دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قريتنا تروى الحكايات ...
|
(1)
شاى (كدودة)
اسمه (كدودة) ، مربوع القامة ، يرتدى السُمرة لوناً ، فاحص النظرات ، لا يخلو من حكمةً وهو
(يباصر) الحياة .
كان خبيراً بأبراج السماء ، وفصول السنة وفواصلها ، والمواسم الزراعية ومواقيت بذر البذور ،
وشتلها وحصادها . ثم كان شاهداً عياناً بل مودعاً لكل الأرواح التى صعدت الى السماء فى عهده من
داخل القرية ،كان يمسح عين المتوفَى الشاخصة كأن يربِّت على رأس طفلٍ فى رفقة أبيه .ثم يرفع يديه
داعياً بالمغفرة كأن يبارك عقداً ميموناً ؛فهو لا يرفع حاجب الدهشة حتى فى لحظة ميلاد الفجيعة .
واذا أشار الى مريض أن لا جدوى من علاج الطبيب ؛ تسابقت النساء الى (الحنَّاء) و(الدِّلْكة)
و (حُفْرة الطَّلح) يمنَّين أنفسهن بمعاشرة زوجية قبل نهاية الاسبوع أو الشهر ،فأزواجهن
بالمدينة -قطعاً- سيتركون مشاغلهم فوراً ويأتون للقيام بواجب العزاء المرتقب -وفق ماأفاد
خبير الموت واختصاصى حبل الوريد والودجين .
ولكن أشهر ما كان يمتاز به (كدودة) هو مقدرته البارعة فى تتبُّع الأثر (قص الدرب) ؛ما أن تقع
عينُه على أثر قدم اللص الأول حتى تَتَبَّعه الى أن يفضى به الى صاحب القدم ، فالأمر عنده سِيَّان؛
اذا سلك هذا اللص الرملَ أو الصخر ، دخل القش أو صعد الجبل ، سلك طريق العربات أو قطع البحر ،
سرى حافياً أو استبدل نعله ، جرَّ شوكاً خلفه أو حمل أثره فوق رأسه ؛فانَّ (كدودة) -لا محالة-
ممسكٌ بتلابيبه .
بل كان يذهب الى أبعد من ذلك ؛اذا عُرض عليه نعلٌ عرَّف صاحبه باسمه أو نسبه الى أسرة بعينها
،ولمعرفته التَّامة بمعظم اللصوص - من واقع مركزه العُرفى والاجتماعى - كان يسمى اللص من أول
نظرة لخطوته الأولى فى موضع الحدث ؛كأن يقول - مثلاً- هذا فلان من اصبعه هذا النافذ من مقدمة
النعل ، وهكذا ...
ولكن اذا أمعن (كدودة) النظر فى الأثر وادَّعى انه يستجدى الفراسة كأن يخلِّل لحيته البيضاء
بأصابعه ، أو يزحزح طاقيته على رأسه يمنةً ويسرة ،للأمام والوراء ،ثم انصرف الى بيته دون كلام؛
علم الجميع دون شك أن ثمة علاقة بين السارق وأهل المنطقة تمنعه من البوح وتتبع الأثر ،فتتم
معالجة القضية بصورة أُخرى .
كان (كدودة) مَعْلَماً من معالم القرية بل كان جزءاً من ثقافة الطفولة والشقاوة ،ان انسى لا انسى
اذ نزُّجه فى أهازيجنا ونحن (ندودِرْ) القمارى للايقاع بها فى شراكنا ونغنى معها :
ناس كدودة جو ... جابو العيش وجو
جرِّبوها .. مع مراعاة أنَّ للقمارى أكثر من نغمة وهى تردِّد اناشيد الحياة والخلود .
وفى ذات ليلة قمراء بينما كان (كدودة) يُلقى آخر نظراته الفاحصة حول القرية قبل خلوده للنوم،
فانه سمع أرجل ابلٍ مزجورةٍ تلتهم الليلَ التهاماً ،فتعرَّض لها ودعا أصحابها أن يرتاحوا عنده
قليلاً ثم يواصلوا المسير وألحَّ عليهم فى ذلك حالفاً (يطلاق التلاتة) فاقتنع اللصوص الأغبياء
خصوصاً انه لم يسألهم من أنتم ؟ ومن أين أتيتم ؟ والى أين تتجهون ؟ وما شأن الابل المزجورة؟
ولكنهم طلبوا اليه أن يقدِّم لهم (شاى ) فقط حتى يجبروا خاطره .
وهناك فى ساحة الديوان أخذ (كدودة) ينادى زوجته : (يا بِت نَسْرى هوووى ..الشاى ..سريع ..
الناس ديل مستعجلين ) .
ثم أخذ يطرِّز هذا الفراغ بالكلام الشيَّق ، والأُنس الحميم ، والقصص الجميلة ،وبين كل قصة
وأُخرى ينادى زوجته : ( يا بِت نَسْرى .. الشاى وينو ؟ يا مَرَة انت بِتْسوّى فى شنو ؟ ) .
أيقن كدودة أنَّ الابل مسروقة ،وأنَّ أصحابها يطاردون اللصوص ، وأنَّ الذعر فى عيونهم يُشير الى أنَّ
المسافة بينهم وبين (القَفَر) ليس بعيدةً ، لذلك فهو يتعمَّد استبطاءهم .
فكلَّما تزمَّر الضيوف أقصد اللصوص من الانتظار وهمَّوا بالمغادرة جدَّد كدودة (طلاقه بالتلاتة) ثم
نَهَر بِت نَسْرى : (يا مَرِة ما تجيبى الشاى تجيك الطاوية حُباله.. يا مَرَة اتلَحْلَحى شويه ..
الناس قِدَّامُن سفر ) .
ثم يعود الى أُنسه مرَّةً أُخرى ، وبينما هم يتعاطون السَّمر المفتعل ويحتسون نار الانتظار المهلكة؛
اذا( بالقَفَر ) -أصحاب الابل المسروقة - يهجمون عليهم .
فشرب اللصوص مقلب (شاى كدودة) ...
شاى كدودة الذى أصبح - الى يومنا هذا- مثلاً يُضرب للمرأة البطيئة المطبخ .
لمسة أخيرة :
(بِت نَسْرِى) لم تكن موجودة بالمنزل ، بل كانت فى قريتها جزيرة (نسرى) تقوم بواجب عزاء هناك .
وهاكم شاى كدودة ده ...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
Quote: تسابقت النساء الى (الحنَّاء) و(الدِّلْكة)
و (حُفْرة الطَّلح) يمنَّين أنفسهن بمعاشرة زوجية قبل نهاية الاسبوع أو الشهر ،فأزواجهن
بالمدينة -قطعاً- سيتركون مشاغلهم فوراً ويأتون للقيام بواجب العزاء المرتقب |
أكيد في القرى حول عطبرة لأنه مسموح للعامل أن يتغيب ثلاثة أيام أذا ذكر أنه رافق الميت أو ذهب للعزاء
يا كدودة
سرد جميل
يلا الرقم (2)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: المسافر)
|
Quote: ولكن اذا أمعن (كدودة) النظر فى الأثر وادَّعى انه يستجدى الفراسة كأن يخلِّل لحيته البيضاء
بأصابعه ، أو يزحزح طاقيته على رأسه يمنةً ويسرة ،للأمام والوراء ،ثم انصرف الى بيته دون كلام؛
علم الجميع دون شك أن ثمة علاقة بين السارق وأهل المنطقة تمنعه من البوح وتتبع الأثر ،فتتم
معالجة القضية بصورة أُخرى .
|
و هكذا كان يفعل عمنا البلال قبل أن تقعده الآيام
العزيزشاذلي
تحياتي و يا سلام علي التصوير البديع لبعض ملامح الحياة في قرانا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: Dr. Abdalla Siddig)
|
أخى العزيز
د . عبد الله
تحية الشعر النضيرة
Quote: و هكذا كان يفعل عمنا البلال قبل أن تقعده الآيام
العزيزشاذلي
تحياتي و يا سلام علي التصوير البديع لبعض ملامح الحياة في قرانا |
وهكذا - يا اخى - توارى عمنا (البلال) و جدنا (كدودة ) خلف جبل التاريخ
وأصبحا وأصبحت هوايتهم ضرب من ضروب الفلوكلور
رغم ذلك - يا عزيزى - أجدنى استطعم ماضيهم كأنه يستوى
على ذكرى هادئة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: المسافر)
|
الاخ المسافر
تحياتى
Quote: أكيد في القرى حول عطبرة لأنه مسموح للعامل أن يتغيب ثلاثة أيام أذا ذكر أنه رافق الميت أو ذهب للعزاء |
قرَّبتَ ما مشيت بعيد
Quote: سرد جميل
يلا الرقم (2) |
الجميل هو أن ترى ما أراه بعين القرية الصادقة
كن مترقباً الرقم (2) انشاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
(2)
هبهبه ساكت :-
ثلاث رايات ذابلة مغروسة فى قلب الصقيع،
تصفِّق مع الريح مثل فرخٍ ذبيح .
تتشبَّث بهن امرأةٌ باليةٌ طاعنةٌ فى القِدَم ،تتمرَّغ بالتراب،
تهمهم للوهم ، تناجى العدم ، وتُلقى بما فى بالها على وجه السراب،
وتعلِّق أمانيَّها على (شِعبة) الهواء ؛ شفاء المريض ، عودة الغائب ،
رخاء المعيشة ، و طلاق الضُّرَّة ، كلها معلَّقةفى الهواء ،
كلُّ شئٍ فى ذلك الصقيع معلَّق فى الهواء . جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
انه (البيان) بيان الشيخ (ود حسونه) الذى يُروى فيما يُروى عنه ،
أنَّ امرأةً زارها (ود حسونه) فى منامها ثم (بيَّن) لها نفسه هناك ..هناك فى الصقيع .
ونحن ذاهبون الى أو قادمون من المدرسة كنا نستبق فيما بيننا
نحو (البيان) آملين فى العثور على قروش (البياض ) التى تدسها
النساء بين حجار سور البيان ، أو يدفنها الرجال فى ساحة السور النظيفة .
وكان عثمان ود حسن (شيخ الطير ) أسرعنا عدواً -حين يعُضُّ لسانه- ،
وأوفرنا حظاً للحصول على هذه النقود (السايبه) ،وكان عند
اختراقنا البيان يخلع نعليه تأدُّباً - وكنا لا نفعل - ،ويجدِّد
قطعة القماش التى يربطها على ذراعه اليمنى من الراية المهترئة،
ثم يضع حثوة من تراب البيان فى جيب (ردائه) وقايةً له من
ضرب الاستاذ المبرِّح فى طابور الصباح .
ان انسى لا انسى ذلك (العتود ) الذى وجدناه يعانى الجوع والعطش
-مكتَّفاً- خارج سور (البيان ) .
(العتود ) مثله مثل النقود ؛فقد كان نذراً للصقيع . جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
أها ..
وكان من استخدام الثلاث رايات الذابلة المغروسة فى قلب الصقيع ؛انه
عندما يُسرق شئٌ من شخصٍ ما أن يُحضر احداهن الى موضع السرقة فيغرسها
هناك حتى يرتعب السارق ويخشى سخط (ود حسونه) فيُعيد ما أخذت يداه الى حيث الراية المهترئة . جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
دفع السيد ود الفضيل ) النوَّاتى الشهير الذى يحتطب بمركبه
فى أقاصى الصعيد ، ثم يلوح فى أُفق القرية برهةً فيعود
من حيث أتى الى احتطاب أرزاقه .
هناك عند الشاطئ يترك (دفع السيد) كوماً من الحطب وديعةً فى
ضمير الليل ، ولكنه فى الصباح لم يجد سوى بعض قطع اللحاء
المتناثرة .
ليس بوسعه الاَّ أن يُحضر احدى الرايات الثلاث المهترئة ،
ليغمسها مكان الحُلم المسروق !!
ولكنه كلما جاءها يسبقه العشم ؛ وجدها تصفِّق للهواء وللعدم .
وحينما ضاق بها ذرعاً؛ انهال عليها تمزيقاً وتهشيماً
ثم ثفل عليها(سفَّتَه) قائلاً :
جِبناك حاصل فارغ ... (هبهبه سااااكت ) !!
لمسة أخيرة :
وهذا ايضاً أصبح مثلاً محلياً يُضرب على
كل طاحونة فى الحياة تجعجع دون أن يُرى لها طحين .
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: المسافر)
|
Quote: أكيد في كتاباتك لمسة من أدب الكاتب السوري حنا مينا
لا تهمل هذه اللمسة والصقل أجود وتتواتى الظروف طلة طلة على سردك فينا لا تبحث عن أشياء ألهبت أنفاسنا بصعوبتها على مسالكنا الطفولية أبحث عن الجليل في الإحساس ودع السنابك تنحت الوصل فيه لكي يتصل لا تبعد مع ذرات الغبار بل أقبل مع رزاز الماء مطراً كل الفرش عسجدية وكل الأزهار تختار الصباح فعد مصبحاً مشمساً أو مستبطئ الضحى أو متأبط عذر الزوال ترنو نحو الشفق أو ضمن العليل مستترا بليل في الباءات القرنفلية |
حينما تأتى الغيوم
تتململ الأرضُ على (حفرة )الدُعاش شبقاً..
وعندما تحمل النسمات عطر المساء؛ تفوح
الغَيْرة فى أنوف المحَل اللعين ...
أن ليس هنالك قفراً لا تحلُم بالأزاهير ...
أن لا مجال للجدب والغبار هناك ...
كم هو جميلٌ شعور الرِّحلة ما بين
( النَّطُعْ ) المطر ، والسرير الرَّخاء ...
انه مهرجان الحياة ...
شكراً أخى المسافر
شكراً نميراً
شاذلى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: Dr. Abdalla Siddig)
|
Quote: العزيز شاذلي
تحياتي
وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآصل
بجيك باكر لاني مشغول جدا الآن ولاحق لي مشوار مهم
لا نحرمنا |
أهلاً الحبيب
د .عبد الله
اتوكَّل آ خوى ربنا يعدل خطوتك
ويسهِّل القدَّامك
ان كان فى العمر بقية
تلقانا نتسكَّع فى روح القرية زى ما هى بتتسكَّع فى أرواحنا
ولى قدامك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
(3)
خدوم والرضيَّة بين الدلُّوكه والشَّتَم :
مدخل :
كلُّ قرية تهجع على ضفة النيل ؛تجلس القرفصاءَ وراءَ ظهرها
شبهُ قريةٍ للأعراب البدو .
الأعراب الذين كانوا يسكنون - فى زمن الرخاء- على ظهور رواحلهم
ودوابهم ،يصبحون ببلادٍ ويمسون بأخرى، الماء والكلأ هما محورا حياتهم.
ولكن عندما هزمهم المحل اللعين والفقر القاهر ؛يمَّموا وجوههم
شطر النيل السخى .فأصبحوا (كِرْيان) لناس البَحَرالمزارعين الكادحين.
انَّ الحياةَ لا تتوقَّف ،والترح والفرح كالليل والنهار ،
فلا بدَّ أن يُمارسَ البقاءُ رغم أنفِ كلِّ شئٍ. جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
المشهد الأول :
سيَّالتان ضخمتان متعانقتان فى بطن الوادى تشهدان حفلَ عُرسٍ ..
كان ذلك فى منتصف النهار ..أجل انه منتصف النهار،
القمارى لم تبارك هذه الجلبة،لذا هجرت أوكارها
وصغارها الى حين ، بل تركت الغناء ل (خدوم والرضية)
الحكَّامتين اللتين غالباً ما يُحضرهما (ودَّ الكَنْدَوْ الجزَّار)
- فى مثل هذه المناسبات- من أقصى السافل ،ثم يتولَّى أمرَ
عنايتِهما حتى يُعيدهما من جاء يهما .
( ودَّ الكَنْدَوْ) هذاكان نصف أطرش ،لكنه يحتل مركزاً فوضوياً بين
أقرانه الأعراب ؛اذ كان أشعثهم ملمحاً ، وأوسعهم منكبين ،
وأبرعهم استخداماً (للعكَّاز) فى المبارزة و(الصقرية)
وأشجعهم فى (البُطان) فى الدلّوكة .
جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
خدوم (تخنَّق) الدلوكة وتغنى ،والرضية تنقِّر (الشَّتَم)
وتردِّد معها ،ثم توزِّع ابتساماتها الداعرة ذات النائبين
الذهبيين أو المذهَّبين على جيوب الرجال فتهمى عليها النقود ..
وسوط (العَنَج) يهوى على ظهور العُراة دون رحمةٍ أو شفقة ..
والنساء لا يهزَّهن لونُ ورائحةُ الدمالمسفوك ، ولا يتعاطفن
مع فرسانهن ،وانما يُشعلن الفضاءَ بالزغاريد، ويزرعن
الرمالَ (بالسلُّوكه) رقصاً أخرقا...
(محيجيب) المخمور يتَّقى الشمسَ بكفه ،ثم يقول :
هُوى آ خدوم، العَزْ ما تَرْتِى لها ،خلِّيها تِتْقَدَّ
انشاء الله ما مرقت منَّها... شِنْ راقِد بلا الدلاليك ؟
تِنْتشى (الرضية) حتى الزأر تردد مع رفيقتها كلماتٍ معدودات:
ضرب السوط مو كَدى
خلُّوا الجعلى ال يجِى
ويُمكن ل(خدوم) أن تستبدل كلمة (الجعلى) هذه
بما شاء لها من أسماءَ من مخيِّلتها ، أو تاريخها
القديم أو الحديث أو الآنى مثل (الكَنْداوى)
حتى تُفرِغ أكبر قدر ممكن من الجيوب والأوردة والشرايين.
وعندما يخلع (ود الكَنْدَوْ) جلبابَه تصبح الأغنية :
ضايِرُنْ يا اب سِلْكه ضايِرُن
ضايرُن يا اب سِلكه ضايرُن
(اب سِلكه هو سوط العَنَج )
بينما كان (ود الكَنْدَو) يقف وسط الحلقة -وحده- كالأبله؛
كان الصدَّى فوق (القلعة الزرقاء)يجرى خلف السَّراب وهو يردِّد :
كَبَّكْ كَبَّكْ كَبْ ...... كَبَّكْ كَبَّكْ كَبْ
كَبَّكْ كَبَّكْ كَبْ ...... كَبَّكْ كَبَّكْ كَبْ جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
المشهد الثانى :
هناك داخل بيت الشَّعَر- بعد الحفل- يجلس العريس
وأصحابه شبه عرايا استعداداً (للدِّلكة) ...
فقد تحوَّلت خدوم والرضية -مؤقتاً- من الغناء
الى الدلكة تحت بند الأجر الاضافى لتحقيق عادة
من عاداتهم فى الأعراس .
ود العُمدة الخسيس دائماً ما يسجِّل حضوراً على
دفتر الرزايا،فقد جاء بحجة أنَّ العريس
هو أحد (كريانه) ...
ود العُمدة الخسيس ساقته عينُه الى رِدف الرضية
المترجرج ...غمزها بعينه ...أهدته ابتسامتها
الداعرة فانقضَّ عليها فصاحت متمنِّعة بصوتها المبحوح :
ها زول بينى وبينك ود بدُر ...
يا ناس أقرعوا منى الداهى !
فقالت خدوم :
يا خينا انت صبُر يَبِلَّ اللابرى ما عندك ؟ جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
المشهد الثالث :
عندما تسلَّل(رقراق) الصباح الى كوخ الشَّعَر؛
تململت (الرضيَّة) على (الكَسيدة) تُغالب السَّهر
والخمر والرَّهق ،بعد أن تحسَّست نقودها و حليها
صاحت بصوتها المبحوح :
- يا (ود الكَنْدَوْ) هُوى .. سِوارى ما لقيتو !
- سِرْوالِك ؟
- يا راجل حِسَّك ! (بما يُشبه الهمس)
سوارى ... سوارى ..قلت لَك سوارييى ..
هذا الصوت الهامس أكَّد لأُذنه الثقيلة -التى لا يحملها معه الاَّ الصياح - ما توهَّمه !!
ثم أردفت :
يخسى عليكم يا ناس البلد دى ..
لكن ان طار للسما ما يَخَتا الراجل اللابس جلاَّبية أم جكُّو !
- أم فكُّو ؟ لا والله
حرَّم بدل الواحد ناخُد لِكْ دسْته ..
- هَىْ بِسْ ... أنا ذاتى لو ما ساكت ......
هنا تلمح سوارها بين أشياءها لتؤكِّد حقيقة أنَّ سوء الظن و انعدام الثقة هما دعامتا هذه
الروابط الفوضوية .
- الرضية انت بَسْ شيلى الصَّبُر ..
- تشيلك عافيتَك آب ضِرعات ،يا فحل المراح ال ما بِقبِّل غادى .
ما بين السوار والسروال مساحه مستباحه جعلت (ود الكَنْدَوْ) فى وادٍ، والرضية
فى وادٍ آخر.
انه الصَّمَم المدفوع القيمة ! جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
المشهد الأخير :
الابل فى أبهى زينتها ، مسرَّجة بأجمل الفِراء
وعلى ظهورها الأبَّالة ، يتحفَّز كل واحد منهم
للفوز بالرهان ..
الزغاريد والنحاس والجلَبة والضوضاء تستنفر همم الابل للانطلاق ..
انه سباق الجِمال الذى يُعَدُّ مظهر مظهراً من مظاهر الاحتفال فى
أعراسهم ..
وما أن قفز حامل اللقب بالسباق أمام الحكَّامتين ؛ حتى (خنَّقتْ)
خدوم (الدلوكه) وأمسكت الرضية (بالشَّتَم)،وأشعلت النساءُ الفضاءَ
بالزغاريد وماجت حلقةُ الرَّقص والنقزان والبُطان من جديد ..
وبينما هم كذلك اذا بسحابةٍ ضالَّةٍ عثرت فوقهم فاندلقت
على روءوسهم ، وقبل أن ينفضُّوا من مكانهم ،جاء من هناك
(محيجيب) (كاجِم عينو) - كعادته- ،وكان مخموراً حتى الثمالة:
ها ناس بِتِتْجاروا مالكم ؟
مطرة شنو ال بِتْفَرْتِكْ لها حفلة ؟
الغنَّايات ودُّوهن على الجامع ... والسكارى أقرعوهم برَّه ..
خلُّوا الحفلة التِِشْتغِل !!!
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
الشقيق / الشاذلي جعفر
انا من المتابعين لهذا البوست وحكاوي القرية ...... ويقيني ان القرية السودانية هي منجم زاخر للحكايات ... والقرى السودانية تتشابها في مجتمعها وشخوصها حد التطابق ففي كل قرية تجد (كدودة) بكل تفاصيله فقط يحمل اسم آخر اولقبا لم يختاره ...
وشبيه كدودة الذي اعرفه لقبه (البارلي) اختير له هذا الاسم لضخامة جسده الذي يشبه العربة (اللوري) التي تحمل هذا الاسم وعلها من مخلفات الانجليز ... (البارلي) يفعل ما يفعلة (كدودة) وان اختلفت القرى .... اصبح هو الرجل (الصبي) الوحيد في قريته بعدان هجرها اقرانه الى (البندر) وانقطعت عودتهم نهائيا حتى في العيد الكبير (فالبارلي) وحده من يقوم بذبح كل الخراف ......
Quote: تسابقت النساء الى (الحنَّاء) و(الدِّلْكة)
و (حُفْرة الطَّلح) يمنَّين أنفسهن بمعاشرة زوجية قبل نهاية الاسبوع أو الشهر ،فأزواجهن
بالمدينة -قطعاً- سيتركون مشاغلهم فوراً ويأتون للقيام بواجب العزاء المرتقب |
بعض نساء قرية (البارلي) انقطع املهن في عودة الازواج .... فهو الان يقوم لوحده بفعل كل مايفعله الرجال ........
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: gamal elsadig)
|
الحبيب جمال الصادق
تحية بى ريحة الجروف التابرة
نعم يا عزيزى تشابه القرى من تشابه السحنات والظروف والنفوس ...
انه سودان المليون ميل حب مربَّع ، يا حلاتو سيما فى القرى والبيادر وبينات الغُبُش .
Quote: بعض نساء قرية (البارلي) انقطع املهن في عودة الازواج .... فهو الان يقوم لوحده بفعل كل مايفعله الرجال ........ |
هييييييييييع
الحكاية شنو آ البارلى ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: عبدالكريم الامين احمد)
|
Quote: انه (البيان) بيان الشيخ (ود حسونه) الذى يُروى فيما يُروى عنه ، أنَّ امرأةً زارها (ود حسونه) فى منامها ثم (بيَّن) لها نفسه هناك ..هناك فى الصقيع . |
ياحسن عند القيام وياحسن عند الرجوع و المنام ... وياود حسونه.. ياسيد بقارة ..ياسيد الغار تنجدنا وتفزعنا ....ياسيد (غباشة) ... يا ابوقبة هدية
اليوم هو يوم الزيارة ... زيارة (ود حسونة) ...(الباص) ابو كنبتين متقابلتين لم يعد به مكان خالى من الداخل والراكبين في (التندة) اكثر من الجوه الحلة كلها دايرة تزور (ود حسونة) ... و العربة تقطع الوديان وتطلع قلعة وتنزل قلعة والكل يردد(ياحسن ) عن الطلوع و النزول ... و الناس الفوق عاملة حسابه من(الشوك ) بين الوديان ....
Quote: هناك عند الشاطئ يترك (دفع السيد) كوماً من الحطب وديعةً فى ضمير الليل ، |
..
لازلت المح في وسط الوادي كومة الحطب التي اتي بها السيل ...وحجزتها (ست النفر) قبل كل النساء فوضعت عليها نموذج مصغر (لقبة) ود حسونة ...فلم يقربها احد رغم سفر (ست الحطب) قبل سنين ...
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: gamal elsadig)
|
Quote: Quote: انه (البيان) بيان الشيخ (ود حسونه) الذى يُروى فيما يُروى عنه ، أنَّ امرأةً زارها (ود حسونه) فى منامها ثم (بيَّن) لها نفسه هناك ..هناك فى الصقيع .
ياحسن عند القيام وياحسن عند الرجوع و المنام ... وياود حسونه.. ياسيد بقارة ..ياسيد الغار تنجدنا وتفزعنا ....ياسيد (غباشة) ... يا ابوقبة هدية
اليوم هو يوم الزيارة ... زيارة (ود حسونة) ...(الباص) ابو كنبتين متقابلتين لم يعد به مكان خالى من الداخل والراكبين في (التندة) اكثر من الجوه الحلة كلها دايرة تزور (ود حسونة) ... و العربة تقطع الوديان وتطلع قلعة وتنزل قلعة والكل يردد(ياحسن ) عن الطلوع و النزول ... و الناس الفوق عاملة حسابه من(الشوك ) بين الوديان ....
Quote: هناك عند الشاطئ يترك (دفع السيد) كوماً من الحطب وديعةً فى ضمير الليل ،
..
لازلت المح في وسط الوادي كومة الحطب التي اتي بها السيل ...وحجزتها (ست النفر) قبل كل النساء فوضعت عليها نموذج مصغر (لقبة) ود حسونة ...فلم يقربها احد رغم سفر (ست الحطب) قبل سنين ... |
جمال اخوى
كم رائع هذا الوصف الدقيق لملامح التفاصيل الحياتية هناك ..
دحين آخوى :
عليك الله
وود بدُر .. وراجل الشرق .. ود أمرحى .. وحمَّاد الضيف
ها زول ود حسونة يزُرْبَك من قِدَّام كان ما كتبت عن حكايات القرية !
سمح ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: bayan)
|
Quote: أمممممممممممممممممانة يا بيان ما
وقعتي ليك كنز...
شكرا يا شاذلي |
العزيزة د. بيان
أهلاً ويا ألف مرحى
دخولك من هنا يدلق على قلبى الثبات
شكراً رقراقاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
Quote: جمال اخوى كم رائع هذا الوصف الدقيق لملامح التفاصيل الحياتية هناك .. دحين آخوى : عليك الله وود بدُر .. وراجل الشرق .. ود أمرحى .. وحمَّاد الضيف ها زول ود حسونة يزُرْبَك من قِدَّام كان ما كتبت عن حكايات القرية ! سمح ؟ |
سمح بالحيل ....الشادلي آخوي والله ماني فايتك تب دحين انت انكرب قوي وواصل .... وخصمتك بالله والرسول... و(ابوكلوه ) و(شراب لبن الوحشيه) و(علي الدويحي) ماتنقطع وصفها لينا الحلة دي من قدام لا فريق وراء ومن التحتانية ولافوق ومن تالا الترس لاعند المترة ... حتة حتة وصفهاونحن معاك ...
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: gamal elsadig)
|
Quote: سمح بالحيل ....الشادلي آخوي والله ماني فايتك تب دحين انت انكرب قوي وواصل .... وخصمتك بالله والرسول... و(ابوكلوه ) و(شراب لبن الوحشيه) و(علي الدويحي) ماتنقطع وصفها لينا الحلة دي من قدام لا فريق وراء ومن التحتانية ولافوق ومن تالا الترس لاعند المترة ... حتة حتة وصفهاونحن معاك ... |
بالحيل ليك عَلَىْ
أملِّص ليك هدوما أخلِّيها ميطى ، واوصفها داك يا الوصف المو خَمَج ..
لكن انت (ركِب) عودك معانا (عود جندرية ماكِن) أو نشتغل (روكه)
تُشكر جيمى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
صاحت بصوتها المبحوح :
- يا (ود الكَنْدَوْ) هُوى .. سِوارى ما لقيتو !
- سِرْوالِك ؟
- يا راجل حِسَّك ! (بما يُشبه الهمس)
سوارى ... سوارى ..قلت لَك سوارييى ..
When I read this, I laughed till I almost fell off my chair, brilliant, just brilliant
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
(4)
شيمة أم كلتوم
تلتهم الحِسان :
أخذت مياه البحر تعكر، ولكنّض نساء القرية لم يستخدمن
(الروَّاق) فى القُلَلْ والأزيار والجِرار بعد .
البلح على هامات النخيل يبدو مصفرَّاً ، أو محمرَّاً ، أو يقبع
بين الخضرة والاصفرار دون حِياد .
يبدو الاحساس بالفرَج على ملامح القرية،ترمقه فى جلابيب الرجال
البيضاء ، ضحك الصبايا، وفى وضع طواقى الشبان على الجباه
والحواجب ، فى سيقان القصب رخاءً ونعمة ،وفى سيقان النساء
حنَّاء وطلح ودلكه .
تسمعه فى (قيدومات) الأعراس وزغاريد الأفراح ، وصوت ( الفنادِك)
و (بلاَّل) الضفيرة ، ونفير(العلجيَّات) وأهازيجه، فتل الحلفا وبرْمه
ومواويله ، وهدهدة العشيَّات وأمانيها وترانيمها ...
انَّ الترقُّبَ الوشيك للشئ الجميلِ أجملُ من الحصولِ عليه . جايى..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
هناك وسط غابة النخيل على شاطئ النيل الغربى
تلوح عمائم ومقانع وأبرياء صغار ..ينتظرون شيئاً ما...
تدفَّقت العِصىُّ صوب المشرع (المعديَّة) راجلةً وراكبة ..
العصا الابنوس يحملها العمدة وحده ، والخيزرانة
يحملها ذراعه اليمين ،والعصى المحنوفة خلفهما
تنقر الأرض نقر الخبير البصير بالأرض الخصبة
والبور ، والسنبلة الناجحة ، والآفة المدسوسة
والتربال الكسول و(الماروق) الشحيح..
تسلية الطريق - مع وقع الخطى والحوافر - كانت الحديث
عن نضج المحصول ونسبة نجاحه ، والتذمُّر من الضرائب
الباهظة ونقاط التفتيش والرشاوى ، والطلاق وتعدد
الأزواج و ...هل قلت راجل المرأة الواحدة أعزب ؟
يقهقه الصدَّى خلف الرجال ... هكذا يقطعون المسافة وهم فى طريقهم الى البحر .
كان على معدية (عباس ود ادريس )ٍ- مهما كان عدد الرحلات -
أن تعبر بهذا الجمع الغفير عباب البحر شرقاًحيث
( حولية )الخليفة الصادق (راجل الشَّرِق ) ..
لذلك كانوا يكلِّفونها فوق طاقتها . جايى ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
يقول عباس وهو يُمسك (الدفَّه) بعد أن أوكل مهمة المجاديف
الى شابين مفتولى العضلات ، كل واحد منهما يحمل (حلابيته)
داخل كيس ،ويتحفَّز - بالعرَّاقى والسروال - ليمخر الموج
دون أن يُبدى رهقاً أو ضعفاً .
يقول عبَّاس محتجاً : - يا خوانا المركب دى كدى ما بتعدى ..
يتنحنح العمدة ويقول :
- يا ود ادريس ، المركب اديها خاطرك ، واطلق سبيلها ،
ماشين على الخليفة الحبَّه آ بتجيها ..
عباس يبدو متنازلاً بعد كلام العمدة .
- خلاس آجنا انت خفيف أقعد هنوك ..قوم لا فوق .
قومى يا (آسيا ) انتى سمينة أمشى بى غادى
يا أخوانا المركب أوزنوها !! عملكم ده كيفنَّو ؟
تقول آسيا :
- قهرك القاهر ونبى الله الطاهر ..أها جيت تسحرنى !!
الحاج احمد يبكِّمك كان قلت لى سمينه ...
رقية الفاتية ترفع حاجبيها وكتفيها فى غنج مصطنع :
- مالِك مبكِّماهو ؟ ما صدق ! هسَّع صُلبِك ده صُلُب نصاح !!
عبَّاس ود ادريس متزمِّراً :
- يا جماعة ما تلعبوا نحن طايرين وتانى جايين صادين ..
ما تودِّروا نهارنا ..
العمدة الخسيس (متلصِّق فى نُص الحريم ) - كعادته - ولأنَّه لا يريد
لآسيا أن تقوم من جواره قال موجِّهاً كلامَه لاثنتين :
قومَنْ انتَنْ آ بنُّوت .. المَرَه تقيلة ..!! جايى..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
وانطلقت المعدية باذن ربها فى جوٍٍٍٍٍّ خريفىٍّ بديع ...
السماء والأرض كلنتا كعاشقين على أهبة التقبيل ...
السحب لاهثةً صوب الأرض تحمل نطفةَ الرَّخاء ، والأرض تفتح رجليها شبقاً...
وما أن أوغلت المركب فى نصف البحر تماماً؛حتى عمَّ هدوءٌ كأنَّه
هدوءُ المخاض قُبيل الصرخة الأُولى ...
وفجأة اندلقت السماء ..يا الله ..ما أسرع قمة النزوة
بين الأرض والسماء !!
والرياح مالها تعربد وترمح كناقة فى يوم ترويضها الأول ؟
يا الله ...رِفقاًبأضعف خلقِك وأبسطهم وأكدحهم وأشقاهم ..
لما كانت المركب تصارع الحمولة والموج والرياح والمطر ؛كان
عباس ود ادريس يهدئ من روع الركَّاب ثم يأمر -بحزم -
أحدَ الشابين القويين ايقاف مجدافه ،وينهر الآخر
بأن (يقدِّف متل الرجال ) ...أكرُب ايدك آزول...
شيمة (أم كلتوم) قِدَّامنا .. يا بنو آدم جِبتنا للشيمه كَبِسْ ..
قدِّف آ زول ... قدِّف ... قدِّف ... قدِّف
الشيمه ... الشيمه ... الشيمه ..
أُرُرُرُرُرُرُررُرُوووووك
الله الله الله الله الله الله
قد بلغت القلوب الحناجر ، وانكفأت المركب مكبِّةً على وجهها ... جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
( محجوب ود ابراهيم) (يقلِّع) مثل التمساح ويبحث عن ابنيه
وزوجته ..يعثر عليهم ويضعهم على ظهر المركب المنكفئة ثم يواصل
انقاذ الآخرين .
ولكن المركب لن تستقر على هذا الحال ..فوران الغرقى تحتها
وتلاطم الأمواج والرياح ،كل ذلك أعادها الى صوابها
ثم غاص بها الى سحيقٍ مجهول !
محجوب لا زال يعضُّ يديه لماذا لم أذهب بهم الى الشاطئ مباشرةً؟
لماذا ؟ لماذا ؟ ولكن .........
( وزينب بت اليشير ) تحتضن بنتها حتى الممات ،وعندما وجدوا جثتيهما
- قُربَ شلاَّل السبلوقة - كانت متماسكتين فدفنوهما معاً ..وفاءً للوفاء ..
الله للصمود حين يغرق الرَّجاء ....
و (بت الحسن ) رغم كِبر سنها وبدانتها فقد تسببت فى انقاذها جلابية
(الترفيلة) الجديدة التى حوَّلتها الرياح الى شِراع وقذفت بها
الى جزيرة صغيرة غى عرض البحر ،بعد عراك مضنى مع الغرق لا تردِّد
فيه الاَّ قولها يابن ادريس ألحقنى أنا دركانه ) ...
ولا تسمع الاَّ من قصىٍٍٍٍٍٍٍٍٍّ كالأوهام بعض أولاد الشرق عديمى المروءة قولهم :
أُمَّك ...أُمَّك ...غطست ..قلَّعت ..غطست بت ال....
و(خالد الأمين ) ينقذ (أمَّنوها ) وبنتها (انتصار ) بأُعجوبة ،
يحمل الأم على ظهره ويجرُّ البنت من شعرها عضاً بالنواجذ
وهو سابح ..
يا لروعة المروءة !!!
أمَّنوها ستحرِّم على نفسها ركوب البحر الى يوم القيامة ..
واذا ذكروا لها (الحوليه) تقول :
يلحقونا ويفزعونا !!
برى يا يمَّه كراعى ما بشيلها من هنا ده ..أريتها ما تِتْمشى ..!
شاعر أعراب الجبل يصف الحادثة بقوله :
بالغتى يا الشيمه العلى ام كلتوم
يا الغرَّقْتِى ناس زينب قزاز الرّوم
الممشوق ممدَّد والكفل مردوم
حليل زينوبه غير فى الدارة ما بِتْعوم
كُلْ زول مَسَكْ تولاتو عبَّاس حاكى المكرفون قدُّوم
عام الكارثة هذا أسموه أهل القرية عام (حادث المركب ) ،فهو يحمل
مجموعة من التواريخ مثل (ميتة ادريس ود عمر) ، و لادة (الحاجة بت يوسف)
و(عادل ود الطيب) ، و(تجليات بت خليفة) ، وفضيحة بت العمدة الكبرى .. جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
لمسة :
محجوب ود ابراهيم ابْيَضَّ رأسه خلال أيَّام بعد الحارث ،
وابنه الوحيد الذى بقى يتيماً هو (النور) الذى جلده
بالعرجون فى الشاطئ ثم أمره بالعودة الى البيت ..
(النور) ظلَّ يبكى حسرةً على (الحولية) التى حُرم منها
حتى اختلطت دموع الحرمان المؤقت بدموع الحرمان الأبدى ...
لمسة تانية :
(بِتَّ الحسن ) الى تُوفيت الى رحمة مولاها كانت تعتقد
أنَّ (بن ادريس) هو الذى أنقذها من الغرق !!!
لمسة أخيرة :
سألتُ (شيمة أُم كلتوم) يوماً عن تلك الحادثة ، فقالت :
تضرَّعتُ للسماء - لحظة الكارثة - أن لا تضع عِبرةً عَقَدِيةً
فى فمى ، ثم لا تلبث أن تزرع شكَّاً فى بُحيرة نفسٍ ضحلة ..
ولكنها مشيئة الله فى خلقه وملكوته ...
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
Quote: قصتى مع تِكَّة السِروال :
تعود بى هذه القصة الى بواكير الصبا وانا فى الصف الثانى الابتدائى حيث بدا ميولى الشعرى من خلال حسن الالقاء لتلك الانشودات الصغيرة التى نتلقفها من المنهج الدراسى ,الامر الذى حدا بمرشدة النشاط بالصف الاستاذة (عشمانة)-التحية لها أينما كانت وكل معلمى عبر كل المراحل-لخوض المغامرة بمواهبنا البضة التى لم تتشكل بعد عن طريق مسرحية شعرية صغيرة لتنشيط برامج الجمعية الادبية واستنفار مواهب الطلاب من الفصول الكبيرة(الخامس والسادس)واستفزاز شجاعتهم الادبية. وكم كنت اتمنى ان تقودنى الذاكرة الى التفاصيل الدقيقة للمسرحية الصغيرة ولكن هيهات,فكل ما اذكره هو انى أُمثِّّل دور (عكَّام)راعى الابل الذى يتعرَّض لسطو مسلَّح بسيف(الخشب)من قِبَل (صلبوج)(الهمباتى))فينتصر الحق على الباطل بموت الاخير,ثم يعترف عكَّام امام (العمدة) بكل شجاعة حين يقول: كُتْ فى الخلا حايم معاى نياقى عاينتَ الفساد عكَّر على اخلاقى سوّيت البِقى وراجى الاله فى الباقى فينهض والد (صلبوج)بكل تجرُّد وانحياز للحق فيقول: عكَّام انت الوفِى وفعل الرجال سوّيتو ولدى كان خاين وخيانتو قطعت خيتو تنتهى المسرحية التى ادخلتنى فى السروال الطويل وربطتنى بالتِّكة التى لم استطع حلَّها فى ساعة الصفر,رغم انها لم تكن المرَّة الاولى التى ألبس فيها الزى البلدى(العراقى -السروال-الصديرىوالطاقية)حيث ان هذه اللبسة الكاملة احضرها لى والدى بمناسبة زواجى الاول(الختان)ولكنى لم اتدرَّب على السروال الطويل بالذات لانه من محرمات تلك الايام العجيبة,وليس زمان المسرحية ببعيد عنها.الامر الذى جعل مسرحية عكَّام وقصتى مع السروال تتداخلان فى فصل (الاحراج(: المشهد الاول:العبد لله فى كامل زيه البلدى داخل الصف الثانى الذى نعبر من شباكه الجنوبى الى خشبة المسرح,واصوات صغيرة تتسلل اليه من كوة الباب تقول:عتَّام..عتَّام أى عكَّام,وبعد قليل يدخل زميلى (الطيب)الذى يمثل دور (صلبوج(وما ان دخل الفصل حتى بادرته بسيف الخشب كَعْ..كَعْ..كَرَعْ..كَعْ والاستاذة (عشمانة)توزع ابتسامات الرضا والطمأنينة.ا المشهد الثانى:يدلف من خلال الشباك الجنوبى صوت (رشأ)صاحبة اللثغة الجميلة وهى تقدم فقرة القرآن الكريم ,وهنا تتلاشى ابتسامات استاذتنا وتضع يديها على كتفينا -انا والطيب-لتلقى علينا الوصية الاخيرة >لعلها كانت الحركة اثناء التمثيل,وهى اى الاستاذة تعلم ان هذه المرَّة الاولى التى نصعد فبها الى المسرح لغير اللهو واللعب ,فنظرتُ الى زميلى الذى سأقتله بعد قليل رأيتُه يزدرد ريقه على مضض فرجف قلبى وذادنى رهبةً ذلك الصمت المهيب الذى يصاحب تلاوة القرآن الكريم ,فطار عقلى وانقبضت بطنى وتلوَّى قولونى وعندها استأذنت الاستاذة على الفور للذهاب الى الحمام,وهناك باءت كل محاولاتى بالفشل أمام تكة السروال التى تمنَّعت عقدتها بل عقدت العزم ان لا تنحل الا مقطوعةً. المشهد الثالث:العبد لله يهرول صوب الفصل ممسكاً التكة بيمناه والسروال بشماله,كنتُ اسابق الزمن لانى صاحب المشهد الاول حيث يرفع الستار على رباعية جميلة من الدوبيت الاصيل عن الابل الاصيلة ,وفى منتصف المسافة ما بين الحمام والفصل قابلتنى استاذتى الرائعة,ولما لم يكن ما تبقى من زمن يكفى لمعالجة الامر لم تتحدث معى ولكنها أخرجت (دبوساً)كان يثبت خمارها على شعرها ليحل محل التكة اللعينة,ثم زجتنى من خلال الشباك الجنوبى فى رفقٍ وحنوٍ عظيمين. المشهد الرابع:يُرفع الستار وانا ارتكز على سيف الخشب وأضع قدمى اليمنى على ساقى اليسرى وسبابتى اليسرى على اذنى اليسرى وأمُطٌّ الكلمات(كلمات الدوبيت)قدر ما أُوتيت من نفس متغزلاً فى الابل مفاخراً بها وولم ألبث ان أهشُّ عليها وهى فى مرعى الخيال واخاطبها خطاب العاشق الولهان فيتجاوب الحضور ويا له من حضور حيث لم يكن مقصوراً على اسرة المدرسة وانما كل القرية كانت حضوراً نساءً ورجالاً صغاراً وكباراً,انها بساطة القرية التى تمنحهم حق اقتحام المدرسة متى ما لامست اسماعهم انغامُ الثقافة أو البرامج الترفيهية. المشهد الخامس:أُسدل الستار على تصفيق الطلاب وصيحات شباب القرية وتبريكات الاهالى فى تلك الامسية القروية الحالمة التى تجعل من الصدى صدى ومن الزمان مكاناً للهوى ومن المكان زماناً ليس يمحوه التغرب والنوى.ولما وصلت الى الشباك الذى يخرجنى من المسرح حملتنى الاستاذة عشمانة وطبعت على خدى قبلة الام الروءوم وما أن أعادتنى الى الارض حتى حتى سقط السروال اللعين مرة اخرى ولكنى لا آبه به بعد ان اديت الدور بالطريقة التى أشبعت بعضاً من رغبة استاذتى الرائعة ,وقليلٌ من القبول يعطى كثيراً من الألق.فعدت الى البيت وجيوب الصديرى الكثيرة حبلى بالنقود المعدنية التى اعطانيها الاهالى الطيبون,فأودعتها(علبة النقوط)تلك التى تخفِّف آلام الختان,فارتفع رصيدى فى النقود وفى الفرح. المشهدالأخير:ان انسى لا انس ذلك الزمان الأخضر والصفاء والنقاء الذين سكبتهما الحياة فى جدول روحى لينساب رقراقاً بين رياض المنى وسواقى الحنين ,كما لا انس (عكَّام وصلبوج والاستاذة عشمانة والعراقى والصديرى والسروال اللعين)بل لا زلت الى يومنا هذا احتفظ بالصديرى-أىوالله-كذكرى تبقى ما بقيت على وجه البرية انشاء الله ولكن السروال اللعين قد غيَّبه طول السنين ولكن هيهات هيهات ان يمحو ذكراه. وبس!! |
قصتى مع (تِكَّة)السروال!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
بِت دقوشة تدخل منزل جارتها آمنة بِت سلمان مع الصباح الباكر ...
- بنّوت آمّونه هيى ازيَّكِن ..كيف اصبحتِن ؟
- أهلاً يا حاجَّة .. اتفضلى ..أمى بى غادى (تخُشْ فى الرّوب ) .
هناك فى ضُل الضحى الوهيط تجلس آمنه بت سلمان الوقورة على (البنبر) ..
ستة شلوخ مرسومة على عرض خديها ، تمثِّل الهُوية ، والبطاقة ، والجنسية ...
ثوبها ينطوى على حِجرها ،ولكن طرفه كان وِشاحاً على أحد عاتقيها ...
أمامها ثلاث (شِعَبْ) أُعدِّت بعناية ، يتأرجح بينهن (السِّعِنْ) (المكَنْتَل) أو
(المشبَّل) أى الذى فى مقدمته ثلاث ودعات وخرزة يعزفن لحن الرَّخاء ...
تنفلت احدى ضفيرتيها من الرقابة لترقص مع (السِّعِن) المشبَّل ...
وعلى يسارها قطتها الوديعة تغطُّ فى نومٍ عميق ،لم تلعق كلَّ
ما فى اناءها من حليب ... جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: Osman Malik)
|
تجلس بت دقوشة على طرف العنقريب جلسة المستعجل ...
القطة الوديعة تفتح احدى عينيها لترى وجهاً مألوفاً فتغمضها من جديد ...
تقول آمنة بت سلمان وهى تهزُّ السِّعِن التريان :
- يا بِت دقوشة مالِك قعدت فى الكرَّاب ؟
اتمهَّلى فى نُص العنقريب !!
- لا والله مستعجله خلاس ... قِدَّامى مشوار باقى لِكْ ..
آمنه بت سلمان تُعيد النظرة الى بت دقوشة كرَّةً أُخرى .
- يا بِت ما تجيبى الشاى لى خالتِك !!
- لا والله يزْرُبْنى النبى ...هسَّع ختِّيت الكبايه ...لسانى حاااار أها ..
تضع طرف سبَّابتهاعلى طرف لسانها ...
- يا بت دقوشه طبعتِك الشينه دى أصلك ما بتخلِّيها ؟
أى شئ يمدِّوهو ليك تزُرْبيهو بالنبى ؟
خلاس ندّيك كورة غُباشه تفِك الرِّيق وتعدل الطريق ..
النبى يحوشِك من قِدَّام كان صدّيتيها ..
- النبى عزيز وغالى ، لكن آمونه .....
- كدى مدّى لى (البُخسه) ال جنبِك دى ...أنا ذاتي انتهيت أها ...
يلاَّ يا بت لحقَّيهاطَرَقة فطير حارَّة ..
علاَّ ما قلت لى يا بت دقوشه ..ناويه على وين ؟
- شايله الشرق القُبَّه مع (على ود بساطى ) ...
وليدو ناس الدِّيش مسفرِّنو الجنوب ...
- الجنوب ؟ هَىْ كُرْ عليك آ الفاتح الفرِد ويحيد
وسط أخواتو ..أصلهم ما لقو غيرو ؟
عاماً أوَّل ما جا مضروب من هناك !!
- لكن وحات قطاعتك آ مونه اختى المرَّة دى كان جابوهو
ليهو زى بابكم ده ما بشيل كراعو ...
أها فُتَّك عافية ... جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
على ود بساطى وبت دقوشة وهما فى انتظار المعدية على الشاطئ
يجدون (الترابلة) مترَّبى السواعد، عُراة المناكب ،
يحفرون (لُقْنين) الساقية ..
(اللُقْنين) هو الحفرة التى تغرف منها القواديس على حافةالنهر ،
وهو الكعبة التى يطوف حولها تور الساقية العملاق ...
فرغم قوة هذه السواعد الخضراء والهمم الفتيَّة ؛الاَّ أنَّ
صخراً أصمَّاً أخرساً اعترض معاولها القوية وردَّها خائبة الرجاء ...
يا سبحان الله هذه الصخرة لم تختر مكاناً الاَّ تحت اللقنين ..
يا سبحان الله ..ان تغيير مَضْرَب يكلِّف أكثر من دخلهم السنوى
مجتمعاً ... فكيف الخلاص ؟
(حسن ود زينب) فاكهة الأنس وصاحب النوادر والقصائد
المرتجلة ،يثفل (سفَّته) على رأس معوله منقطع الأنفاس قائلاً :
- يا بت دقوشة ..انت شايله القُبَّه ؟
- كان ربَّنا هوَّن ..
- عندى وصيَّة للحاج أحمد
- يلحقنا ويفزعنا !!
- من خشمك لى اضانو ..
- ليك عَلَىْ ..
- يا الحاج أحمد تبقى معانا
محمولين والعيشة دَيانا
وفى (اللُّقنين) سدَّت مُسحانا !
جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
وبعد أن حملت المعدية على ودبساطى و بت دقوشة
الى الشاطئ الآخر كان عليهما قطع مسافة مشياً
على الأرجل - ترهق الشاب غير جائع - حتى يصلا الى
القبَّة وشيخها ...
وهما فى طريقهما كان الكرم القروى يعترض خطاهما :
- آ ناس على وين انشاء الله ؟
- القبَّه كان الله هوَّن ..
- تعالوا افطروا وبعدين الفى الكتاب ربنا يسوِّيها ..
بت دقوشة ترد باسمها و باسم ود بساطى :
- برِى ..النبى يزْرُبْنا ..لازم نصل بدرى ..
عندنا غرض كان ما قضيناهو ..فى سِنَّنا دى ما بندخِّل حاجه !
وهكذا ..كلما قُدِّمت دعوة من رجل أو امرأة ؛(تزربها) بت دقوشه بالنبى !!
ولكن عندما تربَّعت الشمس على كبد السماء ، وأخذ الجوع من (ود بساطى )
كلَّ مأخذ ضاق بها ذرعاً- بت دقوشة- وقرَّر فى نفسه أن يلبِّى أول دعوة
مرتقبة للفطور ...
- آ ناس صلَّوا على النبى تعالوا جاىْ ..
بت دقوشه وهى (تَلْكَعْ) شعيراتها :
- برى النبى ......
ينتهرها على ود بساطى بكل ما تبقى من صوته :
- على الطلاق بالتلاته يا بت دقوشه
زريبتِك دى أنا مانى فيها ..
كان طايرة طيرى الله لا عادِك !!!
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
مزروبين بالسنة دقوشة ونساء ورجالات الجوار مزروبين حتى الجندلة ما بين الصلصال والحمأ المسنون مزروبين بما قال إعرابي لم تفته الفطنة وبما أنطوت عليه نفس صياد هجرت أوديته الظباء حتى كان العرج والمراح التصاقاً مكتوب لمقعدنا مشمول في أهازيجنا ساعة الظلمة والإنفراد مع الخواء نحن في تلك الزريبة زمن هين ومكان هين وعمل هين وربما يكون له أثر بين الطل والوابل في تلك الزريبة وفي نواصيها والأطراف المحرمة والكلمات التي أنهكتها اللكنة فثقلت على الهمهمة وخفت فوق التنتنة أزربي يا دقوشة أزربي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: المسافر)
|
عندما يتوسط الجوع الوهج تحدثك التقاوي بإنتهاء الحصاد والتبن الهباب تتخلله الأصابع في الدونيق والدونقاء والخماسين حين تستبدل الصفير هديرا تتشتت احرف الجوع بين الأطراف الأربعة فيكون الإلتفات أبهى صورة من الخطو والركون إلى جذع النخلة لا يدعو إلى هزها ولكن في اليقظة.. ربما تلمح رطباً جنيا تحسبه قد تساقط هكذا استعادت الرؤى عادتها ولكنها لا تسلك سبيل الذكريات ولا التراتيل التي تسابق الظن السمع هي نفسها أنشودة المكان المقدس أو قصص الهوى المجيد لست أدري وهج أو قيظ ذاك الذي يحف الجوع أو ضمه توسطاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: المسافر)
|
Quote: مزروبين بالسنة دقوشة ونساء ورجالات الجوار مزروبين حتى الجندلة ما بين الصلصال والحمأ المسنون مزروبين بما قال إعرابي لم تفته الفطنة وبما أنطوت عليه نفس صياد هجرت أوديته الظباء حتى كان العرج والمراح التصاقاً مكتوب لمقعدنا مشمول في أهازيجنا ساعة الظلمة والإنفراد مع الخواء نحن في تلك الزريبة زمن هين ومكان هين وعمل هين وربما يكون له أثر بين الطل والوابل في تلك الزريبة وفي نواصيها والأطراف المحرمة والكلمات التي أنهكتها اللكنة فثقلت على الهمهمة وخفت فوق التنتنة أزربي يا دقوشة أزربي |
أخى المسافر
سلام بى ريحة الجرف التابِر
دعك من زريبة بت دقوشة التى خرج منها على ود بساطى ليس آبهاً ..
ولنقفز من زريبة البهائم ذات السياج الشوكى المظللة ...
الى أقسى زريبة عرفتهاهى زريبة (السوكرة) بتعرفها ؟
هى سجن الأغنام التى تهجَّمت على زراعة الآخرين، والتى
يُحبسن فيها مكتوفةً بعضها الى بعض دون رحمة أو أكل
أو شراب حتى يدفع عنها صاحبها ما أفسدت من زرع ..
ابو غريب السوكرة هذا له من الزبانية ما يضرب الأطفال
و (ينهزر) الكبار ..
مسكينة هذه الأغنام التى يعاقبها الجاهل عقاب العاقل ..
فما أقسى أن (يسوكِرْ) رزقك أو حظك أو قلمك أو غنمك جائر ..
Quote: ميكائيل الزمن الجائر شاذلى جعفر شقَّاق
ميكائيل الزمن الجائر طرَّق سيف قطَّاع ارزاقك قول يا ساتر وجاب احزانو تحِج فى قلبك ديمه عليك تشابى تدافر وقفَّل قِبَل الدنيا السبعة وكل ما تطاوعو يلوج ويكاجر يومك أسود وجيبك أبيض ودمَّك فاير راسك صلَّع وجات تتفدَّع بت ايامك ليها ضفاير وشيخ اوهامك شدَّ خيالك وقامْ بَك عاير ركَّب دقنو ولفَّ العِمَّة وشالاً فاخر دسَّ فسوقو تِحِت طاقيتو وطقَّ السوق بى دينا يتاجر ولمَّع دينو عشان يتبوبر عيشة الدنيا الدايرة مظاهر وانت هناك مسوكِر رزقك ميكائيل الزمن الجائر اسماعيل افراحك يصرخ داير الموية تشولِت هاجر الله رماك فى دنيا يتيمة وارضاً عاقر حالة تجنِّن مرَّة تقلِّب فى ماضيك ومرَّة تفتِّش لى يوم باكر مات احساسك وظاهر راسك يوم اغتلتَ رسول العصب الحائر ليه ما تحفر فى ارض الله؟ فيها خائن وخيراً وافر وليه ما تعمل فى الحيكومة؟ تبقى معلِّم وتصبح ناظر ليه ما تفتِّش أىِّ وظيفة ابوها حلال من صلباً طاهر؟ وانت مكرَّب وضمَّة مجرَّب كنت زمان للزملاء تحاضر مين قال ليك انا ما فتَّشتَ وما جرَّبتَ ركوب الريح والموج الزاخر ما اتراجعتَ وما اتوقَّفتَ وديمة بشقَّ الدرب الواعر خليفة الله المالِك ارضو وعمَّ فسادو خلَّى الموسم كل الموسم يصبح كاسر وديك وظايف الدولة الحِرْمت للمتشمِّر آهل وكادر الا منظَّم او طرطوراً شاف الزفَّة وتابعها ساير مين قال ليك انا ما فتَّشتَ وما دودَرْتَ الرزق الطاير؟ كلْ ما ادودرو عشان ما يقبُض فجأة يطير من شركى الهابر اظنِّك عارف لا يا دوبى عرفتك انت هناك مسوكِر رزقك ميكائيل الزمن الجائر الترحال الهدَّم حيلك خلَّى خيالك ديمة مسافر والنسيان اللابس العتمة يمحى ملامح الزمن الغابر شان ما يحفر فى اعماقك كل ما تصبح جرحاً غائر تدفن فيهو جنازة احلامك وباقى ايامك قبلِ تسافر سحابة الصيف الما بتبلِّل ريقك جاتك دى البِتْشحْتِف روح الزول الصابر اظنِّك صابر او متصبِّر او ما قادر دى النظرية اللونها رمادى بِتنْشُد واقع اخضر وناضر سيب افكارك ترتع وتمرح فى ملكوت الكون الساحر عشان ما تنسى وما تتذكَّر انو هناك مسوكر رزقك ميكائيل الزمن الجائر |
ميكائيل الزمن الجائر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: Osman Malik)
|
ود البلد الشادلي جنى جعفر سلام يغشاك ....... والله تجدني من المداومين على المرور هنا وإعادة الاستمتاع مرات ومرات ... واليك إحدى حكايات القرية
ود ضوة السحار
ضوة هي مربيته فاخذ عنها الاسم.... منذ صغرة يجيد التشبيه ببراعة فكل مايقع بصره على شئ يشبه على شئ اخر حد التطابق , يطرب عندما يسمع كلمات الاطراء من الاخرين آزول الجنى ده اي شئ عندو ليهو متيل ...آزول انت بصحك حرم الجنى ده سحار عديييل كده عينو دي آكان وقعت في شئ مابسلم تب ... كبر ود ضوة وكبرت معه الحكايات ، وكان السبب في حفظ كل اهل القرية للاخلاص و المعوذتين خوفا من العين.. وعين ود ضوة تجعلك صديقا للعنقريب إما مريضا او في طريقك للترب ..فاصبح اسطورة من الاساطير (القرية دائما ماتروي عنه الحكايات )... على الطلاق داكي الليلة لقاني في التحتانية الم في (التقاة) عاين لي بطرف عينو وقال لي (آزول متين لميتا كدى بسراع اتقول اباشميلا) في اللحظة مسكتني حمة ام برد ....انت في دي ولا الحصل علي انا..يوم جيت من عصير تعبان وفتران اتمسحت بزيت سمسم ورقدت في الصقيعة ، أكان جاني داخل قال لي يازول ممسح كدي مالك زي حجر المسن ) ...والله كتلك كتلة ده منو خوف عديل كدي ...اماانا ودضوة السحر ده اداني عين اذتني اذية حرم عندي وجع رقبه ليهو سنين ... مرة انا كنت قاعد في نص حوشي وبسمع في ربوع السودان والولح في رقبتي يمين وشمال مع اغنية ود السافل .. قال لي (ياجنى هوى مالك تلولح في رقبتك زي العز الاندرعتلها قيروانه في راسها) .... وبينما الجمع يواصل سرد الحكايات وتجربته مع ودضوة إذا به يظهر من على البعد في طريقه اليهم .... ياجنيات ود ضوة جانا يلا فرو بسرعة قبال ما يلحقنا حبوبتي ...فيهرول الجميع في اتجهات مختلفة مزعورين ... ود ضوة يصيح يا ناس مالكم ؟ عووووك هوى مالكم طايرين كده آتقول هبرت فيكم قلوبية ) ... ومن يومها لم يعرف صبيان الحلة الاجتماعات .....
الشاذلي سحار حلتكم اسمو منو ؟؟؟
جمال حسين
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: gamal elsadig)
|
Quote: (ياجنى هوى مالك تلولح في رقبتك زي العز الاندرعتلها قيروانه في راسها) |
لا حوله ولا قوة الاَّ بالله
ها زول الزول ما نشَّف ريقك كلو كلو !!
Quote: عووووك هوى مالكم طايرين كده آتقول هبرت فيكم قلوبية ) |
آمنت بالله
حتى البجرى منو يلحقها ليهو من ورا ؟
Quote: الشاذلي سحار حلتكم اسمو منو ؟؟؟ |
اسمو عبدو الله لكن حرَّم القمرية من العود يجيبها كتل أمِس
ها زول داك ما بتصاقع ....ود ضوَّه آبياكُل معاهو عيش تب !
حرَّم كان ما اتحصَّن يروح شمار فى مَرَقه !!
الله يجازى محنك آ جمال
ذكرتنى حاجه مهمه خلاس
عبد الله بلاويهو كتيرة
بس محتاجه لى تحميض .. بديهو حقو انشاء الله ..
ليك تقاة من الشُكُر
وتمساحية من السلام المفرهد
جمال اخوى وما تبعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
Quote: عندما يتوسط الجوع الوهج تحدثك التقاوي بإنتهاء الحصاد والتبن الهباب تتخلله الأصابع في الدونيق والدونقاء والخماسين حين تستبدل الصفير هديرا تتشتت احرف الجوع بين الأطراف الأربعة فيكون الإلتفات أبهى صورة من الخطو والركون إلى جذع النخلة لا يدعو إلى هزها ولكن في اليقظة.. ربما تلمح رطباً جنيا تحسبه قد تساقط هكذا استعادت الرؤى عادتها ولكنها لا تسلك سبيل الذكريات ولا التراتيل التي تسابق الظن السمع هي نفسها أنشودة المكان المقدس أو قصص الهوى المجيد لست أدري وهج أو قيظ ذاك الذي يحف الجوع أو ضمه توسطاً |
عندما أنجبت الأرض ؛حبلت المطامير
والقطاطى والرواكيب والجيوب حلالاً طيَّباً ..
وتهلَّلت أسارير النساء والرجال والدواب .
هل ترى
رجلاً يستحث أبناءه وعماله مستنفراً الهمم ..
وشاةً تيعر أثقلها الحليب ..
وجملاً يبرك - على مضض - بين أردب ينقره
التاجر بخيزرانته ... هذا الأردب سيضع عبء
دينٍ يحمله التربال منذ الشتاء على كاهله ..
وحماراً يصارع مربطه تحرشاً بأتان تمضع الهواء
ويسيل لعابها رغبةً ..ومرأةً تضع خرقةً باليةً
على رأسها اتقاء التراب و (الورتاب ) ..
وهنا (كُلّيقة) أو (تمساحية ) تنبطح على الجدول
العريان كأنها تمساح عشارى ، قُربها قربة الماء
وهى تتأرجح على ( الكشمبير ) ..
(الجمَّالى) يدسُّ فى جيبه وريقة لا يفك
خطها ولكنه لا يجهل عائدها !!
خير الله يتدفق من تحت أرض الله ..
انه حصاد العرق والشقاء والأذرع الخضراء .
شاذلى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
أبو الحسن
السوكرة
بنسميه الحجار
أظنه يحسب الغرامة بالساعة
ويا ويلها البهائم كان حاسبها مبيت
وأهل البهائم الهائمة أول جهة يتفقدوها الحجار
ولما لا يجدوها عنده يتحمدلوا
حتى لو ضبحها ود الضباح
وأكلها وشربها مع قزازتو
أخيرلها من ذرف الدموع في زرايب الحجار
والزول البودي البهائم الحجار عدو مو صاحب
والبسويها لومك بي رب يقع من مكانتو
والرزق الدخل السوكرة
وبقى في ايد الحجار
غرامتو الدم يابة ... غرامتو الدم يابة... غرامتو الدم يابة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: المسافر)
|
Quote: السوكرة
بنسميه الحجار
أظنه يحسب الغرامة بالساعة
ويا ويلها البهائم كان حاسبها مبيت |
الاخ المسافر شكراً على الاضافة
يعنى الاختلاف فى الأسماء والمسمى واحد
شفت بلدنا دى لذيذة كيف ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
سرعان ما صمت البكاء والنحيب ،
وانتصب سرادق العزاء ، ونفقت الخراف ..
ودبَّت أشلاء القرى المتناثرة من كل حدب وصوب ؛
رجالاً وركباناً نحو المأتم ...
النساء كُنَّ أكثر حماساً يقطعن الطريق نميمةً
وثرثرة ...يتعاطين اللومَ والعتاب حد الخصام ...
- ان أبى الذى توفى قبل ثلاث سنوات لا زال (يقدِل) عندك آ فلانه ..
- نان حبوبتى الماتت قبليهو كانت فطيسه ؟
- فراغك يا يمَّه ...حبوبتِك زى ابوى ؟
- اخجلى على عرضِك واختشى ..الموت ياهو الموت..
الواحدة كراعها قصيرة ولسانها طويل !!!
أمَّا عجايب ...بالصِح ال اختشوا ماتوا !!! جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
أمَّا الرجال ، فأطولهم عمامة وأكبرهم جيباً،
هو من يتقدَّم الوفد وأوَّل من يرفع يديه للعزاء ،
القرية تنهمر على الضيوف بالموائد ..
الصوانى محمولة على الأكف مصطفةً تسير بانتظام عبر الأزقَّة ..
عبد الله(السحَّار) الذى يصف كلَّ ما تقع عليه عينُه ،يتوسَّط مجموعة اكولةً،
يأكل مما يليه و مما لا يليه ...
القُرَّاصة بالتقلية ...الُّلقمة بالنعيمية ... الدمعة كُبَّها فوق الفول..
- آ جنا فطوركم بى شنو ؟
- فطير بالروب ..
- جيبو هنا
- عبدالله ما تلخبط
- كُلُّو ماشى ..
- كدى شوف الصينية الوراك دى فيها شنو ؟
- كسرة بى مُلاح سبروق ..
- من الفطير بالروب لى مُلاح السبروق ؟
عبدالله (السحَّار) يدلق ابتسامته الخبيثة ثم يحك ذقنه - هكذا يفعل
عندما يريد أن يصف شيئاً - ثم يقول :
- أُمَّك .. مرقنا من الزَّلَط ودخلنا فى الدقداق !!!
جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
وقبل أن تنحسر موجة الضحك يدخل طلال (أب صلعة )
- طلال تعال بى جاى فطوركم بى شنو ؟
- عبد الله معاكم والله ما بجى ..
أوَّل البارح سحرنى فى الضُمَنَة ...حرَّم لا هسَّع راسى موجعنى ..
طلال صاحب صلعة كبيرة ، عندما يضع الطاقية على رأسه؛
تظل هناك مساحة شاغرة بين الطاقية وما تبقى من شَعَر ..
طلال يهزم عبد الله فى الضُمَنَة ، ويكتل ليهو الدُّش
والبلاطة فى ايدو وينهره :
- قوم لا فوق تقوم قيامتك ..ما بتخجل .. بيضا.. بُنط ما فيها !!
عبد الله يقوم وهو حانق على طلال ثم ينظر الى مؤخِّرة رأسه قائلاً :
- الله ياخدك عامل صلعتك زى الشافع الِّلباسو ناصِل كدى !!!
جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
وبعد أن أكلوا وشربوا أخذوا يتعاطون نوادر (عبد الله)
السحَّار على نكهة الشاى والقهوة ...
فيتحوَّل المأتم الى ما يشبه الأنس والسمر ..
وهناك فى حلقة الشيوخ يدور الكلام حول الأرض والمحراث
والبذور وديون البنك الزراعى و..و..
فلا يقطع هذا اللغط واللغو بين الفينة والأخرى الاَّ
أصوات المعزيين .. الفاتحة .. الفاتحة ..الفاتحة
وأخيراً يدخل البشير ود محمود حاملاً (صينيته) ، فيصيح عبد الله السحَّار :
- هيا النعيجة العاقبة الخريف
الرجال قبيل فطرت وهسَّع فكَّرت فى الغدا !
والله فطورك ده الاَّ تاكلو براك .. جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
هذا الكلام يقع على نفْس البشير ود محمود
موقع السهم النافذ ؛لأنَّ تأخير (صينية ) الرجل
فى مثل هذه المواقع منقصة تجلب العار ، هذا من جانب،
ومن جانب آخر فانَّ البشير ود محمود كان أحمق رجل فى القرية ،
كلمة واحدة يمكن أن تغيِّر مسار حياته ، ولا غرو فى ذلك فقد رُوى
عنه أنه كان يبنى بيتاً ،وهو فى قمة البيت وابنه تاج الدين
فى الأسفل ؛اذ كان يقذف اليه (بالطِّين ) ولمَّا كان تاج الدين
يافعاً ؛كانت رميته تقصِّر عن متناول يد والده :
- يا ولد أجدَعْ (الفُكَّامه) زى الرجال !!!
- يا بوى أعمل ليها شنو ؟ أبت تصل !!
- على الطلاق المرَّة الجاية ما توصلها الاَّ أغطِّس رويسَك ده فى الطين .. وقصَّرت رمية الابن ايضاً ، وعندها لم يتردَّد البشير فى القفز على ابنه
من قمة البيت حتى انغمس كلاهما فى الطين فانكسرت (ترقوة) تاج الدين !!!
ومرةً كان يفكُّ وثاق عنزته المربوطة فى شُجيرة السدرة الناضرة ، العنزة فى
عجلة من أمرها تجاوباً مع صغيرهاالرضيع الذى يناغمها من بعيد ..
فكلما انحنى البشير لفك وثاقها ؛ شدَّت الحبل حتى هوت الشُجيرة
الشائكة على ظهره ..
فلمَّا ضاق بها ذرعاً ؛ وضع عليها - العنزة - جزع نخلة كان بجانبه
حتى لا تكرر فعلتها ، ولكنه عندما فرغ من حلِّ الحبل وجد عنزته
قد فارقت الحياة الى الأبد !!
أنا البشير ود محمود تقول لى النعيجة العاقبة الخريف ؟؟
البشير دون تردد يُكفىْ قدحَه على رأس عبد الله السحَّار !!
عبدالله السحَّار وهو يرفل فى ملاح الخُضرة :
الله ياخدك آ البشير خلّيتنى زى الحجر البانيه فوقو الطحالب !!! جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
البشير يخرج الى بيته وهو يضمر شيئاً :
- يا مَرَة على الطلاق باكر الفطور ده ما يمرُق قبل آذان الفجر
انت طلقانه بالتلاته ..
- سجم خشمى !! الشى فطور والاَّ سحور ؟
- السحَّار اليَبْعَجِك .. انا البشير ود محمود يقولو لى النعيجة العاقبة الخريف ؟
اسمعى هنا .. عصيدة الدُّخُن خليها عَلَىْ ، والملاح عليك انت ولو ما مرق
قبل الفجر ...عليك يسهِّل وعلينا يمهِّل ... جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
Quote: عثمان أخوى
بستطعم فى كلام( المسافر )الطاعم ده ..
ولأنَو (جمال ) فتح لينا نافذة (سحَّارين)
الحلقة الجايه ح تكون عن( سحَّار ) بلدنا ..
اتحصَّن وتعال ..سمح؟ |
شازلي يا أخوي أنا رباطابي أمي بت عم أبوي, والله الأدي ليك عين بلحق أمات طه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: gamal elsadig)
|
السحر والحسد من الكوارث التي تحيق ببلادنا أحكي لكم هذه الرواية المجزرة التي يقال انها حصلت في بلاد الرباطاب
الراجل وجد المراح بحاله ميت فيه ثمانية خراف ثمنها رأسمال يشحن اللوري
ياولاد الحصل شنو للخرفان دي مالها نفقت
والله يا بوي جاء فلان داك وقف فوقها وفوته كلها رب رب رب كلها وقعت
فلان ما غيره أيوة
قاصد أذية يعني؟
أيوة
تعال آولد أربط لي عيوني ديل خليهن ما يشوفن شيء وبكرة دغش الرحمن قودني لي عند حواشته وفكهن هناك عشان أوريه الأذية..
ظل الراجل وعينيه مخفية بالشال حتى صبح اليوم التالي
وقادوه حتى وصل الحواشة المقصودة ومازالت عينيه مربوطة في الشال على أساس أول ما يفك الربطة من العين تقع على الحواشة المقصودة وتتم السحرة المحددة وتقع الأذية وقال لي ولده يصف عينيه (( فكهن الدغس الما بكذبن سيهن ))
ولما فك الشال من على وجهه لم يرى لقد أصبح أعمى من الوصف الذي نطق با مع فك الشال
(( فكهن .. الدغس الما بكذبن سيدن))...
شوفت كيف السحر المجزرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: المسافر)
|
البشير ود محمود يشق غسق الظلام بخيزرانته نحو المأتم يتبعه ابناه
وهما يحملان المُلاح بالجردل الكبير وعصيدة الدخن الحارة وكفتيرة
الشاى باللبن ...
ان معظم أهل القرية يبيتون على الأرض فى سرادق العزاء مجاملةً لأهل
الميِّت ...
البشير يدخل السرادق وهو يصفِّق :
- قوموا لا فوق ...الرجال جابوا فطورهم وشاهيهم وانتوا نايمين ؟!
البشير ينتشل الغرقى نوماً، تارةً بالصياح ، وتارةً بالوخذ بالخيزرانة
وهو يبحث عن عبد الله السحَّار ، وعندما يجده:
- على الطلاق الليلة كان تفطروا وتشربوا الشاى حتى تمشوا لصلاة الفجر ..
عبد الله السحَّار وهويفرك عينيه الغائرتين فاغراً فاهاًمثرَّم الأسنان كالمغارة
القديمة ، يخلِّل شعراً مبعثراً رثَّاً كأيَّام الهزيمة وهو يقول :
- هيا البشير ده فطور والاَّ حشَّة برسيم ؟
- حشَّة برسيم ...دُخلة عريس ... لدغة عقرب ...ولادة مَرَة ... المهم تفطروا
وتشربوا الشاى قبل الأذان ما يأذِّن ... عشان تانى واحد حيوان يقول للبشير :
النعيجة العاقبة الخريف !!!
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
Quote: عندما تفكر الشمس فى الغروب شاذلى جعفر شقاق
كانت الشمس تفكر بالغروب بينما كان الطيب يتأمل أفكارها الرائعة سيما عندما أدلت ثدييها للأفق الرضيع لينهل
منهماذهب الرحيل حتى يسمح لها بالأفول .
وكانت هنالك نسمة تتراقص على خميلة الشاطئ تهيئ نفسها لعبور النيل ,وبينما هى تسبح فوق سطح النيل اذ بجزيرة
مغرورة قد اعترضت مسيرها فتشبست الأغصان بأعطافها ,وقبٌل الزهر خدودها ,ودغدغ السحر صدرها وكأدت أن تذوب .. النسمة
الريانة كادت أن تذوب فى محتويات الجزيرة المغرورة ,لولا أن موج النيل إهتاج قائلادعو النسمة تعبر ,إنها صديقة
السحاب والسحاب إبنى). هكذا زكاها الموج وذلَل صعابها ويسر أمرها,فما فتئت النسمة تعبر جزيرة بعد جزيرة حتى وصلت
الشاطئ الآخر .
قال (الطيب) لنفسه يالجمال محسوبية النيل, ويالروعة رشوة الشمس عند المغيب,وعرف عندها معنى أن يمطر ثدى الشمس
ذهبا فى فم الأفق الرضيع ).
ثم رجع يقلب الماضى ويركل الحاضر ويشيح وجهه عن المستقبل ,فتذكر ذلك اليوم الأغبر ,يوم الإجتماع السنوى لقريته
الصغيرة ,وهو لم يزل بعد يافعا,حيث الرجال يجيئون ويذهبون ويحمل كل واحد منهم عصا غليظة بيمناه ويتحسس سكينه
الرابضة على ذراعه اليسرى. فذلك هو يوم (نبش الضغائن) الذى يشفئ كل واحد منهم غليله فى أخيه تذرعا بمناقشة قضايا
القرية,فتذوب كل القضايا فى بعضها البعض ,مايتعلق بالسواقى والجروف والميراث حتى الزواج والطلاق ,لذا كانوا
يذهبون وهم مدججون بالسلاح والكلام المباح وغير المباح ولم يكن إجتماعهم إلانطاح فى مراح. هكذا يمارسون الحياة لانهم
إختاروا ذلك. أو لانهم إختير لهم ذلك.
وفى الليل سمع (الطيب) جدته تسأل جده عما حدث فى الإجتماع ,وكانت تقولسجم خشم البلد القاضى فيها الفاضى,كيف
تربى السعية كان مالقت ساعى .فى زمن المحن اتلخبط السكران والواعى). هكذا كن النساء يتجاذبن اطراف الحديث عن
شئون القرية مع ازواجهن فى البيوت فقط, وكان الرجل يعتبر كلامها فى هذا الخصوص ضرب من ضروب المؤانسة الزوجية
ولايأخذ رائها بمحمل الجد ولو كان صائبا.
وفى ذات يوم من أيام القحط الإرادى زارهم الوالى فى وفد رفيع الجلابيب والعمم,وكان من قام بالتحضير لهذا اليوم هو
(ودالقاضى) ذلك الرجل الذى يجيد الملق أكثر من أى شئ آخر ,تم إختياره أن يعمل على تعبئة النفوس لمناصرة الوالى
فى الدورة الإنتخابية القادمة ,وصل الوالى فى وفد الصخب والجلبة والضوضاء وكانوا يكبرون ويهللون كيوم (تحرير
القدس) القادم. ولم يلبث الوالى أن نهض ليضاجع اللغة على المنبر ويتحدث عن مشاريعه التى فى رحم الغيب ووعوده
التى يحملها موج السراب العرقوبى,واحيانا تتزحزح من تحته اللغة فيهمهم ويتلعثم فيتوه كلامه عن المسامع كما تاه عن
الصواب ,ولكنهم ايضا يهللون ويكبرون ياللعجب!! لماذا يكبرون لكلام لم يسمعوه أو يعوه ؟؟؟ قال (الطيب) ولماذا
ينفعلون بلاقضية ؟؟؟ ولماذا يتبعون كل من تقدمهم؟؟؟ وأكثر ماأثار دهشة (الطيب) هو ودالقاضى الذى بكى حتى خضب
لحيته بدموع التماسيح تلك اللحية التى نبتت على ذقن المصلحة المجدب ,فعندما سمع (ودالقاضى) بالشعارات الإسلامية
التى رفعت الدولة ,فكر فى رفعة نفسه ,لذلك أطلق العنان للحيته وأكثر من عبارات التضحية والإستشهاد والإحتساب فكان
يكبر حتى عندما يسمع نكتة جديدة ,بذلك إستطاع أن يلفت أنظار المسوؤلين عن البلد حتى ولوُه شئون القرية ثم المحلية
ثم
المحافظة ,فصار يلبس العباءة ويخطب بعصا الأبنوس ويحث الناس على تجهيز الغزاة, فإن صندوق التبرعات لم تغلق ابوابه
حتى فى اليوم الأول من ايام التشريق.
وتقلبت الأيام على ظهور المتعبين ,وهوى الزمان بسيفه على جسد النظام الحاكم فانشق إلى نصفين. لهذا إخذت الحيرة
(ودالقاضى) فهو لايدرى أى الطريقين يؤدى به الى الغاية التى يريدها. وبعد بحث قليل دلته خطبة عصماء الى
الطريق ,ولكن بعد أن إنكشف الغطاء وبان المستتر وجد (ودالقاضى) نفسه قد إختار الطريق الذى لايرجوه ,فحاول أن يسلك
الدربين تاه. وحاول أن يركب السرجين وقع.
وبعد زمان قصير خرج (الطيب) يسلئ نفسه بالتمشى ,ويخيط من الليل ثوبا لوحشته العارية ,ويصارع الإحساس بالغربة داخل
الوطن ,وكان فى كل جولة يجد نفسه مصروعا, فبينما كان يثفل التراب من فمه محاولا أن يجد مبررا للهزائم المتوالية,
اذا به يرى شيئا مكوما_كاحلامه_ على قارعة الطريق وما أن دنا منه ليتبين ملامحه المطموسة, تأكد أنه (ودالقاضى)غير
أنه حليق الذقن مخمورا حتى الثمالة,يقول بصوت متقطع وكلمات مهزومات أريد الذهاب إلى حفل غنائى ولكن سقطت فى
الطريق قبل أن أصل مكان الحفل كما سقطت قبل أن أصل مقام المجد الدنيوى الساقط.)
يقول (الطيب) ايقنت عندئذ أنه عندما تفكر الشمس فى الغروب ,كل شئ فى نفسى وفى بلدى يفكر فى الغروب). |
قصة قصيرة/عندما تفكِّر الشمس فى الغروب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
Quote: ولم يلبث الوالى أن نهض ليضاجع اللغة على المنبر ويتحدث عن مشاريعه التى فى رحم الغيب ووعوده التى يحملها موج السراب العرقوبى,واحيانا تتزحزح من تحته اللغة فيهمهم ويتلعثم فيتوه كلامه عن المسامع كما تاه عن الصواب ,ولكنهم ايضا يهللون ويكبرون ياللعجب!! |
في الليل جاؤ عبر فوهات البنادق كان جيش القادمين وعبر مئذنة تصيح المـاااال أكبر آعرفتهم ؟؟؟
الناس تكبر عشان تكبر جيوبا.....
....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
أخى المسافر
كُلِّيقة سلام
Quote: ياولد...!
كم أطلت .. وأنت تتكيء براحتيك على نافذة الجمال..
أي جمال سكن بجوارك .. ذات الشمال وذات اليمين
أتراك كم أقمت هناك..
ولم تبعث لنا بورقك..
سوف نقيم في مكانك هذا موقفا.. |
ربما وضعت يديك على الجراح الغائرات ..هنا شمالاً جهة القلب ..
فاعشوشبت أناملها حروفاً نضيرة ..
فالسلام عليكم ذات اليمين ، والسلام عليكم ذات الشمال
فاليكن مقامُك محموداً حسن الظنِّ ، وارف الحميمية .. لا تسافر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
Quote: انه (البيان) بيان الشيخ (ود حسونه) الذى يُروى فيما يُروى عنه |
حكى وكلام جميل وكأن المعنى به صديقى غازى كدودة فى المانيا واصل وفى السرعة زيد وان تعب منك جناح اشرب موية وفتة فول وبعدين واصل مع اجمل تحياتى لك ولروعة اثلوبك.
سيف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: Saifeldin Gibreel)
|
كان الحبلُ ممدَّداً كثعبان قتيل ، وعلى ظهره
يرقد الحطب ..حطب الوقود .. فكلما احتطبت
بثينة عوداً أو اثنين وضعته فوقه ، ومثلها
تفعل صديقاتها .
انه (حبل الفزوع) أو هكذا يسمِّينه ، وهنَّ ذاهبات
نحو الغابة قربَ النهر ..
هذا الحبل مرقدُه خصورهن ، أو أكتافهن ، ولربما
استخدمنه ملهى فتراهن يتقافزن كأحلام الصبا بين
الزروع الناضرة وهن يمارسن لعبة (نطَّ الحبل ) .
وبعد أن يجمعن ما تيسَّر من الحطب ؛ يتعاونَّ فيما
بينهن لرصفه وشدِّه بالحبل ، ثم يطوين خمرهن فى
شكل دائرى وقايةً لروءوسهن من الوخذ بالأشواك .
ثم يستعِنَّ بمن هم فى أعمارهن ؛ من الصبية الذين
يعاونون آباءهم فى شئون الحرث والزراعة حتى يرفعوا
لهن الحطب فوق روءوسهن ...
انها لحظة من لحظات اختلاس الغزل ..
يا ربى !! ما أعظم الحب الذى مهما قست الطبيعة
لم تحرمه حقَّه فى التجوال بين القلوب ولم تحظره
شرطة الأعراف العامة .
جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
تلك الأمسية بدأت حالمة هادئة مثل كل يوم ..
الجبل الشامخ يُلقى ظلَّه على ماء النهر ..الجروف
تضمِّخ الأصيل .. والضروع نداء .. والصغار خوار ..
والأوانى حلوب .. والطيور تمارس الحياة اشتهاء ..
والموج يعزف لحن الخلود ..والنخيل يراقص الهواء
والشمس تنثر النقود الذهبية على مفارقه الشاهقة
وجدائله المائجة .. جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: gamal elsadig)
|
ثمة شئ يلفت انتباه (بثينة) دون سواها ..
الغصن يرتجف ..والطيور تهشها البصيرة ،
تحالفت ..تجمَّعت ..تضافرت جهودها ..تصايحت
يصارع البقاءَ صوتُها ..تعلَّمت تذود عن حماها
بالشجب والادانة ...
تململ الغصن قليلاً ،تزايد الصياح ، كان طول حبل
بثينة ، لكنه سميك ..فاغراً فاه كالمنية ،وبينه
وبين العُش طرفة عين ..
الفرخان العريانان يستحمان بنسيم الأصيل ، ينعمان
بالهدوء والسلام..والخطر يزدرد ريقه فى لحظة
ما قُبيل الانقضاض ..
مسكينة بثينة قد راعها الخطر ..تدفَّقت قصائدا ،
تفجَّرت قنابلاً .. تطاير الشَّرر ..فأحجمت ..تماسكت
تقدَّمت .. وناشت الثعبانَ بالحجر .. لا لم تصبه
بل صادت الفنن ..فانقضَّ نحوها ، بل غاص نابُه
فى مفصل السبَّابة .. فصاحت الصبايا ، سلاحها
الصياح ودرعها البكاء .. والشجب والادانة ..!! جايى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قريتنا تروى الحكايات ... (Re: shazaly gafar)
|
فأسرع أحد المزارعين نحوهن وقام بخنق الثعبان بسلك
معدنى صدئ حتى انغرس فى عنقه ..
وعندما فتح الثعبان فمه مستسلماً للهزيمة ؛ فتحت بثينة فماً
ثم أغلقته الى الأبد ..
فماً ما ذاق من حلاوة الدنيا الاَّ بمقدار سرعة السمِّ الزعاف
فى بدنها النضير ..
لو انها صبرت قليلاً لجاءَ (دجَّال) القرية و(حوى) هذا
الدبيب اللعين دون جدوى !!
لو انها صبرت قليلاً لشربت من ذلك (الشَرقْرَقْ ) العتيق
شيئاً أمرَّ من لدغة الدبيب ..!!
الله حين تكون المسافة بين العلاج والمرضى فى قامة الموت !!
لمسة أخيرة :
أن تحمل المرأة على رأسها شيئاً كالحطب ..
أن تحمل المرأةُ بين أحشائها رجلاً يجرِّعها
صنوف الأذى والنَّصَب ..
أن تحمل المأةُ فى قلبها عشق التضحية والفداء ..
ذلك وربى لأمرٌ عظيم ..
وبس ..
| |
|
|
|
|
|
|
|