|
حاجاتنا الجميلة
|
بعد انقطاع عن ممارسة الحياة الاجتماعية -برهةً من الزمن-فى حِلَّتنا الجميلة ،لظروف الدنيا؛فقد احتسيت البارحة أكْؤساً معتَّقةً من نمير الصِّلات الطَّيبة أوصلتنى حدَّ الانتشاء بروعة (حاجاتنا)الجميلة التى لا يصيبها صدأ التغيير ،ولا تنال منها الأيَّام ،ولا تغشاها صروفُ الليالى . وقد كان صاحب الحفل (العريس) هو صاحب البقالة الكبيرة القادم من تلكم البقعة الخضراء من بقاع بلدى الجميل .فهو أراد أن يحتفى بنا هُنا ونحتفى به قبل أن يُكمِل مراسم زواجه فى بلدته. رغم اختلاف السحنات والملامح الثقافية لأهل (حِلَّتنا) الذين يمثِّلون المليون ميل عشق هطَّال ،فقد رأيتهم يتوافدون صوب المنهل الاجتماعىِّ العذب ؛جماعاتٍ وفردانا . هناك فى منزل الجيران؛جيران صاحب البقالة ،حيث الكراسى المرصوفة ،والمناضد المنضودة ،قُبالة النخلتين اللتين تقفان كصديقتين جميلتين ،تتهامسان وتتمايسان فى حانة الحميمية المترنِّحة،هناك فى منزل الجيران كانت (القيمة الانسانية الاجتماعية) تجلس بين الرجال واضعةً رجلها على الأُخرى ،دون أن تُوصَف بقلِّة الحياء ،يا الله ..يا له من جمالٍ فتَّان ،وسحْرٍ يخلب الألباب ! . ولعل من الطرائف التى أضحكتنى (مع نفسى ) أنَّ جُلَّ الحاضرين ان لم يكن كلهم -وأنا منهم-من أصحاب الاستدانة من العريس(صاحب البقالة) هم (ناس) الرائع (حمّيد)القائل عنهم (ناس مجرورة وتجُرْ)ذوى الدَّخل المحدود والعقل المسدود . الجميع هُنا يرشفون المجاملة ،على ايقاع (المديح) الصادر من حُنجرة جهاز التسجيل الهائم بين النخلتين الرائعتين . ثم يتوجَّه كل واحد -بعد ذلك- نحو (الكَشِفْ) ليهمس فى أُذن (كاتبه) كأنَّه يخفى أمراً ،فيدسّ فى يده (قيمة انسانية رائعة) ثم يودع أُذنَ (العريس) -جهراً-قوله : ربّنا يتم على خير
|
|
|
|
|
|