من السودان لمن لا يعرفه.
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
أخوي ثروت يسعدني حضورك أسعدتني مكالمتك وسوف اتصل بك للسؤال عن بعض الفنيات شكرا
الأخ المهتدي انا ما عارف اذا الشيخ بجة شخصيا جدك ولكنني غعرفه جيداً وقد كان والدي من تلاميذه ، وكان مفروض انا امشي للخلوة هناك ولكني واصلت عند والدي أتابع كتاباتك ويشرفني التعارف والحوار شكراً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: Mohamed fageer)
|
صديقنا ابو اليسه وين اراضيك وتلفونك فيهو خشخشه جافر اباس معلم من معالمنا يهبنا الضحك من الاعماق بسخريته وصدق نقله لتفاصيل حياتنا التي قلما نلتفت اليها له الصحة والعافية ولك الاحترام والسلام للجنيات ادينا سلك قدامنا تلج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: خالد حاكم)
|
Quote: (والدكي يسمي عندنادكـّا) |
يا ابو الجعافر ... يا بلدياتى هو الاسم كله حقنا ... يا خى الدكى هو دكا حرفوها العروب زى ما حرفوا مفردات نوبيه كتيرة باضافة الالف واللام ... برضو كلمة مريسة مفردة نوبيه 100 % بس محرفة فى النطق , ونطقها الصحيح ( مرينا اسى ) ومعناها ( موية الذرة) كما تعلم ( مرى معناها الذرة واسى معناها المويه او الشوربه او السليقة ) كل هذه المفردات معناها فى النوبيه واحدة وهى ( اسى) ياخى البركة فينا وفيكم فى د. كدوده لك خالص تحياتى
خالد محمد ادم حاكم ( سقدان)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: عزالدين محمد عثمان)
|
الاخ العزيز فقير... مسكاقجلو.... تحياتي و تقديري لهذا السرد الجميل (البدين) أحببت أهل بدين مثني و ثلاث و رباع حتى تزوجت منهم !! شوف السودان ده جميل كيف ؟ أخوك من غرب السودان (الأبيض) و الزوجة من جزيرة بدين ( الأم سليلة أمهرة و الوالد من خلف أثيــنا) علق أحد الاصدقاء حضر الزواج في الابيض بقوله : يا عبد و الله دي ما سبقك عليها إلا المهـدي !! ) يقصد الجمع بين الشمال و الغرب ... بعض أهلك شبعوني (تقريق) لهذا النسب .. كان دائما تقريق محبب و جميل جمال أصالتهم و أكثر من ذلك وجدت عندهم قمة التقدير و الاحترام لهذا النسب لي و لأسرتي فما أروعهم من نسابة ... و كما قال الاخ عز الدين محمد عثمان معرفا بنفسه بذكر صالح بدري و حاجة الزلال، أعرفك بنفسي بنفس الاسماء ، فصالح بدري صالح ( في أمريكا اليوم) هو عديلي ... عديل كده !! (إننا ياني بقيت من إندنا) تحياتي.
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
الفاتح ياسين اننقا كيف اخبارك انا ماعندي تلفونك تلفوني الموبايل 4165653435 نسمع منك قريب
عزالدين محمد عثمان والله ما عرفتك لكن اعتبرنا بنعرف بعض
محمد علي محمد خير اهلاً بيك في بدين وتزورا حقيقة وحتلقاها اجمل بكثير من الخيال
محمد حامد جمعة انا من شبة وبعدين انا ما ابوالجعافر انا كاتب هذه الحلقات واهديتا لجعفر وما فهمت حكاية الدقسة دي ارجو التوضيح انا في تورنتو كندا انت وين اديني تلفونك وانا حاتصل بيك محل ما كنت
الأخ فيصل محمد خليل تحياتي اتابع بوستاتك ويسعدني التعارف
مدحت عثمان يا نوبي يا فحل شكرا علي الصورة وانا ما عارف كيف اخت صورة في البروفايل حقي ممكن تشرح لي
لكــــم جميعاً التحية والي الحلقة الثانية من هذه الخواطر
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
بديـن ـــ خواطر وذكريات 2ـــ الـنــيـــــــل والأسـكَــلي والأسـكِلا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من أيّ عـَهد في القري تـَتدفقُ وبأي كف في المدائن تـُغـدقُ ومن السماء نزلتَ أم فجّـِـرتَ من عليا الجنان جداولاً تترقرقُ وبأي عــين أم بأيــة ُ مزنــة أم أيّ ُ طـوفـان تفيض وتفهقُ أحمد شوقي
هو النيل، ليس إلاّه، سليل الفراديس، نبيل موفق في مسابه، كما أفاد التيجاني رحمه الله. ولكن أين منا النيل، إنه بعـيد (إلاّ من أمانينا) ، النيل، أطول شرايين الحياة علي سطح البسيطة، ومن الماء كل شئ حي. من أي عهد في القري تتدفق؟، من عهود سحيقة يا أمير الشعـراء، منذ الأزل، خُلق مع الزمان والمكان، تحسه كائناً حيا، وهو كائن حي، بل كائن به تحيا الكائنات، خرج من منابعه غداة يوم، مبكراً خرج، ثم هجّر وسار وهجّر، وما زال يسير ويهجّر، لملم في طريقه أطراف كثيرة يستقوي بها علي المحن، ويواجه بها صعـوبة الطريق ووعثاء السفر. إمتطي صهوة نفسه وإنطلق شمالاً وهو يسرع الخطي، حدد غايته وعرف مصيره، إتخذ مجراه عجباً، وإنساب في قوة وإصرار ، (ربما عا كسه الخصر قليلا فمال) يمينا أو شمالآً، أو ربما التف عائداً نحو الجنوب لتفــادي بعـض العـوائق ولكنه سرعان ما يعـود وينطلق نحو دلتاه في صبر خرافي جميل.
ويأي نول أنت ناسج بردة للضفتين جديدها لا يخلقُ تـَسْـودّ ُ ديباجا إذا فارقــتها فإذا حضرتَ إخضوضر الإستبرقُ في كل آونة تبدل صبغة عجباً وأنت الصابغ المتأنقُ
نعـم، بنول الجمال والكرم، بنول النعـمة الخيّرة، بنول العـطاء الغـير محدود ينسج للضفتين بردة خضراء، تتجدد كل يوم.
أتت الدهور عليك مهدك مترع وحياضك الشُّرق الشهية دفقُ تُسقي وتُطعـم لا إناؤك ضائقٌ بالواردين ولا خوانك يَنفقُ والماء تسكبه فيسبك عسجداً والأرضَ تغرقها فيحيا المغُـرقُ
أيّ تعـبير وأيّة إجادة، (الأرض تغـرقها فيحيا المغـرق)، هو كذلك، يفيض النيل ويُغـرق الجروف، ثم ينسحب إلي مجراه فيبدأ الناس عندنا ما يسمي (النّاقري) زراعة الجروف وهي ما تزال طينية، قبل ان تجف، يزرعون ال(الأشرنكي) اللوبيا، وال(كوشي) الذي لم أعرف إسمه بالعـربي، والدخن، والترمس، وبعـض المحاصيل الأُخري. وهذه الزراعة لا تحتاج إلي ري فلا تسقي بل يكتفي الزرع بماء الطمي.
دين الأوائل فيك دين مروءةِ لم لا يؤلّه من يقوت ويرزقُ جعـلوا الهوي لك والوقار عبادة إن العـبادة خشية وتعـلّقُ.
وما كان لي ان اواصل الحديث عن النيل دون ان اضيف قصـيدة التيجاني يوسف بشير أنت يا نيل يا سليل الفراديس نبيل.. موفق.. فى مسابك ملء أوفاضك الجلال فمرحى .. بالجلال المفيض من أنسابك حضنتك الأملاك فى جنة الخلد ورفّت على وضئ عبابك وأمدّت عليك أجنحة خضرا وأضفت ثيابها فى رحابك فتحدرت فى الزمان وأفرغت .. على الشرق جنة من رضابك بين أحضانك العراض وفى .. كفيك تاريخه وتحت ثيابك مخرتك القرون تشمّر عن ساق بعيد الخطى قوى السنابك يتوثبن فى الضفاف خفافا .. ثم يركضن فى ممر شعابك عجب أنت صاعدا فى مراقيك .. لعمرى أو ساقطا فى أنصابك مجتلى قوّة ومسرح أفكار .. ومجلى عجيبة كل ما بك كم نبيل بمجد ماضيك مأخوذ .. وكم ساجد على أعتابك سجّدا ذاهلين لا روعة التاج .. ولا زهو إمرة خلف بابك أيها النيل فى القلوب سلام .. الخلد وقف على نضير شبابك أنت مسلك الدماء وفى .. الأنفاس تجرى مدويا فى انسيابك إن نسبنا إليك فى عزة الواثق .. راضين وفرة من نصابك أو عبدنا فيك الجلال فلم .. نقض حق الزياد فى محرابك
النيل با لنسبة لســـكان الجزيرة هـو مصدر الخير كله، عليه إعتمادهم، عليه يتوقـف وجودهم نفسه، يحيط بهم من كل جانب، لولاه لما كانوا ، وكما هو مصدر الخير فهو مصدر الخوف. هــــادئ هو،كالشيخ المعـمر، عطوف نبيل، يفيض بالخير دون حساب، يعـطي ويعـطي، يسقي ويطعـم، ولكنه عند الغَـضب يثور كــطالب الثأر، يتحول إلي وحش كاسر، يغـرق الديار ويتلف الحقـول، ولكنه سرعــان ما يتراجع، فيتسامح الناس معه، ينسون له ما فعـل، فهم دونه لا شئ. كان سكان الجزيرة يستـقون من النيـل مباشــرة، يصـلحون جــزء مــن (الأُبـُـل) وهـو الشا طئ، يسمي هذا الجزء بـالـ ( أ ُتــِّّي ) لتسهيل عملية النزول والطلوع لأخذ الماء. تنزل البنات بهذا الأ ُتي إلي الماء وهن يحملن جرادل الصفيح، يملأن الجرادل بالماء ثم يضعـن فوق رؤوسهن شئ يسمي ( التّــفِــل ) وهو شريط طويل من القماش ملفوف في شكل دائري، ثم يضعـن الجردل فوق هذا التفـل، يمسكن الجردل بيد وتبقي اليد الأُخري طليقة، يتبخترن في مشية إستعـراضية فيها من الدلال غير قليل، يصلن البيوت ويفرغن الماء في الأزيار حتي تمتلئ، أما البعـيدات من النيل فكن تملأن من ( المَرتي) أي الجدول، وكان برنامجاً عصراوياً فيه بعـض التنزه والفسحة. كان ذلك يا صاحبي علي أيامنا في الزمن الجميل، قبل ان تتحول الجزيرة الوادعة الوديعة إلي شبه مدينة إمتدت فيها مواسير المياه إلي البيوت مصحوبة بكل ضجيج المدن وآفاتها. عاش سكان الجزيرة في توافق إجتماعي عجيب، خلطة، بعـض نوبية وبعـض عربية وبعـض زنجية، عاشوا في رغد من العـيش وسعة، كان إعتمادهم الكلي علي الزراعة، يزرعون أرضهم الخصبة في تقسيم شتوي وصيفي، كا نوا يحفرون الأرض بسواعد رجال ذوي باس وشدة، يدفـنون التيراب ويغـطونها ويسقونها بمجهود يدوي قاسي لو قام به (حناكيش) هذه الأيام لزهقت ارواحهم. كانوا يتبعـون نظام الري النوبي الذي كان يعـتمد علي السواقي والشواديف، وتسمي الساقية ( بالأسكَـلي ) وربما إنـتقـلت هذه الكلمة من (عندينا) عكس التيار الي ضـفاف نيل الخرطوم مع النوبيين الذين إحتلوا توتي،ويبدو أنهم أنشاُوا أسكـلي هناك، وتحولت الكلمة الي الأسكِلا، لزوم التمدن، وسميت بها تلك المحطة النهرية الواقعة امام المتحف القومي ، ثم كان ما كان من أمر الذي من الأســكلا وحــلاّ وقا م من البلد ولّي، فذاب قلب شيخنا الشاعر ودالرضي واختلا ّ،فهام يبحث عـن بدر التمام وين هلّ، ، فتبع بابور الحبيب المسافر، تبعه شِعـراً علي إمتداد النهر، من الأسكلا الي المجرور،فجبل اولياء ثم القطينة، التي حصل فيها الحبيب العِـشاء، قبل ان يضوي كالبدر في الدويم، ثم الي الكوة ولا حول ولا قوة،وبعـد ان احتفل اهل النفلين بسيد الحسن رب اللين، شرف الحبيب كوستي والجبلين،ولم يكن للرنك من خيار الا الاحتفال ببهاء القادم البهي، وبينما يتمني شيخنا لو كان في جلهاك فاذا بالحبيب يطل في كاكا، فيزيد نفس شاعرنا هلاكا،وما كان لشاعرنا ان يـَسْـلَي نزيل ملوط الذي واصل رحلته الميمونة الي كدوك، التي تحول كساد سوقها الي ارباح، ولما انكال قلب شيخنا بالهموم نادي علي ملكال كي تشاطر العاصمة فصبره قد كــال، وفي شامبي ناجي صديقه سرور، قبل ان يجافيه النوم تماما في جوبا،وداهـمته الهموم مرة اخري عنــدما وصــل الحــبيب الي تونجـا وحــلة العـنجا، ولما يئس من اللحاق وقــــف يبكي قائلاً :ـ
صُـبْ يا دمعي لا تكون جافْ:: ويا قلبي البقيت رَجّــــافْ البــدر الخــفا الانجـاف:: اليـوم شـــرّ فْ الرَجـافْ نواصــــــــــــــــل http://www.youtube.com/watch?v=fDMctYDjbbA
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
الأعزاء محمد حامد جمعة وخالد حاكم انا آسف جداً خلطت بيناتكم الرسالة اعلاها لخالد حاكم(موضوع الدقسة) الاخ محمد حامد لك تحياتي وودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: Mohamed fageer)
|
العزيز محمد فقير لك التحية ولبدين السلام كلنا نعيش تحت ضفاف النيل ونعرف منذ صغرنا كيف يكون التعاطى مع هذا الرائع العظيم النيل .تعرفنا على جزيرتكم الرائعة من أستاذى الجليل (محمد عثمان محمد موسى )ذالك الرجل العظيم الذى جاءنا حين ذاك من الأزهر الشريف استاذا لمادتى اللغة العربية والدين فى مدرسة كورتى الوسطى .بثقافته الواسعة وعلمه الغزير حبب لنا اللغة العربية وآدابها، كون لنا الجمعية الأدبية لأول مرة وجمعية المسرح المدرسى وكان يعقد لنا المسابقات فى اللغة العربية والشعر.تجاوزت علاقتى به علاقة الأستاذ بتلميذه وأصبحنا اصدقاء .عندما ودعناه فى نهاية المرحلة الوسطى حيث قدمته الى المنصة فقال عبارته الشهيرة عندما وقف امام طلاب المدرسة الذين إحتشدوا بصورة لم يسبق لها مثيل وهو يغالب دمعه قائلا "هذه أول مرة أعجز فيها عن الكلام وأنا معلم اللغة العربية وانفجر باكيا "اخر مرة إلتقيته فى الخرطوم وأنا عائد من باريس عانقته طويلا واخذته الى مقهى فى الجوار لنبل الشوق ونسال عن الاساتذة والزملاء من الطلاب وكان متاثرا جدا وسعيدا عندما عرف اننى عدت متأبطا شهادة ما. .. قال لى : تذكر عندما أعطيتك فى موضوع الإنشاء 14 من15 فثار زملاؤك غاضبين ! كان ذالك فى أعقاب الإنتفاضة ، ومن ذالك الوقت وأنا اسعي سعيا حثيثاان اعرف أخباره ولكن هيهات ! !أكيد انه علم بارز فى بدين .هل لك ان تمدنى باى وسيلة للأتصال به وفاءً وعرمان بالجميل وشكرا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)
|
التحية لصاحب البوست لهذه المساحة لنلتقى بأناس كلهم طيبة... و التحية لمداخليه من بدين و من غير بدين ...
_________
فى الجزء الثانى من سبعينات القرن الماضى،،، و على متن بصات السـلام(عبد السلام كمبال)،،، و بقيادة القدير "طه" طيب الله ثراه،،،
و أنــا اليافع إبن التاشر عام "حينها" مولود أمدرمان وتربية شارع الشنقيطى ،،، طالب بقلعة العلم و الوطنية: أم درمان الأهلية الثانوية العليا ... و طموح الشباب يسبق العين للرؤيا، كما يسبق خفقان الأفئدة لحضن الحبيب ،،،
الباص "نيسان" يطوى الأرض طياً و ينثر خلفه الرمال الناعمة كأنها بخور صندل فى ساحة عروس ،،،
طريق الشمال: كان آثار لمجارى تشق الرمال تغيب و تبين من الحين للآخر ... ما من معالم سوى رواكيب أتت عليها كل معاول الطبيعة و تدثراتها ،، و ختم الزمن ختم المرور على آثارالبقايا،،،
كنت فى صحبة عائلتين من "فترى منتو" بطن النخل،،، عائلتين سكنو الخرطوم جسداً و تركوا الفكر و الروح باقية فى أرض "بدين" أرض الجدود،،، كنا سايرين لنزف البرفسور ضرار حسن نصر لعروسته السمراء بنت عزالدين صالح نورى،،، عز + عز = عز X عز
__________
هذا الإطار العام لرحلتى الى جزيرة بدين
سوف أعود
ش
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
الأخ جعفر عبدالمطلب تحياتي أنت تتحدث عن رجل له فضل كبير علي شخصيا فقد درسنا اللغة العربية والدين في البرقيق الوسطي وفعلا كان يهتم بالجمعية الأدبية ويشرف عليها ويعلق علي كل المشاركات رجل فاضل من اسرة كلها اساتذة طال الزمن وما عندي اخباره ولكن سوف اجد لك طريقة اتصال
الأخ شكري سليمان ماطوس شكرا علي المداخلة وشكرا علي ثناءك لبدين ارجو ان تكمل لنا باقي الرحلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)
|
اول مره سمعت عن جزيرة بدين، كان ذلك سنة 1989 عندما حضرت الى الولايات المتحدة الامريكية- فلادلفيا كنت كل ما اسأل احد(من بدين) من اين انت فى السودان؟ يرد قائلاً وبكل فخر واعتزاز - من جزيرة بدين، مع العلم بان كثير منهم يسكن الخرطوم ولكن حبهم وانتمائهم لهذة الجزيرة يدفعهم لذلك. عشت معهم سنين طويلة .. وجدت فيهم الاخ والصديق والاب والام .. وجدت فيهم اهلى. ال همت ،(عصام،صلاح وصلاح،هشام، العم عبدالقادر،نصرالدين،جعفر، الرشيد،ابرهومه،نصرالدين،معاوية،واخرين) محمد فقيري، الهادى عبدون، على عبدالرحيم،عبدالدائم،عبدالدائم،مزمل قورتي، تاج الدين، فخري ، عباس، محمد سري، محسن، مدثر، اولاد الاسيوطي، عمر حمزه، محمد بشير، مصطفى ناصر، عبدالحميد، محي الدين، مدثر، عبدالهادي، صبحي،رفاعى، متولى، عزالدين،عادل،فيصل،عاطف،عبدالحى،اسامه،صالح، وبقية العقد الفريد. اصاله، كرم، طيبة وسماحة اخلاق .. هذا اقل مايمكن ان اصف به اهل هذه الجزيرة(بدين)
منذر احمد - فلادلفيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: خالد حاكم)
|
Quote: محمد حامد جمعة انا من شبة وبعدين انا ما ابوالجعافر انا كاتب هذه الحلقات واهديتا لجعفر وما فهمت حكاية الدقسة دي ارجو التوضيح انا في تورنتو كندا انت وين اديني تلفونك وانا حاتصل بيك محل ما كنت
|
محمد فخير ... مسكاقمى ياخى سلامة نظرك... وانا اسف لانى برضو ما ركزت فى العنوان .. لانو انا محل ما بلقى اسم جعفر , مابركز تانى على باقى الكلام وطوالى جرى على الكلام المكتوب لانو اخونا جعفر نضميه سمح بسخريته المعهودة وافتكرت الكلام ده ( خواطر وذكريات ) كلامه هو , والدقسة فى شلالات كجبار الواردة فى المقال بدلا من شلالات تمبس ( وهنا ارجو ان لا تفتكر الناس بانى اقصد اخونا تمبس زميل المنبر , بل اقصد قرية تمبس التى تقع على بعد 8 كيلو مترات من كرمة شمالا وهى احدى قرى محافظة وادى حلفا سابقا ومعتمدية دلقو حاليا حسب تقسيم و تسمية حكومة الكيزان!!) رسل لى تلفونك فى الايميل عشان اقدر اتصل بيك يا ميميد [email protected] وشكرا خالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: خالد حاكم)
|
الأخ خالد حاكم لك التحية والحزن : رحم الله أستاذى وصديقى الأستاذ ( محمد عثمان محمد موس ) رحمة بقدر علمه الواسع وثقافته الشاملة ودماثة أخلاقه واخلاصه لطلابه .تقبله الله قبولا بقدر عدد الطلاب الذين حبب لهم اللغة العربية وآدابهاوتعازى الحارة مطرزة بوفاء صادق لأسرته فى بدين .اشكرك على هذه المعلومة رغم مافيها من مرارة وهذه سنة الحياة الدنيا الموت نهاية حتمية لكل كائن حى وان طالت سلامته وان كان لدي الكثير الذى كنت اود ان اقوله له.
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
الأخ منذر احمد كيف الأحوال شكراً ولك التحية من جميع من ذكرتهم فهم اشقائي الذين بهم افخر
الأخ خالد حاكم حأرسل ليك ايميل لكن ما في حاجة اسمها شلال تمبس هو نفس امتداد الشلال الثالث الذي ينتهي عند رأس جزيرة بدين هو نفس الشلال المزمع اقامة السد فيه عند كجبار، وكجبار ليست بعيدة عن بدين، بل ان بدين من المناطق المهددة بالغرق ولذلك نادي العظيم مكي قائلاً (بدين ملجابك توللي) وجزيرة تمبس علي بعد معدية صغيرة من بدين ومن بيتنا عشرين دقيقة ولي فيها اهل واحباب واذا في اي واحد من تمبس قرا الكلام ده ارجو توصيل تحياتي الكثيرة لناس مرسي والزبير وللشيخ الفاضل صالح داؤود الذي كان صديقا حميما لوالدي والذي قضينا في بيته في تمبس ايام وايام في زيارات كثيرة وبالمناسبة شرق تمبس يوجد تمثال(اُقجي نـُنْدي)، تمثال ضخم لرجل عر تماما وربما كان اسم تمبس نفسه من تحتمس او اسم مشابه وسوف ياتي ذكر اثار المنطقة في هذه الحلقات ما تستعجل في القراية والرد يا خالد
الأخ عبدالماجد الصائم شكرا ونشوفك تاني فالحلقات طويلة لك الت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: Mohamed fageer)
|
محمد فقير قريبي لك التحية وأنت ترتحل بنا إلى بدين عشيقة النيل سليل الفراديس مشتاقون يا رجل كيفك وجميع الأهل
عبد الغفار محمد سعيد (فقير نجي) بدين شبه (قبة)
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
بدين ــ خواطر وذكريات الحلقة الثالثة
كـُـنتِ وكنــّا أنشودة لجزيرة بدين ـــــــــــــــــــ محمد فـقــــير ::::::::::::: أنتِ فـدين وأنتِ بـدين كان الإسـمُ وكنتِ وكـُنا إســـمٌ وثـني ؟؟ مـا في ذاك مَضـارْ إســـم نوبي ؟؟ ذلـك عِــزٌ وبـطارْ ذلك ـ يا مسـقط رأسي ـ مجـدٌ وفـَخـارْ مع موسي جاء الإســمُ ؟؟ مع عيسي جاء ؟؟ مع أحمدُ، ذاك المُخــــتارْ ؟؟ كــــــلٌ مَـقـبــول فلكلّ ٍ فيكِ حديثٌ وعبارةْ لكـُلّ ٍ فيــكِ مقالٌ وإشارة ْ لكـُلّ ٍ فيكِ رموزٌ وحضارة ْ لكـُلّ ٍ فيك ِ امارة ْ لكـُلّ ٍ فـــيك ِ مَـــزارْ لكـُلّ ٍ اثـرٌ منـقــوشٌ فيكِ لـكـــُلّ ٍ تـِــــــذكارْ :::::::::::::::::::::::::::: كــنتِ هنــاك، وكنتِ بدين وكنتِ وكنا منذ خرجتِ عـروساً من جـوفِ النيل يا بنت الـنيل وست الجيل يا لؤلؤة الوادي، يا فاتنة ٌ سـمراء كنتِ هناك، وكان الفصل ربيعاً كان الطقس جميلآً حين خرجت ِ إلي الدنيا مُـشرقة ُ الوجـهِ وقــاراً ونضـارْ حين خرجتِ الي الدنيا طارتْ نحوكِ كلّ ُ الأطيار من كل بقاع ِ الحسن ِ الأخضر ِ من كلّ ِ الأشجـــارْ إمتدت نحوكِ كلّ ُ الأبصار حين خرجتِ الي الدنيا فاحَ العـِطـرُ العَـطـّارْ عـِطرُ الأرض ِ البكـر ِ، عِـطرُ الأرض العـذراء، عـِطرُ النـوّارْ حين خرجتِ الي الدنيا غني القـِـمْريّ بلحن الحـب زغـــردت الأشجــــارْ رقص الموج علي الضفة وإنتشــت الأزهــارْ حين خرجتِ الي الدنيا تجمعـتْ السُــحْـبُ من الآفــــاق إشتعل البرق ضياءً إحتفل الرعــدُ فـدوي وإبتلت أرضك بالأمطــارْ حين خرجتِ الي الدنيا هَـبـتْ نسماتك باردةٌ ٌ نـَشـوي أسكرت الخطاب علي طول الوادي فجاء العـِرســان، جاء الفرســان جاء رجالٌ سمرٌ أخـْيـارْ جـاء الأبـْــرار من مملكة النوبة جــاءؤا من تلك الأديــارْ جاءؤا يسعـون الي ارض الخير المدرارْ من كرمة جـاءوا، جـاءوا من كجبارْ من أرقـو، من دلقـو، من عـبري من حلفا، ارضُ الحجر الناطـق بالأسرارْ جاء بعانخي، ذاك السيف البتـارْ جاء القائد تهراقا، ذاك الأسد المغـوارْ جاءت كنداكة، في ( شـُـوقــَر ِ )* عـِـزّ ٍ جـَـرّارْ جاءؤا في ( سـِـقـِر ٍ )* نوبي ِالريـّس والبَحّــَارْ عبروا النيل إليكِ والقوا فيكِ عصا التـسـيـارْ في ساحـتك الخضراء أناخـوا قافـلة َ الأحـرارْ قافلة َالتاريخ ِ الموغـل ِ في الأطـوارْ قافلةَُالمجـدِ العابـق بالآثـارْ عـندكِ ناموا، قاموا عـبدوا ( آمون )* الجـبارْ عبدوا النيل خـُرافيّ ُ المجري والتــيارْ عندكِ جاء كتاب التوراة وجاء الإنجيل عندكِ جاء الفــرقــانْ شملتهم رحـَماتُ الرحمن فـصاموا، قاموا بالليل، وصلوا في الأسحـارْ فكنتِ وكنا :::::::::::::::::::::::::::::::: كنتِ هناك وكنتِ بدين وكـنتِ وكنـّا وبعيداً أخذتنا عنكِ الأقدارْ بعيداً تهنا في أقصي الأرض من هــذا البعد اليكِ نـَحِـنُّ، فأنتِ الأصل وأنتِ الفصل انتِ الأُم وأنتِ الـدارْ أنتِ القيمة والمقـدارْ أنتِ فـدين وأنتِ بـدين وكـنتِ وكُـنا ::::::::::::::::::::::::::::
*(شـُـوقــَــرْ) يعني سَـيرة(سيرة العريس) *(ســقـرْ) بكسر السين والقاف يعني مـُرْكـَب *(أمون) اسم إله النوبة القديم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)
|
الأخ محمد فقير تسلم واهو البوست جاب نتيجه وعرفنا اهلنا الفي الشتات..وانت قريب مننا في تورنتوانشاء الله نتلاقى .. انا في سانت كاثرين..
Quote: و كما قال الاخ عز الدين محمد عثمان معرفا بنفسه بذكر صالح بدري و حاجة الزلال، أعرفك بنفسي بنفس الاسماء ، فصالح بدري صالح ( في أمريكا اليوم) هو عديلي ... عديل كده !! (إننا ياني بقيت من إندنا) تحياتي. |
الأخ الأكرم حامدوالله فرصه سعيده.. انا زرت جدنا الله يرحمه عبدالدائم عام 1994 عدة مرات كنت بعمل في شركة طيران ولكن لم اتشرف بمقابلتك.. لك تحياتي وتحيات اسرتي لكم جميعا
الأخ حاكم سلام.. كلامك صاح واذكر ايضا اهلنا في حلة جديد وكرمه البلد ونزل..
الابن محمد عبدالماجد لك تحياتي كدي قعد لينا الكلام عشان نعرفك اكثر يعني صالح خالك بي منو وعمتي ازلال حبوبتك بي منو..مع تحياتي لكل الاهل
ولكم مودتي
عزالدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: عبدالغفار محمد سعيد)
|
أنتِ فـدين وأنتِ بـدين كان الإسـمُ وكنتِ وكـُنا إســـمٌ وثـني ؟؟ مـا في ذاك مَضـارْ إســـم نوبي ؟؟ ذلـك عِــزٌ وبـطارْ ذلك ـ يا مسـقط رأسي ـ مجـدٌ وفـَخـارْ مع موسي جاء الإســمُ ؟؟ مع عيسي جاء ؟؟ مع أحمدُ، ذاك المُخــــتارْ ؟؟ كــــــلٌ مَـقـبــول فلكلّ ٍ فيكِ حديثٌ وعبارةْ لكـُلّ ٍ فيــكِ مقالٌ وإشارة ْ لكـُلّ ٍ فيكِ رموزٌ وحضارة ْ لكـُلّ ٍ فيك ِ امارة ْ لكـُلّ ٍ فـــيك ِ مَـــزارْ لكـُلّ ٍ اثـرٌ منـقــوشٌ فيكِ لـكـــُلّ ٍ تـِــــــذكارْ
أوفيت القول و أجدته...لا فض فوك.
نعم الشيخ حسن بجة رحمه الله جدي. لك مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
الأخ حامد ..... أبوالنسب ياخي والله ماشفت مداخلتك الا حسع ما عارف فاتتني كيف لكن اهلا بيك وسهلا ولينا الشرف بس الحكاية دي تمت كيف يا خليفة المهدي وانت وين حسع اذا في تلفون عشان نتصل بيك
الأخ جعفر عبدالمطلب لنا ولك التعازي بعد ما رديت عليك اتصلت وعرفت انو الاستاذ توفي الا رحمه الله
عزالدين محمد عثمان شكرا ونتلاقي فنحن جيران
مهتدي الخليفة بتلقي اللأيميل فوق اديني تلفونك وداير اتصل بيك ضروري
صلاح عبدالله يا اخي لك كل الحب وانا بعتبر نفسي من الحفير كما من بدين والمرحومة زوجتي كانت من الحفير حفيدة شبخ محمود فقير علي وهو جدي عم والدي طوالي والزعيم شيخ الشيوخ سيداحمد فرحان واخوانه الكرام واولادم كلهم اهلي ولو تعرف الصادق فرحان ومالك فرحان ومحمد حسن زبير كلهم معاي هنا في تورنتو
الاخ عبدالماجد صايم ادينا تلفون محمد فقير قريبك
لكم جميعا الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: Mohamed fageer)
|
العزيز فقيــر
تحياتي و شكرا على مروركم على مداخلتي .... الحكاية ( النسب) تمت في 1978 للعلاقة الوطيدة و الصداقة الحميمة بين الوالدين عبده الزبير و موسي مراهد ، لهما الرحمة و المغفرة .. سؤالك ( بس الحكاية دي تمت كيف يا خليفة المهدي؟) ذكرنتي بتعليق و تريقة الاخ و الصديق العزيز المهندس ود عيسي زيادة : سأل مرة زوجتي ( إنت أبوك أداك للعبد الزربون ده كيف؟) كما قلت كنت سعيدا جدا بمثل هذه القفشات و ما أكثرها !! بس مرات كتيرة كنت بعمل فيهم مقالب ساعدني فيها إمكن شوية شبه و كمان معرفة القليل من الكلمات و الجمل بالرطانة ... الجماعة طوالي يشبكوني رطانة و لما يكتشفوا إني تعبان في الرطانة يصابوا بخيبة أمل .. البعض ما مصدق بس بفتكروا إني (من إندهم) بس مكار ... أنا أحسن حالا ، المشكلة بناتي !! أهلهم لما يعرفوا ديل حفيدات عبده الزبير يدخلوا عليهم ( شمال) - رطانة - بعدين يلقوهم ماحين تمام (أنا أحسن منهم) ما يصدقوا خاصة لما البنات يقولوا ليهم نحن بقارة و أمنا محسية !! غايتو بعرفوا ليهم كلمة واحدة بس ( يو) و ما أجملها من كلمة .... الان أنا في الدوحة - قطر و منذ مدة . التلفون 5398491 00974 سعيد حقا بالمعرفة و في انتظار الاتصال و أهلنا بقولوا ( النسيب عين شمس) تحياتي.
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
بديـن ـــ خواطر وذكريات 4 ـــ مجتمع الكـفاية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لم يطـل ليلي ولكن لم أنم :: ونفي عني الــكري طـيف المْ رفـّهي ياعبدَ عني وأعلمي :: انـني ياعــبدَ مـن لحم ودمْ إن في بُرديّ جـسما ناحلاً :: لـو توكــأتُ عليـه لأنــهدمْ كلما ساءلتها الوصلَ لنا :: خرجَتْ بالـصمتِ عن لا أو نعـم بشّــار بن برد هكذا يكذب علينا بشار بنحـول جسمه، كــان ضخم الجثة، باسط الجسم، مالئ البردين، ثم يدعي الرشاقة، ليته ادعي الرشاقة في الشعـر، إذاً لوافقه العـدو والصديق، ولكن أليس أعـذب الشعـر أكذبه، او أليس اكذبه اعذبه.
في الحلقة قبل الما ضية، أخـذ ني الشـاعر ودالرضي معه من الأسـكلا وإلي الرجـاّف ، ولكن ما لي وما لذلك، يحسن بي أن أعـود إلي بدين والأسكـلي ، أي السـاقية. كانت الساقية هي مكنة الزراعة الرئيسية لسكان الجزيرة، وهي فكرة قديمة إستمرت لوقت قريب، فكرة عبقرية لجلب الماء من النيل الي الزرع، ومن الصعـوبة بمكان شرح فكرتها، ولكنها قائمة علي فكرة التروس، كانت تدار عن طريق ثورين مربوطين إلي الساقية وشاب يسوق هذان الثوران يسمي ( أوْرتّي ) وأورتي هـذا من (أوْري) او (أورر) وهي الزراعة، يدورون كلهم في دائرة أُفقية كاملة ، وتدور ال( فيشينجي )جـمع فيشي وهــو الإ ناء الذى يحمل الماء في دائرة رأسية كا ملة لتحمل الماء إلي بداية الجدول. كانت هذه السواقي تبدأ عملها في الـ ( شاييق ) أي الفجر المبكر، وتظـل تعـمل حتي وقت متأخر من الليل، وكانت تصدر أصوات حنينة كأ نها تستعـطف الرزق، فيأتيها رغداً، كانت زراعة السواقي مبروكة، يزرعون مساحة ليست كبيرة، يغـمرونها بالماء فتهتز الأرض وتربو، وتنبت من كل زوج بهيج. يعـم من الخير ما يكـفي، فيأكـل البشر ويأكل الطير وتأكـل البهائم، وتمتلئ الأثداء والأضرع، فيحلبون منها حليباً كامل الدسم، يستخرجــون منه السمن، يغـلونه ويشــربونه، ويأ كلون القراصة بالسمن، صحة وعـافية، لا كـلسترول ولا حبس بول. كان ال( السُّو ) الحليب ومشتقاته مع الـ ( إلّّي) القمح و(الفُتُّـو)الدخن وال(فنتي) البلح وال(أرجي) البليلة وال( حميرية ) ( وهي كلمة لا علاقة لها بالحمار، إنما هي قراصة بالعجوة ) هو الاساس الغـذائي للسكان، وكان محصول البلح هو الاساس الإقتصادي، ويـقــاس الناس في غناهم بعـدد النخلات التي يمتلكونها. كانت هناك إشتراكية فطرية في مجتمعهم البسيط ، لم يكن هناك جائع ولا سائل ولا محروم، لا حوجة غـذاء ولا كساء ولا سكن، الكـل بالكـل، والكـل أهل وصحاب، الكبير موقـر ومطاع، والصغـير إبن الجميع، لا شرطة ولا قضاة ولا محاكم، يتحاكمون إلي بعـضهم البعـض، وإذا إستدعي الأمر تدخل العـمدة، فيتصافون إحتراماً له، واشهر عُمد الجزيرة هو العمدة محجوب، الذي كان يهوي الأمر والتكـليف، فإذا قال لك يا ولد أملأ الإبريق، وقلت له (آبا اُمْـدة ) الإبريق مـليـان يقول لك ( فضّيه وأملاه تا ني)،( ودي بالرطانة ظريفة خالص)، هكذا عاشوا في بساطة، يملكون أمرهم جميعاً ، آمنين في سربهم، معافين في بـد نهم، عندهم قوت يومهم، سيقـت إليهم الدنيا في شبيبة الزمان فسرتهم ولم يغـتروا بها، أخذوا ما أعطتهم الدنيا علي إستحياء، فكـانوا ســادتها الفــقـراء . من الملاحظ ان أهل الجزيرة من المجموعات التي ابقت علي العادات والتقاليد النوبية لفترة قريبة بل وحتي الآن، بحكم ان الجزيرة كانت شبه مقفولة، وكان اختلاط اهلها باهل (البَر) شرقاً وغرباً، كان اختلاطاً محدوداً، فلم يكونوا يخرجون من الجزيرة الاّ نادراً، اما لسفر او لعلاج،وهناك اناس كثيرون ولدوا وتوفوا دون ان يروا البر وما فيه، وابقاء اللغة النوبية حية ساعد كثيراً علي ابقاء الثقافة النوبية، فالكلام بالعـربي، كان لفترات قريبة فلسفة غير محببة، ولم يكن بامكان الشباب المتعـلم ان يتحدث مع الكبار باللغة العربية، كان تصرفاً غير مقبول، مثلاً جد تي من امي كان اسمها خد يجة، ولكنها لم تكن تعرف ان اسمها خد يجة، ولم تكن تعرف من هي خديجة اصلاً، كنا نناديها (يوّة حَجّي) و(يوّة او يو) يعني الأم، كانت يوة حجي نوبية (قح)، ولم تكن تصدق ان هناك في الدنيا من لا يرطن، لأنها كانت تعتبر اللغة العربية لغة دخيلة، لغة يتفلسف بها اولاد المدارس، فهي لغة المدرسة ولا لزوم لها في البيت، وكانت تتضايق تماماً اذا تحدثنا امامها بالعربية، ولم تتحدث هي بالعربية إطلاقاً، ولم تكن تفهم منها لا قليل ولا كثير، وكان الناس عندنا يستمعون للإذاعة لمتابعة اخبار الوفيات، وكانوا يسمون فقرة الوفيات ( تُوفِيا)، وهذه هي الفقرة الوحيدة التي كانت تهمهم من كل الأخبار، وكانت يوة حجي تستمع للمذيع كل ليلة وهو يقول ( توفيت فلانة حرم الأستاذ فلان، توفيت فلانة حرم السيد علان، حرم....حرم....حرم) فما كان منها الاّ ان سألت بالرطانة( انتو يا جماعة نسوان الخرطوم ديل كلهم اسمم حرم؟) ، وليقل لي كل الذين يدعون العروبة كيف كان يمكن تعريب جدتي هذه؟، كان الناس بالنسبة لجد تي ينقسمون الي ثلاتة اصناف لا رابع لهم، إما نوبي، أو عربي، أو نـُقــُدْ (أُشّـِي) يعني الأسود، لم تكن تقبل ان نقول اننا عرب، كان هذا الكلام مثل الشتيمة بالنسبة لها، وانا من شيعة جدتي في مسألة العروبة، فنحن لسنا عرب، ليس فينا من العروبة غير اللغة والأسماء، ولا شئ هناك يجعلنا نستجدي الإنتماء العربي من العرب، الذين لا يعترفون بنا بينهم، فنحن نوبة ودماؤنا نوبية، وهذه قضية ربما خصصت لها بوست آخر في المستقبل، لتوضيح الخلط الخاطئ بين الإسلام والعروبة. قلتُ في حلقة سابقة ان الرقم سبعة في التراث النوبي يحتاج الي بحث، وما اقوله هنا ليس بحثاً، فلست أهلاً للبحوث، ولكن الرقم سبعة(العدد) كثير الإستعمال في مواضيع مختلفة، وبالنوبية نقول ( كـُلـُدْ) وألأرقام كالآتي: ــــ الرقم 1 ويرا 2 اُوّو 3 تُـسـكُو 4 كمْسُـو 5 دِجـَا 6 قـُرجـُو 7 كـُلـُدا 8 إدْ وو 9 إسـكُـدأ 10 دِمـي وتستمر الأرقام بعد ذلك بنفس طريقتها في اللغات الأخري، 11 دمي ويرا 12 دمي اُوّو 13 دمي تسكو، وهكذا، هذه في اللغة المحسية، اما في اللغة النوبية الثانية، وهي الأشكر(الدنقلاوي) فتأتي مع بعض الإختلاف البسيط جداً:ــــــ 1 ويرو 2 اُوّي 3 تُسكي 4 كمِسُو(هنا الميم بالكسرة) 5 دِج 6 قـُرج 7 كـُلـُدْ (نفس النطق كما اعلاه) 8 إدِ وْ 9 إسـْكـُدْ 10 دِمـنْ 11 دِمن ويرو 12 دِمن اُوي 13 دمن تسكي، وهكذا، وهذا دليل علي وحدة اللغة في الأصل، ودعنا نتوقف عند الرقم سبعة، لماذا يتكرر في اشياء كثيرة؟، فيوم السماية (السبوع) نحن نسميه ( كـُلـد نـُقْ) ويكون في اليوم السابع من الولادة، و( نـُقْ) يعني يوم، كـ ( بلي نـق) يعني يوم العرس، (مسي نق) يوم الجمعة، وأسماء الأيام تأتي هكذا :ـــ السبت ـــــــ سَـنـْتي (سنتي جر مري) الأحد ــــــ كـِرَقـي الأثنين ــــــ فـوش الثلاثاء ــــ فوش نـُقو الأربعاء ـــ ..........(اربحا) الخميس ـــ مِسـي الجمعة ـــ مسي نـُقو الإسم النوبي ليوم الأربعاء ضايع، ولم اتمكن من معرفته، إتصلت بالخالة رقية عبدالله(ام هشام) في فلادلفيا فلم تعرف، يبدو انها حفظت Sunday , Monday وضيعت الأسماء النوبية. في مراسم الزواج هناك شئٌ يسمي ( كـُلـُدِنْ كـَاشي) ويكون في اليوم السابع من الزواج، وفيه كانوا يأتون بذبيحة يذبحونها عند باب غرفة العريس فيسيل الدم، ويأتي العريس والعروسة ويقفذون او ينطون(تلاشا) هذا الدم سبعة مرات، وأيضاً حين يذهبون الي النيل للتبرك كانوا يرمون في النيل سبعة حبات تمر، وفي النذر كانوا يذهبون الي القبة بقراصة لها سبعة قرون، وهكذا في كثير من الأشياء التي لا استحضرها الآن، الرقم سبعة مشترك، من يملك اية معلومة ارجو افادتنا، ومن الملاحظات المهمة انه كان هناك يوم في السنة يسمي (اربحا مـُرّ) يكون يوم أربعاء، كان يوما غير محبوب، يتشاءمون منه كما يتشاءم الأفرنج من الرقم (13)، وكانوا يمنعون الأعراس في هذا اليوم، ولا يمنحون الحليب او اي من مشتقاته ، ولا يتداولون الأشياء بينهم في ذلك اليوم، والـ ( مـُرّ ِ) هو الكعـب او السئ، و(كديس مـُرّ) هو الكديس الذي يعـضي او يؤذي، كما ان يوم السبت يسمي (سبت جرْ مري) ومعناه اليوم الذي يقطع الظهر(جـر)،ومن العادات المتصلة مباشرة بالتراث اليهودي، الإحتفال بيوم العاشوراء، كان الناس يصومون نهاراً، وفي الليل يحملون فتة لبن، ويجمعون كل مواليد السنة من الأطفال ويذهبون بهم الي النيل، وكانوا يشعلون النيران في حبال طويلة ضخمة يسمونها (اُلُصْ)، ويتم الإحتفال علي الشاطئ مباشرة، ولابد للناس بالذات الأطفال، لا بد ان يدخلوا الماء ويبلوا أرجلهم، وأيضاً من العادات التي كانت متبعة، وفي حالات خسوف القمر او عندما (يختنق) القمر، ويسمي( اُنـتِـّي كيقِل دافي)، في هذه الأحوال كان الناس يخرجون خارج البيوت في الساحات، ويضعـون الحجارة(الأثافي)،وتسمي بالنوبية(قـُفَد) ويشعـلون النار ويضعون فوقها حلل كبيرة ويغلون بليلة اللوبيا، والبليلة تسمي (الأرجي) بكميات كبيرة، يعتبرونها كرامة لله، وفي هذه الأثناء كانوا ينشدون اناشيد دينية، ويغنون اغاني، وهذه الأناشيد والأغاني كانت فيها كلمات غريبة وغير مفهومة، كانوا يدعون الله ان يخلص القمر من تلك الورطة، وما ان ينقشع القمر حتي يذهب الجميع الي بيوتهم وكلهم امتنان لله الذي استجاب لدعاءهم وتقبل كرامة البليلة. نـواصــــل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)
|
ميمد فكير اخوي مسكاقمي بدين تلك الجزيرة الوادعة مخضرة جميلة مدارسها القديمة علمت اجيال حملوا راية التعليم في السودان مع صنوها صاي بدين الشمالية وبدين الجنوبية وفصل الراس وبدين المتوسطة الاهلية عمنا موسوليني وحاج عمر وقورتي وسيد محمد وحمدالله ومحجوب تشي وشبه وابجازي وفنتي ارمنتو ( بطن النخل ) سقدان وسلنارتي بدين سوق وكرمة سوق مستشفى البرقيق كرمة النزل الاهلية المتوسطة عمنا حاج سيد ( رحمة الله عليه ) وعثمان علي وعبدالكريم دوولي وحسنين والوالدة خدوم ذكريات جميلة وايام حلوة صلاح طرطويس وسري كمان وجم قرين وكولجيت ومحمد ادريس اومو قالوا عايزين يغرقوا لينا بدين تخيلوا بدين تغرق وتكون تحت الماء انما جئنا لنبقى سورتولا وجبالاً حتى النيل حيحزن اذا غرقت بدين
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
حمزاوي مسكاقمي نعم تلك بدين هي ما ذكرت ولن تغرق بدين ولا كجبار ولا دال بالمناسبة إر هـدُّنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: خالد حاكم)
|
Quote: فالكلام بالعـربي، كان لفترات قريبة فلسفة غير محببة، ولم يكن بامكان الشباب المتعـلم ان يتحدث مع الكبار باللغة العربية، كان تصرفاً غير مقبول، |
الحديث بالعربية داخل المجتمع النوبى , خروج عن الطور... فى اى نقاش بين شخصين او اكثر , اذا استخدم اى من الطرفين اللغة العربيه , حتى لو ذلك مجرد مفردات , يقولون لك فلان فقد المنطق ... فلان خرج عن طوره!! وهنا نحن نتحدث العربية مجبوريين من اجل التواصل مع الاخرين !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: خالد حاكم)
|
الأخ محمد فقير
تحياتي والله مستمتعين بالبوست ، وعرفنا حاجات لم نكن نحلم بها .. الله يديك العافية . يا أخي انت من بدين ومن قلب الحفير كمان.. يا زول انت قريبنا عديل جدك الشيخ (محمود قبة) رحمه الله علم في رأسه نار ولنا في سقدان ما لنا (المرحوم أحمد شمت) ورحم الله شيخ الشيوخ فعلاً (سيدأحمد فرحان) خالص التحايا للاخوان الصادق ومالك ومحمد حسن زبير وقول ليهم( فاطنة تكسي ) مع حسين كمبوشي في الدوحة طبعاً لن يعرفوني وان حاولوا لأنني من مواليد وسكان الخرطوم ، الا أنني كثير التواجد بالحفير.. وطبعاً الشاذلي سيد أحمد فرحان أخونا وصديقنا وحبيبنا..
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
يا حمزاوي انا قريت في البرقيق وكرمة البلد لي فيها اخوان واصدقاء بالكوم عبدالإله زمراوي، محمد عبدالرحمن لونة، عبدالحفيظ مظلوم خالد فرجة،توفيق حسن، عمر طلب، عبدالإله، وكثيرون لنا ذكريات هناك
الأخ صلاح عبدالله تحياتك وصلت يا قريبنا
الأخ خالد حاكم ياخي شكراً جزيلاً علي المعلومة القيمة انا فعلاً سألت كتيرين و ما عرفو ساعدنا بالمعلومات الزي دي ولك الود يا بلديات
يا هشام همت لو شفت البوست قول للوالدة يا هي دي الأيام ولكم التحية والود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: Mohamed fageer)
|
لبدين الأساطير التي لم تقاربها السطور، لبدين الحكايات التي لم تحكى، لبدين التاريخ الذي سنرويه كي يكون للبلاد هوية، لبدين القصة التي تعشق اعتناق الماء والتراب وصدفة الوجود، لبدين اعتناق الأسطورة في اتجاه صيرورة لميلاد التعاليم التي هدهدت ميلاد الفلسفة على سرير المعابد القديمة، ولبدين اعتناق الحلم، ولبدين صلابة الوقائع المقروءة، لبدين ثوابت المتحقق من المعرفة ، ولبدين تحولات الممكن من الفلسفة، لبدين انجاز المنجز من التأريخ ، ولبدين تسلط الطبقة الوسطى المستجدة في تحكمها، لبدين ثورة الأرياف، لبدين عجز الثوريين التقليديين ، ولبدين صياغة ما يمكن البلاد من التحرر من الماضي القريب، ولبدين تحرير البلاد من البلاد، لبدين ابنها المبدع الذي رج معادلات الوطن الوهم وغذى الأرواح بالوطن الوطن، وأطلق اسم كوش على الحلم ذاك الذي فضح الفضيحة نفسها وترك أثرا في النفوس تجزر حتى صار أول مسرحا في أقاصي الشمال بلغة الأرض " بعيدا عن السياسة"، ولبدين صدفة المعنى مع اللغة الدارجة.
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
العزيز عبدالغفار لقد تزين البوست بهذه القطعة الأدبية البديعة وإذا إكتفيت انا من مردود البوست باتصال التواصل بيننا فتلك غنيمة رابحة تغذي الروح بالحميمية الأصيلة التي تسعد الفؤاد،وتضيف للفكر باقة من الأدب الفلسفي العميق ارجو مواصلة هذه المداخلات الجليلة تقبل شكري ولك الود
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
الأخ حمزاوي اُقـو في الدنقلاوية يعني الليل والذي هو في المحسية ( اوا) والنهار في اللغتين (اقريس) والصبح (شاييق) والهجير (ايس)(وهجارا) وماذا؟ ارجو الإضافة
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
بدين ــ خـــواطر وذكريــات 5 ـــ ملاعب الطـفولة ومراتع الصـبا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقـفتُ بالدارِ لو تاْسي الـديارُ علي :: مــاضٍ أضـلّـته أو تَهـفـو الـي آتِ أكاد أبصِر فيها للصبي صوراً :: من ذكـــرياتٍ له عـــندي اثـــيراتِ تـَقـفـُو خطي يافـعٍ بالأمسِ يغـْمرُه :: ســحرُ الحـياة بآمــالٍ بريئــاتِ بين البـيادرِ والغــدران مرتـَعـُه :: ما شاءَ من لهوِ غــدواتٍ و روحاتِ يدعو الطيورَ بدقـاتٍ مُوقـّعة منه :: عــلي الصــدر يـتــلوها بدقـــاتِ كم حاور الطيرَ كي تــأوي الي شركٍ :: يـخفـــيه عـن ناظــريها أو حبـالاتِ وأسْتـنطـقَ القصب الأحوي ففجرَهُ :: لحــنا يــرِقّ لـه قــلبَ الجـمــاداتِ الـهــــــادي آدم الأبيات من قصيدة (علي ضوء ثقاب)، إحـدي أجود القـصائد التي كتبت بالعـربية، ابحثوا عنها وأقرءوها كــاملة، فـفـيها شِعـرٌ وشِعـرٌ وشِعـر . كان الأطفال يـقضـون يومهم بين المدرسة وبعـض العـمل الزراعي واللعـب بين نخيل الجزيرة الباسـقات لها طلع نضيد، وبين السباحة في عرض النهر، بعـض الأحيان يقضون أكثر يومهم داخل الماء، يتسابقـون في السباحة، يقطعـون النهر من الشاطئ إلي الشاطئ الآخر ثم يعـودون، وهم يقاومون تيار الماء القـوي، لايخافون من التماسيح، ولا من الـ (أمن دال)، وهو (شبح) اسطوري كان يقال انه يخرج من الماء ويشرب دماء البشر،(دراكولا). كانوا يأكـلون ال( كُجّكـول ) الرطب ويشـــــــربون من ماء النهر العــكر، صحـتين وعافـية، مــاء ( الدميري ) كما ننطق وهي الدميرة او الفيضان إن اردنا التعـريب، ماء طيني عكر لو شرب منه أبناء سام لقضي عليهم في الحال. يلعـبون (السيجة والتاب والشرّا بتري)، وفي الليالى المقمـــــرات ــ ويا لها من ليـال مقمرات ــ كانوا يلعـبون (الدكّي والكود والنّافابَتري) . شقاوة طفـولة ممتعة ، بعـد ان كبرنا (وكبرت احزانا)، بعـد ان سافرنا وإغتربنا، وعندما نعـود في إجازاتنا نقــف في تلك الأماكن متمثلين ابيات ايليا : ــ وطنَ النجومِ أنا هـُنا... حدّقْ أتذكرُ من أنا؟ ألمحت في الماضِ البعـيدَ .. فتىً غَريرا أرعنا جذلانَ يمرحُ في حقو ... لكَ كالنـسيم مُدندنا المقتنى المملوكِ ملـ ... ـعبُه ، و غير المقتنى يتسلّق الأشجارَ لا ... ضجراً يحسُ و لا ونى و يعودُ بالأغصان يبـ ...ـريها سُيوفا أو قنا و يخوضُ في وحل الشتاءِ ... مهللا مُتيمنا لا يتـّقي شر العيون ... و لا يخافُ الألسنا و لكم تَشيطن ، كي يدور القول عنه : تشيطنا! نقف هناك، نستعـيد الذكري، نتساءل هل كان اجدر بنا ان لا نسافر، ان لا نغـترب، ان لا نبتعـد،هل كنا نقيم هناك فنبقي سعـداء كالذين اقاموا وسعـدوا، هل كل الذي تعـلمناه، وعرفناه، ورأيناه في الغـربة افادنا، لا ادري . كانت ايام الصبا ايام، ولياليها ليالي، ليال صافيات، منعـشات، هادءات، والقمر كأنه سكب كـل ضوءه علي تلك الـبقعة من الأرض، فتكاد تقرأ كـتاباً علي ضوئه، والطقس صافي ونظـيـف، خال من كـل شائبة، والنسيم بارد عليـل، يهب عليك من أطراف الجزيرة حاملاً صوت صـفقة هنا أو زغرودة هناك، وصوت وردي أو الشفيع او عثمان حسين ينبعـث شجيا من المذياع ، وصوت ثغاء او مواء او نهيق يقـول لك أنهم أيضا يستمتعـون بجو الليـل، واوركسترا كا ملة من الضـفاضع تعـزف مقـطوعة التـناسل، وصياح ديك متعـب، نام مبكراً، ربما بعـد يوم حافـل، فاختلط عليه الوقت فلم يعـرف الفجر، ومثله نسميه بالرطانة ( كـقـلول فجركا إربِمّيني ) يعـني الديك الذي لا يعـرف الصبح، وصوت الشلال الثا لث الذي ينتهي عند رأس الجزيرة يحكي عن سهر النيـل، يختلط كل ذلك عند الفجر بصوت المآذن ينادي الي الصلاح والفلاح، وصوت الدوانكي ينادي الي العـمـل، وعند الشروق تنضم الطيور الي تلك السمـفـونية بشقشقة عذبة، فيصحو البشر وتـدب الحركة وتبدا البلدة فعاليات يوم جديد. هــــــــذا وكان لي صاحب رقيق الحال، مغـرم بالنيل أي غرام، يعـشق الليل أي عشـق، كان يقـضي الساعات في الشاطئ ليلاً، في ذلك الجو الهادئ الممتع الجميل، هو والليل والنيل والقمر، و اسماك صغيرة تقفز من الماء ثم تغـطس فيه، محدثة صوتا نغـيماً يسبـل الأذن شجيا. ثـم يفني صاحبنا في مناجاة حورية تتراءي له فـوق سطح الماء أمامه، فلا يكاد يستبينها حتي تختـفي ، لتظهر عـن يمينه، وتغـمره بإبتسامة عذبة كالطفـولة، دافـقة كالشلال، فيكاد يقـفز فوق سطح الماء، فـتختـفي ، لتظهر عن شماله، وما ان يلتـفت حتي تختـفي ثم لا تبين، فيطول ليله ويطـول،و( ليل العــاشقـين طويـــــــل ).
عيناكِ غابتا نَخيلٍ ساعة السَحرْ أو شُرفتان راح ينأي عنهما القمرْ عيناكِ حين تبسمان ... تورق الكُروم وتَرقص الأضواءُ كالأقمار في نهرْ يَـرُجـّه المجداف وهناً ساعة السحرْ كانما تنبض في غوريهما النجوم بدر شاكر السياب
ما رأيت‘ وما أكثر ما رأيت، أجمل ولا أحلي من غابة النخيل ساعة السحر، وما أحسست، وما أكثر ما أحسست، بإحساس فيه نشوة و عذوبة بأكثر من غابة النخيل ساعة السحر، إنه عالم آخر، لا يعـرفه الا من رآه، إنه تشبيه عبقري من السياب، لعيون ناعسات، ساحرات، يجلبن الهوي من حيث تدري ولا تدري، وتتمتع الجزيرة بوجود كميات كبيرة من النخل، غابات من النخل تحيط بالمزارع والبيوت، بل هي قائمة حتي داخل البيوت، ووقت حصاد البلح(حش البلح) (فنتِنْ مـُكّــَري) من أجمل الأوقات، تجد الناس كلهم مشتتون داخل غابات النخيل، هناك يقـضون يومهم، يجمعـون المحصول، يتسـلق (الإعرابي) النخل ويقطع (الظبائط ) جمع ظبيطة، ولا ادري ان كان الجمع صحيحاً، بل أنني غير متأكد حتي لو كان المفرد صحيحاً، نحن بالنوبية نقول (اَرتـّي)، يقطعها من فوق النخل فترتطم بالأرض، فيتشتت التمر، فيقوم الناس بجمعه، ثم ينتقلون الي النخلة المجاورة، وهذا الإعرابي عندما يصل قمة النخلة يختار اكبر الظبائط لنفسه ويقطعها فتقع في الأرض، وبعد أن يتم جمع تمره ووضعه بعيداً، يبدأ في قطع ما تبقي، ويتعاون الناس مع بعضهم البعض في جمع المحصول، ودائما ما يصادف موسم المحصول موسم الدميرة( الفيضان)، فيأكل الناس الرطب ويشربون من النهر مباشرة، وربما اكتفوا بذلك كوجبة كاملة، وكان بعض الناس يأتون الي أماكن الحصاد وهم يحملون شئ يسمي (دُقـّة)، وهي شئ كالبودرة مصنوعة من (مكادة) مطحونة ومحمصة علي النار ومحلية بقليل من السكر، يبيعونها مقابل حبات من التمر، فلم يكن هناك قروش (نقد)، وكانوا يبيعون منها بمعلقة محلية، قطعة من صفق النخل، كل معلقة مقابل حبات من التمر، وفي هذا الموسم يسافر اهلنا من الخرطوم والمناطق الأخري الي البلد، لجمع المحصول من نخيلهم التي يهتم بها، في غيابهم، أفراد موكلون رسمياً من قبلهم، وإذا لم يحضروا، يقوم هؤلاء الوكلاء بإرسال نصيبهم اليهم اينما وجدوا، وهذا الموسم من المواسم التي تتمتع بوجود حركة كبيرة في البلد، فتجد الناس (طالعين نازلين)، وتجد الحمير تحمل شوالات البلح الي البيوت، وإذا دخلت البيوت تجد البلح مكوم ومشرور في الحيشان، وتجد في ركن من الحوش عنقريب، مشرور فيه نوع خاص من الرطب، وهو الذي يصنعون منه العجوة، والعجوة لا تصنع من اي تمر، إنما من انواع معينة، ........، وفي نهاية اليوم، من كل يوم، يقوم اصحاب النخيل بتوزيع الصدقة علي من لا نخيل لهم، وهذه الصدقة تسمي (كرامة)، وحصاد البلح يسمي(فنتن مـُكّــَري)، وربما لا يعلم الكثيرون من غير اهل الشمالية ان النخيل ( تـُلقـّح )، وعملية التلقيح تتم عن طريق الإنسان، فهناك النخل( الضكر) ونحن نسميه (فـَنتـِنْ اُنـْدي)، وتجد من هذا النوع اثنين وثلاثة في كل جنينة، وهو يثمر مبكراً قبل النخيل، وثمره مختلف عن ثمر النخيل، فيقوم بعض الناس بقطع هذا الثمر وعمل ربطات صغيرة منها، وتترك هذه الربطات لتنشف، وعندما تنشف، تتحول الطبقة الفوقية منها الي بودرة بيضاء، فيقوم الشخص الملقح بوضع ربطة واحدة او اكثر في كل نخلة عندما تثمر، وتلك البودرة هي التي تلقح، وإذا لم تلقح النخلة يفسد ثمارها، ولا يتحول الي رطب ومن ثم لا يتحول الي بلح، وفي بعض الأحيان اذا كان ذاك (الضكر) في الناحية الشمالية من غابة النخيل، واذا لم يقطع ثمره وترك حتي ينشف، يتم التلقيح عن طريق الرياح، وهذا الثمر الفاسد يسمي(بَـكّـة) والتلقيح يسمي(ايري). أعود الآن الي الإعرابي الذي وضعته بين قوسين، فهو الذي يقوم بعملية التلقيح، وهؤلاء قوم أعراب، ونحن نسميهم (ارابري) والمفرد (اراب)، وهم قوم لا ادري من اين جاءوا، ولكنهم غير نوبة، استوطنوا في مناطق مختلفة عندنا، وكانت لهم أحياؤهم، وعاداتهم وتقاليدهم، ولغتهم دارجة عربية خاصة بهم، ولم يكونوا يعرفون اللغة النوبية، كانوا يتحدثون بها بطريقة مضحكة جداً، وفي النهاية اصبحت لغتهم خلطة طريفة ما بين النوبية والعربية، واذا اراد ان يقول ان المفتاح في الباب يقول (الكـُشر في الكُـبـِد) الكُشر يعني مفتاح، والكبد يعني الباب، والي وقت قريب لم يكن هناك تزاوج بينهم وبين النوبة، وكان كثير من النوبيين يستعففون منهم، ولا ياكلون منهم او معهم، وجاؤوا بجمالهم، ومارسوا الأعمال الشاقة، كتلقيح النخل وحصادها، ونقل المواد والبضاعة بالجمال، والي وقت قريب كان يعتبر من العيب ان يعمل النوبي (جمالياً)(ابالة) والجمل نسميه ( كـَمْ)، اما الآن فإنهم تقريباً ذابو في المجتمع النوبي وإختلطوا بهم، وحدث التزاوج، وأشتغل النوبة (جماليين ابالة) ، وتلك سنة الحياة. تقع الجزيرة تقريبا في الحد الفاصل ما بين مناطق الدناقلة والمحس، وسكان الجزيرة كلهم نوبة، ينتمون من ناحية أصول عائلية إلي أُسر كبيرة في المحس أو عند الدناقلة، ويتحدث السكان اللغتين النوبيتين، المحسية والدنقلاوية(الأُشكر)، ومع وجود خلاف كبير بين اللغتين الأ ان هناك كلمات كثيرة مشتركة، وأصل اللغتين واحد. أغلبية السكان محس يتحدثون المحسية، وهي نفس اللغة التي يتحدث بها المنطقة الممتدة من حلفا الي بدين، بالإضافة إلي منطقة النوبة المصرية، مع بعض الإختلافات في اللهجات وطريقة النطق، وإختلاف في معاني بعض الكلمات من منطقة الي اخري. والنوبة عموما وبخاصة الحلفاويين قوم إشتهروا بصفات خاصة بهم، كالظرف و السخرية وهشاشة العقيدة، فعندما جاء رمضان اعتذر الحلفاوي عن صيام اول يوم قائلا ان اول يوم صعب، ولذلك فقد نوي هو الصيام من تاني يوم ، وهم اصحاب نكتة، يطبخونها في اللحظة. وكثيرا ما يختلط علي الناس الفرق بين المحسي والسكداوي والحلفاوي، والحقيقة ان كلهم نوبة، قبيلة واحدة تنقسم من الشمال الي الجنوب، الي، حلفا ثم السكوت تم المحس‘ ولكن غلب تسمية المحس علي الجميع. أما الدناقلة في بدين فاقلية، وهم يتحدثون الاُشكر، وهي لغة سكان المنطقة الممتدة من بدين شمالا الي القولد وما جاورها جنوبا، قوم يقولون لله أَرتي، وللجدول مَلْتي، وللغنماية برتي، وللخروف كَتي، وللبلح بنتي، وللسيد ترتي، وللثدي ارتي، وهم قوم ناجحون علي الصعيد الفردي، يعرفون المال ويحبونه حبا جما ، ولا ادري من أين جاء (حديث التيس)، فهم لا يحلبون التيس ولا اي من ذوات الثدي الغير قابل للحلب، اما ما يحلب فيحلبونه حبلا، اوووب سُوري، اقصد حلباً، معليش، دنقلاوي يا جماعة . وهناك من سكان الجزيرة من يجيد اللغتين، وتجد في البيت الواحد من يتحدث المحسية، ومن يتحدث الدنقلاوية، وقد تتحدث الأم بالمحسية مع الولد وبالدنقلاوية مع البنت، بينما يتحدث الأب بواحدة مع الجميع، وهناك من يخلط اللغتين في الجملة الواحدة فلاهي محسية ولا هي دنقلاوية.
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
اخوي عبدالإله سلامتك بس انت لمن بتكون عيان ما ترد علي التلفون؟ حاولت الإتصال وسوف احاول مرة اخري الآن في انتظار مداخلتك ذات النكهة الخاصة والماركة المسجلة فقيري
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
أختي ماجدة الماجدة شكراً وانا بعتبرك شقيقتي في المنير خليكي دايما معاي تسلمي من كل شر
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
الحلقة السادسة بدين ـــ خواطر وذكريات 6 ـــ بـدين ســـــوق ــــــــــــــــــــــ فَـولولتْ وولولتْ ولي ولي يا ويْل لي فقلتُ لا تولولي وبـيّـني اللؤلؤ لي والعـودُ دندن دنا لي والطبلُ طبْـطـبْ طب لي ولو تراني راكباً علي حمار أهزل ِ يمشي علي ثلاثة كمشية العرنجل ِ والناسُ ترجم جملي في السوقِ بالقُـلقُــللي والكل كعكع كع كع خلفي ومن حويللي الأصــمــعي
كان الناس، وما زالوا يتبادلون المنافع في ( بدين سوق) ، وما بدين سوق سيداتي سادتي إلا سوق بدين، بلغة العاربة والمستعربة، ونحن في الأساس أعاجم، وليست اللغة العربية لغتنا الأم، ما جاءتنا إلا عن طريق المثاقفة التاريخية المحتومة، وما تعـلمناها الا في المدرسة، عن طريق القراية أم دق ، أما الجزيرة فتتحدث اللغتين النوبيتين بفخر وإعتزاز. وسوق بدين (سوق الله اكبر) ككل الأسواق، فيه ما في كل اسواق الدنيا، فيه الصدق، وفيه الغش، وفيه الإستهبال‘ فيه من إذا إكتال علي الناس يستوفي، وإذا كالهم أو وزنهم يخسر. فيه المشاغـلة والمغا زلة والتحبب وألإستعراض، فيه الشخصيات الظريفة والطريفة، فيه الدرويش والمجنون . وأنا ما كنت مسواقاً، ولم اكن أحب السوق، ولا أحبه الي يومنا هذا، وليس في الأمر زهد، للحسرة، ولكن لفلس صاحبني وصادقني وزاملني ولازمني منذ الطفولة، فأنا وهو (ترعرعنا ونشأنا ندائد)، ولجيوب مقدودة، غلبني سدّها، فوسعت قدها فلم تعد تمسك لا ديناراً ولا دولاراً. في المرات التي كنت ازور فيها السوق كنت اذهب وأجلس بجانب جدتنا حبوبة سلّومة رحمها الله رحمة واسعة، وكانت حبوبة سلومة (كنا نناديها بـ ــ يوة سلومة ــــ ) كانت تجلس بجانب إبنها خالي جمعة أحمد همت، الذي كان تاجراً بالسوق، وهي والدة خيلاننا الأعزاء مهدي، جمعة، عبدالقادر،عبدالهادي،عبدالعال،وفاطمة أحمد همت، كنتُ أذهب اليها فترحب بي، وتاخذني بالحضن، وتتعطف عليّ بـ (الفـرّيـني) ابو قرشين، فأشعر بالغني وتعمني الفرحة، والفريني كانت عملة معدنية صغيرة جداً، تساوي قرشين، أربعة تعريفات، والتعريفة كانت متداولة في ذلك الوقت، (الكلام ده ما بعيد يا جماعة، قبل أربعين سنة بس)، وكنت أشتري عيشة بتعريفة، وطعمية بتعريفة، ثم بطيخ بقرش وأذهب إلي اهلي أتمطي. وكان السوق عامراً، وكان أهل بدين يذهبون ايام الأحد الي سوق كرمة النزل، وكانوا يسمونه (اُرتان سوق)، وكان سوق كرمة النزل هو السوق الرئيسي للمنطقة كلها، يأتيه الناس من الشمال والجنوب، والذهاب الي سوق كرمة النزل بالنسبة لأهل الجزيرة كان فيه نوع من التنزه والتغيير، وكانوا يستمتعون تماماً بتناول وجبة في مطاعم السوق، او تناول (حاجة باردة) من المحلات التي بها ثلاجات، او تناول شراب ساخن كان اسمه (سحلب)، وكانت كرمة النزل علي صغرها هي المدينة، وكان بها مركز بوليس فيه شرطة لا عمل لهم، يجلسون تحت الأشجار، يشربون الشاي بالنهار، ومن يدري ماذا كانوا يشربون ليلاً!!، كنا نمر بكرمة في (الخميسيات)، في طريقنا من والي البرقيق، حيث درسنا الثانوية العامة، ومدرسة البرقيق من اقدم المدارس الوسطي في المنطقة، وكانت مبنية بطريقة انجليزية جميلة، وبها داخلية مريحة من حيث السكن، وصفرة يتوفر فيها اكل لا يحلم بها الطلبة الآن، وكان مدير المدرسة علي ايامنا في بداية السبعينات هو الأستاذ فؤاد، من أبناء دنقلا، وخَـلّـفَ ثلاث بنات، وكان يتفاءل بذلك، ويردد حديث الرسول(ص)، ويقول انه سوف يحسن تربيتهن ليدخل الجنة، ومن زملائي وأصدقائي في البرقيق زميلنا في المنبر مولانا الشاعر المشاغب عبدالإله زمراوي، وكنا صغار الحجم، نجلس في الصف الأول، وارجو ان يتداخل زمراوي في هذا البوست ويحدثنا عن ذكريات تلك الفترة، فله ذاكرة حديدية كان في السوق رجل أزهري، كان يدرس في الأزهر ثم أصابه مس كلكي، فعاد واستقر به المقام في البلد، كان ياتي الي السوق ويقيم ركن نقاش ممتع، يفتي ويفسر الآيات والأحاديث كما يريد، وله تفسير عجيب للآية( وخلقنا لكم الأنعام لتركبوها)، وإذا غالطته كان يشتمك بكلمة إشتهر بها فيقول لك (اسكت يا لوح). أما أعجب ما في السوق فكانت الجزارة، عجل صغير يذبحونه ويقطعونه فيتكأكأ عليه أهل السوق جميعاً، في زحمة لا رحمة فيها‘ كل يريد نصيبه من ذاك (الأرِجْ) او ( الكُـسُو) اللحم العجالي الطازج، يقفون أمام الجزار ويتصايحون في وقت واحد، هذا يطالب الجزار بنصف كيلو، وتلك تطالب بربع كيلو(ايقا ربو ويكا)، وصاحب ميسرة يطالب بكيلو كامل، والجزار يعمل كالساحر، في خفة عجيبة جداً يقطع قطعة لحمة من هنا وقطعة من هناك، ثم عظم وشحم، ويضع كل هذا في الميزان، وقبل أن يستوي الميزان وبسرعة خاطفة يرفع اللحمة ويلفها لك فلا تعرف ماذا أعطاك الا بعد أن تصل البيت، وأثناء ذلك، عندما تقع يده علي لحم طري يقطعها ويلفها في فوط مشبوة، ويدسها تحت الدرج، ذلكم للخواص، ولكل إمرئ خواص، وفي كل ذلك يطلق الجزار عبارات بذيئة، ويتحدث بلغة غير نظيفة، لغة لا يستطيع إستعمالها خارج الجزارة، ولكن تلك محميته، يقول من داخلها ما يريد، فلا يحاسبه أحد، كأنه في الهايد بارك. المدارس والمدرسين ــــــــــــــــــــــــــــــــــ قم للمعلم واوفه التبجيلا ::: كاد المعلم ان يكون رسولا
يقال ان في هذا البيت خطأ نحوي، فلا يجوز استعمال ان مع كاد، ولكن مالنا وما لذلك، المهم ان شوقي امير الشعراء، والبيت يعجبنا . أُنشأ ت أُولي مدارس الجزيرة في العام 1943 ، وهي مدرسة بدين الأ ُولية بنين، ولكن الخال عبدالقادر همت، والذي كان دفعة (1948)، يقول لي انه يعتقد ان المدرسة أقدم من ذلك، ربما في الثلاثينيات، ولم أتمكن حتي الآن من معرفة اسم اول مدير للمدرسة، ولكن من اوائل المدراء، سيد امام، وعبدالمجيد قناوي، وهم من ابناء دنقلا المدينة، وكانت المدارس قليلة في المنطقة، ومدرسة بدين احدي اقدم المدارس، كان يأتيها التلاميذ من مناطق المحس المختلفة، في فترة لاحقة سُميت المدرسة ببدين الشمالية، لأنهم أنشأُ وا مدرسة ثانية سموها ببدين الجنوبية ، اما المدارس الوسطي في ذلك الوقت فكانت تنحصر في حلفا ــ مروي ــ ثم القولد، وفي مرحلة لاحقة البرقيق، ويحدثني الخال عبدالقادر عن مدينة حلفا في ذلك الوقت، فلا أجد الاّ الحسرة تملأني . في منتصف الخمسينات تم إنشاء مدرسة البنات الأولية، إحـدي أقدم مدارس البنات في المنطقة، ثم ُ توالت إنشاء المدارس، بالعـون الذاتي في الغـــالب، حتي بلغ عددها العـشر مدارس من كل المراحل، وقـد تم إنشاء هذه المدارس تحت إشراف أساتذة كرام من أبناء البلد، ومن الشخصيا ت التعـليمية الكبيرة ممن تركـوا أثـر في البلد نذكر علي سبــيل المثال لا الحصر، الأستاذ عبدالله صالح، من سقدان، ويرجح انه كان أول من عمل مدرساً من ابناء بدين، وهو خريج معهد المعلمين بالدويم، جاء ليدرس في بدين في عام 50 او 52 ، ثم الأستاذ عبدالله حسن، وكان رجلاً رشيقا نظيفا معـطرا، كان مدير مدرسة شبة الإبتدائية علي ايامنا، وشبة الإبتدائية انشات في العام 1966 ، ولاكننا بدانا سنة اولي في العام 1965 في منزل عمنا حسن عثمان عنبوج، الذي تصدي لمسالة التعليم فتبرع ببيته حتي يتم بناء المدرسة، رحمه الله، كان شخصا مثيراً للجدل، ولكنه كان هميماً بمشاكل الناس وهمومهم العامة، وبذل مجهوداً كبيراً في خدمة مشروع شبة الزراعي، الأستاذ عبدالله حسن درّسنا الحساب في سنة رابعةً، كان يلقي الدرس مصحوباً بهيبة من شخصيته الطاغية فلا ننسي ماقال، وكان بكورا يأتي الي المدرسة في وقت مبكر من الصباح، فيأتي التلاميذ الي المدرسة ويدخلون في هدوء وأدب خوفا من الأسد الربض بالداخل، والأستاذ علي آدم، كان يأتينا من شياخة سقدان، طويلاً مبتسماً، كان جميل الخط ، يكتب ملخصات من الدروس بخط عريض ويعـلقها علي حائط الفصل، والأستاذ عثمان حمزة، من مشروع البرقيق، كان يلقي الدرس بهمة، ثم لا يهمه بعـد ذلك ان تفهم او لا تفهم، تكتب الواجب او لا تكتب، ويقول لك بالرطانة اذا ما داير تكتب ما تكتب، وعندما يأتي المفتش الي المدرسة، كان في فصله يختار اسهل الدروس، درس يعـرفه كل التلاميذ، يُـفـوِّتْ به المفتش، والأستاذ محمود عثمان من سقدان ايضاً، كان يأتي الي المدرسة علي عجل، ويذهب علي عجل، وكأن التدريس بالنسبة له عمل إضافي، والأستاذ عبدالفتاح فرج، كان يلقي الدرس وكأنه في مسرح، يرفع صوته ويخفضه، يستعـمل يديه ورجليه حتي يفهم التلاميذ، والأستاذ خيري ملجاب، درسنا الدين في سنة تانية، ولا انسي انه كان يبدا في قراءة سورة المسد وهو ما يزال في مكتبه وبصوت عالي( تبت يدا..) فنردد نحن في الفصل، وحتي يصل الفصل من المكتب نكون قد سمعـنا السورة، وكامل الجندي ومحمد فرح، من جزيرة صاي، وكان محمد فرح يأتي الي المدرسة ويصتحب ابنته معه، فتجلس معـنا في الفصل، وكامل الجندي الذي عندما نقلوه الي سالي وفي حفلة الوداع القي قصيدة لا أعرف اذا كانت من تأليفه، وقد اعتذر للتلاميذ عن اي عنف استعمله مع بعضهم، وطلب منهم العفو، وخليل ابوزيد، من كرمة النزل، كان سريع الحركة والمشي، وكان يدخن بشراهة، والأستاذ عبداللطيف، لا اذكر من اكد او الحفير، كان الوحيد من المدرسين الذي يصلي الصبح حاضراً في المسجد، واستاذ جعفر، محسي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، كان له عقاب مؤذي، ثم الأســـتاذ عبدالشكور جبارة، مدرس لغة عربية ممتاز جاءنا من كرمة البلد، كانت له إهتمامات ادبية وثقافية فاستفدنا منه الكثير، درّسَـنا صفيّ الخامس والسادس، ولا ننسي تلك السنتين الإضافتين في الإبتدائية، إذ جاءنا السلم التعـليمي سيئ الذكر، ونحن في سنة رابعة، نتأهب بكل الشوق لدخول الوسطي، وكان طالب الوسطي في ذلك الوقت يتمتع بمكانة اجتماعية كبيرة، إذ يتبختر في الحي كأنه غزا اوكسفورد، ونحن نـُمنّي النفس بذلك، جاءنا السلم التعـليمي، وبدلاً من الإنتقال الي الوسطي جلسنا في نفس المدرسة سنتين اضافيتين علي مضض، وفي تلك المرحلة جاءنا الأستاذ عبدالشكور، وفي تلك الفترة المبكرة تعـرفت منه علي نجيب محفوظ واحسان عبدالقـدوس، ويحدثني صديقي علي عبدالرحيم أنه قرأ (البؤساء لفكتور هيقو) في ذلك الوقت عند عبدالشكور،( وعَـليّ ٌهذا من مثقفي بدين، بل من مثقفي السودان، خريج اعلام، ماجستير في علم النفس، كان اوْ لي مني في كتابة هذه السيرة، وهي مشروع كتاب، كان اجدر، ولكنه يهمل مقدراته ولا يهتم بها)،كان عبدالشكور يحفظ الكثير من الشعـر ويستشهد به فنـُعجب بذلك، وعلي ذكر الشعـر فلا يفوتني ان اذكر الأستاذ عبدالعـزيز صالح،رحمه الله، الذي كان جيد الحفظ ، ممتع الإلقاء، كنا نجتمع علي ضوء القمر في ميدان المدرسة فنستمع منه، وهو من الذين حببوا إلينا الشعـر، كان يضع (سـفته) الضخمة ومن فوقها يلقي علينا شعـر المتنبي، فنشتهي السفة ونشتهي الشعر : ـــ
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بيدًا دونَها بيدُ لَولا العُلا لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي شَيئًا تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُا أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِنًا وَيَدًا أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ
في الحلقة القادمة نواصل الحديث عن المدارس والمدرسين .
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
حين خرجتِ الي الدنيا غني القـِـمْريّ بلحن الحـب زغـــردت الأشجــــارْ رقص الموج علي الضفة وإنتشــت الأزهــارْ حين خرجتِ الي الدنيا تجمعـتْ السُــحْـبُ من الآفــــاق إشتعل البرق ضياءً إحتفل الرعــدُ فـدوي وإبتلت أرضك بالأمطــارْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: rd (Re: Mohamed fageer)
|
العزيز فقيـــر
ألف ألف شكر على المحادثة الجميلة و التي تدل على الاصالة ( ما قلت ليك ناس اصيلين ؟ انتو كدة) في انتظار رقم الهاتف مع شكري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: rd (Re: Mohamed fageer)
|
Quote: كانوا يأكـلون ال( كُجّكـول ) الرطب ويشـــــــربون من ماء النهر العــكر، صحـتين وعافـية، مــاء
|
محمد فخير يا بلديات نسيت اكل الترمس (اكوندى)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: rd (Re: Mohamed fageer)
|
Quote: اما المدارس الوسطي في ذلك الوقت فكانت تنحصر في حلفا ــ مروي ــ ثم القولد، وفي مرحلة لاحقة البرقيق، |
نسيت ارقو الوسطى , درسوا فيها فى الخمسينات ناس ابن عمى محمد شريف فضل حاكم من سقدان وعبدالرحمن عثمان اكلة من دقرتى , وكان استاذهم فى ذلك الزمان عزالدين السيد (استاذ لغة انجليزية ) قبل ان يدخل فى امور السياسة والحكومات ....
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
خالد حاكم يا تاريخ بالله طوالي تواصل اضافاتك القيمة ولك التحية
الأخ نورالدين عبدالجيد اهلاً وسهلا في البوست ونسمع منك لو عندك اي معلومات ما تبخل ولك اشكر
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
سُباعية من حـُروفِ الوطن ::::::::::::::::::::::::::::::: اـ يا ألفُ الإلــفةِ والـودِ البــــاذِخِ والـتحنا نْ ل ـ يا لام اللـون الأســمرِ، يا عــزمٌ، يا مـجدٌ يا إنســا نْ س ـ يا ســين السُـؤدَدِ، يا حـضرة ُعِـزّي، يا مــولايَ ويا سُـلطانْ و ـ يا واو الوطــنِ المـُمْــتدِ إلي حلفا من نـُمـلي، يا كـتمٌ يا قيـسا نْ د ـ يا دال الـدنِ الــداني،يا نشـوة ُروحي، يا مُلهمُ اشـعاري والأوزانْ ا ـ يا ألـف الأرضِِ الخـصبةِ، يا قمـحٌ، يا نيـلٌ يَسـقي الظـمآنْ ن ـ يا نون النسوةِ، يا ثـُوبٌ مـُزدانٌ، يا طلحٌ ودُخانْ
مـحمـد فـقـير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: Mohamed fageer)
|
Quote: كان الناس، وما زالوا يتبادلون المنافع في ( بدين سوق) ، وما بدين سوق سيداتي سادتي إلا سوق بدين، بلغة العاربة والمستعربة، ونحن في الأساس أعاجم، وليست اللغة العربية لغتنا الأم، ما جاءتنا إلا عن طريق المثاقفة التاريخية المحتومة، وما تعـلمناها الا في المدرسة، عن طريق القراية أم دق ، أما الجزيرة فتتحدث اللغتين النوبيتين بفخر وإعتزاز. وسوق بدين (سوق الله اكبر) ككل الأسواق، فيه ما في كل اسواق الدنيا، فيه الصدق، وفيه الغش، وفيه الإستهبال‘ فيه من إذا إكتال علي الناس يستوفي، وإذا كالهم أو وزنهم يخسر. فيه المشاغـلة والمغا زلة والتحبب وألإستعراض، فيه الشخصيات الظريفة والطريفة، فيه الدرويش والمجنون . وأنا ما كنت مسواقاً، ولم اكن أحب السوق، ولا أحبه الي يومنا هذا، وليس في الأمر زهد، للحسرة، ولكن لفلس صاحبني وصادقني وزاملني ولازمني منذ الطفولة، فأنا وهو (ترعرعنا ونشأنا ندائد)، ولجيوب مقدودة، غلبني سدّها، فوسعت قدها فلم تعد تمسك لا ديناراً ولا دولاراً. في المرات التي كنت ازور فيها السوق كنت اذهب وأجلس بجانب جدتنا حبوبة سلّومة رحمها الله رحمة واسعة، وكانت حبوبة سلومة (كنا نناديها بـ ــ يوة سلومة ــــ ) كانت تجلس بجانب إبنها خالي جمعة أحمد همت، الذي كان تاجراً بالسوق، وهي والدة خيلاننا الأعزاء مهدي، جمعة، عبدالقادر،عبدالهادي،عبدالعال،وفاطمة أحمد همت، كنتُ أذهب اليها فترحب بي، وتاخذني بالحضن، وتتعطف عليّ بـ (الفـرّيـني) ابو قرشين، فأشعر بالغني وتعمني الفرحة، والفريني كانت عملة معدنية صغيرة جداً، تساوي قرشين، أربعة تعريفات، والتعريفة كانت متداولة في ذلك الوقت، (الكلام ده ما بعيد يا جماعة، قبل أربعين سنة بس)، وكنت أشتري عيشة بتعريفة، وطعمية بتعريفة، ثم بطيخ بقرش وأذهب إلي اهلي أتمطي. وكان السوق عامراً، وكان أهل بدين يذهبون ايام الأحد الي سوق كرمة النزل، وكانوا يسمونه (اُرتان سوق)، وكان سوق كرمة النزل هو السوق الرئيسي للمنطقة كلها، يأتيه الناس من الشمال والجنوب، والذهاب الي سوق كرمة النزل بالنسبة لأهل الجزيرة كان فيه نوع من التنزه والتغيير، وكانوا يستمتعون تماماً بتناول وجبة في مطاعم السوق، او تناول (حاجة باردة) من المحلات التي بها ثلاجات، او تناول شراب ساخن كان اسمه (سحلب)، وكانت كرمة النزل علي صغرها هي المدينة، وكان بها مركز بوليس فيه شرطة لا عمل لهم، يجلسون تحت الأشجار، يشربون الشاي بالنهار، ومن يدري ماذا كانوا يشربون ليلاً!!، كنا نمر بكرمة في (الخميسيات)، في طريقنا من والي البرقيق، حيث درسنا الثانوية العامة، ومدرسة البرقيق من اقدم المدارس الوسطي في المنطقة، وكانت مبنية بطريقة انجليزية جميلة، وبها داخلية مريحة من حيث السكن، وصفرة يتوفر فيها اكل لا يحلم بها الطلبة الآن، وكان مدير المدرسة علي ايامنا في بداية السبعينات هو الأستاذ فؤاد، من أبناء دنقلا، وخَـلّـفَ ثلاث بنات، وكان يتفاءل بذلك، ويردد حديث الرسول(ص)، ويقول انه سوف يحسن تربيتهن ليدخل الجنة، ومن زملائي وأصدقائي في البرقيق زميلنا في المنبر مولانا الشاعر المشاغب عبدالإله زمراوي، وكنا صغار الحجم، نجلس في الصف الأول، وارجو ان يتداخل زمراوي في هذا البوست ويحدثنا عن ذكريات تلك الفترة، فله ذاكرة حديدية كان في السوق رجل أزهري، كان يدرس في الأزهر ثم أصابه مس كلكي، فعاد واستقر به المقام في البلد، كان ياتي الي السوق ويقيم ركن نقاش ممتع، يفتي ويفسر الآيات والأحاديث كما يريد، وله تفسير عجيب للآية( وخلقنا لكم الأنعام لتركبوها)، وإذا غالطته كان يشتمك بكلمة إشتهر بها فيقول لك (اسكت يا لوح). أما أعجب ما في السوق فكانت الجزارة، عجل صغير يذبحونه ويقطعونه فيتكأكأ عليه أهل السوق جميعاً، في زحمة لا رحمة فيها‘ كل يريد نصيبه من ذاك (الأرِجْ) او ( الكُـسُو) اللحم العجالي الطازج، يقفون أمام الجزار ويتصايحون في وقت واحد، هذا يطالب الجزار بنصف كيلو، وتلك تطالب بربع كيلو(ايقا ربو ويكا)، وصاحب ميسرة يطالب بكيلو كامل، والجزار يعمل كالساحر، في خفة عجيبة جداً يقطع قطعة لحمة من هنا وقطعة من هناك، ثم عظم وشحم، ويضع كل هذا في الميزان، وقبل أن يستوي الميزان وبسرعة خاطفة يرفع اللحمة ويلفها لك فلا تعرف ماذا أعطاك الا بعد أن تصل البيت، وأثناء ذلك، عندما تقع يده علي لحم طري يقطعها ويلفها في فوط مشبوة، ويدسها تحت الدرج، ذلكم للخواص، ولكل إمرئ خواص، وفي كل ذلك يطلق الجزار عبارات بذيئة، ويتحدث بلغة غير نظيفة، لغة لا يستطيع إستعمالها خارج الجزارة، ولكن تلك محميته، يقول من داخلها ما يريد، فلا يحاسبه أحد، كأنه في الهايد بارك.
|
مأخوذ بهذا الحكى اسجل حضورى احكى يامحمد، فنحن فى الانتظار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)
|
Quote: إستلقت هناك علي بعـد حوالي ست وخمسون كيلومتر شمال مدينة دنقلا. إكتملت أُنثي خصبة، بكر، ولود. ترنو بعـين الحسناء الي أبوفاطمة وكبرنارتي وكرمة ووادي خليل شرقاً، وتنظر إلي مقجور ودقرتي وأكد والحفير غرباً، |
يا ميمد فخير ياعزيزى انشاء الله واحد من ناس دقرتى ما يقراء كلامك ده ... يا سيدى دقرتى هى الشياخة الخامسة فى جزيرة بدين واصغر شياخة فى بدين , والشياخات بالترتيب من الاكبر الى الاصغر (تشى , شبة , سقدان , سلنارتى او (وابيه) دقرتى) , انا ماعارف المعلومة دى فاتت عليك كيف وانت جار لها بحكم انك من شياخة شبة التى تجاور دقرتى!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)
|
Quote: تجلـس البنات مع العــروس في الـــــ ( تقون توّو ) والتقـو هو البرش، بروش طويلة منسوجة من سعـف |
ميمد (تقوت توو ) معناها بيت العرس اوماشابه ذلك , لانو البرش هو( نيبد) وبيقولوا ليك (تقون نيبد) معناها ( برش العرس) وفعلا مثل ما وصفت بروش طويلة وعريضة ومنسوجة من سعف النخل , وكما تعلم بتكون البروش دى معلقة ومخزنة حتى وقت الحوجة فى (الكباس ) فى ( تينون نوق) وهو المخزن المجاور (اقينشا) المطبخ ويفصل بينهما ( اسمون نوق) وهى الصالة التى يفتح فيها ( تنيون نوق و اقيشا)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: خالد حاكم)
|
فقيرى ما حكيت عن طقوس عقد القران فى الزواج والتى تمارس من قبل النساء فى لحظة انتهاء الماذون من عقد القران , والتى تمثل فى ( اجولقا كوفيناق) وبداخله ذبابة منزلية , وانا لا اعلم ماذا تعنى عند النساء هذه العملية, وايضا لم تحكى لنا عن الاطفال الذين كانوا يستخدمون ماكينة الحلاقة القديمة واعواد الكبيرت يوم عقد القران والتى كانت تحدث صوتا شبيها بصوت (البندق) عند ضربه بحجر صلب والبندق هو خرطوش الصيد الذى كان يخرج منه اصوات الطلقات ايذانا باكتمال عقد القران ..
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
شكراً علي إضافاتك يا خالد ولكن بعض النوبة يسمون البرش (تقو) والتقو ليس هو بيت العرس فبيت العرس هو(بلين نوق) و(تقون توّو) يعني تحت البرش لآنهم بعلقون البروش ويجلسون تحتها
عموماً شكراً والي الحلقة السابعة ويا خالد اذا في مدرسين ومدرسات في سقدان انا ما ذكرتهم ارجو تسجل اسماءهم
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
الحلقة السبابعة
بدين ـ خواطر وذكريات 7ـــــ مدارس ومدرسين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وًسّد الآنَ رأسَـكْ فـوق التّراب المُقدس وأركعْ طويلاً لَدي حافةِ النهـر ثَمـّة من سَكَـنتْ روحه شجر النيل أو دَخَـلتْ في الدجي الأبنوسيّ أو خَبأتْ ذاتها في نقوش التضاريس ُمة من لامسَتْ شفتاه القـَرابين قـَبلكْ مملكة الزّرقة الوثنية ... قبلك عاصفةُ اللحظات البطيئة ... قبلك يا أيها الطيفُ مُنفلتاً من عصورِ الرّتـَابة والمسْخِ ماذا وراءك ... في كتب الرمل؟ ماذا أمامك ... في كتب الغيم ألاّ الشُموس التي هـَبطـَتْ في المحيطات والكائنات التي انحدرتْ في الظلام وامتلاؤكَ بالدمع حتي تركمت تحت تراب الكلام
الفيتوري ــ من قصيدة التراب المقدس ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقبل ان اواصل الحديث عن المدرسين، دعوني اعتذر، ففي معرض حديثي عن حبوبة سلومة وابناءها، نسيت ان اذكر المرحوم الخال ادريس احمد همت، وانا جد آسف، وادريس شخصية لا تنسي، ولكن غيبه الموت، له الرحمة، والعتب علي ذاكرتي. والآن نعاود الحديث عن المدارس والمدرسين ، والحديث عنهم لاينتهي ، من بين الذين درّسونا في شبة الإبتدائية الأستاذ عبدالله بكري، وهو حلفاوي او سكداوي، وكان يتحدث بلكنة مصرية، وعندما يقول الرقم 11 كان التلاميذ يضحكون لأنه كان يقول(حضاشر)، ومن الأساتذة ذوي المكانة الكبيرة في الجزبرة، الأستاذ عثمان كُـنـّة، ويرجع له الفضل في توسيع وتجديد المدرسة الشمالية، وتم ذلك عن طريق العون الذاتي، وقام تلاميذ المدارس من انحاء الجزيرة بعمل جبار اشرف عليه الأستاذ عثمان بجدارة، وبتعامل ابوي كبير مع التلاميذ، وأيضاً الأستاذ عبدالفتاح محمود‘ الذي كان وكيلاً للمدرسة علي ايامنا في البرقيق، وحدث ان نفذ الطلبة اضراباً نظمه رؤساء العنابر، وكان الإضراب مبنياً علي اشاعة خاطئة بتمديد الفترة الدراسية، وكان الأستاذ عبدالفتاح يشرف علي طابور الصباح، وفي ذلك اليوم، وفي نهاية الطابور ولما طلب من الطلبة التوجه الي الفصول، استدار الطلبة وتوجهوا الي خارج المدرسة، فما كان منه الاّ ان نادي للمدير فؤاد قائلاً ( يا فؤاد الْحق اولادك)، والأستاذ عبدالفتاح محمد علي، الذي عمل فترة مديراً لمدرسة بدين الثانوية العامة، فكان صارماً صرامة افادت الطلبة، والأستاذ نصر محمد نصر، والأستاذ عبدالمجيد فضل حاكم، وعبدالعال محمد فرح، ويوسف سعيد خيري، والأستاذ الظريف حسن عبدالرحمن، صاحب التعـليقات الساخرة، والأستاذ الصـارم أُرصد أحمد، وأستاذ الإنجليزية الممتاز عبدالعال همت، واساتذة اللغة العـربية مولانا الأستاذ محمد الحسن محمد موسي، الذي درسنا اللغة العربية والدين في البرقيق الوسطي، والأستاذ إبراهيم محمد فقير والأساتذة علي آدم ومحمد عبدالرحمن آدم ومحمد عبدالرحمن(قجة) وعثمان قرشوم وسعيد محمد حسنين وعبدالرحمن ترجمان وعبدالرحيم خيري وعلي عمسيب،ومحمد عثمان، وعثمان نصر، وكمال كجوك، كانوا اساتذة قديرين، يحبون عملهم، وكانوا ذوي هيبة ،تظهر عليهم آثار النعـمة والراحة، ففي ذلك الزمن كان المدرسون من المرتاحين، قبل ان ينقلب عليهم الزمن الغادر،ونذكر ايضاً الأساتذة يوسف سعيد وفيصل الأسيوطي والسر عيسي، الذي قام بدور كبير في النشاط الثقافي والأدبي وبدرالدين عبدالجبار، واما الأستاذ انور عبدالصادق فرجل نقف عنده قليلاً، اذ اخذ مهمة التعليم في شياخة شبة علي عاتقه، بالإضافة الي الجهد الجبار الذي قام به، ولم يزل، لنشر التوعية الدينية عبر مواعظ ومحاضرات متواصلة، وهو رجل فـَـقـّه نفسه بنفسه، واجتهد في حفظ القرآن فأكمل أو كاد، وهاشم محمد طه، وعبدالخالق محمد سعيد آخرون نعـتذر إذ لم نذكرهم، اما المدرسات، فمن اوائل المدرسات من بنات الجزيرة، الأستاذة فوزية عبدالمجيد سفيان، وسميرة السماني، ونعمات سيد طه، وثريا نوري، وليلي خالد، وفتحية عبدالرحيم ابسكو،ثم عدد كبير من المدرسات نذكر منهن علي سبيل المثال لا الحصر، محاسن عبداللطيف، وعازة محجوب، ودولة سعيد، وشريفة احمد هاشم،وفوزية مختار، ونبوية ميرغني، وفاطمة علي قورتي، وفاطمة خضر، وعايدة حاج قرشوم، وزلفي عبدالقادر، وستنا عبدالماجد، ونادية فضل، واقبال خضر، وسهير سعدالدين، وفاطمة عبدون طه، وهي مديرة مدرسة شبة ينين حالياً، وناهد سعيد ونادية فضل، والقائمة تطول، وكل المذكورين اعتمدت في اسماءهم علي ذاكرة ابناء بدين في امريكا، وأكرر ان هذا علي سبيل المثال لا الحصر، ولكل من لم تسعفنا الذاكرة بإسمه العتبي حتي يرضي، ومن الذين جاءوا من خارج الجزيرة نذكر الناظر مصباح، من شيخ شريف،والناظر فضل عثمان فضل، المحسي الراقي والذي عـــاش مع الناس عندنـا وكاّن بينه وبينهم وشائج قربي. مع الإعتذار الشديد لمن لم أذكرهم، لهم العـتيى حتي يرضون . في منتصف الثمانيـنات من القـرن الماضي تم إنشاء مستشفي حديثة في الجزيرة بتمويل أسـاسـي من أبناء الجزيرة المغـتربين في دول الخليج والذين تبرعـوا بسخاء كعادتهم دائما، اما قبل ذلك، وقبل ان تنشأ بعـض نقاط الغـيار، فكان في الجزيرة مركز صحي واحد، فيه مساعد طبي وممرض،أما اشهر المساعدين بالنسبة لدفعـتنا فقد كان عمنا صندلوبة، كان يداوي الناس بالكلام الطيب اكثر مما يداوي بالأدوية ، فلم تكن هناك ادوية اصلاً،بعـض القـطـن والشاش وشئ مثل الديتول، وحبوب السلفا، وشراب المزيج، هذا كل ما كان متوفرا، كان شراب المزيج هذا دواءٌ لكل داء. ومن الممرضين الذي خدموا البلد المرحوم اخونا حسين عبدالرحمن آدم، والذي توفي شاباً، رحمه الله، كذلك عمنا عباس كمبال، وعبدالهادي عكاشة رحمهم الله . جاءنا كثيرون من خارج الجزيرة كمدرسين ومساعدين طبيين وأطباء وممرضين، والحقيقة ان كل المهنيين الـذين كانوا يأتون الي الجزيرة للعـمل كانوا (يركلسون) هناك، يجدون تلك البيئة الهادءة وجو الجزيرة المنعـش واهلها الطيبون، فيطيب لهم المقام وتحلو الحياة. ومنهم من (عمل الحالة واحدة) وتزوج من الجزيرة وأستقر فيها. في معرض بحثي عن الأشخاص المهتمين بسيرة بدين والتراث النوبي، دلني بعض الأخوة للأخ معتصم عبدالفتاح (كدود)، وفعلاً وجدته، رغم صغر سنه، ثر المعلومات، ملم بالكثير، وله اجتهادات شخصية في تفسير بعض العادات وربطها بالقديم، ومن ملاحظاته الذكية، ان التراث بقي عند النساء أكثر منه عند الرجال، ومن المعلومات المفيدة التي قالها الأخ معتصم انه قرأ في كتاب اسمه(كوش) لأدريس البنا‘ ان عمر جزيرة بدين ربما ناهز المليون عاماً، وان هناك بعض القطع الأثرية التي وجدت في بدين ، مرتبطة مباشرة بآثار كرمة ( الدفوفة) وربما كانت الجزيرة لاصقة بكرمة كشبه جزيرة، قبل ان تنفصل وتصبح جزبرة، وتوجد في الجزيرة دفوفات صغيرة، ونحن نسميها (دِفـِّي)، واحدة في (ابـْسُقان)، وواحدة في ( سابلكي)(ارو سابلن دفي)، ولم تتم اية حفريات في هذه المواقع الأثرية، ولا ندري ماذا تحتها، ومن العادات التي ذكرها الأخ معتصم، انه عندما تمرض إمراة، وعندما تذهب النساء لزيارتها، كن يقلن لها (ماريا مي) وهي بمثابة كفارة او سلامتك، واجتهاد معتصم ان الكلمة ربما تعود الي اسم مريم العذراء، وكأنهن ينادين لها مريم، أستفدت من معتصم كثيراً، ووعد بالكثير، فله الشكر والعرفان. وعودة الي الرقم سبعة ( كُـلـُدْ )، كان من العادة ان يغلوا سبع حبات لوبيا، في إناء فخاري صغير، ثم يسكبون ماءها في العتبة من الخارج، في الصباح الباكر، قبل شروق الشمس، وقبل ان يدخل عليهم احد، وكانوا يسكبون الماء في شكل نصف دائري، وايضاً كانت البنات الصغيرات يلبسن سلسلة، معمولة من خيط يربط حول الرقبة، في هذا الخيط تربط سبع حبات من القرض تتدلي علي الصدر، وكان هذه العادة تتم قبل العاشوراء بمدة، وفي يوم العاشوراء، وأثناء الإحتفال كنّ يرمين بهذا الخيط مع حبات القرض في النيل، وفي احتفال العاشوراء كان الرجال يضريون بعضهم البعض، بحبال يشعلون فيها النيران، او بقطع قماش يربطون فيها حجارة، وكان يحدث جروحات ونزيف دم، ويبدو ان تلك الإحتفالات كانت خلطة مابين عشوراء موسي، ومقتل الحسين، وعندما سألت أخاً شيعياً عن ذلك قال ان الحسين قتل في يوم عاشوراء، ومن هنا جاء الخلط ، والله أعلم‘ وايضاً من العادات العجيبة في بعض مناطق النوبة، ان البقرة عندما تلد، يصبح لبنها محرماً علي بيت صاحب البقرة لمدة سبعة ايام، ولذلك فكانوا ينادون علي الجيران لشراب ذلك الحليب، وكان الحاج عندما يعود من الحج يعتكف في بيته سبعة ايام، ومن العادات التي لم اذكرها، رغم ما فيها من اشارة عجيبة، ان القساسيب، وهي جمع قسيبة، ونحن نسميها (قـُسـي) وهي بمثابة (المطامير)، وهي اواني طينية ضخمة تخزن فيها البلح والحبوب من القمح والذرة، كانت هذه القساسيب مبنية من الأمام في شكل اقرب لشكل الأنثي بأثداء بارزة، ربما اشارة الي الخصوبة، وكانت تزين برسم في شكل تمساح اقرب الي شكل الصليب، او ربما كانوا يعنون الصليب، ومن العادات النوبية بناء عتبة البيت بذلك الشكل النوبي المميز، المزخرف باشكال معينة، من ضمنها تزيين العتبة بقرني ثور، وعندما يشعرون بوجود ثعبان داخل البيت كانوا يشعلون النار في قرن الثور، فتطرد رائحته الثعبان من البيت، ومن العادات التي نسيتها عند حديثي عن الأعراس، نوع من الأعراس طريف، كان اسمه (تـُوقِـنْ بَـلي) والترجمة الحرفية ( عرس الريح)، وكان عرساً كاذباً، بدون عريس ولا عروسة، احتفال تقوم به اُمْ ليست لديها اولاد اصلاً، او ليست لديها اولاد في سن الزواج، وهي تقوم بهذا الإحتفال لتجمع من الناس مقابل عطاياها التي شاركت بها في مناسباتهم، لتجمع ما دفعته في الكشوفات، ونحن تلك المساهمات (الكَسي) والكَسي يكون في شكل مبلغ كاش او حاجة عينية، ديك او دجاجة، او قيراط من القمح مع زجاجة سمن بلدي، تحمله المرأة في (كُـنـْتي) وهو وعاء غريق منسوج من سعف النخيل، ومن العجائب ان كل إمرأة كانت تحفظ تماماً كل (الكسيهات) التي اعطتها للأخريات، واذا تأخرت واحدة عن الحضور، تقوم شكلة اعجمية رطانية رهيبة، تسمع فيها العجب العجاب، نـواصـــــــــــل
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
الحلقة السبابعة
بدين ـ خواطر وذكريات 7ـــــ مدارس ومدرسين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وًسّد الآنَ رأسَـكْ فـوق التّراب المُقدس وأركعْ طويلاً لَدي حافةِ النهـر ثَمـّة من سَكَـنتْ روحه شجر النيل أو دَخَـلتْ في الدجي الأبنوسيّ أو خَبأتْ ذاتها في نقوش التضاريس ثُمة من لامسَتْ شفتاه القـَرابين قـَبلكْ مملكة الزّرقة الوثنية ... قبلك عاصفةُ اللحظات البطيئة ... قبلك يا أيها الطيفُ مُنفلتاً من عصورِ الرّتـَابة والمسْخِ ماذا وراءك ... في كتب الرمل؟ ماذا أمامك ... في كتب الغيم ألاّ الشُموس التي هـَبطـَتْ في المحيطات والكائنات التي انحدرتْ في الظلام وامتلاؤكَ بالدمع حتي تراكمت تحت تراب الكلام
الفيتوري ــ من قصيدة التراب المقدس ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقبل ان اواصل الحديث عن المدرسين، دعوني اعتذر، ففي معرض حديثي عن حبوبة سلومة وابناءها، نسيت ان اذكر المرحوم الخال ادريس احمد همت، وانا جد آسف، وادريس شخصية لا تنسي، ولكن غيبه الموت، له الرحمة، والعتب علي ذاكرتي. والآن نعاود الحديث عن المدارس والمدرسين ، والحديث عنهم لاينتهي ، من بين الذين درّسونا في شبة الإبتدائية الأستاذ عبدالله بكري، وهو حلفاوي او سكداوي، وكان يتحدث بلكنة مصرية، وعندما يقول الرقم 11 كان التلاميذ يضحكون لأنه كان يقول(حضاشر)، ومن الأساتذة ذوي المكانة الكبيرة في الجزبرة، الأستاذ عثمان كُـنـّة، ويرجع له الفضل في توسيع وتجديد المدرسة الشمالية، وتم ذلك عن طريق العون الذاتي، وقام تلاميذ المدارس من انحاء الجزيرة بعمل جبار اشرف عليه الأستاذ عثمان بجدارة، وبتعامل ابوي كبير مع التلاميذ، وأيضاً الأستاذ عبدالفتاح محمود‘ الذي كان وكيلاً للمدرسة علي ايامنا في البرقيق، وحدث ان نفذ الطلبة اضراباً نظمه رؤساء العنابر، وكان الإضراب مبنياً علي اشاعة خاطئة بتمديد الفترة الدراسية، وكان الأستاذ عبدالفتاح يشرف علي طابور الصباح، وفي ذلك اليوم، وفي نهاية الطابور ولما طلب من الطلبة التوجه الي الفصول، استدار الطلبة وتوجهوا الي خارج المدرسة، فما كان منه الاّ ان نادي للمدير فؤاد قائلاً ( يا فؤاد الْحق اولادك)، والأستاذ عبدالفتاح محمد علي، الذي عمل فترة مديراً لمدرسة بدين الثانوية العامة، فكان صارماً صرامة افادت الطلبة، والأستاذ نصر محمد نصر، والأستاذ عبدالمجيد فضل حاكم، وعبدالعال محمد فرح، ويوسف سعيد خيري، والأستاذ الظريف حسن عبدالرحمن، صاحب التعـليقات الساخرة، والأستاذ الصـارم أُرصد أحمد، وأستاذ الإنجليزية الممتاز عبدالعال همت، واساتذة اللغة العـربية مولانا الأستاذ محمد الحسن محمد موسي، الذي درسنا اللغة العربية والدين في البرقيق الوسطي، والأستاذ إبراهيم محمد فقير والأساتذة علي آدم ومحمد عبدالرحمن آدم ومحمد عبدالرحمن(قجة) وعثمان قرشوم وسعيد محمد حسنين وعبدالرحمن ترجمان وعبدالرحيم خيري وعلي عمسيب،ومحمد عثمان، وعثمان نصر، وكمال كجوك، كانوا اساتذة قديرين، يحبون عملهم، وكانوا ذوي هيبة ،تظهر عليهم آثار النعـمة والراحة، ففي ذلك الزمن كان المدرسون من المرتاحين، قبل ان ينقلب عليهم الزمن الغادر،ونذكر ايضاً الأساتذة يوسف سعيد وفيصل الأسيوطي والسر عيسي، الذي قام بدور كبير في النشاط الثقافي والأدبي وبدرالدين عبدالجبار، واما الأستاذ انور عبدالصادق فرجل نقف عنده قليلاً، اذ اخذ مهمة التعليم في شياخة شبة علي عاتقه، بالإضافة الي الجهد الجبار الذي قام به، ولم يزل، لنشر التوعية الدينية عبر مواعظ ومحاضرات متواصلة، وهو رجل فـَـقـّه نفسه بنفسه، واجتهد في حفظ القرآن فأكمل أو كاد، وهاشم محمد طه، وعبدالخالق محمد سعيد آخرون نعـتذر إذ لم نذكرهم، اما المدرسات، فمن اوائل المدرسات من بنات الجزيرة، الأستاذة فوزية عبدالمجيد سفيان، وسميرة السماني، ونعمات سيد طه، وثريا نوري، وليلي خالد، وفتحية عبدالرحيم ابسكو،ثم عدد كبير من المدرسات نذكر منهن علي سبيل المثال لا الحصر، محاسن عبداللطيف، وعازة محجوب، ودولة سعيد، وشريفة احمد هاشم،وفوزية مختار، ونبوية ميرغني، وفاطمة علي قورتي، وفاطمة خضر، وعايدة حاج قرشوم، وزلفي عبدالقادر، وستنا عبدالماجد، ونادية فضل، واقبال خضر، وسهير سعدالدين، وفاطمة عبدون طه، وهي مديرة مدرسة شبة ينين حالياً، وناهد سعيد ونادية فضل، والقائمة تطول، وكل المذكورين اعتمدت في اسماءهم علي ذاكرة ابناء بدين في امريكا، وأكرر ان هذا علي سبيل المثال لا الحصر، ولكل من لم تسعفنا الذاكرة بإسمه العتبي حتي يرضي، ومن الذين جاءوا من خارج الجزيرة نذكر الناظر مصباح، من شيخ شريف،والناظر فضل عثمان فضل، المحسي الراقي والذي عـــاش مع الناس عندنـا وكاّن بينه وبينهم وشائج قربي. مع الإعتذار الشديد لمن لم أذكرهم، لهم العـتيى حتي يرضون . في منتصف الثمانيـنات من القـرن الماضي تم إنشاء مستشفي حديثة في الجزيرة بتمويل أسـاسـي من أبناء الجزيرة المغـتربين في دول الخليج والذين تبرعـوا بسخاء كعادتهم دائما، اما قبل ذلك، وقبل ان تنشأ بعـض نقاط الغـيار، فكان في الجزيرة مركز صحي واحد، فيه مساعد طبي وممرض،أما اشهر المساعدين بالنسبة لدفعـتنا فقد كان عمنا صندلوبة، كان يداوي الناس بالكلام الطيب اكثر مما يداوي بالأدوية ، فلم تكن هناك ادوية اصلاً،بعـض القـطـن والشاش وشئ مثل الديتول، وحبوب السلفا، وشراب المزيج، هذا كل ما كان متوفرا، كان شراب المزيج هذا دواءٌ لكل داء. ومن الممرضين الذي خدموا البلد المرحوم اخونا حسين عبدالرحمن آدم، والذي توفي شاباً، رحمه الله، كذلك عمنا عباس كمبال، وعبدالهادي عكاشة رحمهم الله . جاءنا كثيرون من خارج الجزيرة كمدرسين ومساعدين طبيين وأطباء وممرضين، والحقيقة ان كل المهنيين الـذين كانوا يأتون الي الجزيرة للعـمل كانوا (يركلسون) هناك، يجدون تلك البيئة الهادءة وجو الجزيرة المنعـش واهلها الطيبون، فيطيب لهم المقام وتحلو الحياة. ومنهم من (عمل الحالة واحدة) وتزوج من الجزيرة وأستقر فيها. في معرض بحثي عن الأشخاص المهتمين بسيرة بدين والتراث النوبي، دلني بعض الأخوة للأخ معتصم عبدالفتاح (كدود)، وفعلاً وجدته، رغم صغر سنه، ثر المعلومات، ملم بالكثير، وله اجتهادات شخصية في تفسير بعض العادات وربطها بالقديم، ومن ملاحظاته الذكية، ان التراث بقي عند النساء أكثر منه عند الرجال، ومن المعلومات المفيدة التي قالها الأخ معتصم انه قرأ في كتاب اسمه(كوش) لأدريس البنا‘ ان عمر جزيرة بدين ربما ناهز المليون عاماً، وان هناك بعض القطع الأثرية التي وجدت في بدين ، مرتبطة مباشرة بآثار كرمة ( الدفوفة) وربما كانت الجزيرة لاصقة بكرمة كشبه جزيرة، قبل ان تنفصل وتصبح جزبرة، وتوجد في الجزيرة دفوفات صغيرة، ونحن نسميها (دِفـِّي)، واحدة في (ابـْسُقان)، وواحدة في ( سابلكي)(ارو سابلن دفي)، ولم تتم اية حفريات في هذه المواقع الأثرية، ولا ندري ماذا تحتها، ومن العادات التي ذكرها الأخ معتصم، انه عندما تمرض إمراة، وعندما تذهب النساء لزيارتها، كن يقلن لها (ماريا مي) وهي بمثابة كفارة او سلامتك، واجتهاد معتصم ان الكلمة ربما تعود الي اسم مريم العذراء، وكأنهن ينادين لها مريم، أستفدت من معتصم كثيراً، ووعد بالكثير، فله الشكر والعرفان. وعودة الي الرقم سبعة ( كُـلـُدْ )، كان من العادة ان يغلوا سبع حبات لوبيا، في إناء فخاري صغير، ثم يسكبون ماءها في العتبة من الخارج، في الصباح الباكر، قبل شروق الشمس، وقبل ان يدخل عليهم احد، وكانوا يسكبون الماء في شكل نصف دائري، وايضاً كانت البنات الصغيرات يلبسن سلسلة، معمولة من خيط يربط حول الرقبة، في هذا الخيط تربط سبع حبات من القرض تتدلي علي الصدر، وكان هذه العادة تتم قبل العاشوراء بمدة، وفي يوم العاشوراء، وأثناء الإحتفال كنّ يرمين بهذا الخيط مع حبات القرض في النيل، وفي احتفال العاشوراء كان الرجال يضريون بعضهم البعض، بحبال يشعلون فيها النيران، او بقطع قماش يربطون فيها حجارة، وكان يحدث جروحات ونزيف دم، ويبدو ان تلك الإحتفالات كانت خلطة مابين عشوراء موسي، ومقتل الحسين، وعندما سألت أخاً شيعياً عن ذلك قال ان الحسين قتل في يوم عاشوراء، ومن هنا جاء الخلط ، والله أعلم‘ وايضاً من العادات العجيبة في بعض مناطق النوبة، ان البقرة عندما تلد، يصبح لبنها محرماً علي بيت صاحب البقرة لمدة سبعة ايام، ولذلك فكانوا ينادون علي الجيران لشراب ذلك الحليب، وكان الحاج عندما يعود من الحج يعتكف في بيته سبعة ايام، ومن العادات التي لم اذكرها، رغم ما فيها من اشارة عجيبة، ان القساسيب، وهي جمع قسيبة، ونحن نسميها (قـُسـي) وهي بمثابة (المطامير)، وهي اواني طينية ضخمة تخزن فيها البلح والحبوب من القمح والذرة، كانت هذه القساسيب مبنية من الأمام في شكل اقرب لشكل الأنثي بأثداء بارزة، ربما اشارة الي الخصوبة، وكانت تزين برسم في شكل تمساح اقرب الي شكل الصليب، او ربما كانوا يعنون الصليب، ومن العادات النوبية بناء عتبة البيت بذلك الشكل النوبي المميز، المزخرف باشكال معينة، من ضمنها تزيين العتبة بقرني ثور، وعندما يشعرون بوجود ثعبان داخل البيت كانوا يشعلون النار في قرن الثور، فتطرد رائحته الثعبان من البيت، ومن العادات التي نسيتها عند حديثي عن الأعراس، نوع من الأعراس طريف، كان اسمه (تـُوقِـنْ بَـلي) والترجمة الحرفية ( عرس الريح)، وكان عرساً كاذباً، بدون عريس ولا عروسة، احتفال تقوم به اُمْ ليست لديها اولاد اصلاً، او ليست لديها اولاد في سن الزواج، وهي تقوم بهذا الإحتفال لتجمع من الناس مقابل عطاياها التي شاركت بها في مناسباتهم، لتجمع ما دفعته في الكشوفات، وكانوا يسمون تلك المساهمات (الكَسي) والكَسي يكون في شكل مبلغ كاش او حاجة عينية، ديك او دجاجة، او قيراط من القمح مع زجاجة سمن بلدي، تحمله المرأة في (كُـنـْتي) وهو وعاء غريق منسوج من سعف النخيل، ومن العجائب ان كل إمرأة كانت تحفظ تماماً كل (الكسيهات) التي اعطتها للأخريات، واذا تأخرت واحدة عن الحضور، تقوم شكلة اعجمية رطانية رهيبة، تسمع فيها العجب العجاب، نـواصـــــــــــل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)
|
محمد فقير حسب طلبك ادناه بعض اسماء المعلمين من ابناء المنطقة التى لم تدرج فى خواطرك ... شياخة سقدان 1- عبد الله صالح سليمان (مرحلة ابتدائية) 2- عمر محمد على سليمان ( عمر عبيدى) ( مرحلة متوسطة) 3- يوسف خيرى فرح (ابتدائى) 4- علاء الدين عبد اللطيف فرح بحروب ( مرحلة متوسطة) 5- سيف الاسلام عبد اللطيف فرح بحروب ( مرحلة متوسطة) 6- كمال حسن فرح بحروب ( مرحلة متوسطة) 7- جمال حسن فرح بحروب ( مرحلة ابتدائية) 8- نورالدائم محمد عثمان عبدون( مرحلة متوسطة سابقا ومرحلة اساس حاليا) 9- جارة عبدالكريم حلساب ( ابتدائى) 10- عيدة نصر خيرى بلال ( ابتدائى) 11 -احسان فضل احمد ( ابتدائى) 12- ماجدة عوض سيد ( ابتدائى) 13 - عبد العزيز يس فضل ( ابتدائى) 14- المرحوم عبد الفتاح محمد على فضل ( ابتدائى) 15- عايدة عبد المجيد عبد الله ( ابتدائى) 16 - المرحوم عبد الكريم محمد فرح (ابتدائى) 17- شيخ موسى محمد شيخ موسى ( ابتدائى) 18- محمود عثمان محمود( ابتدائى) 19- عبد الماجد سيد طاهر ( مرحلة متوسطة ومن ثم ثانوى عالى) 20 امين سيد طاهر ( ابتدائى) 21- امين سعيد طاهر ( ابتدائى) 22 - سميرة احمد خيرى بلال (ابتدائى) 23 - علوية سعيد عثمان ( ثانوى عالى) 24 - نعيمة عبد الرحمن عثمان ( ثانوى عالى) 25- فاطمة ابراهيم عثمان ( ابتدائى) 26 - هدى عبد الرحيم فضل حاكم ( ابتدائى) 27 - فاطمة محمد فقير عيسى ( ابتدائى) 28- نصرة عباس ابودهابة ( ابتدائى) 29- شادية سعيد طاهر( ابتدائى) 30- بخيت محمد حمد ادريس ( ابتدائى) 31- سيد عوض سيد ( ابتدائى) شياخة سلنارتى 1- زبير محمد بشير (ابتدائى ) 2- علاء الدين على جارود ( ابتدائى) 3- فاروق حامد ابوبكر ( ابتدائى) 4- المرحومة مريم حامد ابوبكر ( ابتدائى) 5- ام سلمة محمد ابوبكر ( ابتدائى) 6- فاطمة خيرى عبد الرحيم خيرى ( متوسطة ) 7- فائزة محمد ابراهيم خيرى ( متوسطة) 8- حافظ محمد مصطفى الاسيوطى ( ابتدائى) 9- عوضية شيخ الدين عثمان ( ابتدائى)\ 10- يحيى خيرى عبدالرحيم خيرى ( ابتدائى) شياخة تشى 1- المرحوم زبير محمد زبير (زبير ابيض) ( ابتدائى) 2- سعيد محمد جمعة ( سعيد خضروات) (ابتدائى) 3- خيرى احمد خيرى ملجاب ( ابتدائى) 4- عزالدين ادم ( بطن النخل) ( ابتدائى) 5- مصطفى فرحات ( متوسطة) 6- محمد حسن عبد الله ( متوسطة) 7- عبد الله فضل ( ابتدائى) 8- عبد الله حسن ( ابتدائى) 9- محمد عثمان جمعة ( محمد عثمان بطه) ( ابتدائى) 10- فيصل فرح ( ابتدائى) 11- شرف الدين ناصر ( ثانوى عالى) 12- تاج السر عبد العزيز ( ابتدائى) 13- صلاح محمد فقير ( صلاح ابيض) ( متوسطة) 14- سيد ادريس صالح ( سيد شريفة) (ابتدائى) شياخة شبه 1- المرحوم عبد العزيز صالح ادريس ( ابتدائى) 2- نجم الدين عبد المجيد نصر (ثانوى عالى) 3- عبد الكريم محمد عبدون صبار ( ابتدائى) شياخة دقرتى 1- محى الدين محمد زمراوى ( مرحلة متوسطة ومن ثم ثانوى عالى) 2- خالد عبد الله اكلة ( مرحلة متوسطة ومن ثم ثانوى عالى)
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
يصف الكاتب الإنجليزي ((بروس شاتون)) قصة ظهور المخلوقات علي الأرض كما يتصورها الـ ((ابوروجنيز...السكان الأصليين في استراليا))في كتابه البديع ((دروب الفناء)): (في البدء كانت الأرض طيناً لازباً منبسطاً، منفصلة عن السماء والبحر المالح الرصاصي. وكان يغمرها ظل رهيف مثل الشفق. لم تكن بعد شمس ولاقمر ولانجوم. وكان يسكن في المدي القصي (سكان السماء) كانت لهم هيئة البشر وسيقانهم مثل سيقان النعام، وعلي رؤوسهم شعر عسجدي كانه نسيج العنكبوت. كانوا في نضارة دائمة، يعيشون في فردوس مخضر وراء الغيوم في الأفق الغربي. لم يكن علي وجه الأرض سوي حفر، سوف تمتلئ بالماء يوماً ما. لم تكن ثمة حيوانات ولا نباتات، لا شئ سوي مادة لينة مثل العجين، متجمعة عندتلك الحفر. مادة ليست حية ولا ميتة، لكنها (عصارة الحياة). تحت الغطاء الخارجي للأرض، كانت الأشياء غافية تنتظر ساعة الميلاد، الشمس والقمر والأشجار والحشرات والطير والحيوان. نائمة مثل بذور في صحراء تنتظر المطر. في صباح اليوم الأول تململت الشمس في رحم الأرض، فقد احست برغبة ملحة لأن تولد، شقت غشاء الأرض وخرجت، فغمرت الأرض بالضياء والدفئ، وغمر الدفئ الحفر التي تحتها كان ينام القدماء. كانوا منهكين متعبين، بخلاف سكان السماء،مبيضةلحاهم، ضامرة اجسادهم ظلوا نائمين طوال العصور. وهكذا احس كل واحد منهم في هذا اليوم الأول، دفئ الشمس، فإذا بجلده يتشقق عن أطفال. خرج ثعبان من صرة الرجل ـ الثعبان، الرجل ـ الببغاء احس بشئ له ريش يخرج من جسده، فإذا هو ببغاء، الرجل الكانغرو تمخض عن كانغرو، والرجل النملة ولد نملة، والرجل الزهرة خرج من جسده زهرة. وكل مخلوق من هذه المخلوقات الوليدة، اول ما مس الأرض، رفع وجهه نحو ضوء الشمس. في قيعان الحفر التي إمتلأت بالماء، حرك القدماء اقدامهم، القدم اليسري،ثم القدم اليمني. ثم هزوا اكتافهم وحركوا اذرعتهم، انشقت اجفانهم ففتحوا اعينهم، نظروا فرأوا أطفالهم يموجون في ضوء الشمس. تساقط الطين عن افخاذهم كما تسقط المشيمة غشاء الجنين. وكما يصرخ الطفل اول ما يولد، فتح كل واحد من القدماء فمه وصرخ (انا..انا ثعبان، انا..انا ببغاء، انا..انا زهرة) هذا النداء الأول، نداء تسمية الأسماء، ظل بعد ذلك والي الأبد، اقدس طلسم في(غناء القدماء) ثم كل واحد منهم خطا خطوة بقدمه اليسري، ودفئ الشمس يغمره، ونادي باسم ثان وخطا بقدمه اليمني وهتف باسم ثالث، نادي بركة الماء، ونبات البوص،وشجر الصمغ، ينادي ذات اليمين وذات الشمال، ينادي المخلوقات ان تولد، يغني لها ويزجل اسماءها. ثم طاف (القدماء) العالم طولا وعرضا وهم يغنون. غنوا للأنهار وجبال الملح وكثبان الرمل، وكانوا اثناء تجوالهم يتركون دروباً مثل خيوط غير مرئية، ويتركون علامات مثل بصمات الأصابع. غطوا العالم باسره بلحاف من الغناء، ولما فرغوا، احسوا بالتعب، احسوا باعضائهم تبرد ببرد الحقب الطويلة، وتيبس. بعضهم اندس حيث هو في باطن الأرض. وبعضهم حبا الي اعماق المغارات والكهوف، وبعضهم غاب في الحفر الأبدية، من حيث خرج. عادوا كلهم الي رحم الأرض. ذلك كان من عهد بعيد. الذي حدث وكبف حدث ظل ثابتاً في الزمان. هذ هو (زمان الحلم)كما يسمونه. كل شئ قد تم وانتهي، لكنه سوف يتكرر ويتجدد في صيرورة مستمرة. والإنسان هو الذي يعيد تلك اللحظة، يعيد نشأتها بالهجرة في (دروب الغناء) في مواسم معينة، مهتدياً بعلامات تركها(القدماء) علي الأرض، كما يهتدي الملاحون بالنجوم، حتي يصل الي الأماكن (الحارة) حيث تكمن الـ (كُـرُمبا) ـ روح الأرض.
من مختارات الطيب صالح 3 للمدن تفرد وحديث :الشرق
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
العزيز خالد حاكم شكراً كتير كتير ، لانو من حقهم يذكروا بس الغريبة ردك ما نزل سريع ما عارف ليه تابع معاي وضيف واتمني اي واحد من بدين يقرا البوست ده وداير يضيف اي شئ ممكن يرسل لي ايميل وانا حاقوم بالإضافة الإيميل [email protected]
شكراً مرة تانية ياخالد والي الحلقة الثامنة
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
الحلقة الثامنة ـــــــــــــــــ
بديـن ـــ خواطر وذكريات 8 ــــ النيـل في الإبريق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوجودُ الحقُ ما اوسعَِِِ في النفس مداهُ والسكونُ المحضُ ما أوثـقَ بالروحِِ عُراهُ في حناياه الإلهْ كل ما في الأرضِ يمشي هذه النُملةُ في رقتها رجع صداهُ هو يحيا في حواشيها وتحيا في ثراهُ وهي إن أسلمت الروح تلقتها يداهُ لم تمت فيها حياة الله إن كنت تراهُ التيجاني يوسف بشير وككل بقاع السودان ففي الجزيرة قباب واضرحة عابقات الطيب لمشائخ متصوفة أجلاء، فتحوا الخلاوي وأوقدوا نار القرآن، وأشاعوا في جو الجزيرة روح تسامح وإخاء، مشوا علي الأرض هوناً، تحسبهم أغنياء من التعفف، مثلوا الدين في بساطته فاخذ الناس دينهم من هؤلاء الشيوخ بالحكمة والموعظة الحسنة، وإنتظمتهم طريقة صوفية في العـقائد والعـبادات، مارسوا شعائرهم في يسر وسهولة، كانوا يؤدون الصلاة دون أن يحفظوا شيئاً من القرآن، ولا آية واحدة، أحسنهم كان يحفظ الفاتحة، يسبغـون الوضوء دون ان يعـرفـوا له سنة او فريضة، كانوا يتوجهون في صلاتهم بالدعاء إلي الله بالرطانة، يصومون ويتصدقون، يخرجون الذكاة من محصول البلح. كانوا يقيمون ليالي المولد النبوي بالمديح الجميل، والمديح من العوامل التي صاغت وجداننا بما فيها من حب وشجن وصياغة ولحن (غنائي) جميل، ومن اكثر الأشياء التي حزنت لها في السودان هو ادخال الآت الموسيقية في المديح، وتحويلها الي اغانٍ كالغناء العادي، وهذه افقدت المديح نكهتها الخاصة، وكثر شعراء المديح، الذين اخدوا يكتبون المديح دون التمتع بذلك الإرتباط الروحي الخاص بالله، ودون التمتع بالمقدرة الشعرية واللغوية التي تمتع بها الكبار، مثل (حاج الماحي) و(البرعي)، ولن تجد اليوم من يستطيع ان يقول مثل ما قال حاج الماحي، طالبين ام رمال قام الحجيج عجلان:: في نمرة الظهر جمعوا الفروض باحسان فوق عرفة الطلوع يتحنن الليمان:: مزدلفة المبيت جمعوا الحصي الحبان العيد في مني ورجمنا للشيطان:: حلقنا الشعور دبحوا الهدايا سمان فرحان الحجيج يتلابس القمصان:: والعجب العجايب لية الشيلان نوصل في مدينته النايرة ام بنيان:: وادونا الاذن ندخل علي السلطان نلقي الخير موجد والنعيم كيمان :: سيد الدار ضمن قال يا عبيد امان
انظروا الي حلاوة هذه الأبيات، وكيف التزم الشيخ بحرف النون في شطري البيت، ذالك من اصعب فنون الشعر . أكثر ما أذكره جدنا سعـدالدين وهو يصدح بالبردة، قصيدة زهير (بانت ســعاد) بصوت جميل ولغة صحيحة، يبدأ القصيدة كما هي بالنسيب: بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ :: مُتيَّمٌ إثرها لم يفد مكبولُ وما سعاد غداةَ البين إذ رحلوا :: إلا أغن غضيض الطرف مكحولُ أرجو وآمل أن تدنو مودتـُها :: وما أخالُ لدينا منك تنويلُ ثـم ينتقل الي المديــح: نُبئت أن رسول الله أوعدني :: والعفو عند رسول الله مأمولُ لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم :: أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويلُ إن الرسول لنور يُستضاء به :: مهند من سيوف الله مسلولُ الي آخر المديح في القصيدة.
وكان والدي ينشد بردة البوصيري :ـ مولاي صلي وسلم دائما ابدا :: علي حبيبك خير الخلق كلهمِ أمن تذكر جيران بذي سلم :: مزجتَ دمعاً جري من مقلة بدمِ ام هبتْ الريحُ من تلقاء كاظمة :: واومضَ البرقُ في الظلماء من اضمِ فما لعينيكَ ان قلتَ اكففا همتا :: وما لقلبكَ ان قلتَ استفقْ يهمِ ظلمت سنة من احيي الظلام الي :: ان اشتكت قدماه الضُرّ من ورمِ وشدّ من سغب احشاؤه وطوي :: تحت الحجارة كشحا مترف الإدمِ وراودته الجبال الشم من ذهب :: عن نفسه فاراها ايما شممِ هو الحبيب الذي ترجي شفاعته :: لكل هول من الأهوال مقتحمِ دعا الي الله فالمستمسكون به :: مستمسكون بحبل غير منفصمِ فاق النبيين في خـَـلْق وفي خُـلُق ٍ :: فلم يدانوه في علم ولا كرمِ كان من الأحداث الكبيرة أن يسافر أحدهم لأداء فريضة الحج، يجتمع الناس في بيته في وليمة كبيرة علي كبش اقرن، ثم يزفونه إلي مشرع المركب في سيرة ضخمة وهم ينشدون نشيد ديني مصحوب بدقات قوية من دلوكة دائرية كبيرة تدق بالجنبين، كان يربطها عمنا النور علي كتفيه بحبلين لتتدلي الدلوكة أمامه، ويحمل عصاتين في يديه يضرب بهما هذه الدلوكة بالجنبين بإيقاع معـين فينشد معه المجموعة، ولأن عمنا النور كان يعـرج قليلاً فتأتي ضربة الدلوكة مع العـرجة فتخاله يرقص، ولعـرجته حكاية طريفة لا استحضرها الآن، يودعون الحاج كأنه لن يعـود، وعندما يعـود بستقبلونه بوليمة اكبر كأنه غزا الروم او هزم الفرس، وكان من العادة أن يعـتكـف الحاج في بيته سبعـة أيام لا يخرج منه، يزار ولا يزور.
قلت ان في الجزيرة عدة قباب، فهناك قبة الشيخ ( شيخ طـويـل ابورابحة)،وهو جدي والد جدتي، وتقول الأسطورة ان الشيخ توفي ليلاً، فدفنوه في مكان حدده هو قبل ان يموت، وفي الصباح وجدوا تلك القبة الضخمة مبنية، ويقال ايضاً أنه حدث أن إبتلع التمساح صبياً من الحي، فلجأوا إليه، فأخذ إبريقه ونزل الي النهر غاضباً، وبغـرفة واحدة من إبريقه (نشف) النيل، فافتضح أمر التمساح، ووجد نفسه في العـراء، وعنــدما حــاول الهــرب جـــرياً في اليابسة، ناداه الشيخ، فجاء يرتجف، فأمره أن يلفظ الصبي، ففعـــل، فأطلق الشيخ سراحه، وأعاد النيل من إبريقه إلي مجراه فشرب منه الناس، وما زالوا يشربون. وبالقرب من قبة شيخ طويل، هناك قبة جدنا فقير علي (نيشـٍـقو)، يعني ابوقرون، ويقال انه عندما يغضب كانت تنبت له قرون يناطح بها الخصم ويرسله للقبر.
شــجرة النــــار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ادعوكَ بل انتَ تدعون إليكَ فهل ناديتُ ايّاكَ ام ناديتَ إيّائي يا عينُ عين وجودي يا مدي هممي يا منطقي وعباراتي وإيمائي يا كلُّ كُـلي ويا سمعي ويا بصري يا جملتي وتباعيضي وأجزائي يا كلُّ كُـلّي وكُـل الكُـلِّ مُلتبس وكلُّ كُـلِّـك مُلبـوس بمعنائي الــحـــــــــــلاج
و هناك قبة الشيخ عبدالحكم، وكان أمام القبة شجرة ضخمة، قالت الآسطورة، انك اذا قطعت فرعا من تلك الشجرة ودخلت بها البيت، فسوف يشتعل البيت ناراً، فتفادي الناس الحرائق بأن امتنعـوا من الإقتراب من الشجرة، رغم وجود مركز مطافئ حديث في الجزيرة، شأنها شأن كل قري السودان التي تنعم بالراحة وترفل في السعادة والرفاهية ، في ظل الخدمات التي توفرها حكوماتنا الرشيدة، الرشيقة، الأنيقة، الرقيقة، طويلات العمر بعيدات النظر، قليلات الحديث كثيرات التحديث، عفيفات الكف عديمات اللف، تلغي الكساد وتحارب الفساد، تبني البلاد وتخدم العباد، فإذا كنت في أي قرية من قري السودان وهاجمتك ذبحة قلبية، او إرتفاع حاد في ضغط الدم، أو غيبوبة سكري، لا سمح الله، فما عليك الاّ أن ترفع سماعة التلفون وتتصل بالرقم 911 مليون، فتهرول اليك عربات البوليس، والمطافئ، والإسعاف، وجماعة هيئة المياه والكهرباء، ومنسوبي وزارة العدل، وممثل من مجلس الوزراء، ومندوب من القصر، ولجنة عليا من الشريكين، كل هؤلاء يصلونك في اربع دقائق ونصف الدقيقة، ولأن وزيرة الصحة ـ حفظها الرب ـ مشغولة بمرافقة الدكتورة فينوسة شاه فضاء، وزيرة صحة كوكب زحل، والتي جاءت الي البلاد مع أسرتها للتمتع بإجازتها السنوية في منتجع سواكن الكوني، والذي اختير مؤخراً كاحسن منتجع في الكون، ولأن الدكتورة فينوسة خلقت أزمة برفضها مغادرة المنتجع بعد إنتهاء إجازتها، وقد (صبّ دمعها وقلبها ساكن) وعندما سئلت عن ذلك قالت (اصلو حار فراقك نار يا سواكن )، لكل ذلك، وريثما تحل وزيرة الصحة تلك الأزمة التي ربما أثرت علي علاقاتنا بدول الفضاء الخارجي ، فقد تكلف الحكومة وزير البترول الجيد والمعادن النفيسة شخصياً ــ حفظه الله ــ لمتابعة صحتك، والتي هي ــ صحتك يعني ــ أغلي من البترول، وأنفس من كل المعادن النفيسة، بما فيها اليورانيوم السوداني المخصب، و المدسوس في معامل كشنتة النووية السرية. وهكذا إذا إشتكي منك عضو تداعت له الحكومة كلها بالسهر والحمي، تعيش الحكومة.
(قال بعيداً عن السياسة قال) نواصــــــــــــــل
| |
|
|
|
|
|
|
rd (Re: Mohamed fageer)
|
sudaneseonline.com/][/url]
السـاقية، لا تظهر كاملة، ولكن لم اجد لها صورة كاملة من أجزاء الساقية 1 تُـكُمْ ـــ وهو المقعد الذي يجلس عليه (الأورتي) وهو الشخص الذي يسوق الثورين 2 فيشي ـــ وهو القادوس 3 مِتّـرْ ـــ وهو الحوض الملحق بالنيل الذي (يغرف) منه القادوس 4 هذا ما اعرفه ، ولمن يعرف اكثر ان يضيف
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
اموتُ وتحــيا كجـبــارْ ــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم الشهيد مـحمــد فـقـــير ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكتبُ بالعربية لكني نوبي نوبيُ المولد نوبيُ النشأة والأحلام نوبيُ الهم ونوبيُ التفكير نوبيُ الروحِ ونوبيُ الوجدانْ ::::::::::::::::::: أكتب بالعربية لكني نوبي نوبيٌ سمعي ولساني نوبي نوبيٌ ، مَسقط رأسي ارضٌ ذهبية ْ ممتدة من مروي حتي اُسوان ْ ::::::::::::::::::::::: أكتب بالعربية لكني نوبي نوبياً اغفــو نوبياً اصــحو نوبياً اشبع ْ نوبياً اشعرُ أني جـُوعان ْ :::::::::::::::::: أكتب يالعربية لكني نوبي نوبي الجينات أجدادي تـِهْراقا وبـَعانخي لا زيدٌ لا عمروٌ لا أُوسٌ، لا عبسٌ، لا غـَطفان ْ :::::::::::::::::::::: أكتب بالعربية لكني نوبي ولدتني كَـنداكة النوبية ْ في قصرٍ مَـلـَـكي غـذتـني بالعجـوة والقـنديل سقتني ماء النيل فـطمتــني بالتـَركيــن وهـدتني للأيام ملأي قلبي بالنوبية حتي الثـَمَلان ْ :::::::::::::::::::: أكتب بالعربية لكني نوبي نوبيٌ من كجبــارْ كجبارٌ أرض الميلاد كجبارٌ ـــ يا حـمـقي ــــ أرض الميعاد كجبارٌ أمْـجــــــاد كجبارٌ يا ــ قتـلة ـــ تاريخٌ وحضارة ْ كجبارُ جدارة ْ كجبارُ منارة ْ كجبارٌ في قلبى كجبارٌ في روحي مثل البركانْ :::::::::::::::::: أكتبُ بالعربية لكني نوبي نوبيٌ من كجبارْ كجبارٌ أرضي كجبارٌ بـيتي كجبارٌ قـبري بدمي أروي كجبارْ أموتُ وادفن في كجبارْ أمــــوتُ أمــ،وت أمـــوتْ وتحيـــــــا كجـبــــــارْ أمــا أن أسْــتسْــلم امّا ان اتركَ كجــبارْ محالٌ ذلك، ما في الإمكانْ كـجبـــارٌ لي فــردوسٌ وجــِــــــنانْ
تورنتو اغسطس 2007
الحلقة التاسعة بعد يومين
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
أعتـــذار
في مكالمة هاتفية، حدثني صديقي واخي الذي لم تلده امي صلاح توفيق بان ابنة الاستاذ سعيد محمد جمعة اتصلت به وسجلت احتجاج علي كنية (خضروات) التي الصقت باسم والدها الآستاذ في هذا البوست والحقيقة انا لم اكتب اسمه بل كتبه الأخ خالد حاكم في اضافته لبض الأسماء التي لم اذكرها انا، للأستاذ الجليل سعيد ولأبنته العزيزة ولأسرته الكريمة كامل الأحترام والتقدير وبالغ الأعتذار مني ومن الأخ خالد حاكم علي هذا الخطأ غير المقصود، لكم ودي وسامحونا
محمد فقير
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Mohamed fageer)
|
آسف انني انشغلت في الفترة الماضية عن متابعة كتابة الحلقات اليكم الحلقة التاسعة
بدين ـ خواطر وذكريات 9 ـــ صالح شبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ زدني بفرطِ الحسنِ فيك تَحيّرَا :: وارحم حَشيً بلظي هواكَ تسّعـرا ولقد خلوتُ مع الحبيب وبيننا :: سـرٌ ارق من النسيم اذا سَـري وأبـاحَ طــرفي نظــرة ٌامّلتها :: فـغـدوتُ معـروفا وكـنت منّكرا فدهشـتُ بين جماله وجـلاله :: وغـدا لسان الحـالِ عني مُخــبرا فأَدرْ لِحاظك في محاسن وجهه :: تلقي جـيع الحسن فيه مُـصّورا لو أن كلّ الحسنِ يَكملُ صورة :: ورآه كـان مُــهلِلاً ومُكـــبّرا
( ابـن الفـــــا رض ) شاعر المتصوفة، والحبيب المخاطب هنا هو الإله.
وهناك في منطقة جبرين، في شياخة شبة، قبة الشيخ (جبرين)، شيخ جبرين شيخ نـُوّار كما يسميه اهل المنطقة، ويقولون ( اُيْقا تبّتوجي) يعني ثبتنا، وفي منطقة (حركيا) هناك قبة ولا اعرف اذا كان هذا الإسم هو اسم الشيخ صاحب القبة، سوف اسأل عنه، وهناك في ابوجازة، في شياخة تشي، قبة الشيخ (محمد ـ شوكت الكبير)، وهو والد حامد(صوفي) الكبير، والذي هو والد بحرية وحاج فرحان، وبحرية هذا هو والد آمنة فقير، والتي هي والدة أستاذنا جعفر عباس، وجدة زميلنا في المنبر، اخونا العزيز عبدالوهاب همت، واستاذنا جعفر هذه الأيام في السودان، مستمتع بمراسم (زواجه) اُوووووب صوري، اقصد زواج ابنه غسان، دامت الأفراح، وعقبال الباقين، وهذه الأسرة حسب الأخ (حسن حامد)، تـُكَـنـّي اي حامد في الأسرة بلقب (صوفي)، والإمام الحالي لجامع شوكت، هو عمنا محمد حامد(صوفي)، وفي تلك المنطقة، وعلي شاطئ النيل، كانت هناك مقبرة تنسب الي شيخ اسمه (شيخ موسي ود بُرو)، وكان الأطفال عندما ينزلون الي النهر للسباحة ينادونه ويقولون (شيخ موسي ود بُرو، اُلْمِن اَقلـّلا كُكُندي ويكا إدِرْ)، الأُلـُمْ هو التمساح، والككندي هو حجر صلب ضخم قوي، يدق به (الكُجـِر) في الأرض ، والكجر هو الوتد الذي تربط فيه البهائم، وكان النداء كأنه يقول، امنع عننا التمساح بان تضع في فمه حجراً، ويقال انه في الفيضانات، كانت المياه تغرق المنطقة التي فيها القبر، ولكنها لا تغرق القبر، وقد نقل قبر هذا الشيخ من قرب الشاطئ الي المقابر. ولم اتمكن من ان اعرف اذا كانت هناك (قباب) اخري في الجزيرة، ولكن وحسب إجتهاد الأخ معتصم عبدالفتاح، وهو إجتهاد اراه صائباً، ان الأجزاء الجنوبية من جزيرة بدين جديدة لحد كبير مقارنة بالمناطق الشمالية منها، والقباب مباني قديمة، ولذلك فلا توجد قبة في سقدان وسلنارتي، وهنا انوه لكل من يعرف غير ذلك ان يعرفنا، ولتكن كتابة هذه السيرة عن بدين جماعية، بمشاركة الجميع.
صالح شـبر ـــــــــــــــــــ أما أكثر الشخصيات الدينية شهرة فقد كان شيخنا الأُستاذ صالح شبر، عليه الرحمة، كان ازهرياً مجيداً، جاءنا من الأزهر بعـلم غزير، والي علمه الغزير، كان شيخنا صالح، بهي الطلعة، طاغي الحضور، قوياً مهاباً، وكنت في منتهي الحيرة كيف اكتب عنه، وماذا اقول، ولكن صديقي واخي الآخرالذي لم تلده امي، علي عبدالرحيم ابسكو، كفاني عن تلك المهمة، فارسل لي هذا الحديث الشيق عن شيخنا الكبير صالح شبر، واليكم حديث الأخ علي:ــ
((بعد خصام طال مع القلم، وعشقاً مات في داخلي مع الأدب، كما ماتت اشياء كثيرة أخري، استميحك اخي محمد عذراً، لأحاول الكتابة هنا، عن الرجل الرمز، الرجل الأمة، الرجل الذي تصدي لإصلاح مجتمع بدين وحده، في زمن كان فيه، بعض ائمة المساجد عندنا، كما في كثير من بقاع الوطن الإسلامي، يدعون لنصرة السلطان عبدالحميد، كانوا يدعون لنصرته، في خطب كتبت قبل مئات السنين، دون ان ينتبهوا الي ان السلطان مات وشبع موتاً، هذا الرجل الرمز هو الشيخ صالح شبر، ومَنْ مِن بدين لا يعرف صالح شبر، وانا لا ادعي انني الأجدر بالكتابة عن هذا العبقري، ولا ادعي معرفة كاملة عن حياته، ولكني سأكتب عنه، لحدث شهدته، وما زالت أحداث ذلك اليوم عالقاً بذهني، بكل تفاصيله، رغم تمتعي بذاكرة خربة . صالح شبر، يا أحبتي، كان مدرسة تربوية، ومصلحاً دينياً، وعالماً إجتماعياً، وصاحب رسالة، عاني ما عاني من أجلها، تحمل الأذي الكثير، حتي انه تعرض للضرب المبرح، ولكنه تحمل من اجل رسالته النبيلة، كان الشيخ صالح عبقرياً في وطن ارخص بضاعة فيها هي العبقرية، كما قال المبدع الراحل الفاضل سعيد، كان أزهرياً متعمقاً في امور الدين، وكان واعظاً يمر علي كل مساجد بدين، والقري القريبة، الي الشرق من الجزيرة والي الغرب، كنا نراه في مسجدنا مرة كل ثلاثة اشهر، وما كنا نجرع من بحر معرفته، تفوق ما تعلمناه في سنوات من غيره. كان صالح الصالح هذا، يملك موهبة في الخطابة، وطريقة بسيطة وسلسة في توصيل المعلومة، لم ار مثلها حتي هذه اللحظة، كان يملك (الكرزما) ، وهي ميزة عرفنا اسمها العلمي فيما بعد، ولكننا كنا نحسها فيه، الكرزما التي يتباهي بها ساسة العالم اليوم، لم يستعمل كلمة واحدة، فوق استيعاب البسطاء من اهلنا، الاّ وقام بشرحها باسلوبه المبسط الخفيف، كان ظريفاً يُضحك كل من في المسجد، ولكنه كان يستعمل الظرف ليغلف به جرعات قوية من امور الدين والعقيدة. تملك ناصية اللغـتين العربية والنوبية، كانت خطبه ومواعظه بليغة وممتعة، كان يلقي خطبه بالعربية وبصوت جهوري، ثم يترجمها الي الرطانة ، وكان كثيراً ما يطلق الكلمة بالرطانة فلا يعـرف الناس معـناها، فيضطر الي شرحها. وكان له مقدمة خاصة به، يقـولها قبل الخطب، ولم أسمع مقدمة أبلغ ولا أشمل من تلك المقدمة، لو وجدتها لكتبتها هنا، ولكنها ضاعت ولم تسجـل، كالكثير الذي ضاع وكان جديرا بالتسجيل. وكان لا يخاف في الحق لومة لائم، يهابه حتي الأئمة والوعا ظ ، شعاره قول الفاروق رضي الله عنه ( الرجل اذا مشي اسرع، واذا تكلم أسمع، واذا ضرب أوجع )، وكانت له غضبات مضرية في حق الله، يفقـد صوابه معها فيخاف الناس ويعيشون في رعب، كان له الفضـل في محاربة الكثير من البدع والعادات التي لحـقت بالدين الحنيف، كان يتحدي أئمتنا ويحاول ان ينتقل بهم الي مرحلة ادراك وفهم صحيح للدين، كان يحاول ان يقول لهم ان المساجد ليست لأداء فرائض الصلاة فقط ، بل منها تنطلق حركة اصلاح المجتمع باسره، كانت رسالته واضحة وصريحة، لا بد من تطابق قولك مع عملك، تلك كانت فلسفته التي طبقها في نفسه، قبل ان يطالب الناس بها، وعدم تطابق القول مع الفعل، هو بالضبط ما يفسر امتلاء المساجد بالناس، وفي نفس الوقت تفشي الفساد الكامل في المجتمع . في عهد الطاغية نميري، تم زيادة اسعار السكر والقمح، وأخذ هذا المصلح موقفاً من هذه القرارات الجائرة، فحرم علي نفسه اكل منتجات القمح والسكر حتي مات، ويحكي ايضاً ان احدي نساء الحي، جاءت لتسال الشيخ عن راي الدين في امر ما، ولم يكن الشيخ موجوداً، فإجتهدت زوجته من عندها وأفتت للمرأة في المسألة، وكانت مخطأة، وعندما علم الشيخ بما حدث، لم يتواني ان يحكي هذا الموقف في كل المساجد، محذراً الناس من خطورة ان يفتي من لا علم له في امور الدين، لم يكن غرضه التشهير بزوجته، ولكنه احس بخطورة الأمر وما يمكن ان يترتب عليه، ولنقارن هذا بكل ما يحدث الآن، الكل يفتي ويكفر ويفسر كما يريد، الكل يتحدث في امور الدين كما يتحدث عن مباراة كرة قدم، دون معرفة، كثرت الإجتهادات فكثرت الخلافات، وكثرت الفرق الدينية. أما الموقف العجيب الذي شهدته مع هذا الشيخ، فإنه كان علي خلاف مع إمام احد مساجد الجزيرة في مسألة دينية، ولكن الإمام حول الخلاف الي مسألة شخصية، فعندما جاء الشيخ صالح الي المسجد للوعظ بعد صلاة الجمعة، وفور الإنتهاء من الصلاة، غادر الإمام ، وطلب من المصلين مغادرة المسجد، فور صعود الشيخ للمنبر، فتبعه البعض، ووقف الشيخ في المنبر يتابع الخارجين بهدوء، ثم قام بعد من بقوا من الرجال في المسجد، وكان العدد إتنا عشر رجلاً بالضبط ، فقال الشيخ صالح، سبحان الله، هذا هو نفس الموقف الذي مر به الرسول(ص)، عندما جاءت القافلة التجارية بعد طول غياب، تركه الناس واقفاً وذهبوا الي تجارة ولهو، فنزلت الآية (ولما رأو تجارة ولهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً ) وشرح الشيخ صالح كيف ان الرسول قام بعَـدّ من بقي من الرجال فكان نفس العدد، ووضح كيف ان الرسول قال للمصلين في ذلك اليوم، ان الله رحم اهل هذه الديار، وحماهم من مصيبة محققة، بفضل هؤلاء الإثنا عشر رجل، ثم وجه حديثه الي المصلين في صوت حزين وقال، لا ادري ماذا كان سيحدث في هذا البلد اليوم ان لم تبقوا، هذا موقف حضرته بنفسي، ويعيش في داخلي من ذلك اليوم، ألا رحم الله صالحاً، وبارك في ذريته، لم تمهله المنية فـفـقـدته المنطقة كـلها في عمر مبكر.))
الي هنا وانتهي حديث الأخ علي، والحقيقة ان الجزيرة إحتفت بذكراه العطرة، فأقامت بعض المراكز باسمه، كمركز صالح شبر الإسلامي في سقدان ، وهذه الحلقات مشروع كتاب عن بدين، وارجو ممن لديه معلومات عن الشيخ صالح افادتنا بها، فهو من الشخصيات الأساسية في الجزيرة، رحمه الله صالحاً واسكنه الجنة.ً
نواصـــل
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: Mohamed fageer)
|
وهناك في ابوجازة، Quote: وهناك في ابوجازة، في شياخة تشي، قبة الشيخ (محمد ـ شوكت الكبير)، وهو والد حامد(صوفي) الكبير، والذي هو والد بحرية وحاج فرحان، وبحرية هذا هو والد آمنة فقير، والتي هي والدة أستاذنا جعفر عباس، وجدة زميلنا في المنبر، اخونا العزيز عبدالوهاب همت، واستاذنا جعفر هذه الأيام في السودان، مستمتع بمراسم (زواجه) اُوووووب صوري، اقصد زواج ابنه غسان، دامت الأفراح، وعقبال الباقين، وهذه الأسرة حسب الأخ (حسن حامد)، تـُكَـنـّي اي حامد في الأسرة بلقب (صوفي)، والإمام الحالي لجامع شوكت، هو عمنا محمد حامد(صوفي)، وفي تلك المنطقة، وعلي شاطئ النيل، بمشاركة الجميع.
|
الكريم ميمد
تحيه عطره
شدتنى هذه العروس الجميله التى تم زفافها
بين مزارع بــــدين وحقولها ووديانها
هذه العروس الجميله و هى تلبس ثوب زفافها الابيض
و تتمختر بين مدن السودان كانها طاؤؤس .
ميمد انت كتبت عن جدودى وعن اعمامى و بما فيه الكفايه
و اشكرك
على هذا الاسلوب الرقيق من شخصك
انا من تشى وو ابجازه من بدين من هذه الارض الحلوب
التى اعطتنا ولم تبخل بخيرها علينا
طبعا جدنا الكبير محمد كنه كان تاجر اقمشه بين السودان و مصر و حلفا
وسمعت من حاج الشيخ كنه و محمود حسن كنه قالةا عندما كان يتعاركون مع الحدحيد
كانت عندهم مقوله مشهوره الى اخوان الحداحيد كانوا بقولوا ليهم تبت تبت جلى مرجه
للمعلوميه الاخ حسن حامد عبدالكريم موجود بالولايات المتحده الامريكيه و لقد تم عقد
قرأن ابنته
مبارك محمد عبدالكريم خيرى
مبارك كنه
تحيـــــــــــــــاتى
| |
|
|
|
|
|
|
|