|
رواح بُنَيَّتى ..أهلاً بكِ ويا ألفَ مرحى ..
|
مِن كُوَّة المفارح الخاصَّة شاذلى جعفر شقَّاق
عيناكِ مُغمضتان ، وعلى الخدَّين بقايا إجهاش تَشِى به تجاعيدُ بضَّةٌ لم ترتَخِ على أريكة التشكُّل الأخير بعد ، وفى الخاطر يتشكَّل حمأٌ مسنون على شَطِّ كـان الأُولى ..إبهامُكِ والفمُ الصغير يعزفان على غريزة البقاء .. السّحْنةُ فى غِنىً عن تدبُّرِ منابت الأظافر الناعمة أو الأذنين . وها أنذا أقف حافياً إلاَّ مِن جوارب لهفتى واغتباطى لأتلو َ نشيدَ إيمانى الريَّانَ فيهما (الأذنين) .. لأُقيمَ صلاة وجدى .. خاشعٌ أنا فى محراب الصمتِ الساكن إلاَّ مِن هسيس نشوة ؛ ترسمه ابتسامةُ حُنُوٍّ على وجه ٍ رحيم ، تحفِّزُ بشارتُها للنوَالِ – وإنْ شئتَ (البخْشيش) – المتقافز فوق حدود الممكن والمُستَطاع .. أمى التى غدتْ بكِ جَدَّةً .. أمى التى عكفتْ على وحيدِها كلَّ تلك السنون الطِوال .. أمِّى التى لم تضع علامةَ صاح فى دفتر أحلامها أمام كلمة (بنت) ؛ اليوم هشَّتْ للُقياكِ وأجهشتْ – وهى تدثِّركِ بالتعاويذ والهمهمات- بالفرح وفاضت عيناها . وأنا أتأمَّل زهرةَ عشقى عن كَثَب ، منذ أن كانت أرضاً بِكْراً قبل موسم البذار .. بل منذ أن كانت غراماً فى عَيْنَى (الشادوف) والأحواض المتناسقة تجويداً وهندسةً وحُسْن استهلالٍ لقصيدةٍ سادرةٍ فى غَىِّ التداعى والتماهى فى ظلال الإلهام الوارفة على موسيقى سواقى الحنين اسحاراً وعشيَّات . وعندما تكوَّر بطنُ الأرضِ القصيدة ؛ طفق الأفق ينسج معاطفَ البذوغ الشفيفة ؛ يوصل ويرتق .. يدبِّج ويرصِّع من بدائع قوس قزح منمنماتِ اللحن القادم من رحم الأمانى الشيِّقات .. وفجأةً تُخْتَطَف كفٌّ متحسِّسةً ويُوعذ لها بالإنصات لاقتناصِ لحظة فرْفرة عابرة .. لماذا كنت تفرفرين يا عزيزتى . أكنتِ تبحثين عن جنبٍ مُريح ؟ أكنتِ تُعلنين عن وجودك هنا ؟ أم كنتِ تعلِّلين لهفتَنا وطولَ انتظارنا ؟ وأنتِ – الآن – بين يدىَّ يا قصيدتى العصماء .. خفيفة المَهْدِ كنسمةِ جروفٍ عند الأصيل .. اتفحَّص مَبناكِ ومعناكِ وسائر عناصر الإبداع فيك يا قشيبة ..أتذوَّقكِ تفعيلةً تفعيلة ..صورةً صورة ..إيماءةً إيماءة ..وأنتِ ترفلين فى شئٍ من الرَّهَق وقليلٍ من القلق .. وهل يكتب الشِّعر سوى القلق ؟! فلطالما نقَّبتُ عن محار الدَّهشة فى الأعماقِ القصيَّة .. فى ازورار البحر عن مدِّ اليَبس ..فى انبلاج الفجر من سُدَف الغسق .. فى اصفرار الشمسِ وهى تلهج بالمغيب .. كلُّ ذلك تداعى بغتةً إزاء حسن استهلالك الوضئ .. أُسقط فى يدِ التوقُّعِ والترقُّبِ عند مجيئك.. لذلك كان الفرحُ الفارعُ - الذى ينحنى أمام فِراشِك الآن – قادماً من حيث لا يحتسب ولا احتسب ، غير أنَّه على كلِّ حال جاء ليبيعنى غبطةً بصبرٍ طويل! آه لو كنت تعلمين ! .. إنِّى أريدك أن تعلمى أنَّ كلَّ ما مرَّ من عمرى قبلكِ كان غُدُوَّاً ، وأنت رواحى !! .. فلله الحمْدُ والمنَّةُ والشكرُ كلُّه ..ويا رواحى ألف مرحى !!
نُشر بالوفاق
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رواح بُنَيَّتى ..أهلاً بكِ ويا ألفَ مرحى .. (Re: shazaly gafar)
|
Quote:
وأنتِ – الآن – بين يدىَّ يا قصيدتى العصماء .. خفيفة المَهْدِ كنسمةِ جروفٍ عند الأصيل .. اتفحَّص مَبناكِ ومعناكِ وسائر عناصر الإبداع فيك يا قشيبة ..أتذوَّقكِ تفعيلةً تفعيلة ..صورةً صورة ..إيماءةً إيماءة ..وأنتِ ترفلين فى شئٍ من الرَّهَق وقليلٍ من القلق .. وهل يكتب الشِّعر سوى القلق ؟! فلطالما نقَّبتُ عن محار الدَّهشة فى الأعماقِ القصيَّة .. فى ازورار البحر عن مدِّ اليَبس ..فى انبلاج الفجر من سُدَف الغسق .. فى اصفرار الشمسِ وهى تلهج بالمغيب .. كلُّ ذلك تداعى بغتةً إزاء حسن استهلالك الوضئ .. أُسقط فى يدِ التوقُّعِ والترقُّبِ عند مجيئك.. لذلك كان الفرحُ الفارعُ - الذى ينحنى أمام فِراشِك الآن – قادماً من حيث لا يحتسب ولا احتسب ، غير أنَّه على كلِّ حال جاء ليبيعنى غبطةً بصبرٍ طويل! آه لو كنت تعلمين ! .. إنِّى أريدك أن تعلمى أنَّ كلَّ ما مرَّ من عمرى قبلكِ كان غُدُوَّاً ، وأنت رواحى !! .. فلله الحمْدُ والمنَّةُ والشكرُ كلُّه ..ويا رواحى ألف مرحى !!
|
Dear brother Shazaly
salam
Millions Mabrooooooooook
| |
|
|
|
|
|
|
|