|
فرحة العيد..هل هى روحانية أم عادة أم تأتى وفق الظروف؟؟
|
هذا الكلام كتبته ليلة العيد الماضى وما جعلنى ان أنبشه هو عودة العيد دون(أن يأتى بأمر فيه تجديد) بيد انى اضيف اليه بعض الشطوط والمحدَّقات والعلتى حتى يواكب عيد الأضحى.
فرحة العيد هل هى روحانية أم عادة أم تأتى وفق الظروف؟؟
شاذلى جعفر شقَّاق
بالأمس القريب كنا نطالع شهر رمضان الكريم,بل لم نزل نستنشق رائحة (الحلو مُر)حتى اختلطت بها رائحة (الخبيز)معلنةً العيد المبارك,وانَّ أعظم ما استوقفنى فى شهر الصيام امرٌ سودانى أصيل عسى أن يكون رداً من صلب الواقع ومن عين الحقيقة على الذين يقفون سداً منيعاً أمام التعايش الدينى والاثنى والاجتماعى بين الشعب فى بلدى الحبيب, وكان ذلك عندما دعانى صديقٌ للافطار فى شهر رمضان بمنطقة( ام بدة الأمير )وهناك وجدت نفسى فى حضرة السيد (وليم ليم)ذاك الابنوسى القادم من جنوبنا الرائع,ذاك السودانى الذى يعتنق المسيحية التى لا تمنعه من تهذيب ونظافة (الضرا)أمام منزله,والضرا هو مكان الافطار على رصيف الشارع العام ,وأوَّل من يُحضر مائدته هو السيد وليم والذى يحلف بالطلاق على مارة الطريق حتى يجسِّد حطمة الافطار خارج المنازل تجسيداً يفشل فيه كثيرٌ من المسلمين ذوى الجاه والثراء واصحاب العمارات السوامق والليالى المخملية ,انه وليم السودان الاخضر الذى نتطلع اليه فى سماء الحب والسلام والحرية والديمقراطية .وعندما فاحت نسائم العيد امتلأت الحدائق العامة والمتنزهات بالأطفال والأسر والشباب وهم يحملون الأمانى والفرح ووهناك تجد دون ملاحظة أنَّ الاخوة المسيحيين يشكلون حضوراً يضاهى حضور المسلمين ,والعكس صحيح عندما يهب عيد (شم النسيم),الأمر الذى جعلنى أجرى بعض الاستطلاعات غير الدقيقة حول عنوان المقال أعلاه رغم انى من الذين مرَّ عليهم العيد مرور الليث بالرمم حيث كنت أقضى ليلة العيد ويومه الأول خارج المنزل ترافقنى سلوى مريرة تقول:المعايش جبَّارة -وخلصت منة تلك الجولة رغم تباين الآراء ,وروافدها الكثيرة التى غالباًما تصب فى محيط الفرحة المنقوصة اذا كانت ألسن البسطاء هى الناطق الرسمى باسم الشعب ,وهل هو الا المقياس المنوط بنا استخدامه ؟؟وكثيراً ما كنت أسمع (العيد عيد أطفال)أو (العيد أصلو ضحوه)وعندما تُقال هذه العبارات من طرف اللسان ليس تقليلاً من شأن العيد ولكن استسلاماً ضمنياً بعدم الثبات أمام مستلزمات العيد حتى تكتمل الفرحة ,أما أصحاب الجراح (النيَّه)والمآتم الجديدة لم يستشعروا هذا العيد انما يتجرَّعون ذكريات الماضى -وكنا وكان- وكان من عاداته كذا -وكانت تفغل كذا-,بالنسبة لهم العيد آلة تفتِّق جراحهم التى لو يكتمل اندمالها ,وعاصفة تشعل نيران الذكرى الاليمة ,وفجوة كبيرة لم تملأها فرحة العيد ,سيما اذا كانت الفجيعة موتاً وفقراً,وحتى عندما يأتى التعبير الروحانى عن وحشة رمضان بعد أن ذهب الظما وابتلَّت العروق تسمع مثل (يا حليل رمضان فات بخيرو)او(انشاء الله نرجاهو طيبين)أو بعض الامتعاض فى مثل (البركة فى الموية الزرقاء دى)ا.ا هذا وكل عام وشعبنا يردد (كل عام وانتم بخير)ونحن فومٌ ننتزع الفرح من الترح ولو بعض حين والتحية لاطفالنا الذين يعضون بنواجذهم على حلوياتهم ,والى أطفالنا الذين تذوب حلوياتهم على السنتهم ,وكل عام والبلد ينعم بالأمن والاستقرار والعدالة والديمقراطية.ا عيدية حزين:ا العيد جاءنا أشعثاً يستنفر الأحزانَ من كل البقاعْ العيد جاءنا أغبراً والعشق مصلوبٌ على جُدُر الضياعْ والضاريات من الخطوب توافدت لتمزِّق الأحلامَ كالأُسْد الجياعْ والراكضون على الطريق يهزهم ويروعهم هذا الصراعْ لم يشعروا بقدوم عيدٍ جاء كالسرِّ وذاعْ فالحقُّ يمشى راجلاً والصدقُ يركبه الخداعْ
|
|
|
|
|
|