|
صكُّ الوفاء
|
صكُّ الوفاء شاذلى جعفر شقَّاق
إنى حططتُ الرَّحلَ فى بيتِ القصيدْ وعلمتُ كلَّ مُخبَّأٍ وفُجعتُ بالحقِّ الفقيدْ فعلام وقَّعتِ على صكِّ الوفاءِ بلا رصيد وعلام عنْوَنْتى الرسائلَ ثمَّ أرسلتِ البريد أوما عرفتِ الصَّيْرَفىَّ سيكشفُ السِرَّ العنيد ولديه من حاسوبِه الوافى رقيبٌ أو عتيد فسلبتِ منِّى ثروةَ الإخلاصِ والحب الأكيد وتَرَكْتِنى صفرَ اليدين وراءَ قضبانِ الحديد هل من جزاءِ الصبِّ أن يبقى سجيناً أو شريد؟ والى متى أرمى سهامى فى الفضاءِ ولا أصيد؟ وينومُ حظى مثل أهلِ الكهفِ من خلفِ الوصيد
وندبتُ أيَّامَ الهوى بين الصبابةِ والنحيبْ
وأماطَ عنِّى الدَّهرُ ثوباً كان للحبِ قشيبْ
العمرُ أيكٌ والسحائبُ قد روتْ تُرباً خصيب
وبرغمِ ذلك ضاعت الأيَّامُ فى الزمنِ العجيب
فتساقطتْ أوراقُها حزناً على الغصنِ الرطيب الهمُّ يرتعُ فى الحنايا ..يُتلفُ القلبَ الوجيب
لكم تهرولُ هاجَرٌ فى ذلك الوادى الجديب
كم عطَّر الكونَ الربيعُ بنسمةٍ هيفا وطيب ولكم تقاسمنا الهوى لم ننس للدنيا نصيب فأصابنا وصَبُ الزمانِ وأعجز الداءُ الطبيب
والعقلُ يهتفُ بالفؤاد اهجر غرامَكَ والحبيب
واجعل فؤادَك قِبلةً للبؤسِ والشِّعرِ الكئيب
لكنَّ قلبى قال :لا لن انحنى إنِّى لبيب
الكونُ أغرق نفسَه فى لُجَّةِ الليل البهيمْ
عبس الوجود وإنَّه بالغيظِ ممتلئٌ كظيمْ
كلُّ الحياةِ مآتمٌ ..كلُّ النعيمِ جحيم
فرعونُ جاء مُعزِّياً يُلقى عصا موسى الكليم
والجهلُ يصرخُ بالورى إاتوا بلقمان الحكيم
الأرضُ كلُّها فتنةٌ يا قصةَ العهدِ القديم
جَلَبْتِنى فى سوقِ بخسٍ للوشايةِ والنميم
وأضَعْتِى حباً يافعاً يتوشَّح الخلقَ القويم
فإذا الوفاءُ تمزَّقتْ أردانُه كابن العديم
إدفِن فؤادَكَ وهو فى عمرِ الفطيم
ثمَّ قُلْ واكتُب : وداعاً أيُّها القلبُ اليتيم
|
|
|
|
|
|