حفل خيري بالنادي السوداني – Hayward, CA لدعم السودانيين بالمعسكرات والتكايا
|
قِصَّةُ قِصَّة !
|
قِصَّةُ قِصَّة
شاذلى جعفر شقَّاق
لم تتوخَّ المناسبة .. ولم تشحذْ هِمَّةَ المنافسة .. ولم تزيِّفْ خارطةَ وُجْهتِها أو تتكلَّفْ مِشيةَ حبْكتِها أو تتصنَّعْ لهجةَ مغزاها حتى تُثير فضولَ الطريق أو تستجدى عينَ الرقيبِ أو تتملَّقه بدعوةٍ لمقامِها الذى تنصبُ فيع خيمةَ ثيمتها ؛ إنَّما خرجتْ على سجيَّتِها من عُزلةِ الأدراج ومن غياهب الدفاتر تبتغى وجهَ الصباح .. خرجتْ وقد فسَحتْ لها أترابُها الطريق إيثاراً ..تنحَّيْن لها وقد كانت بهنَّ خصاصةً من رَهَقِ القعودِ والانتظارِ الطويل .. جمَّلْنَها دون كذب ..سرَّحن خُصلتيها الجامحتين .. أيقظن حاجبيَها المُلازمين للدهشةِ والتساؤلِ والانتباه ..لمعتْ شامتُها كشَرْطةٍ منقوطةٍ فى تفاصيل وجهها البليغ .. كحَّلن بصيرَتها النافذة .. ألقَتْ ظلالَ رموشِها على شَفَق الإيحاء الحصيف .. تربَّعتْ وجنتُها كعلامةِ تعجُّبٍ خلف تفعيلةٍ عذراء ! .. بين المتْنِ والحواشى تقرْفصتْ كثيرٌ من الحُلى والدُُّرر فى حضن قوس قُزح ..همهَمتْ إحداهُنَّ بالرُّقى والتعاويذ ..ثم أخذتْ تقرأ سِفْرَ الخروج للمشاركة فى كرنفالاتِ الجمال : - أن لا تسبح (جميلتُنا) فوق الأربعين ! شهقتْ إحداهنَّ : حاشا لله يا أنتِ .. لا زال بينها وبين ذلك بيدٌ دونها بيد ُ !! - أنْ لا تكون قد ضُبطتْ فى أحد الملفَّات الكثيرة الصادرة عن الظمأ .. أو سهرتْ فى أحد المنتديات المسائية ..أو تسكَّعتْ بين هاتيك الأسافير المنعتقة من قَلَمَىْ رقيبٍ وعتيد !! قفزتْ أُخرى وهى تضرب صدرَها بكفِّها : تَهْ ، تَهْ يا بنات أُمى ..إنَّها لا زالتْ فى مشيمةِ قُصاصتِها الأولى ! .. لم يَفُض عذريَّتَها نهارٌ قط ؛ وذلك غاية مُبتغاها ومبتغانا جميعاً !.. ثم ذابتْ ضحكاتُهنَّ فيما بينهنَّ شوقاً وتوْقاً للنهار ! - أنْ تخرجَ فى عُباءتِها الفُصحى أو ثوبها السودانى الأصيل . قالتْ قائلةٌ - بعد أنْ غمزتْ بعيْنِها - : فليطمئنَّ قلبُكِ مِن هذه الناحية .. فلسانُ (جميلتِنا) أينما ورَدَ ؛ صدرَ عن زلالٍ نمير ؛ أشطانُه لا تقصِّر ودِلائُه لا تخيب !! - أنْ لا يقِل حجمُها عن المتعة ولا يزيد عن روعة جنسها فيبعث بالملل !! وقفتْ الجميلةُ وهى تتأمَّل قوامَها الممشوقَ فى المرآةِ مركِّزةً على خصرها الضامر وما تحته فاندلقتْ ضحكةُ غنْجٍ بالجوار – وهى تصفع ذلك التأمُّل المترجرِج برفقٍ – قائلةٌ : (بسم الله ، ماشاء الله ..أشهى ما يطلبهُ الطلاَّب !!
جايى
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: قِصَّةُ قِصَّة ! (Re: shazaly gafar)
|
عضَّتْ على الجَزَع بنواجذ الصَّبْر وركَضَتْ .. تعثَّرتْ ، لا زال الزحامُ وتبعاتُه سَيِّدَىْ الموقف ، بين كلِّ شخصٍ وشخصٍ ؛ شخصٌ آخر .. كادت أنْ تتحلَّل من مَخيطِ حُلمها وحِلْمِها .. أوشكت أنْ تتخلَّى عن قدَمَيْها أو تخلع الطريق .. انسلخ النهارُ من حِزْبِ يومِه ؛ ولج الليلُ فيه ! .. تبادلا مَقْعَديْهما على عَجَل .. تنحَّى هزيعُ الليلِ للسَّحَر ..تنفَّس الصُبحُ في وجْهِ ضُحاه .. التصق الزوالُ بقفا الأصيل .. توارى الأصيلُ جزَعاً خلفَ الغروب .. عَسْعَسَ الليلُ ؛ وقَّعَ اتِّفاقيَّةً – إقصائيةً للنومِ – مع الكوابيس .. مَحَتْها أشِعَّةُ الصباح، وهكذا وهكذا تكاثرت الأيَّامُ فى وَكْرِ الرَّتابة فأنجبتْ دهراً من الانتظارِ الكسيح !!.. والجميلةُ لمَّا تزَلْ تبحلقُ فى وجْهِ الغرابة .. تحدِّقُ فى عجاجِ الهرج والمرج ، تبحث عن أىِّ خيطٍ أبيض يُشير إلى تتويجِها أميرةً فى كرنفال الجمال المزعوم ! .. شبَّتْ واشرأبَّتْ .. لمحتْ لافتةً مُضيئةً كُتبَ عليها :(يُشجِّعون ) .. شقَّتْ الزِّحامَ بشقِّ الأنْفُسِ .. دنتْ فقرأتْ :(يُحبطون ويثبِّطون الهِمَم ) !..ازدردتْ ريقها التفَتتْ إلى الناحية الأُخرى .. رَمقتْ لوحةً عملاقةً :( يُثمِّنون) .. استنفرتْ قُواها ..تخطَّت الرِّقابَ ..تمعَّنتْ فقرأتْ : (يُبخسون الناسَ أشياءَهم ) ..تأفَّفَتْ ..خلَّلتْ شَعرها ..عركَتْ وجهها واستدارتْ ..فركَتْ عَيْنَيْها ..تراءى لها فى البعيدِ :( يدعمون ) ..قفزتْ .. هرعتْ . لكزتْ بكوعها .. داستْ بقَدَمِها .. دفعتْ بكتِفَيْها وكفِّيْها ، وما أنْ اقتربتْ حتى قرأتْ : ( يستنزفون ) .. نزفتْ جبهتُها إذْ خاب مشروعُها .. نزف صبرُها .. حاضتْ .. بصقتْ على وجه العبَث والهُراء . حزمتْ أمرها .. يمَّمتْ وجهها شطرَ أترابها القابعات فى عُزلةِ الأدراج وغياهب الدفاتر وفى الخاطر ترتسم خارطةُ سيرٍ جديدةٍ لرحلةٍ جديدةٍ تنقذهنًَّ جميعاً .. تأبَّطتْ نَفْسَها وامتطتْ دربَها راجلةً هذه المرَّة وهى تردِّد مع (العقَّاد ) : أنا راكبٌ رِجْلى فلا أمْرٌ علىَّ ولا ضريبة كذلك راكبٌ رأسى فى هذه الدنيا العجيبة جاءتْ تجرجرُ قَدَمَيْها .. تسلَّلتْ إلى مخدعها .. ألقتْ بجسدِها المُنهَك عليه ، وبعد برهةٍ ؛ سقطتْ عليها – مثلَ ورقةِ التوت – هذه القصَّة !![/green] وبس
| |
 
|
|
|
|
|
|
|