|
أين قيقم واليمنى وشنَّان؟؟؟
|
أين قيقم واليمنى وشنَّان؟ شاذلى جعفر شقَّاق الشعر والايقاع والغناء والرقص أربعة دواب يمتطيها الشعب السودانى عبر مسيرته التاريخية الضاربة فى القدم ,يعبُر بها طرقات الحياة المختلفة والمتنوعة,ويعبِّر بها عن فرحته ونشوته الروحية والصوفية بل حتى همته العملية ورغبته البكائية.ا ومن الطبيعى أن يعانق الشعر الغناء ويناغم الايقاع الرقص فى المناسبات الخاصة من زواج وختان ونحوها شاننا فى ذلك شان كثير من شعوب العالم,وكذلك الرقص فى حلقة مديح المصطفى(ص) حيث يرقص الاشمط الوقور رقصاً يُطرب الحسان,ومثله فى حلقة الذكر على ايقاع (النوبه) على طريقةٍ تقارب الرقصات الافريقية ,ولم تقصر هذه الفنون على باحات المنازل والدور ولكنها تخرج معنا الى الى ساحات المزارعين الكادحين والعمَّال المتكاتفين ونرى ذلك من خلال أغانى الزراعة والحصاد والنفير,ثم ترجع مرَّةً أخرى متشحةً بثوب السواد الى سرادق المآتم حيث المناحات بالضرب على القرع داخل الماء والرقص بالسيف تعبيراً عن الحزن والفجيعة,وفى كل ذلك تنساب هذه الرباعية( الشعر-الايقاع-الغناء الرقص)من منبع الابداع الى مصب الوجدان فى تلقائية محضة لا يشوبها تكلُّفٌ ولا صنعة.ا ولكن دخول السياسة المباشر الى حلقة الغناء والرقص غيَّر كثيراً من ملامحها ولونها وطعمها ,سيما فى الآونة الأخيرة من تاريخ البلاد واذا أخذنا فتلرة حكم الانقاذ نموذجاً نجد أنَّ الاغنية تشكَّلت وفق متطلبات المرحلة السياسية الأولى من عمرها فطفحت على السطح كثير من الاشعار ذات الصبغة الدينية والجهادية فتلقفتها مؤسسات التربية والاعلام الحكومى,وجرت على ألسن الأطفال ودندنت بها النساء داخل الحجرات والمطابخ,وبالتالى طُمست أغانى أُخر وفنانون آخرون,وقد لمع من المغيين لهذا اللون (المسيَّس)على سبيل المثال عثمان اليمنى فنان الطنبور الشهير الذلى ساهم مساهمة فاعلة فى نشر أغنية الطنبور ولكن انخراطه فى هذا الاتجاه الجديد جعله يتجاوز الكلمة واللحن والايقاع الشايقى احياناً الامر الذى أفقده كثيراً من جمهوره, وكذلك المغنى محمد الحسن قيقم الذى تخصص فى الهاب مشاعر المقاتلين ,وأيضاً عبد الرحيم شنَّان الذى ظل مرافقاً للرئيس فى كثير من جولاته الميدانية,وغيرهم.ا ولكن بعد ان تقلَّبت الامور وتغيَّرت المقاييس بعد اتفاق الحكومة والحركة الشعبية اقتضت المرحلة تشكيل الكلمة والغناء مرَّةً أخرى ,وحتى الآن لم يعرض علينا هؤلاء المغنيين بضاعتهم الجديدة فى ثوبها الجديد الذى يوافق السودان الجديد,ولا ندرى ما الامر الذى جفَّف منابعهم ,هل ترجَّلت عنهم الحكومة بعد ان أوصلوها الى هذا المقام ؟أم انهم تنحوا حتى يفسحوا المجال ليدر الضرع لغيرهم كما در لهم ؟أم ماذا.؟ لهفى على وجدان الشعب السودانى الذى تُشدُّ أوتارها صباح مساء ,هل هى ارضٌ خصبة تقبل كل ما يُزرع فيها..أم كل ما يُزرع فيها خصب ينمو أينما زرع؟ فالشعب مثلاً يحفظ اكتوبريات الفنان (وردى) ويميل مع ملحمة(ود الامين)ويطرب لأشعار (محجوب شريف)ويعرِض مع (دلوكة)قيقم ويكبِّر ويهلِّل ويردد هلالويه..هلالويه!!!ا
|
|
|
|
|
|