قصة قصيرة/عندما تفكِّر الشمس فى الغروب

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 11:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة شاذلى جعفر شقَّاق(shazaly gafar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2004, 07:54 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة قصيرة/عندما تفكِّر الشمس فى الغروب

    عندما تفكر الشمس فى الغروب
    شاذلى جعفر شقاق


    كانت الشمس تفكر بالغروب بينما كان الطيب يتأمل أفكارها الرائعة سيما عندما أدلت ثدييها للأفق الرضيع لينهل

    منهماذهب الرحيل حتى يسمح لها بالأفول .

    وكانت هنالك نسمة تتراقص على خميلة الشاطئ تهيئ نفسها لعبور النيل ,وبينما هى تسبح فوق سطح النيل اذ بجزيرة

    مغرورة قد اعترضت مسيرها فتشبست الأغصان بأعطافها ,وقبٌل الزهر خدودها ,ودغدغ السحر صدرها وكأدت أن تذوب .. النسمة

    الريانة كادت أن تذوب فى محتويات الجزيرة المغرورة ,لولا أن موج النيل إهتاج قائلادعو النسمة تعبر ,إنها صديقة

    السحاب والسحاب إبنى). هكذا زكاها الموج وذلَل صعابها ويسر أمرها,فما فتئت النسمة تعبر جزيرة بعد جزيرة حتى وصلت

    الشاطئ الآخر .

    قال (الطيب) لنفسه يالجمال محسوبية النيل, ويالروعة رشوة الشمس عند المغيب,وعرف عندها معنى أن يمطر ثدى الشمس

    ذهبا فى فم الأفق الرضيع ).

    ثم رجع يقلب الماضى ويركل الحاضر ويشيح وجهه عن المستقبل ,فتذكر ذلك اليوم الأغبر ,يوم الإجتماع السنوى لقريته

    الصغيرة ,وهو لم يزل بعد يافعا,حيث الرجال يجيئون ويذهبون ويحمل كل واحد منهم عصا غليظة بيمناه ويتحسس سكينه

    الرابضة على ذراعه اليسرى. فذلك هو يوم (نبش الضغائن) الذى يشفئ كل واحد منهم غليله فى أخيه تذرعا بمناقشة قضايا

    القرية,فتذوب كل القضايا فى بعضها البعض ,مايتعلق بالسواقى والجروف والميراث حتى الزواج والطلاق ,لذا كانوا

    يذهبون وهم مدججون بالسلاح والكلام المباح وغير المباح ولم يكن إجتماعهم إلانطاح فى مراح. هكذا يمارسون الحياة لانهم

    إختاروا ذلك. أو لانهم إختير لهم ذلك.

    وفى الليل سمع (الطيب) جدته تسأل جده عما حدث فى الإجتماع ,وكانت تقولسجم خشم البلد القاضى فيها الفاضى,كيف

    تربى السعية كان مالقت ساعى .فى زمن المحن اتلخبط السكران والواعى). هكذا كن النساء يتجاذبن اطراف الحديث عن

    شئون القرية مع ازواجهن فى البيوت فقط, وكان الرجل يعتبر كلامها فى هذا الخصوص ضرب من ضروب المؤانسة الزوجية

    ولايأخذ رائها بمحمل الجد ولو كان صائبا.

    وفى ذات يوم من أيام القحط الإرادى زارهم الوالى فى وفد رفيع الجلابيب والعمم,وكان من قام بالتحضير لهذا اليوم هو

    (ودالقاضى) ذلك الرجل الذى يجيد الملق أكثر من أى شئ آخر ,تم إختياره أن يعمل على تعبئة النفوس لمناصرة الوالى

    فى الدورة الإنتخابية القادمة ,وصل الوالى فى وفد الصخب والجلبة والضوضاء وكانوا يكبرون ويهللون كيوم (تحرير

    القدس) القادم. ولم يلبث الوالى أن نهض ليضاجع اللغة على المنبر ويتحدث عن مشاريعه التى فى رحم الغيب ووعوده

    التى يحملها موج السراب العرقوبى,واحيانا تتزحزح من تحته اللغة فيهمهم ويتلعثم فيتوه كلامه عن المسامع كما تاه عن

    الصواب ,ولكنهم ايضا يهللون ويكبرون ياللعجب!! لماذا يكبرون لكلام لم يسمعوه أو يعوه ؟؟؟ قال (الطيب) ولماذا

    ينفعلون بلاقضية ؟؟؟ ولماذا يتبعون كل من تقدمهم؟؟؟ وأكثر ماأثار دهشة (الطيب) هو ودالقاضى الذى بكى حتى خضب

    لحيته بدموع التماسيح تلك اللحية التى نبتت على ذقن المصلحة المجدب ,فعندما سمع (ودالقاضى) بالشعارات الإسلامية

    التى رفعت الدولة ,فكر فى رفعة نفسه ,لذلك أطلق العنان للحيته وأكثر من عبارات التضحية والإستشهاد والإحتساب فكان

    يكبر حتى عندما يسمع نكتة جديدة ,بذلك إستطاع أن يلفت أنظار المسوؤلين عن البلد حتى ولوُه شئون القرية ثم المحلية

    ثم

    المحافظة ,فصار يلبس العباءة ويخطب بعصا الأبنوس ويحث الناس على تجهيز الغزاة, فإن صندوق التبرعات لم تغلق ابوابه

    حتى فى اليوم الأول من ايام التشريق.

    وتقلبت الأيام على ظهور المتعبين ,وهوى الزمان بسيفه على جسد النظام الحاكم فانشق إلى نصفين. لهذا إخذت الحيرة

    (ودالقاضى) فهو لايدرى أى الطريقين يؤدى به الى الغاية التى يريدها. وبعد بحث قليل دلته خطبة عصماء الى

    الطريق ,ولكن بعد أن إنكشف الغطاء وبان المستتر وجد (ودالقاضى) نفسه قد إختار الطريق الذى لايرجوه ,فحاول أن يسلك

    الدربين تاه. وحاول أن يركب السرجين وقع.

    وبعد زمان قصير خرج (الطيب) يسلئ نفسه بالتمشى ,ويخيط من الليل ثوبا لوحشته العارية ,ويصارع الإحساس بالغربة داخل

    الوطن ,وكان فى كل جولة يجد نفسه مصروعا, فبينما كان يثفل التراب من فمه محاولا أن يجد مبررا للهزائم المتوالية,

    اذا به يرى شيئا مكوما_كاحلامه_ على قارعة الطريق وما أن دنا منه ليتبين ملامحه المطموسة, تأكد أنه (ودالقاضى)غير

    أنه حليق الذقن مخمورا حتى الثمالة,يقول بصوت متقطع وكلمات مهزومات أريد الذهاب إلى حفل غنائى ولكن سقطت فى

    الطريق قبل أن أصل مكان الحفل كما سقطت قبل أن أصل مقام المجد الدنيوى الساقط.)

    يقول (الطيب) ايقنت عندئذ أنه عندما تفكر الشمس فى الغروب ,كل شئ فى نفسى وفى بلدى يفكر فى الغروب).



    --------------------------------------------------------------------------------
    Express yourself instantly with MSN Messenger! Download today it's FREE! MSN Messenger

    (عدل بواسطة shazaly gafar on 03-25-2006, 03:40 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de