|
عبد الوهاب محمد وردى يغتصب معلَّقة عنترة
|
برنامج مع النجوم الذى يقدمه الاستاذ عابد سيداحمد من خلال تلفزيون الخرطوم أعاد مساء أمس بثَّ احدى حلقاته التى استضاف فبها الدكتورة مريم الصادق المهدى والصحافية منى محمود ابو العزائم والمغنى الشاب عبد الوهاب محمد وردى,وهؤلاء الثلاثة ابناء لعمالقة يُشار اليهم بالبنان كلٌّ يتألَّق فى سماء ابداعه ومجال فنه,وعلى الطريق ذاته يتلمَّس الاشبال الثلاثة خطى آباءهم ,وهذا هو الفلك الذى تدور حوله فكرة حلقة البرنامج. وفى تقديرى أنَّ الحلقة كانت شيَّقة وشهية,ونكهتها تكمن فى رأى اساتذة علم النفس والاجتماع الذين استطلعهم البرنامج من خارج الاستديو ليمتزج العام بالخاص وتلتقى النظريات العلمية بالتجارب الشخصية. لا اودُّ أن اغوص فى موضوع الحلقة ولكنى أشير الى اللحن الذى قدَّمه المغنى عبد الوهاب محمد وردى الذى اختار معلَّقة عنترة بن شدَّاد : هل غادر الشعراءُ من متردَّمِ أم هل عرفتَ الدارَ بعد توهُّمِ ليعلِّقها بين أنامله وحنجرته قناعةً منه بالشعر الجاهلى الذى لا يختلف اثنان على جودته.ولكنه وبكل أسف ارتكب اخطاءً لغويةً تصطكُّ منها الاسنان فى حق المعلقة الذهبية,حيث جعل اللام الشمسية فى كلمة(الشعراء)لاماً قمريةً وكذلك فى كلمة(الدار)بل ذهب الى أكثر من ذلك حيث نصب الفاعل-كلمة الشعراء نفسها-وتكررت هذه الأخطاء بعدد مرات ترديد البيت المعنى,فان كانت هذه الاخطاء نتيجة لترويض الكلمات على اللحن والموسيقى فهو فشل ذريع وسقطة فى أول الطريق لرجل هجر الاقتصاد ليدرس الموسيقى ويمتهن الغناء وهذه مصيبة,اما اذا كانت الاخطاء لغوية محضة فهى مصيبة أكبر,فكيف يستطيع التطريب من يمتطى معلقة عنترة بن شدَّاد دون سرج أو لجام. أذكر هنا طُرفة تُنسب الى العلَّامة الراحل المقيم د.عبدالله الطيب-والعهدة على مجالس طق الحنك-عندما قال له ذلك الرجل (اتمنى لك نومةٌ هنوءةٌ)فقال له العلامة(كيف أنام نوماً هنيئاً واللغة العربية تُنحر هكذا؟!!!). كنت اتمنى أن يفتح الله على ضيوف البرنامج داخل أو خارج الاستديو بقول على بن ابى طالب كرم الله وجهه: انَّ الفتى من يقول هأنذا ليس الفتى من يقول كان أبى
|
|
|
|
|
|