|
مـالى وللسُّفنِ البعـــيدة ؟!
|
مـالى وللسُّفنِ البعـيدة ..
شاذلى جعفر شقَّاق
وركضتُ فى طرْفِ الترقُّبِ
زائغاً يجتاحنى حدْسٌ
فأمنحه اصطبارا
أزِفَ الهطــولُ على القفـارِ
فهشَّتِ الأرضُ الغبارا
وتكلَّم الأفقُ الشفيفُ
مهاتفاً فطفقتُ من
برَدِ الحديثِ دِثارا
إسمى على شفَةِ الوصول
صبابةٌ تستمطر الأشعارا
هذا أوانُ الطَّلْقِ يابوحاً
تلثَّم بالكناية
وارتدى وجــهاً مُعارا
وهمستُ فى أُذنِ (المعرِّى)
بالذى قد رابه يومــاً
فصوَّت واستجارا
فتعلَّقتْ عيناه فى حُجُبِ البصيرةِ
برهةً ..شَغِفاً تنحنح واستدارا:
يا أيها المَسبىُّ من رهطِ الهوى
غُلَّتْ يداكَ وحاصر الليلُ النهارا
من أىِّ عصرٍ يا عديمَ الأُذنِ
تنبشنى أنيساً ثم تسلبنى الوقارا؟
ما أنت أوَّلُ من هوى فى
لجَّةِ الصوتِ النميرِ فغارا
- أنا كم سمعتُ وكم طربتُ وكم ثملتُ
وإنما قد حطَّ فى أُذنىَّ عصفورٌ وطارا
فاستوطنت ألحانُه فى مسمعى
فغفوتُ فى بيتِ القصيدِ محصنَّاً
صلَّى ..توكَّل .. واستخارا
ورفعتُ للحلم البعيد بيارقاً
ما هزَّ كتفيه ولكن كلَّما دانيته؛
انزاح عنِّىَ أو توارى
ما لى وللسُّدُفِ البعيدة إننى
بالكاد ألمس مرقدى متأبِّطاً
رهقَ النهارِ قتارا
ما لى وللسفنِ البعيدة
إننى فى الشَّطِ معصوب الرَّحيل
متيَّمٌ عشق البحارا
أنا ما نفضتُ سريرتى
لكننى فرَّقتُ بين البوح
والصمتِ اللعينِ شجارا
وخلعتُ فوق الُملهمات عمامتى
ما ضرَّ تسكابُ اللجين نضارا
ومددتُ للشمس الوضيئةِ شمعةً
وغرستُ فى جوفِ البحارِ مُحارا ..!!
|
|
|
|
|
|