مزارعُ تسمينِ الكلام !

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 11:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة شاذلى جعفر شقَّاق(shazaly gafar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2012, 06:41 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مزارعُ تسمينِ الكلام !

    ** مزارعُ تسمينِ الكلام !
    شاذلى جعفر شقَّاق
    [email protected]

    بعد أن سُفك دمُ الشمسِ وتفرَّق بين الظــلام ؛ جــاء محمد أحمد من مزرعته مخلِّفاً وراءه فروضاً لم تنقضِ ، وجداولَ لم يرعوِ خريرُها وغرســاً جديداً ينتظر نصيبَه من السُّقــيا .. ودَيْناً من الرَّهقِ المؤجَّل سينتظره عند بوابة الفجــر الجديد .. إنَّها بدايةُ المــوسم الزراعى (البوغة) ...وليس طعم (البوغة) كطعــم الحـــصاد !
    كان محمدأحمد- فى ذلك الغروب - دهمةً تبحث عن أصدقاء النهار ؛ الواسوق - المنجل - الطورية - النجَّامــة ليدسَّهـا بين الحشائش و (التقانِت) و(الكركِّى) أمـانةً فى ذِمَّة الليل حتى الصباح ؛ وديعةً فى ضمــير الهمهمة والتحصين .. و لسان الفكر يتنحنح لإلقاءِ خطبة الأحزان .. همَّ أن يخاطب النهر ولكنَّ النهر فى شغل عن حاسة السمع ؛ لأنَّه يمارس الإصغاء نهــاراً ويرفع صوتَه ليلاً .. لتُنشِدَ الأمــواجُ أهــازيج السُّرى وأغنيات الرحيل .. قال وهــو يخلِّل لحيتَه : هــذا العــام الجائعُ أدخل رأسَه فى جُرَّتــى الخاوية ... من يحمل عنى تكلفةَ المــوسم الجــديد ..؟ هــذه الأرضُ الشَّبقة لا يهمهــا من أين آتيها بالبذرة و اللقــاح ونطفة الــوقود بقْدر ما يهمُّها الخــصب و النمـــاء ! آهٍ من أؤلئك الذين يسومونكَ جيبهم بحصادك ..وراحتهم بكدِّكَ وشبابهم بشيخوختك.. وربحهم بخسارتك .. وأضاف مبتسماً :
    - وأزاوجهم بزوجك !!
    فلو كانت المقاييس عدلاً لتبدَّلت الأدوار .. آه لو كان إبنى .... وعندما دخل البيت على مَطيَّة الجوع والرَّهَق والهمّ ؛ بادرته زوجه صائحةً :
    هيا الحاج الليلة ما شفتَ (صديق) وليدنا ! -
    - هو (صديق) جا ؟
    لا ..لا .. عِلاَّ هدا لك .. وهدا لى مدحة فى الرادى ! ..-
    - مدحـــة ؟
    - آ أىْ .. ديك يا المدحة المِى خَمَجْ !!
    قال بسخرية جائعة :
    - ملِّحــيها جيبيها .. ملّحيها جيبيهـا !!!
    لاشئَ أمرَّ من أنْ يصبح سقفُ أحلامِ المواطن – أينما كان- لقمةَ العيش ، فيخرُّ فرِحــاً إذا ما وجد إليها من سبيل ..فواقع الحال في بلادنا الغنيَّة الفقيرة ..السخيَّة الشحيحة في ظلِّ هذه الظروف المترديَّة اقتصاديَّاً ، والتي لا تُخطئها عينٌ مُكابرةٌ أو بها رمَدٌ ؛ يستوجب الوقوف عندها خشوعاً من لدنِّ أولي الأمر مِنَّا ..والوقوف الذي نعنيه بالطبع ليس الوقوف البروتوكولي على المنابر الذي يلهب حماس النفوس متجاوزاً البطون الخاوية على عروشها .. وليس الوقوف المبني على الوعود العرقوبيَّة أو التي صرخ في وجه (كافورِها) يوماً شاعرُ الشعراء أبو الطيِّب المتنبِّي بقولِه : ( أنا الغنيُّ وأموالي المواعيدُ) ليس الوقوف المعني هو قراءة كفِّ باطن الأرض من خلال الخُطط المستقبليَّة وايراد أرقامها التي لا تسمن ولا تُغني من جوع .. ولا هو المعلَّق على أجنحة سحابة ، اللهُ وحدُه هو مَن يعلم إنْ هي تُؤتي خراجَها أو تحشرْه في حوصلة ملفَّات المراجع العام أو تهيم به بين دفاتر المفوضيَّات أو اللجان التي تتناسل فيما بينها غير آبهةٍ بواقع المعاش اليومي لـ محمد أحمد الذي ما عاد في استطاعته عضّ الصبر بالنواجذ في زمان الإنجاز الكلامي !
    وذلك – يا إخوة الإيمان – حتى لا يقول قائلٌ : ماذا أعددتَ لهم – سيِّدي- وهم ينتظرونك فاغري أفواههم كمداخل الأكواخ القديمة ؟ ليقول مُتخَماً : أعددتُ لهم خُطبةً مكتنزةً لحْماً وشحْماً من مزارعَ تسمين الكلام !
    إنَّما المطلوب – يا هداكم الله – هو أنْ تقرأوا سورةَ( قريش ) بتدبُّر حتى تستطيع زوجةُ عمَّنــا محمد أحمد أنْ تُدبِّرَ (طرَقة كسرة ) وتملِّحها وتجيبها !!!!

    ** نُشر بالوفاق اليوم الخميس 17/5/2012م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de