دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
من صُلب الواقــع ...(بثينة) تحترق رهبةً ..!!
|
صغيرةٌ فى سِنِّها ..كبيرةٌ فى حزنها ..
سترفع حاجبَىْ دهشتِكَ - حتماً - عندما تعلم أنَّها زُجَّتْ الى عالَم
الزواج وصُفعتْ بكفِّ أبغض حلالِ الله ..! لتنهلَّ عليها بعد ذلك لطمات
الحياة وركلاتها القاسية ..
يا صبرها وهى تتقى هــذا اللطم (بالمِنقد ) و (الكفتيرة) ..!
هناك فى قلب العاصمة وعلى مرمى من القصر الرئاسى .. وعلى رصيف
الشارع المتدفِّق لهثاً الى نفق الزحام ..وتحت شجرة النيم الظليلة؛
كانت بثينة تقتات رزقها كعصفورة كسيرة الجناح ..
أعرفها وتعرفنى بل تعرف كيف تضبط قهوتى صبيحة كلِّ يوم قبل الاندياح
فى دائرة العمـــل ..وفى تلك الظهيرة الغائمة بينما كانت (بثينة )
منهمكةً فى عملها ؛ انقضَّتْ عليها عربة الشرطة (رسولة النظام العام)
ولمَّا كانت المسافة بين عربة الشرطة وبين (بثينة) لا تمكِّنها من الفرار
بنفسها وممتلكاتها التى ستوءول مصادرَةً الى (المحليَّة) ؛ فقد قررتْ
المسكينةُ الخروج من المأزق بأقلِّ الخسائر ، فما كان منا الاَّ أن خطفت
(الكفتيرة) وهى نما تغلى بيد، بينما حملت (المنقد) باليد الأُخرى ..
ولكنها سقطتْ ؛ فاندلقت (الكفتيرة) على نصفها الأسفــل ، ولم ينس
(المنقد) نصيبه حين قطع شريان سبابتها الفقير دماً وحِنَّاءَ وحُلى ..!
لم تكمن المشكلة فى الكفتيرة والمنقد اللذين كانا قبل هنيهةٍ مصدر
رزقٍ فأصبحا مصدر بؤسٍ وعذاب ..!
ولكن المشكلة تكمن فى أفراد الشُرطة الذين تركوا (بثينة) تتمرَّغ فى التراب
ألماً من حريق النصف الأسفل ؛ وحملوا (المنقد) و(الكفتيرة) وما بقى من معيناتها
على العمل ثم ذهبوا دون رجعة ..
ولولا عربة (المؤسسة) المجاورة لأصبحتْ المسافة بين (بثينة) وروحها كالمسافة
بينها وبين متاعها المصادَر ..!!
وفى صبيحة اليوم التالى رأيتُ امرأةً تحِلُّ محل بثينة ..وما أن جلستُ اليها وسألتها؛
حتى عرفتُ أنَّها والدة (بثينة) وأنها كبرى بناتها الست وابنها الوحيد .. وانها ذراعها
اليمـــين ..!
وهنا فقط أدركت مغزى جلوس الأم مكان ابنتها .. و (الَّلدايات) مكان المنقد ..
والكفتيرة الصغيرة مكان الكبيرة !! والكف الآخذة مكان المعطاءة ..
الجــرح الجــديد مــكان الجــرح القــديم ..
يا ربى ..
كــم نتألَّم ..؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|