|
تهويمةٌ فى حضرة الألم
|
تهويمةٌ فى حضرة الألم
شاذلى جعفر شقَّاق
ما كَلَّ ظهرُكَ إنَّما ..
اختلَّ وزنُ الحِمْلِ والعِبءِ الثقيـلْ
ما ضلَّ خطْوُكَ إنَّما..
اكتظَّتِ الأشباحُ والأدغالُ
والأحراشُ بالدربِ الطويـلْ
ما خر عزمُكَ إنَّما
هدَّتْكَ أفواجُ الخطوبِ
تحالفاً وتكالباً
مِنْ كلِّ فَجٍّ شبَّ من فمهِ عميـلْ
والرابضون على الوصيدِ كأنَّهم
ناموا على حُلُمٍ سعيـدْ
مَنْ يحرسون الجاهَ والعيشَ الرغيـدْ
بُحبوحةَ الأحلامِ والمجدَ المزيَّفَ
واحتلابَ الشَّهْدِ مِنْ ضرعِ الشهيـدْ
مَنْ يزرعون الغُبْنَ فى جُرْحِ المرارةِ والأسى
مَنْ يحتسون عُصارةَ الدمِ والصديـدْ
الراقصون على الجماجم نشوةً
الضاحكون على الشواربِ والذقونْ
اللاعبون على المقانعِ والجواربِ
والمسامعِ والبطونْ
الراكبون الفارهاتِ من الجيادْ
القاعدون على الخزائنِ
فوق أنفاسِ العبادْ
العاكفون على الموائدِ
خُشَّعــاً ..
الشـاربون دمَ البلادْ
الشـاربون دمَ البلادِْ
* * *
الحادبون على انتزاعِ المهْدِ
مِن نعشِ البغايا والصبايا والضحايا
والليالى السودِ والفقرِ الزنيمْ
النافخون من الخواءِ إلى الهواءِ
قصائداً .. رفَعَتْ حجابَها وانحنَتْ
هتَفَتْ : شعارِىَ مستقــيمْ !
خفضَتْ جناحَ البوحِ للصمتِ العقــيمْ
لعقتْ حذاءَ الظُلْمِ
وانكفأتْ على فِعْلٍ دميــمْ
نصَبَتْ خيامَ عزاءِهـا
فى الصِّدْقِ والحرْفِ المُدجَّجِ
بالجسارةِ والتغَلْغُلِ فى الجحيــمْ!
شكتِ القصائدُ - للموائدِ - ريَّهـا
فتلمَّظتْ هذى وحكَّتْ أنفَهـا
وتندَّرَتْ وتهكَّمتْ
قالت لها : قولى لهُ
إنْ لم يَجِدْ شهْداً فنيــمْ !
* * *
إنْ يسألوكَ عن الرَّجاءِ
فقُلْ لهم: أيَّانَ ينبلجُ الإباءْ ؟
حتماً ستنهزمُ الدياجرُ بالضياءْ
بالمُدلجين مِن المشارفِ
نحو أعماقِ الوباءْ
بالكاظمين الغيظَ
أربابِ السماحةِ والنقاءْ
بالهاربين من الضرائب والجباياتِ
ومن لونِ الدِّماءْ
بالعازفين عن الحياةِ تعفُّفاً
لا الآخذين بلا عطاءْ
بالخارجين من الكهوفِ المُظلملتِ
إلي الفناءْ
بالصابرين على المواجعِ وابتزازِ العَيشِ
فى زمنِ البلاءْ
بالحاملين الصَّيْفَ دفئاً للشتاءْ
بالغامدين السَّيْفَ فى قلبِ الهُراءْ
فتعود يا وطنى على متنِ السحائبِ
للمواسمِ بالرَّخاءْ
وتعود يا وطنى على متنِ السحائبِ
للمواسمِ بالرَّخاءْ
|
|
|
|
|
|