|
(الشمسُ تُشرقُ من هُنا ...)
|
( الشمسُ تُشرقُ من هُنا ..)
شاذلى جعفر شقَّاق
الشمسُ تُشرقُ من هُنا ..
الفجرُ أقبل ضاحكا
ليدقَّ أسماعَ الدُّنا
ويُغرِّد الفرحُ المسافرُ
فوق أجنحةِ السَّنا
ويُمارسُ الكروانُ
دوزنةَ التفاؤلِ والمنى
ويُموسقُ القيثارُ وقعاً للحياة
فما تُغيِّر ديدنا
والكونُ هام بحسنها
كم صاغ لحناً فى الخيالِ ودندنا
والطلُّ يقبعُ فوق أجفانِ
الورودِ الهاجعاتِ على الهنا
ويطلُّ من رحم الجمال الفجرُ
طفلاً ساحراً أبداً يسرّ الأعينا
لا شئَ أجملُ من شروق الشمسِ
حين تُشرق من هنا
(التاكا) يرشفُ من كوءوس السِّحْرِ
ما طرح الدِّنانَ المُدمنا
(توتيل) تنبع من حنايا الصخر
لا يزرى بها جيشُ الونى
كسلا ومن خلق الجمالَ وما سلا ..
أن يُلبسَ الهاماتِ تاجاً من سنا
ما عاش فى القلبِ سواكِ وما دنى
ألقاكِ فى مشتلِ الحرفِ النضيدِ
قوافياً تتلو القصيدَ ملاحنا
ألقاكِ فى روضِ الكلامِ جدوالاً رقراقةً
والزهر يخرج فى الثياب مزيَّناً وملوَّنا
ألقاكِ فى شفق الأصيل ذؤابةً ذهبيةً
زانت جبين الكونِ فانداح الغِنا
أخرستِ يا هذى القوافى ، وأعجزتْ
آياتُك اللألاءُ هذى الألسنا
لا حزن فى كسلا يُدثِّر لحنَها
فالبِشْرُ خيَّم فى الرُّبا واستوطنا
النرجس المبْيَضُّ ، فى وجناته
تجد الحِسانُ محاسنا
وتُقبِّل الأنسامُ - عند مرورها
بين الرياضِ - السوسنا
لا شئ أجمل من شروق الشمس
حين تشرق من هنا
لمَّا علا صوتُ المنادى
للرحيل وأذَّنا
شَغِفاً شددتُ الرَّحلَ نحوكِ هائماً
لسي القناعةُ فى الغنى
ونسجتُ لحناً للحُداءِ
منمَّقاً ومغنَّنا
يأتيكِ من خلف الزمانِ مسافرٌ
حمل اليراعةَ كاتباً ومدوِّنا
ليفصِّلَ القولَ البديعَ معاطفاً
يروى الحديث معنعنا
ويصبُّ شعرَه فى هواكِ
ويقتنى سحرَ البيانِ البيِّنا
كسلا أقمنا فيكِ حيناً..فسكنتِ فينا
سرمداً وهواكِ أُبِّد عندنا كسلا 23 يوليو 1998
|
|
|
|
|
|